أما تعليلُ الكاتِب الملون بالأحمر في الإقتباسِ أدناه:
{إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ }الانشقاق1 وهنا لا يمكن أن يكون يعنى الفضاء لأن الفضاء لا ينشق
فهذا تعليلُ باطِل
لأن الله عز وجلّ يتحدّثُ عن يومِ القيامة, وفي يومِ القيامةِ لا تُقاس السماوات بل ولا تُقاس الدنيا كُلُها بمفاهيم الفيزياء وما يُدرِكُهُ العقل ..
لا نُنْكِرُ أنه قد يكون المقصود بالسماء المنشقّةِ أي السماءُ الدنيا .. فلعل السماء الدنيا تنشق على الفضاء أو على السماوات الأخرى أو لعل الإنشقاق يطال السماوات السبع .. فلا نتأول ولا نقول إلا ما قال الله "إذا السماءُ انشقت" .. ويجبُ أن نتوقف عن أي تعليل .. فلا يجِب أن نسْقُط في غلطةِ التعليل العقلي التي سقط فيها الكاتِبُ حين علل فهمَهُ للآيةِ بأن السماء فيها ليْس المرادُ بها هنا الفضاء حيثُ علّل ذلِك وقال " لأن الفضاء لا ينْشق" .. وهذا التعليل غير مقبول .. لأن كون العقل يفهم أن الفضاءَ لا ينشق فهذا في الدنيا .. لكِن العقل إن كان يقيسُ الدنيا بمقاييسِه , فانى لهُ أن يُدْرِكَ الآخرة؟!!... لا يُدْرَكُ قانون الآخرة بالعقل .. وإنما بالنقل وبما قال الله عزّ وجلّ .. علم الغيْب لا نعرِفُهُ إلا بالنص ولا تُدْرِكُهُ العقول .. والآخرة من علم الغيْب التي عرفنا الله بها وحيًا إلى رسوله .. وكان الأولى بالكاتِب أن يلزَم نصّ اللهِ عزّ وجل , ويتبيّن كيْفِيّةَ الإنشقاق من كتاب الله نفسه فهو يشرحُ بعضَهُ بعْضًا ..
فاللهُ حين وصف انشقاق السماء في الآخرة بقولِهِ "إذا السماءُ انشقّت" , فإنه كذلِك وضّحها في آيةٍ أخرى فقال تعالى عن انشقاق السماء في الآخرة " ويوم تشقّقُ السماءُ بالغمام".. وووصف اللهُ هذا الإنشقاق في آيةٍ أخرى " فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً".. فهذه من أمور الآخرةِ التي لا تُقاس بمشاهدات الدنيا أو بالعقول.. وكوننا لا نرى في السماء انشقاقًا في الدنيا وهو محال في الدنيا .. فكذلِك ينطبِقُ الحالُ على الفضاء , فإننا لا نرى في الفضاءِ شقوقًا أو فطورًا .. وإلا فليُثْبِت المخالِفُ خِلافَ ذلِك.
واستِدلالًا على بطلان احكام العقل في أمور الآخرة .. فإننا نضرِب مثلًا بالسماء في الدنيا , فإننا لا نجِدُ فيها أي فطور , ولا شقوق , قال تعالى " فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ", وقال تعالى " أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ" , فلا يتصور العقل فيها أي فطورٍ وهذا في الدنيا .. لكِن الأمر يختلِفُ يوم القيامة .. فهذه السماء التي يستحيل فطورها في الدنيا , فإنها منفطِرة في الآخرة , قال تعالى "إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ "
يتْبَع
تعليق