سبق لى مناقشة هذه التساؤلات فى مواضيع عدة هنا فى المنتدى ..مع الأخ الساجد والأستاذ / ياسر وغيرهما ...أختصر الآن لحضراتكم الرد حتى لا نكرر أنفسنا ...
نحن نشترك فى أرضية إيمانية واسعة تقول :
أن الله فوق الحس او الجنس فالله بطبيعته وجوهره لا مولد ولا والد (لم يلد ولم يولد) فالله نور
والله روح - والله واحد كائن فى الكون وحده ليس معه او مثله او شبيه به - ولا اله اخر معه - هو الاول والاخر ولا اله غيره - ازلى ابدى موجود بذاته - وموجد كل الخليقه – هو الخالق وهو المدبر – وليس كمثله شئ ككل ...
هذا هو أيماننا بالله جميعاً ...اذا أين وجه الخلاف ؟
وجه الخلاف فى قبول فكرة ذات الله كيف تراه ؟ رؤى عين أم رؤي أفعال أم رؤى كلمات (النصوص المقدسة ) ؟
الله لايٌرى ..ولكننا نلتمسه ونعرفه من أفعاله وأقواله ...أى أننا ندركه بالعقل ...ولا يٌعقل أبداً أن أعطى لنفسى الحق فى أمتلاك عقل واسحب هذا الحق من العلى القدير ...مستحيل
لذلك فالعقيدة المسيحية تقول :
أن الله عاقل بعقله حى بروحه
خاصيه الوجود الذاتى فى الذات الالهيه هى ما يسمى الله بالاب بمعنى ( الأصل ) أصل كل الوجود
خاصيه العقل فى ذات الله يسميها بالكلمه – يستخدمها لأرشاد المؤمنين به والخارجين عن طاعته على حد السواء ...
كلمه الله والذى هو ايضا صوره الله لأنه بطبيعته هوالخير وهو الحب وهو النقاء وهو العطاء بلا حدود ...
فالله ناطق بكلمته ويسميها ايضا بالابن "ابن الله"
وخاصيه الحياه فى الذات الالهيه يسميها بالروح الروح القدس او روح الله
فالله موجود بذاته "الاب " ناطق بكلمته وكلمته ابنه ( يسوع المسيح الذى أرسله ) وعاقل بعقله
كلمه الله خرجت من ذات الله ويسمى الابن
هذه صفات الاله الواحد الكامل فى ذاته – ليس ثلاثة حاشا لله .
ولكن هذا غير ولادة الأبن من العذراء
والمسيحى لا يقول ولد الله لانه لا يؤمن بالولادة الجسدية... يقول ابن الله
وكلمة ابن الله لا تعنى ولادة جسدية ( أب بيولوجى ) .
لماذا ؟ لأن كلمة " ولد " تدل على الولادة الجسدية المباشرة و هذا ما لا ينطبق مع ما يقوله المسيحى - لأن الله لم يتجسد كرجل ونزل ليباشر " مريم " مباشرة الرجال للنساء ...حاشا لله ..
بل أرسل لها روح القدس ليلقى لها كلمته ...
نأتى للسؤال الأشهر : وهل تعبد إنسان يرضع ويأكل ويشرب ويذهب الى بيت الخلاء ؟
ويموت ؟؟؟؟!!!
الأجابة : كلمة الله تجسدت فى رحم العذراء "مريم " ..( كلمة وروح من ) كونت جسد بشرى ..هذا الجسد يتعرض الى ما تتعرضت له الأجساد من رضاعة وأكل وشرب وقضاء الحاجة
يتعرض للآلآم ويشتكى ويرفع رأسه ( لأبيه ) ...مثله مثل سائر " الرسل " الذين تعرضوا لهذه المواقف ...مثله مثل أى إنسان له جسد وله أحتياجات ...
لو لم يتألم على الصليب ويموت ويقوم من بين الأموات لما كان لعقيدة " الفداء " اى معنى
لما كانت لرسالته أى هدف ....!
اذا عبادة الله ليست تلك العبادة التى تتوجه لعبادة الجسد البشرى ...أو إنسان .
بل تتمثل فى قبول فداء المسيح على الصليب أى قبول الإيمان بالله الواحد ... الذى ألقى بكلمته كى تعلن محبته للبشر ...
كانت هذه اجابتى المجملة عن أسئلتكم ...وأرجو ألا أكون قد أغفلت شئ من أسئلتكم ...
تحياتى وتمنياتى للجميع بكل خير ومودة وحب ....

عندما تٌنكر عقيدة الصلب والفداء تنهدم المسيحية من جذورها ...
فيصبح بالتالى أى سؤال بلا معنى ..وتكون الآيات مثل ( أنا مجدتك على الأرض العمل الذى أعطيتنى ....ليس أحد صالحاً الا الله ....الجالس على يمين الرب ...لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة ...الخ من آيات الأناجيل ) بلا معنى أيضاً
ويصبح أى رد يكون من قبيل "حوار الطرشان " ....
أما عن قراءاتى فى الأسلام ..وعن أستخدامى مصطلحات أسلامية راجع الى :
أولاً : أريد أن أحدث من أمامى بلغته وأحاول أن أقرب له المسافات ..أنا لم أرفض مانقلته عن الأنبا بيشوى ولكننى رفضت ألفاظ مثل "الصفع" ...الأنبا بيشوى يتحدث مثله مثل أى عالم لاهوت (دينى ) بمصطلحات يفهمها أتباع العقيدة ....أنا لخصت لك فى لغة بسيطة نفس ماقاله
ثانياً : لاعلاقة بالفهم والدراسة والقراءة بالمعتقد ...(بمعنى) ...
لو سالتنى هل فهمت يا زكا معنى قوله ( يد الله فوق أيديهم ) أقولك نعم ...بعض الأئمة قالوا : نفهمها من خلال ( ليس كمثله شئ ) ...اياك أن تعتقد أن اليد مثل يدك أو العين مثل عينك ولكننا نفهمها من خلال ( ليس كمثله شئ ) ...وهى نفس لغة الأنبا بيشوى ( أياك أن تفصل بين اللاهوت والناسوت ) لماذا ؟ لأنك بذلك ستقع فى الشرك وهو ما دعا الأخ الكريم لأن يقول :
الناسوت المتحد باللاهوت اللذان لم يفترقا طرفة عين جعان يا زكا فبحث بنظره عن أكل فوجد شجرة تين وراح ليها بناسوته ولاهوته ملئاش فيها حاجة
كيف تفهمها ؟ ...من خلال بحثك أو قراءتك عن المقصود ؟ لا من خلال رفضك للعقيدة
رفضك للعقيدة شئ ومحاولة فهم المقصود بالكلام شئ آخر ...ولو فهمت ليس لزاماً عليك أن تتبنى أفكار المفهوم ...
وكان على بدورى أن أخذ اليد والعين والساق كما هم بحرفية لفظهم ويصبح الله متجسداً فى العقيدة الأسلامية ...
وتسألنى قائلاً : مادام فهمتها يازكا ( يد الله فوق ايديهم ) لماذا لا تؤمن بالقرآن ؟
الأجابة : نعم فهمت ماتقصده ..فهمت الشرح ولكن لا علاقة بالفهم باعتناق العقيدة ...
(المزيد ) لو أن شخصاً شرح لك نظرية ماركس ...فهمتها ؟ ..نعم ..هل تعتنق مبدأ ماركس ؟
الأجابة (لا) ...لماذا ؟
لأن الفهم والدراسة لا علاقة لها بالمعتقد ....وعليه لا "مسلمسيحية " فى رأسى ..
بل هناك فهم لشروحات (أو بعض ) الشروحات لآيات القرآن ...
لم اقل أنهم صفات أبداً ...من أين أتيت بها ؟ قلت ذات وعقل وروح ..هل قلت صفات ؟
مستحيل طبعاً أن يكون صلب ولم يصلب
بالتأكيد سؤالك فى محله...هل صلب أم لم يصلب ؟
لو المسيحى قال لك لم يصلب ...فلن يكون مسيحى من أصله بل شئ آخر ...لأنه يعرف لماذا أتى ولماذا صٌلب
والعكس بالعكس بالنسبة للمسلم ...يبقى لنا السؤال : ماذا قال القرآن عن الصلب ؟
ماذا يقصد ب ( وما صلبوه ) ....هل تحتمل معانى أخرى ؟ ..
أنا لا أرفض السؤال بل منه أبدأ ....
أتمنى أن أكون قد أستطعت تبيان وجهة نظرى ...
وشكراً للأدارة على أفساحها المجال للرد ....وأعتذر عن التأخير لسوء تحميل من النت ليلة الأمس ...