الدين لله .. والوطن لله .. والجميع عبيد لله .. والأمر والملك كله لله

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ظل ظليل مسلم اكتشف المزيد حول ظل ظليل
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ظل ظليل
    مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

    • 26 أغس, 2008
    • 3506
    • باحث
    • مسلم

    الدين لله .. والوطن لله .. والجميع عبيد لله .. والأمر والملك كله لله

    الدين لله .. والوطن لله .. والجميع عبيد لله .. والأمر والملك كله لله

    الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

    مقولة: "الدين لله، والوطن للجميع"، التي اخترعها أعداء الأمة، هي وغيرَها من المقولات الكثيرة الرنانة الباطلة، والتي لا يلتزمها من وضعها ودندن بها؛ وإنما يُشَوشون بها على المسلمين، وقد راجت هذه المقولة على أبناء الإسلام، البعيدين عن تعاليم دينهم، أو المغيَّبين عن واقعهم، وعن مؤامرات الكفار ووسائلهم في إضلال المسلمين، حيث اغْتَرُّوا بالشعارات الجذابة والبراقة، ببراءة وغفلة وحسن نيَّة، ولم ينتبهوا للسُّمِّ الزعاف الطافح منها.

    والواقعُ أن أعداء الإسلام لمَّا عجزوا عن محاربته بالسيف، وأيقنوا استحالة ردِّ المسلمين عن دينهم عسكريًّا- لجؤوا إلى غزو عقولهم ثقافيًا، غزوٍ بَذَلُوا فيه الغالي والرخيص؛ لإخراج أبناء الإسلام عن الدين القويم، وإعادتهم إلى ضروب الوَثَنِيَّة، وكل ذلك تحت مسميات شتَّى، من أخطرها الدعوة لتقديس الوطن، واستبدال حدود الوطن بحدود الله، فتتلاشى عقيدة الحب في الله ورسوله؛ بدعوى الوحدة الوطنية بين نسيج الأمة الواحدة، التي تجمع الفرق تحت اسم القومية بدلاً من الدين، واستبدال عقيدة الولاء والبراء بشعار المواطنة؛ حتى خرج من عباءتهم المقولة الآثمة: "إن الكلام في العقيدة يُفَرِّق ولا يُجَمِّع"، وقد صاغوا عباراتٍ رنانةً، تُرهف السمع وتخطف القلب، وينخدع بها الغِرُّ؛ مثل: إحلال الوئام محل الشقاق، والتعاون والتحاب محل الأنانية والانتهازية، وهكذا دواليك، فوقع في شركهم كل غِرِّيِّر غافل عن الكتاب والسنة؛ وصدق الله العظيم: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} [الأنعام: 112، 113].

    ولو كانت تلك الشعارات حقًّا، لالتزمها مَن أطلقها؛ ولكنَّهم يُغالطون ويخادعون؛ لتبرير خُطَّتِهم الأثيمة، وتغطية باطلهم وتمريره على الأغمار والسطحيين، فيَرْمون الدِّين بالطائفية، وهم بها أحقُّ وأهلُها.

    أما هذه المقولة؛ فقد ظهرت في مصر مع ثورة 1919م المصرية، حيث نقلها عن الأعداء وأطلقها سعد زغلول؛ ليُثَبِّت النهج العلماني لمفهوم الدولة؛ بفصل الدين عن السياسة، وقد قامت على أسس فصل الدين عن الدولة، وقصْر الدين وأحكام القرآن الكريم على ما يتصل بتهذيب النفوس، وتقويم الأخلاق، وتحريك الهمم وحسب.

    قال الشيخ عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني في كتابه: "كواشف زيوف المذاهب الفكرية المعاصرة": "إن الديمقراطية باعتبارها تنادي: بأن الدين لله والوطن للجميع، وأن شأن الأقليات في الدولة كشأن الأكثرية في الحقوق والواجبات - تُمَكِّن الأقليات من التكاتف والتناصر؛ لاستغلال الوضع الديمقراطي ضد الأكثرية ومبادئها وعقائدها ودينها، وتمكنها أيضًا من التسلل إلى مراكز القوة في البلاد، ثم إلى طرد عناصر الأكثرية رويدًا رويدًا من هذه المراكز، بوسائل الإغراء، وبالتساعد والتساند مع الدول الخارجية، المرتبطة بالأقليات ارتباطًا عقديًا أو مذهبيًا، أو سياسيًّا أو قوميًا، أو غير ذلك.

    وتصحو الأكثرية من سباتها بعد حين؛ لتجد نفسها تحت براثن الأقلية، محكومة حكمًا ديكتاتوريًا ثوريًا مِن قِبَلها، مع أنها لم تصل إلى السلطة إلا عن طريق الديمقراطية.

    لقد كانت الديمقراطية بَغْلةً ذلولاً، أوصلت أعداء الأكثرية وحسَّادها والمتربصين الدوائر بها، إلى عربة ثيران ديكتاتورية الأقلية".

    وقال أيضًا: "وبالمفهوم المعاصر للوطنية، الذي روّجه الطامعون، بسلخ المسلمين من حقوقهم في السيادة على الأوطان الإسلامية، اتَّسع شعار الوطنية، حتى صار في المفهوم الشائع يضمُّ كل سكان الوطن الواحد، ولو كانوا في الأصل نزلاء، أو ضيوفه، أو مقيمين فيه بعهدٍ أو أمان أو ذمَّة، وبهذا التوسيع المقصود، الذي يراد به كيد المسلمين، مالكي الأوطان الحقيقيين، غدا هؤلاء النزلاءُ والضيوف المقيمون بعهد أو أمان أو ذمَّة - لهم في الملكية العامة للوطن حقوق متساوية لحقوق مالكيه الأصليين، وبمَكْرٍ مُدَبَّر انطلقت عبارة: "الدين لله والوطن للجميع"، وأطلق مروجو شعار الوطنية بين المسلمين حديثًا لا أصل له، نسبوه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - وهو: "حبُّ الوطن من الإيمان".

    وهذا التوسيع في حق الملكية العامة المشاعة للوطن - جَرَّ إلى التسليم بحق الجميع في إدارته السياسية، ولما كان هؤلاء الجميع مختلفي الأديان والمبادئ والعقائد، وقد صار لهم جميعًا الحق في الإدارة السياسية للوطن الواحد، بمقتضى مكيدة الزحف الانتقالي من فكرة إلى فكرة - كان لا بد من اللجوء إلى مكيدة أخرى، هي المناداة بفصل الدين عن السياسة، والمناداة بعلمانية الدولة.

    ثمّ لما تمكنت هذه الطوائف غير المسلمة من القوى الفعالة داخل بعض بلاد المسلمين، كَشفت الأقنعة عن وجوهها التي كانت تخادع بها، وتدّعي الإخاء الوطني، وصارت تدعي أن الوطن لها، وأخذت تنبش الدفائن؛ لتستخرج مزاعم تاريخية قديمة، سابقة للفتح الإسلامي، وهذه المزاعم لا أساس لها من الصحة.

    ثمّ أخذت تفرض سلطانها بالقوة في هذه البلاد، مؤيَّدةً من الدول الكبرى المعادية للإسلام والمسلمين، وحاربت الأكثريةَ المسلمة بضراوةٍ، وأخذت تَحْرِمها من حقوقها في أوطانها، حتى جعلتها بمثابة أقليات مستضعفة.

    وكانت لعبة شعار الوطنية مكيدةً، انخدع بها جمع غفير من المسلمين ببراءة وسلامة صدر، حتى استلّ أعداؤهم منهم معظم حقوقهم، ومعظم مقدّراتهم. اهـ. مختصرًا.

    وقال الشيخ عبدالرحمن الدوسري في "الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة": "هذه المقالة انبثقت مما قبلها، وصاغها الحاقدون على الإسلام، الذين رَمَوْه بالطائفية بهذه الصيغة المزوقة، إفكًا وتضليلاً؛ ليبْعِدوا حكم الله ويفصلوه عن جميع القضايا والشؤون، بحجة الوطن الذي جعلوه ندًّا لله، وفصلوا بسببه الدين عن الدولة، وحصروه في أضيق نطاق.

    فأعادوا بذلك الحكم القيصري والكِسْروي بألوان وأسماء جديدة - والعبرةُ بالمعاني لا بالأسماء والألقاب - من سوء التحكم، والأعمال المخالفة للشرع، وعدم العدل، فهي خطة شَرَكِيَّة قلَّ من انتبه لها، ولا يجوز للمسلمين إقرارها أبدًا، ولكن غلبت عليهم سلامة الصدر، فاغترُّوا بما يطلقه أولئك من الدجل والتهويل، ويخادعون به الله والمؤمنين، من دعوى تعظيم الدين، والارتفاع به عن مستوى السياسة التي هي غش وكذب؛ ليخدعوا به المسلمين ويخرسوهم.

    والله لا يرضى من عباده أن يتهاونوا بالحكم، ويتنازلوا عن حدوده قيدَ شَعْرة، أو تنقُص فيهم الرغبة الصادقة في تنفيذه – بدلاً من أن تنعدم – لحب وطن أو عشيرة، بل ولا لحب ولد أو والد أو أخ قريب.

    فالدين الذي لله يجب أن يسيطر على الجميع، ويكون أحب وأعز من الوطن، وأن لا يُتَّخذ الوطن أو العشيرة ندًّا من دون الله، ويعمل من أجله ما يخالف حكم الله، وتبذل النفوس والأموال دون كيان العصبية القومية.

    فهذه وَثَنِيَّة جديدة، أفظع من كل وثنية سبقتها؛ إذ يعملون تحت هذا الشعار الوثني ما يشاؤون، ويخططون لحياتهم الوطنية تخطيط من ليس مقيدًا بشريعة ربه.

    وكونها أفظع من كل وثنية هو لمزيد فِتْنَتها، وإخراجها للناس بهذا الأسلوب الذي صاغته أوروبا هروبًا من حكم الكنيسة؛ والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} [آل عمران: 149]، ويقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: 100].

    فيا له من دين! جعلوه يتلاشى أمام مصالح الوطن وأوضاعه التي يَتَعَشَّقونها، فكأنهم قالوا: "الدين لله يطرح ظِهْرِيًّا، ليس له حق في شؤوننا الوطنية؛ من سياسة، وعلم، واقتصاد، وغيره، مرحى مرحى لهذا الدين المعطَّل المطروح على الرف". اهـ. مختصرًا.

  • ابنة صلاح الدين
    مشرفة قسم القضايا التاريخية

    • 14 أغس, 2006
    • 4619
    • موظفة
    • مسلمة

    #2


    بارك الله فيك أخى ظل ظليل
    فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 يوم
    ردود 0
    6 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
    رد 1
    13 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
    رد 1
    12 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
    رد 1
    13 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
    ردود 2
    19 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    يعمل...