لماذا ثار المصريون
د.محمد عمارة | 08-03-2011 00:41
يتساءل البعض: لماذا ثار الشعب المصري في هذه الثورة الشعبية العارمة والشاملة والسلمية، المنقطعة النظير ـ في العمق..والصدق..والشمول ـ.. تلك الثورة التي فجرها الشباب في 25 يناير سنة2011م – 21 صفر 1432هـ؟!..
للإجابة على هذا السؤال.. ولفهم هذه الحقيقة، علينا أن ندرك أن هذه الثورة إنما تفجرت ضد كم هائل من "الخطايا" التي تراكمت على امتداد ثلاثة عقود ـ ولم تكن مجرد اعتراض على عدد من "الأخطاء"..
1 – لقد صرحت مصادر صهيونية ـ قبل أسابيع من تفجر هذه الثورة ـ بأن نظام حسني مبارك إنما "يمثل كنزًا استراتيجيًا للأمن الإسرائيلي"!!.. وهذا التصريح الصهيوني إنما يشير إلي[COLOR="rgb(255, 0, 255)"] "عار" لم يسبق له مثيل في نظم الحكم التي تعاقبت على حكم المصريين [/COLOR]ـ في مصر، والتي هي كنانة الله في أرضه، حامية الإسلام والعروبة علي مر التاريخ.
2 – ونظام العار هذا ـ الذي تفجرت هذه الثورة لاقتلاعه ـ هو الذي عرض على الغزو الأمريكي الغربي للعراق سنة 2003م.. ذلك الغزو الصليبي الصهيوني الإمبريالي الذي حقق مصالح الأعداء عندما دمر العراق ـ وهو القوة الأولى في المشرق العربي ـ وصنع بذلك مأساة من أكبر مآسي العرب والمسلمين والقرن العشرين ـ تجزئة العراق ـ وسيطرة أمريكا والتشيع الصفوي على مقدراته ـ وتحويل ثلث شعبه ـ نحو من عشرة ملايين ـ إلى شهداء وأرامل ويتامى ولاجئين.
3 – ونظام العار هذا هو الذي أيد الغزو الأمريكي/ الغربي لأفغانستان سنة 2001م، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي "بوش الصغير" قد أعلن أن هذا الغزو إنما يأتي في سياق حملة صليبية على الإسلام والمسلمين.. كما أعلن ـ بعد عامين من ذلك التاريخ ـ إبان حربه على العراق ـ أنها "حرب عادلة بالمقاييس التي وضعها القديس "أوغسطين" ( 354 – 430م ) و"توما الإكويني" ( 1225 – 1274م ) و"مارتن لوثر" ( 1483 – 1546م) وغيرهم"!!..
4 – ونظام العار هذا هو الذي أيد الغزو الإثيوبي الصليبي للصومال.. ذلك الغزو ـ المدعوم أمريكيا ـ الذي أسقط حكومة المحاكم الشرعية، وأدخل الصومال في دوامة العنف والدمار.. ولقد صرح رأس نظام العار هذا يومئذ فقال: "نحن نتفهم التدخل الإثيوبي في الصومال"!.. هذا التدخل ـ الغزو ـ الذي قاده "زيناوي" الذي يهدد الآن بقطع مياه النيل عن مصر والسودان!..
5 – ونظام العار هذا هو الذي عاش ـ على امتداد ثلاثة عقود – يقدم نفسه للغرب الصليبي بإعتبارة المحارب للمد الإسلامي، والحامي لأمن إسرائيل!..
6 – ونظام العار هذا هو الذي تواطأ ـ أو غض الطرف ـ عن الحروب العدوانية المدمرة التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان سنة 2006م.. وعلى غزة سنة 2008م – 2009م والتي دمرت وقتلت البشر والشجر والحجر.. تلك بعض من الخطايا التي أقترفها نظام العار، والتي فجرت ثورة 25 يناير لسنة 2011م.
المصدر
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=51129