(1/506)
________________________________________
* الصحفي محمد التابعي أستاذ الجيل لصحفي روزاليوسف ورائد المدرسة الروزيوسفية وعرّاب الإِثارة:
محمد التابعي هو رأس مدرسة الإثارة بدأها عام 1926 م في مجلة روزاليوسف ثم بعد أن خرّجت روزاليوسف أجيالاً من الصحفيين تبلورت المدرسة في دار أخبار اليوم التي صدرت عام 1943 واتسعت من بعد ووضعت اسم محمد التابعي على رأس جريدتها اليومية باعتباره الأستاذ الأعظم حتى قريبًا من وفاته سنة 1976.
* رأس مدرسة الإِثارة محمد التابعي:
لا ريب أن محمد التابعي هو رأس هذه المدرسة الروزيوسفية التي خرجت مصطفى أمين وإحسان عبد القدوس، وهيكل وأنه هو الذي أسس لصحافة ساخرة خليعة تعتمد على الإثارة والجنس وتعقب الناس ومعرفة أسرار البيوت وكشف العورات.
وأن هذا اللون في الصحافة العربية لم يكن معروفًا على هذا النحو قبل صدور مجلة روزاليوسف عام 1926، وقد عاش التابعي يرعى هذا العمل حتى نما واستحصد في آخر ساعة ثم في أخبار اليوم وهو الذي وسع نطاق الكاريكاتير الذي كان سياسيًا في مجلة الكشكول فأصبح اجتماعيًا وسياسيًا في روزاليوسف وآخر ساعة وأخبار اليوم.
- وكان على الجناح الآخر فكري أباظة في صحف دار الهلال، وقد أشار مصطفى أمين في السنوات الأخيرة إلى أنه كلف أمينة السعيد وهي طالبة في الجامعة بأن تكون مندوبة آخر ساعة وأن تجمع له ما يدور على ألسنة السيدات في البلاج وفي سهرات سان استيفانو، وهذا يؤكد تلك الظاهرة الواضحة التي سجلها تاريخ الصحافة؛ فإن مجلة آخر ساعة كانت تنشر من
(1/507)
________________________________________
أسرار البيوت والبيوتات ما عجزت الصحف كلها عن الوصول إليه لسبب سري جدًا هو أن مندوبي مجلته في هذا الباب كن من الصديقات اللائي لا يعرف أحد صلتهن بالتابعي.
ولقد عمل التابعي في مجلة المسرح (عبد الحميد حلمي) ثم في الأهرام بتوقيع حندس، وكان عمله قاصرًا على النقد المسرحي وكذلك بدأ عمله في (روزاليوسف) ولكن حزب الوفد الذي كان قد أزعجته حملات الكشكول المعارضة أراد أن يواجه العمل بمثله، فاتفق مع صاحبة المجلة على تحويلها سياسيًا وقام مكرم عبيد بتدريب التابعي على هذا الفن الملعون (فن الكاريكاتير) والسخرية بالناس والبحث عن أسرار بيوت خصومهم للكشف عنها، وكان التابعي من أشد دعاة الوفد المتحمسين والمدافعين عنه، ولكن صداقته لأحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي لم تلبث أن حولته إلى خصم عنيد للوفد حين شكلت تلك الجماعة المؤيدة للملك فاروق بعد حادث 4 فبراير عندما اقتحم المحتلون الإنجليز قصر عابدين وفرضوا على الملك حكومة برئاسة مصطفى النحاس باشا.
- وتشكلت هذه الجماعة من محمد التابعي ومصطفى أمين، وكامل الشناوي وكثير من نواة جريدة أخبار اليوم عام 1944 التي أنشئت بواسطة السعديين المنشقين عن الوفد (شيك بمبلغ خمسه آلاف جنيه ورخصة جريدة) ودخلت أم كلثوم وساهمت بإغراء أن يكون لها دفاع وكانت تنوشها الصحف كل يوم (20 ألف جنيه).
وكانت هذه العصبة تلبس قفازًا من حرير، وتحتمي وراء مظهر الوطنية لتعمل عملها وتدفع المرأة خارج حياة الأسرة على النحو الذي عرفته الصحافة العربية تحت اسم صحافة الإثارة.
- يقول التابعي: اعتدت أن أمضي كل سنة سبعة شهور أو ثمانية
(1/508)
________________________________________
خارج مصر بين باريس والريفيرا وسان موريتز، وشبعت من كل مفاتن الحياة، ولم يعد هناك جديد يستهويني، وأذكر أنني كنت آخذ معي إلى الكباريهات علي ومصطفى أمين الذي كان يأتي مرغمًا؛ لأنه ليس له مزاج في شيء من الحياة إلا الجري وراء الأخبار والأحاديث، وكان الناس يطلقون عليهم الحزب الخاص للتابعي.
وقد وصف الصحفي الذي أجرى معه الحديث (8 - 10 - 1960) بأن غرفة مكتبه كانت غرفة بار متصلة بغرفة المائدة.
- ويصور التابعي حياته الصحفية في عديد من المقالات (كيف كنا نعيش في رأس البر) (21 - 4 - 1956) أخبار اليوم، على الشاطئ الرملي البدائي الساذج خطرت الغزلان الغواني والغانيات يرتدين ثياب الاستحمام وأحدث أزياء الصيف التي كن اشترينها من دورفيل ونيس وكان وروما وباريس، وكانت لي عشة صغيرة على شاطئ البحر مباشرة، كانت أشبه بدار ضيافة للأصدقاء فقد كنت أرجوهم أن يقيموا معي ويؤنسوا وحدتي (أم كلثوم وتوفيق الحكيم والصاوي، وحفني محمود، ونجيب الريحاني، وسليمان نجيب، وفكري أباظة، ومحمد عبد الوهاب، وسعيد عبده) وقد رووا قصصًا مثيرة أو قصصًا غامضة، وكلهم يؤكد أن قصته حقيقية وأن حوادثها وقعت وأبطالها عاشوا.
- هذه هي الخلفية لصحافة الإثارة، يقول حافظ محمود: بدأ محمد التابعي من المسرح وجو المغنيات والممثلات ثم جاءت السياسة فأداها بنفس مفهوم السخرية والبحث عما وراء حجرات النوم، وفي مجلة روزاليوسف استعار أسلوب النقد المسرحي وحوله إلى نقد سياسي وأنشأ بأسلوبه مدرسة من ناشئة الصحافة، وكبر تلاميذه وتفوقوا عليه، وترك روزاليوسف وأنشأ آخر ساعة.
(1/509)
________________________________________
سفره إلى أوربا في الصيف والأقصر في الشتاء، أول من اختاره أحمد حسنين لدعم الملك فاروق وجمع حوله المجموعة، هاجم مصطفى النحاس لحساب القصر بعد أن كان أكبر نصراء الوفد وكان أصدق صديق لأحمد حسنين رئيس الديوان الملكي الذي كان يستخدم كل أسلحته لطعن الوافدين.
وكان يتقاضى أعلى مرتب وصل إليه صحفي (700 جنيه في الشهر) في الخمسينات وقد أشار كاتبون كثيرون إلى أنه عرف بإسرافه في الحديث عن المرأة أثناء نزوله في فنادق سويسرا وباريس، يبحث عن النبيلات من الأسر المالكة التي قوضت الحرب والثورات عروشهن في أوربا والعصابات والجاسوسيات الدوليات والفنانات والهاويات من أنصاف الفنانات، بوصفهن مخلوقات عجيبة، يشتركن في مأساة الانهيار السياسي والاجتماعي الذي أصاب العالم بعد حربين عالميتين خرجت منها هذه النساء كحطام يبحث عن الحب أو الأمل في كأس أو مغامرة، وكما فعل التابعي حين هاجم النحاس باشا والوفد لحساب الملك فاروق وصاحبهم في رحلة الحياة كشف سوءاتهم بعد حركة الجيش 1952، كذلك فعل مصطفى أمين.
- كان الهدف الاجتماعي يختفي وراء الهدف السياسي: إشاعة روح السخرية والاستخفاف بكل القيم الاجتماعية، وخلق أسلوب جديد تجتمع فيه العامية مع تفاهة المعنى، تمييع الحياة السياسية بإطلاق عبارات نازلة على السياسيين كوزير المصارين ومأذون القرية، ويتفاخرون بأمانة التابعي الصحفية وأنه قدم للمحاكمة، أما أمانته الصحفية فيكشف عنها موقفه في كشف أسرار الجهات التي ائتمنته عليها.
- أما بالنسبة للمحاكمات فإنها لم تكن من أجل الوطن ولا من أجل كلمة الحق فالمقال الذي حوكم عنه التابعي يكفي ذكر عنوانه: "ملوك وملكات أوربا تحت جنح الظلام" ندد فيه بملوك أوربا وفضائحهم، ولم يقتصر على
(1/510)
________________________________________
الفضائح المترجمة بل أضاف إليها مما أبدع خياله، وإن القضية الآخرى كانت ولاء حزبيًا، وقد وصف التابعي بأنه عاش معتزًا بكبريائه وكرامته فأين هي هذه الكرامة وهذا الكبرياء؟ في البحث عن عورات البيوت والأسر والمشاهير أم في تعقب الأميرات اللواتي سقطت عروشهن في أوربا، هل عرف عن التابعي مقالاً في مواجهة الأخطار التي تعرضت لها مصر أو البلاد العربيهّ، إن مقاله عن اليهود كان دعوة لزعماء العرب إلى التصييف في إسرائيل.
وكانت دعوته إلى إلغاء الأحزاب وإنشاء الحزب الواحد إبان دكتاتورية عبد الناصر من الصفحات السوداء في تاريخه، وكانت حملاته على بعض ملوك العرب وزعمائهم متابعة للولاء الدائم للحاكم المستبد، هذا فضلاً عن عمله الخطير في تدمير القيم الإسلامية والخلقية بكتاباته الساخرة من الإسلام والشريعة والحدود ورجال الدين، وبدعوته إلى كتابة قصص الجنس المكشوفة وأخبار الأسر بأسلوب غير كريم.
- كان التابعي على مدى حياته رجلاً مترفًا منحلاً يريد أن يذيع فلسفة الانحلال من خلال كتاباته الصحفية ليرضى عنه كل حاكم، وهو لا يبالي أن يكون مع الحاكم إبان حكمه ثم يكون ضده من بعده فيكشف عوراته ويصمه بأسوأ صور الفساد مع أنه كان مؤيدًا له، وذلك موقفه من فاروق قبل وبعد، وكان حريصًا على نشر قصص الفساد العالمي والتحدث عن سوءات البيوتات وتلخيص قصص الجنس العالمية، من مثل هذا: (كانت اللادي ديانا قد عرفت وهي لا تزال بعد دون العشرين من عمرها خادمًا في قصرها مفتول الذراعين قوي الساقين وأسلمته الفتاة نفسها، سليلة الشرف والمجد المؤثل ثم تزوجت رجلاً خامل الذكر بليد الفهم وعرف زوجها وأدمن الشراب .. )
هذه هي القصص التي كان يقدمها التابعي ويوليها اهتمامه الكبير، بالإضافة إلى قصص عصبة المجان في رأس البر، ويقول: (أعطيت أحد
(1/511)
________________________________________
الزملاء ممن كانوا يتعاونون معي في تحرير آخر ساعة فكرة قصة وأمسك اليوم عن ذكر اسمه لأنه أصبح قصصيًا ناجحًا معروفًا) والقصة قصة فتاة من بنات البيوتات الكبيرة والأسر الراقية، وتزوجت الفتاة من فتى أحبها وأحبته واكتشفت ذات يوم أن زوجها هو عشيق أمها، وهكذا نقل التابعي وقائع المجتمع التي تتعلق بخصوم سياسيين إلى مجال القصة حتى يفلت من العقوبة، وكذلك تعلمت عصبة المجان هذا الأسلوب وهذه هي القصة التي حققت من أجلها النيابة معه وكان يدعي أنه سجن من أجل كرامة المهنة وشرف الكلمة.
- وكان التابعي قد نشر ذلك في جريدة أخبار اليوم من بعد، ويكتب محمد التابعي قصة عام 1960 يتحدث فيها عن رجل يخدع ويضحك عليه ويدبر له أمرًا بادعاء من سيدة تعطلت سيارتها ولاحقتها الأمطار وتريد أن تجفف ثيابها، ثم عرف بعد أنها راهنت عليه وكسبت الرهان وكيف أن المرأة ضحكت علية وسخرت منه وبعبارة التابعي (وكيف أنه حمار ومغفل وقد طب أمام سحرها زي المقطف)، لحساب من هذه القصص الصارخة التي تريد أن تعلم فتياتنا أساليب ماكرة من الغواية والاغتصاب، هذه هي قصصهم التي تجددت من بعد تحويل حادثة معينة إلى قصة، وتحويل قصة إلى ظاهرة اجتماعية، ويدخل التابعي في مناقشات مع علماء الدين ليسخر منهم وليؤكد هدفه في إذاعة الفحش والفساد.
- ويتساءل التابعي في بعض مقالاته: كان بعض أصحاب الفضيلة من رجال الدين قد أثار في وقت ما ضجة حول الصور العارية التي تنشرها الصحف والمجلات، ولم يقل لنا أحد يومئذ هل الاعتراض مقصور على الصور العارية لكواكب السينما الأجنبيات، ومن في حكمهن والصور العارية لنساء وفتيات غير معروفات بالاسم واللقب والصور العارية المرسومة من
(1/512)
________________________________________
الخيال أم بعض صور سيدات وآنسات المجتمع المصري كما يظهرن في الحفلات والمآدب والليالي الساهرة، التي تقام في أندية عامة أو في بعض الفنادق.
ثم ما هو المقصود تمامًا وعلى وجه التحديد من كلمة الصور العارية، هل يكفي مثلا أن تكون الصور لسيدة قد عرت ظهرها وصدرها ونحرها ْنزولا على أحكام آخر موضة جاءتنا من باريس أو روما أو لندن. إن الأجساد العارية في الأفلام وإعلانات الجدران خاضعة لرقابة الأفلام ولكن لأي رقابة تخضع الأجساد العارية في حفلات مواسم الأوبرا.
- هذا هو أسلوب التضليل والخداع والنفاق وإثارة الشبهات والفتنة الذي كان يتبعه التابعي الذي عمل تابعًا للسيدة روزاليوسف في مجلتها ثم انفصل عنها والذي عاش قلمًا مدافعًا عن كل الفنانين والراقصات.
كتب التابعي عن إحدى الممثلات: "إنها فقدت كل شيء، مالها وشبابها وجمالها ولكن شيئًا واحدًا لا تزال تحتفظ به وتعتز، هو كبرياؤها وعزة نفسها، لقد كسبت عشرات الألوف من الجنيهات وأنفقتها كلها في سبيل التمثيل، وسمعت من ثقة أنها باعت أدوات المطبخ واليوم قبلت أن تظهر على المسرح كذا، لا لتمثل ولكن لترقص وتغني، إنها مأساة".
وهذه هي المأساة في نظر التابعي امرأة راقصة أو ممثلة أو مغنية فقدت المال الذي جمعته لأنه حرام ثم أخذت تتسول، والتابعي هو محامي هذا الصنف من الناس، والتابعي هو الذي قدم قصة مرغريت فهمي التي قتلت علي فهمي كامل، وقصة أسمهان تلك الفاجرة التي كانت جاسوسة للاستعمار البريطاني والصهيونية، والتي قيل أن التابعي إبان الحرب العالمية الثانية كان يسافر إلى القدس ليجتمع بها والتي كانت بحكم زواجها من أحد أمراء الدروز الموالين للحلفاء، كانت تطلعه على كثير من الأسرار.
(1/513)
________________________________________
- هذه هي صحافتهم التي ابتدعوها: تذليل العقبات أمام كل صور الفساد والإباحية والاغتصاب، ويتساءل محمد التابعي: هل هناك حياة بعد الموت، ويحيل الإجابة على السؤال إلى يوسف وهبي الذي ليس إلا عمودًا خطيرًا من أعمدة التغريب والغزو الثقافي، وهو ثالوث طه حسين وأم كلثوم.
لقد كان التابعي على رأس مدرسة الدفاع عن كل باطل ما دام في خدمة المخططات الأممية تحت لواء الليبرالية ظاهرًا وهدم المرأة والأسرة هو العمل الأول، وله كتاب "نساء في حياتي" يصور فيه مغامراته الدنسة، ويقول أنه لا يؤمن بالحب العذري، ولكن التابعي لم يفلت من ضربة القدر فقد قاسى المرض العضال في آخر أيامه دون أن يرعوي أو يعود إلى الله، يقول: لقد عشت حياتي بالطول وبالعرض، ونقول: نعم، ولكن في مجال الاستمتاع الذاتي بالحرام وإشاعة الحرام وتبريره ومحاربه كل كلمة شريفة (1).
- "وقد كتب مصطفى أمين عما أسماه مدرسة التابعي التي تعلم منها هو وعلي أمين، كانت المدرسة هي مجلة روزاليوسف مدرسة السخرية والتقريع واللمز والغمز للممثلين والممثلات قال (13 - 11 - 1954)، مدرسة التابعي الصحفية لها أثرها في تاريخ الصحافة، لقد قرر أسلوب الصحافة الساخرة من الأسجاع والمترادفات، فهو الذي أدخل اللغة الكاريكاتورية في الصحافة، بضعة خطوط سريعة تعبر كأنها لوحة فنية، كلمة واحدة تلتصق بشخصيهّ السياسي وتحوله من رجل وقور إلى مسخرة، لقد كانت لغة الصحافة قبل ذلك أشبه بفساتين السيدات في الماضي مليئة بالذيول والكشكشة والكلف، فجعل لغة الصحافة بسيطة كأثواب السيدات الآن، وقد وصف التابعي بأنه ضعيف أمام النساء، متلاف في النفقات
__________
(1) "الصحافة والأقلام المسمومة" (ص 89، 96).
(1/514)
________________________________________
الضخمة، وكان قبل زواجه يعيش كما يعيش هارون الرشيد" (1) ا. هـ.
- "هذه هي الصحافة التي صنعها أحمد حسنين لحساب الملك فاروق وجند لها التابعي ومصطفى أمين وآخرين عندما اهتزت مكانته بعد حادث 4 فبراير، وحاول أحمد حسنين أن يجمع حوله أكبر عدد من الصحفيين للدفاع عنه، وبدأ العمل أولاً من خلال آخر ساعة ومجلة الإثنين، ثم بإنشاء أخبار اليوم ثم صدرت المصري (التابعي، كريم ثابت، محمود أبو الفتح) وكتبت في مدح الملك فاروق مثل ما كتبه التابعي ومصطفى أمين".
- وأخيرًا: "يتحدث التابعي عن تحضير الأرواح، ويتساءل هل هناك حقًا حياة بعد الموت، ويتساءل عن خلود الروح، وكل هذه عناوين مضللة تهدف إلى نقل التشكيك من دائرة ضيقة هي تحضير الأرواح إلى دائرة أوسع .. تهدف إلى التشكيك في الحياة الأخرى، ولو كانت الصحافة تحمل الأصالة لقالت أن الروح من أمر الله، وأن البعث حق والجزاء حق" (2).
__________
(1) المصدر السابق (ص 99).
(2) المصدر السابق (ص 230).
________________________________________
* الصحفي محمد التابعي أستاذ الجيل لصحفي روزاليوسف ورائد المدرسة الروزيوسفية وعرّاب الإِثارة:
محمد التابعي هو رأس مدرسة الإثارة بدأها عام 1926 م في مجلة روزاليوسف ثم بعد أن خرّجت روزاليوسف أجيالاً من الصحفيين تبلورت المدرسة في دار أخبار اليوم التي صدرت عام 1943 واتسعت من بعد ووضعت اسم محمد التابعي على رأس جريدتها اليومية باعتباره الأستاذ الأعظم حتى قريبًا من وفاته سنة 1976.
* رأس مدرسة الإِثارة محمد التابعي:
لا ريب أن محمد التابعي هو رأس هذه المدرسة الروزيوسفية التي خرجت مصطفى أمين وإحسان عبد القدوس، وهيكل وأنه هو الذي أسس لصحافة ساخرة خليعة تعتمد على الإثارة والجنس وتعقب الناس ومعرفة أسرار البيوت وكشف العورات.
وأن هذا اللون في الصحافة العربية لم يكن معروفًا على هذا النحو قبل صدور مجلة روزاليوسف عام 1926، وقد عاش التابعي يرعى هذا العمل حتى نما واستحصد في آخر ساعة ثم في أخبار اليوم وهو الذي وسع نطاق الكاريكاتير الذي كان سياسيًا في مجلة الكشكول فأصبح اجتماعيًا وسياسيًا في روزاليوسف وآخر ساعة وأخبار اليوم.
- وكان على الجناح الآخر فكري أباظة في صحف دار الهلال، وقد أشار مصطفى أمين في السنوات الأخيرة إلى أنه كلف أمينة السعيد وهي طالبة في الجامعة بأن تكون مندوبة آخر ساعة وأن تجمع له ما يدور على ألسنة السيدات في البلاج وفي سهرات سان استيفانو، وهذا يؤكد تلك الظاهرة الواضحة التي سجلها تاريخ الصحافة؛ فإن مجلة آخر ساعة كانت تنشر من
(1/507)
________________________________________
أسرار البيوت والبيوتات ما عجزت الصحف كلها عن الوصول إليه لسبب سري جدًا هو أن مندوبي مجلته في هذا الباب كن من الصديقات اللائي لا يعرف أحد صلتهن بالتابعي.
ولقد عمل التابعي في مجلة المسرح (عبد الحميد حلمي) ثم في الأهرام بتوقيع حندس، وكان عمله قاصرًا على النقد المسرحي وكذلك بدأ عمله في (روزاليوسف) ولكن حزب الوفد الذي كان قد أزعجته حملات الكشكول المعارضة أراد أن يواجه العمل بمثله، فاتفق مع صاحبة المجلة على تحويلها سياسيًا وقام مكرم عبيد بتدريب التابعي على هذا الفن الملعون (فن الكاريكاتير) والسخرية بالناس والبحث عن أسرار بيوت خصومهم للكشف عنها، وكان التابعي من أشد دعاة الوفد المتحمسين والمدافعين عنه، ولكن صداقته لأحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي لم تلبث أن حولته إلى خصم عنيد للوفد حين شكلت تلك الجماعة المؤيدة للملك فاروق بعد حادث 4 فبراير عندما اقتحم المحتلون الإنجليز قصر عابدين وفرضوا على الملك حكومة برئاسة مصطفى النحاس باشا.
- وتشكلت هذه الجماعة من محمد التابعي ومصطفى أمين، وكامل الشناوي وكثير من نواة جريدة أخبار اليوم عام 1944 التي أنشئت بواسطة السعديين المنشقين عن الوفد (شيك بمبلغ خمسه آلاف جنيه ورخصة جريدة) ودخلت أم كلثوم وساهمت بإغراء أن يكون لها دفاع وكانت تنوشها الصحف كل يوم (20 ألف جنيه).
وكانت هذه العصبة تلبس قفازًا من حرير، وتحتمي وراء مظهر الوطنية لتعمل عملها وتدفع المرأة خارج حياة الأسرة على النحو الذي عرفته الصحافة العربية تحت اسم صحافة الإثارة.
- يقول التابعي: اعتدت أن أمضي كل سنة سبعة شهور أو ثمانية
(1/508)
________________________________________
خارج مصر بين باريس والريفيرا وسان موريتز، وشبعت من كل مفاتن الحياة، ولم يعد هناك جديد يستهويني، وأذكر أنني كنت آخذ معي إلى الكباريهات علي ومصطفى أمين الذي كان يأتي مرغمًا؛ لأنه ليس له مزاج في شيء من الحياة إلا الجري وراء الأخبار والأحاديث، وكان الناس يطلقون عليهم الحزب الخاص للتابعي.
وقد وصف الصحفي الذي أجرى معه الحديث (8 - 10 - 1960) بأن غرفة مكتبه كانت غرفة بار متصلة بغرفة المائدة.
- ويصور التابعي حياته الصحفية في عديد من المقالات (كيف كنا نعيش في رأس البر) (21 - 4 - 1956) أخبار اليوم، على الشاطئ الرملي البدائي الساذج خطرت الغزلان الغواني والغانيات يرتدين ثياب الاستحمام وأحدث أزياء الصيف التي كن اشترينها من دورفيل ونيس وكان وروما وباريس، وكانت لي عشة صغيرة على شاطئ البحر مباشرة، كانت أشبه بدار ضيافة للأصدقاء فقد كنت أرجوهم أن يقيموا معي ويؤنسوا وحدتي (أم كلثوم وتوفيق الحكيم والصاوي، وحفني محمود، ونجيب الريحاني، وسليمان نجيب، وفكري أباظة، ومحمد عبد الوهاب، وسعيد عبده) وقد رووا قصصًا مثيرة أو قصصًا غامضة، وكلهم يؤكد أن قصته حقيقية وأن حوادثها وقعت وأبطالها عاشوا.
- هذه هي الخلفية لصحافة الإثارة، يقول حافظ محمود: بدأ محمد التابعي من المسرح وجو المغنيات والممثلات ثم جاءت السياسة فأداها بنفس مفهوم السخرية والبحث عما وراء حجرات النوم، وفي مجلة روزاليوسف استعار أسلوب النقد المسرحي وحوله إلى نقد سياسي وأنشأ بأسلوبه مدرسة من ناشئة الصحافة، وكبر تلاميذه وتفوقوا عليه، وترك روزاليوسف وأنشأ آخر ساعة.
(1/509)
________________________________________
سفره إلى أوربا في الصيف والأقصر في الشتاء، أول من اختاره أحمد حسنين لدعم الملك فاروق وجمع حوله المجموعة، هاجم مصطفى النحاس لحساب القصر بعد أن كان أكبر نصراء الوفد وكان أصدق صديق لأحمد حسنين رئيس الديوان الملكي الذي كان يستخدم كل أسلحته لطعن الوافدين.
وكان يتقاضى أعلى مرتب وصل إليه صحفي (700 جنيه في الشهر) في الخمسينات وقد أشار كاتبون كثيرون إلى أنه عرف بإسرافه في الحديث عن المرأة أثناء نزوله في فنادق سويسرا وباريس، يبحث عن النبيلات من الأسر المالكة التي قوضت الحرب والثورات عروشهن في أوربا والعصابات والجاسوسيات الدوليات والفنانات والهاويات من أنصاف الفنانات، بوصفهن مخلوقات عجيبة، يشتركن في مأساة الانهيار السياسي والاجتماعي الذي أصاب العالم بعد حربين عالميتين خرجت منها هذه النساء كحطام يبحث عن الحب أو الأمل في كأس أو مغامرة، وكما فعل التابعي حين هاجم النحاس باشا والوفد لحساب الملك فاروق وصاحبهم في رحلة الحياة كشف سوءاتهم بعد حركة الجيش 1952، كذلك فعل مصطفى أمين.
- كان الهدف الاجتماعي يختفي وراء الهدف السياسي: إشاعة روح السخرية والاستخفاف بكل القيم الاجتماعية، وخلق أسلوب جديد تجتمع فيه العامية مع تفاهة المعنى، تمييع الحياة السياسية بإطلاق عبارات نازلة على السياسيين كوزير المصارين ومأذون القرية، ويتفاخرون بأمانة التابعي الصحفية وأنه قدم للمحاكمة، أما أمانته الصحفية فيكشف عنها موقفه في كشف أسرار الجهات التي ائتمنته عليها.
- أما بالنسبة للمحاكمات فإنها لم تكن من أجل الوطن ولا من أجل كلمة الحق فالمقال الذي حوكم عنه التابعي يكفي ذكر عنوانه: "ملوك وملكات أوربا تحت جنح الظلام" ندد فيه بملوك أوربا وفضائحهم، ولم يقتصر على
(1/510)
________________________________________
الفضائح المترجمة بل أضاف إليها مما أبدع خياله، وإن القضية الآخرى كانت ولاء حزبيًا، وقد وصف التابعي بأنه عاش معتزًا بكبريائه وكرامته فأين هي هذه الكرامة وهذا الكبرياء؟ في البحث عن عورات البيوت والأسر والمشاهير أم في تعقب الأميرات اللواتي سقطت عروشهن في أوربا، هل عرف عن التابعي مقالاً في مواجهة الأخطار التي تعرضت لها مصر أو البلاد العربيهّ، إن مقاله عن اليهود كان دعوة لزعماء العرب إلى التصييف في إسرائيل.
وكانت دعوته إلى إلغاء الأحزاب وإنشاء الحزب الواحد إبان دكتاتورية عبد الناصر من الصفحات السوداء في تاريخه، وكانت حملاته على بعض ملوك العرب وزعمائهم متابعة للولاء الدائم للحاكم المستبد، هذا فضلاً عن عمله الخطير في تدمير القيم الإسلامية والخلقية بكتاباته الساخرة من الإسلام والشريعة والحدود ورجال الدين، وبدعوته إلى كتابة قصص الجنس المكشوفة وأخبار الأسر بأسلوب غير كريم.
- كان التابعي على مدى حياته رجلاً مترفًا منحلاً يريد أن يذيع فلسفة الانحلال من خلال كتاباته الصحفية ليرضى عنه كل حاكم، وهو لا يبالي أن يكون مع الحاكم إبان حكمه ثم يكون ضده من بعده فيكشف عوراته ويصمه بأسوأ صور الفساد مع أنه كان مؤيدًا له، وذلك موقفه من فاروق قبل وبعد، وكان حريصًا على نشر قصص الفساد العالمي والتحدث عن سوءات البيوتات وتلخيص قصص الجنس العالمية، من مثل هذا: (كانت اللادي ديانا قد عرفت وهي لا تزال بعد دون العشرين من عمرها خادمًا في قصرها مفتول الذراعين قوي الساقين وأسلمته الفتاة نفسها، سليلة الشرف والمجد المؤثل ثم تزوجت رجلاً خامل الذكر بليد الفهم وعرف زوجها وأدمن الشراب .. )
هذه هي القصص التي كان يقدمها التابعي ويوليها اهتمامه الكبير، بالإضافة إلى قصص عصبة المجان في رأس البر، ويقول: (أعطيت أحد
(1/511)
________________________________________
الزملاء ممن كانوا يتعاونون معي في تحرير آخر ساعة فكرة قصة وأمسك اليوم عن ذكر اسمه لأنه أصبح قصصيًا ناجحًا معروفًا) والقصة قصة فتاة من بنات البيوتات الكبيرة والأسر الراقية، وتزوجت الفتاة من فتى أحبها وأحبته واكتشفت ذات يوم أن زوجها هو عشيق أمها، وهكذا نقل التابعي وقائع المجتمع التي تتعلق بخصوم سياسيين إلى مجال القصة حتى يفلت من العقوبة، وكذلك تعلمت عصبة المجان هذا الأسلوب وهذه هي القصة التي حققت من أجلها النيابة معه وكان يدعي أنه سجن من أجل كرامة المهنة وشرف الكلمة.
- وكان التابعي قد نشر ذلك في جريدة أخبار اليوم من بعد، ويكتب محمد التابعي قصة عام 1960 يتحدث فيها عن رجل يخدع ويضحك عليه ويدبر له أمرًا بادعاء من سيدة تعطلت سيارتها ولاحقتها الأمطار وتريد أن تجفف ثيابها، ثم عرف بعد أنها راهنت عليه وكسبت الرهان وكيف أن المرأة ضحكت علية وسخرت منه وبعبارة التابعي (وكيف أنه حمار ومغفل وقد طب أمام سحرها زي المقطف)، لحساب من هذه القصص الصارخة التي تريد أن تعلم فتياتنا أساليب ماكرة من الغواية والاغتصاب، هذه هي قصصهم التي تجددت من بعد تحويل حادثة معينة إلى قصة، وتحويل قصة إلى ظاهرة اجتماعية، ويدخل التابعي في مناقشات مع علماء الدين ليسخر منهم وليؤكد هدفه في إذاعة الفحش والفساد.
- ويتساءل التابعي في بعض مقالاته: كان بعض أصحاب الفضيلة من رجال الدين قد أثار في وقت ما ضجة حول الصور العارية التي تنشرها الصحف والمجلات، ولم يقل لنا أحد يومئذ هل الاعتراض مقصور على الصور العارية لكواكب السينما الأجنبيات، ومن في حكمهن والصور العارية لنساء وفتيات غير معروفات بالاسم واللقب والصور العارية المرسومة من
(1/512)
________________________________________
الخيال أم بعض صور سيدات وآنسات المجتمع المصري كما يظهرن في الحفلات والمآدب والليالي الساهرة، التي تقام في أندية عامة أو في بعض الفنادق.
ثم ما هو المقصود تمامًا وعلى وجه التحديد من كلمة الصور العارية، هل يكفي مثلا أن تكون الصور لسيدة قد عرت ظهرها وصدرها ونحرها ْنزولا على أحكام آخر موضة جاءتنا من باريس أو روما أو لندن. إن الأجساد العارية في الأفلام وإعلانات الجدران خاضعة لرقابة الأفلام ولكن لأي رقابة تخضع الأجساد العارية في حفلات مواسم الأوبرا.
- هذا هو أسلوب التضليل والخداع والنفاق وإثارة الشبهات والفتنة الذي كان يتبعه التابعي الذي عمل تابعًا للسيدة روزاليوسف في مجلتها ثم انفصل عنها والذي عاش قلمًا مدافعًا عن كل الفنانين والراقصات.
كتب التابعي عن إحدى الممثلات: "إنها فقدت كل شيء، مالها وشبابها وجمالها ولكن شيئًا واحدًا لا تزال تحتفظ به وتعتز، هو كبرياؤها وعزة نفسها، لقد كسبت عشرات الألوف من الجنيهات وأنفقتها كلها في سبيل التمثيل، وسمعت من ثقة أنها باعت أدوات المطبخ واليوم قبلت أن تظهر على المسرح كذا، لا لتمثل ولكن لترقص وتغني، إنها مأساة".
وهذه هي المأساة في نظر التابعي امرأة راقصة أو ممثلة أو مغنية فقدت المال الذي جمعته لأنه حرام ثم أخذت تتسول، والتابعي هو محامي هذا الصنف من الناس، والتابعي هو الذي قدم قصة مرغريت فهمي التي قتلت علي فهمي كامل، وقصة أسمهان تلك الفاجرة التي كانت جاسوسة للاستعمار البريطاني والصهيونية، والتي قيل أن التابعي إبان الحرب العالمية الثانية كان يسافر إلى القدس ليجتمع بها والتي كانت بحكم زواجها من أحد أمراء الدروز الموالين للحلفاء، كانت تطلعه على كثير من الأسرار.
(1/513)
________________________________________
- هذه هي صحافتهم التي ابتدعوها: تذليل العقبات أمام كل صور الفساد والإباحية والاغتصاب، ويتساءل محمد التابعي: هل هناك حياة بعد الموت، ويحيل الإجابة على السؤال إلى يوسف وهبي الذي ليس إلا عمودًا خطيرًا من أعمدة التغريب والغزو الثقافي، وهو ثالوث طه حسين وأم كلثوم.
لقد كان التابعي على رأس مدرسة الدفاع عن كل باطل ما دام في خدمة المخططات الأممية تحت لواء الليبرالية ظاهرًا وهدم المرأة والأسرة هو العمل الأول، وله كتاب "نساء في حياتي" يصور فيه مغامراته الدنسة، ويقول أنه لا يؤمن بالحب العذري، ولكن التابعي لم يفلت من ضربة القدر فقد قاسى المرض العضال في آخر أيامه دون أن يرعوي أو يعود إلى الله، يقول: لقد عشت حياتي بالطول وبالعرض، ونقول: نعم، ولكن في مجال الاستمتاع الذاتي بالحرام وإشاعة الحرام وتبريره ومحاربه كل كلمة شريفة (1).
- "وقد كتب مصطفى أمين عما أسماه مدرسة التابعي التي تعلم منها هو وعلي أمين، كانت المدرسة هي مجلة روزاليوسف مدرسة السخرية والتقريع واللمز والغمز للممثلين والممثلات قال (13 - 11 - 1954)، مدرسة التابعي الصحفية لها أثرها في تاريخ الصحافة، لقد قرر أسلوب الصحافة الساخرة من الأسجاع والمترادفات، فهو الذي أدخل اللغة الكاريكاتورية في الصحافة، بضعة خطوط سريعة تعبر كأنها لوحة فنية، كلمة واحدة تلتصق بشخصيهّ السياسي وتحوله من رجل وقور إلى مسخرة، لقد كانت لغة الصحافة قبل ذلك أشبه بفساتين السيدات في الماضي مليئة بالذيول والكشكشة والكلف، فجعل لغة الصحافة بسيطة كأثواب السيدات الآن، وقد وصف التابعي بأنه ضعيف أمام النساء، متلاف في النفقات
__________
(1) "الصحافة والأقلام المسمومة" (ص 89، 96).
(1/514)
________________________________________
الضخمة، وكان قبل زواجه يعيش كما يعيش هارون الرشيد" (1) ا. هـ.
- "هذه هي الصحافة التي صنعها أحمد حسنين لحساب الملك فاروق وجند لها التابعي ومصطفى أمين وآخرين عندما اهتزت مكانته بعد حادث 4 فبراير، وحاول أحمد حسنين أن يجمع حوله أكبر عدد من الصحفيين للدفاع عنه، وبدأ العمل أولاً من خلال آخر ساعة ومجلة الإثنين، ثم بإنشاء أخبار اليوم ثم صدرت المصري (التابعي، كريم ثابت، محمود أبو الفتح) وكتبت في مدح الملك فاروق مثل ما كتبه التابعي ومصطفى أمين".
- وأخيرًا: "يتحدث التابعي عن تحضير الأرواح، ويتساءل هل هناك حقًا حياة بعد الموت، ويتساءل عن خلود الروح، وكل هذه عناوين مضللة تهدف إلى نقل التشكيك من دائرة ضيقة هي تحضير الأرواح إلى دائرة أوسع .. تهدف إلى التشكيك في الحياة الأخرى، ولو كانت الصحافة تحمل الأصالة لقالت أن الروح من أمر الله، وأن البعث حق والجزاء حق" (2).
__________
(1) المصدر السابق (ص 99).
(2) المصدر السابق (ص 230).
تعليق