حتى لا ينسى ساركوزى جرائم فرنسا الصليبية
بقلم الأستاذ أحمد توحيد
الموقع الرسمى لقناة المخلص
ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالهجمات التي تستهدف الأقليات النصرانية في الشرق الأوسط – على حد زعمه - مشيرًا إلى أنه لن يسمح بما أسماه مخطط تطهير ديني ضد النصارى ، وقال الرئيس الفرنسي: "لا يمكن أن نقبل بمخطط تطهير إجرامي في الشرق الأوسط. وأكرر مخطط تصفية دينية في العراق كما هو الحال في مصر. نصارى الشرق الأوسط هم في أوطانهم. إنهم هناك في بلدانهم وأغلبهم منذ ألفي عام"
يبدو أن السيد ساركوزى تجاهل ما فعلته بلاده الصليبية فى العالم الإسلامى عندما اجتاحت القوات الفرنسية شمال أفريقيا وقامت بسفك دماء الأبرياء فى كل مكان وطأته أرجل جنودها ..
وحتى لا ينسى السيد ساركوزى تاريخ بلاده الأسود ، سوف نقوم برحلة فى أعماق التاريخ لنشاهد معاً من الذى يقوم بالتطهير العرقى ضد الآخر حينما تكون له الغلبة ..
أولاً :سر قوة المسلمين:
كان الفرنسيون -والغربيون بصفة عامة- يدركون أن السر في قوة المسلمين يتمثل في جانبين هامين الأول هو تمسكه بالدين والثاني في وحدة بلادهم في ظل حكومة اسلامية مطاعة مهابة، وقد أكد رجال الحملة الفرنسية إدراكهم لهذين العاملين حين أعلن نابليون وبعض رجاله اعتناقهم للاسلام واحترام تعاليمه وزواجهم من مسلمات كي يتخذوا من ذلك ذريعة للتقرب للعوام أملاً في الاستقرار، وقد بدأ ذلك واضحاً في المنشور الأول الذي أعلنه نابليون على شعب مصر حيث ذكر: أيها المصريون قد قيل لكم أنني مانزلت لهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم فذلك كذب صريح فلا تصدقوه وقولوا للمغترين أنني ماقصدت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وأنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى وأحترم نبيه والقرآن العظيم
كما سعى رجال الحملة الى زعزعة الدين في نفوس الشيوخ والعلماء المسلمين بعرض نماذج من الحضارة الغربية عليهم، أما العامل الثاني وهو الرامي الى تمزيق وحدتهم فقد بدا واضحاً في سعي الفرنسيين لتجنيد قوة مسلحة من مسيحي مصر قادها "المعلم يعقوب" لمساعدة الحملة في ضرب الثورة الشعبية التي قادها العلماء ، والوقوف أمام قوات الخلافة العثمانية الاسلامية
ثانياً: تفجير الجيوب الداخلية:
نجح الفرنسيون في استثارة العناصر القبطية المسيحية على معاونة الحملة بمختلف الوسائل ، واعتبر بعض الكتاب المسيحيين أن الفائدة التي جنتها مصر خلال سني الحملة الثلاث أكثر من القرون الطويلة للحكم العثماني وقد أشاد البعض من هؤلاء العملاء بدور الخسة والنذالة الذي قام به المعلم يعقوب في تعاونه مع الفرنسيين ضد العثمانيين واعتبروه "تعاوناً يستحق بموجبه أن يقام له تمثال من ذهب في أكبر ميادين القاهرة ويكتب عليه أنه أول من نادى باستقلال مصر في العصر الحديث"
كان هذا الموقف من النصارى معادياً لرغبة الأغلبية المسلمة بنفس القدر مايمكن ادراكه من اتجاه أغلب المفكرين النصارى العدائي للأغلبية المسلمة في مصر المعاصرة والذي يبدو جلياً في تأييدهم لخيانة بلادهم طالما هي ضد الوجود الاسلامي، وحتى بمفهوم الوحدة الوطنية الذين يسعون للتمسح به فإن "المعلم يعقوب" يعد من أبرز الذين خانوا بلادهم. وعلى أية حال كانت هذه الحادثة بداية لما عرف في التاريخ المصري باسم الفتنة الطائفية
لقد قامت الأقليات غير الاسلامية من النصارى واليونان بمعاونة الاحتلال الفرنسي وقد علق على ذلك الاستاذ الدكتور عبدالعزيز الشناوي : أسرفت بعض الطوائف غير الاسلامية في مصر في تأييد الفرنسيين اسرافاً وصل الى حد تكوين فرقة عسكرية من ابناء هذه الطوائف. وقام الضباط والجنود الفرنسيون بتدريبهم على النظم العسكرية الأوروبية وتزويدهم بالأسلحة الحديثة. ثم ألحقت هذه الفرق بجيش الاحتلال الفرنسي لسد النقص في عدده، نتيجة المعارك التي خاضها في مصر والشام وإخماد الثورات الشعبية، وفتك الطاعون وغيره من الأمراض الوبائية بالجنود الفرنسيين وقد نظر الشعب المصري الى هذه الفرق على أنها أدوات لدعم الاحتلال الفرنسي لمصر، وتزعم هذه الفرق المعلم "يعقوب حنا" إذ كون فرقاً عسكرية من الأقباط، وكانوا يرتدون زياً مشابهاً لزي الجنود الفرنسيين ، وقلده "كليبير" قيادة هذه الفرقة منحه رتبة أغا ثم رقى على عهد "مينو" الى رتبة لواء جنرال ومنحه رسمياً لقب القائد العام للفيالق القبطية بالجيش الفرنسي
ورغم المقاومة الشديدة والحركة الجهادية بقيادة علماء الأزهر، فقد استطاعت القوات الفرنسية بمعاونة "المعلم يعقوب" المصري من احتلال مصر، وارتكبت من الفظائع ما يستلزم أن يفرد له صفحات من تاريخ هذه الفترة ، لترى الأجيال كم من القرى أحرقت، وكم الدور والأموال قد سرقت، وكم أعراض النساء الحرائر انتهكت وكم من الأسر قد شردت على يد فرنسا زعيمة الحرية والاخاء والمساواة والانسانية.
وبعد احتلال القاهرة واصل نابليون احتلاله لبقية مدن مصر، "وغزة" والرملة ، ويافا وقد حاول احتلال عكا، ولكن يقظة أهلها بقيادة أحمد باشا الجزار حالت بين نابليون الصليبي وبين مايشتهي.
وحينما وصل نابليون الصليبي الى عكا وأصدر بياناً الى يهود العالم مُطلقاً عليهم اسم "الورثة الشرعيين لفلسطين" لإقامة دولة يهودية على ارض فلسطين. ألا يكشف ذلك عن علاقة وثيقة بين نابليون الذي تستر بالاسلام، واليهود الذين خططوا وقاموا بما تسمى الثورة الفرنسية
ويؤكد صليبية الفرنسيين ما قاله مسيو بيدو وزير خارجية فرنسا عندما زاره بعض البرلمانيين الفرنسيين وطلبوا منه وضع حد للمعركة الدائرة في مراكش أجابهم:
"إنها معركة بين الهلال والصليب".( مأساة مراكش - روم رولاند - ص 310)
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر:
إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم(المنار - عدد 9/11/1962).
ويقول هانوتر وزير خارجية فرنسا سابقاً:
لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه، فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق كل دين آخر. (الفكر الإسلامي الحديث، وصلته بالاستعمار الغربي، ص 18.)
ويقول مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952:
ليست الشيوعية خطراً على أوربة فيما يبدو لي، إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً وعنيفاً هو الخطر الإسلامي، فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي، فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم. ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد، دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية، فإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع، انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الثمين، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية، ويقذفون برسالتنا إلى متاحف التاريخ.
وقد حاولنا نحن الفرنسيين خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعب المسلمة، فكان الإخفاق الكامل نتيجة مجهوداتنا الكبيرة الضخمة.
إن العالم الإسلامي عملاق مقيد، عملاق لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافاً تاماً، فهو حائر، وهو قلق، وهو كاره لانحطاطه وتخلفه، وراغب رغبةً يخالطها الكسل والفوضى في مستقبل أحسن، وحرية أوفر ...
فلنعط هذا العالم الإسلامي ما يشاء، ولنقو في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي، والفني، حتى لا ينهض، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف، بإبقاء المسلم متخلفاً، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه، فقد بؤنا بإخفاق خطير، وأصبح خطر العالم العربي، وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً ينتهي به الغرب، وتنتهي معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم. (مجلة روز اليوسف في عددها الصادر بتاريخ 29/6/1963.)
ويقول هانوتو وزير خارجية فرنسا:
رغم انتصارنا على أمة الإسلام وقهرها، فإن الخطر لا يزال موجوداً من انتـفاض المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم لأن همتهم لم تخمد بعد... (الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار الغربي - ص 19).
بعد استقلال الجزائر ألقى أحد كبار المستشرقين محاضرة في مدريد عنوانها: لماذا كنا نحاول البقاء في الجزائر.
أجاب على هذا السؤال بشرح مستفيض ملخصه :
إننا لم نكن نسخر النصف مليون جندي من أجل نبيذ الجزائر أو صحاريها .. أو زيتونها ..
إننا كنا نعتبر أنفسنا سور أوربا الذي يقف في وجه زحف إسلامي محتمل يقوم به الجزائريون وإخوانهم من المسلمين عبر المتوسط، ليستعيدوا الأندلس التي فقدوها، وليدخلوا معنا في قلب فرنسا بمعركة بواتيه جديدة ينتصرون فيها، ويكتسحون أوربا الواهنة، ويكملون ما كانوا قد عزموا عليه أثناء حلم الأمويين بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية خالصة.
من أجل ذلك كنا نحارب في الجزائر. (جريدة الأيام - سنة 1963
يقول فيليب فونداسي:
إن من الضروري لفرنسا أن تقاوم الإسلام في هذا العالم وأن تنتهج سياسة عدائية للإسلام، وأن تحاول على الأقل إيقاف انتشاره. (الاستعمار الفرنسي في أفريقيا السوداء، تأليف فيليب فونداسى - ص 2.)
يقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه "باثولوجيا الإسلام":
"إن الديانة المحمدية جذام تفشى بين الناس، وأخذ يفتك بهم فتكاً ذريعاً، بل هو مرض مريع، وشلل عام، وجنون ذهولي يبعث الإنسان على الخمول والكسل، ولا يوقظه من الخمول والكسل إلا ليدفعه إلى سفك الدماء، والإدمان على معاقرة الخمور، وارتكاب جميع القبائح. وما قبر محمد إلا عمود كهربائي يبعث الجنون في رؤوس المسلمين، فيأتون بمظاهر الصرع والذهول العقلي إلى ما لا نهاية، ويعتادون على عادات تنقلب إلى طباع أصيلة، ككراهة لحم الخنزير، والخمر والموسيقي.
إن الإسلام كله قائم على القسوة والفجور في اللذات.
ويتابع هذا المستشرق المجنون:
اعتقد أن من الواجب إبادة خُمس المسلمين، والحكم على الباقين بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر. (الاتجاهات الوطنية ج1 - ص 321 ، وتاريخ الإمام ج2- ص 409، والفكر الإسلامي الحديث ص 51، والقومية والغزو الفكري - ص 192)
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم .. ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم. (المنار عدد 9/11/1962).
وقد أثار هذا المعنى حادثةً طريفةً جرت في فرنسا، وهي إنها من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر قامت بتجربة عملية، قامت بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات، أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب الفرنسية، ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، فأصبحن كالفرنسيات تماماً.
وبعد أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعى إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون ... ولما ابتدأت الحفلة، فوجيء الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري ...
فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية وعشرين عاماً !!! ؟؟
أجاب لاكوست، وزير المستعمرات الفرنسى: وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟!!.( جريدة الأيام - عدد 7780، الصادر بتاريخ 6 كانون أول 1962..)
والسؤال الآن للسيد ساركوزى .. من الذى يقوم بالتطهير العرقى ضد الآخر المسلمون أم النصارى ؟