عناية الإسلام بالطهارة الحسية والمعنوية
إن الدين الإسلامي لم يترك خيراً للعباد وصلاحاً لهم في المعاش أو المعاد إلا أمر به وحثَّ عليه، ولا شراً أو ضرراً يعود عليهم في دنياهم وفي عقولهم وأجسادهم إلا حذَّر منه ونهى عنه، ولقد كان رفع الحرج وإحلال الطهر والنقاء من القواعد والمعالم التي جاءت بها شريعة الإسلام:
( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[المائدة:6]
وقد جاءت هذه الحكم والقواعد والأسرار في ختام آية الأمر بالوضوء في سورة المائدة، تنبيهاً لما لهذا الحكم العظيم من آثارٍ في حياة المسلم.
لقد عني الإسلام بالطهارة المعنوية والطهارة الحسية، واهتم بنظافة الباطن والظاهر، وقد قسَّم أهل العلم الطهارة إلى أربع مراتب:......
1- طهارة الظاهر من الأحداث والأنجاس والفضلات،
وقد جعل الإسلام هذه المرتبة، جزءاً من حياة المسلم، وطابعاً لا غنى له عنه، وعملاً لا ينفك منه في اليوم والليلة، ويتولى الوضوء الشرعي كبر هذه المرتبة، وفيه من الأجر العظيم والثواب الجزيل أضعاف ما له من الآثار الحسنة على نظافة المسلم، فقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم سبباً لمحو الخطايا ورفعة الدرجات، كما في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وعثمان رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره }.
بل قد جعل المصطفى صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان، كما في صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.
الله أكبر! يا لِسعة فضل الله، وإكثاره طرق الخير لعباده! ولكن أين المحتسبون المتبعون الذين يقومون بهذا العمل إخلاصاً لله، ورغبةً فيما عنده، واتباعاً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك؟!
حيث قد زيَّن الشيطان -أعاذنا الله منه- لبعض الناس الزيادة في الوضوء، فيدخلهم في الوهم والوسوسة، وقد يجرهم إلى التقصير في ذلك، فعدم التنزه من البول والخارج، وعدم غسل الأعضاء كاملة، أو ما يفعله بعض الجُهَّال من التيمم مع وجود الماء، أو إمكان الحصول عليه.
ومن عناية الإسلام بالوضوء: أنه جعله مرتبطاً بأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الصلاة، فهو شرطٌ لصحتها، ومفتاحها، ومقدمتها.
ومن مظاهر عناية الإسلام بطهارة الظاهر: إيجابه الاغتسال عند حدوث موجباته، كالجنابة، والحيض والنفاس بالنسبة للمرأة، كما شرع الإسلام الاغتسال في حالاتٍ: كالجُمع والأعياد، والإحرام، وحضور الاجتماعات العامة، ومن ذلك حثه على التطيب، والسواك والختان، وأخذ الزينة عند حضور المساجد والصلاة.
ومن ذلك -أيضاً- خصال الفطرة التي أفصح عنها حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما في حديث عائشة رضي الله عنها عند عند مسلم وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء -يعني: الاستنجاء- }
قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة.
وقد نهي الإسلام عن التبول في المياه الراكدة، والبراز في الطرق والظل وموارد الناس، كما أمر الإسلام بنظافة البيوت والطرق والطعام والشراب، واللباس والمرافق العامة، وجعل إماطة الأذى عن الطريق شعبةً من شعب الإيمان، وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم:
{أن الله جميلٌ يحب الجمال }
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتطهر، فقال:(وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)[المدثر:4].
كما مدح سبحانه أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه وتعالى:
( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)[التوبة:108].
ولها ثلاثة مراتب:
المرتبة الأولى: طهارة الجوارح من الذنوب والآثام.
المرتبة الثانية: طهارة القلب من الأخلاق المذمومة والرذائل الممقوتة.
المرتبة الثالثة: تطهير السريرة عما سوى الله سبحانه وتعالى.
وهذه المراتب الثلاث، هي في الطهارة المعنوية، طهارة الباطن، التي هي القاعدة والأساس، فلا خير في حسنٍ ظاهر، مع فسادٍ باطن، وكم من جميل منظره خبيثٌ مخبره.
إن النظافة الحقيقية، نظافة العقيدة من كل ما يشوبها من ضروب الشرك بالله، والتعلق بغيره، وذلك يتطلب الإخلاص لله، وتجريد المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، ونبذ كل ما يخالف هذا المنهج من أوهام أو ضلالات، كما أنها نظافة الفكر وصيانته من الأفكار الملوثة، والتصورات الفاسدة، المناهضة للإسلام، وهي تعني: طهارة القلب ونظافته، من الغل والحقد والحسد والبغضاء والرياء والنفاق والكبر والغرور، وطهارة اللسان من الكذب والزور والغيبة والنميمة والبهتان.
كما أنها تعني: نظافة الخلق والسلوك من كل ما يُعكِّر صفو الأخوة، ويكون سبباً في التقاطع والجفاء، وهي -أيضاً- نظافة المعاملات، من الحيل الممنوعة، والمكاتب المحرمة، التي تأتي عن طريق الظلم والغش والربا، والرشوة والتزوير وسواها، وهي -أيضاً- نظافة الجوارح، كالسمع والبصر من النظر والسماع المحرم.
فالنظافة التي جاء بها الشرع بمفهومها الواسع ليست في جانبٍ ضيق يُعنى بالشكل على حساب الجوهر، كما أنها ليست كلماتٍ تُقال، ولا أيام تقام، بل هي ملازمة للمسلم لا تنفك عنه بحال، فما أحرى ذلك أن يزيدنا تمسكاً بديننا، ووعياً أعمق في حكمه وأحكامه.
وإن ديناً هذه تعاليمه، ينبغي لأتباعه أن يكونوا حريصين على النظافة بُكل أبعادها، ليكونوا أقوى الأمم؛ عقيدةً وإيماناً، وأسلمهم فكراً وعلماً، وأصلحهم قلوباً وأعمالاً، وأصحهم أجساداً وأبداناً، وأحسنهم هيأةً وأشكالاً، ليجمعوا بين صلاح الباطن والظاهر، وحسن المنظر والمخبر، وعند ذاك تحصل لهم القوة المادية والمعنوية، حيث يقوى الإيمان والعلم، ويحسن الخلق والمعاملة، وتصح الأبدان والعقول، فيكون لهم من الشوكة والهيبة والقوة ما يرهب أعداءهم بإذن الله.
وقد سبق الإسلام في ذلك النظم البشرية كلها، وأثبت الطب الحديث صدق ما جاء به الإسلام -ولله الفضل والمنة- مما يجعل حضارة الإسلام وتقدمه لا توازيها حضارة مدعاة، وتقدمٌ مزعوم كان من انقلاب الموازين عند أفراده، من التنافس في القذارة وعمل الأوساخ، والتسابق إلى أعمالٍ تنفر منها الطباع السليمة، والأذواق الحسنة، مما يخالف فطرة الله السوية، وتعاليمه السمحة.
إن المجتمع النظيف عنوان نظافة أفراده، وقد قرَّر الشرع الحنيف إزالة الضرر أياً كان، وينبغي أن تتساند الجهود، وتتكاتف الأعمال، في إحياء وإذكاء روح الطهارة والنظافة لدى المسلمين، وهذه مسئولية الجميع، وكلٌ على حسب قدرته، وليست المسئولية مقصورةٌ على أناس أو جهاتٍ فحسب، بل الواجب بذل المسلمين -جميعاً- ما يستطيعون لانتشار وسائل الحفاظ على مجتمعهم سليماً بعيداً عن الأضرار.
ولا ننسى دور الآباء والأمهات في تربية أبنائهم على ذلك، وواجب المدرس في غرس هذه الخصال الكريمة في نفوس تلاميذه، وكذلك دور حملة الأقلام وأصحاب التوجيه ورجال الإعلام، فالجميع له دورٌ كبير في نشر النظافة الشرعية، نظافة القلب والفكر والخُلق والسلوك والهيئة، وليكن كل مسلم عيناً ساهرةً في تحقيق النظافة لمجتمعه، ومنع العابثين والسفهاء من التعرض بسوء للمرافق العامة، ومصالح المسلمين، ليعود لهذه الفضيلة أثرها الإيجابي على الأفراد والمجتمعات.
من خطب : الشيخ عبد الرحمن السديس
إن الدين الإسلامي لم يترك خيراً للعباد وصلاحاً لهم في المعاش أو المعاد إلا أمر به وحثَّ عليه، ولا شراً أو ضرراً يعود عليهم في دنياهم وفي عقولهم وأجسادهم إلا حذَّر منه ونهى عنه، ولقد كان رفع الحرج وإحلال الطهر والنقاء من القواعد والمعالم التي جاءت بها شريعة الإسلام:
( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[المائدة:6]
وقد جاءت هذه الحكم والقواعد والأسرار في ختام آية الأمر بالوضوء في سورة المائدة، تنبيهاً لما لهذا الحكم العظيم من آثارٍ في حياة المسلم.
لقد عني الإسلام بالطهارة المعنوية والطهارة الحسية، واهتم بنظافة الباطن والظاهر، وقد قسَّم أهل العلم الطهارة إلى أربع مراتب:......
1- طهارة الظاهر من الأحداث والأنجاس والفضلات،
وقد جعل الإسلام هذه المرتبة، جزءاً من حياة المسلم، وطابعاً لا غنى له عنه، وعملاً لا ينفك منه في اليوم والليلة، ويتولى الوضوء الشرعي كبر هذه المرتبة، وفيه من الأجر العظيم والثواب الجزيل أضعاف ما له من الآثار الحسنة على نظافة المسلم، فقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم سبباً لمحو الخطايا ورفعة الدرجات، كما في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وعثمان رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره }.
بل قد جعل المصطفى صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان، كما في صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.
الله أكبر! يا لِسعة فضل الله، وإكثاره طرق الخير لعباده! ولكن أين المحتسبون المتبعون الذين يقومون بهذا العمل إخلاصاً لله، ورغبةً فيما عنده، واتباعاً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك؟!
حيث قد زيَّن الشيطان -أعاذنا الله منه- لبعض الناس الزيادة في الوضوء، فيدخلهم في الوهم والوسوسة، وقد يجرهم إلى التقصير في ذلك، فعدم التنزه من البول والخارج، وعدم غسل الأعضاء كاملة، أو ما يفعله بعض الجُهَّال من التيمم مع وجود الماء، أو إمكان الحصول عليه.
ومن عناية الإسلام بالوضوء: أنه جعله مرتبطاً بأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الصلاة، فهو شرطٌ لصحتها، ومفتاحها، ومقدمتها.
ومن مظاهر عناية الإسلام بطهارة الظاهر: إيجابه الاغتسال عند حدوث موجباته، كالجنابة، والحيض والنفاس بالنسبة للمرأة، كما شرع الإسلام الاغتسال في حالاتٍ: كالجُمع والأعياد، والإحرام، وحضور الاجتماعات العامة، ومن ذلك حثه على التطيب، والسواك والختان، وأخذ الزينة عند حضور المساجد والصلاة.
ومن ذلك -أيضاً- خصال الفطرة التي أفصح عنها حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما في حديث عائشة رضي الله عنها عند عند مسلم وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء -يعني: الاستنجاء- }
قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة.
وقد نهي الإسلام عن التبول في المياه الراكدة، والبراز في الطرق والظل وموارد الناس، كما أمر الإسلام بنظافة البيوت والطرق والطعام والشراب، واللباس والمرافق العامة، وجعل إماطة الأذى عن الطريق شعبةً من شعب الإيمان، وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم:
{أن الله جميلٌ يحب الجمال }
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتطهر، فقال:(وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)[المدثر:4].
كما مدح سبحانه أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه وتعالى:
( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)[التوبة:108].
ولها ثلاثة مراتب:
المرتبة الأولى: طهارة الجوارح من الذنوب والآثام.
المرتبة الثانية: طهارة القلب من الأخلاق المذمومة والرذائل الممقوتة.
المرتبة الثالثة: تطهير السريرة عما سوى الله سبحانه وتعالى.
وهذه المراتب الثلاث، هي في الطهارة المعنوية، طهارة الباطن، التي هي القاعدة والأساس، فلا خير في حسنٍ ظاهر، مع فسادٍ باطن، وكم من جميل منظره خبيثٌ مخبره.
إن النظافة الحقيقية، نظافة العقيدة من كل ما يشوبها من ضروب الشرك بالله، والتعلق بغيره، وذلك يتطلب الإخلاص لله، وتجريد المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، ونبذ كل ما يخالف هذا المنهج من أوهام أو ضلالات، كما أنها نظافة الفكر وصيانته من الأفكار الملوثة، والتصورات الفاسدة، المناهضة للإسلام، وهي تعني: طهارة القلب ونظافته، من الغل والحقد والحسد والبغضاء والرياء والنفاق والكبر والغرور، وطهارة اللسان من الكذب والزور والغيبة والنميمة والبهتان.
كما أنها تعني: نظافة الخلق والسلوك من كل ما يُعكِّر صفو الأخوة، ويكون سبباً في التقاطع والجفاء، وهي -أيضاً- نظافة المعاملات، من الحيل الممنوعة، والمكاتب المحرمة، التي تأتي عن طريق الظلم والغش والربا، والرشوة والتزوير وسواها، وهي -أيضاً- نظافة الجوارح، كالسمع والبصر من النظر والسماع المحرم.
فالنظافة التي جاء بها الشرع بمفهومها الواسع ليست في جانبٍ ضيق يُعنى بالشكل على حساب الجوهر، كما أنها ليست كلماتٍ تُقال، ولا أيام تقام، بل هي ملازمة للمسلم لا تنفك عنه بحال، فما أحرى ذلك أن يزيدنا تمسكاً بديننا، ووعياً أعمق في حكمه وأحكامه.
وإن ديناً هذه تعاليمه، ينبغي لأتباعه أن يكونوا حريصين على النظافة بُكل أبعادها، ليكونوا أقوى الأمم؛ عقيدةً وإيماناً، وأسلمهم فكراً وعلماً، وأصلحهم قلوباً وأعمالاً، وأصحهم أجساداً وأبداناً، وأحسنهم هيأةً وأشكالاً، ليجمعوا بين صلاح الباطن والظاهر، وحسن المنظر والمخبر، وعند ذاك تحصل لهم القوة المادية والمعنوية، حيث يقوى الإيمان والعلم، ويحسن الخلق والمعاملة، وتصح الأبدان والعقول، فيكون لهم من الشوكة والهيبة والقوة ما يرهب أعداءهم بإذن الله.
وقد سبق الإسلام في ذلك النظم البشرية كلها، وأثبت الطب الحديث صدق ما جاء به الإسلام -ولله الفضل والمنة- مما يجعل حضارة الإسلام وتقدمه لا توازيها حضارة مدعاة، وتقدمٌ مزعوم كان من انقلاب الموازين عند أفراده، من التنافس في القذارة وعمل الأوساخ، والتسابق إلى أعمالٍ تنفر منها الطباع السليمة، والأذواق الحسنة، مما يخالف فطرة الله السوية، وتعاليمه السمحة.
إن المجتمع النظيف عنوان نظافة أفراده، وقد قرَّر الشرع الحنيف إزالة الضرر أياً كان، وينبغي أن تتساند الجهود، وتتكاتف الأعمال، في إحياء وإذكاء روح الطهارة والنظافة لدى المسلمين، وهذه مسئولية الجميع، وكلٌ على حسب قدرته، وليست المسئولية مقصورةٌ على أناس أو جهاتٍ فحسب، بل الواجب بذل المسلمين -جميعاً- ما يستطيعون لانتشار وسائل الحفاظ على مجتمعهم سليماً بعيداً عن الأضرار.
ولا ننسى دور الآباء والأمهات في تربية أبنائهم على ذلك، وواجب المدرس في غرس هذه الخصال الكريمة في نفوس تلاميذه، وكذلك دور حملة الأقلام وأصحاب التوجيه ورجال الإعلام، فالجميع له دورٌ كبير في نشر النظافة الشرعية، نظافة القلب والفكر والخُلق والسلوك والهيئة، وليكن كل مسلم عيناً ساهرةً في تحقيق النظافة لمجتمعه، ومنع العابثين والسفهاء من التعرض بسوء للمرافق العامة، ومصالح المسلمين، ليعود لهذه الفضيلة أثرها الإيجابي على الأفراد والمجتمعات.
من خطب : الشيخ عبد الرحمن السديس
تعليق