ملحدون في الجنة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

يوسف المصري مسلم جداااااا اكتشف المزيد حول يوسف المصري
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يوسف المصري
    10- عضو متميز

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 28 سبت, 2008
    • 1839
    • مرشد سياحى
    • مسلم جداااااا

    #16

    دمعة وداع











    ارتشف يوسف من كوب الشوكولاتة الموضوع بجوار الحاسوب الخاص به بينما ظلت عيناه مثبتتان على الشاشة الصغيرة بينما لمح ظل يمر بجواره بسرعة فالتفت إليه ليرى شقيقه الأكبر كاشفاً ذراعيه العريضتين و ناظراً إلى ( يوسف) بنظرة صارمة. جعلت (يوسف) ينتبه إلى نظرة شقيقه المرتابة الذي بادره بصوت عميق قائلاً " يوسف.. مازلت مصمماً على الرحيل؟؟ "

    و هنا اعتدل يوسف محاولاً إقناع شقيقه " يا أخي الحبيب هناك الفرصة أفضل .. كما أنك...." هنا قاطعه ( أحمد) قائلاً بحدة " ثم أنني ماذا؟؟ .. موجود هنا و أقوم بدفع كافة التكاليف هنا ... كما أنني أتحمل مسئولية والدتنا و شقيقك الأصغر .. و لذا لا حاجة إليك.. أليس كذلك؟؟"

    هنا قام (يوسف) بوضع يده على كتف شقيقه بوداعة محاولاً إرضائه " يا أخي الحبيب

    حتماً يوماً سأعود .. و لو تعرف ما اذهب إليه لتركتني أذهب اليوم"

    رد ( أحمد ) بسرعة " و أنا أريد أن أعرف ما تذهب إليه ؟؟" هنا تردد ( يوسف) قبل أن يقول " العمل في أستراليا كثير و هناك مسجد للدعوة الإسلامية و أنت تعرف شيخنا الحبيب ( فيصل) سيقوم بمساعدتي.. و بخصوص النفقات سوف أرسل لك كل ... "

    قاطعه ( أحمد ) صائحاً " أي نفقات التي تتحدث عنها ؟؟ أنا لا أريد منك سوى أن تكون ناجحاً في حياتك و أنت تعلم جيداً إننا و ا لحمد لله لدينا ما يكفينا .. و إن كنت تتحدث لأجل الدعوة فأنت تستطيع أن تفعل ذلك من هنا". .فقال (يوسف) " يا أخي الموضوع ليس بسيطاً كما تتصور فهناك العمل وفقاً لقدراتي أيضاً و التي لا أشعر بأي جزء منها هنا "

    هنا غادر ( أحمد) بعد أن التفت قائلا " و ما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين "

    و عاد (يوسف) إلى شاشته الصغيرة ليكمل بحثه.



    ***



    " هل ستأخذ هذا المصحف أم هذا ؟؟ " رفع ( مصطفى ) الشقيق الأصغر لـ ( يوسف) يديه الصغيرتين حاملاً مصحفين مختلفي الأحجام و ملوحاً بهم إلى شقيقه الأكبر الذي يقوم بإعداد حقيبة الضخمة و التفت إلى اليدين الصغيرتين قائلاً " اترك الاثنين خارج الحقيبة فهما أخر ما يوضع في الحقيبة " هنا لم يتملك (مصطفى ) دموعه الصغيرة التي نزلت ببطء قائلاً " يقول ( أحمد ) أننا قد لا نراك ثانيةً .. هل هذا صحيح؟" هنا اعتدل (يوسف) و قام إلى الطفل الصغير قائلاً " تعلم كم أحبك يا أخي ؟ " و هز ( مصطفى )رأسه بإيماءة تعني الإيجاب فقال له (يوسف) " إ ن الله قادر أن يجمعنا ثانيةً كما أنني سأراك عبر الإنترنت ... لا تنسى ذلك أبداً " و رد ( مصطفى) بصوته الرقيق " أمى كانت تبكى بالأمس في صلاتها بشكل جعلني أخاف جداً و أنا ظننت ذلك لأنك ستسافر و تتركنا " فقال ( يوسف) لن أترككم يا أخي الحبيب إن شاء الله سنلتقي قريباً . و ما إن تستقر الأوضاع هناك سآتي لأخذكم معي " هنا انتهى حزن الطفل الذي قال فرحاً " حقا؟؟" فقال ( يوسف) و الحزن يعتصر قلبه و لكنه منع نفسه من التعبير عن ذلك الحزن برسم ابتسامة حزينة حاملاً شقيقه " نعم حقاً يا ( مصطفى) و لكن هذا في حال أنك لم تغضب أمك و ذاكرت دروسك جيداً " خرج الطفل سريعاً إلى أمه ليبشرها بقول ( يوسف) الذي جلس يناجي ربه بهمسات خاشعة غير مسموعة.





    ***



    دقت الساعة الثالثة فجراً فقام ( يوسف ) حاملاً حقيبته ناظراً إلى غرفته الذي ربما يراها للمرة الأخيرة و ودعت عيناه كل ركن فيها .. نظر إلى سريره ملياً و الصورة التي بجواره التي يظهر فيها الأسرة بأكملها و تردد في أخذها أو أن يتركها فقرر تركها قبل ن يخرج و يفتح غرفة أمه بهدوء و ينظر إليها نظرة أخيرة قبل الرحيل .. لقد قرر في نفسه أن يغادر دون وداع لأنه لا يحتمل تلك اللحظات و هنا أغلق الباب بهدوء قبل أن يتوجه إلى الخارج ليجد نفسه مواجهاً لـ شقيقه الأكبر الذي قال " وفقك الله يا أخي ... يعلم الله كم سأفتقدك"

    لم يستطع (يوسف ) أن يمنع نفسه من احتضان أخيه بقوة ... ثم اعتدل قائلاً " أستودعكم الله .. الذي لا تضيع ودائعه" فقال (أحمد) " لن أوصيك بنفسك .. و إياك و أن تنسى إيمانك و صلاتك و قيامك " و نزل ( يوسف) مودعاً كل ما تقع عليه عيناه من ذكريات قد لا يراها بعد اليوم إلا بعد وقت طويل جداً ....و هنا أخرج مصحفه و أخذ يقرأ فيه متجهاً إلى الميناء.





    ****



    مذكرات(فريد)











    وقف (كراوش) أمام العمال الذين كانوا منهمكين في بناء المدينة بينما وصل ( جون ) مساعد السيد ( كراوش) بصحبة ( فريد ) الذي بدا عليه الإرهاق من فرط السفر ... فالتفت مستر (كراوش)مرحباً " أهلاً بالوافد الجديد ... لا تدري كم هي سعادتي بان أول الساكنين في مدينتي مسلم سابق" لم يبد على وجه ( فريد) أي تعبير سواء بالترحيب أو حتى ابتسامة الروتين المعروفة و لكنه مد يده لمستر (كراوش) قائلاً " تشرفت بلقاؤك يا سيد (كراوش) " فقال (كراوش) " لقد اخترت لك أفضل مكان في مدينتي ..و الآن دعنا نذهب من هنا إلى قصري" .



    بينما كانوا في السيارة معاً قال ( كراوش) " سأصارحك يا سيد (فريد) . لدينا أزمة حقيقية في جذب المسلمين الملحدين إلى هنا و لا أدري ما السبب الحقيقي لعدم التسابق عليها رغم أنني أعرف أن هناك ملحدين كثر في العالم كله و رجالي الحمقى لا يعرفون كيف يقومون بجذب هؤلاء الذين كانوا مسلمين و نجوا من هذا الدين العنيف "

    هنا رد (فريد) " يا سيد (كراوش) المسألة على المسلمين ليست بسهلة على الإطلاق .. فهم أكثر الشعوب تديناً كما أنني عشت منذ طفولتي في أمريكا و مع أم مسيحية تزوجها والدي في مصر قبل أن يهاجروا إلى نيو يورك و مات أبي منذ زمن بعيد كنت حينها طفلاً

    و تقطعت العلاقة بيني و بين الإسلام تماماً من يومها فلا أمي اهتمت بتعريفي ما هو الإسلام و لا اهتممت أنا بمعرفة ما حقيقته و لكن ما أعرفه أنهم متمسكون للغاية بدينهم و حتى من ألحد منهم يخشى على نفسه من القتل أو على أسرته كما أن عددهم قليل للغاية ممن درسوا في روسيا مثلاً ...و كملحوظة لك فأنا تركت نيو يورك لتمييزها العنصري ضد العرب فالجميع هناك يعاملونني كعربي إرهابي و كأنني أود أقتل كل من هم غير المسلمين و هذا غير صحيح بالنسبة لي على الأقل فلو وجدت تمييزاً هنا فأنا ..."

    " لا تكمل يا سيد (فريد) أنا أعرف مدى معاناتكم أنتم العرب المتأمركين من هذا الأمر و كن على ثقة أن الناس سواسية هنا في (واى سي باراديز) "

    " أتمنى ذلك يا مستر (كراوش) ... سأضطر للنزول هنا ما إن أذنت لي فقال ( كراوش ) ببساطة " تفضل طبعاً " .

    و ما إن نزل (فريد) قال محدثاً ( جون) الذي كان يسترق السمع " هل هذا هو المسلم الذي جئت به يا ( جون) كنت أعرف انك أحمق جداً .. إنه لم يعرف شيئاً عن الإسلام قط أنت لا تستحق حتى أن تكون حاملاً لحذائي "

    احمر وجع (جون ) للغاية بعد وصلة التوبيخ العنيفة من (كراوش) و لكنه قال " يا سيد ( كراوش) أعدك بان القادم أفضل فلدينا شاب جديد إسمه ( يوسف ) مصري أيضاً و تحرياتنا عنه تقول بأنه كان ملتزماً غير أنه ولد و عاش في مصر فهو بالتأكيد يعرف الكثير عن الإسلام و ناقماً عليه "

    " مسلم ملتزم و يريد الالتحاق بمدينتنا ؟؟ أي هراء هذا يا أحمق ؟؟ اسمع.. حينما يصل ذلك الشاب فلن يلتحق بمدينتنا بالاختبار التقليدي .. احضره لي سيكون اختباره على يدي و علنياً أمام الجميع .. إن نجح في عبوره فهو يستحق أن يعيش بيننا و إن لم يستحق فسأتركه لـ ( سيرجي ياكوف ) ليتعامل معه " قال (جون ) بخضوع " حسناً يا سيدي .. و بخصوص المناظرات التي طلبتها فهو جاهزة للعرض في أي وقت "

    " ركزوا على المناظرات الإسلامية و المسيحية و الهندوسية "

    " و بالنسبة لليهودية يا سيدي ؟؟" فرد (كراوش ) " اليهود هم من يدفعون يا أحمق!" و انطلقت ضحكات (كراوش ) عالية جداً.







    ملحدون في الجنة

    لتحميل كتاب لماذا اله النصارى خروف؟ مباشرة من هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا

    تعليق

    • امجد
      4- عضو فعال
      • 15 أبر, 2010
      • 556
      • اعمال حره
      • مسلم

      #17
      تسجيل متابعة
      موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

      تعليق

      • الشهيدة
        مشرفة شرف المنتدى

        • 15 ديس, 2009
        • 2314
        • مترجمة
        • مسلم

        #18
        رائعة هذه القصة !!

        فكرتني بأيام ما كنت أقرأ أدهم صبري !!
        .. منْ أُلقيَ عنهُ حُبُّ المالِ فقدْ اسْترَاح ..

        تعليق

        • الجندى المحارب
          0- عضو حديث
          • 18 أبر, 2011
          • 28
          • طالب بكلية الإعلام
          • مسلم

          #19
          بسم الله ماشاء الله قصه رائعه جدا

          تسجيل متابعه منى و منتظر باقى التفاصيل على أحر من الجمر

          تعليق

          • almojahed
            0- عضو حديث
            • 20 ينا, 2009
            • 6
            • موظف
            • مسلم

            #20
            السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته

            أخي الكريم

            لا أدري فقد نفذت كل قونا من الصبر على إتمام القصة وعلى ما أعتقد أنها مازالت طويلة وانت ما زلت في المقدمه


            لأني اتوقع أن تكون هناك مناظرات وجدال ............الخ

            فأرجو أن تكتبها كلها مرة واحدة

            جزاكم الله خيرا

            التشويق والإثارة حصلت 1000 %

            أكمل جزيتم خيرا

            تعليق

            • يوسف المصري
              10- عضو متميز

              حارس من حراس العقيدة
              عضو شرف المنتدى
              • 28 سبت, 2008
              • 1839
              • مرشد سياحى
              • مسلم جداااااا

              #21
              اخوانى أمجد و الشهيدة و الجندي المحارب شرفني مروركم الكريم

              أخي الحبيب المجاهد

              اعذرني لضيق الوقت عندي جداً و القصة لاأستطيع كتابتها مرة واحدة
              لكنتي انتهي من لمسات شيء معين هذه الأيام بعدها ستجد فصل يومياً بإذن الله
              و لا تتعجل الأحداث


              ملحدون في الجنة

              لتحميل كتاب لماذا اله النصارى خروف؟ مباشرة من هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا

              تعليق

              • يوسف المصري
                10- عضو متميز

                حارس من حراس العقيدة
                عضو شرف المنتدى
                • 28 سبت, 2008
                • 1839
                • مرشد سياحى
                • مسلم جداااااا

                #22
                المهمة الصعبة


                تجول (يوسف) بعينيه بين الحضور في مطار ملبورن عله يجد لافتة باسمه و سرعان ما وجدها في يدي ( بيكي ) القطة الصينية التي أرسلها (كراوش ) بنفسه لاستقبال (يوسف) مباشرة فتوجه إليها مبتسماً بينما شعر في قلبه باختلاجة و كأنما تجمعت لديه هموم الدنيا فهو لا يعرف إلى أين يذهب و ماذا سيفعل بالضبط؟؟
                " لقد تشرفت بلقائك أيها الوسيم "قالتها( بيكي ) و هي ترمقه بنظرة إعجاب فقال لها خافضاً عينيه و متمتاً " شكراً " ... بينما ركبا السيارة الفارهة التي سبق و أن ركبها دكتور ( بيرت ) عند وصوله..
                " حسناً ما رأيك في المدينة؟؟ " قالتها ( بيكي ) محاولة فتح الحديث مع ( يوسف ) فقال لها " لم أرى شيء بعد ثم أنني قادم إلى هنا من أجل المدينة الأخرى و ليست ملبورن " فقالت " نعم . لديك كل الحق .. ولا تعرف مدى سعادة مستر ( كراوش ) بوصولك إلى هنا و صدقني الجميع يتمنى أن تعبر الاختبار الذي أعده لك "
                فرد ( يوسف) مندهشاً " اختبار؟؟ و أي اختبار هذا " فردت بغموض " غير مسموح لي بالتحدث عن ذلك الآن و لكن الأكيد أنك لن تدخل مدينتنا بالسهولة التي دخلت بها ملبورن " فقال ( يوسف) " المشكلة في أوراقي و أعرف روتين الحكومة هنا في أوراق الهجرة و .... " قاطعته ( بيكي) قائلة بحزم " لا تقلق من شيء كهذا أبداً فنحن ندفع الكثير لكي لا يقع أي ساكن من جنتنا في أي مشكلة سواء معنا أو مع غيرنا .. و كل الإجراءات تتم مقابل المال "
                فقال (يوسف) متمتماً" فهمت " بينما يداه تتحسس المصحف الصغير في جيبه
                " ها قد وصلنا ... يخبرك السيد (كراوش ) أن هذا الفندق هو الأفضل على الإطلاق في ملبورن كما أنك لو تجولت في ربوع المدينة فلن تجد ما هو أفضل منه "قالتها ( بيكي) بالفخر المعتاد فرد ( يوسف ) " بالفعل الفندق رائع ... و أثق بكلمتكم في أنه الأغلى "
                " حسنا ميعادك مع مستر ( كراوش ) في الثانية ظهر الغد أتمنى أن تكون قد نلت كفايتك من الراحة "
                " نعم هذا يكفي بشكل جيد.... . أشكرك يا آنسة " فردت القطة بموائها الرقيق " بيكي .. اسمي (بيكي) "
                فرد (يوسف) " شكرا (بيكي) " .
                صعد (يوسف) سلالم الفندق حاملاً حقيبته الصغيرة متوجهاً إلى الاستقبال و قلبه يدق بشدة فلأول مرة يشعر أن وجود المصحف في جيبه قد يسبب له أزمة و لكنه هدأ من نفسه و تذكر أن هذا المصحف هو سبب وجوده هنا و ها هو آت لبذل كل ما هو غال و رخيص من أجل نصرة الإسلام و لو كان الثمن حياته ..
                " مرحباً بك يا ( مستر (جوزيف) في الفندق " قالها موظف الاستقبال الأنيق راسما ابتسامة ودودة
                " عفواً . اسمي (يوسف ) و ليس (جوزيف ) بامكانك استعمال حرف (الواى) بديلاً عن ال (جيه) "
                " أوه حسناً عذراً سيدي لم انتبه لذلك ..غرفتك رقم (702) و تفضل الكارت الخاص بك "
                ثم صعد يوسف بصحبة الرجل الذي يحمل حقائبه و وصل إلى الغرفة... ليجد شخص ما يحاول فتح غرفة مجاورة و بدا أنه فقد الكارت الخاص بدخوله بعد أن فتش كل جيوبه بعصبية و سرعة بالغة فقال حامل الحقيبة " عذرا سيدي هل فقدت الكارت الخاص بك؟؟ "
                هنا شعر دكتور ( بيرت) بإحراج بالغ خصوصاً أن الرجل تحدث أمام ( يوسف) فقال بعصبية " اممم ... حتى الآن نعم فأنا لا أجده في جيبي "
                " اطمئن يا سيدي بإمكانى فتحه لك و لكني مضطر لإحضار كارت بديل من الاستقبال "
                هنا قال (يوسف ) " بامكانك الانتظار في غرفتي لحين قدومه " شعر دكتور ( بيرت) بالإحراج البالغ و لكنه أومأ إلى (يوسف )بنظرة امتنان حينما فتح ( يوسف) باب غرفته و دخلا سوياً إلى الغرفة الأنيقة.
                " ملامحك شرقية أليس كذلك ..؟؟ " فرد ( يوسف) بابتسامة " نعم كما أن لكنتك إنجليزية بريطانية "
                اندهش (بيرت) " و هل تعرف لكنة البريطانيين أيضاً ؟؟ "
                فقال ( يوسف) ببساطة " و من لا يعرفها ؟؟" فقال ( بيرت) " هل يدرس العرب لغات أجنبية ؟"
                فقال ( يوسف ) " و هل زرت أي دولة عربية لتسأل هذا السؤال ؟؟ "
                شعر (بيرت) بسذاجة سؤاله فعلاً و لكنه قال " لقد كان لي جيران شرقيون مثلك و لكن إنجليزيتهم كانت ضعيفة جداً و لكن أنت تتحدثها ببراعة " فرد (يوسف ) بابتسامة متواضعة.
                " أنا (بيرت) دكتور مهندس معماري من انجلترا " قالها ماداً يده إلى ( يوسف ) الذي سرعان ما صافحه قائلاً " و أنا (يوسف) من مصر و اعمل بمجال التسويق "
                " لطالما تمنيت زيارة أهرامكم " فرد ( يوسف) " هي في انتظارك دائماً " فابتسم (بيرت) قائلاً " و هل هي زيارة عمل أم للترفيه " فقال (يوسف) " للعمل "
                " حسنا سيدي غرفتك مفتوحة الآن " هنا قام ( بيرت ) قائلاً " شكراً لك على استضافتي مستر ( جوزيف ) و أتمنى أن أراك مرة أخرى و غرفتي بجوارك تماماً "
                فقال ( يوسف) " يشرفني لقاءك .. و لكن اسمي (يوسف) و ليس جوزيف "
                عاد شعور الحرج إلى ( بيرت ) مرة أخرى الذي تلعثم قائلاً " أوه حسنا .. جو . .. يوزيف . إلى اللقاء "
                ثم اغلق الباب خلفه ليقوم (يوسف) و يصلي.
                ***
                Masjed Eleman""



                قرأها (يوسف) على ذلك المبنى الجميل الهادىء فطوى الورقة الصغيرة في جيبه و دخل إلى المسجد الهادىء الذي جلس في أحد أركانه شيخ ذو لحية بيضاء يقرأ القرآن في خشوع فجلس ( يوسف) عن يمينه دون أن يشعر به الشيخ
                حتى انتهى فالتفت يمينه و هنا بدا عليه الفرحة الممزوجة بالاندهاش أو بمعنى أدق الاندهاش الممزوج بفرحة فوقف صائحاً " ابني الحبيب .. ها أنت ذا معي الآن فعلاً لا أصدق عيني " فقال (يوسف) " يعلم الله كم كنت أفتقدك يا شيخنا الحبيب " فرد الشيخ (فيصل) " لقد توقعت أن تتأخر في القدوم فأنا اعلم أن هناك إجراءات كثيرة لكي تقيم هاهنا ... لكن الله شاء أن يجمعنا الآن بعد أن افترقنا لسنوات " فقال ( يوسف) " و كيف حال المسلمين هنا و حال الدعوة ؟" فرد الإمام " الحمد لله بخير و على ما يرام فيدخل الكثيرون في الإسلام رغم حملات التشويه المستمرة علينا و لكن الناس هنا في ملبورن مسالمون نوعاً ما فلا تجد الهمجية الموجودة خارجاً و المشاكل الطائفية نادرة .. لا يعكر صفونا سوى وكر الملحدين هذا الذي يبنونه " فقال (يوسف) " لقد جئت من أجل هذا الوكر خصيصاً يا شيخنا " فاندهش الإمام الذي قال " هل جننت يا ( يوسف) هل تريد العيش مع الملحدين في مدينة واحدة ؟؟ ... ألا تخشى على إيمانك يا بني ؟؟ "
                " يا شيخنا الحبيب إنه أفضل مكان للدعوة فهؤلاء القوم يهربون من مشاكلهم و قدومهم إلى هنا ما يعني عدم استقرارهم النفسي و هو البيئة الملائمة للنقاش حول مختلف الأديان و أن يهدي الله بي رجلاً واحداً خير لي من حمر النعم كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم "
                " صلى الله عليه وسلم . .و لكن كيف تعيش معهم و شرط الإقامة فيها عدم الاعتراف بوجود اله هل ستقدم تنازلات ؟؟" فرد (يوسف) " بالطبع لا .. و لكن هناك بعض الثغرات التي أتمنى أن تمر عليهم فيسمحوا لي بالوجود بينهم "
                " أنا قلق عليك جداً يا (يوسف) ... و لا أدري ما الذي جعلك تفكر في هذا ؟؟"
                " لقد تظاهر العالم ضد بناء مثل هذه المدينة و لم يتخذ أحد أي إجراء فكيف نصمت نحن؟؟ ... كما أنني قد أحزنني ما قالوه عن وجود مئات المسلمين الملحدين في هذه المدينة فعسى أن يعودوا إلى رشدهم ..."
                " لا تصدق كل ما يقولونه .. فلا يوجد سوى شخص أو اثنين حتى الآن ممن يدعون أنهم كانوا مسلمين سابقين " فرد (يوسف) باهتمام " و كيف عرفت ذلك ؟؟"
                فأخرج الشيخ من جيبه ورقة بيضاء فاخرة بدا و كأنها دعوة إلى حفل زفاف و أعطاها لـ (يوسف) الذي فتحها ليقرأها بصوت خافت " الأستاذ/ فيصل الرحماني
                نتشرف بدعوتكم لحضور مؤتمر الأديان الخاص بمدينة(واي سي بارادايز) و ذلك لمناقشة بعض المسلمين السابقين في أمور تخص الإسلام ... و ذلك في الميعاد الموجود أسفل الرسالة "فقال الشيخ " و هؤلاء السابقين حتى الآن اثنين فقط حسب من أرسل لي هذه الدعوة "
                فطوى ( يوسف) الورقة قائلاً " و هل ستذهب ؟؟ " فقال الشيخ " لا أدري ماذا سيحدث و لكن الآ ن نعم سأذهب إن شاء الله " فلمعت عينا ( يوسف) و عاد بأدراجه إلى الفندق ليستعد ليوم شاق جداً غداً حيث تبدأ المهمة الصعبة.


                ملحدون في الجنة

                لتحميل كتاب لماذا اله النصارى خروف؟ مباشرة من هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا

                تعليق

                • محبة الاسلام
                  6- عضو متقدم

                  حارس من حراس العقيدة
                  • 12 يول, 2008
                  • 1048

                  #23
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
                  متابعة إن شاء الله....
                  سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
                  عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

                  تعليق

                  • sonoegiziano
                    0- عضو حديث
                    • 8 يون, 2011
                    • 3
                    • طالب
                    • مسلم

                    #24
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    ما شاء الله يا أخ يوسف.. قصة جميلة ورائعة ومشوقة.. بارك الله فيك

                    أتمني أن تُكملها في أقرب وقت فأنا في أشد الشوق لقراءة بقيتها..

                    متابع معاك إن شاء الله...

                    بارك الله فيـــك! =)

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    تعليق

                    • Esraa
                      0- عضو حديث
                      • 26 يول, 2011
                      • 1
                      • طالبة
                      • الاسلام

                      #25
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      القصة جميلة جداً وتتناول قضية مهمة
                      جزاكم الله خيراً فى انتظار الباقى ان شاء الله

                      تعليق

                      • أم رودي
                        مشرفة شرف المنتدى

                        • 29 ماي, 2008
                        • 1161
                        • أتعلم
                        • مسلمه

                        #26

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        ما شاء الله فكرة متألقة

                        وسرد أكثر من رائع

                        أنار الله أستاذ يوسف صراطك المستقيم

                        أكمل متابعين معك بأذن الله
                        اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                        تعليق

                        • almojahed
                          0- عضو حديث
                          • 20 ينا, 2009
                          • 6
                          • موظف
                          • مسلم

                          #27
                          السلام عليكم

                          نرجو تكملة القصة

                          الان ننتظر لأكثر من أسبوع

                          نرجو أن تكملها للنهاية

                          نفذ صبرونا وذبحتنا الإثارة

                          تعليق

                          • *أم ردينة*
                            2- عضو مشارك
                            • 21 يون, 2011
                            • 180
                            • حاجات كتير
                            • مسلمة

                            #28
                            جزاك الله خيرا
                            شوقتنا لباقي القصة
                            انتظرنا أسبوع كتير كده
                            تسجيل متابعة للقصة الجميلة إن شاء الله

                            تعليق

                            • Real Seeker
                              0- عضو حديث
                              • 22 يون, 2011
                              • 14
                              • Pro IT
                              • مسلم

                              #29
                              لماذا توقفت عن سرد القصه

                              القصه مشوقه جدا

                              اتمني ان يكون المانع خيرا

                              تعليق

                              • *أم ردينة*
                                2- عضو مشارك
                                • 21 يون, 2011
                                • 180
                                • حاجات كتير
                                • مسلمة

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة نصرة الإسلام
                                وبالمناسبة
                                لما وجدتُ فحوى القصة باللغة العربية الفصحى .. قمتُ بتعديل (ملحدين) في العنوان إلى (ملحدون) لأنها مبتدأ


                                حبيبتي
                                معلش ملحوظة صغيرة
                                الأصح ملحدون بس مش عشان هي مبتدأ
                                دي خبر مقدم
                                وشبه الجملة من الجار و المجرور ( في الجنة ) في محل رفع مبتدأ مؤخر
                                على الماشي كده

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ أسبوع واحد
                                ردود 10
                                51 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة الراجى رضا الله
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 11 سبت, 2024, 12:31 ص
                                رد 1
                                48 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 17 أغس, 2024, 01:04 ص
                                ردود 0
                                26 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 31 يول, 2024, 10:34 م
                                ردود 0
                                32 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                ابتدأ بواسطة سُليمان العَمري, 22 يول, 2024, 09:04 م
                                ردود 0
                                26 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة سُليمان العَمري
                                يعمل...