تأملات فى الشأن الكنسى المصرى: الامبراطور القادم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أبو عبد الرحمن النوبى مسلم اكتشف المزيد حول أبو عبد الرحمن النوبى
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو عبد الرحمن النوبى
    3- عضو نشيط
    • 23 فبر, 2010
    • 331
    • طالب
    • مسلم

    تأملات فى الشأن الكنسى المصرى: الامبراطور القادم

    كتب الأخ مجد الدين بن أحمد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين .
    3- ( الامبراطور القادم )
    مكرم اسكندر المعروف بالأنبا بيشوي الرجل الثاني في الامبراطورية الأرثوذكسية الجديدة رجل تصادمي فيه اندفاع وتهور يشي بحمق ظاهر ، وهذا ـ بلا شك ـ من قلة بخت الدولة المصرية ؛ إذ هو الامبراطور القادم ، وليس أضر على دولة من أن يكون امبراطور جارتها أحمقاً ، ثم إن هناك نتنياهو ، وملك ملوك افريقيا الذي ينادي بدولة فاطمية رغم أنف القاهرة ، فعلاً قلة بخت ، ( وبخت ) هذه ـ لمن لا يعلم ـ كلمة مولدة بمعنى الحظ يستملحها كثيرأ كتَّاب العربية، وفي الأمثال : " كف بخت خير من كُر علم " .

    ( الأنبا الكوميديان )
    لكن الأنبا في وثبة كبيرة من وثبات الحمقى والمغفلين قد تجاوز الحمق إلى شيء عجيب من الصعلكة والكوميديا ، إذ عمد الامبراطور القادم إلى قوله تعالى : (( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ )) [سورة المائدة : 17] .
    فوقف أمام هذا النص القرآني المحكم الدلالة شارحاً ومفسراً وموجهاً فكان مما قال نيافته : " كده مش ممكن يكون فيه اتفاق " يعني بينه وبين المسلمين رعايا الدولة المجاورة .

    قلنا : إن كنت تقصد العيش المشترك على الأرض فقد كذبت يا مكرم وبشهادة التاريخ والحاضر ، وإن كنت تقصد الاتفاق حول العقيدة فقد سلم العقلاء من أربعة عشر قرناً بأنه لا اتفاق ، فما الحل يا مكرم وماذا ترى ؟
    فارتدى مكرم ثوب الناصح المشفق واقترح على المسلمين بأن يجعلوا هذه الآية مما زاده الكتبة في عهد عثمان ـ رضي الله عنه ـ على القرآن الذي نزل على محمد ، لما قام عثمان ـ رضي الله عنه ـ بتحويله من قرآن شفوي إلى قرآن تحريري ، وأن هذه الآية ليست مما نزل على محمد "
    كذا قال نيافته .

    والحق أن نيافة الأنبا قد قفز بعرضه هذا إلى قمة للحمق شاهقة ثم تجاوزها ؛ إذ كان أشبه بالكوميديان المهرج الذي يعمد إلى الهذر التافه من القول الذي لا معنى له فيلقيه على الناس بجد العقلاء ممن تنتظر البشرية قولهم ؛ فربما ضحكت له الثكلى ونست مصابها الذي لا يكاد ينُسى .

    فكأن هذا الأنبا قد صَعّدَ النظر وصوبه في أربعة عشر قرناً من خلاف قد سلم العقلاء بأن عبارة طرفيه من باب المتناقضين اللذين لا يجتمعان معاً ولا يرتفعان معاً ، فأحدهما حق مطلق ، والثاني باطل مطلق ، إذ الأول إيمان بالله ، والثاني كفر به ، ثم بشر ـ الأنبا ـ البشرية بأنه سيأتي بما لم يأت به الأوائل ، وأنه سينتصب للبشرية ليداويها من شقائها انتصاب العود الصلب في مبارك الإبل ليداويها من جربها كما في المثل السائر (( أنا جذيلها المُحكّك )) ؛ فحبست البشرية أنفاسها وأرهفت السمع لنيافة الأنبا ، فإذا بنيافتة يقترح على المسلمين بأن يسقطوا عصمة القرآن ليرتفع الخلاف .

    مع أنهم لو أسقطوا عصمة القرآن لصاروا كفاراً كما وصف القرآن نيافته ، يعني على رأي المثل " صرنا في الهوى سوى " .
    ومع أنهم لو أسقطوا هذه الآية من القرآن لما تغير شيء أبداً ، إذ أن هناك عشرات بل مئات الآيات غيرها التي تلحق نيافته بالكفار ، فما الحل ؟
    هل نجعل القرآن كله من تأليف عثمان ـ رضي الله عنه ـ وكتبته !؟

    لاشك أن نيافة الأنبا قد نسي نفسه وهو يقول هذا الهذر التافه بروح الجد فاستحق لقب الكوميديان عن جدارة ، فكأن الرجل قد سرح بخاطره إلى هناك حيث دير القديسة دميانا للراهبات ، وقد خلع عمامته السوداء وتسلطن فأخذ يتصعلك .
    وربما يحار بعض الناس بين نيافة الأنبا وبين البلبوصي سيد القمني صاحب نظرية " الحلف الهاشمي وأثره في دعوى نبوة محمد " أيهما أولى بالكوميديا من صاحبه ، والحق عندي أن سيداً أقعد بهذا الفن ، وظني أن الأنبا قد يقاربه ولكن لا يدانيه ولا يحاذيه ـ من باب حذوتُ النعل بالنعل أي قسته عليه ـ ؛ فسيد فليسوف بلبوصي لا يُشق له غبار .

    وخذ مثالاً : لما تواترت الأنباء بأن سيداً قد ضرب شهادة الدكتوراة منذ ما يقرب من ربع قرن ـ وضرب يعني زور ـ فسئل عن ذلك فقال : " ما كنتش أعرف أنها مزورة "، مع أن المزور شركة امريكية متخصصة في تزوير الشهادات العلمية مقابل مبالغ نقدية محددة سلفاً ـ يعني تسعيرة ـ ومتفق عليه مسبقاً مع العميل ، وقد تم القبض عليها فيما بعد وحوكمت .
    فتأمل هذا الجواب الكوميدي الصعلوكي " ما كنتش أعرف أنها مزورة " عن ربع قرن من استعمال يومي لمحرر مزور تعرف قدر الرجل .

    لكن الأمتع من ذلك أن سيداً توعد الدولة بأنه سيقلع لها بلبوص ملط ـ كذا قال ـ إذا هي سحبت منه جائزة الدولة التقديرية ، وملط ، وبلبوص ـ لمن لا يعرف ـ يعني عُريان كيوم ولدته أمه ، وقال : " ما عنديش غير شهادة محو الأمية لكن مش حتنازل عن الجائزة " فرضخت له الدولة ، فالرجل يهدد بالبلبوص والله يحب الستر .

    فوضع هذا الفليسوف الثوري الملطي ـ نسبة إلى الملط لا إلى مالطا ـ لدول العالم الثالث نظريتة الجديدة في الفكر السياسي ، وأصول التعامل بين الدولة ورعاياها ، تجاوز بها فكر روسو وعقده الفريد وأحاله إلى المعاش .
    وعندي أسباب أخر ترجح كفة سيد لا يتسع لها هذا المقام ، وبكل حال هنيئاً لمصر بالثنائي الجديد في دنيا الصعلكة والكوميديا السوداء المهببة: " الأنبا والبلبوصي " .

    ( الأنبا الفهلوي يبيع لنا الشمس في القوارير )
    لو أن لك قصراً واسعاً جميلاً ، تحيط به حدائق غناء ، وبساتين مثمرة ، وبين هذا وذاك تجري جداول من ماء عذب رقراق ، وتحفه نخل باسقات لها طلع نضيد ، قد بذل لك الناس فيه قناطير الذهب المقنطرة وأنت تأبي أن تفرط فيه ، فإذا أنت برجل عليه عمامة وطيلسان وقد ارتدى ثوب العقل والوقار يقول لك وبكل الجد : أنا لك ناصح أمين فبعني قصرك هذا بهذا الكيس من الفسفس ؛ تجلس بجوار القصر تقزقز وتستفيد وتنبسط .!
    فماذا تقول عنه !؟ وماذا تفعل به !؟

    إن هذا الأنبا قد فعل بنا أكثر مما فعل هذا الأحمق الصعلوك بصاحب القصر ، فقد أرادنا ـ الأنبا ـ أن نبيع له القرآن والإيمان وجنة عرضها السماوات والأرض بشيء أقل من كيس الفسفس ، بالخلود في النار ، قال تعالى : (( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَالِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)) [سورة المائدة : 72] هذا باعتبار الحق والدين ، أما باعتبار فن المقايضة وخذ وهات بغض النظر عن الحق والباطل فإن هذا الأنبا البخيل قد عرض علينا الردة الجماعية بغير مقابل فلم يعطنا شيئاً ولم يعرض علينا شيئاً ولا حتى أبديته تلك ، ربما لأن مفتاحها مازال في سراويل نظير فلم يتسلم منه بعد .
    إذن فقد أراد الأنبا الفهلوي أن يبيع لنا الشمس في القوارير ونسي هذا المسكين أننا ورثنا علوم قوم علموا الدنيا قواعد التفكير وأصول النظر .

    ( سياسي فاشل ولاهوتي مرواغ )
    لما سئل نظير عن اقتراح نائبه بيشوي الذي اقترحه على المسلمين قال في لهجة لا تخلو من التوبيخ لنائبه : " هذه الآية ليست محلاً للكلام أصلاً ".
    لكن لماذا قال نظير هذا ؟
    لأن نظير السياسي المخضرم يعرف ما يقال ومتى يقال ، ويعرف أن مثل هذا العرض لا يكون إلا تحت شعاع سيف قد تغلب ، وقد جرت دماء المسلمين إلى الركب ، ولم يعد للناس من خيار : إما الموت أو الكفر ، في محنة تشبه ما كان بالأندلس ، ويعلم نظير أيضاً أن عرض مثل هذا الآن يسقط بل يحرق عشرات السنين من جهد الكنيسة في تغييب عقول المسلمين عن حقيقة الخصومة وأنها في ذات الله تعالى ، قال تعالى : (( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ )) [سورة الحج : 19] .

    إذن فمكرم السياسي الفاشل بامتياز ، قد فاوض على ما لا يقبل التفاوض أصلاً فدخل في المنطقة المحظورة ثم قَمَصَ ، وقمص هذه ـ لمن لا يعرف ـ فصحى ، فهي من القِماصُ : ألا يستقر في موضع، فتراه يقمِص فيثب من مكانه من غير صبر ، وتستعمل في الخيل وفي الحمر وفي من لف لفيفهما من بني البشر فيقال للقَلِق: أخذه القِماصُ ، وأهل عاميتنا يقولون برطع مكان قمص .

    فالحاصل أن الأنبا قمص أو برطع ـ أيهما شئت ـ في المحظور ؛ فإن الخلاف في العقائد ليس محلاً للحوار أصلاً فضلاً عن التفاوض لا سيما إن كان بلا مقابل ، وإنما سبيله الوحيد المناظرة وعلم نقد الأديان لبيان صحيحها من زائفها ، ولازالت أنوار الإسلام في ميدان الحجة والبرهان ساطعة تتلألأ منذ أربعة عشر قرناً ، ولازال خصوم بيانه صرعى على الصفين ولو أراد نيافة الأنبا أن يجرب حظه فأهلاً وسهلاً ومرحباً .

    وإنما يكون الحوار والتفاوض بين أتباع الأديان في سبل العيش المشترك على الأرض ، وقد أصّل الإسلام في هذا الباب أصولاً نعمت البشرية في ظلها ، هذا أيام مجد المسلمين وعزهم فما بالك الآن والحال ما قد علمت .
    فهذا حظ الأنبا من السياسة ، أما حظه من اللاهوت فليس بأحسن حالاً ، ولكن هذا والحق يقال ليس لعيبٍ فيه ؛ فالأنبا كسائر القساوسة إذا اُبتلي بطلب البيان عن عقيدته لغير أبناء الكنيسة خذلته اللغة ، وحارت معه الكلمات ، واختلط عليه الحابل بالنابل ـ وهذا مثل يضرب للمخلط ـ فلم يُدر له لهوت من ناسوت ، وحمله الحياء من أن يواجه العقلاء بما يعتقد فيظل يراوغ ويدور حول نفسه فلا يُعرف له إقبال من إدبار .

    وفي لقاء جمع بين نيافة الأنبا والمذيع المعروف محمود سعد في برنامج " البيت بيتك " واسع الانتشار ، سأل المذيع نيافة الأنبا عن معنى قوله : باسم الآب ، والابن ، والروح القدوس إله واحد " .
    وبرغم أن المذيع ـ محمود ـ بذل أقصى جهده لمساعدة الأنبا في إسقاط أي فارق بين توحيد المسلمين وتثليث النصارى إلا أن الأنبا ظل يخبص ويخبط ويخلط ليغش في مبادئ الحساب 1+ 1 + 1 (كل واحد غير الآخر) = 1 .

    فذكرني هذا بلقاء لزميل له في القِمَاص وهو القمص مرقص عزيز مع المذيع عمرو أديب سأله فيه ، عن قول المسيح ـ في كتابهم ـ وهو ينظر إلى السماء " آبتاه لما تركتني " فقال : يعني فيه واحد في الأرض وواحد في السماء ، فإذا كان المسيح هو الله فمن يكلم في السماء فيقول له يا آبتاه !؟
    قلت : لا وفيه واحد ثالث بعد يسمونه بالروح المقدس ، لا يُدري أين هو ؟
    فأخذ مرقص يخبص ويدور حول نفسه كأنه يرقص ثم حاد ولم يجب بشيء يعقله البشر .

    ومرقص هذا هو الأب يوتا ، الذي سب المصطفى صلى الله عليه وسلم بألفاظ يترفع عن مثلها القحاب ، في بذاءة له سماها " تيس عزازيل في مكة " رمي النبي صلى الله عليه وسلم فيها بأنه مجهول الأب .
    ولو كان لهذا الزنيم مسكة من عقل لما رمى النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يجرؤ عليه عاقل من أربعة عشر قرناً ، مع شدة العداوة وغاية الحرص في تحري ما يشينه صلى الله عليه وسلم ، لكن في عقول هؤلاء شيئاً يحرمهم أصول الفضائل والأخلاق .

    ثم انقلب السحر على الساحر فقد ذاع وشاع رمي بعض القساوسة لمرقص هذا بأنه مجهول الأب وأن عزيز هذا وصف وليس اسماً ، وأنه كان يقال له سم أباك أو أحد من أعمامك أو جدك وهو ساكت لا يجيب ، وذلك ضمن كلام عن أمه يعف عنه القلم .

    ولما فتحت له الدولة باباً للهرب بفعلته التي فعل ـ سب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ توعد رئيسها من امريكا بالقتل على يد الأقباط ، فجزى رئيسه ـ عفواً رئيس الدولة الأم المجاورة ـ جزاء سِنِمَّارٍ ، وسنمار هذا اسم رجل بناء بَنَى لبعض الملوك قصراً فلما أتمه أشرف به على أَعلاه فرماه منه غَيْرةً منه أَن يبنى لغيره مثله فضرب ذلك مثلاً لكل من فعل خيراً فجوزي بضده ، وقال الشاعر :
    جزاني جزاه الله شرَّ جزائه … جزاءَ سِنِّمارٍ بما كان يفعلُ

    وحاصل هذا كله أن الخصومة الأبدية بين ما أحدث هؤلاء من الإيمان وبين العقل أسلمتهم للتوجس من العقلاء والحمق والهوس ، وحرمتهم من الفضائل وأصول الأخلاق ، وهذه كما قلنا آثار جرح لا يندمل .
  • _الساجد_
    مشرف قسم النصرانية

    • 23 مار, 2008
    • 4599
    • مسلم

    #2
    تم فصل المشاركة عن الموضوع الأصلي

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 5 يوم
    ردود 0
    7 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
    ردود 3
    21 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ 3 أسابيع
    ردود 2
    25 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة الفقير لله 3
    بواسطة الفقير لله 3
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
    ردود 5
    34 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة الفقير لله 3
    بواسطة الفقير لله 3
    ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ 4 أسابيع
    ردود 0
    14 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة الفقير لله 3
    بواسطة الفقير لله 3
    يعمل...