الرد على زعم الملاحدة إن كان هناك إله فلابد أنه أراد ألا يعرفه أحد

تقليص

عن الكاتب

تقليص

د/ربيع أحمد مسلم سلفي العقيدة اكتشف المزيد حول د/ربيع أحمد
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د/ربيع أحمد
    4- عضو فعال

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 28 أكت, 2008
    • 551
    • طبيب و طالب علم
    • مسلم سلفي العقيدة

    الرد على زعم الملاحدة إن كان هناك إله فلابد أنه أراد ألا يعرفه أحد

    الرد على زعم الملاحدة إن كان هناك إله فلابد أنه أراد ألا يعرفه أحد




    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .

    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .

    أما بعد :

    فيقول الملاحدة هداهم الله إن كان هناك إله فلابد أنه أراد ألا يعرفه أحد أي الملاحدة يقولون لو افترضنا جدلنا صحة زعم المؤمنين بوجود إله فإن هذا الإله أراد ألا يعرفه أحد يعني الله لم يعرفنا نفسه و لا دليل على وجوده و إذا كان موجودا فلا سبيل إلى معرفته و بذلك تسقط كل الأديان و الجواب أن هذا إدعاء بلا برهان و فساده يغني عن إفساده فالله عز وجل قد عرفنا نفسه بالفطرة والعقل و إرسال الرسل .

    و الله قد فطر الناس على الإيمان بوجوده و لا ينكر وجوده إلا من تدنست فطرته فإن الإنسان إذا دهاه أمر وضاقت به المسالك ، فلا بد أن يستند إلى إله يتأله له ، و يتضرع نحوه ، و يلجأ إليه في كشف بلواه ، ويسمو قلبه صعودا إلى السماء ، و يشخص ناظره إليها من حيث كونها قبلة لدعاء الخلائق أجمعين ، فيستغيث بخالقه و بارئه طبعا وجبلة ، لا تكلفا وحيلة ، و مثل ذلك قد يوجد في الأطفال .

    و قد شهد التاريخ على أن الإنسان مخلوق متديّن، ذو ميول طبيعية دينية، حتى أنه لم يوجد شعب في عصر أو مكان بدون ديانة ما، ولا وُجدت لغة في العالم خالية من اسم الله أو ممَّن هو في مقام الله . و بما أن اللغة تعبّر عن أفكار الإنسان وإحساساته يكون ذلك دليلاً على أن شعور الإنسان بوجود الله عميق في قلب الجميع ولا ينقض ذلك أن البعض ينكرون وجود الله، لأن الإنسان يقدر أن يناقض طبيعته إذا أراد ، و ينكر ما هو مغروس فيه من الله لشبهات عنده أو هوى .


    و الخالق أعطانا عقل نفكر به و هذا العقل يقتضي أن هذا الكون الموجود لا بد له من موجد و هو الله .


    و لم يعرفنا الخالق نفسه عن طريق فطرتنا وعقولنا فحسب بل أيضا عرفنا نفسه عز وجل عن طريق إرسال الرسل التي تدعو إليه و يعرفون الناس بالله وما يحبه الله وما يكرهه و كيفية عبادته ،وبذلك يكون الأنبياء و الرسل الواسطة بين الله وبين خلقه في تعريفهم بالله و ما يحبه و ما يكرهه و كيفية عبادته فلا أحد يعرف صفات الله و ما يحبه وما يكره إلا من عرفه الله ذلك ، والذي يعرفه الله ذلك هو الرسول و النبي كي يعلِم من بعث فيهم بذلك و كل الشرائع السماوية تتفق أن الله يبعث في الناس رسولا لتبليغ الناس شرعه ، و صدق الله القائل في القرآن : ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [1].


    و من الأدلة على أن مدعي الرسالة صادق في دعواه تأييد الله له بالأدلة الدالة على صدق دعوته كتأييده بالمعجزات ،و لم يبعث الخالق رسولا من الرسل إلا ومعه آية تدل على صدقه فيما أخبربه عن الله .


    وتأييد الله رسله بالمعجزات من كمال عدله ورحمته ومحبته للعذر وإقامته للحجة علىالعباد ، و من عظيم حكمة الخالق أن جعل معجزات رسله من جنس ما أبدع فيه القوم المرسلإليهم، إمعاناً في الحجة، وقطعاً للعذر، فلو جعلت معجزة الرسول في أمر يجهله منأرسل إليهم ، لكان لهم عذر في عدم إحسان ما يجهلونه .

    و يشترط للمعجزة أن تكون أمر خارق للعادة مع دعوى النبوة و دعوة الناس لعبادة الله تمييزا لهؤلاء الرسل عن غيرهم ممن تحدث لهم بعد الخوارق لكنهم لايدعون لعبادة الخالق ولا لدين الخالق كالسحرة .


    و قد شهد التاريخ بالعديد من الرسل كموسى عليه السلام الذي أرسل في قوم كان السحر شائعا بينهم ، فآتاه الخالق من الآيات مافاق به قدرة السحرة على أن يأتوا بمثله و عيسى عليه السلام أرسل في قوم أهل طب فكان يبريء الأبرص و الأعمى و يحيي بعض الموتى بإذن الله و محمد صلى الله عليه و سلم أرسل في قوم أهل بلاغة و فصاحة فأتاه الله معجزة القرآن الذي تحدى العرب أن يأتوا بمثله فعجزوا إلى يومنا هذا و كل من حاول محاكاة القرآن أتى بمحاولات هزيلة .


    و من هنا يتبين كذب قول بعض الملاحدة أن الله أراد ألا يعرفه أحد .


    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .




    [1]- النحل الآية 36
    د. ربيع أحمد طبيب بشري قليل التواجد في المنتدى
    بعض كتاباتي على الألوكة
    بعض كتاباتي على المختار الإسلامي
  • سمير ساهر
    2- عضو مشارك
    • 10 أكت, 2009
    • 270
    • باحث
    • مسلم

    #2
    يقول الملاحدة هداهم الله إن كان هناك إله فلابد أنه أراد ألا يعرفه أحد أي الملاحدة يقولون لو افترضنا جدلنا صحة زعم المؤمنين بوجود إله فإن هذا الإله أراد ألا يعرفه أحد يعني الله لم يعرفنا نفسه و لا دليل على وجوده و إذا كان موجودا فلا سبيل إلى معرفته و بذلك تسقط كل الأديان
    هذا الكلام أوهى من بيت العنكبوت، فلو أنَّ الله أراد أنْ لا يعرفه أحد، لمَا كان أحد في الوجود يؤمن بوجود الله، إلَّا إذا كان المقصود بكلمة "يعرفه" أي يراه، أو يحسه عمومًا، فإذا كان هو المقصود؛ فهذا صحيح، فنحن في زمكان (مكان وزمان)، وهو ليس في زمكان، فلو كان في زمكان للزم عن هذا "دور قبلي"، وهو محال كما هو معلوم، حيث أنَّه خالق للزمكان وفي نفس الوقت لا يقوم إلَّا بالزمكان، فهو بهذا متقدم على الزمكان، وفي نفس الوقت (مطلق الوقت) على الأقل مساوق للزمكان، ويكون الله جزء من الزمكان، وفي نفس الوقت لا هو جزء ولا كل الزمكان، بل هو غيرهما، وهو واضح البطلان، فكله كلام متناقض ممتنع، فلا يستقيم الحال إلَّا أنْ نقول "الله غير المخلوقات، ولا يتجزأ، فليس له أبعاد، أي ليس في زمكان، ولا هو الزمكان؛ وبهذا فيمتنع أنْ يراه أو يحسه الذي في الزمكان، والذي يريد أنْ يحسه، فهو لا يبحث عن خالق بل يبحث عن مخلوق، وهذا تخلف فكري واضح، فكل منا يؤمن بالأزلية، وهي لا تُعْرَف بالحس، بل بالعقل المجرد"؛ وبهذا لا تسقط الأديان، بل تبقى شامخة، فلا يمكن الاستدلال على أنَّ الله سبحانه وتعالى لا يُرْسِل رُسُلًا، بل العكس هو الصحيح، فالعقل يَقْبَل الاستدلال على أنَّ الله يُرْسِل رُسُلًا، فالعقل يَحْكُم بأنَّ الإنسان هنا ليس عبثـًا، فطريقة حياة الإنسان، وأحكامه العقلية على الأشياء بالحسين والقبيح؛ أدلة على أنَّه ليس هنا عبثـًا، بل هو مُكَلَّف مِنْ خالق كَلَّفَه، وطريقة التكليف متعدِّدة، فيمكن للإنسان أنْ يهتدي بعقله بأنَّه مُكَلَّف، ويمكن أنْ يكون إنسان آخر منغمس في هموم الحياة، وواقع تحت ضغط اجتماعي تُبْعِده عن التفكر عن سبب وجوده والمطلوب منه في هذه الدنيا، ففي هذا الحال يُرْسِل الله رُسُلًا، وبهذا فالكافر بعدم وجود الله "تكون أفكاره منسجمه على طول الطريق"، أمَّا المؤمن بعدم وجود الله "فتكون أفكاره غير منسجمه إذا حَكَم على هذا الكون بالعبث، أي بعدم وجود خالق له، ثم جعل العقل يَحْكُم بالتحسين والتقبيح"، ولا يكون منسجًا فكريًا على طول الطريق إلَّا بأنْ يرتكب كل القبائح ويتجنَّب كل حسن، فذاك ملحد كأنه مؤمن بالله من حيث سلوكه العملي، وذاك ملحد كافر على طول الطريق، وهو أقبح شيء في الوجود.

    تعليق

    • د/ربيع أحمد
      4- عضو فعال

      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى
      • 28 أكت, 2008
      • 551
      • طبيب و طالب علم
      • مسلم سلفي العقيدة

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سمير ساهر
      هذا الكلام أوهى من بيت العنكبوت، فلو أنَّ الله أراد أنْ لا يعرفه أحد، لمَا كان أحد في الوجود يؤمن بوجود الله، إلَّا إذا كان المقصود بكلمة "يعرفه" أي يراه، أو يحسه عمومًا، فإذا كان هو المقصود؛ فهذا صحيح، فنحن في زمكان (مكان وزمان)، وهو ليس في زمكان، فلو كان في زمكان للزم عن هذا "دور قبلي"، وهو محال كما هو معلوم، حيث أنَّه خالق للزمكان وفي نفس الوقت لا يقوم إلَّا بالزمكان، فهو بهذا متقدم على الزمكان، وفي نفس الوقت (مطلق الوقت) على الأقل مساوق للزمكان، ويكون الله جزء من الزمكان، وفي نفس الوقت لا هو جزء ولا كل الزمكان، بل هو غيرهما، وهو واضح البطلان، فكله كلام متناقض ممتنع، فلا يستقيم الحال إلَّا أنْ نقول "الله غير المخلوقات، ولا يتجزأ، فليس له أبعاد، أي ليس في زمكان، ولا هو الزمكان؛ وبهذا فيمتنع أنْ يراه أو يحسه الذي في الزمكان، والذي يريد أنْ يحسه، فهو لا يبحث عن خالق بل يبحث عن مخلوق، وهذا تخلف فكري واضح، فكل منا يؤمن بالأزلية، وهي لا تُعْرَف بالحس، بل بالعقل المجرد"؛ وبهذا لا تسقط الأديان، بل تبقى شامخة، فلا يمكن الاستدلال على أنَّ الله سبحانه وتعالى لا يُرْسِل رُسُلًا، بل العكس هو الصحيح، فالعقل يَقْبَل الاستدلال على أنَّ الله يُرْسِل رُسُلًا، فالعقل يَحْكُم بأنَّ الإنسان هنا ليس عبثـًا، فطريقة حياة الإنسان، وأحكامه العقلية على الأشياء بالحسين والقبيح؛ أدلة على أنَّه ليس هنا عبثـًا، بل هو مُكَلَّف مِنْ خالق كَلَّفَه، وطريقة التكليف متعدِّدة، فيمكن للإنسان أنْ يهتدي بعقله بأنَّه مُكَلَّف، ويمكن أنْ يكون إنسان آخر منغمس في هموم الحياة، وواقع تحت ضغط اجتماعي تُبْعِده عن التفكر عن سبب وجوده والمطلوب منه في هذه الدنيا، ففي هذا الحال يُرْسِل الله رُسُلًا، وبهذا فالكافر بعدم وجود الله "تكون أفكاره منسجمه على طول الطريق"، أمَّا المؤمن بعدم وجود الله "فتكون أفكاره غير منسجمه إذا حَكَم على هذا الكون بالعبث، أي بعدم وجود خالق له، ثم جعل العقل يَحْكُم بالتحسين والتقبيح"، ولا يكون منسجًا فكريًا على طول الطريق إلَّا بأنْ يرتكب كل القبائح ويتجنَّب كل حسن، فذاك ملحد كأنه مؤمن بالله من حيث سلوكه العملي، وذاك ملحد كافر على طول الطريق، وهو أقبح شيء في الوجود.
      ما شاء الله مداخلة مفيدة دمتم للحق ناشرين
      د. ربيع أحمد طبيب بشري قليل التواجد في المنتدى
      بعض كتاباتي على الألوكة
      بعض كتاباتي على المختار الإسلامي

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ يوم مضى
      ردود 0
      7 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة الراجى رضا الله
      ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ يوم مضى
      ردود 0
      6 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة الراجى رضا الله
      ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 3 أسابيع
      ردود 0
      9 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة الراجى رضا الله
      ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, 10 أكت, 2024, 01:41 ص
      رد 1
      9 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة الراجى رضا الله
      ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, 10 أكت, 2024, 01:28 ص
      رد 1
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة الراجى رضا الله
      يعمل...