جورج : كيفك أحمد
أحمد : الحمد لله , كيفك أنت ؟
جورج : نشكر الرب , لدى اليوم سؤال جديد
أحمد : تفضل , على الرحب و السعة
جورج : لماذا تسمحون بضرب النساء فى الدين الإسلامى ؟
أحمد : ضرب النساء حرام فى الإسلام بنص القرآن .
جورج ( مندهشا ) : كيف هذا , أنا متأكد مليون فى الميه أن عندكم آيه تقول بضرب النساء , ثوانى أقرأها لك , لقد كتبتها معى فى ورقة حتى لا أنساها , اسمع يا أحمد ماذا تقول الآية فى قرآنكم , الآية تقول : ( واللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) . أعتقد أن الآية تتحدث عن ضرب النساء أليس كذلك ؟
أحمد : لا ليس الأمر كما قلت , و أنا قلت لك منذ قليل أن القرآن يحرم ضرب النساء , و العجيب أن هذه هى نفس الآية التى أقصدها و التى تدل على أن ضرب النساء حرام .
جورج ( تزداد دهشته ) : كيف هذا ؟
أحمد : الآية واضحة , فالله سبحانه و تعالى يقول ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ) , إذن الآية تنهى عن ضرب النساء , و تنهى الرجل أن يبغى على زوجته سبيلا ما دامت مطيعة و مؤدبة .
جورج : و لكنك نسيت أول الآية الذى يقول : ( واللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ )
أحمد : لا لم أنسه , و لكن سؤالك كان عن ضرب النساء , أى أن سؤالك فيه تعميم , و لهذا أجبتك بحسب سؤالك , فإن كنت تقول أن الإسلام يأمر بضرب المرأه , هكذا بإطلاق و عموم , فقد أجبتك بأن هذا حرام بنص القرآن .
جورج : اذن ماذا تقول فيما ورد فى الجزء الأول من الآية ؟
أحمد : أقول أن هذا الجزء لا يتحدث عن ضرب النساء بعموم , و لكن عن تأديب المرأة الناشز , و هى المرأة التى لا تطيع زوجها و تعصى أمره و تتمرد عليه , و لا إشكال عند العقلاء فى أن المخطىء يعاقب و يؤدب , و بما أن الرجل هو رأس الأسرة , فله أن يعاقب زوجته اذا أخطأت , و له أن يعاقب أولاده اذا أخطأوا .
جورج : و لكن لماذا يكون العقاب بالضرب ؟
أحمد : ليس العقاب بالضرب من أول وهلة , فلو رجعت للآية ستجد أن الزوج لا يصل لهذه المرحلة إلا بعد أن يكون قد استفرغ جهده فى وعظ المرآة بلسانه , فإن لم تستجب لهذا الوعظ و عاندت و كابرت , ينتقل الى شىء آخر و هو أن يمتنع عن العلاقة الجسدية معها إظهارا لغضبه منها و أنه لا يستطيع أن يقول لها أنه يحبها و يقبلها و يحتضنها و هى على هذه الحالة الأخلاقية السيئة , فإذا عاندت الزوجة بعد كل هذا , إذن لا بد من أنها امرأة عنيدة صلبه لا يجدى معها سوى أن يزجرها زوجها بالضرب , و كما يقولون فى المثل " آخر الدواء الكى " . و حتى عند لجوء الزوج لهذا الحل الأخير فقد نهاه الإسلام عن الضرب المبرّح و نهاه أن يضرب الوجه , فالهدف هو التأديب و ليس الإنتقام .
جورج : إننى أرى رجالا يضربون زوجاتهم ضربا عنيفا قاسيا , ربما يكسر عظمها أو يشوه جسدها .
أحمد : هذا حرام فى الإسلام كما بينت لك منذ قليل , و سأضرب لك مثالا . هل ترى أن هناك فرق كبير بين رجل قاس غليظ القلب يضرب ابنه كل يوم و ربما يكسرعظامه أو يحرق جسده بالنار , و بين رجل آخر يريد ابنه أن يلعب و يترك المذاكرة , فنصحه أن يذاكر , و لما لم يستجب الإبن لهذا النصح قام الأب بضربه ضربا خفيفا بهدف التأديب ؟
جورج : الفرق واضح و كبير , الأب الأول مجرم ينبغى أن يقدم للشرطة , بينما الأب الثانى يؤدب ابنه من أجل مصلحة هذا الإبن .
أحمد : كلامك صحيح , و هذا هو الفارق أيضا بين من يضرب زوجته كل يوم لأنه رجل قاسى القلب , و بين من يضربها بهدف التأديب اذا صدر منها خطأ أخلاقى لا تريد أن تقلع عنه بعد النصح و الإمتناع عن العلاقة الجسدية , و هذا العقاب لمصلحتها و لمصلحة الاسرة .
جورج ( متسائلا ) : كيف يكون هذا العقاب لمصلحة الزوجة ؟
أحمد : بالطبع هو لمصلحتها , فلا شك أنك عندما تزيل أى اعوجاج أخلاقى فى شخص معين , هذا شىء لمصلحته , و أيضا فأنت تحميه من عقاب الله الأخروى اذا استمر على هذا الذنب , و أيضا فهذا له فائدة تعود على الأسرة , فهناك أبناء , و ربما يتعلمون المعصية من أمهم , و أيضا اذا لم يجدوا أن هناك نظام فى الأسرة يحافظ عليه الأب فربما ينفلت زمام الاسرة و يمشى كل فرد فيها على هواه .
جورج : هل تعلم أن المرأة فى أوربا حتى لو ضربها زوجها هذا الضرب الخفيف الذى تحكى عنه و حتى لو كان بهدف التأديب كما تقول , ربما تقوم الزوجة بإبلاغ البوليس ؟
أحمد : و من قال لك أن أوربا هى المرجع الأخلاقى الأكبر الذى نحتكم اليه ؟ إن كتابك المقدس الذى تؤمن به يأمر بضرب الأولاد من أجل تأديبهم , فيقول فى سفر الأمثال 23 – 13 (لا تمنع التأديب عن الولد لأنك ان ضربته بعصا لا يموت ) , و مع ذلك فلو ضربت ابنك فى أوربا , فهو أيضا ربما يبلغ عنك البوليس و يأخذونك و يسجنونك بسبب هذا , فلا تأخذ هؤلاء الناس كمرجع , فلديهم الكثير من القوانين التى تخالف أوامر الله , و بالتالى لا تقل لى أن الرجل اذا أدب زوجته فى أوربا , فإنه سيؤخذ و يسجن , دعك من قوانين أوربا البشرية التى تخالف كتابك و كتابى .
جورج : حسنا , أشكرك على التوضيح
أحمد : لا شكر على واجب , و لكن دعنى ألخص لك ما قلته . لقد قلت لك أن ضرب النساء بعموم و إطلاق حرام فى الإسلام , و الإستثناء الوحيد هو أن تكون الزوجة ناشز و بها إعوجاج أخلاقى و لا تستجيب للنصح و لا حتى لإمتناع الزوج عن العلاقة الجسدية معها كتعبير عن أن قلبه لا يستطيع أن يكون لها و هى على تلك الحال , و أن هذا الضرب بهدف التأديب و ليس الإنتقام , و أنه ضرب غير مبرح , و لا علاقة لهذا بالضرب المبرح القاسى الذى يفعله بعض الرجال القساة مع زوجاتهن ليل نهار , و ضربت لك مثالا يوضح هذا , هل وعيت هذا ؟
جورج : نعم , لقد وعيت كل كلامك , شكرا لك
أحمد : جيد جدا , و لكن دعنى أسالك , ماذا لو أن امرأة مسيحية تعصى زوجها و بها اعوجاج أخلاقى , ما الحل عندكم فى المسيحية ؟
جورج : ينصحها الزوج كثيرا , و من الممكن أن يخبر أب اعترافها ليكلمها و ينصحها .
أحمد : جميل جدا , هذا يذكرنى بمرحلة الوعظ عندنا فى الإسلام التى يبدأ بها الزوج تعامله مع زوجته الناشز , و لكن ماذا لو لم تستجب هذه الزوجة المسيحية لنصح زوجها أو لنصح أب اعترافها ؟ ما الحل حينها ؟
جورج ( متحيرا ) : فى الحقيقة لا أعلم ماذا يصنع حينها .
أحمد : أعتقد لا يوجد بديل عندكم فى المسيحية سوى أن يسكت الزوج , و تمضى الحياة بهذا الشكل , فتظل امرأته على اساءة أدبها , و يظل هو عاجزا عن تقويمها .
جورج ( متحيرا ) : لا أدرى ماذا أقول .
أحمد : لا تغضب منى يا جورج فنحن صديقان , و لا أقصد أن أجرح مشاعرك , و لكن هذا هو الفارق بين ديننا و دينكم , ديننا يتعامل مع الواقع و يضع الحلول , بينما الدين عندكم لا يقدم الحلول فى بعض الأحيان . عندنا فى الإسلام اذا أساءت الزوجة أدبها فهناك وسيلة للتقويم و التأديب , بل و اذا استحالت الحياة الزوجية عندنا يسمح بالطلاق , و لكن عندكم يقف الزوج متحيرا لا يدرى ماذا يفعل مع سوء أدب امرأته التى ترفض الإستجابة للنصح , بل و اذا استحالت الحياة الزوجية بينهما لا يقدر أن يطلقها و لا تقدر هى أن تطلقه إلا لعلة الزنا .
جورج ( متلعثما ) : نعم , نعم .
أحمد : إذن , لا سبيل أمام هذا الزوج المسيحى الذى يعيش مع امرأة تسىء أدبها و تعصاه , سوى أن يظل معها مكتوف اليدين , لا يدرى ماذا يصنع , كما يقول الناس باللهجة العامية ( يلبس طرحة و يقعد ساكت )
جورج ( يريد الإنصراف ) : لقد تأخر الوقت , سأراك لاحقا بمشيئة الرب و أتركك حاليا , الى اللقاء .
أحمد : الى اللقاء .
____________________________________
نصائح للأخ المسلم الذى يتحاور حول هذه النقطة :
1- اذا قال لك المسيحى عندكم فى الإسلام " ضرب النساء " , قل له لا يوجد عندنا شىء اسمه " ضرب نساء " بهذا العموم و الإطلاق , و أن هذا حرام بنص القرآن , و لكن ما يوجد عندنا هو ضرب الزوجة الناشز و أن هذا آخر دواء يستخدم معها .
2- لا تكتف بدور المدافع , بل اسأل المسيحى , ما الحل عندكم اذا نشزت الزوجة و أساءت الأدب و لم تستجب للنصح ؟ هل يلبس زوجها طرحة على رأسه و يتركها تفعل ما تشاء ؟ ....لن يجد المسيحى حلا و لا جوابا .
حياكم الله
أحمد : الحمد لله , كيفك أنت ؟
جورج : نشكر الرب , لدى اليوم سؤال جديد
أحمد : تفضل , على الرحب و السعة
جورج : لماذا تسمحون بضرب النساء فى الدين الإسلامى ؟
أحمد : ضرب النساء حرام فى الإسلام بنص القرآن .
جورج ( مندهشا ) : كيف هذا , أنا متأكد مليون فى الميه أن عندكم آيه تقول بضرب النساء , ثوانى أقرأها لك , لقد كتبتها معى فى ورقة حتى لا أنساها , اسمع يا أحمد ماذا تقول الآية فى قرآنكم , الآية تقول : ( واللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) . أعتقد أن الآية تتحدث عن ضرب النساء أليس كذلك ؟
أحمد : لا ليس الأمر كما قلت , و أنا قلت لك منذ قليل أن القرآن يحرم ضرب النساء , و العجيب أن هذه هى نفس الآية التى أقصدها و التى تدل على أن ضرب النساء حرام .
جورج ( تزداد دهشته ) : كيف هذا ؟
أحمد : الآية واضحة , فالله سبحانه و تعالى يقول ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ) , إذن الآية تنهى عن ضرب النساء , و تنهى الرجل أن يبغى على زوجته سبيلا ما دامت مطيعة و مؤدبة .
جورج : و لكنك نسيت أول الآية الذى يقول : ( واللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ )
أحمد : لا لم أنسه , و لكن سؤالك كان عن ضرب النساء , أى أن سؤالك فيه تعميم , و لهذا أجبتك بحسب سؤالك , فإن كنت تقول أن الإسلام يأمر بضرب المرأه , هكذا بإطلاق و عموم , فقد أجبتك بأن هذا حرام بنص القرآن .
جورج : اذن ماذا تقول فيما ورد فى الجزء الأول من الآية ؟
أحمد : أقول أن هذا الجزء لا يتحدث عن ضرب النساء بعموم , و لكن عن تأديب المرأة الناشز , و هى المرأة التى لا تطيع زوجها و تعصى أمره و تتمرد عليه , و لا إشكال عند العقلاء فى أن المخطىء يعاقب و يؤدب , و بما أن الرجل هو رأس الأسرة , فله أن يعاقب زوجته اذا أخطأت , و له أن يعاقب أولاده اذا أخطأوا .
جورج : و لكن لماذا يكون العقاب بالضرب ؟
أحمد : ليس العقاب بالضرب من أول وهلة , فلو رجعت للآية ستجد أن الزوج لا يصل لهذه المرحلة إلا بعد أن يكون قد استفرغ جهده فى وعظ المرآة بلسانه , فإن لم تستجب لهذا الوعظ و عاندت و كابرت , ينتقل الى شىء آخر و هو أن يمتنع عن العلاقة الجسدية معها إظهارا لغضبه منها و أنه لا يستطيع أن يقول لها أنه يحبها و يقبلها و يحتضنها و هى على هذه الحالة الأخلاقية السيئة , فإذا عاندت الزوجة بعد كل هذا , إذن لا بد من أنها امرأة عنيدة صلبه لا يجدى معها سوى أن يزجرها زوجها بالضرب , و كما يقولون فى المثل " آخر الدواء الكى " . و حتى عند لجوء الزوج لهذا الحل الأخير فقد نهاه الإسلام عن الضرب المبرّح و نهاه أن يضرب الوجه , فالهدف هو التأديب و ليس الإنتقام .
جورج : إننى أرى رجالا يضربون زوجاتهم ضربا عنيفا قاسيا , ربما يكسر عظمها أو يشوه جسدها .
أحمد : هذا حرام فى الإسلام كما بينت لك منذ قليل , و سأضرب لك مثالا . هل ترى أن هناك فرق كبير بين رجل قاس غليظ القلب يضرب ابنه كل يوم و ربما يكسرعظامه أو يحرق جسده بالنار , و بين رجل آخر يريد ابنه أن يلعب و يترك المذاكرة , فنصحه أن يذاكر , و لما لم يستجب الإبن لهذا النصح قام الأب بضربه ضربا خفيفا بهدف التأديب ؟
جورج : الفرق واضح و كبير , الأب الأول مجرم ينبغى أن يقدم للشرطة , بينما الأب الثانى يؤدب ابنه من أجل مصلحة هذا الإبن .
أحمد : كلامك صحيح , و هذا هو الفارق أيضا بين من يضرب زوجته كل يوم لأنه رجل قاسى القلب , و بين من يضربها بهدف التأديب اذا صدر منها خطأ أخلاقى لا تريد أن تقلع عنه بعد النصح و الإمتناع عن العلاقة الجسدية , و هذا العقاب لمصلحتها و لمصلحة الاسرة .
جورج ( متسائلا ) : كيف يكون هذا العقاب لمصلحة الزوجة ؟
أحمد : بالطبع هو لمصلحتها , فلا شك أنك عندما تزيل أى اعوجاج أخلاقى فى شخص معين , هذا شىء لمصلحته , و أيضا فأنت تحميه من عقاب الله الأخروى اذا استمر على هذا الذنب , و أيضا فهذا له فائدة تعود على الأسرة , فهناك أبناء , و ربما يتعلمون المعصية من أمهم , و أيضا اذا لم يجدوا أن هناك نظام فى الأسرة يحافظ عليه الأب فربما ينفلت زمام الاسرة و يمشى كل فرد فيها على هواه .
جورج : هل تعلم أن المرأة فى أوربا حتى لو ضربها زوجها هذا الضرب الخفيف الذى تحكى عنه و حتى لو كان بهدف التأديب كما تقول , ربما تقوم الزوجة بإبلاغ البوليس ؟
أحمد : و من قال لك أن أوربا هى المرجع الأخلاقى الأكبر الذى نحتكم اليه ؟ إن كتابك المقدس الذى تؤمن به يأمر بضرب الأولاد من أجل تأديبهم , فيقول فى سفر الأمثال 23 – 13 (لا تمنع التأديب عن الولد لأنك ان ضربته بعصا لا يموت ) , و مع ذلك فلو ضربت ابنك فى أوربا , فهو أيضا ربما يبلغ عنك البوليس و يأخذونك و يسجنونك بسبب هذا , فلا تأخذ هؤلاء الناس كمرجع , فلديهم الكثير من القوانين التى تخالف أوامر الله , و بالتالى لا تقل لى أن الرجل اذا أدب زوجته فى أوربا , فإنه سيؤخذ و يسجن , دعك من قوانين أوربا البشرية التى تخالف كتابك و كتابى .
جورج : حسنا , أشكرك على التوضيح
أحمد : لا شكر على واجب , و لكن دعنى ألخص لك ما قلته . لقد قلت لك أن ضرب النساء بعموم و إطلاق حرام فى الإسلام , و الإستثناء الوحيد هو أن تكون الزوجة ناشز و بها إعوجاج أخلاقى و لا تستجيب للنصح و لا حتى لإمتناع الزوج عن العلاقة الجسدية معها كتعبير عن أن قلبه لا يستطيع أن يكون لها و هى على تلك الحال , و أن هذا الضرب بهدف التأديب و ليس الإنتقام , و أنه ضرب غير مبرح , و لا علاقة لهذا بالضرب المبرح القاسى الذى يفعله بعض الرجال القساة مع زوجاتهن ليل نهار , و ضربت لك مثالا يوضح هذا , هل وعيت هذا ؟
جورج : نعم , لقد وعيت كل كلامك , شكرا لك
أحمد : جيد جدا , و لكن دعنى أسالك , ماذا لو أن امرأة مسيحية تعصى زوجها و بها اعوجاج أخلاقى , ما الحل عندكم فى المسيحية ؟
جورج : ينصحها الزوج كثيرا , و من الممكن أن يخبر أب اعترافها ليكلمها و ينصحها .
أحمد : جميل جدا , هذا يذكرنى بمرحلة الوعظ عندنا فى الإسلام التى يبدأ بها الزوج تعامله مع زوجته الناشز , و لكن ماذا لو لم تستجب هذه الزوجة المسيحية لنصح زوجها أو لنصح أب اعترافها ؟ ما الحل حينها ؟
جورج ( متحيرا ) : فى الحقيقة لا أعلم ماذا يصنع حينها .
أحمد : أعتقد لا يوجد بديل عندكم فى المسيحية سوى أن يسكت الزوج , و تمضى الحياة بهذا الشكل , فتظل امرأته على اساءة أدبها , و يظل هو عاجزا عن تقويمها .
جورج ( متحيرا ) : لا أدرى ماذا أقول .
أحمد : لا تغضب منى يا جورج فنحن صديقان , و لا أقصد أن أجرح مشاعرك , و لكن هذا هو الفارق بين ديننا و دينكم , ديننا يتعامل مع الواقع و يضع الحلول , بينما الدين عندكم لا يقدم الحلول فى بعض الأحيان . عندنا فى الإسلام اذا أساءت الزوجة أدبها فهناك وسيلة للتقويم و التأديب , بل و اذا استحالت الحياة الزوجية عندنا يسمح بالطلاق , و لكن عندكم يقف الزوج متحيرا لا يدرى ماذا يفعل مع سوء أدب امرأته التى ترفض الإستجابة للنصح , بل و اذا استحالت الحياة الزوجية بينهما لا يقدر أن يطلقها و لا تقدر هى أن تطلقه إلا لعلة الزنا .
جورج ( متلعثما ) : نعم , نعم .
أحمد : إذن , لا سبيل أمام هذا الزوج المسيحى الذى يعيش مع امرأة تسىء أدبها و تعصاه , سوى أن يظل معها مكتوف اليدين , لا يدرى ماذا يصنع , كما يقول الناس باللهجة العامية ( يلبس طرحة و يقعد ساكت )
جورج ( يريد الإنصراف ) : لقد تأخر الوقت , سأراك لاحقا بمشيئة الرب و أتركك حاليا , الى اللقاء .
أحمد : الى اللقاء .
____________________________________
نصائح للأخ المسلم الذى يتحاور حول هذه النقطة :
1- اذا قال لك المسيحى عندكم فى الإسلام " ضرب النساء " , قل له لا يوجد عندنا شىء اسمه " ضرب نساء " بهذا العموم و الإطلاق , و أن هذا حرام بنص القرآن , و لكن ما يوجد عندنا هو ضرب الزوجة الناشز و أن هذا آخر دواء يستخدم معها .
2- لا تكتف بدور المدافع , بل اسأل المسيحى , ما الحل عندكم اذا نشزت الزوجة و أساءت الأدب و لم تستجب للنصح ؟ هل يلبس زوجها طرحة على رأسه و يتركها تفعل ما تشاء ؟ ....لن يجد المسيحى حلا و لا جوابا .
حياكم الله
تعليق