بكى
وأبكى
مؤثر جدا
بالصوت:مقطع مختصر من الخطبة
http://www.salafvoice.com/sndlib/lesson.php?id=5598
وهذا تفريغ للخطبة كاملة
حياكم الله وبياكم وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبؤتم جميعا من الجنة منزلا
هذه خطبة الجمعة للشيخ الجليل : ياسر برهامي , بعنوان : موقف المؤمن من الفتن , والتي أسأل الله العظيم أن يجزي الشيخ عنها خير الجزاء وأن ينفعنا بها وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال اللهم امين
ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا‘‘ عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ]-(102-آل عمران)
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ]-(1-النساء)
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ]-(70-الأحزاب)
أما بعد :
فان أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعه ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد :
قدر الله سبحانه وتعالى على عباده الإبتلاء والأمتحان في هذه الدنيا , جعل الدنيا كلها محنة وبلاء . خلق الموت والحياة ليلبوكم أيكم أحسن عملا .
وهو سبحانه وتعالى قدر أن يكون في آخر الزمان أنواع من الفتن تموج كموج البحر تضطرب إضطرابا عظيما لا تتوقف كما لا يتوقف موج البحر ما من موجه ألا وبعدها موجه .
كذلك الفتن التي فتحت على امتنا بمقتل عمر رضى الله عنه الذي كان يسأل عن هذه الفتنة فقال لجلسائه : أيكم سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة ؟ قالوا كلنا سمعه يقول فتنة الرجل في اهله وماله وولده تكفرها الصلاة والصوم والصدقة .. قال : ليس عن هذا أسأل ولكن أسال عن الفتن التي تموج كموج البحر ,
فقال له حذيفة : مالك ومالها ياأمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك ان يكسر , فقال عمر : أيكسر الباب ام يغلق , قال : بل يكسر كسرا قال ذلك أحرى ألا يغلق أبدا , قال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فأيما قلبٌ أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء وأيما قلبٌ أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى تصير القلوب على قلبين قلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة مادامت السموات والأرض وأسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ماأشرب من هواه , حدثته حديثا ليس بالاغاليط فسأل حذيفة رضي الله عنه عن الباب وهل يعرفه عمر قال نعم كما يعرف ان دون غدا الليلة وأن الباب هو عمر وأن كسره هو قتل عمر رضي الله عنه .
تصوروا قدر الفتن التي كانت في المجتمع الاول في عهد الخلافة الراشدة التي بقيت راشدة ايضا بعد مقتل عمر في عهد امير المؤمنين عثمان بن عفان و امير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وامير المؤمين الحسن بن علي رضي الله عنه ثم ماكان بعد ذلك في ملك أعدل الملك في خلافة معاوية رضي الله عنه .
تصوروا كم الفتن ومايأتي بعدها مما هو أشد منها كلما أقترب الزمان من نهايته كلما ازدادت أمواج الفتن حتى تلقي هذه الفتن الى أمر هو أعظم أمر مابين قيام الساعة , من خلق ادم الى قيام الساعة , هو أعظم الأمور : أمر الدجال .أعظم فتنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وبين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حكمة الله سبحانه وتعالى في تمييز الناس للفتن .
وفتن آخر الزمان تتميز بميزة عجيبة الشان أنها رغم شدتها الفظيعه الا أنها لمن أرادا ان يبصر ولمن اراد ان يسمع ولمن أراد ان يعقل جلية واضحة , لان القلوب تصبح على قلبين فقط :
قلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنه مادامت السموات والارض :
أبيض في فهمه وإداراكه , أبيض في صفاء عقيدته وصحتها , في معرفته للحق الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم , في حبه لهذا الحق , فإن القلب لا يكون صافيا بمجرد المعرفة حتى يعمل بمقتضى ماعرف حتى يكون محبا في الله مبغضا في الله مواليا في الله معاديا من أجله سبحانه وتعالى ,
كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه : الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعادة في الله أوثق عرى الإيمان , وروي هذا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم , وقال ابن عباس : ولن يبلغ الرجل حقيقة الايمان ولو كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك , وأصبح عامة مؤآخاة الناس اليوم على أمر الدنيا .
فاأنظر ابن عباس يصف حال المجتمع المسلم في عنفوان قوته في زمن إجتماع الكلمة في زمن الخلافة العظيمة والفتوحات ومع ذلك يقول : أصبح مؤآخاة الناس اليوم على امر الدنيا , فسبحان الله مالحال بعد ذلك .
نقول هذه الفتن في اخر الزمان تقسم الناس الى نوعين واحدة بعد واحدة تؤدي الى نقط في القلوب , نقطة بيضا في قلب من أنكرها ولم يرض بها ولم يتابع أهل الباطل والكفر والنفاق عليها , لم يدر في فلك الباطل ولم يكرر مقولاته ولم يعمل أعماله إختار لنفسه صفا لا يمكن أن يفارق صف الاسلام وأهله , يواليهم ويحبهم , ينصر قضايا الدين ويعلي كلمة الله ويبرأ الى الله من كل ظلم وفساد يصير قلبه أبيض لنقائه , لصفائه , لصحه عقيدته , وصحة عمله بقلبه الذي لا شك يترتب عليه في الخارج أعمالا وسلوكا لا تختلف عن هذا القلب مهما كانت الأحوال , وأما في العمل والارداة فهو صلب في الحق مثل الصفا , وقوة في الارادة وفي العزيمة على طاعة الله , والعزيمة على الرشد .
الصخر لا ينثني قد ينكسر ولكن لا ينثني لا يتغير شكله لا يتلون حسب الجو المحيط به تظل الصخرة منذ خلقها الله كما هي لو حتى جاء معول فكسرها تبقى حافظه لشكلها وهيأتها .
هذا النوع لا تضره فتنة لم يقل لا يتعرض لفتنه إنما قال لا تضره فتنة مادامت السموات والارض .
اما النوع الاخر من القلوب التابع لفسطاط اخر وعسكر اخر , كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث فتنة الدههماء عند ابي داوود يصبح الناس بعدها الى فسطاطين , فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه , ولتتعجب لم يقل فسطاط كفر ولكن قال فسطاط نفاق وهذا الذي اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى نوعية قلوب أصحابه حيث قال في بيان النوع الثاني من القلوب :
هو اسود مربادا - اي متسخا - كالكوز مجخيا - كالكوز المنكوس- لا يعرف معروفا ولا ينكر منكر الا ماشرب من هواه:
تتأمل هذه الصفات لترى في واقع الحياة أنواعا عجيبة من أهلها تظهر كما قالها النبي عليه الصلاة والسلام , معجزة بينة ودلالة من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم , أسود , قلوب سوداء لظلمتها , لفساد معتقدها , وفساد مقاصدها , قلوب سوداء لا تعرف الحق ولا تبصره ولو كان الحق مثل الشمس .
بين الله عزة وجل الحق في كتابه بيانا واضحا ولكن كما قال الله عز وجل :
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ]-(46-الحج)
خلق الله عز وجل الدجال مكتوبا بين عينه إذا ظهر كافر, ك ف ر , كما قالها النبي صلى الله عليه وسلم ولكن من يقرأها ؟
أصحاب القلوب البيضاء , كما قال صلى الله عليه وسلم : يقرأه كل مؤمن ولو لم يكن قارئا .
وأما أصحاب القلوب السوداء فلا ترى هذا , الكفر البواح المكتوب بين عيني الدجال وكذلك غيره أنواع قبله تمهد له , يظهر الكفر البواح وأصحاب القلوب السوداء لا يرونه , لأنهم لم يعرفوا القرآن , لم يؤمنوا بالقرآن , لم يحكموا القرآن في حياتهم ولا في حياة غيرهم ماعاشوا إلا من أجل أن يفسدوا في الارض , ماعاشوا إلا من أجل الكبر والعلو كما وصفهم الله عزو جل في حرمانهم من الدار الآخرة وإستحقاق الآخرة لمن تخلص من صفاتهم :
[ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ]-(83-القصص)
هؤلاء أصحاب القلوب السوداء الذين يريدون العلو والفساد لا يرون الكفر المكتوب بين عيني الدجال ولا يرون الكفر الذي بيّنه الله في كتابه أوضح بيان , وتجدهم كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم : يتكلمون باألسنتنا , قلوبهم قلوب شياطين في جثمان إنس , دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها , نعوذ بالله .
احذر ياعبد الله أن تجيب من دعا إلى جهنم , من دعاك الى أن تكذب بالقرآن وأن ترضى بالكفر والطغيان وأن تساهم وتعاون على نشر الضلال في الناس .
وصف الله سبحانه وتعالى هؤلاء المنافقين باأوصاف هي من أوضح مايكون من لم يرها هو الذي لن يرى مابين عيني الدجال من لفظة الكفر .
قال عز وجل :
[ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ]-(138-النساء)
[ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً ]-(139-النساء)
[ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ]-(140-النساء)
[الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ]-(141-النساء)
[ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ]-(142-النساء)
[ مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ]-(143-النساء)
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً ]-(144-النساء)
[ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ]-(145-النساء)
[ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً ]-(146-النساء)
القلب الأسود أسود في عقيدته الفاسدة , أسود في كونه لا يرى الحق ولا يرى الباطل الا تبعا للهوى , الحق عنده هو ماشتهته نفسه هو , وساوسه التي يرغّبه الشيطان فيها , الحق عنده هو الإله المعبود (الهوى) , وغيره من آلهة الباطل من شياطين الإنس والجن الذين يُتبعون على الضلال والشرك والكفر ثم يصيحون في النار ويتبرأ بعضهم من بعض :
[ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً ]-(64-الأحزاب)
[ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً ]-(65-الأحزاب)
[ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ]-(66-الأحزاب)
[ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ]-(67-الأحزاب)
[ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً ]-(68-الأحزاب)
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم عن وصف قلب المنافقين بأنه مرباد , أسود مربادا - اي متسخا , هذا فساد الإرادة , فساد المقاصد , مقاصد نجسة مقاصد قذرة يعيش حياته من أجل مال من أجل أغراض الشياطين او أغراض البهائم . إراداته بين إرادات الشياطين من العلو وقهر الخلق وإذلالهم وحسد من أعطاه الله نعمة منه .
هذه أوصاف إبليس من الإعجاب بالنفس وتزكيتها : قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ 76-ص , من رد شرع الله سبحانه وتعالى وإرادة التحاكم إلى الطاغوت .
[أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً ]-(60-النساء)
[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً ]-(61-النساء)
[ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً ]-(62-النساء)
[ أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً ]-(63-النساء)
[ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ]-(64-النساء)
[ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ]-(65-النساء)
هذه الارادة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم في قلب المنافقين بأنه مرباد متسخ :
إرادة مايريد الشياطين , إرادات نارية شيطانية من العلو ومن الفساد .
فربما لا تجده لا يتلذذ بأنواع الفواحش والمنكرات لحرمان الله منها ومع ذلك يسعى الى نشرها ويسعى الى تأكيدها , كعجوز السوء إمرأة لوط - عجوز وأمرأة - قومها أعرضوا عن النساء الشابات , تركوا ماخلق الله لهم من أزاوجهم , فكيف يرغبون في عجوز , إذن لا مصلحة لها في إنتشار هذا القبح وهذه الفحشاء , ومع ذلك حريصة على نشر الفساد تعاون قومها المجريمن على زوجها الأمين -لوط عليه وعلى نبينا الصلاة والتسليم - , تخبرهم بأضياف حتى يأتو سراعا لنيلا الفاحشة , لإن الإرداة قذرة .
كم من أناس يعيشون في هذه الدنيا بمثل هذه الإرادات يسعون في نشر الفساد في الارض :
[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ]-(11-البقرة)
[ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ]-(12-البقرة)
نعم لإن الصلاح لا يكون إلا بشرع الله وإلا فكل أحد يقول : أنا ماأريد إلا الإصلاح , كل أحد يدعي : إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ , يقسمون بالله : إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً 62 - النساء
إرادة العلو وإرادة الفساد , الإرادات الشيطانية , يتميز بها أهل الكفر خصوصا من اليهود والمشركين , إرادة إذلال الخلق والتجبر والطغيان , إدارة القهر للآخرين كما قالها فرعون :
قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ]-(127-الأعراف)
ونقول كما قال ربنا عن موسى :
[ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ]-(128-الأعراف)
اما النوع الثاني من إرادات هؤلاء اصحاب القلوب المتسخة السوداء فهي إرادات البهائملا يريدون إلا الطعام والشراب والجنس والمال :
[ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ]-(43-الفرقان)
[أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ]-(44-الفرقان)
قال النبي صلى الله عليه وسلم : تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش
, نعوذ بالله
أسود مربادا كالكوز مجخيا , كالكوز المنكوس , تأمل وتدبر لم يكن في أول أمره كافرا ولا منافقا , كان عنده خير , عندما كان معتدلا عندما كان قلبه فيه شيء من الفطرة أو على الفطرة , كان مليء بالخير , فسبحان الله , لو تتبعت حياة الواحد منهم ربما وجدته في فترة من حياته مع المصلين ومع أهل المساجد ومع قارئي القرآن , ثم يميل تدرجيا لأنه لم ينكر الفتن المخالفة لشرع الله , لم ينكر ماحرم الله , أُشربها قلبه , أحبها , رضيها ولو غاب عنها .
وأنت ترى والله أناسا عافاهم الله عز وجل من ان يشهدوا الباطل , ومع ذلك هم يؤيدونه بكل قوة على تباعد الأمكان وعلى تباعد الازمنة , حقد عجيب على الإسلام وأهله , نجد نوعية تميل كل حين حتى يصل الكوز الذي هو القلب المنكوس , يصل الى وضع الإنتكاس التام لم يعد فيه خير , زال منه الخير , إنقلب , نعوذ بالله , صار الكوز منكوسا لا يمكن ان يبقى فيه خير مهما كان ومهما وضع فيه من خير , تخيل أيبقى؟ , كوز مقلوب , كوز منتكس , كلما أردت أن تضع فيه شيء سقط , مستحيل أن يبقى فيه شيء نافع لم يعد إلا شكلا من الخارج كأنه بشر ولكنه كما وصفنا شياطين وبهائم بل هم أضل !!
وصفه عجيب أيضا , يزيد النبي صلى الله عليه وسلم الامر بيانا حتى لا يختلط الامر على أحد , لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ماأُشرب من هواه .
بينه الله في القران :
[ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ]-(67-التوبة)
قوم المعروف عندهم مايحبونه ويشتهونه من أنواع الشهوات الشيطانية الابليسية النارية التي يتعذبون بها , مساكين , والله يتعذبون بها , لذة كلذة الجربان الذي يحك جلده , يتعذب بماله , يتعذب بولده , يتعذب بملكه ورياسته , حتى لذة الجنس يتعذب بها , حتى الطعام والشراب يتعذب بهم :
[فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ]-(55-التوبة)
يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ
اما المؤمنون وصفهم بين جلي :
[ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ]-(71-التوبة)
اللهم ارحمنا في الدنيا والاخرة , ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظلمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين اللهم كف شرالكافرين والمنافقين والظالمين عن المسلمين اللهم لا تسلط على المسلمين احدا منهم يارب العلمين اللهم انصرنا على القوم المجرمين , ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ..
الحمدلله واشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ..
(كفر النصارى )
عباد الله : إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ 19-آل عمران فهل بعد بيان القرآن من بيان ؟
قال عز وجل :
[ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ]-(85-آل عمران)
عباد الله : وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ]-(102-آل عمران), وصية ابراهيم ووصية يعقوب لبنيه , قال الله عز وجل عن ابراهيم :
[ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ]-(131-البقرة)
[ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ]-(132-البقرة)
[ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ]-(133-البقرة)
[ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ]-(134-البقرة)
[وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ]-(135-البقرة)
[ قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ]-(136-البقرة)
[ فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ]-(137-البقرة)
[ صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ ]-(138-البقرة)
عوامل الثبات على هذا الدين حتى الممات :
من اعظمها البصيرة :
[ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ]-(108-يوسف)
وهي من ضمنها العلم , العلم النافع : لما أنزله الله , لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أعظم أسباب البصيرة .
ومن أسباب البصيرة إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وإتباع سنته كما قال عزو جل :
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ]-(28-الحديد)
تريد النور اصدق في الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بحسن إتباع سنته وما جاء به العمل بتقوى الله العمل الصالح يرزقك الله عز وجل الفرقان به :
[ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ]-(29-الأنفال)
أعظم أسباب البصيرة كثرة الصلاة كثرة الصيام كثرة الصدقة تلاوة القران , قال الرسول صلى الله عليه وسلم : الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والصوم من الصبر , كما هو معلوم حبس النفس على ماتكره - هذا تعريف الصبر - والصوم حبس النفس عن الطعام والشراب والمفطرات , وفي الحديث وإن كان فيه مقال : الصوم نصف الصبر , والله أعلم .
الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء ..
من أعظم اساب البصائر خصوصا في الفتن غض البصر وحفظ الفرج :
[ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ]-(30-النور)
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
هي سورة النور التي بين الله عز وجل فيها حدود العلاقة فيها بين الرجل والمرأة حتى لا يقع الإنسان المؤمن في مستنقع الجنس القذر الذي يعمي القلب ويفسده نعوذ بالله.
من أعظم أسباب الثبات على الدين الصبر على المحن مع الإحتساب :
والله لا يضيع مثقال ذرة من خير كما لا ينسى مثقال ذرة من شر , الديان سبحانه وتعالى لا ينسى :
لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ]-(52-طه)
[ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ]-(7-الزلزلة) [ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ]-(8-الزلزلة)
الدنيا قصيرة جدا نصيبنا منها يسير , إنما الجزاء يوم القيامة يوم الحسرة والندامة عندما تضيع الاموال تضيع الكراسي تضيع المناصب تضيع الزوجات والأولاد
[ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ]-(34-عبس) [ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ]-(35-عبس) [ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ]-(36-عبس)
من أعظم مايثبت الانسان على دين الحق أن يكون محتسبا صابرا يصبر على الطاعة فلا يتركها ويصبر عن المعصية وأشدها الكفر والشرك والنفاق والبدع والضلال الذي كما ذكرنا قويا في آخر الزمان ولكنه بيّن جلي , فلابد ان تصبر عبد الله .
نار المسيح الدجال جنة ماء عذب طيب وجنته التي يرغب فيها الناس نار تحرق فإياكم أن تقعوا فيها .
الصبر على الطاعة ولو كانت في مايبدو للناس نار , طأطأ رأسك وأدخل فيها فإنها ماء عذب طيب , الصبر على المعصية ولو كان يراها الناس جنة ولو كانوا يقولون عليها جنة , أعرض عنها وأيقن بما قال النبي صلى الله عليه وسلم أنها نار تحرق , الصبر على أقدرا الله المؤلمة هذا أمر مقدر على كل إنسان بمقتضى بشريته ونزوله الى الارض :
[ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ]-(117-طه)
خارج الجنة لابد من شقاء , بلاء محنة , لابد من ألم :
إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ]-(104-النساء)
ألمك معه عسل يخفف من مرارته هو : وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ , أما ألمهم مر لا عسل معه لا رجاء , عذا فوق العذاب , أتظن أن الذي يؤذي عباد الله المؤمنين في راحة من امره ؟
والله إنه لفي ألم لأنه لفي عذاب من الله ليس في عذاب من البشر وهل يعذب مثل عذاب الله احد , قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن الله يعذب الذي يعذبون الناس , الذين يعذبون الناس يعذبونهم بقدرتهم البشرية أما هم فيعذبهم الله بقدرته الإلهية في الدنيا وفي الاخرة.
المؤمن يصبر ويحتسب , المؤمن يرجو الثواب من الله وهو يتألم ولكن ألمه يخف ربما وصل إلى ماهو أكثر من أن يخف ربما وصل الى أن يزول ربما وصل إلى أن لا يشعر به بالكلية بل يصل إلى الرضا يصل إلى مراتب أعلى لا يشعر بشيء , أما علمتم أن الشهيد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يجد من ألم الموت الإ كمس القرصة , سبحان الله , يعطيهم الله فيما إبتلاهم ويمنحهم فيما منعهم , نعم الله يعطي المؤمنين عطاءا عجيبا من الراحة والسكون في أثناء البلايا :
[ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً ]-(22-الأحزاب)
قال عز وجل :
[ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ]-(155-البقرة)
[ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ]-(156-البقرة)
كم تعدل هذه الاشياء , الله يثني عليك في الملأ الأعلى ويرحمك ويهديك وإن أرادوا إضلالك , نعم العدلين ونعم العلاوة
صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ]-(157-البقرة)
وأعظم اسباب الثبات على الدين الاخلاص وارادة وجه الله والدار الاخرة :
أن تخلص من ارادة الدنيا لأن من أخلص لله سبحانه وتعالى وفقه الله عز وجل ونجاه , أما سمعت :
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ]-(24-يوسف)
تعليل لما يأتيك من أنواع الخير والثبات , يوسف ثبته الله حتى لم يقع فيما حرمه عليه : كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء , التعليل لماذا : إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ
قال عز وجل : [ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً ]-(51-مريم)
سبحان الله الاخلاص ينجي الله به .
تخلصوا من إرادات الدنيا والتنافس عليها حتى نكون ناجين عند الله عز وجل .
صدق التوكل وتفويض الأمور الى الله من أعظم اسباب الثبات على الدين , قال الله عز وجل عن مؤمن ال فرعون :
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ]-(44-غافر)
[ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ]-(45-غافر)
[ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ]-(46-غافر)
[ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ ]-(84-يونس)
ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظلمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين , اللهم منزل الكتاب وهازم الأحزاب ومجري السحاب سريع الحساب إهزم الكافرين والمنافقين وزلزلهم وانصرنا عليهم ..
اللهم أعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر على أعداء الدين اللهم انصرنا على القوم المجرمين ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين ..
اللهم نجي المستضعفين من المسلمين في كل مكان , اللهم فرج كرب المكروبين وفك اسر المأسورين وارفع الظلم عن المظلومين
ربنا انا مغلوبون فانتصر
ربنا انا مغلوبون فانتصر
ربنا انا مغلوبون فانتصر
أاقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ..
وأبكى
مؤثر جدا
بالصوت:مقطع مختصر من الخطبة
http://www.salafvoice.com/sndlib/lesson.php?id=5598
وهذا تفريغ للخطبة كاملة
للأمانة منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهحياكم الله وبياكم وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبؤتم جميعا من الجنة منزلا
هذه خطبة الجمعة للشيخ الجليل : ياسر برهامي , بعنوان : موقف المؤمن من الفتن , والتي أسأل الله العظيم أن يجزي الشيخ عنها خير الجزاء وأن ينفعنا بها وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال اللهم امين
ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا‘‘ عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ]-(102-آل عمران)
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ]-(1-النساء)
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ]-(70-الأحزاب)
أما بعد :
فان أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعه ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد :
قدر الله سبحانه وتعالى على عباده الإبتلاء والأمتحان في هذه الدنيا , جعل الدنيا كلها محنة وبلاء . خلق الموت والحياة ليلبوكم أيكم أحسن عملا .
وهو سبحانه وتعالى قدر أن يكون في آخر الزمان أنواع من الفتن تموج كموج البحر تضطرب إضطرابا عظيما لا تتوقف كما لا يتوقف موج البحر ما من موجه ألا وبعدها موجه .
كذلك الفتن التي فتحت على امتنا بمقتل عمر رضى الله عنه الذي كان يسأل عن هذه الفتنة فقال لجلسائه : أيكم سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة ؟ قالوا كلنا سمعه يقول فتنة الرجل في اهله وماله وولده تكفرها الصلاة والصوم والصدقة .. قال : ليس عن هذا أسأل ولكن أسال عن الفتن التي تموج كموج البحر ,
فقال له حذيفة : مالك ومالها ياأمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك ان يكسر , فقال عمر : أيكسر الباب ام يغلق , قال : بل يكسر كسرا قال ذلك أحرى ألا يغلق أبدا , قال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فأيما قلبٌ أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء وأيما قلبٌ أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى تصير القلوب على قلبين قلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة مادامت السموات والأرض وأسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ماأشرب من هواه , حدثته حديثا ليس بالاغاليط فسأل حذيفة رضي الله عنه عن الباب وهل يعرفه عمر قال نعم كما يعرف ان دون غدا الليلة وأن الباب هو عمر وأن كسره هو قتل عمر رضي الله عنه .
تصوروا قدر الفتن التي كانت في المجتمع الاول في عهد الخلافة الراشدة التي بقيت راشدة ايضا بعد مقتل عمر في عهد امير المؤمنين عثمان بن عفان و امير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وامير المؤمين الحسن بن علي رضي الله عنه ثم ماكان بعد ذلك في ملك أعدل الملك في خلافة معاوية رضي الله عنه .
تصوروا كم الفتن ومايأتي بعدها مما هو أشد منها كلما أقترب الزمان من نهايته كلما ازدادت أمواج الفتن حتى تلقي هذه الفتن الى أمر هو أعظم أمر مابين قيام الساعة , من خلق ادم الى قيام الساعة , هو أعظم الأمور : أمر الدجال .أعظم فتنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وبين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حكمة الله سبحانه وتعالى في تمييز الناس للفتن .
وفتن آخر الزمان تتميز بميزة عجيبة الشان أنها رغم شدتها الفظيعه الا أنها لمن أرادا ان يبصر ولمن اراد ان يسمع ولمن أراد ان يعقل جلية واضحة , لان القلوب تصبح على قلبين فقط :
قلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنه مادامت السموات والارض :
أبيض في فهمه وإداراكه , أبيض في صفاء عقيدته وصحتها , في معرفته للحق الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم , في حبه لهذا الحق , فإن القلب لا يكون صافيا بمجرد المعرفة حتى يعمل بمقتضى ماعرف حتى يكون محبا في الله مبغضا في الله مواليا في الله معاديا من أجله سبحانه وتعالى ,
كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه : الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعادة في الله أوثق عرى الإيمان , وروي هذا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم , وقال ابن عباس : ولن يبلغ الرجل حقيقة الايمان ولو كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك , وأصبح عامة مؤآخاة الناس اليوم على أمر الدنيا .
فاأنظر ابن عباس يصف حال المجتمع المسلم في عنفوان قوته في زمن إجتماع الكلمة في زمن الخلافة العظيمة والفتوحات ومع ذلك يقول : أصبح مؤآخاة الناس اليوم على امر الدنيا , فسبحان الله مالحال بعد ذلك .
نقول هذه الفتن في اخر الزمان تقسم الناس الى نوعين واحدة بعد واحدة تؤدي الى نقط في القلوب , نقطة بيضا في قلب من أنكرها ولم يرض بها ولم يتابع أهل الباطل والكفر والنفاق عليها , لم يدر في فلك الباطل ولم يكرر مقولاته ولم يعمل أعماله إختار لنفسه صفا لا يمكن أن يفارق صف الاسلام وأهله , يواليهم ويحبهم , ينصر قضايا الدين ويعلي كلمة الله ويبرأ الى الله من كل ظلم وفساد يصير قلبه أبيض لنقائه , لصفائه , لصحه عقيدته , وصحة عمله بقلبه الذي لا شك يترتب عليه في الخارج أعمالا وسلوكا لا تختلف عن هذا القلب مهما كانت الأحوال , وأما في العمل والارداة فهو صلب في الحق مثل الصفا , وقوة في الارادة وفي العزيمة على طاعة الله , والعزيمة على الرشد .
الصخر لا ينثني قد ينكسر ولكن لا ينثني لا يتغير شكله لا يتلون حسب الجو المحيط به تظل الصخرة منذ خلقها الله كما هي لو حتى جاء معول فكسرها تبقى حافظه لشكلها وهيأتها .
هذا النوع لا تضره فتنة لم يقل لا يتعرض لفتنه إنما قال لا تضره فتنة مادامت السموات والارض .
اما النوع الاخر من القلوب التابع لفسطاط اخر وعسكر اخر , كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث فتنة الدههماء عند ابي داوود يصبح الناس بعدها الى فسطاطين , فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه , ولتتعجب لم يقل فسطاط كفر ولكن قال فسطاط نفاق وهذا الذي اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى نوعية قلوب أصحابه حيث قال في بيان النوع الثاني من القلوب :
هو اسود مربادا - اي متسخا - كالكوز مجخيا - كالكوز المنكوس- لا يعرف معروفا ولا ينكر منكر الا ماشرب من هواه:
تتأمل هذه الصفات لترى في واقع الحياة أنواعا عجيبة من أهلها تظهر كما قالها النبي عليه الصلاة والسلام , معجزة بينة ودلالة من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم , أسود , قلوب سوداء لظلمتها , لفساد معتقدها , وفساد مقاصدها , قلوب سوداء لا تعرف الحق ولا تبصره ولو كان الحق مثل الشمس .
بين الله عزة وجل الحق في كتابه بيانا واضحا ولكن كما قال الله عز وجل :
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ]-(46-الحج)
خلق الله عز وجل الدجال مكتوبا بين عينه إذا ظهر كافر, ك ف ر , كما قالها النبي صلى الله عليه وسلم ولكن من يقرأها ؟
أصحاب القلوب البيضاء , كما قال صلى الله عليه وسلم : يقرأه كل مؤمن ولو لم يكن قارئا .
وأما أصحاب القلوب السوداء فلا ترى هذا , الكفر البواح المكتوب بين عيني الدجال وكذلك غيره أنواع قبله تمهد له , يظهر الكفر البواح وأصحاب القلوب السوداء لا يرونه , لأنهم لم يعرفوا القرآن , لم يؤمنوا بالقرآن , لم يحكموا القرآن في حياتهم ولا في حياة غيرهم ماعاشوا إلا من أجل أن يفسدوا في الارض , ماعاشوا إلا من أجل الكبر والعلو كما وصفهم الله عزو جل في حرمانهم من الدار الآخرة وإستحقاق الآخرة لمن تخلص من صفاتهم :
[ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ]-(83-القصص)
هؤلاء أصحاب القلوب السوداء الذين يريدون العلو والفساد لا يرون الكفر المكتوب بين عيني الدجال ولا يرون الكفر الذي بيّنه الله في كتابه أوضح بيان , وتجدهم كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم : يتكلمون باألسنتنا , قلوبهم قلوب شياطين في جثمان إنس , دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها , نعوذ بالله .
احذر ياعبد الله أن تجيب من دعا إلى جهنم , من دعاك الى أن تكذب بالقرآن وأن ترضى بالكفر والطغيان وأن تساهم وتعاون على نشر الضلال في الناس .
وصف الله سبحانه وتعالى هؤلاء المنافقين باأوصاف هي من أوضح مايكون من لم يرها هو الذي لن يرى مابين عيني الدجال من لفظة الكفر .
قال عز وجل :
[ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ]-(138-النساء)
[ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً ]-(139-النساء)
[ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ]-(140-النساء)
[الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ]-(141-النساء)
[ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ]-(142-النساء)
[ مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ]-(143-النساء)
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً ]-(144-النساء)
[ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ]-(145-النساء)
[ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً ]-(146-النساء)
القلب الأسود أسود في عقيدته الفاسدة , أسود في كونه لا يرى الحق ولا يرى الباطل الا تبعا للهوى , الحق عنده هو ماشتهته نفسه هو , وساوسه التي يرغّبه الشيطان فيها , الحق عنده هو الإله المعبود (الهوى) , وغيره من آلهة الباطل من شياطين الإنس والجن الذين يُتبعون على الضلال والشرك والكفر ثم يصيحون في النار ويتبرأ بعضهم من بعض :
[ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً ]-(64-الأحزاب)
[ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً ]-(65-الأحزاب)
[ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ]-(66-الأحزاب)
[ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ]-(67-الأحزاب)
[ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً ]-(68-الأحزاب)
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم عن وصف قلب المنافقين بأنه مرباد , أسود مربادا - اي متسخا , هذا فساد الإرادة , فساد المقاصد , مقاصد نجسة مقاصد قذرة يعيش حياته من أجل مال من أجل أغراض الشياطين او أغراض البهائم . إراداته بين إرادات الشياطين من العلو وقهر الخلق وإذلالهم وحسد من أعطاه الله نعمة منه .
هذه أوصاف إبليس من الإعجاب بالنفس وتزكيتها : قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ 76-ص , من رد شرع الله سبحانه وتعالى وإرادة التحاكم إلى الطاغوت .
[أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً ]-(60-النساء)
[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً ]-(61-النساء)
[ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً ]-(62-النساء)
[ أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً ]-(63-النساء)
[ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ]-(64-النساء)
[ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ]-(65-النساء)
هذه الارادة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم في قلب المنافقين بأنه مرباد متسخ :
إرادة مايريد الشياطين , إرادات نارية شيطانية من العلو ومن الفساد .
فربما لا تجده لا يتلذذ بأنواع الفواحش والمنكرات لحرمان الله منها ومع ذلك يسعى الى نشرها ويسعى الى تأكيدها , كعجوز السوء إمرأة لوط - عجوز وأمرأة - قومها أعرضوا عن النساء الشابات , تركوا ماخلق الله لهم من أزاوجهم , فكيف يرغبون في عجوز , إذن لا مصلحة لها في إنتشار هذا القبح وهذه الفحشاء , ومع ذلك حريصة على نشر الفساد تعاون قومها المجريمن على زوجها الأمين -لوط عليه وعلى نبينا الصلاة والتسليم - , تخبرهم بأضياف حتى يأتو سراعا لنيلا الفاحشة , لإن الإرداة قذرة .
كم من أناس يعيشون في هذه الدنيا بمثل هذه الإرادات يسعون في نشر الفساد في الارض :
[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ]-(11-البقرة)
[ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ]-(12-البقرة)
نعم لإن الصلاح لا يكون إلا بشرع الله وإلا فكل أحد يقول : أنا ماأريد إلا الإصلاح , كل أحد يدعي : إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ , يقسمون بالله : إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً 62 - النساء
إرادة العلو وإرادة الفساد , الإرادات الشيطانية , يتميز بها أهل الكفر خصوصا من اليهود والمشركين , إرادة إذلال الخلق والتجبر والطغيان , إدارة القهر للآخرين كما قالها فرعون :
قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ]-(127-الأعراف)
ونقول كما قال ربنا عن موسى :
[ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ]-(128-الأعراف)
اما النوع الثاني من إرادات هؤلاء اصحاب القلوب المتسخة السوداء فهي إرادات البهائملا يريدون إلا الطعام والشراب والجنس والمال :
[ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ]-(43-الفرقان)
[أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ]-(44-الفرقان)
قال النبي صلى الله عليه وسلم : تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش
, نعوذ بالله
أسود مربادا كالكوز مجخيا , كالكوز المنكوس , تأمل وتدبر لم يكن في أول أمره كافرا ولا منافقا , كان عنده خير , عندما كان معتدلا عندما كان قلبه فيه شيء من الفطرة أو على الفطرة , كان مليء بالخير , فسبحان الله , لو تتبعت حياة الواحد منهم ربما وجدته في فترة من حياته مع المصلين ومع أهل المساجد ومع قارئي القرآن , ثم يميل تدرجيا لأنه لم ينكر الفتن المخالفة لشرع الله , لم ينكر ماحرم الله , أُشربها قلبه , أحبها , رضيها ولو غاب عنها .
وأنت ترى والله أناسا عافاهم الله عز وجل من ان يشهدوا الباطل , ومع ذلك هم يؤيدونه بكل قوة على تباعد الأمكان وعلى تباعد الازمنة , حقد عجيب على الإسلام وأهله , نجد نوعية تميل كل حين حتى يصل الكوز الذي هو القلب المنكوس , يصل الى وضع الإنتكاس التام لم يعد فيه خير , زال منه الخير , إنقلب , نعوذ بالله , صار الكوز منكوسا لا يمكن ان يبقى فيه خير مهما كان ومهما وضع فيه من خير , تخيل أيبقى؟ , كوز مقلوب , كوز منتكس , كلما أردت أن تضع فيه شيء سقط , مستحيل أن يبقى فيه شيء نافع لم يعد إلا شكلا من الخارج كأنه بشر ولكنه كما وصفنا شياطين وبهائم بل هم أضل !!
وصفه عجيب أيضا , يزيد النبي صلى الله عليه وسلم الامر بيانا حتى لا يختلط الامر على أحد , لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ماأُشرب من هواه .
بينه الله في القران :
[ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ]-(67-التوبة)
قوم المعروف عندهم مايحبونه ويشتهونه من أنواع الشهوات الشيطانية الابليسية النارية التي يتعذبون بها , مساكين , والله يتعذبون بها , لذة كلذة الجربان الذي يحك جلده , يتعذب بماله , يتعذب بولده , يتعذب بملكه ورياسته , حتى لذة الجنس يتعذب بها , حتى الطعام والشراب يتعذب بهم :
[فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ]-(55-التوبة)
يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ
اما المؤمنون وصفهم بين جلي :
[ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ]-(71-التوبة)
اللهم ارحمنا في الدنيا والاخرة , ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظلمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين اللهم كف شرالكافرين والمنافقين والظالمين عن المسلمين اللهم لا تسلط على المسلمين احدا منهم يارب العلمين اللهم انصرنا على القوم المجرمين , ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ..
الحمدلله واشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ..
(كفر النصارى )
عباد الله : إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ 19-آل عمران فهل بعد بيان القرآن من بيان ؟
قال عز وجل :
[ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ]-(85-آل عمران)
عباد الله : وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ]-(102-آل عمران), وصية ابراهيم ووصية يعقوب لبنيه , قال الله عز وجل عن ابراهيم :
[ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ]-(131-البقرة)
[ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ]-(132-البقرة)
[ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ]-(133-البقرة)
[ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ]-(134-البقرة)
[وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ]-(135-البقرة)
[ قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ]-(136-البقرة)
[ فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ]-(137-البقرة)
[ صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ ]-(138-البقرة)
عوامل الثبات على هذا الدين حتى الممات :
من اعظمها البصيرة :
[ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ]-(108-يوسف)
وهي من ضمنها العلم , العلم النافع : لما أنزله الله , لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أعظم أسباب البصيرة .
ومن أسباب البصيرة إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وإتباع سنته كما قال عزو جل :
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ]-(28-الحديد)
تريد النور اصدق في الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بحسن إتباع سنته وما جاء به العمل بتقوى الله العمل الصالح يرزقك الله عز وجل الفرقان به :
[ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ]-(29-الأنفال)
أعظم أسباب البصيرة كثرة الصلاة كثرة الصيام كثرة الصدقة تلاوة القران , قال الرسول صلى الله عليه وسلم : الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والصوم من الصبر , كما هو معلوم حبس النفس على ماتكره - هذا تعريف الصبر - والصوم حبس النفس عن الطعام والشراب والمفطرات , وفي الحديث وإن كان فيه مقال : الصوم نصف الصبر , والله أعلم .
الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء ..
من أعظم اساب البصائر خصوصا في الفتن غض البصر وحفظ الفرج :
[ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ]-(30-النور)
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
هي سورة النور التي بين الله عز وجل فيها حدود العلاقة فيها بين الرجل والمرأة حتى لا يقع الإنسان المؤمن في مستنقع الجنس القذر الذي يعمي القلب ويفسده نعوذ بالله.
من أعظم أسباب الثبات على الدين الصبر على المحن مع الإحتساب :
والله لا يضيع مثقال ذرة من خير كما لا ينسى مثقال ذرة من شر , الديان سبحانه وتعالى لا ينسى :
لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ]-(52-طه)
[ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ]-(7-الزلزلة) [ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ]-(8-الزلزلة)
الدنيا قصيرة جدا نصيبنا منها يسير , إنما الجزاء يوم القيامة يوم الحسرة والندامة عندما تضيع الاموال تضيع الكراسي تضيع المناصب تضيع الزوجات والأولاد
[ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ]-(34-عبس) [ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ]-(35-عبس) [ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ]-(36-عبس)
من أعظم مايثبت الانسان على دين الحق أن يكون محتسبا صابرا يصبر على الطاعة فلا يتركها ويصبر عن المعصية وأشدها الكفر والشرك والنفاق والبدع والضلال الذي كما ذكرنا قويا في آخر الزمان ولكنه بيّن جلي , فلابد ان تصبر عبد الله .
نار المسيح الدجال جنة ماء عذب طيب وجنته التي يرغب فيها الناس نار تحرق فإياكم أن تقعوا فيها .
الصبر على الطاعة ولو كانت في مايبدو للناس نار , طأطأ رأسك وأدخل فيها فإنها ماء عذب طيب , الصبر على المعصية ولو كان يراها الناس جنة ولو كانوا يقولون عليها جنة , أعرض عنها وأيقن بما قال النبي صلى الله عليه وسلم أنها نار تحرق , الصبر على أقدرا الله المؤلمة هذا أمر مقدر على كل إنسان بمقتضى بشريته ونزوله الى الارض :
[ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ]-(117-طه)
خارج الجنة لابد من شقاء , بلاء محنة , لابد من ألم :
إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ]-(104-النساء)
ألمك معه عسل يخفف من مرارته هو : وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ , أما ألمهم مر لا عسل معه لا رجاء , عذا فوق العذاب , أتظن أن الذي يؤذي عباد الله المؤمنين في راحة من امره ؟
والله إنه لفي ألم لأنه لفي عذاب من الله ليس في عذاب من البشر وهل يعذب مثل عذاب الله احد , قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن الله يعذب الذي يعذبون الناس , الذين يعذبون الناس يعذبونهم بقدرتهم البشرية أما هم فيعذبهم الله بقدرته الإلهية في الدنيا وفي الاخرة.
المؤمن يصبر ويحتسب , المؤمن يرجو الثواب من الله وهو يتألم ولكن ألمه يخف ربما وصل إلى ماهو أكثر من أن يخف ربما وصل الى أن يزول ربما وصل إلى أن لا يشعر به بالكلية بل يصل إلى الرضا يصل إلى مراتب أعلى لا يشعر بشيء , أما علمتم أن الشهيد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يجد من ألم الموت الإ كمس القرصة , سبحان الله , يعطيهم الله فيما إبتلاهم ويمنحهم فيما منعهم , نعم الله يعطي المؤمنين عطاءا عجيبا من الراحة والسكون في أثناء البلايا :
[ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً ]-(22-الأحزاب)
قال عز وجل :
[ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ]-(155-البقرة)
[ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ]-(156-البقرة)
كم تعدل هذه الاشياء , الله يثني عليك في الملأ الأعلى ويرحمك ويهديك وإن أرادوا إضلالك , نعم العدلين ونعم العلاوة
صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ]-(157-البقرة)
وأعظم اسباب الثبات على الدين الاخلاص وارادة وجه الله والدار الاخرة :
أن تخلص من ارادة الدنيا لأن من أخلص لله سبحانه وتعالى وفقه الله عز وجل ونجاه , أما سمعت :
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ]-(24-يوسف)
تعليل لما يأتيك من أنواع الخير والثبات , يوسف ثبته الله حتى لم يقع فيما حرمه عليه : كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء , التعليل لماذا : إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ
قال عز وجل : [ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً ]-(51-مريم)
سبحان الله الاخلاص ينجي الله به .
تخلصوا من إرادات الدنيا والتنافس عليها حتى نكون ناجين عند الله عز وجل .
صدق التوكل وتفويض الأمور الى الله من أعظم اسباب الثبات على الدين , قال الله عز وجل عن مؤمن ال فرعون :
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ]-(44-غافر)
[ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ]-(45-غافر)
[ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ]-(46-غافر)
[ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ ]-(84-يونس)
ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظلمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين , اللهم منزل الكتاب وهازم الأحزاب ومجري السحاب سريع الحساب إهزم الكافرين والمنافقين وزلزلهم وانصرنا عليهم ..
اللهم أعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر على أعداء الدين اللهم انصرنا على القوم المجرمين ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين ..
اللهم نجي المستضعفين من المسلمين في كل مكان , اللهم فرج كرب المكروبين وفك اسر المأسورين وارفع الظلم عن المظلومين
ربنا انا مغلوبون فانتصر
ربنا انا مغلوبون فانتصر
ربنا انا مغلوبون فانتصر
أاقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ..
تعليق