من هم أهل الحل والعقد؟
ومن أين جائت تسميتهم؟
فلم يمر معي ذكر لما يسمى بأهل الحل والعقد لا في القرأن الكريم ولا في الحديث الشريف
ومن أين جائت تسميتهم؟
فلم يمر معي ذكر لما يسمى بأهل الحل والعقد لا في القرأن الكريم ولا في الحديث الشريف
فذهب جمهور الفقهاء إلى أن أهل الشورى هم أهل الحل والعقد في الأمة الإسلامية , وهم أهل الاختيار الذين بيدهم ترشيح الخليفة , والمفاضلة بين المرشحين , ومحاسبة الخليفة وعزله , وقد اختلفوا في عددهم اختلافا كبيرا , وفيمن يمثلهم , فذهب البعض إلى أنهم الأشراف والأعيان , وقال آخرون هم العلماء والرؤساء ووجوه الناس , وذهب البعض إلى أنهم أولوا الأمر الذين عناهم الله تعالى في قوله : أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ "
يقول الشيخ محمد عبده رحمه الله : إنه فكر في هذه المسألة من زمن بعيد فانتهى به الفكر إلى أن المراد بأولى الأمر جماعة أهل الحل والعقد من المسلمين , وهم الأمراء والحكام والعلماء ورؤساء الجند , وسائر الرؤساء والزعماء الذين يرجع إليهم الناس في الحاجات والمصالح العامة , فأهل الحل والعقد من المؤمنين إذا أجمعوا على أمر من مصالح الأمة ليس فيه نص عن الشارع فطاعتهم واجبة . فقد علمنا أن أولى الأمر معناه أصحاب أمر الأمة في حكمها وإدارة مصالحها , وهو الأمر المشار إليه في قوله تعالى : " وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ " ولا يمكن أن يكون شورى بين جميع أفراد الأمة , فتعين أن يكون شورى بين جماعة تمثل الأمة ويكون رأيها كرأي مجموع أفراد الأمة , وما هؤلاء إلا أهل الحل والعقد .
وقد اشترط الفقهاء فيهم شروطا عديدة , منها العدالة والرأي والعلم بشروط الإمام والأمانة , وذهب البعض إلى أن أهل الشورى هم جميع أبناء الأمة , ولكن لاستحالة جمعهم واستشارتهم يختار من بينهم من يمثلهم للأداء هذا الدور عن طريق الانتخاب العام من قِبَل عامة الشعب .
ونخلص مما سبق أن كيفية تحديد هؤلاء " أهل الشورى أو أهل الاختيار او أهل الرأي والتدبير " فهو ما تركه الإسلام لاجتهاد أهل كل عصر , لكونه مما تختلف فيه وجوه المصلحة باختلاف العصور , ويمكن معرفة هؤلاء - كما يقول الشيخ أبو زهرة - " بالرجوع إلى كل إقليم من أقاليم الدولة , فيجب على الأهالي في كل إقليم أن يختاروا فضلاءهم , وهؤلاء الفضلاء هم الذين يتولون عقد الإمامة , وتنعقد لمن بايعه الأكثرية المطلقة من هؤلاء الفضلاء المختارين "
تعليق