أبو عبدالله
-((ضع بصمتك))-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعظم زوج في البشرية
من صفات رسول الله صلي الله عليه وسلم
كأعظم زوج في البشرية
- التزين والتجمل والتطيب للزوجة
سُئِلَتْ عائشة:
"بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم
إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك"
والحديث أخرجه مسلم،
ذكر بعض أهل العلم فائدة ونكتة علميةدقيقة قالوا:
فَلَعَلَّ النبي صلى الله عليه وسلم
كان يفعل ذلك ليستقبل زوجاته بالتقبيل
وعند البخاري أن عائشة قالت:
"كنت أُطَيِّبُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم
بأطيب ما أجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته"
وفي البخاري أيضا أن عائشة قالت:
"كنت أ رَجِّلُ رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأناحائض"
وكنت أُرَجِّلُ يعني أسرح شعره
في هذه الأحاديث كلها وغيرها
بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم
من التجمل والتزين الشرعي الذي يحبه الله
بخلاف ما عليه بعض الرجال اليوم
من إفراط في قضية الزينة
أو حتى من تفريط في قضية الزينة
والتجمل للمرأة ومن مبالغة في التجمل
وعجيب للمتناقضات التي يعيشها بعض الرجال،
ثم تشم منه رائحة كريهة عفنة وهي رائحة التدخين
فأين أنت والتجمل أيها الأخ الحبيب؟
وآخر وقع في تفريط عظيم وتقصير عجيب
في قضية التجمل والزينة تبذل في اللباس وإهمال للشعر
وترك للأظافروالشوارب والآباط وروائح كريهة
والخير كل الخير في امتثال المنهج النبوي
في التجمل والتزين والاهتمام بالمظهر
وهو حق شرعي للمرأة وسبب أكيد في كسب قلبها وحبها,
فالنفس جُبِلَتْ على حب الأفضل والأنظف والأجمل.
وتعال واسمع لحال السلف رضوان الله تعالى عليهم جميعا
وكيف كانوا في هذا الباب.
قال [ابن عباس]:
إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لى
وما أحب أن أستطف كل حقي الذي لي عليها
فتستوجب حقها الذي لها عليَّ
لأن الله تعالى يقول:
(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)
وقد دخل على الخليفة عمر
زوج أشعت أغبر ومعه امرأته وهي تقول:
لا أنا ولا هذا لا تريده ، لا أنا ولاهذا،ما هو السبب ؟
اسمع فعرف كراهية المرأة لزوجها
فأرسل الزوج ليستحم ويأخذ من شعر رأسه ويقلم أظافره
فلما حضر أمره أن يتقدم من زوجته فاستغربته
ونفرت منه ثم عرفته فقبلت به ورجعت عن دعواها.
تراجعت إذن عن طلب الطلاق فقال عمر:
وهكذا فاصنعوا لهن فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن
كما تحبون أن يتزين لكم،
وقال [يحيى بن عبد الرحمن الحنظلي]:
أتيت [محمد بن الحنفية]
فخرج إلى في ملحفة حمراء ولحيته تقطر من الغالية ،
والغالية هي خليط الأطياب بخليط أفضل الأطياب،
ولحيته تقطر من الغالية، يقول يحيى فقلت له:
ما هذا ؟قال محمد :
إن هذه الملحفة ألقتها على امرأتى
ودهنتنى بالطيب وإنهن يشتهين منا ما نشتهيه منهن،
ذكر ذلك القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن
إذن فالمرأة تريد منك كما تريد أنت منها في التجمل والتزين..
فلنتعلم فنون صناعة الحب من رسولنا الحبيب
و من زوجاته و صحابته والتابعين.
المتأمل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه كان يقدرالزوجة ويواليها عناية فائقة ..ومحبة لائقة
ولقد ضرب أروع الأمثلة في ذلك حيث تجده أول من يواسيها..
يكفكف دموعها ..يقدر مشاعرها ..لا يهزأ بكلماتها..
يسمع شكواها ..يخفف أحزانها ..
ويتنزه معها ويسابقها، ويحتمل صدودها ومناقشتها
ويحترم هويتها ولا ينتقصها أثناء الأزمات
،بل ويعلن حبه لها ويسعد بذلك الحب ،
وهذه بعض الدرر بين يديك
يعرف مشاعرها وأحاسيسها
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة :
إنى لأعلم إذا كنتِ راضية وإذا كنتِ غضبي ..
أما إذا كنت راضية فإنك تقولين لا ورب محمد ..
وإذا كنتِ عنى غضبى قلتِ لا ورب إبراهيم .
رواه مسلم
يقدر غيرتها وحبها
تقول أم سلمة :أتيت بطعام في صحفة لى
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
فقال من الذي جاء بالطعام ؟
فقالوا أم سلمة فجائت عائشة بحجر ناعم صلب ففلقت به
فجمع النبي صلى الله عليه وسلم
بين فقلتى الصحفة وقال :
كلوا ، يعنى الصحابة ، غارت أمكم ، غارت أمكم .
ثم أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم
صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة الصحفة
وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة .
يتفهم نفسيتها وطبيعتها
قال صلى الله عليه وسلم :
"استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج
وإن أعوج شئ في الضلع أعلاه
فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوجاً
فاستوصوا بالنساء خيراً "
والحديث ليس على سبيل الذم كما يفهم العامة
بل لتفهيم وتعليم الرجال.
وفي الحديث فهم عجيب لطبيعة المرأة
وفيه أشارة إلى إمكانية ترك المرأة على إعوجاجها
في بعض الأمور المباحة ،
وألا يتركها على الإعوجاج إذا تعدت ما طبعت عليه
من النقص كفعل المعاصي وترك الواجبات .
يشتكى لها ويستشيرها
استشار النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته
في أدق الأمورومن ذلك استشارته
صلى الله عليه وسلم لأم سلمة في صلح الحديبية
عندما أمر الصحابة بنحر الهدى وحلق الرأس
فلم يفعلوا لأنه شق عليهم أن يرجعوا ولم يدخلوا مكة ،
فدخل مهموما ً حزيناً على أم سلمة في خيمتها
فما كان منها إلا أن جائت بالرأى الصائب :
أخرج يا رسول الله فاحلق وانحر ،
فحلق ونحر وإذا بأصحابه كلهم
يقومون قومة رجل واحد فيحلقون وينحرون .
يظهر محبته ووفاءه لها
قال صلى الله عليه وسلم لعائشة
في حديث أم زرع الطويل والذي رواه البخاري :
" كنت لك كأبي زرع لأم زرع "
أى انا لك كأبي زرع في الوفاء والمحبة فقالت عائشة :
بأبي وأمي لأنت خير من أبي زرع لأم زرع
يختار أحسن الأسماء لها
كان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة :
" يا عائش يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام "
متفق عليه .
يأكل ويشرب معها
تقول عائشة رضى الله عنها :
كنت أشرب فأناول النبي صلى الله عليه وسلم
فيضع فاه على موضع فيِّ ،
وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيِّ .
رواه مسلم
(والعرق : العظم عليه بقيه من اللحم -
وأتعرق اى آخذ عنه اللحم بأسناني ونحنما نسمية بالقرمشة) .
لا يتأفف من ظروفها
تقول عائشة رضى الله عنها :
كنت أُرَجِّـلٌ رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم
( يعنى أسرح) شعره وأنا حائض .
يتكئ وينام على حجرها
تقول عائشة رضي الله عنها :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتكئ في حجري وأنا حائض .رواه مسلم
يتنزه معها ويصطحبها
كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا كان الليل سار مع عائشة يتحدث .
رواه البخاري
يساعدها في اعباء المنزل
سٌـئلت عائشة رضى الله عنها
ما كان يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته؟
قالت : كان في مهنة أهله .
رواه البخاري
يقوم بنفسه تخفيفا ً عليها
سٌـئلت السيدة عائشة رضى الله عنها
ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته ؟
قالت : كان بشرا ً من البشر ،
يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه .
رواه الإمام أحمد
يتحمل من أجل سعادتها
دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم
وهو مغطى بثوبه ،وفتاتان تضربان بالدف
أمام عائشة فاستنكر ذلك،
فرفع النبي الغطاء عن وجهه وقال :
دعهما يا أبا بكر ، فإنها أيام عيد .
يعطيها حقها عند الغضب
غضبت عائشة ذات مرة مع النبي صلى الله عليه وسلم
فقال لها : هل ترضين أن يحكم بيننا أبو عبيدة بن الجراح ؟
فقالت : لا هذا رجل لن يحكم عليك لى،قال:
هل ترضين عمر ؟ قالت : أنا أخاف من عمر .
قال : هل ترضين بأبي بكر ( أبيها) قالت : نعم .
يهدئ من روعها
كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفها وقال :
" اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها ،
و أعذها من الفتن " .
يهدى ويتودد لأحبتها
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا ذبح شاة يقول :
" ارسلوا بها إلى أصدقاء خديجة "
رواه مسلم
يمتدح ويشكر فيها
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" إن فضل عائشة على النساء
كفضل الثريد على سائر الطعام "
رواه مسلم
يفرح عند فرحها
تقول السيدة عائشة رضى الله عنها :
كنت ألعب بالبنات (أى بصورهن )
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
كانت تأتينى صواحبي فكن ينتقمعن( أى يستترن)
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يسربهن إلي ، أى يأمرهن بالذهاب إلي .
يسعد بفرحها ولعبها
تقول السيدة عائشة رضى الله عنها :
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
مرة من غزوة وفي سهوتى ( أى مخدعي)
ستر ، فهبت الريح فانكشفت ناحية السترعن بنات لى لعب ،
فقال : ما هذا يا عائشة ؟ قلت :
بناتى ، فقال : ما هذا الذى وسطهن؟ قلت فرس.
فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فرس له جناحان ؟
قلت : أما سمعت أن لسليمان عليه السلام خيل لها أجنحة ؟
قالت : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت نواجذه .
يعلن حبه لها ويسعد بذلك
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خديجة :
" إنى رزقت حبها"
رواه مسلم
ينظر إلى احسن طباعها
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا يفرك مؤمن مؤمنة إنكره منها خلقا ً رضي منه آخر"
رواه مسلم
لا ينشر خصوصياتها
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنمن أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة
الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشرسرها "
رواه مسلم
لا يضربها ولا يعنفها
قالت عائشة رضى الله عنها :
ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط .
رواه النسائي
يواسيها ويمسح دموعها
كانت صفيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر،
وكان ذلك يومها ، فأبطأت في المسير ،
فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهى تبكى ،وتقول حملتنى على بعير بطئ ،
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يمسح بيديه عينيهاويسكتها .
رواه النسائي
يضع اللقمة في فمها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أنك لن تنفق نفقة إلا أٌجرت عليها
حتى اللقمة ترفعها إلى فم امراتك "
رواه البخاري
يحرص على احتياجاتها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أطعم إذا طعمت وأكس إذا اكتسيت "
رواه الحاكم وصححه الألباني
يثق بها ولا يخونها
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يطرق الرجل أهله ليلا ًوأن يخونهم ،
أو يلتمس عثراتهم . رواه مسلم
يتفقد حالها ويسئل عنها
عن أنس رضي الله عنه قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدور على نسائة
في الساعة الواحدة من الليل والنهار "
رواه البخاري
يراعيها أثناء الحيض
عن ميمونة رضي الله عنها قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يباشر نسائه فوق الإزار وهن حٌـيـَّض .
رواه البخاري
يصطحبها في السفر
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا اراد سفرا ً أقرع بين نسائه ،
فأيتهن خرج سهمها خرج بها .متفق عليه
يسابقها ويلعب معها
عن عائشة رضى الله عنها أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى:
تعالى اسابقك ، فسابقته فسبقته على رجلي ،
وسابقنى بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقنى
وجعل يضحك وقال هذه بتلك .
يختار لها أحب الآسماء
عن عائشة رضى الله عنها قالت :
يا رسول الله كل نسائك لها كنية غيري فكناها أم عبد الله .
رواه أحمد
يشاركها الفرحة والسعادة
قالت عائشة رضى الله عنها :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني
وأنا انظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد
فزجرهم عمر رضى الله عنه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
دعهم ، أمنًّـا بنى أرفِدة( يعنى من الأمن) ،
وفي لفظ قالت :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقوم على باب حجرتى
والحبشة يلعبون بحرابهم
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترنى بردائه ،
لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلى
حتى أكون أنا التي أنصرف .
رواه البخاري
يشيع السعادة في بيته
عن عائشة رضى الله عنها قالت :
زارتنا سودة يوما ً
فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بينى وبينها ،
إحدى رجليه في حجري ،
والأخرى في حجرها ،فعملت لها حريرة فقلت :
كلى فأبت فقلت : لتأكلى أو لألطخن وجهك ،
فأبت فأخذت من القصعة شيئا ً فلطخت به وجهها ،
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم
رجله من حجرها لتستقيد منى ،
فأخذت من القصعة شيئا ً فلطخت به وجهى ،
و رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك .
رواه النسائي
يحب ويحترم أهلها
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه
أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟
قال :عائشة .قال : من الرجال . قال : أبوها .
لا ينتقصها اثناء الأزمات
عن عائشة رضى الله عنها تحكى عن حادثة الإفك قالت :
إلا أنى قد أنكرتٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ،
ولطف بي فلم يفعل ذلك بي في شكواى تلك فأنكرتٌ ذلك منه
كان إذا دخل علي وعندى أمي تمرضنى قال :
كيف تيكم لا يزيد على ذلك .
رواه البخاري
يمهلها حتى تتزين له
عن جابر قال :
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفرفلما رجعنا ذهبنا لندخل إلى بيوتنا قال :
" أمهلوا حتى تمشط الشعثة
( أى تسرح شعرها )وتستحد المغيبة
( أى تزيل الشعر الزائد في جسدها )
رواه النسائي
يراعيها نفسيا ً حال مرضها
عن عائشة رضى الله عنها قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات ورقاها بيديه .
رواه مسلم
يحمل لها البشرى والفرح
عن عائشة رضى الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن جبريل يقرئك السلام "
قلت : وعليه ورحمة الله .
وأتى جبريل عليه السلام
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله ، هذه خديجة قد أتت ومعها طعام أو شراب
فإذا هى أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ،
وبشرها ببيت فيالجنة من قصب
(الؤلؤ المنظوم بالدرر)لا صخب فيه ولا نصب ،
فبشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فــَرحٌ لها.
بأبي أنت وأمي يارسول الله
اللهم إجعل جميع رجال المسلمين
قدوتهم رسول الله
وأيضا إجعل جميع نساء المسلمين قدوتهم
أمهات المؤمنين رضي الله عنهم
اللهم آمين