الاستثمار في الدماء
خالد حربي
المشهد الذي يتكرر منذ قلاقة ايام في انحاء مصر يبدوا هزليا إلى حد بعيد
فالتفجيرات المجهولة والمشبوهة التي حدثت في الإسكندرية امام مسجد وكنيسة ، أعقبها بدقائق حملة استثمار صليبي لا تخرج إلا من عقلية رجل أعمال ناجح على طريقة الملياردير الطائفي ساويرس
بدأت حملة الإستثمار بالاعتداء على المسجد المقابل للكنيسة بقنابل بالمولوتوف التي ظهرت في يد الأقباط بعد التفجير بدقائق ولا تزال اثارها على جدارن المسجد ثم تهشيم السيارات والاعتداء على المحجبات وسب الرسول صلى الله عليه وسلم .
في اليوم التالي فوجئنا بشباب اللجان الكنسية يحشد جمع النصارى الرجال والنساء وحتى الأطفال في مظاهرات منظمة تطوف أنحاء القاهرة جميعا تهتف بالصليب وترفع رايات الدم وتتحرش بالمسلمين والمحجبات في الشوارع ، ولما لم يجدوا رد فعل من المسلمين بدء الإعتداء على الشرطة وقوات الأمن وقطع الطرق الرئيسية
وفي اليوم التالي انقض شباب اللجان الكنسية على كبار رموز الدولة بالسب والضرب أمام شنوده وقساوسته .وكان واضحا أن هناك استهداف مقصود وإهانة متعمد لشيخ الازهر والمفتي وزير الأوقاف باعتبارهم رموز دينية إسلامية
وبدء الملياردير أو المارشال الصليبي ساويرس يرسل صبيانه لقيادة المظاهرات فخرج صحفيون كنيسة اليوم السابع لقيادة المظاهرات في شبرا والإعتداء على الشرطة حتى الساعة الرابعة فجراً . بينما خرجت الصحيفة نفسها بإعلان مدفوع الأجر لإسرائيل –شركاء ساويرس التجاريين- تقول بالخط الأحمر العريض "الموساد لم يقتل الأقباط ..افيقوا .. العدو من الداخل .. معلومات حول تنظيم جديد مشابة لمجموعة تفجيرات الأزهر .. والأمن يبحث فى صور مظاهرات كاميليا شحاته"
في تحريض على المتظاهرين المسلمين الذين خرجوا لا ليحرقوا مصر ولا لعتدوا على قوات الامن ولا ليقطعوا الطرق ولا لستغيثوا بامريكا واسرائيل
في تحريض على المتظاهرين المسلمين الذين خرجوا لا ليحرقوا مصر ولا لعتدوا على قوات الامن ولا ليقطعوا الطرق ولا لستغيثوا بامريكا واسرائيل
بل خرجوا يطالبوا بتطبيق القانون وتحقيق العدالة والحرية .
الأن بعدما اكتملت عناصر المشهد الداخلي الذي يسعي لتصوير الامر على انه حرب اهلية وتمرد عام للأقباط ضد الدولة والمسلمين
خرج بابا الفاتيكان ليطالب بالتدخل الدولي لحماية الأقباط – الذين يكفرهم ويكفرونه – والذين ذاقوا الويلات من كنيسته ابان الاحتلال الروماني لمصر
بعدها خرج السكير العربيد ساركوزي ليطلب أيضا بالتدخل لإنقاذ الأقليات المسيحية من الشرق الاوسط!
كل هذا والبطرك العجوز قابعا في مقره ينتظر مطالبة الدولة له بالتدخل لتهدئة صبيانه حتى يفرض شروطه في الوقت الحرج
وبالفعل في اليوم الثالث خرج شنوده ليطالب أولاً بقانون يسمح له ببناء مايشاء من الكنائس دون رقيب أو محاسبة ، ثم إلغاء كل مظاهر الإسلام وحقوق المسلمين من القانون والدستور وأخيرا طالبا الأقباط بضبط النفس- وهي نفس العبارة التي استخدمتها أمريكا مع إسرائيل في حرب غزة – !
وبما أن المرشال ساويرس يتمسح بمسوح العلمانية والليبرالية فكان لابد أن يأخذ هؤلاء نصيبهم من عكة الميلاد فخرج علينا النطيحة والمتردية وما أكل السبع ليطالبوا بمنع النقاب وإلغاء المادة الثانية من الدستور وتجريم ختان الذكور أسوة بختان الإناث ومنع الأذان خارج المساجد وتعديل قانون الأحوال الشخصية ، واحدهم قال وهو يتنفس بعمق كأنه وجد الحل العبقري لجميع مشاكل مصر :لابد من منع إشهار الإسلام لفترة طوووويلة!!
وبدأت حملة إعلامية لإلغاء الدين من مصر و نزع الملصقات الدينية من حوائط الدواوين الحكومية، ومنع إقامة الصلوات في أماكن العمل، و منع أي نشاط اجتماعي لدور العبادة، وتسليم المستوصفات ودور الحضانة إلى الحكومة لتدار دون أن تكون لها أي هوية دينية. و منع نشر أي فتاوى دينية في وسائل الإعلام التابعة للحكومة، وإلغاء الصفحات الدينية، والتوسع في إقامة نوادي الشباب ومنع ممارسة أي نشاط ديني بها!!
أما أقباط المهجر فأقل ما صدر عنهم بعد التفجير هو التهديد بجعل مصر دارفور وعراق جديدة , مع ترديد مطلبهم الأبدي لإسرائيل وأمريكا بالتدخل العسكري لحماية الأقباط في مصر "ال*****ة".
إذا أعملنا قاعدة ابحث عن المستفيد في هذه الجريمة فإن الجاني بلاشك هو شنوده متطرف الأربعينات وإرهابي الستينات ومتمرد السبعينات وبابا الفتنة التي أتت معه لا احد يعلم متى سترحل عن سمائنا ؟
ترتيب وتوزيع الأدوار وسرعة التحرك والمطالب الوحدة التي نطق بها المتظاهرون في طول مصر وعرضها بعد دقائق من التفجير ، ووصفات السم الزعاف التي اجمع عليها الكتيبة الإعلامية لساويرس وشنوده تدل على أن ما تحدث في الإسكندرية كان مدبر بليل وهو حلقة في سلسلة مدمرة من الفتن المحرقة التي يضع مصر – بعد – السودان تحت مبضع صهيوني صليبي يسعي لتمزيق العالم الإسلامي وإيجاد دويلات طائفية حليفة لإسرائيل في المنطقة.
كلمة المرصد .. خالد حربي
تعليق