بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جوانب اخرى من جوانب اخرى من الاعجاز
اولا : الاعجاز الغيبى :
بالنسبة للتحدى على الاتيان بمثل القرآن :
1- بالنسبة للتحدى على الاتيان بمثل القرآن نجد ان الاعجاز ليس فقط فى التحدى , ولكن فى اعلان وعرض هذا التحدى الذى يحمل فى طياته ثقة بالغة لا يمكن ان تتاتى الا لنبى او رسول فى تحقق العجز عن الاتيان بمثل القرآن , رغم الاحتمال الغالب و القائم بل اليقينى بان ياتى احد الجاهلين بكلام فارغ ويدعى كاذبا بانه معارض او مماثل للقرآن ويمكن لجاهل اخر ان يتبعه ويمشى وراءه فيتشكل حزب ياخذ فى الاتساع ويمكن ان نتخيل ما سوف يترتب على ذلك من حدوث بلبلة وخلط مع الانتباه والتذكير بان هذا الاحتمال كان يملك فى السابق كل اسباب القوة (من حافز وخبرة ومقدرة لغوية ومال وعتاد) ومع كل ذلك لم يحدث بصرف النظر عن كون ذلك اعجاز او تعجيز فاحدهما ناتج عن القدرة الالهية والاخر ناتج عن العلم الالهى وكلاهما يثبتان المصدر الربانى واذا تم فتح المجال لمعارضة القرآن كما حدث مع مسيلمة الكذاب وغيره من الحمقى فلم يحدث هذا الا ليتم الحكم عليها وعليه ممن هم اهل للحكم والتقييم واساطين للادب والبلاغة فى زمن لا يقارن للفصحاء والبلغاء لن يتكرر ليقروا على ماذا ؟ على وضع هذه المعارضات فى مزبلة التاريخ , شهادة خالدة يعلم منها كل انسان يجد فى نفسه مقدرة على معارضة القرآن ان ذلك ليست مقدرة بل تلبيس شيطانى و اختبار واستدراج لمن لا يعى الدروس التاريخية وما حدث لاهل مكة من عجز مع قدراتهم اللغوية ومن يجادل فى هذه النقطة فليقرأ مرة اخرى ما قاله الامام الغزالى والباقلانى والرافعى.
2- الاعجاز لا ينفك عن الطريقة المستخدمة لاظهاره وتمثلت فى ذلك التحدى الرائع على الاتيان بالمثل , ليصبح الاعجاز محيط بكل الجوانب , فلو تم عرض القرآن للتقييم والحكم لدى الاطراف المعنية دون هذا التحدى , لتفاوتت الاراء واختلفت , ولتداخلت فيها الاهواء والنزوات والنزعات والقناعات والمقاييس الشخصية , مما سوف يؤثر على موضوعية الحكم بالسلب ويجعله اقرب شىء الى النسبية لا الطلاقة , لذلك حسم القرآن الامر فى ذلك مطلقا , بذلك العرض الحاسم و المعجز ... الذى اظهر الاعجاز مع الكثير من الضمانات التى تضمن للحكم والتقييم البعد عن تداخل الاهواء او المماطلة والتحامل و التعصب واستخدام القناعات والمقاييس الشخصية
3- بالنسبة لعرب الجاهلية "دفع تحدي المتحدي بنظم كلام أهون من الدفع بالسيف مع ما جرى على العرب من المسلمين بالأسر والقتل والسبي وشن الغارات، ثم ما ذكروه غير دافع غرضنا، فإن انصرافهم عن المعارضة لم يكن إلا بصرف من الله تعالى، والصرف عن المقدور المعتاد من أعظم المعجزات، فلو قال نبي آية صدقي أني في هذا اليوم أحرك أصبعي ولا يقدر أحد من البشر على معارضتي، فلم يعارضه أحد في ذلك اليوم، ثبت صدقه، وكان فقد قدرتهم على الحركة مع سلامة الأعضاء من أعظم المعجزات. وإن فرض وجود القدرة ففقد داعيتهم وصرفهم عن المعارضة من أعظم المعجزات، مهما كانت حاجتهم ماسةً إلى الدفع باستيلاء النبي على رقابهم وأموالهم، وذلك كله معلوم على الضرورة". (الاقتصاد فى الاعتقاد)
4- كل النبوءات التى اخبر بها القرآن حدثت وتحققت ولم تقتصر على عم الرسول صلى الله عليه وسلم فقط بل امتدت لتشمل الوليد بن المغيرة وفتح مكة وانتصار الروم وما تحدث به النفس لتصبح هذه القضية قضية منتهية فنحن امام حقيقة مفادها ان القرآن قد خرق الغيب .
وخرق الحواجز سواء كانت النفس او الزمان او المكان لن يكون بصورة افضل من هذه الصورة .
اخبار بقترن بالتحفيز والاستفزاز لتضافر الهمم بالنسبة للجانب المقابل للعمل على عدم التحقيق او الاستخدام المعاكس حتى تكون النتيجة السابقة (خرق القرآن للحواجز) فى اقوى وابهى صورها .
اما التصورات المندرج تحتها احتمالات تتردد بين ممكن , ولو لفتح مجال للنسخ فلن تغير هذه الحقيقة او تفتح ملف لقضية منتهية , وما هى الا تلبيسات شيطانية تكررت بنفس السيناريو للعديد من الاشخاص لتدل على وحدة السينارست .
كما ان السورة والايات الكريمة التى حملت فى طياتها هذه التنبوءات لا تتضمن وعد او وعيد مسبوق بشرط او قيد , كأن يقال بالنسبة لعم الرسول ان لم ينتهى او ان لم يؤمن سيصلى النار , كما ورد فى قوله تعالى "وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ" وقوله تعالى "لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم ".
مما يعنى ان الامر كله كان معنيا بالنهاية بصرف النظر عن اى شىء اخر , فالسورة الكريمة لم تتضمن انذار او تحذير للتحفيز على الدخول فى الايمان , ولم تتضمن حكم يحتمل التخفيف انما ما تضمنته اقرار واخبار بنهاية محتومة .
وهناك ايات كثيرة تتضمن ما لم تتضمنه السورة الكريمة مما ذكرنا , وبالتالى تفتح مجال لاحتمالات اخرى تندرج تحت الناسخ والمنسوخ , واى قارىء للقرآن يمكنه التفريق بين ذلك وذلك , سياق يحتمل النسخ وسياق لا يحتمل ذلك ومن المعروف ان النسخ جائز شرعا نظرا لاختلاف وتفاوت الظروف والحاجة الى التدرج من الاسهل الى الاصعب او من الاصعب الى الاسهل .
يتبع بعون الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جوانب اخرى من جوانب اخرى من الاعجاز
اولا : الاعجاز الغيبى :
بالنسبة للتحدى على الاتيان بمثل القرآن :
1- بالنسبة للتحدى على الاتيان بمثل القرآن نجد ان الاعجاز ليس فقط فى التحدى , ولكن فى اعلان وعرض هذا التحدى الذى يحمل فى طياته ثقة بالغة لا يمكن ان تتاتى الا لنبى او رسول فى تحقق العجز عن الاتيان بمثل القرآن , رغم الاحتمال الغالب و القائم بل اليقينى بان ياتى احد الجاهلين بكلام فارغ ويدعى كاذبا بانه معارض او مماثل للقرآن ويمكن لجاهل اخر ان يتبعه ويمشى وراءه فيتشكل حزب ياخذ فى الاتساع ويمكن ان نتخيل ما سوف يترتب على ذلك من حدوث بلبلة وخلط مع الانتباه والتذكير بان هذا الاحتمال كان يملك فى السابق كل اسباب القوة (من حافز وخبرة ومقدرة لغوية ومال وعتاد) ومع كل ذلك لم يحدث بصرف النظر عن كون ذلك اعجاز او تعجيز فاحدهما ناتج عن القدرة الالهية والاخر ناتج عن العلم الالهى وكلاهما يثبتان المصدر الربانى واذا تم فتح المجال لمعارضة القرآن كما حدث مع مسيلمة الكذاب وغيره من الحمقى فلم يحدث هذا الا ليتم الحكم عليها وعليه ممن هم اهل للحكم والتقييم واساطين للادب والبلاغة فى زمن لا يقارن للفصحاء والبلغاء لن يتكرر ليقروا على ماذا ؟ على وضع هذه المعارضات فى مزبلة التاريخ , شهادة خالدة يعلم منها كل انسان يجد فى نفسه مقدرة على معارضة القرآن ان ذلك ليست مقدرة بل تلبيس شيطانى و اختبار واستدراج لمن لا يعى الدروس التاريخية وما حدث لاهل مكة من عجز مع قدراتهم اللغوية ومن يجادل فى هذه النقطة فليقرأ مرة اخرى ما قاله الامام الغزالى والباقلانى والرافعى.
2- الاعجاز لا ينفك عن الطريقة المستخدمة لاظهاره وتمثلت فى ذلك التحدى الرائع على الاتيان بالمثل , ليصبح الاعجاز محيط بكل الجوانب , فلو تم عرض القرآن للتقييم والحكم لدى الاطراف المعنية دون هذا التحدى , لتفاوتت الاراء واختلفت , ولتداخلت فيها الاهواء والنزوات والنزعات والقناعات والمقاييس الشخصية , مما سوف يؤثر على موضوعية الحكم بالسلب ويجعله اقرب شىء الى النسبية لا الطلاقة , لذلك حسم القرآن الامر فى ذلك مطلقا , بذلك العرض الحاسم و المعجز ... الذى اظهر الاعجاز مع الكثير من الضمانات التى تضمن للحكم والتقييم البعد عن تداخل الاهواء او المماطلة والتحامل و التعصب واستخدام القناعات والمقاييس الشخصية
3- بالنسبة لعرب الجاهلية "دفع تحدي المتحدي بنظم كلام أهون من الدفع بالسيف مع ما جرى على العرب من المسلمين بالأسر والقتل والسبي وشن الغارات، ثم ما ذكروه غير دافع غرضنا، فإن انصرافهم عن المعارضة لم يكن إلا بصرف من الله تعالى، والصرف عن المقدور المعتاد من أعظم المعجزات، فلو قال نبي آية صدقي أني في هذا اليوم أحرك أصبعي ولا يقدر أحد من البشر على معارضتي، فلم يعارضه أحد في ذلك اليوم، ثبت صدقه، وكان فقد قدرتهم على الحركة مع سلامة الأعضاء من أعظم المعجزات. وإن فرض وجود القدرة ففقد داعيتهم وصرفهم عن المعارضة من أعظم المعجزات، مهما كانت حاجتهم ماسةً إلى الدفع باستيلاء النبي على رقابهم وأموالهم، وذلك كله معلوم على الضرورة". (الاقتصاد فى الاعتقاد)
4- كل النبوءات التى اخبر بها القرآن حدثت وتحققت ولم تقتصر على عم الرسول صلى الله عليه وسلم فقط بل امتدت لتشمل الوليد بن المغيرة وفتح مكة وانتصار الروم وما تحدث به النفس لتصبح هذه القضية قضية منتهية فنحن امام حقيقة مفادها ان القرآن قد خرق الغيب .
وخرق الحواجز سواء كانت النفس او الزمان او المكان لن يكون بصورة افضل من هذه الصورة .
اخبار بقترن بالتحفيز والاستفزاز لتضافر الهمم بالنسبة للجانب المقابل للعمل على عدم التحقيق او الاستخدام المعاكس حتى تكون النتيجة السابقة (خرق القرآن للحواجز) فى اقوى وابهى صورها .
اما التصورات المندرج تحتها احتمالات تتردد بين ممكن , ولو لفتح مجال للنسخ فلن تغير هذه الحقيقة او تفتح ملف لقضية منتهية , وما هى الا تلبيسات شيطانية تكررت بنفس السيناريو للعديد من الاشخاص لتدل على وحدة السينارست .
كما ان السورة والايات الكريمة التى حملت فى طياتها هذه التنبوءات لا تتضمن وعد او وعيد مسبوق بشرط او قيد , كأن يقال بالنسبة لعم الرسول ان لم ينتهى او ان لم يؤمن سيصلى النار , كما ورد فى قوله تعالى "وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ" وقوله تعالى "لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم ".
مما يعنى ان الامر كله كان معنيا بالنهاية بصرف النظر عن اى شىء اخر , فالسورة الكريمة لم تتضمن انذار او تحذير للتحفيز على الدخول فى الايمان , ولم تتضمن حكم يحتمل التخفيف انما ما تضمنته اقرار واخبار بنهاية محتومة .
وهناك ايات كثيرة تتضمن ما لم تتضمنه السورة الكريمة مما ذكرنا , وبالتالى تفتح مجال لاحتمالات اخرى تندرج تحت الناسخ والمنسوخ , واى قارىء للقرآن يمكنه التفريق بين ذلك وذلك , سياق يحتمل النسخ وسياق لا يحتمل ذلك ومن المعروف ان النسخ جائز شرعا نظرا لاختلاف وتفاوت الظروف والحاجة الى التدرج من الاسهل الى الاصعب او من الاصعب الى الاسهل .
يتبع بعون الله
تعليق