بولس بين العمل بالناموس والكفر به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
نعلم ان الايمان بالناموس يعنى العمل بشريعة موسي , وهى الوصايا العشر التى انزلها الله على موسي فى التوراة ( لا تقتل , لا تزنى , لا تسرق , لا تشهد بالزور ......الخ ).
وهكذا كان بولس الرسول قبل المسيحية ........ كان يهوديا خاضعا لناموس لموسي عليه السلام ....... وقد اعترف هو بذلك عن نفسه وقال :
أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ، وَلكِنْ رَبَيْتُ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِيِّ. وَكُنْتُ غَيُورًا للهِ كَمَا أَنْتُمْ جَمِيعُكُمُ الْيَوْمَ. اع 3:22
ولكن هناك حقيقة يجب ان نعلمها تماما عن بولس , وهى انه كالثعبان الذى يتلون بكل لون , ويتحيل بكل حيلة كى يقنع خصومه ومخالفيه بوجهة نظره , وعقيدته , حتى لو تطلب ذلك أن يناقض تعاليمه وأراءه التى سبق وأن وصى الناس بها من قبل ......... فهو تماما كالشيطان المتلبس فى جسد إنسان , لذلك ليس غريبا ان نراه يقول فى موقف أخر انه لم يكن له ناموس يؤمن به :
أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ بِدُونِ النَّامُوسِ عَائِشًا قَبْلاً. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَتِ الْوَصِيَّةُ عَاشَتِ الْخَطِيَّةُ، فَمُتُّ أَنَا. رومية 9:7
بل , إن بولس اكد أن الوصية والناموس ليس لهما فائدة , لإن الناموس فى نظره يخدم الجسد وليس الروح :
قَدْ صَارَ لَيْسَ بِحَسَبِ نَامُوسِ وَصِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ، بَلْ بِحَسَبِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُولُ. عبرانيين 16:7
وبولس , هو الذى دمر دين المسيح عليه السلام , وانقض الناموس , وحرر الناس من شريعة موسي ولعنتها على زعمه , ولا ندرى اى سلطان ناله بولس كى يقوم بهذه الجريمة الفادحة, حتى انه تعدى على تعاليم المسيح نفسه ....... لأن المسيح لم يأتى إلا مكملا لشريعة موسي وليس ناقضا لها . يقول بولس وهو يعلن عن هدم الناموس :
فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا . عبرانيين 18:7
وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ، إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ، حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ. رومية 6:7
لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ، يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي .عبرانيين 16:9
َإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ. رومية 14:6
وبولس بوقاحته , هو اول من زعم ان الناموس هو أصل اللعنة التى حلت على الناس, وان كل الذين هم تحت الناموس هم تحت لعنه :
لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ . غلاطية 10:3
وللعلم , فإن بولس بقوله هذا يعتبر قد سب المسيح وشتمه , ووصفه بأنه ملعون دون ان يدرى , لأن المسيح كان تحت الناموس , وجاء ليكمل الناموس ( متى 17:5) , وهذا يعنى ان يسوع كان هو ايضا تحت لعنة الناموس .
وللعلم , فإن هذه هى ليست المرة الإولى التى يصف فيها بولس , يسوع بأنه ملعون , حيث سبق وان قال عنه :
اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ . غلاطية 13:3
وكأن يسوع بهذا كان ملعونا بسبب انه صلب , وبسبب انه كان تحت الناموس.
وكان بولس يخدع الناس ويخبرهم أن الارتداد عن الناموس ليس فيه كفر وهلاك , بل هو الايمان وطريق البر .
وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الارْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاقْتِنَاءِ النَّفْسِ . عبرانيين 39:10
وزعم هذا الأفاك بولس ان الناموس الحقيقى هو الإيمان وليس الشريعة التى كانت سائدة قديما , وكأن الإيمان يغنى عن الناموس :
اذ نعلم ان الانسان لا يتبرر باعمال الناموس بل بايمان يسوع المسيح امنا نحن ايضا بيسوع المسيح لنتبرر بايمان يسوع لا باعمال الناموس لانه باعمال الناموس لا يتبررجسد ما . غلاطية 16:2
و لكن الناموس ليس من الايمانبل الانسان الذي يفعلها سيحيا بها. غلاطية 12:3
أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ . رومية 31:3
وكان بولس يحرض الناس على الارتداد عن الناموس , موهما إياهم انه يكفيهم الايمان , كى يحصلوا على البر:
إِذًا نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ. رومية 28:3
ووصل التدليس ببولس إنه ادعى ان الناموس هو سبب دخول الخطية إلى العالم , وليس العكس , فالناموس دخل فى زمن موسي , اما الخطية فهى كانت فى زمن ادم , فالخطية إذن قبل الناموس , وما أتى الناموس إلا كى يردع الناس عن الخطية , ويطهرهم منها ........ ولكن بولس لا يقول بهذا :
فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّالْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ.رومية 13:5
وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا. رومية 20:5
بل إن بولس قال صراحة ان الانسان طالما تحت الناموس والشريعة , إذن فهو إنسان ميت , غير خالص , :
لأَنَّهُ لَمَّا كُنَّا فِي الْجَسَدِ كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الَّتِي بِالنَّامُوسِ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا، لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ. رومية 5:7
وأنه لو كان الناموس هو طريق البر , فالمسيح مات بلا سبب , فالناموس اذن على حسب إدعاء بولس هو طريق الخطيئة وليس طريق البر:
لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ. غلاطية 21:2
فَمَاذَا نَقُولُ؟ هَلِ النَّامُوسُ خَطِيَّةٌ؟ حَاشَا! بَلْ لَمْ أَعْرِفِ الْخَطِيَّةَ إِلاَّ بِالنَّامُوسِ. فَإِنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ الشَّهْوَةَ لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّامُوسُ: «لاَ تَشْتَهِ.رومية 7:7
وبلغ من وقاحة بولس بعد أن انقض الناموس , انه زعم ان الارتداد ليس بعدم تنفيذ الوصايا والناموس , بل بعدم الايمان ..........وكأن الانسان يكفيه ان يؤمن كى يضمن النجاة حتى لو لم ينفذ الناموس والوصايا :
نْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الارْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ. عبرانيين 12:3
وكما ذكرنا , فإن بولس بإعلانه هدم الوصية والناموس الموسوي , يعتبر قد هدم دين المسيح عليه السلام الذى أعلن انه جاء سائرا على هدى الناموس الموسوي , وليس ناقضا له :
ما جئت لانقض الناموس والانبياء , ما جئت لانقض بل لأكمل . متى 17:5
بل حينما جاء الرجل إلى يسوع كى يسأله ماذا يفعل ليرث الملكوت قال له ( اتبع الوصايا ) متى 19 :16/21 يعنى المسيح نفسه يشدد على اهمية الناموس. وقد بلغ من اهمية هذه القصة وتاكيدها انها تكررت فى انجيلى مرقص 10: 17/21 , و لوقا 18:22/22
وقال يسوع:
وَلكِنَّ زَوَالَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ. لوقا 17:16
والشريعة كما هو موصوف عنها فى العهد القديم , هى طريق الحياة , وهى الخلاص من الخطيئة والموت , وليست هى الموت كما زعم بولس :
-هذا كتاب اوامر الله والشريعة التي الى الابد كل من تمسك بها فله الحياة والذين يهملونها يموتون : باروخ 4/1
- اسمع يا اسرائيل وصايا الحياة اصغوا وتعلموا الفطنة : باروخ 3/9
- على ان خالق العالم الذي جبل تكوين الانسان وابدع لكل شيء تكوينه سيعيد اليكم برحمته الروح والحياة لانكم الان تبذلون انفسكم في سبيل شريعته : المكابيين الثانى 7/23
- اعطاه الوصايا مواجهة شريعة الحياة والعلم ليعلم يعقوب العهد واسرائيل احكام : يشوع بن سيراخ 45/6
- لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ، وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ، وَتَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ : سفر الامثال 6/23
- حَافِظُ التَّعْلِيمِ هُوَ فِي طَرِيقِ الْحَيَاةِ، وَرَافِضُ التَّأْدِيبِ ضَالٌّ : سفر الامثال 10/17
ولم يكتف بولس بأن أنقض ناموس موسي الذى جاء يسوع مكملا له فحسب , بل إن هذا الأثيم بولس قال أن الناموس لم يكتمل فى اى زمن من الازمان , وفى هذا إتهام صريح للمسيح بالتقصير عن إتمام الناموس واستكماله الذى اعلن عنه يسوع فى متى (17:5), حيث قال بولس:
إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا. وَلكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ. عبرانيين 19:7
وهذا كما قلنا إتهام صريح للمسيح الذى كان تحت الناموس خاضعا له , ومكملا للوصايا والشريعة , وقد اعلن بولس نفسه ان المسيح كان خاضعا للناموس , فكيف يعجز المسيح وهو المولود تحت الناموس ان يكمل الناموس مع انه هذه رسالته ( متى 17:5) :
وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ. غلاطية 4:4
وهذا الكلام يعنى أن يسوع يدخل من ضمن الاثمين الخاطئين الذين حلت عليهم لعنة الناموس , لأن بولس قال ان الناموس هو للخاطيء الغير متبرر فقط :
عَالِمًا هذَا: أَنَّ النَّامُوسَ لَمْ يُوضَعْ لِلْبَارِّ، بَلْ لِلأَثَمَةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ، لِلْفُجَّارِ وَالْخُطَاةِ، لِلدَّنِسِينَ وَالْمُسْتَبِيحِينَ، لِقَاتِلِي الآبَاءِ وَقَاتِلِي الأُمَّهَاتِ، لِقَاتِلِي النَّاسِ . تيموثاوس 9:1
فما دام يسوع ولد تحت الناموس , وجاء ليكمل الناموس , فهل هذا يعنى أنه كان من الاثمين الخاطئين , كما قال بولس فى النص السابق ؟
وكان كل هم بولس من نقضه للناموس , ان يخالف التلميذ بطرس , ويتهمه بالرياء والنفاق , حيث قال عنه فى غلاطيه :
2: 11 و لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما
2: 12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان ياكل مع الامم و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان .
2: 13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم .
وبلغ من كره بولس للتلميذ بطرس أنه نقض شريعة الختان عنادا فيه خصيصا, وقد لاحقته هذه التهمة بالفعل :
وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الأُمَمِ الارْتِدَادَ عَنْ مُوسَى، قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. اعمال 21:21
ِإذْ قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاسًا خَارِجِينَ مِنْ عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَال، مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ، وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا النَّامُوسَ، الَّذِينَ نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ .
اعمال 24:15
ولم يهتم بولس بأمر الختان بل قام بمحوه من الناموس , عنادا فى بطرس كما قلنا ,والختان هو شريعة كل الانبياء , ابراهيم , وموسي , ويوحنا المحمدان , , بل إن المسيح نفسه اختتن :
وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ، وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. لوقا 59:1
وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ. لوقا 21:2
وتقول التوراة عن وجوب الختان : " يختتن ختاناً وليد بيتك والمبتاع بفضّتك فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبدياً " . سفر التكوين 17 :
13
وتقول التوراةأيضاً عن الختان : " وأما الذّكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها. إنه قـد نكث عهدي " . سفر التكوين14:17
ولكن بولس زيف الحقائق , وتظاهر بكل مكر , ان الختان الحقيقى هو ختان الروح وليس ختان الغرله :
بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ. رومية 29:2
لَيْسَ الْخِتَانُ شَيْئًا، وَلَيْسَتِ الْغُرْلَةُ شَيْئًا، بَلْ حِفْظُ وَصَايَا اللهِ. كورنثوس الاولى 19:7
ويعتبر ما فعله بولس نقضا لعهد الله الذى أقامه مع النبى ابراهيم حول الختان كما جاء فى سفر التكوين, فبولس نقض هذا العهد تماما :
17: 9 و قال الله لابراهيم و اما انت فتحفظ عهدي انت و نسلك من بعدك في اجيالهم
17: 10 هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني و بينكم و بين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر
17: 11 فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني و بينكم
وبلغ تعدى بولس على شريعة الله وعهده الذى اقامه مع ابراهيم , أن بولس زعم بكل كذب وافتراء ان نقضه لهذا العهد ( عهد الختان ) ليس بحسب انسان , اى انه يريد ان يقول ان الله هو الذى اوحى اليه بذلك :
ايها الاخوة بحسب الانسان اقول ليس احد يبطل عهداقد تمكن و لو من انسان او يزيد عليه . غلاطية 15:3
وقد أكتشف امر بولس سريعا حينما انقض الناموس , واتهم بالإرتداد عن شريعة موسي بالفعل , ولا حقته هذه التهمة طويلا :
ونرى بولس يعلن تبرأه من الإرتداد , ويسارع بإعلانه الإنضمام تحت لواء الناموس والشريعة بمجرد ان قبض عليه ..... وهذا يظهر حقيقة شخصية الرجل الجبانة والمتلونه :
وَلكِنَّنِي أُقِرُّ لَكَ بِهذَا: أَنَّنِي حَسَبَ الطَّرِيقِ الَّذِي يَقُولُونَ لَهُ «شِيعَةٌ»، هكَذَا أَعْبُدُ إِلهَ آبَائِي، مُؤْمِنًا بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ . اعمال 14:24
بل بلغ من تراجعه عن موقفه , أنه اعلن ان من غير العمل بالناموس , فإن مصير الإنسان هو الهلاك ... مع انه سبق وقرر ان الناموس ليس له فائده , ونقض الوصايا :
لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ. وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. رومية 12:2
وبلغ من شدة حرصه ,و إحتراسه من القبض عليه مرة اخرى , انه اعلن ان الناموس الذى سبق وأن نقضه , شيء مقدس واجب العمل به :
إِذًا النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ، وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ. رومية 12:7
وها هو يوصى تلميذه النجيب تيموثاوس بالعمل بالوصية :
أَنْ تَحْفَظَالْوَصِيَّةَبِلاَ دَنَسٍوَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيح . تيموثاوس الاولى 6/14
وبلغ من خبث بولس واحتياله , انه كان يلجأ الى الناموس , ويظهر تمسكه به , إذا اراد ان يقرر لتعليم جديد , أو عقيدة جديدة , كى يقنع الناس بكل مكر , أن ما يقوله هو بحق الناموس , وليس من بنات افكاره , فمثلا حينما اراد ان يخدع الناس بأكذوبة ضرورة صلب المسيح, وموته , إستعان بالناموس قائلا :
وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ !عبرانيين 22:9
مع ان بولس هو نفسه الذى اعلن من قبل ان الناموس هو سبب الخطية , وسبب اللعنة , غلا اننا نراه فى النص السابق يدعى ان الناموس هو سبب الطهارة .......... فيا له من كذاب خبيث متلون ومتناقض .
كما ان بولس حينما أراد ان يفرض على النساء بالقوة الصمت والسكوت داخل الكنائس , لم يجد أفضل من الناموس يلجأ إليه, كى يمنع عن احد الاعتراض , او التذمر :
لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. كورنثوس الاولى 34:14
وهذه هى طبيعة بولس ان يغير ايمانه بحسب الموقف الذى هو فيه :
فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ . و للذين بلا ناموس كاني بلا ناموس مع اني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح لاربح الذين بلا ناموس . كورنثوس الاولى 20-21: 9
فهل بعد بعد النص السابق نريد من دليل أقوى على اعتراف بولس بنفاقه , ورياءه وتلونه , واستعداده للتنازل عن قيمه ومعتقداته وافكاره , كى تتناسب مع نوعية الناس الذين يدعوهم إلى دين المسيح ؟
فبولس أعلنها صراحة , انه مستعد لفعل اى شيء حتى لو اضطر للكذب , كى يقنع الناس بإلتزام افكاره الباطله , واراءه الفاسدة التى هدمت دين المسيح :
فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ؟. رومية 7:3
تم بحمد الله
كتبه مجد الاسلام عبداوى
تعليق