17- ما أذِن اللهُ لشيء ما أذِن لنبيّ أن يتغنَى بالقُرآن / بُستان السنَّة ~

تقليص

عن الكاتب

تقليص

بستان السنة مسلمة ولله الحمد ,, أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة اكتشف المزيد حول بستان السنة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بستان السنة
    2- عضو مشارك
    • 20 أغس, 2010
    • 119
    • لا أعمل
    • مسلمة ولله الحمد ,, أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة

    17- ما أذِن اللهُ لشيء ما أذِن لنبيّ أن يتغنَى بالقُرآن / بُستان السنَّة ~

    بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
    السَّـلام عليكم ورحمة الله وبركـاتُه
    ~{ الحديثْ السَّابع عشر » مشرُوع بستان السُّنة ِ}~




    ~:: الحَدِيث ::~

    عنْ أبي هُريرة رضِي الله عنه قال : قالَ رسُول اللهِ صلى الله عليِه وسلَّم :
    "ما أذِن اللهُ لشيءِ ما أذِن لنبّي أنْ يتغَنى بالقُرآن" - رواهُ البخاري .


    ~:: حدِيث مُشابه ::~

    عنْ أبي هُريرة رضِي الله عنه قال : قالَ رسُول اللهِ صلى الله عليِه وسلَّم :
    "ليْس منَّا من لم يتغنَّ بالقُرآن" - رواهُ البخاري ومُسلم.


    ~:: شرْح الحدِيث ::~

    جاء في السُّنة الصحيحة الحث على التغَني بالقرْآن ..
    ومن ذلِك ما وردَ فِي الحديث الصحيح : ما أذِن اللهُ لشيءِ ما أذِن لنبّي حسَن الصَّوت بالقُرآن يجهَر بِه" وحديث " ليْس منَّا من لم يتغنَّ بالقُرآن يجهرُ بٍه ".
    يعني: تحسِين الصوت بِه ، وليْس معناهُ أن يأتي به كالغناءْ ، وإنمَّا المعنىَ تحسينُ الصوت بالتّلاوة .
    ~:: معانِي الحدِيث ::~
    ما أذن الله: ما استمَع الله (كإذنه) أيْ : استماعِه .
    وهذا استماعٌ يليقُ بالله لا يشابِه صفاتَ خلقه ، مثل سَائر الصفات ، يقال في استماَعهِ سُبحانه وإذنه مثلَ ما يُقال في بقيَّة الصِفات على الوجْه اللائقِ بالله سبحانه وتَعالى، لا شبيهَ له في شيْء سبحانَه وتعالَى، كماَ قال "
    ليْسَ كمثلِه شيءٌ وهو السَّمِيع البصِير " .

    التغني:
    المعرُوف في كلاَم العرَب أنَّ التغني هُو الترجيع بالصّوت كما قال حَسان : ‏

    تغنَّ بالشعر إما أنْت قائلهُ ‏ * ‏إنَّ الغناء بهذا الشِعر مضمَار

    والمقصودُ : الجهرُ به مع تحسِين الصوتِ والخشوعِ فيهِ، حتَّى يُحرك القلوبَ .
    وتحسين الصوت عند قراءة القرآن مطلوب ، بل خرَّج البخاري باباً في صحيحه بعنوان باب حسن الصوت بالقراءة ، وقد أجاز العلماء التغني بالقرآن بضوابط.

    لأنَّ المقصوُد تحريك القلُوب بهذاَ القرآن، حتَى تخشعَ وتطمئِن وتسْتفيد، ومنْ هذَا قصَّة أبي موُسى الأشعريّ رضيَ الله عنهُ لمَّا مر عليْه النبي صلى الله عليه وسلَّم وهو يقرأْ، فجعلَ يستمعُ له عليْه الصَّلاة والسلامْ، وقال :
    " لقَد أوتِيت مزماراً مِن مزامِير آل داوُد " ، فلًّما جاء أبوُ موسَى أخبره النبيُّ عليه الصلاة والسلام بذلِك، قال أبو موسى: لوْ علمتُ يا رسولَ الله أنكَ تستمِع إليَّ لحبَّرته لكَ تحبيراً.

    ولمْ ينكر عليْه النبيُ عليه الصَّلاة والسلام ذلِك، فدلَّ علَى أنَّ تحبيرَ الصوت وتحسِين الصَّوت والعِناية بالقراءة أمرٌ مطلوبْ، ليخشعَ القارئُ والمُستمع، ويسَتفيد هَذا وهذا .

    مَجمُوع فتاوَى الشيخ عبد العزِيز ابن بَاز رحمه الله - بتصرُّف
    الجهر: رفعُ الصوت بالقراءة وتحسِينه بها فطرَة لا صنعة ، يترنّم به ويطرب ، وقد كانت العرَب قبل نزوُل القرآن تتغنَّى بالحداء ، إذا رَكبت الإبل لتقطع الطريق إذَا جلست في أفنيتها وغيْر ذلك .

    فلمَّا نزل القرآن الكرِيم أحبّ النبي صلَّى الله عليه وسلم أنْ يشتغلُوا بالقرْآن، ويرفعُوا بهِ أصواتهم ويحُسّنوها، وأنْ يجعلوا ذَلك محلَّ الغناء، مع التزام صحّة التلاوة، فعوّضوا عن طربِ الغناء بطرب القرْآن، كمَّا عوِّضوا عن كل محرّم بما هو خير لهم منه، كجعْل الاستخارَة عوضاً عن الاسْتقسام بالأزلام ، والنكَاح عوضاً عن السّفاح ، وهكذا .


    موقِع إسلام أون لاين نت

    ~:: مَا علاقة التَّرنُم والنغَم بأصواتِ القرآن الكريم ؟ ::~

    الرَّسُول صلى الله عليه وسلم حرَّض الأمة على تحسين الصوْت بالقرآن لأن ذلك أنفع للأمة وأشد أثراً في القلوب، ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام "ليْس منَّا من لم يتغنَّ بالقُرآن يجهرُ بٍه" لأنَّ تزيين الصوت وتحسين الصوت بالتلاوة يمُكن دخول القرآن في القلُوب وتأثر القلوب بسماع آيات الله.

    بخلافِ الصَّوت غير الحسن فإن ذلك ينفرُ من سماَع القرآن، ويدعوا إلى الإعرْاض عن القارئ، وقد مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة بأبي موسى وهو يقرأ الأشعري رضي الله عنه، فاستمع له وأعجبه صوته عليه الصلاة والسلام، فلًّما جاء أبوُ موسَى أخبره النبيُّ عليه الصلاة والسلام بذلِك، قال أبو موسى: لوْ علمتُ يا رسولَ الله أنكَ تستمِع إليَّ لحبَّرته لكَ تحبيراً وكان يقول صلى الله عليه وسلم لَّما سمع صوته يقول " لقَد أوتِيت مزماراً مِن مزامِير آل داوُد " يعني صوتاً حسناً.
    موقِع الشِيخ ابن باز رحمه الله


    ~:: القراءة بالألحاَن ( المقاَمات ) ::~

    وهِي لا تجُوز لعَّدة أسباب هِي :

    أوَّلا
    : أنَّ ذلك ليْس من هدي النبي صلَّى الله عليه وسلم، والسَلف الصالح رضي الله عنهم .
    والأمْر هنا تعبّدي محض فلا بدّ من دليل على الإباحة وإلا فالأصلُ المنع، لأن الأصل في العِبادات المنع حتى يَرد الدليل، وهنا لادليل، وهذا يعْني عدَم الجواز.

    ثانِياً : الأمر أقلّ مايقال فيه أنه شبهة، والمُسلم العاقل ينأَى بنفسه عن مُنزلق الشبهات، فمن حاَم حول الحمى أوشكَ أن يرْتع فيه.

    ثالثاً : قدرُ كتاب الله في نفوسنا، وجلاَلته وعظمتهِ ومنزلته في دينِنا، كلُّ ذلك يدفعنا لصوُن كتابِ الله عنْ ألحان أهلِ الفسق والمُجون، إذ كيف يُعقل الجمع بين نقيضيَن، وهذا مِن أعجب العَجائب وأغربِ الغرائِب.

    رابعاً : إنْ كان في قِراءة القرآن على تلكُم المقامات مصْلحة، فتركها أوْلى لما يترتَّب عليْها من مفاسد لامفْسدة، ودرؤُ المفاسِد مقدّم على جلب المصَالح، والمفاسدُ المترتبة لاحصرَ لها لأنَّ الأمر يوما عن يومِ في ازديادْ ، ومن تلكم المفاسد :
    أنَّ القارئ ينبغي عليه أن يتعلم تلك المقامَات الموسيقية وتِلك الألحان، كيْ يستطيع بعد ذلك القراءَة على نفْس المنوال، بلْ قد وصل الحدّ ببعض الناَّس أن يستمِع الأغاني ويتطرّب بِها ويلتذّ، بزعْم أنه يتعلّم المقامَات ليقرأ القرْآن بِها، وهذا أمرٌ مُشاهد، وواقع محسُوس، لا مجال لإنكاره، ولا سبِيل لإغفاله، وكفَى به مفسدة للقولِ بالمنع، ويُضاف للمفاسد أيضا أنه بِدعة في الدين مذمُومة كمَا أسُلف في الأمْر الأوَّل .

    خامِساً تزيينُ الصَّوت بالقرآن مُستحبّ وليْس بواجب، فما بَالنا نتكلّف فعْل المستحب، فنَقع في أمر في أقلّ حالاته مكروه وشبهة ؟!

    وفِيما يلي بعض أقوالِ العُلماء حول الأمر :
    * قال شيْخ الإسلام رحمه الله فِي الإستقامة :
    " ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره " (1/ 246 )


    * قال القُرطبي رحمه الله حين تكلَّم عن حُرمة القرآن :

    " ومن حرمته ألا يقعر في قراءته كفعل هؤلاء الهمزيين المبتدعين والمتنطعين في إبراز الكلام من تلك الأفواه المنتنة تكلفا فإن ذلك محدث ألقاه إليهم الشيطان فقبلوه عنه ومن حرمته ألا يقرأه بألحان الغناء كلحون أهل الفسق " ( 1 / 29 )


    * وقال الإمام ابن رجَب رحمه الله ( نُزهة الأسماع فِي مسألة السَّماع ) :

    قراءَة القرآن بالألْحان، بأصواتِ الغناء وأوزانِه وإيقاعَاته، على طريقةِ أصحاب المُوسيقى رخصَّ فيهِ بعض المُتقدمين إذا قصْد الاستعانةِ علَى إيصال مَعاني القرْآن إلى القُلوب للتحزين والتَّشويق والتخويِف والترْقيق.
    وأنكَر ذلك أكثر العُلماء، ومنهُم من حكاه إجماعاً ولم يُثبت فيه نزاعاً، مِنهم أبو عبيد وغيرُه من الأئمة.
    وفِي الحقيقَة هذه الألحان المُبتدعة المُطربة تهيج الطبَاع، وتلهِي عن تدبُّر ما يحصلُ له مِن الاستماعِ حتى يَصير التَّلذذ بمُجرَّد سمَاع النغمات الموزوُنة والأصواتِ المُطربة، وذلِك يمنعُ المقصوُد من تدبُّر معاني القرْآن.
    وإنمَّا وردت السنة بتحسيِن الصوت بالقرآن، لا بقراءةِ الألحانِ، وبينهما بوُن بعيد.اهـ
    الخُلاصة أنَّ العُلماء فِيها علَى ثلاَثة أقوَال لكن القول الأصحَّ والأرجحَ هو الثانِي :
    الأوَل: القولُ الأوَّل أجاز بعضهُم تلحينَ القرآن ولوْ بالغَ الإنسَان في ذلك لكنْ لا يخرُج القرْآن عن صيغته وصِفته وألفاظِه وحرُوفه، أجازُوا المبالغة، وهذَا فريقٌ مِن الأحنافِ أجازُوا المُبالغة بالقراءَة بالألْحان
    الثَّاني: قالوُا يكرَه تلحِين القرْآن تلحينًا غيرَ مُفرط، يكرهُ ؛ لأنَّه قدْ يترتبُ على ذلِك إخراجُ حرُوف القرآن عن مخارجهَا الصَّحيحة، وهذا قوْل الأمامِ مالكْ وقولُ الإمام أحمد وهوَ القولُ الظاَّهر.
    الثالث: أنهُ يستحب تلحيِن القرْآن تلحينًا غير مُفرط بحيثُ لا يُخرجه عنْ صِيغته، وهذَا قال بِه بعضُ الفقهَاء والمُتأخرين.
    والمُختار في هذه المسألة أن قراءة القرآن تقرأ بالألحانِ بقدر معلُوم وليْس بتكلف قوي، والمقصُود بالقدر هوَ إعطاءَ الحروف حقَّها ومُستحقها مِن المَخارج والصّفات ومعْرفة المَواقف موْقف الآيَة والابتدَاء فيها، ولا أنْ يكوُن فيِها تكلُّف أيْضا ولاَ خرُوج عنِ الحدّ المعقولِ في القراءَة.
    قالُوا: وذلِك إذَا قصِد به الاتّعاظ والاعتبار وتقريبُ قلوب النَّاس إلى القرآنِ الكريم حتَى يتأثروا به أيْضا فيكوُن سبيلاً لأن يعملوا بِه، وأمَّا إذا قصد بالتلحِين في القراءَة الاهتزازُ واعتلاءُ الصَّوت وخفضُه ورفعهُ بقوة، وكذلِك الطرَب والأصواَت التِي تحدث بعْد القارئ بالتكبيرِ أو التَّهليل أو الإعجاَب أو غيْر ذلِك فهذا لاَ يجوُز، هذا مُحرَّم هذا لاَ يجوُز، إلاَّ إذا قُصد بذلِك الاتّعاظ والعِبرة وتقريبُ قلوبِ الناس والتأثير بالنَّاس.

    منقُول من تجمِيع لأقوال العُلماء قام به الأخ الأثري الفُراتي - مُلتقى أهل الحدِيث
    لمزِيد من الإستطلاعِ ، راجِع ( زاد المعاد ) للإمام ابن القيّم، فقد ذكرها وأجاَد وفصَّل رحمه الله .

    بالنسْبة لقول النَّاس بعد المُقرئ " الله " فإنه ليْس مِن هدي السَّلف، بلْ فيهِ عدمُ تعظيم للقرآن، لأنَّ المسلم مطلوبٌ منهُ حين قراءَة القرآن أنْ ينصِت ويتدبَّر، قال تعالى " وَ اِذَا قُرِأَ القُرْآنْ فَاسْتَمِعِوا لَهْ وَ اْنصِتوْا لَعَلكُمْ تُرْحَمُون" ، وقال سبحانه:" كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ " وقال تعالى " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " وهذا العمَل يُنافي ذلِك.

    قال الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري: "لا شكَّ أن النفوُس تميل إلىَ سماَع القرَاءة بالترنُّم أكثر مِن ميلها لِمن لاَ يترنم, لأنَّ للتطريبِ تأثيرا في رقَّة القلبِ وإجراَء الدَّمع ".
    وقال أيضاً: "والذي يتحصَّل مِن الأدلة أن حسن الصَوت بالقرآن مطلوُب, فإنْ لم يكن حسناً [ أي: صوت القارئ ] فليُحسنه مَا اسْتطاع " .
    موقِع إسلام أون لاين نت

    نسأل الله أن يُطلق لساننا بالقرآن ، ويرزقُنا صوتاً نديّاً يُحسن تلاوتِه، ويجعلنا وإيَّاكم ممَّن يُزيُّنون القرآن بأصواتِهم .. اللهم آمين

    لا تنسُونا من طيّب دُعائكم ~
    فريق عمَل مشروع بستان السُّنة

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 5 مار, 2023, 03:34 م
ردود 0
31 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 10:00 ص
ردود 2
37 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 08:33 ص
ردود 0
74 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 16 فبر, 2023, 08:41 ص
ردود 0
170 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 20 نوف, 2021, 03:50 ص
ردود 0
53 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...