عبد الله بن حذافة السهمي... رضي الله عنه،
حين وقع
أسيرًا في أيدي الروم، وعلم به ملكهم، فأتى به وراوده عن دنيه،
فأبى عبد الله، فعرض عليه الملك نصف ماله فأبى، فحبسه، وآذاه،
ومنع عنه الطعام والشراب، ووضع بجواره لحم خنزير وخمرًا...
فلماانقضت ثلاثة أيام أخرجوه ولم يذق منها شيئًا، ولما سألوه قال:
والله لقد كان أحلَّه لي - لأنه مضطر... ولكن ما كنت لأشمتكم بدين الإسلام....
فيطلب منه الملك أن يقبِّل رأسه مقابل إطلاق سراحه، فيشترط ابن
حذافة إطلاق سلاح جميع أسرى المسلمين، ويوافق الملك، فيقبِّل ابن
حذافة رأسه... ويرجع إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ومعه أسرى
المسلمين،فيقوم عمر ويقبِّل رأس ابن حذافة...
وهو يقول: حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة...
العبرة من القصه ما كنت لاشمتكم بدين الاسلام
على الرغم ان صحابي رسول الله كان من الممكن ان يأخذ الملك والغنى وكل شئ ولكنه يعلم ان بعمله ثم يجعلهم يشمتون بدين الله ويقولون هذا كان مسلم وكفر بدين الله
والان ارى من المسلمون انفسهم من يشتموا في دين الله وهو مسلمون وكل ما في قلوبهم لو حكم الاسلام فسوف يقطع الرؤوس والايادي والارجل وفقط والله ما هذا بدين الله دين الله منهاج أمة بأكملها دين الله قول حق لا يأتيه الباطل .
فتجد مسلمين على الانترنت يتهمون مشايخ بالباطل فبالامس القريب شتم أحدهم شيخ الازهر واتهمه بتحصيل اموال بدون وجه حق ثم شتم البعض الشيخ محمد حسين يعقوب واتهمه بأنه ضد المواطنه ويطالب بطرد الاقباط من مصر مع ان كان ممكن ان يتم تفسير كلامه باكثر من وجه ولكن كالمثل الشعبه القائل حبيبك يبلعلك الظلت وعدوك يتمنالك الغلط
هل لو كانوا هؤلاء الشامتين تعلموا على يد مشايخ او حتى تتلمذوا يومآ في مسجد على يد شيخ وعلموا قيمة حامل كتاب الله ، فهل كان رد فعلهم هكذا؟
هل أضلت أمتي طريق عزتها؟
هل نسيت العزة؟
هل نسيت طريقها الى عزتها وراحت تطلبها من المناهج الوضعية اللاربانيه؟
.فالعزة الحقيقية ...
هي التي لله ولرسوله وللمؤمنين، فهي عزة حقيقية دائمة؛ لأنها من الله وبالله
الذي لا يُغالَبُ ولا يُقاوَم سبحانه...
(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) [المنافقون: 8].
أما عزة الكفار...
فهي في الحقيقة ذل وهوان، قال الله تعالى:
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً * كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً)
[مريم:81، 82].
وقد أخطأ كثير من الناس طريق العز والغلبة والتمكين...
فطلبها بعضهم بالمال...
وما علم أن هذا المال فتنة ووبال إن لم يؤد صاحبه حق الله تعالى، بل قد يكون
هذا المال سبيلاً إلى ذله...
قال الحسن: والله ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله...
وكم رأينا ذلك في دنيا الناس...
وبعضهم يتعزز بمنصبه وجاهه...
وهو ما قد يحقق له عزّا مؤقتًا... لكنه إن
لم يكن على أساس من العدل وحُسن السيرة، فإنه حتمًا لن يدوم، فكم رأينا
من رئيس أو زعيم كان يملأ الدنيا ضجيجًا إذا به يصبح أسير القضبان في
غياهب السجون؛ فتبدل عزه ذلاً...
وأخطر من ذلك من يطلب العزة عند الكافرين...
فيواليهم ويميل إليهم، ولو
كان على حساب المسلمين... وهذا وهم، إذ هو في الحقيقة ذُل عاجل...
فمن واقع الناس نلحظ أن أول من يتسلط على هؤلاء هم أولياؤهم من الكافرين...
قال الله تعالى:
(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [النساء:138، 139]
فالارتماء في أحضان الكافرين طلبًا للعز هو في الحقيقة أقصر طريق إلى
الذل والهوان؛ لأن هؤلاء الكافرين لن يرضوا منَّا بأقل من الكفر:
(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة:120]...
ومن الناس من يعتز بنسبه وقبيلته...
وإن كانوا على غير هدىً... فعن أبي
ريحانة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من انتسب
إلى تسعة آباءٍ كفار، يريد بهم عزًّا وفخرًا فهو عاشرهم في النار"...
والحقيقة التي لا مراء فيه أن من رام العزة فليطلبها من الله بطاعته،
والكف عن معاصيه...
وقد لخص عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا المعنى
العظيم في كلمات قلائل، يقول فيها:
"إنا كنَّا أذلَّ قومٍ فأعزَّنا الله بالإسلام،
فمهما نطلب العزَّ بغير ما أعزَّنا الله به أذلَّنا الله"....
وقال إبراهيم بن شيبان:
"الشرف في التواضع، والعز في التقوى، والحرية في القناعة"...
إن المسلم حين يعيش حياة الطاعة فإنه يعيش عزيزًا كريمًا. نعم قد يُبتلى لكنه ذو نفس عزيزة، وقد
تَجلَّى ذلك واضحًا في حياة السلف رضي الله عنهم، حتى في أحلك اللحظات وأشد المواقف وأقساها.
تعليق