(2/57)
تحت هذا العنوان كتب الشيخ صفوت الشوادفي -رحمه الله- في مجلة أنصار السنة المحمدية:
"في هذه السنة ظهرت كتب وأقلام كثيرة تحارب الإسلام وتنال منه في بلده، ولكن العجيب والغريب أن يظهر كتاب يضاهي القرآن، يقسمه مؤلفه إلى سور ويسميه: "آية جيم"!!!.
والأعجب والأغرب أن تقوم الهيئة المصرية للكتاب التابعة لوزارة الثقافة بطبعه ونشره.
ومؤلف الكتاب يستعيذ بالشعب بدلاً من الله، فيقول: "أعوذ بالشعب من السلطان الغشيم، باسم الجيم".
ولا ندري من هو السلطان الغشيم الذي يقصده.
ثم يقسم الكتاب إلى خمس سور، وكل سورة لها اسم يختص بها وكل السور تتحدث عن حرف الجيم إلا السورة الخامسة ففيها قرآن الشيطان أو قرآن مسيلمة الكذاب، فهو بعد الاستعاذة بالشعب يقول: "باسم الجيم، والجنة والجحيم، ومجتمع النجوم، إنكم ستفجأون، كم وددتم لو ترجأون، إلى يوم لا جيم ولا جيوم، فإذا جد الهجوم، فأجهشت الجسوم، فسجرت الجيم، ومن أدراك ما الجيم، فإذا مزجنا الأجيام مزجًا، ثم مخجنا جُرْجَهُنَّ مخجًا، ثم مججناهن مجًا، قل يا أيها المجرمون إنكم يؤمئذ لفي وجوم، تستنجدون فلا تُنجدون، وقل يا أيها الراجون، إنكم يومئذ الناجون، جاءتكم الجيم بما كنتم تستعجلون، ما لكم كيف لا تبتهجون، ولآية الجيم لا تسجدون. وبإعجازها لا تلهجون".
إلى أن قال في نهاية السورة: "الجيم جل جلالها .. صدق الحرف الرجيم".
(2/58)
________________________________________
- ومع هذا فليس العجب في طبع هذا الكتاب، بل العجب الذي لا ينقضي أن تطبع وزارة الثقافة هذا الكتاب ضمن كتب الهيئة في الوقت الذي يتفق فيه الجميع على وجوب الدعوة إلى استقرار المجتمع.
- ومن المسئول عن علامة الاستفهام التي كتب قبلها: كيف يطبع مثل هذا الكتاب في دولة مسلمة يعلن فيها أننا لسنا ضد الشريعة، ولماذا يظهر الكتاب في هذا الوقت بالذات ومن الذي وراء مخطط الإثارة والتخريب في هذا البلد؟؟ أليس هذا الكتاب وغيره من مطبوعات الهيئة يحقق أحد أهداف الصهيونية العالمية الذي ينص على ضرورة إثارة الحكومة ضد الشعب، وإثارة الشعب ضد الحكومة؟!!
- وهل تغلغلت الماسونية العالمية إلى هذا الحد الذي تسيطر فيه على وزارة الثقافة المصرية وتوجه مسيرتها داخل الهيئة وخارج الهيئة، وإذا لم يكن هذا تطرف فماذا يكون التطرف؟!!
- وآخر سؤال: من المسئول عن حماية الشباب المسلم من هذه الأخطار الفكرية التي تؤدي به إلى عواقب لا يخفى على أحد خطرها؟ إن الاستقرار الذي ننشده لهذا البلد له طريق واحد يعرفه من يعرف جواب الأسئلة السابقة ويجهله من يجهلها!!.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه" (1).
- شعراء الهالوك:
لقد نسفوا القصيدة العربية نسفًا، وعمل عرّاب الحداثة أحمد عبد المعطي حجازي جاهدًا لتسويق كتاباتهم الرديئة في أوسع الصحف انتشارًا. "ويلعب
__________
(1) "مصابيح أضاءت لنا الطريق" لصفوت الشوادفي.
(2/59)
________________________________________
شعراء الهالوك على وتر "اللغة الدينية" لتشويه كل ما هو مرتبط بالإسلام.
والسخرية منه، ومزجه بلغة "الشبق الجنسي" التي تسيطر على كثير من مفرداتهم وتركيباتهم.
وفي البداية، فإننا نستشعر موقفًا عدائيًّا من "الانتماء الإسلامي" يتمثّل في صورتين:
الأولى: تتمثل في المصادر التي ينتمون إليها على المستوى العقدي، فهم كما رأينا متأثرون بمجموعة شعراء مجلة "شعر" اللبنانية (أدونيس، أنسي الحاج، توفيق صايغ)، وهؤلاء عمليًّا، معادون للفكرة الإسلامية، مناهضون لها، وقد ظهر التأثير واضحًا في المصطلح الديني الذي يستخدمونه (المسيح المصلوب، النبي المصلوب، الراهب، الكاتدارئية) في الوقت الذي يكثرون فيه من الحديث عن الحركات السّريّة والباطنية في الإسلام (وهي حركات معادية بالضرورة)، وفضلاً عن ذلك فإن اسم الرسول الكريم (محمد) - صلى الله عليه وسلم -، لم يرد أصلاً في كتابتهم. أما لفظ الجلالة، فقد جاء في مجال غير لائق، سواء عبروا عنه بلفظ الإله أو الله، ثم جاءت بعض الرموز الإسلامية لديهم في صورة ساخرة أو شائهة، كما سنرى بعد قليل إن شاء الله.
ثانيًا: سعيهم لتدمير النموذج اللغوي القرآني كما يسمونه، واحتفاؤهم بالنموذج التوراتي وقد مر بنا قول أحدهم عندما تحدث عن الخروج على النسق الثقافي الشامل، وقال: "إن تغيير النسق يحتاج إلى عمل على مستويات عدّة، كتجديد النحو، وخلق مفردات مغايرة، والخروج على النموذج اللغوي القرآني، إذا حدث هذا، يصبح ممكنًا الخروج على نسق الخليل .. " (1).
__________
(1) أحمد طه - مجلة الكرمل (ع 4/ 1984 ص 303) - قبرص.
(2/60)
________________________________________
كما خصص أحدهم ما سماه قصيدة مأخوذة عن سفر الجامعة، بعنوان "الجامعة" استوحي فيها سيرة النبي (سليمان) عليه السلام (1).
ولعل قراءة بعض النماذج القليلة تغني عن قراءة الكثير من غثاء الهالوك، وبخاصة في مجال التناول للذات الإلهية، دون أن نرتب على ذلك حكمًا شرعيًّا (2)، كما قد يتبادر إلى أذهان البعض، دون أن يستدعي ذلك اتهامنا بتكفير أحد أو تبرئته، سنقرأ النماذج، وعلى القارئ أن يتخذ ما يراه ..
- يقول الزنديق أحمد زرزور في مقطع من نص بعنوان "تدخلات في شئون القلب":
"تخلصوا من بيعكم
يأيها الملوثو أروقة الهياكل،
واستشعروا شيئًا من النخيل يلقى رُطَبًا جنيًّا،
فالله لا يماطل
إلا الذين يوجعون القلب بالصدى المفرّغ المخاتلْ" (3).
ومع سخف البناء والتصوير، وإظلام المعنى، فإن وصف الذات الإلهية بالمماطلة، نوع من التطاول الذي لا يقره أحد. حتى غير المؤمنين بالله -والذين لا يدينون بالإسلام- لا يقبلون إقحام الذات الإلهية في هذا الهذيان المحموم. إن لفظ الجلالة (الله) يخصّ بالضرورة الدين الإسلامي، لماذا الإصرار على النيل منه، ولماذا التركيز على جرح المشاعر الإسلامية؟.
__________
(1) محمد سليمان - مجلة الكرمل (ع 4/ 344).
(2) ولم لا يترتب عليها حكم، والسخرية والتطاول على الذات الإلهية كفر أكبر مُخرج من الملّة؟!
(3) أحمد زرزور - مجلة الكرمل (ع 4/ 314).
(2/61)
________________________________________
- ويقول صاحب النص في مقطع آخر منه، متخذًا من لفظة العرش التي هي من خصائص الذات الإلهية في المفهوم الإسلامي علامة على هلاكها، مع الإلحاح على مفردات قرآنية وعقدية توحي بالسخرية والتهكم:
"لك الذي ما ليس لكْ
لك الفصول أينعتْ
لك السماء .. انفطرتْ
والأغنياء انفرطتْ
فخذ عصاك وابتعدْ،
يا من بعرشه هلكْ" (1).
- وعلى فرض أنه يخاطب كيانًا آخر، فهل يجوز لصاحبنا أن يضعه في دائرة الألوهية والملك والسماء والانفطار والعرش؟ وهل صارت خصائص الذات الإلهية نهبًا مشاعًا للهالوك يفعلون بها ما يشاءون وفقًا لمفهوم الحرية القاصر عندهم، وكسر المعتاد والثوابت؟.
أما الرفيق الهالوكي الآخر، فيضع نفسه في مقام الذات الإلهية مباشرة، ليسبّح نفسه، ويقّدس نفسه؛ يقول في نصٍّ بعنوان "ثنائية":
"جيمي جحيم وجيمكمو جنّةٌ
وأنا واحد في الجحيم
أسبّحني .. وأقدّسني.
أستجير بكم: أشعلوا الماءَ في جسدي" (2).
__________
(1) المصدر نفسه (ص 315).
(2) أحمد طه - الكرمل - العدد 4/ 1984 (ص 316)، وانظر "الورد والهالوك" (ص 319).
(2/62)
________________________________________
وبعيدًا عن لعبة الحروف السخيفة المتهافتة في كلام الهالوك، فهل يجوز آن يكون التسبيح والتقديس لغير الله؟ لقد ذكر القرآن الكريم ذكر التسبيح والتقديس لله وحده، كما أن الملائكة خُلقت لتسبيحه وتقديسه وحده، فكيف يتأتى لشخص -يفترض أنه مسلم، ويحمل اسمًا إِسلاميًّا- أن يضع نفسه بمحاذاة الذات الإلهية؟
* الهيئة المصرية للكتاب تطبع قرآن مسيلمة الكذّاب:
تحت هذا العنوان كتب الشيخ صفوت الشوادفي -رحمه الله- في مجلة أنصار السنة المحمدية:
"في هذه السنة ظهرت كتب وأقلام كثيرة تحارب الإسلام وتنال منه في بلده، ولكن العجيب والغريب أن يظهر كتاب يضاهي القرآن، يقسمه مؤلفه إلى سور ويسميه: "آية جيم"!!!.
والأعجب والأغرب أن تقوم الهيئة المصرية للكتاب التابعة لوزارة الثقافة بطبعه ونشره.
ومؤلف الكتاب يستعيذ بالشعب بدلاً من الله، فيقول: "أعوذ بالشعب من السلطان الغشيم، باسم الجيم".
ولا ندري من هو السلطان الغشيم الذي يقصده.
ثم يقسم الكتاب إلى خمس سور، وكل سورة لها اسم يختص بها وكل السور تتحدث عن حرف الجيم إلا السورة الخامسة ففيها قرآن الشيطان أو قرآن مسيلمة الكذاب، فهو بعد الاستعاذة بالشعب يقول: "باسم الجيم، والجنة والجحيم، ومجتمع النجوم، إنكم ستفجأون، كم وددتم لو ترجأون، إلى يوم لا جيم ولا جيوم، فإذا جد الهجوم، فأجهشت الجسوم، فسجرت الجيم، ومن أدراك ما الجيم، فإذا مزجنا الأجيام مزجًا، ثم مخجنا جُرْجَهُنَّ مخجًا، ثم مججناهن مجًا، قل يا أيها المجرمون إنكم يؤمئذ لفي وجوم، تستنجدون فلا تُنجدون، وقل يا أيها الراجون، إنكم يومئذ الناجون، جاءتكم الجيم بما كنتم تستعجلون، ما لكم كيف لا تبتهجون، ولآية الجيم لا تسجدون. وبإعجازها لا تلهجون".
إلى أن قال في نهاية السورة: "الجيم جل جلالها .. صدق الحرف الرجيم".
(2/58)
________________________________________
- ومع هذا فليس العجب في طبع هذا الكتاب، بل العجب الذي لا ينقضي أن تطبع وزارة الثقافة هذا الكتاب ضمن كتب الهيئة في الوقت الذي يتفق فيه الجميع على وجوب الدعوة إلى استقرار المجتمع.
- ومن المسئول عن علامة الاستفهام التي كتب قبلها: كيف يطبع مثل هذا الكتاب في دولة مسلمة يعلن فيها أننا لسنا ضد الشريعة، ولماذا يظهر الكتاب في هذا الوقت بالذات ومن الذي وراء مخطط الإثارة والتخريب في هذا البلد؟؟ أليس هذا الكتاب وغيره من مطبوعات الهيئة يحقق أحد أهداف الصهيونية العالمية الذي ينص على ضرورة إثارة الحكومة ضد الشعب، وإثارة الشعب ضد الحكومة؟!!
- وهل تغلغلت الماسونية العالمية إلى هذا الحد الذي تسيطر فيه على وزارة الثقافة المصرية وتوجه مسيرتها داخل الهيئة وخارج الهيئة، وإذا لم يكن هذا تطرف فماذا يكون التطرف؟!!
- وآخر سؤال: من المسئول عن حماية الشباب المسلم من هذه الأخطار الفكرية التي تؤدي به إلى عواقب لا يخفى على أحد خطرها؟ إن الاستقرار الذي ننشده لهذا البلد له طريق واحد يعرفه من يعرف جواب الأسئلة السابقة ويجهله من يجهلها!!.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه" (1).
- شعراء الهالوك:
لقد نسفوا القصيدة العربية نسفًا، وعمل عرّاب الحداثة أحمد عبد المعطي حجازي جاهدًا لتسويق كتاباتهم الرديئة في أوسع الصحف انتشارًا. "ويلعب
__________
(1) "مصابيح أضاءت لنا الطريق" لصفوت الشوادفي.
(2/59)
________________________________________
شعراء الهالوك على وتر "اللغة الدينية" لتشويه كل ما هو مرتبط بالإسلام.
والسخرية منه، ومزجه بلغة "الشبق الجنسي" التي تسيطر على كثير من مفرداتهم وتركيباتهم.
وفي البداية، فإننا نستشعر موقفًا عدائيًّا من "الانتماء الإسلامي" يتمثّل في صورتين:
الأولى: تتمثل في المصادر التي ينتمون إليها على المستوى العقدي، فهم كما رأينا متأثرون بمجموعة شعراء مجلة "شعر" اللبنانية (أدونيس، أنسي الحاج، توفيق صايغ)، وهؤلاء عمليًّا، معادون للفكرة الإسلامية، مناهضون لها، وقد ظهر التأثير واضحًا في المصطلح الديني الذي يستخدمونه (المسيح المصلوب، النبي المصلوب، الراهب، الكاتدارئية) في الوقت الذي يكثرون فيه من الحديث عن الحركات السّريّة والباطنية في الإسلام (وهي حركات معادية بالضرورة)، وفضلاً عن ذلك فإن اسم الرسول الكريم (محمد) - صلى الله عليه وسلم -، لم يرد أصلاً في كتابتهم. أما لفظ الجلالة، فقد جاء في مجال غير لائق، سواء عبروا عنه بلفظ الإله أو الله، ثم جاءت بعض الرموز الإسلامية لديهم في صورة ساخرة أو شائهة، كما سنرى بعد قليل إن شاء الله.
ثانيًا: سعيهم لتدمير النموذج اللغوي القرآني كما يسمونه، واحتفاؤهم بالنموذج التوراتي وقد مر بنا قول أحدهم عندما تحدث عن الخروج على النسق الثقافي الشامل، وقال: "إن تغيير النسق يحتاج إلى عمل على مستويات عدّة، كتجديد النحو، وخلق مفردات مغايرة، والخروج على النموذج اللغوي القرآني، إذا حدث هذا، يصبح ممكنًا الخروج على نسق الخليل .. " (1).
__________
(1) أحمد طه - مجلة الكرمل (ع 4/ 1984 ص 303) - قبرص.
(2/60)
________________________________________
كما خصص أحدهم ما سماه قصيدة مأخوذة عن سفر الجامعة، بعنوان "الجامعة" استوحي فيها سيرة النبي (سليمان) عليه السلام (1).
ولعل قراءة بعض النماذج القليلة تغني عن قراءة الكثير من غثاء الهالوك، وبخاصة في مجال التناول للذات الإلهية، دون أن نرتب على ذلك حكمًا شرعيًّا (2)، كما قد يتبادر إلى أذهان البعض، دون أن يستدعي ذلك اتهامنا بتكفير أحد أو تبرئته، سنقرأ النماذج، وعلى القارئ أن يتخذ ما يراه ..
- يقول الزنديق أحمد زرزور في مقطع من نص بعنوان "تدخلات في شئون القلب":
"تخلصوا من بيعكم
يأيها الملوثو أروقة الهياكل،
واستشعروا شيئًا من النخيل يلقى رُطَبًا جنيًّا،
فالله لا يماطل
إلا الذين يوجعون القلب بالصدى المفرّغ المخاتلْ" (3).
ومع سخف البناء والتصوير، وإظلام المعنى، فإن وصف الذات الإلهية بالمماطلة، نوع من التطاول الذي لا يقره أحد. حتى غير المؤمنين بالله -والذين لا يدينون بالإسلام- لا يقبلون إقحام الذات الإلهية في هذا الهذيان المحموم. إن لفظ الجلالة (الله) يخصّ بالضرورة الدين الإسلامي، لماذا الإصرار على النيل منه، ولماذا التركيز على جرح المشاعر الإسلامية؟.
__________
(1) محمد سليمان - مجلة الكرمل (ع 4/ 344).
(2) ولم لا يترتب عليها حكم، والسخرية والتطاول على الذات الإلهية كفر أكبر مُخرج من الملّة؟!
(3) أحمد زرزور - مجلة الكرمل (ع 4/ 314).
(2/61)
________________________________________
- ويقول صاحب النص في مقطع آخر منه، متخذًا من لفظة العرش التي هي من خصائص الذات الإلهية في المفهوم الإسلامي علامة على هلاكها، مع الإلحاح على مفردات قرآنية وعقدية توحي بالسخرية والتهكم:
"لك الذي ما ليس لكْ
لك الفصول أينعتْ
لك السماء .. انفطرتْ
والأغنياء انفرطتْ
فخذ عصاك وابتعدْ،
يا من بعرشه هلكْ" (1).
- وعلى فرض أنه يخاطب كيانًا آخر، فهل يجوز لصاحبنا أن يضعه في دائرة الألوهية والملك والسماء والانفطار والعرش؟ وهل صارت خصائص الذات الإلهية نهبًا مشاعًا للهالوك يفعلون بها ما يشاءون وفقًا لمفهوم الحرية القاصر عندهم، وكسر المعتاد والثوابت؟.
* الرفيق أحمد طه قاتله الله من زنديق:
أما الرفيق الهالوكي الآخر، فيضع نفسه في مقام الذات الإلهية مباشرة، ليسبّح نفسه، ويقّدس نفسه؛ يقول في نصٍّ بعنوان "ثنائية":
"جيمي جحيم وجيمكمو جنّةٌ
وأنا واحد في الجحيم
أسبّحني .. وأقدّسني.
أستجير بكم: أشعلوا الماءَ في جسدي" (2).
__________
(1) المصدر نفسه (ص 315).
(2) أحمد طه - الكرمل - العدد 4/ 1984 (ص 316)، وانظر "الورد والهالوك" (ص 319).
(2/62)
________________________________________
وبعيدًا عن لعبة الحروف السخيفة المتهافتة في كلام الهالوك، فهل يجوز آن يكون التسبيح والتقديس لغير الله؟ لقد ذكر القرآن الكريم ذكر التسبيح والتقديس لله وحده، كما أن الملائكة خُلقت لتسبيحه وتقديسه وحده، فكيف يتأتى لشخص -يفترض أنه مسلم، ويحمل اسمًا إِسلاميًّا- أن يضع نفسه بمحاذاة الذات الإلهية؟
تعليق