مرضى الفصام العقلي في المجتمع بدون علاج
د. جمال الفقي
يتواجد الكثيرون من مرضى الفصام في المجتمع دون تشخيص أو علاج لأنهم لم يتعرضوا لما يدفعهم لذلك لأسباب شتى، نستعرض منها بعض النماذج المشهورة التي قد لا يدرك تشخيصها غير المتخصصين بالرغم من شهرتهم وانتشارهم بين شرائح المجتمع، فيما يلى:
المجنون
غالبًا من يوصف بالجنون في المجتمع يكون أحد مرضى الفصامفهو ذلك الشخص الذي يقف بين إشارات المرور وكأنه مكلـَّف بحل أزمة المرور فيمسك صفارة ويقوم بالإشارة للسيارات العابرة وكأنه ينظمها، وهو ذلك الشخص الذي نجده أشعث الشعر رثّ الثياب، يمسك ببعض النفايات أو الأوراق البالية ويجلس على الرصيف أو تحت أحد البنايات أو بجوار المسجد، أو هو ذلك الشخص الذي يقف في الشارع العام ويخطب في الناس بعصبية بكلام فارغ المحتوى قد يكون مُنَمَّقا أو قد يبدو وكأنه كلام ديني أو سياسي حكيمالمجذوب
قد نجد مريض الفصامي في الريف بين البسطاء صاحبشأن وله مكانةمرموقة حيث يعتبرونه وليًا من أولياء الله وله كرامات وهذا يدل على طيبة أهل الريف ويطلقون عليه" برَكة أو "مجذوب" وقد يستعينون به في اختيار القرارات وتوقع المستقبل، وقد يبنون له قبرا يُزار بعد وفاته، وقد تكون سلوكيات الهلوسة عند مريض الفصام دليلا قاطعا عند العامة بأنه ملئ بالأسرار أو ملبوس، أو مسحور فليس لديهم من تفسير آخر.([1])
الساذج / العبيط
هو شخص بسيط ليس له أي تأثير فيمن حوله، مطيعومتكيف معكل الظروف، هادئ الطباع ليس لديه دوافع أو أهداف، سلبي ولا يقوم بشيء من تلقاء نفسه ويكون في الغالب نوع من أنواع "الفصام العقلي البسيط" وقد تتفاقم الأعراض وتشتد عند زيادة الضغوط الحياتية بشكل يفوق قدرات المريض، فتظهر الأعراض الذهانية للمرض، وهنا يدرك المحيطون أنه مريض عقلي.
المعالِجون بالخرافة
كما قد يظهر الفصام على شكل معتقدات وضلالات دينية فقط وتكون ضلالات مُدعمة ببعض ما قد تعلمه من الحقائق على حسب ما كان قد وصل إليه من علم قبل مرضه، وعلى حسب ما يعتقد به مَن حوله من ضلالات موروثة عن الجن والسحر فيتحول المريض العقلي إلى معالج أو مـُشعوذ له قدرات خاصة، وقد تُفسَّر ما تبدو عليه من هلاوس على أنها ضرب من الاتصال بالجـنّ،ويؤيد ذلك ما يعتقده المريض نفسه من ضلالات بالعظمة أو بالتواصل الإلَهي - وما أكثر ذلك- وغالبًا ما تكون حالة من (فصام البارانويا)
الزعيـــــــــــــم
في حالات أخرى قد لا تظهر علامات الجنون واضحة لغير المتخصصين، فنجد ذلك الشخص الفصامي زعيمًا لمجموعة من الناس على أنه صاحب فكر ورؤية نافذة خصوصا في بعض أنواع الفصام المسمى "بارانويا" حيث تختلط أفكار المريض بشيء من الفلسفة الكاذبة والعبارات الدينية أو الثورية، مع الشعور بالعظمة والأهمية مختلطة مع بعض مما يكون قد وصل إليه من ثقافة أو علم قبل المرض، مع الاحتفاظ بشكل مقبول من المظاهر والشخصية.
وقد تتوفر لتلك الفئة من الفصاميين أسباب رغـَد العيش والثراء أو السُلطة، مما يخفي بعضا من ضلالات العظمة لديهم حيث تبدو منطقية أو مقبولة، فيصير زعيمًا قوميًا أو شخصية شعبية، وتختلط أفكار الزعامة بأفكار المرض من ضلالات مرضية، ويساعده المال والأتباع والذكاء الفطري، كما يساعده جهل الناس من حوله أو قلة حيلتهم، كما قد يستغله البعض من المنتفعين والوصوليين لتحقيق أهدافهم فيقومون بتعزيز ما يخدمهم من ضلالات عند المريض وينتفعون من زعامته وسلطته أو من أمواله.
ولا يخفي تشخيص تلك الحالات على المتخصصين والخبراء.
ولا يخفي تشخيص تلك الحالات على المتخصصين والخبراء.
فقرة من كتاب (العلاج بالخرافة ) - تحت الطبع
تعليق