# العالم جيمس ماك جراث يرد على استدلال النصارى بنص كولوسى 1(15-20) على ألوهية المسيح#

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أويس القرنى مسلم اكتشف المزيد حول أويس القرنى
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أويس القرنى
    2- عضو مشارك
    • 10 مار, 2010
    • 150
    • بشرب شاى
    • مسلم

    # العالم جيمس ماك جراث يرد على استدلال النصارى بنص كولوسى 1(15-20) على ألوهية المسيح#

    يستدل النصارى بالنص الوارد فى رسالة كولوسى فى الإصحاح الأول , الأعداد 15 - 20 على ألوهية المسيح , يقول النص :

    15 الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. 16 فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين.الكل به وله قد خلق. 17 الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل 18 وهو راس الجسد الكنيسة.الذي هو البداءة بكر من الاموات لكي يكون هو متقدما في كل شيء. 19 لانه فيه سر ان يحل كل الملء. 20 وان يصالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض ام ما في السموات.

    يدعى المسيحيون أن هذا النص يثبت وجود المسيح مع الله فى الأزل و يثبت أنه شاركه الخلق


    إن هذا التفسير غير صحيح , فالنص بكل بساطة ينسب ليسوع الأوصاف التى كان ينسبها اليهود للتوراة و ناموس موسى . لقد كان اليهود يمتدحون التوراة و يصفونها بأوصاف عظيمة مستخدمين فى ذلك ما يسمونه ب " تعبيرات الحكمة " , و سوف نفهم بالتفصيل ما هى " الحكمة " و تعبيراتها من خلال المقال المترجم للعالم جيمس ماك جراث , و لكن دعونا نكتفى حاليا بأن نقول أن اليهود وصفوا التوراة و ناموس موسى مستخدمين " تعبيرات الحكمة " و لكنهم ابدا لم يعتقدوا أن التوراة هى الله .


    دعونا نرى أمثلة عن وصف اليهود للتوراة باستخدام تعبيرات الحكمة , و على القارىء أن يلاحظ أن النص يذكر أوصافا ل " الحكمة " ثم يقول فى النهاية أن هذه الحكمة هى " الناموس أو شريعة موسى "


    المثال الأول ( سفر باروخ 3 - 9 الى 4 - 1 ) :

    "9 اسمع يا إسرائيل وصايا الحياة أصغوا وتعلموا الفطنة. 10 لماذا يا إسرائيل لماذا أنت في ارض الأعداء. 11 قد ذبلت في ارض الغربة وتنجست بالأموات وحسبت مع الذين هم في الجحيم. 12 انك قد تركت ينبوع الحكمة. 13 ولو انك سلكت في طريق الله لسكنت في السلام مدى الدهر. 14 تعلم أين الفطنة وأين القوة وأين التعقل لكي تعلم أيضاً أين طول الأيام والحياة وأين نور العيون والسلام. 15 من وجد موضعها ومن بلغ إلى كنوزها. 16 أين رؤساء الأمم والذين يتسلطون على وحوش الأرض. 17 والذين يلاعبون طيور السماء. 18 ويكنزون الفضة والذهب مما يتوكل عليه البشر ولا حد لكسبهم ويصوغون الفضة ويهتمون ولا استقصاء لمساعيهم. 19 انهم قد اضمحلوا والى الجحيم هبطوا وآخرون قاموا في مكانهم. 20 أحداث رأوا النور وسكنوا الأرض لكنهم لم يعرفوا طريق التأدب. 21 ولم يفهموا سبله وبنوهم لم يدركوه وابتعدوا عن طريقه. 22 لم يسمع به في كنعان ولا تراءى في تيمان. 23 وبنو هاجر أيضاً المبتغون للتعقل على الأرض وتجار مران وتيمان وقائلو الأمثال ومبتغو التعقل لم يعرفوا طريق الحكمة ولم يتذكروا سبلها. 24 يا إسرائيل ما اعظم بيت الله وما أوسع موضع ملكه. 25 عظيم هو بغير حد وعال بغير قياس. 26 هناك ولد الجبابرة المذكورون الذين كانوا في البدء الطوال القامات الحاذقون بالقتال. 27 أولئك لم يخترهم الرب ولم يجعل لهم طريق التأدب. 28 فهلكوا لعدم الفطنة هلكوا لغباوتهم. 29 من صعد إلى السماء فتناولها ونزل بها من الغيوم. 30 من اجتاز إلى عبر البحر ووجدها وآثرها على الذهب الإبريز. 31 ليس أحد يعرف طريقها ويطلع على سبيلها. 32 لكن العالم بكل شيء هو يعلمها وبعقله وجدها الذي ثبت الأرض إلى الأبد وملاها حيوانا ذا أربع. 33 الذي يرسل النور فينطلق يدعوه فيطيعه برعدة. 34 أن النجوم أشرقت في محارسها وتهللت. 35 دعاها فقالت نحن لديك وأشرقت متهللة للذي صنعها. 36 هذا هو إلهنا ولا يعتبر حذاءه آخر. 37 هو وجد طريق التأدب بكماله وجعله ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه. 38 وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردد بين البشر.



    1 هذا كتاب أوامر الله والشريعة التي إلى الأبد كل من تمسك بها فله الحياة والذين يهملونها يموتون




    المثال الثانى ( سفر حكمة يشوع بن سيراخ 24 ) :

    الحكمة تمدح نفسها وتفتخر بين شعبها. 2 تفتح فاها في جماعة العلي وتفتخر أمام جنوده. 3 وتعظم في شعبها وتمجد في ملا القديسين. 4 وتحمد في جمع المختارين وتبارك بين المباركين وتقول. 5 أني خرجت من فم العلي بكرا قبل كل خليقة. 6 وجعلت النور يشرق في السماوات على الدوام وغشيت الأرض كلها بمثل الضباب. 7 وسكنت في الأعالي وجعلت عرشي في عمود الغمام. 8 أنا وحدي جلت في دائرة السماء وسلكت في عمق الغمار ومشيت على أمواج البحر. 9 وداست قدمي كل الأرض وعلى كل شعب. 10وكل أمة تسلطت. 11 ووطئت بقدرتي قلوب الكبار والصغار في هذه كلها التمست الراحة وبأي ميراث احل. 12 حينئذ أوصاني خالق الجميع والذي حازني عين مقر مسكني. 13 وقال اسكني في يعقوب ورثي في إسرائيل. 14 قبل الدهر من الأول حازني والى الدهر لا أزول وقد خدمت أمامه في المسكن المقدس. 15 وهكذا في صهيون ترسخت وجعل لي مقرا في المدينة المحبوبة وسلطنتي هي في أورشليم. 16 فتأصلت في شعب مجيد وفي نصيب الرب نصيب ميراثه وفي ملا القديسين مقامي. 17ارتفعت كالأرز في لبنان وكالسروفي جبال حرمون. 18 كالنخل في السواحل وكغراس الورد في أريحا. 19 كالزيتون النضير في السهل وكالدلب على مجارى المياه في الشوارع. 20 فاح عرفي كالدارصيني والقندول العطر وانتشرت رائحتي كالمر المنتقى. 21 كالقنة والجزع والميعة ومثل بخور اللبان في المسكن. 22 أني مددت أغصاني كالبطمة وأغصاني أغصان مجد ونعمة. 23 أنا كالكرمة المنبتة النعمة وأزهاري ثمار مجد وغنى. 24 أنا أم المحبة البهية والمخافة والعلم والرجاء الطاهر. 25 في كل نعمة الطريق والحق وكل رجاء الحياة والفضيلة. 26 تعالوا إلىّ أيها الراغبون في واشبعوا من ثماري. 27 فان روحي أحلى من العسل وميراثي ألذ من شهد العسل. 28 وذكري يبقى في أجيال الدهور. 29 من أكلني عاد إلى جائعا ومن شربني عاد ظامئا. 30 من سمع لي فلا يخزى ومن عمل بإرشادي فلا يخطا. 31 من شرحني فله الحياة الأبدية. "32 هذه كلها هي سفر الحياة وعهد العلي وعلم الحق. 33 أن موسى أمر بالشريعة وأحكام العدل ميراث آل يعقوب ومواعيد إسرائيل. 34 أن الرب وعد داود عبده أن يقيم منه الملك القدير الجالس على عرش المجد إلى الأبد. 35 هو يفيض الحكمة كفيشون ومثل دجلة في أيام الغلال. 36 ويملا فهما كالفرات ومثل الأردن في أيام الحصاد. 37ويبدي التأديب كالنور ومثل جيحون في أيام القطاف. 38 الحكمة لا يستوفي معرفتها الأول ولا يستقصيها الآخر. 39 لأن فكرها أوسع من البحر ومشورتها اعمق من الغمر العظيم. 40 أنا الحكمة مفيضة الأنهار. 41 أنا كساقية من النهر وكقناة خرجت إلى الفردوس. 42 قلت اسقي جنتي واروي روضتي. 43 فإذا بساقيتي قد صارت نهرا وبنهري قد صار بحرا. 44 فأني أضيء بالتأديب مثل الفجر وأذيعه إلى الأقاصي. 45انفذ إلى جميع أعماق الأرض وانظر إلى جميع الراقدين وأنير لجميع الذين يرجون الرب. 46 أني أفيض التعليم مثل نبوة واخلفه لأجيال الدهور. 47 فانظروا كيف لم يكن عنائي لي وحدي بل أيضا لجميع الذين يلتمسون الحكمة."

    نجد فى المثالين السابقين ما يلى :

    1- " حكمة الله " تعرّف فى نهاية الأمر بأنها " توارة موسى و شريعته "

    2- نجد فى هذه الفقرات أوصافا و عبارت تشبه الواردة فى رسالة كولوسى ( راجع العبارات المظللة باللون الأزرق )



    اذن كيف نفسر النص الوارد فى رسالة كولوسى تفسيرا صحيحا فى ضوء هذه المعطيات ؟



    إن التفسير الصحيح للنص الوارد فى رسالة كولوسى , يدور فى فلك الصراع الذى عاشته الكنيسة حول صلاحية التوراة بعد مجىء المسيح , و كاتب رسالة كولوسى ( أيا من يكون , فهناك نزاع حول مؤلفها ) قصد بهذا النص أن يقول أن المسيح الآن قد حل محل التوراه , و بالتالى أخذ هذا الكاتب الأوصاف التى مدحت بها التوراة فى سفرى باروخ و يشوع بن سيراخ , و وصف بها المسيح , و قد كانت التوراة فى هذين السفرين توصف بشكل مجازى و تمدح بأنها حكمة الله .


    إن كاتب رسالة كولوسى لا يقصد أن المسيح هو حكمة الله بمعنى أن له وجود سابق فى الأزل مع الله , و لا يقصد هنا أن ينسب للمسيح طبيعة إلهية , و لكنه فقط يريد أن يقول فى ظل الصراع الذى عاشته الكنيسة حول صلاحية التوراه , أن المسيح الآن هو الذى تتحقق فيه أغراض و مشيئة الله الأزلية و ليست التوراة


    و بالتالى ليس فى النص أى دليل على أن الكاتب ينسب للمسيح طبيعة إلهية أو وجود سابق مع الله فى الأزل أو اشتراكا له فى الخلق مع الله بشكل حرفى .


    أترككم الآن مع مقال العالم جيمس ماك جراث , و سوف تتضح المسألة أكثر عند قراءة كلامه .


    ***************************

    هناك اتفاق عام أنه فى اليهودية السابقة على المسيحية , لم يكن مصطلح " الحكمة " ( و المصطلحات المماثلة مثل " الكلمة " و " الروح " ) تشير الى كائن مستقل عن الله , بل كانت تشير الى حكمة ( أو كلمة أو روح ) الله نفسه , و يعبر عنها بأسلوب تشخيصى و بالتالى يجرى الحديث عنها كما لو كان لها وجود مستقل و حتى شخصية . من المؤكد أن الحكمة جرى الحديث عنها على أنها مخلوق لله , تماما كما أشار فيلو ل " اللوجوس " بأنه " اله ثان " . على الرغم من ذلك , فمن الواضح أننا نتعامل هنا مع أسلوب مجازى يستهدف صقل فكرة علوّ الله . لقد آمن الفكر اليونانى أن الله لا يتفاعل مع العالم مباشرة , و مع ذلك فقد آمن اليهود أن الله قد اتصل بهم و أعلن لهم ذاته . من أجل التأكيد على كلا المعتقدين المتغايرين , صار للأساليب المجازية مثل التى تستخدم الحديث عن " الحكمة " أهمية كبيرة , لأنه يمكن الحديث عنها كأشخاص مستقلة خاضعة , أو على أنها ليست شيئا سوى الله نفسه , بحسب الحاجة التى يراد التأكيد عليها . و بالتالى فإن الحديث عن الحكمة كانت تستخدم كمجاز بشكل رئيسى , و كطريقة للحديث عن الله .





    إن نقطة البداية لتتبع تطور الإستخدام المسيحى الخاص ل " تعبيرات الحكمة " فى الكريستولوجيا هى يسوع نفسه . بخلاف الحقيقة المعترف بها عامة التى تقول بأن يسوع قد تحدث فى الغالب بأمثال و ألغاز و أنواع أخرى مشابهة من طرق الحديث التى تتميز بها المدارس الفكرية التى تتحدث عن الحكمة , لدينا العديد من المواضع التى يصور فيها يسوع فى الأناجيل الإزائيه كما لو أنه يتكلم ب " صوت الحكمة " , كأنه المتحدث باسم الحكمة . إن كلمات يسوع الشهيرة التى قال فيها : " تعالوا الىّ يا جميع المتعبين و الثقيلى الأحمال " ( متى 11 – 28 الى 30 ) يبدو أنها تشير الى نفس نوعية التعبيرات التى تستخدم عن " الحكمة " , مثل تلك التى نجدها فى سفر يشوع بن سيراخ 51 – 26 , حيث يحث الكاتب قراءه على " أن يضعوا – رقابهم- تحت نيرها – يقصد الحكمة – " , و بعد ذلك بأعداد قليلة يحثهم على " أن يقتربوا " ف " يجدوا الراحة " . إن الأشكال المختلفة لأحد الأقوال التى نطق بها يسوع الوارد فى إنجيل لوقا ( 11 – 49 الى 51 ) و إنجيل متى ( 23 – 24 و ما يليه ) يوحى بأن " متى " على الأقل قد عرّف صوت يسوع فى هذا المقام بأنه صوت " الحكمة " . عندما نتذكر أن " الحكمة " و الروح " لم يكن يميز بينهما بوضوح عند تلك المرحلة , بل كانا تقريبا طرقا متبادلة للتعبير عن الله فى تفاعله مع العالم و الإنسان , سيكون التأكيد الوارد فى بدايات الأناجيل الأربعة كلها ( و فى إنجيل لوقا و يوحنا بشكل خاص ) بأن يسوع قد امتلأ من الروح هو الآخر أمرا هاما .




    على الرغم من ذلك , فإننا لا نجد فى التعليم الذى علم به يسوع أنه قد عرّف نفسه بأنه الحكمة " ذات الوجود السابق " – أى أنه لم يقل أنه شخص موجود مع الله فى السماء قبل أن يظهر على الأرض . على الرغم من ذلك , عندما نتحرك قليلا لندرس الكتابات الأدبية اللاحقة فى العهد الجديد , يمكننا أن نرى تغيرا هاما فى هذه المنطقة بالتحديد . هناك ترتيلة هامة تصف المسيح مستخدمة " تعبيرات الحكمة " , تلك الواردة فى رسالة كولوسى 1 – 15 الى 20 . لا يهمنا فى مقامنا هذا أن تكون هذه الترتيلة قد كتبت قبل بولس أو كتبها بولس أو كتبت بعد بولس . ما يهمنا فى مقامنا هذا هو أن هذه الفقرة تستخدم " تعبيرات الحكمة " من أجل إعلان سمو قدر المسيح , و تنسب له دورا فى الخلق . لقد كانت " الحكمة " توصف بأنها " صورة الله " و " البكر " و " الموجودة قبل خلق العالم " و " التى من خلالها جاءت كل الأشياء للوجود " . حتى اذا قرأت قراءة سريعة تلك الفقرات الواردة فى الأدب اليهودى الأقدم مثل ( باروخ 3 – 9 و ما يليه ) و ( سفر يشوع بن سيراخ 24 ) , فستجد واضحا أن التعبيرات و التصاوير التى يعبر بها عن " الحكمة " تكوّن على أقل تقدير الجزء الأكبر لخلفية النص الوارد فى كولوسى 1 – 15 الى 20 . إذن , نحن هنا – كما وجدنا أنفسنا فى مواد الأناجيل التى فحصناها بالفعل – نتواجد فى عالم موضوعات الحكمة . و لكن هناك أيضا اختلافات لا بد من تفسيرها , لأنه من العسير إنكار أن الترتيلة الواردة فى رسالة كولوسى تخطو خطوة أبعد مما نجده فى الأناجيل الإزائية فى استخدامها الجرىء ل " تعبيرات الحكمة " .




    هل يمكننا أن نفسر الإختلافات من خلال الحقيقة القائلة بأن هناك مشاكل جديدة قد طرأت على الساحة بعد عصر يسوع ؟ لست أنا العالم الوحيد الذى يؤمن بأنه يمكننا استخدام هذا التفسير . فى زمن بولس , كان الأمر محل الجدال فى الكنيسة المسيحية على ما يبدو يتعلق باستمرار مكانة التوراة فى الدين المسيحى . إن هذا أمر مهم بالنسبة لنقاشنا , لأن الفقرتين اللتين قمنا بسردهما بالأعلى ( باروخ 3 – 9 و ما يليه ) و ( سفر يشوع بن سيراخ 24 ) و اللتين تنتميان لفترة ما بين العهدين , كلتاهما بعد أن تتحدثان بوصف مطول و بأسلوب تشخيصى عن الحكمة بجوار الله و عن اشتراكها فى الخلق , تعرفان حكمة الله المشخصة هذه بأنها هى " التوراة " . فى إطار هذا السياق , يمكن أن تفهم الترتيلة الواردة فى رسالة كولوسى على أن كل الأشياء التى ينسبها اليهود للناموس , بما فى ذلك وصفهم له بأنه متضمن جدا ل " حكمة الله " , هذه الأشياء كلها توجد – ليس فى التوراه – بل فى المسيح . إن قراءة الترتيلة بهذا الفهم تبدو منطقية فى إطار سياق رسالة كولوسى , و التى يبدو أنها مهتمة بالعديد من المشاكل المشابهة لتلك الموجودة فى رسالة غلاطية . يبدو محتملا أن النزاع حول التوراة قد دفع الى الإستخدام المبدع ل " تعبيرات الحكمة " , و بالتالى يقدم لنا هذا تفسيرا منطقيا عن هذه المرحلة من تطور " كريستولوجيا الحكمة " .





    على الرغم من ذلك , لا بد أن نؤكد أننا لا نزال نتعامل هنا مع لغة مجازية . إن هذا يبدو واضحا عندما نقارن بين رسالة كولوسى و رسالة أفسس اللتين لهما صلة وثيقة بعضهما ببعض . نجد أن كل جزء تقريبا فى رسالة كولوسى له جزء يناظره – على الرغم من أنه جزء صغير - فى رسالة أفسس . إن مواد الترتيلة الواردة فى الإصحاح الأول من رسالة كولوسى تعتبر فى الغالب استثناء لهذا الأمر , و لكن هذا ليس استنتاجا ضروريا . بل على العكس , يبدو أن المواد الواردة فى الإصحاح الأول من رسالة أفسس التى تتحدث عن خطة الله الأزلية أن يجمع كل شىء فى المسيح و تتحدث عن اختيارنا فى المسيح , هى تعبير بأسلوب النثر عما ورد بأسلوب الشعر فى رسالة كولوسى 1 – 15 الى 20 . إن التأكيد على أن المسيح قبل كل الأشياء , و أن كل الأشياء خلقت " فيه " , هو أسلوب شعرىّ يعبر عن أن مشيئة الله الأزلية هى أن تجد كل الأشياء كمالها " فيه " . إن هذا يشبه ما نجده فى استخدام الأحبار فى كتاباتهم ل " تعبيرات الوجود السابق " , حيث يقصدون وجود أشياء معينه فى ذهن الله , و فى خطته الأزلية .





    و بشكل خاص , اذا كانت هذه الفقرة من تأليف بولس أو ألفت قبل بولس , فسيبدو أمرا مستبعدا أن يكون المقصود ههنا " وجودا سابقا " و " اشتراكا فى الخلق " بشكل حرفى .





    ______________________





    المصدر :


    McGrath, James F. “Change in Christology: New Testament Models and
    the Contemporary Task,” Irish Theological Quarterly 63/1
    (1998): .


    pages 43 - 46

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة كريم العيني, منذ 2 أسابيع
ردود 3
45 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة كريم العيني
بواسطة كريم العيني
ابتدأ بواسطة fares_273, 18 ماي, 2024, 07:52 م
ردود 2
40 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 8 ماي, 2024, 10:22 م
ردود 2
27 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 مار, 2024, 03:34 ص
ردود 0
42 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 11 مار, 2024, 01:39 ص
رد 1
57 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...