الكنيسة والأخر
خالد حربي
خالد حربي
تحدثنا في مقال سابق عن الإسلام والأخر ونكمل الآن بذكر موقف الأخر في الكنيسة النصرانية
والأخر في النصرانية هو كل المخالف لأراء الكنيسة في صغير أو كبير , ديني أو دنيوي حق أم باطل
سجلات التاريخ لا تدع لأحد أن يقول شيئا والحقائق أبلغ من كل تعليق والنماذج التي نقدمها غيض من فيض
ونبدأ من الأشهر وهو محاكم التفتيش الكاثوليكية وقد أدرج وليم هاريس في المجلد الأول من كتابه " تاريخ محاكم التفتيش " لائحة بضحايا الاحتفال الأول لتنفيذ أول أحكام محاكم التفتيش ، وقد تضمنت اللائحةُ : منافقاً ملحداً وثلاثة رجال تزوج كل واحد منهم بأكثر من امرأة واحدة وثلاثة وثلاثين يهودياً متنصراً واثنتين وعشرين يهودية متنصرة وأندلسيين مسلمين ... إلخ .
فانظر إلى بعض تهم الهراطقة التي حرق لأجلها البشر في مشهد سادي رهيب:
( كل الأشخاص الذين يحملون معتقدات الهرطقة والشك والخطأ بسيدنا المسيح وديننا الكاثوليكي الحنيف ... وخاصة أولئك الذين ما يزالون على ارتباط بقوانين موسى أو اتباع محمد أو لوثر أو مَنْ يتحدثون عنهم بخير وأيضاً جميع أولئك الذين قرأوا أو بين أيديهم كتباً ألفها الكُتَّاب الهراطقة المدرجة أسماؤهم في قائمة الكتب الممنوعة التي عَمَّمَها المكتب المقدس (( أي محاكم التفتيش )) ) .
وفي المقابل حين قامت حركة الإصلاح لم تنسى ثأرها وأعتبرت نفسها هي الأخرى كنيسة وقامت بأهم خصائص الكنيسة وهي تقتيل المخالفين وإحراقهم ومنعهم من حق الحياة
يقول ول ديورانت فقد دعا لوثر إلى إحراق اليهود وتدمير بيوتهم وانتزاع كتبهم منهم وإغلاق الشوارع والطرق العامة في وجوههم وأخْذ أموالهم وقال : ( وهذا ما يجب عمله كرامةً لربنا والمسيحية حتى يرى الله أننا مسيحيون حقاً ) . وقال :
( وإذا لم يَكْفِ هذا كله فليُطردوا من البلاد كما لو كانوا كلاباً مسعورة )
( وقد ضارع مصلحون دينيون آخرون لوثر أو فاقوه في مطاردة الهراطقة فقد حث بوسر السترسبورجي السلطات المدنية في الولايات البروتستانتية على إبادة كل من يعتنق ديناً زائفاً وقال : إن مثل هؤلاء الناس أسوأ من القتلة وأنه يجب القضاء حتى على زوجاتهم وأولادهم وماشيتهم) ".
( وفي عام 1525 أُبعد من مدينة نورمبرج البروتستانتية ثلاثة من الفنانين لأنهم تساءلوا عن مؤلف الإنجيل وعن وجود المسيح بجسده حقاً في القربان المقدس وعن أولوهية المسيح ).
ويقول: ( وتشبث سلوك توماس منتسر بكل إثارة حفل بها العصر فما أن عُيّن واعظاً في آلشتدت (1522) حتى طالب بإبادة الكفار – أي الأرثوذكس أو المحافظين – بحد السيف وقال : إنَّ الكفارَ لاحَقَّ لهم في العيش إلا بقدر ما تسمح لهم بهذا الصفوة ).
ويقول أيضا: ( وفي هذا العام - عام 1528- أصدر شارل الخامس مرسوماً ينص على أن إعادة التعميد تعد جريمة عظمى . وصَدَّق مجلس سبيير Speyer النيابي 1529 على مرسوم الإمبراطور وأمر بإعدام اللامعمدانيين. أينما وجدوا وحالما يُقبض عليهم كما يُقضى على الوحوش المفترسة وذلك دون أية محاكمة وكتب مؤرخ لا معمداني تحقيقاً عن النتيجة ولعله كان مغالياً بأسلوب كُتَّاب سير القديسين المسيحيين الأوائل :
عُذّب البعض على المخلعة وشُدّت أطرافهم حتى انتزعت وأُحْرِقَ البعض الآخر حتى غدت أجسادهم رماداً وهباءً منثوراً وشُوي لحم البعض فوق أعمدة أو مُزِّقُوا إرباً بكماشات ملتهبة إلى درجة الاحمرار ... وشُنق آخرون فوق الأشجار أو قطعت رؤوسهم بالسيف أو ألقي بهم في لجة الماء ..... )
. وقال ول ديورانت : ( ويقول سباستبان فرانك أحد المعاصرين أنه ما أن حل عام 1530 حتى كان 2000 لامعمداني قد نفذ فيهم حكم الإعدام وفي أنزيشايم إحدى مدن الألزاس أعدم 600 ، وفي سالزبورج سمح لمن تاب منهم بأن يقطع رأسه قبل وضعه على المحرقة أما الذين لم يتوبوا فقد شويت أجسادهم على نار بطيئة حتى لاقوا حتفهم (1528) ) .
( وفي عام 1531 أحرق توماس بلني بأمر أصدره الحاجب توماس مور لأنه انتقد الصور الدينية ورحلات الحج والصلوات من أجل الميت ، وقُبض على جيمس بينهام لأنه اعتبر أن المسيح لا يكون حاضراً في القربان المقدس إلا بروحه فَعُذب لكي يُنتزع منه أسماء هراطقة آخرين ، وتشبث بما قال وأُحرق سمثفيلد في إبريل عام 1532 وأُحرق آخران في ذلك العام وعَرض أسقف لندن أن يمنح في خلال أربعين يوماً صَكّ غفران للمسيحيين الصالحين الذين يحملون حزمة من الحطب لتغذية النار ) .
( وفي مايو 1529 أُحرق على الخازوق مبشر بروتستانتي من زيورخ حاول أن يقدم عِظَاته في مدينة شفيتر) .
( وقضى مرسوم شاتوبريان ( 1551) بأنَّ طَبْعَ أو بيع أو حيازة كتب الهرطقة يُعَدّ جريمة عظمى وأن الإصرار على الآراء البروتستانتية يعاقب عليه بالإعدام ، ونص على أن يتسلم المُبَلّغون ثلث أموال المحكوم عليهم ... ) .
وأشد وأفظع من كل ما مضى أن النصارى لم يستسيغوا أن يخالف العلمُ الحديثُ كلامَهم الباطل في كتابهم فراحوا يقتلون العلماء لمجرد مخالفتهم في الرأي في أمور تَبيَّنَ – بعد ذلك – أن هؤلاء العلماء كانوا على الحق فيها .
وينقل ج . ج . كراوثر في كتابه قصة العلم ما حدث مع جاليليو الفلكي المشهور حين مثل أمام محكمة التفتيش في ( روما) وصدر الحكم بسجنه وهناك عذب عذاباً شديداً حتى تراجع عن آرائه أمام البابا أربان الثامن بالاعتراف التالي : ( أنا غاليليو و في السبعين من عمري سجين جاثٍ على ركبتي وبحضور فخامتك وأمامي الكتاب المقدس الذي ألمسه الآن بيدي أعلن أني لا أشايع بل ألعن وأحتقر خطأ القول وهرطقة الاعتقاد بأن الأرض تدور ) .
وبعد ذلك ( عاش جاليليو البقية الباقية من حياته مُحْتَجزاً في بيته ) .
وقبله لم يفلت كوبرنيكُس من قبضة الكنيسة إلا بتدراك الموت له ، وعلى الرغم من ذلك كانت اللعنة تلاحقه في قبره وصودرت كتبه وأحرقت وحرم على أتباع الكنيسة الاطلاع عليها .
وقد كان كوبرنيكُس كاهناً بكاتدرائيةٍ في فراوبنورج . ولكنه صرح بأن الأرض تدور حول الشمس وأن الأرض ليست هي مركز الكون فعادته الكنيسة.
أما العالم الشهير إسحاق نيوتن والذي تبنى القول بقانون الجاذبية الأرضية فقد عوقب من قبل الكنيسة لأن هذا القول معناه - من وجهة نظر الكنيسة - انتزاع قوة التأثير من الله عز وجل إلى قوى مادية !
كما قُبض على جيوردانو برونو وقد طاردته الكنيسة لتقريره بعض الحقائق العلمية التي أثبتها جاليلو و المخالفة لنظريات الكنيسة حول شكل وعذب وسجن لمدة ستة أعوام ثم أحرق حياً وذريت بقاياه مع الرياح .
( ومع أن التعذيب الذي كانت تقوم به الكنيسة كان في غاية القسوة والهمجية فقد جرت العادة بأن يُحرق - مَنْ حُكم عليه بذلك - بنار بطيئة وكان رجال الكنيسة يبررون ذلك بأنه يتيح للمتهم فسحة من الوقت يستطيع أن يعلن فيها توبته) .
( ولم تكتف الكنيسة بمحاكمة ومطاردة العلماء في أجسامهم بل أخذت تطارد أفكارهم ونظرياتهم وكتبهم فكانت تصادر بعض الكتب وتحرق البعض الآخر وتحرم على أتباعها الاطلاع على ما تبقى منها ، وعلى سبيل المثال فقد أَحرق الكاردينال ( أكسيمنيس) في غرناطة ثمانية آلاف كتاب بخط القلم فيها كثير من ترجمة الكتب المعول عليها عند علماء أوربا لذلك العهد .
كما صدر سنة 1616 م بيان من ( مجمع الفهرست) وهو المجمع المختص بتجريم الكتب المحظور قراءتها على أتباع الكنيسة تحت قيادة البابا ( بولس الخامس) جاء فيه : ( إن القول بدوران الأرض حول نفسها ومن حول الشمس قول فاسد فضلاً عن مخالفتها لنصوص الكتاب المقدس وأن هذا القول المحظور تلقينه للناس أو الدفاع عنه وفي نفس البلاغ حرمت ولعنت كل كتابات كوبرنيكوس وكل كتاب يؤيد قوله كما حرم على الناس قراءة كتاب كوبرنيكوس ، وعلى هذا فقد أصبحت قراءة أي كتاب يتحدث عن دوران الأرض إثم لا يوازيه من عقاب سوى اللعنة والكفر مِن قِبَل رجال الكنيسة) .
حدث كل هذا بينما كانت بغداد تموج بالمذاهب والفرق الإسلامية , وبينما كان الخليفة يقيم المناظرات بين الأديان المختلفة في قصره والتي سمح على التساوي للجميع بالحديث عن ما يرونه انتقادا للدين الأخر
هذه اللمحة السريعة مع مقارنتها بما ذكرناه في مقالنا السابق عن الأخر في الإسلام توضح بجلاء أن العالم بانتظار المسلمين مرة أخرى ليقودوا ركبه ويأخذوا بزمامه المنفلت . فغيرهم لا يصلح لقيادة البشرية . وبغير منهجهم الرباني لا صلح حال الدنيا وساكنيها
http://www.tanseerel.com/main/articl...ticle_no=17321
والأخر في النصرانية هو كل المخالف لأراء الكنيسة في صغير أو كبير , ديني أو دنيوي حق أم باطل
سجلات التاريخ لا تدع لأحد أن يقول شيئا والحقائق أبلغ من كل تعليق والنماذج التي نقدمها غيض من فيض
ونبدأ من الأشهر وهو محاكم التفتيش الكاثوليكية وقد أدرج وليم هاريس في المجلد الأول من كتابه " تاريخ محاكم التفتيش " لائحة بضحايا الاحتفال الأول لتنفيذ أول أحكام محاكم التفتيش ، وقد تضمنت اللائحةُ : منافقاً ملحداً وثلاثة رجال تزوج كل واحد منهم بأكثر من امرأة واحدة وثلاثة وثلاثين يهودياً متنصراً واثنتين وعشرين يهودية متنصرة وأندلسيين مسلمين ... إلخ .
فانظر إلى بعض تهم الهراطقة التي حرق لأجلها البشر في مشهد سادي رهيب:
( كل الأشخاص الذين يحملون معتقدات الهرطقة والشك والخطأ بسيدنا المسيح وديننا الكاثوليكي الحنيف ... وخاصة أولئك الذين ما يزالون على ارتباط بقوانين موسى أو اتباع محمد أو لوثر أو مَنْ يتحدثون عنهم بخير وأيضاً جميع أولئك الذين قرأوا أو بين أيديهم كتباً ألفها الكُتَّاب الهراطقة المدرجة أسماؤهم في قائمة الكتب الممنوعة التي عَمَّمَها المكتب المقدس (( أي محاكم التفتيش )) ) .
وفي المقابل حين قامت حركة الإصلاح لم تنسى ثأرها وأعتبرت نفسها هي الأخرى كنيسة وقامت بأهم خصائص الكنيسة وهي تقتيل المخالفين وإحراقهم ومنعهم من حق الحياة
يقول ول ديورانت فقد دعا لوثر إلى إحراق اليهود وتدمير بيوتهم وانتزاع كتبهم منهم وإغلاق الشوارع والطرق العامة في وجوههم وأخْذ أموالهم وقال : ( وهذا ما يجب عمله كرامةً لربنا والمسيحية حتى يرى الله أننا مسيحيون حقاً ) . وقال :
( وإذا لم يَكْفِ هذا كله فليُطردوا من البلاد كما لو كانوا كلاباً مسعورة )
( وقد ضارع مصلحون دينيون آخرون لوثر أو فاقوه في مطاردة الهراطقة فقد حث بوسر السترسبورجي السلطات المدنية في الولايات البروتستانتية على إبادة كل من يعتنق ديناً زائفاً وقال : إن مثل هؤلاء الناس أسوأ من القتلة وأنه يجب القضاء حتى على زوجاتهم وأولادهم وماشيتهم) ".
( وفي عام 1525 أُبعد من مدينة نورمبرج البروتستانتية ثلاثة من الفنانين لأنهم تساءلوا عن مؤلف الإنجيل وعن وجود المسيح بجسده حقاً في القربان المقدس وعن أولوهية المسيح ).
ويقول: ( وتشبث سلوك توماس منتسر بكل إثارة حفل بها العصر فما أن عُيّن واعظاً في آلشتدت (1522) حتى طالب بإبادة الكفار – أي الأرثوذكس أو المحافظين – بحد السيف وقال : إنَّ الكفارَ لاحَقَّ لهم في العيش إلا بقدر ما تسمح لهم بهذا الصفوة ).
ويقول أيضا: ( وفي هذا العام - عام 1528- أصدر شارل الخامس مرسوماً ينص على أن إعادة التعميد تعد جريمة عظمى . وصَدَّق مجلس سبيير Speyer النيابي 1529 على مرسوم الإمبراطور وأمر بإعدام اللامعمدانيين. أينما وجدوا وحالما يُقبض عليهم كما يُقضى على الوحوش المفترسة وذلك دون أية محاكمة وكتب مؤرخ لا معمداني تحقيقاً عن النتيجة ولعله كان مغالياً بأسلوب كُتَّاب سير القديسين المسيحيين الأوائل :
عُذّب البعض على المخلعة وشُدّت أطرافهم حتى انتزعت وأُحْرِقَ البعض الآخر حتى غدت أجسادهم رماداً وهباءً منثوراً وشُوي لحم البعض فوق أعمدة أو مُزِّقُوا إرباً بكماشات ملتهبة إلى درجة الاحمرار ... وشُنق آخرون فوق الأشجار أو قطعت رؤوسهم بالسيف أو ألقي بهم في لجة الماء ..... )
. وقال ول ديورانت : ( ويقول سباستبان فرانك أحد المعاصرين أنه ما أن حل عام 1530 حتى كان 2000 لامعمداني قد نفذ فيهم حكم الإعدام وفي أنزيشايم إحدى مدن الألزاس أعدم 600 ، وفي سالزبورج سمح لمن تاب منهم بأن يقطع رأسه قبل وضعه على المحرقة أما الذين لم يتوبوا فقد شويت أجسادهم على نار بطيئة حتى لاقوا حتفهم (1528) ) .
( وفي عام 1531 أحرق توماس بلني بأمر أصدره الحاجب توماس مور لأنه انتقد الصور الدينية ورحلات الحج والصلوات من أجل الميت ، وقُبض على جيمس بينهام لأنه اعتبر أن المسيح لا يكون حاضراً في القربان المقدس إلا بروحه فَعُذب لكي يُنتزع منه أسماء هراطقة آخرين ، وتشبث بما قال وأُحرق سمثفيلد في إبريل عام 1532 وأُحرق آخران في ذلك العام وعَرض أسقف لندن أن يمنح في خلال أربعين يوماً صَكّ غفران للمسيحيين الصالحين الذين يحملون حزمة من الحطب لتغذية النار ) .
( وفي مايو 1529 أُحرق على الخازوق مبشر بروتستانتي من زيورخ حاول أن يقدم عِظَاته في مدينة شفيتر) .
( وقضى مرسوم شاتوبريان ( 1551) بأنَّ طَبْعَ أو بيع أو حيازة كتب الهرطقة يُعَدّ جريمة عظمى وأن الإصرار على الآراء البروتستانتية يعاقب عليه بالإعدام ، ونص على أن يتسلم المُبَلّغون ثلث أموال المحكوم عليهم ... ) .
وأشد وأفظع من كل ما مضى أن النصارى لم يستسيغوا أن يخالف العلمُ الحديثُ كلامَهم الباطل في كتابهم فراحوا يقتلون العلماء لمجرد مخالفتهم في الرأي في أمور تَبيَّنَ – بعد ذلك – أن هؤلاء العلماء كانوا على الحق فيها .
وينقل ج . ج . كراوثر في كتابه قصة العلم ما حدث مع جاليليو الفلكي المشهور حين مثل أمام محكمة التفتيش في ( روما) وصدر الحكم بسجنه وهناك عذب عذاباً شديداً حتى تراجع عن آرائه أمام البابا أربان الثامن بالاعتراف التالي : ( أنا غاليليو و في السبعين من عمري سجين جاثٍ على ركبتي وبحضور فخامتك وأمامي الكتاب المقدس الذي ألمسه الآن بيدي أعلن أني لا أشايع بل ألعن وأحتقر خطأ القول وهرطقة الاعتقاد بأن الأرض تدور ) .
وبعد ذلك ( عاش جاليليو البقية الباقية من حياته مُحْتَجزاً في بيته ) .
وقبله لم يفلت كوبرنيكُس من قبضة الكنيسة إلا بتدراك الموت له ، وعلى الرغم من ذلك كانت اللعنة تلاحقه في قبره وصودرت كتبه وأحرقت وحرم على أتباع الكنيسة الاطلاع عليها .
وقد كان كوبرنيكُس كاهناً بكاتدرائيةٍ في فراوبنورج . ولكنه صرح بأن الأرض تدور حول الشمس وأن الأرض ليست هي مركز الكون فعادته الكنيسة.
أما العالم الشهير إسحاق نيوتن والذي تبنى القول بقانون الجاذبية الأرضية فقد عوقب من قبل الكنيسة لأن هذا القول معناه - من وجهة نظر الكنيسة - انتزاع قوة التأثير من الله عز وجل إلى قوى مادية !
كما قُبض على جيوردانو برونو وقد طاردته الكنيسة لتقريره بعض الحقائق العلمية التي أثبتها جاليلو و المخالفة لنظريات الكنيسة حول شكل وعذب وسجن لمدة ستة أعوام ثم أحرق حياً وذريت بقاياه مع الرياح .
( ومع أن التعذيب الذي كانت تقوم به الكنيسة كان في غاية القسوة والهمجية فقد جرت العادة بأن يُحرق - مَنْ حُكم عليه بذلك - بنار بطيئة وكان رجال الكنيسة يبررون ذلك بأنه يتيح للمتهم فسحة من الوقت يستطيع أن يعلن فيها توبته) .
( ولم تكتف الكنيسة بمحاكمة ومطاردة العلماء في أجسامهم بل أخذت تطارد أفكارهم ونظرياتهم وكتبهم فكانت تصادر بعض الكتب وتحرق البعض الآخر وتحرم على أتباعها الاطلاع على ما تبقى منها ، وعلى سبيل المثال فقد أَحرق الكاردينال ( أكسيمنيس) في غرناطة ثمانية آلاف كتاب بخط القلم فيها كثير من ترجمة الكتب المعول عليها عند علماء أوربا لذلك العهد .
كما صدر سنة 1616 م بيان من ( مجمع الفهرست) وهو المجمع المختص بتجريم الكتب المحظور قراءتها على أتباع الكنيسة تحت قيادة البابا ( بولس الخامس) جاء فيه : ( إن القول بدوران الأرض حول نفسها ومن حول الشمس قول فاسد فضلاً عن مخالفتها لنصوص الكتاب المقدس وأن هذا القول المحظور تلقينه للناس أو الدفاع عنه وفي نفس البلاغ حرمت ولعنت كل كتابات كوبرنيكوس وكل كتاب يؤيد قوله كما حرم على الناس قراءة كتاب كوبرنيكوس ، وعلى هذا فقد أصبحت قراءة أي كتاب يتحدث عن دوران الأرض إثم لا يوازيه من عقاب سوى اللعنة والكفر مِن قِبَل رجال الكنيسة) .
حدث كل هذا بينما كانت بغداد تموج بالمذاهب والفرق الإسلامية , وبينما كان الخليفة يقيم المناظرات بين الأديان المختلفة في قصره والتي سمح على التساوي للجميع بالحديث عن ما يرونه انتقادا للدين الأخر
هذه اللمحة السريعة مع مقارنتها بما ذكرناه في مقالنا السابق عن الأخر في الإسلام توضح بجلاء أن العالم بانتظار المسلمين مرة أخرى ليقودوا ركبه ويأخذوا بزمامه المنفلت . فغيرهم لا يصلح لقيادة البشرية . وبغير منهجهم الرباني لا صلح حال الدنيا وساكنيها
http://www.tanseerel.com/main/articl...ticle_no=17321