قصة مسافر

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أمة الرحمن محمد مسلم اكتشف المزيد حول أمة الرحمن محمد
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أمة الرحمن محمد
    1- عضو جديد
    • 14 فبر, 2011
    • 38
    • ربة منزل
    • مسلم

    قصة مسافر

    المفدمة


    إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ،وأشهد أن لاإله إلا الله شهادة أمته بنت عبده وبنت أمته ومن لا غنى لها طرفة عين عن فضله ،وأصلي وأسلم وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
    أما بعد
    فإني أحببت أن أسوق إليكم قصة هذا المسافر فتأملوا في حاله جيداً عسى أن تكونوا تعرفونه

    كتبت هذه المادة
    التائبة إلى الله



    بسم الله الرحمن الرحيم
    قصة مسافر
    يُحكى عن رجل يسافر في البلاد، هذا الرجل يحمل حملاً ثقيلاً رائحته كريهة ويسير والحمل على ظهره يرهقه التعب ويستبد به النصب ،ويكرهه الناس لنتن ريحه ،وهو في هذا الجو الكئيب المظلم يحلم بأن يمر على قرية يستضيفه أهلها ويضعون عنه حمله ويغتسل عندهم ويتطيب حتى لا يستقذره الخلق ،فإذا به وهو في طريقه تلوح له بيوت قرية فاستبد به الفرح أملاً في أن يحملوا عنه حمله الثقيل ويجد عندهم من الطيب ما يتطيب به ،حتى إذا ما أتى بيوت هذه القرية فإذا به يجدهم يكرهونه لنتن ريحه وأبوا أن يستضيفوه، وليتهم تركوه وحاله ولكنهم وضعوا عليه حملاً ثقيلاً أخرله رائحة كريهة وطردوه شر الطرد فإذا به يسير مسافراً أملاً في أن يجد أهل بلدة يُضيفونه ويطيبونه، فإذا بقرية أخرى تلوح في الأفق تبرق معها بارقة الأمل من جديد فما أن يقترب من هذه القرية إلا ويفعل معه أهلها كما فعل معه أهل القرية الأولى ،ولا حول ولا قوة إلا بالله . وها هو يسير وحالته تسوء ويمر على قرية تلوالأخرى حتى مر على إحدى عشر قرية يُحَملونه كما فعل أهل القرى السابقة حتى كاد يفقد الأمل. فإذا به يجد مسافراً أخر قد أرهقه حمله أيضاً يقول له أن هناك أهل قرية قريبة كرام يضعون عنا حملنا ويضيفوننا بل ويعطوننا من خيرات الله فإذا بالرجل كاد يسقط من شدة الفرح لا يكاد يصدق ما يسمعه وقد انقطع عنه الأمل وكان متيَقناً أنه سيظل على حاله هذه من أهل العناء والشقاء بقية عمره ......
    وهكذا حالنا جميعاً حال العصاة يعيشون طيلة العام الأحدى عشر شهراً يتلبسون بالمعاصي ويقعون فيها ويحملون الذنوب الكريهة الرائحة عند الله وعند الناس وما أثقله من حمل وما أنتنها من ريح! ويظنون أنه قد كتب عليهم أن يظلوا طيلة عمرهم من أهل المعاصي وينظرون لأهل الطاعات على أنهم أُناس من كوكب أخر،كيف يفعلون هذه الطاعات ويواظبون عليها وكيف يجتنبون هذه المعاصي التي لا نستطيع الفكاك منها ويظنون أنه كتب عليهم أن يكونوا من الهالكين بالمعاصي في الدنيا ومن أهل النار في الأخرة حتى إذا ما ذكر الموت والدار الآخرة تجد قلوبهم تنفر وكأنهم تيقنوا أنهم من أهل النار .لاوالله ياأخيﱠ ويا أخيَّتي فلقد كنت مثلكم تماماً بل وأكثر في اقتراف المعاصي والاصرار عليها وما كنت أظن يوماً أن يأتي أحد يضع عني أثقالي وينقذني من رائحتى الكريهة التي يضيق صدري بشمها وكانت بدايتي مع رمضان الذي وضع عني ما كنت أحمل فقد كنت لا أحافظ على الصلاة ولا الحجاب ولا حدود الله فكنت أغتاب وأنتهك أعراض المسلمين بل وكانت لي مواهب في الصد عن دين الله وكنت من أشد الناس استماعاً للأغاني الماجنة وحفظها وترديدها بل ودعوة أصدقائي إليها فكنت أجلس أغني لهم في الفصل الدراسي وكنت من أشد الناس اعراضاً عن كتاب الله بل وصداً عنه وكنت من أهل الحب المحرم وكنت أحب شاباً وكنت أظن أن الحياة ستنتهي إن فارقته وكنت لا أتخيل الحياة بدونه مثل كل الفتيات فكان هذا من أعتى الذنوب عليﱠ الحب والأغاني ،كنت أتخيل أني أستطيع الفكاك من أي ذنب إلاهذان ،وكنت أنظرإلى المحجبة والتي لا تستمع إلى الأغاني مثلي على أنها ملاك وأني قد كُتب علي أن أكون من إخوان الشياطين وهذا مصير محتوم.
    وجااااااااااااااااء رمضان!!
    فتبدل حالي تماماً من عشق الأغاني إلى كرهها الشديد ومن مداومة ترديدها إلى مداومة الذكر ومن حفظها إلى حفظ كتاب الله كله وتحفيظه للناس ،فأصبحت الآن بفضل الله ومنته محفظه للقرآن حاملة لكتاب الله وأصبح لساني يعف عن ذكر غير الله لا ذكر أعرض الناس فقط ،والأن أنا لا أحافظ على الصلاة فقط بل وبفضل الله أقوم الليل وأصبحت الأن من الدعاة إلى هذا الدين وأبدلني الله عز وجل عن الحب المحرم زوجاً يحبنى كأشد ما يحب الرجال النساء؛ وكانت بداية هذا كله رمضان ، وما أدراك ما رمضان لقد حولني من الصورة الشيطانية إلى صورة العبودية وما أبهاها وما أنقاها من صورة حتى أنني الأن أنظر إلى نفسي ولا أكاد أصدق أن هذه هي تلك وكذلك زميلاتي لا يصدقون ما أصبحت عليه من شدة التعلق بالله عزوجل وشدة الدفاع والذب عن دينه والدعوة إليه وماذا كانت البداية كانت في رمضان ولكن كيف ؟!
    أعيروني أسماعكم رعاكم الله :- وإليكم الخطوات التي سلكتها وهى إن تأملتها ستهزأ مني لبساطتها وتقول أهذه الخطوات التي حولت هذه الفاسقة إلى عابدة لله؟!نعم والله هى ،وهى أبسط من تصورك :-
    1-أول شيء أني بدأت أُكَرﱢهُ نفسي في المعاصي وأصورها لنفسي على أنها سداً منيعاً يحول بيني وبين رضا ربي وكنت أضع نصب عيني أنني في مقارنة بين حبي لهذه المعاصي وحبي لله وأني إن فعلتها فأنا هكذا أقول لربي أني أحب هذه المعاصي أكثر منك وبدأ يعصف بي الشوق إلى قرب ربي وتحرقني الغيرة كلما شعرت أن الناس يقتربون منه وأني أبتعد عنه وسمعت الحديث يقول "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل " فشعرت أن هذا الحديث يقصدني أنا بشخصي لأن إساءتي في جنب الله ممتدة طوال النهار والليل عبر السنوات ،ثم مددت يدي ليد الله المبسوطة فأخذ بيدي وناصيتي إليه .

    2-ثانياً:- كنت أتحين أوقات إجابة الدعاء فأدعو بالاقلاع عن الذنوب ونسيان من أحبه ومغفرة ما مضى وأن يجعلني من عتقائه في هذا الشهر وأن يدخل في قلبي حبه وحب الاعمال الصالحة بدلاً من هذه النجاسات التي كانت تملؤ قلبي ودعوته سبحانه أن يرزقني بصحبة ً تساعدني على الطاعة وكنت كلما رأيت بنات ملتزمات أذهب للتعرف عليهن وأخذ هواتفهن وصنعت منهن سداً منيعاً بيني وبين المعاصي وكنت أدعو بثقة في وعد الله "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم " لم يكن عندي شك أن الله سيُنَجيني إن صدقت معه فكنت أحاول أن أُرِيَ ربي مني الصدق في الرغبة في رضاه والأوبة إليه.

    3-ثالثاً:- أني بدأت أصوم رمضان هذا لله فلا أمتنع فقط عن الطعام والشراب ولكني كنت أُجَوِّعُ وأُعَطِّش نفسي لله وبدأت أنقل هذه النية إلى كل شيء في حياتي
    وبدأت أحاول أن أُري ربي من نفسي خيراً فلم أكن قبل ذلك أحافظ على الصلاة فبدأت أضغط على نفسي وأحاول جاهدة وأدعو الله أن يثبتني،واعلموا أن العمل الصالح والمواظبة عليه شاق وصعب على النفس إذا ما حالت الدخول فيه وحدها،فلا تحاولوا الدخول والاقتحام في العمل الصالح وحدكم ولكن لابد من الاستعانة بالله واللجوء إليه وهو سيعينك على فعله ويُثبتك عليه وكن على يقين أنه هو الوحيد سبحانه الذي يقدر على هذا لست أنت فاصدق الله في طلب الرجوع إليه يصدقك ويلبي لك ما تشاء مهما كان صعباًعلى نفسك، .
    وأتت عليَّ ليلة لن أنساها ما حييت ،في هذه الليلة وجدت في نفسي شوقاً أن يراني الله عزوجل من الصالحين، فقلت يارب الليلة أقف بين يديك حتى تتألم قدماي من كثرة القيام فلكم وقفت في المحاضرات حتى تورمت قدماي ولكم انتظرت المواصلات واقفة على قدمَيَّ حتى كدت أسقط فلقد اشتاقت هاتان القدمان للتعب ولكن هذه المرة سيكون التعب لله، نعم اشتقت لأن يراني الله عزوجل متعبة في سبيل مرضاته، ولا تظنوا أن هذا التعب أتى بعد قراءة جزء من القرءان، لابل أتى التعب بعد قراءة صفحة واحدة من المصحف وأنا واقفة في الصلاة لأني لم أكن معتادة على الصلاة ولا على قراءة القرءان ،وطبعاً كانت القراءة مش صح قوي والصلاة كمان مش مضبوطة قوي ،ولكن قلت يارب هذا أقصى ماعندي فتقبلني، وأخذت أشعر بحلاوة الوقوف بين يدي الله عزوجل لأني أحبه رغم كل هذه الذنوب اكتتشفت أن حب الله عزوجل لازال يسكن قلبي، وتذوقت لذة التعب لله ومناجاته وأخذت أبكي حسرة على ما فات"أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين " وأخذت أبكي وأدعو ألا يحرمني الله عزوجل من قيام الليل حتى ألقاه، وبدأت تأخذ جسدي قشعريرة، قشعريرة القرءان"الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الَّذين يخشون ربهم"الزمر 23وعندما أحسست بجمال القرب من ربي أخذت أدعوه ألا يجعل في قلبي غيره والا يجعل لي هماً إلا في نصرة دينه وقد استجاب الله عزوجل بأكثر مما دعوته بكثير فأصبحت الأن كما ذكرت لكم سابقاً من حملة كتاب الله عزوجل والدعاة إلى هذا الدين ،وهذه قصتي أنا.
    سيقول بعض من يقرأ هذه القصة هذه لم تفعل شيئاً هي بالنسبة لي صِدِّيقة فلقد افترقت من الذنوب ما يجعلني أستحيى أن أطلب من الله شيئاً حتى المغفرة.أقول لكم هذه قصتي أنا أحببت أن أبدأ بها اعترفاً بفضل الله عزوجل عليَّ أولاً وتأكيداً على قولي لأنها تجربتي أنا الشخصية وسأذكر لكم بعض القصص الأخرى التي تؤكد يسر التوبة وسهولة قبولها لمن صدق الله فيها ولو فعل أنكر المنكرات.
    -لقد كنت في أحد الرمضانات معتكفة في المسجد وكنت ألقى درساً عن التوبة وبعد الدرس أتتني امرأة جميلة الصورة يظهر عليها أثر الذنب وقالت لي إن كلامك عن التوبة جميل ولكن هل تصلح التوبة لمن فعلت كذا وأخذت تحكي قصتها ووالله بعدما سمعتها كدت أرجع عن قولي بأنها تصلح لها توبة من هول ما سمعت ولكنني تذكرت سعة رحمة الله عز وجل وأن المغفرة لو كانت بيدي أنا فعلاً ما أعطيتها إياها لضيق صدري بما فعلت ولكن من رحمة الله أن جعل المغفرة بيده ،هو الذي قال "ورحمتي وسعت كل شيء" وهو الذي قال في الحديث القدسي "يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك" وإليكم قصة هذه المرأة ولكن أرجو منكم ضبط مشاعركم كما حاولت ضبط مشاعري وأنا أسمعها ،قالت إنها متزوجة وزوجها يعمل في مكان بعيد وهو يسافر ويتركها بمفردها طلباً للرزق ولكنها لا تحفظه في غيبته فهى تصاحب الرجال وتقع في الفاحشة والعياذ بالله حتى أنها ذات مرة حملت من الزنا وطبعاً زوجها مسافر وهذا الحمل فضيحة، سنتوقع جميعاً أنها ستحاول الاجهاض إلاأنها كانت تعلم أن مضاعفات الاجهاض خطيرة يمكن أن تودي بحياتها وتجلب لها الفضيحة ،فانتظرت حتى ولدته،لو قلت لكم أنها أخذته وألقت به على باب مسجد لقلتم أنها مجرمة وياليتها فعلت ذلك. فلم تطب نفسها إلا بقتله ،نعم بقتل هذا الوليد البرئ لتخفي جريمتها، وانظروا إلى بشاعة الطريقة التي قتلته بها فقد خنقته وألقت به في مجرى مائي ولم تبالي بصراخه ولم تهتز بها مشاعرالانسان ولو للحظه ، كان كل همها اخفاء الفضيحة وليت ضميرها استيقظ بعد هذه الجريمة النكراء ،بعد أن قتلت ولدها بيدها وليتها تابت بعدها عن الزنا لا بل استمرت في الفاحشة لا تعبأ ولا تبالي بنظر الله إليها ولا بفلذة كبدها الذي قتلته بل استمرت على ذلك حتى حملت أربع أو خمس مرات من الزنا وهى في كل مرة تقتل وليدها بنفس الطريقة. لم أعرف بم أرد عليها غير أن كل ما ورد بذهني وقتها كيف وصلت هذه الفاجرة إلى بيت الله ؟! كيف أدخلها الله عز وجل إلى بيته بعد فعلتها هذه ؟! بل وجعلها تقوم الليل وتعتكف في بيوت أذن الله لها أن ترفع ويذكر فيها اسمه؟! وكيف سترها الله جل وعلا كل هذه الفترة لم يفضحها ولم يعاقبها بما اقترفت من الذنوب؟ وهى تقسم بالله أنه ما من أحد من أهلها ولا جيرانها شعر بحملها ولا ولادتها .ولكني بعدما فكرت للحظة جالت بخاطري الآية"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاًإنه هو الغفور الرحيم" فأطرقت لحظة ثم نظرت إليها مبتسمة وقلت لها والله ما أتى الله بك إلى هنا إلا لأنه يريد بك الخير ، لقد غفر سبحانه وتعالى لمن قتل مئة نفساً وغفر لبغي كانت تتاجر بعرضها في كلب سقته. فإن ربك لا يغلق باب التوبة أمام أحد ويبسط يده لتتوبي فمدي يدك، والآيه السابقة يخاطب الله عزوجل فيها عباده الذين أسرفوا على أنفسهم أي أكثروا من الذنوب الثقيلة ليس المذنبين فقط ويقول لهم سبحانه أنه يغفرالذنوب جميعها ولم يحدد نوعاً معيناً من الذنوب .
    وهذه كانت بداية توبتها رمضان فابدأ أنت أيضاً في رمضان وهذه فرصتك ،ومد يدك كما مددت أنا وهى أيدينا فأنقذنا الله من الهلاك بفضله ألازلت تصر على أن تكون من الهالكين، وإليك قصة هالك آخر أُنقذ أيضا في رمضان فاسمع واتعظ :
    يحكي أحد الدعاة عن شاب لقيه في يوم السادس من شوال في محاضرة كان يلقيها هذا الداعية فأتاه هذا الشاب يروي له قصة توبته التي كانت في رمضان ،قال الشاب "أنا من أسرة مسلمه ولكني لم أكن أحب الالتزام بتعاليم الاسلام فأحببت أن انفلت منها فسافرت إلى الخارج حتى آخذ حريتي في فعل المنكرات وهناك أخذت أبحث في الأديان عن دين يعجبني فاعتنقت النصرانية وأخذت أذهب إلى الكنيسة يوم الأحد ومن شدة فسادي كنت أقف على باب الكنيسة وقت خروج الناس منها وأوزع على الفتيات الحشيش حتى بعث لي القس واستحلفني أن أترك النصرانية لأنني أفسدت النصارى، فتركت النصرانية وأخذت أبحث عن دين أخر فأعجبني دين عبدة الشيطان"-نعوذ بالله من الخذلان- وبم يأمرهم الشيطان؟ إنه يأمرهم بالفحشاء والمنكر وهذه بغيته وهنا سأله الداعية كيف كنتم تعبدون الشيطان قال الشاب "كنا نسجد للشمس من دون الله عند طلوع الشمس وعند غروبها لأنها تطلع وتغرب بين قرني شيطان "وكان يسجد للنجوم ويتعبد للشيطان بأقوال فذكر بعض هذه الأقول للداعية فلم يستطيع الداعية أن يسمعها واستحلفه بالله أن يصمت،
    ويسترسل الشاب فيقول "ثم عدت إلى بلدي وأعلمت أهلي بكفري فأخذوا يجتنبوني ويعاملوني ككرسي أو كمنضده في البيت لا يُبالون بي خرجت أم دخلت أكلت أم لا لأني كفرت ،وكنت أخرج مع زملائي أفعل كل المنكرات ومامن فاحشة إلا وأكثرنا منها ولكن هناك عمل كفري واحد لم نأته -هذا العمل من يفعله من المسلمين يخرج من الملة بالاجماع وهو لا يُفعل إلا بالسجود للشيطان ألا وهو السحر- فذهبت إلى بلد كذا حتى أتعلمه فتعلمته،وأنا في كل هذا أبحث جاهداً عن السعادة ولكني لم أفلح فلم أجدها في شيء من هذه المنكرات فضاق صدري أنا وأقراني حتى فكرنا في الانتحار ،فأخذوا يغوصون بأفكارهم كيف ننتحر؟ قال أحدنا نأخذ جرعة مخدرات زائدة ،فرد آخر وقال إذن يحللون دماءنا ويكتشفون ذلك فنفضح أهلنا، فرد آخر وقال فكرة أخرى نسير بسرعة كبيرة بالسيارة على طريق سريع فتنقلب بنا فنموت ،واجتمعوا على هذه الفكرة وحددوا لها موعداً يوم 4 رمضان ، وفي أول يوم رمضان يقول الشاب "أتى رجل ليفطر عندنا- طبعاً هو لا يأكل طوال النهار ليس لأنه صائم ولكن لأن الطعام لا يُصنع في رمضان إلا وقت الإفطار- فدخلت على الضيف دون إلقاء السلام –طبعاً لأنه ليس مسلماً- وجلست آكل وقام أبي والضيف لصلاة العشاء وطبعاً لم أقم معهما فتعجب الضيف وقال لي: قم صلِ معنا فقلت له :أني كافر قال لي الضيف: قم وصلِ فقلت له :ياهذا أقول لك أني كافر أنا يهودياً أو مجوسي قال الضيف: قم وصلِ وإن كنت يهودياً أو مجوسياً فقلت له :إن أبي خرج ولم يعبأ بي فاخرج مثله قال الضيف: اخرج معي إلى الصلاة وأنا أخرج ولا زال يلح عليه الضيف حتى قال الشاب أن عليه عشرون جنابة فقال الضيف: قم وصلِ وإن كنت جنباً قال الشاب: وقمت مع الضيف مع كثرة إلحاحه وأنا أنوي أن أهرب منه عند أول سجدة ويقسم الشاب للداعية أنه ماكان يحفظ الفاتحة.... يقول الشاب ودخلت معه المسجد وإذا بالإمام يقرأ بخواتيم سورة المؤمنون"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون*فتعالى الله الملك الحقُّ لا إله إلا هو رب العرش الكريم*ومن يدع مع الله إلهاً ءاخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون* ومن يدع مع الله إلهاً ءاخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون *وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين"المؤمنين115- 118
    فانتفض من الأية ولحظتها منَّ الله عليه بالتوبة فهو من يومها قد هجر أصحابه وترك الفواحش وتبدلت أحواله وظل هكذا حتى لقى الشيخ في شهر شوال بعد أن كان يخطط للإنتحار يوم الرابع من رمضان وقد لقى هذا الشاب هذا الداعية مرة أخرى بعد أربع سنوات وهو لا يزال على التزامه مطلق لحيته ومقصراً ثوبه قد ثبته الله حتى لا يقول البعض أنا أبدأ بالإلتزام ثم سرعان ما أرجع، فعليك إن إردت الثبات بالصحبة الصالحة اغرس نفسك في بيئة صالحة ،كحلقات تحفيظ القرآن ، انتظم في حضور الدروس والحلقات وصاحب من فيها من الصالحين ولو كانوا أكبر منك أو أصغر لا يهم المهم أن تلزم صحبة الصالحين فقد أمر الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وسلمبأن يلزم الصحبة الصالحة فقال عز وجل "واصبرنفسك مع الَّذين يدعون ربهم بالغداة والعشيِّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تُطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا"الكهف 28
    فما بالكم بنا نحن، نحن أكثر حاجة للصحبة الصالحة منالنبي صلى الله عليهوسلم ولنا فيه أسوة حسنة فهذا الشاب لم ينج إلا بمفارقة صحبته صحبة السوء واعتياد المساجد وارتياد حلقات الذكر.
    .والآن بعد أن سمعتم هذه القصص أما زلتم معرضون؟!، ستقولون إن الأمر شاق سأجيبكم والله إن هذا من تلبيس الشيطان عليكم يصور لكم أن التوبة صعبة حتى تداركوا معه جميعاً في جهنم فلا تسمعوا له واسمعوا لقول الله عزوجل في الحديث القدسي "ومَن أتاني يمشي أتيته هرولة" والفرصة في رمضان كبيرة لأنه شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل الشياطين ،فإن لم تكتب من أهل الجنة وأبوابها مفتحة فمتى تدخلها؟ وإن لم تكتب من عتقاء الله عزوجل من النار وأبواب النار مغلقة فمتى تعتق من النار ؟ وكذلك الشيطان عدوك اللدود مكبل فلم يعد أمامك إلا الاستعانة بالله ومجاهدة نفسك ولزوم صحبة صالحة في هذا الشهروبعده {وهى من أهم الأسباب التي تعين على التوبة الصحبة الصالحة}
    ≈ ≈ ملحوظة مهمة :- احذروا أن يخدعكم الشيطان فلعبته مع التأبين معروفة فهو يأتي لمن عزم أن يتوب ويغريه بأن يظل طوال الليل والنهار يصلي ويقوم الليل ويقرأ القرءان ويذكر الله حتى إذاما إرهق من كثرة العبادة لأنه غير معتاد عليها قال له الشيطان أنت لا تصلح أن تكون من أهل الطاعة ارجع إلى ما كنت عليه فأنت لا تقدر على هذا الطريق ، وقد تلعب النفس هذا الدور في بعض الأحيان بدلاً من الشيطان فاحذرأن توقعك نفسك أو يوقعك شيطان في هذا الفخ.
    ≈ ونهايةً:- هاهو رمضان قد هلت بشائره واقترب مقبلاً فهل من مشمر فابدأوا الآن بالاستعداد لرمضان بأقل القليل من الطاعة ولا يغرنكم الشيطان بلعبته فالطفل حين يبدأ يتعلم المشي لا تجده يقفز مرة واحدة بل يحبو ثم يخطو ثم يسير ثم يجري ولا عيب في أن نتأسى بالأطفال في هذا بدلاً من أن تزل أقدامنا على الصراط فنحن نبدأ باليسير من الطاعات مثلاً أن نجعل لأنفسنا ورداً يومياً من الذكر مثلاً عشر مرات نحمد أو نهلل أو نكبر ثم تزيده بالتدريج عشراً أخرى بعد شهر، وفي القرآن تبدأ بصفحة أو صفحتين يومياً ثم نزيد عليها بالتدريج نصف صفحة أوصفحة كل شهر، وأكثر من الحسنات السهلة في العمل الكبيرة في الأ جر مثل حسن الخلق في التعامل مع الناس من كظم الغيظ والعفو عند المقدرة والاحسان إلى الخلق وغيرها فإنها ثقيلة جداً في الميزان وكذلك مساعدة المحتاج والتبسم في وجه المسلمين وقضاء حوائجهم إلى غير ذلك ، وكذلك الذكر الثقيل في الميزان مثل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " هذا التدرج نافع ومفيد جداً في باب النوافل أما الفرائض فلابد أن نحمل النفس عليها حملاً جملة واحدة ولا تتبع فيها هذا التدريج ، واعلموا أن المحافظة على الفرائض تقربنا أكثر من أي عمل آخر، يقول الله عزوجل في الحديث القدسي "وماتقرب عبدي إليَّ بأحب مما افترضته عليه".
    ∙أما مع الذنوب فسنسلك معها مسلكاً آخر:-
    أحضر ورقة واكتب فيها أنواع الذنوب التي تقع فيها مثلاً ترك الصلاة ،الغيبة،الزنا، شرب الخمر،تعاطي المخدرات،السخرية من الناس ،إيذاء المسلمين بأي صورة من صوت مرتفع أو غيره ،ظلم الآخرين،التبرج،الاستماع إلى الأغاني،مشاهدة التلفاز،اطلاق البصر، الربا،الاختلاط، الحب المحرم، قطع الرحم..أنا أعددها فقط محاولة للمساعدة ،
    -ثم قسم هذه الذنوب إلى قسمين :قسم يسهل الاقلاع عنه وقسم آخر يصعب الاقلاع عنه فالقسم الأول الذي يسهل الاقلاع عنه أقلع عنه فوراً،والقسم الآخر ادع الله عزوجل كثيراً بالنجاة منه وهو سينجيك منه، وكن على يقين من ذلك. نعم الاقلاع عنه صعب بالنسبة لك ،سيقول بعضكم بل مستحيل فقد حاولت كثيراً، ولكن لايوجد شيء صعب ولا مستحيل على الله، ولقد رأيتم حجم الذنوب التي أعانني الله وأعان غيري على تركها، ولا أظن ذنوبكم إلا أهون من ذلك. وأبشركم بأن هذه الذنوب ستتبدل إلى حسنات في صحيفتك إن صدقت التوبة مع الله ،نعم ستتحول الغيبة وترك الصلاة واطلاق البصر وشرب الخمر إلى حسنات فانظر كم ستجني من الحسنات إن تبت؟ وهذا ليس تفاؤل مني ولكنه كلام ربكم الرحمن الرحيم "إلا من تاب وءامن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً"الفرقان70
    طبعاً هذه الآية تشجع على تحمل أي مشقة في سبيل التوبة، فانظر على قدر ذنوبك التي تبت منها ستجده حسنات
    فلا كبيرة مع التوبة ولا صغيرة مع الإصرار

    ونهاية ارفعوا معي شعار
    "وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"

    ولكن الحذر الحذر.. أن يمر رمضان دون أن يغفر لكم جميعاً فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من دخل وخرج غير مغفوراً له بدخول النار ،قال النبي صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل قال يا محمد " من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأُدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين"فهل لك طاقة على تحمل دعاء من أمين وحي السماء جبريل عليه السلام بدخولك النار وأمَّن عاى هذا الدعاء أمين أهل الأرض محمد صلى الله عليه وسلم
    فاعلموا أنكم إن لم تضعوا أحمالكم في هذا الشهر فستظلون تحملون فوقها أحمالاً أخرى إن لم يمن الله عزوجل عليكم بتوبة في الشهور التي تليه واعلموا أن التوبة في رمضان أسهل من التوبة في غيره .وإن لم تتوبوا فستلقون ربكم يوم القيامة بهذه الأحمال وتظلون تحملونها على ظهوركم تسيرون بها خمسين ألف سنة في شدة الحر وأنتم حفاة عراة عطشى بدلاً من أن تأتوا ركباناً يوم القيامة يسقيكم النبي صلى الله عليه وسلم من يده الشريفة، فاختر يوم القيامة الذي ترتضيه لنفسك وعلى هذا الأساس تعامل مع رمضان.
    ملحوظة:- أنا لاأقول في هذه الرسالة افعلوا ماتشاءون طوال العام ثم توبوا في رمضان لا ولكن ا"كل ابن ءادم خطاء وخير الخائين التو بون"

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة العبادي محمد, 7 ماي, 2019, 10:59 م
ردود 0
85 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة العبادي محمد
ابتدأ بواسطة مسلم للأبد, 23 يون, 2017, 12:24 ص
ردود 0
253 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة مسلم للأبد
بواسطة مسلم للأبد
ابتدأ بواسطة مسلم للأبد, 15 يون, 2017, 02:49 ص
رد 1
355 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فارس الميـدان
ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 11 أكت, 2016, 12:57 م
ردود 2
997 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عاشق طيبة
بواسطة عاشق طيبة
ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 11 أكت, 2016, 03:01 ص
ردود 0
784 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فارس الميـدان
يعمل...