بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نشكر كل القائمين على هذا الموقع الطيب
وأود ان اضع لكم شبهه لأحد العلمانيين للرد عليها وجزاكم الله خير ...
----------------
"ان المجوس يدّعون أن لهم منتظراً حيا باقيا من ولد بشتاسس يقال له أبشاوثن، وأنه في حصن عظيم بين خرسان والصين" (من كتاب تثبيت دلائل النبوة للقاضي عبدالجبار الهمداني)
بعد استبداد بني أمية بالخلافة الاسلامية، وجعلها وراثية بعد ان كانت شورى بينهم، وظهور علماء الدين الناهين عن الخروج على الامام ما أقام الصلاة، وكأن صلاة الامام ستدخل الناس الجنة، لم يجد المسلمين من وسيلة في التنفيس عن الكبت والحرمان والخروج من الواقع الأليم إلا عن طريق الاحلام، فقاموا بإستحداث سوبرمان يقلب الدنيا رأسا على عقب بين عشية وضحاها، وأطلقوا عليه إسم المهدي المنتظر. أول ما ظهرت شخصية المهدي ظهرت عند الطائفة الشيعية، ولفقوا لها أحاديث، ثم أخذتها عنهم الطائفة السنية مع تعديل بعض ملامحها وتلفيق أحاديث جديدة لها أو تنقيح الاحاديث الشيعية بما يتناسب مع معتقداتهم. فمثلا يقول الشيعة ان المهدي موجود الان ولكنه مختبئ في سرداب، بينما يقول السنة انه لم يولد بعد. ثم يجعل السنة مسألة السرداب من المسائل المضحكة وينسون انفسهم انهم يؤمنون بنفس الشخصية. فمثلهم كمثل قوم ينتظرون قدوم ضيف، فمنهم من يقول بأنه سيصل بطائرة ويقول آخرون بأنه سيصل بسفينة، ويجعلون من وسيلة النقل مسألة خلافية يتصارعون بسببها. والحقيقة المرة هي ان هذا الضيف لن يصل على الاطلاق.
لقد تحدث القرآن عن أشياء كثيرة، كبيرة وصغيرة، ولم يستثني حتى أحقر المخلوقات كالذباب والباعوض، ولكنه لم يذكر كلمة واحدة عن المهدي! فهل يعقل ان يكون الذباب والباعوض أعظم شأنا من المهدي؟! ألم يقل الله في كتابه "ما فرطنا في الكتاب من شيئ". فلماذا لم يتحدث عن المهدي؟ أليس المهدي بشيئ؟
أليس بالامر الغريب أن لا يذكر البخاري ولا مسلم حديث واحد عن المهدي، ولا حتى في أحاديث الاحاد الغير قطعية؟
يُعتبر الامام مالك بن أنس هو أول من جمع الحديث الصحيح. وألف في هذا العلم كتابا أسماه الموطأ. ولد الامام مالك سنة 93 هجرية، وتوفي سنة 179 هجرية. وكان يلقب بإمام دار الهجرة. الامام مالك عاش في المدينة المنورة لمدة 86 عاما وتوفي فيها. عرفه القاصي والداني وجميع أهل المدينة المنورة. ومع ذلك لم يروي حديث واحد عن المهدي المنتظر! فهل يعقل ان من عاش عمره كله في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يسمع بالمهدي؟
كتب ابن خلدون بحثا في المهدي المنتظر اثبت فيه بما لايدع للشك ان جميع الاحاديث الواردة في شأن المهدي ضعيفة ولا يصح منها شيئ. البحث على الرابط أدناه، وهو أحد أبواب تاريخ ابن خلدون.
في أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=163&CID=21
بعد البحث وتقصي الحقائق وجدت ان أصل فكرة المهدي المنتظر تعود الى قبل الاسلام وأصلها فارسي. فقد كان مجوس فارس يؤمنون بوجود المنتظر وانه على قيد الحياة ومختبئ في حصن بين خراسان والصين. ذكر هذا الكلام القاضي عبدالجبار الهمداني في كتاب تثبيت دلائل النبوة. على ضوء ما قاله القاضي عبدالجبار، فإن منطقة المهدي هي بين خراسان والصين. الان قارن منطقة خرسان التي أشار إليها القاضي عبدالجبار مع الحديث التالي المنسوب لرسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل ((خراسان)) فأتوها ولو حبواً، فإن فيها خليفة الله المهدي"
من أين تأتي الرايات السود؟ من قبل خرسان! وأين يقع حصن مهدي المجوس؟ بين خرسان والصين! فهل هي من قِبل المصادفة ان يجتمع مهدي المسلمين ومهدي المجوس في نفس المنطقه؟
وحديث الرايات السود هذا يعتبر من أصح الاحاديث عندهم. قال البوصيري في المصباح: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. ورواه أحمد بن حنبل في مسنده ولفظه: إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل ((خراسان)) فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي.
الشيعة تعتقد ان المنتظر لا يزال على قيد الحياة، ولكن فقط نائم. وهذا هو الاعتقاد المجوسي القديم بالضبط. مع فارق بسيط ، هو ان الشيعة، وفي وقت متأخر جدا، نقلوا غرفة نومه من خراسان الى سامراء في العراق. وهو ضريح الحسن العسكري الذي أثار تفجيره الفتنة الطائفية في العراق.
ربما يستغرب البعض من تبني المسلمين لمعتقدات المجوس المشركين. ولا استغراب في ذلك، لأن الكثير ممن دخلوا الاسلام كانوا يعتقدون بهذه الافكار، وصعب عليهم التخلي عنها. ولكي تجد لها مكانا في الدين الاسلامي فلا بد من حديث يدعمها. فقاموا بتأليف الاحاديث وروجوا لها. وفي ظل الاستبداد الاموي لم يجد المسلمين مخرجا من واقعهم المرير إلا بالاحلام من خلال هذه المعتقدات. والحديث النبوي لم يتم تدوينه الا في العصر العباسي. في الفترة ما قبل التدوين كان أي واحد يستطيع أن يؤلف حديث ويزعم انه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وإذا كان موضوع الحديث شيق، يقوم غيره ويؤلف حديث آخر. وفي فترة قصيرة تجد مئات الاحاديث تتحدث عن نفس الموضوع.
والامم أيضا تتأثر بمعتقدات غيرها. وإذا لم يكن معتقد الامة مدون ومكتوب، فالاحتمال وارد ان تتداخل معتقدات الامم ببعضها. لذا نجد في الاحاديث المنسوبة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) الكثير من الاشياء التي لم يشر إليها القرآن بتاتا. والسبب هو ان القرآن تمت كتابته في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، بينما الحديث تم جمعه بعد ما لا يقل عن مائتين وخمسين سنة من موت رسول الله، باستثناء موطأ مالك، وهو لا يحتوي الا على نحو ستمائة حديث وأثر مسند فقط. ومع مرور الزمن تكثر الاحاديث وتزيد المعتقدات والاساطير.
حتى في عصرنا هذا، وهو عصر التكنلوجيا وانتشار العلم والمعرفة، تتداخل أحيانا معتقدات الامم. ومثالا على ذلك ما يسمى بمعركة هرمجدون التي روج لها صهاينة أمريكا. وانها ستكون معركة عظيمة بين الخير والشر، وموقعها الجغرافي فلسطين، ينزل بعدها المسيح الى الارض. ما أن بدأ صهاينة أمريكا اصدار الكتب عن هذه المعركة المزعومة، حتى بادر بعض الكتاب المسلمين بتبني الفكرة واصدار الكتب. وبما أن زمن تأليف الاحاديث قد انتهى، فانهم لا يستطيعون تأليف أحاديث جديدة عن هذه المعركة وينسبوها لرسول الله. فقاموا بالتفتيش في الاحاديث القديمة في محاولة منهم لإيجاد علاقة أو رابط بين حديث يتحدث عن معركة ما وبين معركتهم المنتظرة في هرمجدون. وقد نجحوا في ذلك الى حد ما. والان تجد مواقع اسلامية كثيرة على الانترنت تتحدث عن معركة هرمجدون على انها فعلا هي معركة ورد ذكرها في الاحاديث النبوية. السؤال الان، أين كنتم قبل ان تثار هذه الاسطورة في أمريكا؟ هل كنتم تنتظرون الصهاينة ليفسروا لكم حديث رسولكم؟ والحقيقة هي انه لا علاقة على الاطلاق بين الاحاديث المنسوبة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما يسمى بمعركة هرمجدون. ومن يريد ان يبحث عن اشارات، فبإمكانه أن يأخذ حتى كتاب ألف ليلة وليلة فسيجد فيه اشارة هنا واشارة هناك تؤيد ما يقول. أنظر، هذا يحصل في عصر انتشار العلم والمعرفة، فهل الغريب ان يحصل مثله في عصور الظلام؟
ونكرر في الختام بأنه لا يوجد شيئ اسمه مهدي منتظر. لا في سامراء ولا في خراسان. لا في حصن ولا في سرداب. لا من ولد فاطمة الزهراء ولا من غيرها. ولا دليل عليه من القرآن. ولم يصح في شأنه حديث. ولا يسع المؤمنين به سوى ان يقولوا ان شيخنا الفلاني قال هذا، وابن تيمية قال والالباني قال. يعني، "إنا وجدنا آبائنا على ملة وإنا على آثارهم مهتدون". ويقول سبحانه وتعالى: "ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ان يتبعون الا الظن وماتهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى"
-----------------------------
مسألة الصحيح والضعيف هي مسألة تقديرية في المقام الاول. وإن صح حديث عند أحد المحدثين فربما لم يصح عند غيره. وقد أنشأ أهل الحديث علم أطلقوا عليه اسم الجرح والتعديل. والقاعدة الثابتة عند المحدثين هي ان الجرح مقدم على التعديل. فالمعدل يحكم على الظاهر، بينما الجارح يحكم على أمر خفي ظهر له ولم يظهر لغيره. وبالعمل على هذه القاعدة نقول أنه لم يخلوا حديث واحد من أحاديث المهدي من الجرح. وأي جرح في الحديث يجعله ضعيفا. وعلى هذا فانه لم يصح في المهدي المنتظر ولا حديث واحد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نشكر كل القائمين على هذا الموقع الطيب
وأود ان اضع لكم شبهه لأحد العلمانيين للرد عليها وجزاكم الله خير ...
----------------
"ان المجوس يدّعون أن لهم منتظراً حيا باقيا من ولد بشتاسس يقال له أبشاوثن، وأنه في حصن عظيم بين خرسان والصين" (من كتاب تثبيت دلائل النبوة للقاضي عبدالجبار الهمداني)
بعد استبداد بني أمية بالخلافة الاسلامية، وجعلها وراثية بعد ان كانت شورى بينهم، وظهور علماء الدين الناهين عن الخروج على الامام ما أقام الصلاة، وكأن صلاة الامام ستدخل الناس الجنة، لم يجد المسلمين من وسيلة في التنفيس عن الكبت والحرمان والخروج من الواقع الأليم إلا عن طريق الاحلام، فقاموا بإستحداث سوبرمان يقلب الدنيا رأسا على عقب بين عشية وضحاها، وأطلقوا عليه إسم المهدي المنتظر. أول ما ظهرت شخصية المهدي ظهرت عند الطائفة الشيعية، ولفقوا لها أحاديث، ثم أخذتها عنهم الطائفة السنية مع تعديل بعض ملامحها وتلفيق أحاديث جديدة لها أو تنقيح الاحاديث الشيعية بما يتناسب مع معتقداتهم. فمثلا يقول الشيعة ان المهدي موجود الان ولكنه مختبئ في سرداب، بينما يقول السنة انه لم يولد بعد. ثم يجعل السنة مسألة السرداب من المسائل المضحكة وينسون انفسهم انهم يؤمنون بنفس الشخصية. فمثلهم كمثل قوم ينتظرون قدوم ضيف، فمنهم من يقول بأنه سيصل بطائرة ويقول آخرون بأنه سيصل بسفينة، ويجعلون من وسيلة النقل مسألة خلافية يتصارعون بسببها. والحقيقة المرة هي ان هذا الضيف لن يصل على الاطلاق.
لقد تحدث القرآن عن أشياء كثيرة، كبيرة وصغيرة، ولم يستثني حتى أحقر المخلوقات كالذباب والباعوض، ولكنه لم يذكر كلمة واحدة عن المهدي! فهل يعقل ان يكون الذباب والباعوض أعظم شأنا من المهدي؟! ألم يقل الله في كتابه "ما فرطنا في الكتاب من شيئ". فلماذا لم يتحدث عن المهدي؟ أليس المهدي بشيئ؟
أليس بالامر الغريب أن لا يذكر البخاري ولا مسلم حديث واحد عن المهدي، ولا حتى في أحاديث الاحاد الغير قطعية؟
يُعتبر الامام مالك بن أنس هو أول من جمع الحديث الصحيح. وألف في هذا العلم كتابا أسماه الموطأ. ولد الامام مالك سنة 93 هجرية، وتوفي سنة 179 هجرية. وكان يلقب بإمام دار الهجرة. الامام مالك عاش في المدينة المنورة لمدة 86 عاما وتوفي فيها. عرفه القاصي والداني وجميع أهل المدينة المنورة. ومع ذلك لم يروي حديث واحد عن المهدي المنتظر! فهل يعقل ان من عاش عمره كله في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يسمع بالمهدي؟
كتب ابن خلدون بحثا في المهدي المنتظر اثبت فيه بما لايدع للشك ان جميع الاحاديث الواردة في شأن المهدي ضعيفة ولا يصح منها شيئ. البحث على الرابط أدناه، وهو أحد أبواب تاريخ ابن خلدون.
في أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=163&CID=21
بعد البحث وتقصي الحقائق وجدت ان أصل فكرة المهدي المنتظر تعود الى قبل الاسلام وأصلها فارسي. فقد كان مجوس فارس يؤمنون بوجود المنتظر وانه على قيد الحياة ومختبئ في حصن بين خراسان والصين. ذكر هذا الكلام القاضي عبدالجبار الهمداني في كتاب تثبيت دلائل النبوة. على ضوء ما قاله القاضي عبدالجبار، فإن منطقة المهدي هي بين خراسان والصين. الان قارن منطقة خرسان التي أشار إليها القاضي عبدالجبار مع الحديث التالي المنسوب لرسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل ((خراسان)) فأتوها ولو حبواً، فإن فيها خليفة الله المهدي"
من أين تأتي الرايات السود؟ من قبل خرسان! وأين يقع حصن مهدي المجوس؟ بين خرسان والصين! فهل هي من قِبل المصادفة ان يجتمع مهدي المسلمين ومهدي المجوس في نفس المنطقه؟
وحديث الرايات السود هذا يعتبر من أصح الاحاديث عندهم. قال البوصيري في المصباح: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. ورواه أحمد بن حنبل في مسنده ولفظه: إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل ((خراسان)) فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي.
الشيعة تعتقد ان المنتظر لا يزال على قيد الحياة، ولكن فقط نائم. وهذا هو الاعتقاد المجوسي القديم بالضبط. مع فارق بسيط ، هو ان الشيعة، وفي وقت متأخر جدا، نقلوا غرفة نومه من خراسان الى سامراء في العراق. وهو ضريح الحسن العسكري الذي أثار تفجيره الفتنة الطائفية في العراق.
ربما يستغرب البعض من تبني المسلمين لمعتقدات المجوس المشركين. ولا استغراب في ذلك، لأن الكثير ممن دخلوا الاسلام كانوا يعتقدون بهذه الافكار، وصعب عليهم التخلي عنها. ولكي تجد لها مكانا في الدين الاسلامي فلا بد من حديث يدعمها. فقاموا بتأليف الاحاديث وروجوا لها. وفي ظل الاستبداد الاموي لم يجد المسلمين مخرجا من واقعهم المرير إلا بالاحلام من خلال هذه المعتقدات. والحديث النبوي لم يتم تدوينه الا في العصر العباسي. في الفترة ما قبل التدوين كان أي واحد يستطيع أن يؤلف حديث ويزعم انه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وإذا كان موضوع الحديث شيق، يقوم غيره ويؤلف حديث آخر. وفي فترة قصيرة تجد مئات الاحاديث تتحدث عن نفس الموضوع.
والامم أيضا تتأثر بمعتقدات غيرها. وإذا لم يكن معتقد الامة مدون ومكتوب، فالاحتمال وارد ان تتداخل معتقدات الامم ببعضها. لذا نجد في الاحاديث المنسوبة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) الكثير من الاشياء التي لم يشر إليها القرآن بتاتا. والسبب هو ان القرآن تمت كتابته في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، بينما الحديث تم جمعه بعد ما لا يقل عن مائتين وخمسين سنة من موت رسول الله، باستثناء موطأ مالك، وهو لا يحتوي الا على نحو ستمائة حديث وأثر مسند فقط. ومع مرور الزمن تكثر الاحاديث وتزيد المعتقدات والاساطير.
حتى في عصرنا هذا، وهو عصر التكنلوجيا وانتشار العلم والمعرفة، تتداخل أحيانا معتقدات الامم. ومثالا على ذلك ما يسمى بمعركة هرمجدون التي روج لها صهاينة أمريكا. وانها ستكون معركة عظيمة بين الخير والشر، وموقعها الجغرافي فلسطين، ينزل بعدها المسيح الى الارض. ما أن بدأ صهاينة أمريكا اصدار الكتب عن هذه المعركة المزعومة، حتى بادر بعض الكتاب المسلمين بتبني الفكرة واصدار الكتب. وبما أن زمن تأليف الاحاديث قد انتهى، فانهم لا يستطيعون تأليف أحاديث جديدة عن هذه المعركة وينسبوها لرسول الله. فقاموا بالتفتيش في الاحاديث القديمة في محاولة منهم لإيجاد علاقة أو رابط بين حديث يتحدث عن معركة ما وبين معركتهم المنتظرة في هرمجدون. وقد نجحوا في ذلك الى حد ما. والان تجد مواقع اسلامية كثيرة على الانترنت تتحدث عن معركة هرمجدون على انها فعلا هي معركة ورد ذكرها في الاحاديث النبوية. السؤال الان، أين كنتم قبل ان تثار هذه الاسطورة في أمريكا؟ هل كنتم تنتظرون الصهاينة ليفسروا لكم حديث رسولكم؟ والحقيقة هي انه لا علاقة على الاطلاق بين الاحاديث المنسوبة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما يسمى بمعركة هرمجدون. ومن يريد ان يبحث عن اشارات، فبإمكانه أن يأخذ حتى كتاب ألف ليلة وليلة فسيجد فيه اشارة هنا واشارة هناك تؤيد ما يقول. أنظر، هذا يحصل في عصر انتشار العلم والمعرفة، فهل الغريب ان يحصل مثله في عصور الظلام؟
ونكرر في الختام بأنه لا يوجد شيئ اسمه مهدي منتظر. لا في سامراء ولا في خراسان. لا في حصن ولا في سرداب. لا من ولد فاطمة الزهراء ولا من غيرها. ولا دليل عليه من القرآن. ولم يصح في شأنه حديث. ولا يسع المؤمنين به سوى ان يقولوا ان شيخنا الفلاني قال هذا، وابن تيمية قال والالباني قال. يعني، "إنا وجدنا آبائنا على ملة وإنا على آثارهم مهتدون". ويقول سبحانه وتعالى: "ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ان يتبعون الا الظن وماتهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى"
-----------------------------
مسألة الصحيح والضعيف هي مسألة تقديرية في المقام الاول. وإن صح حديث عند أحد المحدثين فربما لم يصح عند غيره. وقد أنشأ أهل الحديث علم أطلقوا عليه اسم الجرح والتعديل. والقاعدة الثابتة عند المحدثين هي ان الجرح مقدم على التعديل. فالمعدل يحكم على الظاهر، بينما الجارح يحكم على أمر خفي ظهر له ولم يظهر لغيره. وبالعمل على هذه القاعدة نقول أنه لم يخلوا حديث واحد من أحاديث المهدي من الجرح. وأي جرح في الحديث يجعله ضعيفا. وعلى هذا فانه لم يصح في المهدي المنتظر ولا حديث واحد.
تعليق