بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال لى محاورى النصرانى ( لقد أخطأ القرءان الكريم ) ...... فقلت له وكيف ذاك ؟
قال ( لقد قدم القرءان صورة خاطئة عن ايماننا بشكل معكوس ) .....فقلت له .......... هل من مزيد من التوضيح فضلا ؟
قال ( القرءان الكريم يزعم اننا نؤمن ان الله هو المسيح .........مع اننا بالعكس نؤمن ان المسيح هو الله ........ والفرق بين الاثنين كبير ................وعلى ذلك فقد كان من الأولى أن تقول الايه ( لقد كفر الذين قالوا ان المسيح هو الله ) وليس كما ورد فى قرءانكم ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ) المائدة 17.
قال ( لقد قدم القرءان صورة خاطئة عن ايماننا بشكل معكوس ) .....فقلت له .......... هل من مزيد من التوضيح فضلا ؟
قال ( القرءان الكريم يزعم اننا نؤمن ان الله هو المسيح .........مع اننا بالعكس نؤمن ان المسيح هو الله ........ والفرق بين الاثنين كبير ................وعلى ذلك فقد كان من الأولى أن تقول الايه ( لقد كفر الذين قالوا ان المسيح هو الله ) وليس كما ورد فى قرءانكم ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ) المائدة 17.
كان هذا هو معرض الشبهة التى القاها ذلك المحاور المسيحى على .......وساعتها لم اعرف جوابا على الشبهة ......وليس ذلك عجز منى ......ولكنى لم أر ساعتها ان هناك فرقا كبيرا أو اختلافا واضحا بين ان يذكر القرءان ايمان النصارى ...هل هم يعتقدون أن الله هو المسيح ام انهم يعتقدون ان المسيح هو الله
وكل ما جال فى خاطرى حين القيت على هذه الشبهة أنها ما هى إلا سفسطة فلسفية فارغة لا تقدم ولا تؤخر ولا تنكر من حقيقة عبادة النصارى للمسيح شيئا.
ولكن بعد طول تفكير وطول روية هدانى الله سبحانه وتعالى الى المغزى من ان يسألنى ذلك المحاور النصرانى بذلك السؤال وكيف أن الاية الكريمة بالفعل تقدم فى ظاهرها حقيقة معكوسة عن إيمان النصارى ....فهم بالفعل يؤمنون ان المسيح هو الله ........ولا تجد نصرانى يقول بأن الله هو المسيح
ولكن التفكير فى هذه الشبهة لم يمنعنى ايضا من الوصول إلى حقيقة مراد الاية الكريمة وعظيم رسالتها التى أراد الله من خلالها ان يوصلنا اليها وندرك معانيها ..لذلك جاءت الاية بهذا الشكل ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ) المائدة 17
ولنجيب على هذه الشبهة يجب أولا ان نفهم مغزى النصارى من إصرارهم أن المسيح هو الله وليس العكس ( الله هو المسيح ) , ثم نفهم حكمة الله فى أن الاية جاءت على تلك الشاكلة كما وردت فى القرءان الكريم .
ولنجيب على هذه الشبهة يجب أولا ان نفهم مغزى النصارى من إصرارهم أن المسيح هو الله وليس العكس ( الله هو المسيح ) , ثم نفهم حكمة الله فى أن الاية جاءت على تلك الشاكلة كما وردت فى القرءان الكريم .
أولا : لماذا يصر النصارى أن المسيح هو الله وليس الله هو المسيح :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يؤمن النصارى أن الله تجسد وأخذ صورة بشرية متمثلة فى المسيح عيسي عليه السلام كى يفتديهم على الصليب .
وبالتالى فالله صار انسانا متجسدا ........أى انهم يؤمنون أن اللاهوت تأنس
فالاصل عندهم ان الله صار مسيحا ......وهم يصرون على هذا المفهوم لأنهم لو قالوا بما قالته الاية ( لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم ) لأقتضى ذلك منهم أن يعتقدوا ان الله فى اصله كان مسيحا ( اى ان الناسوت وهو المسيح تأله ) وهذا ما لا يريده النصارى بل ويحاربونه ان يعترفوا ان الههم فى اصله كان انسانا بشريا ...........ثم صار الها ..... وفى هذا نفيا للأصل اللاهوتى للمسيح .
اذن فمركز احتجاج النصارى على هذه الاية القرءانية ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ) أنها تقر أن الناسوت تأله وليس اللاهوت تأنس
فهى تنفى التجسد تماما عن الله سبحانه وتعالى .
وبالتالى فالله صار انسانا متجسدا ........أى انهم يؤمنون أن اللاهوت تأنس
فالاصل عندهم ان الله صار مسيحا ......وهم يصرون على هذا المفهوم لأنهم لو قالوا بما قالته الاية ( لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم ) لأقتضى ذلك منهم أن يعتقدوا ان الله فى اصله كان مسيحا ( اى ان الناسوت وهو المسيح تأله ) وهذا ما لا يريده النصارى بل ويحاربونه ان يعترفوا ان الههم فى اصله كان انسانا بشريا ...........ثم صار الها ..... وفى هذا نفيا للأصل اللاهوتى للمسيح .
اذن فمركز احتجاج النصارى على هذه الاية القرءانية ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ) أنها تقر أن الناسوت تأله وليس اللاهوت تأنس
فهى تنفى التجسد تماما عن الله سبحانه وتعالى .
ثانيا : الكتاب المقدس يعترف ان المسيح انسانا متألها وليس الها متأنسا ( متجسدا ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقر الكتاب المقدس ان المسيح لم يكن الها خالصا تجسد فى صورة بشرية بل ما هو إلا انسان عادى
( انا انسان قد كلمكم بالحق الذى جاءكم به من الله ) يوحنا 8/ 40
( أيها الرجال الاسرائيليون اسمعوا يسوع الناصرى رجل قد تبرهن لكم بقوات وعجائب صنعها الله بيده ) اعمال 2 /22
كما اننا لا ننسي ان يسوع فى الكتاب المقدس ثبت انه قيل عنه انه إنسانا متالها من قبل اليهود الذين كانوا يريدون ان يقتلوه ويعتبرون مجرد اعترافه بأنه ابن الله تجديف يستوجب الموت.
30 أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».
34 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟
36 فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟ ........ يوحنا 10- 30/36
والجملة المظللة باللون الاحمر تثبت ان المسيح فى صورته الاصلية ما هو إلا بشر , وأن اليهود حينما اتهموه بالتجديف قالوا عنه انه انسان يريد ان يجعل من نفسه الها وليس العكس ...هكذا فهم اليهود حقيقة المسيح أنه انسانا تأله وليس إلها تانس
وبهذا يثبت الكتاب المقدس ما ورد عن حقيقة طبيعة المسيح مثلما ورد فى القرءان ولا يناقض ما زعمه المحاور النصرانى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقر الكتاب المقدس ان المسيح لم يكن الها خالصا تجسد فى صورة بشرية بل ما هو إلا انسان عادى
( انا انسان قد كلمكم بالحق الذى جاءكم به من الله ) يوحنا 8/ 40
( أيها الرجال الاسرائيليون اسمعوا يسوع الناصرى رجل قد تبرهن لكم بقوات وعجائب صنعها الله بيده ) اعمال 2 /22
كما اننا لا ننسي ان يسوع فى الكتاب المقدس ثبت انه قيل عنه انه إنسانا متالها من قبل اليهود الذين كانوا يريدون ان يقتلوه ويعتبرون مجرد اعترافه بأنه ابن الله تجديف يستوجب الموت.
30 أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».
31 فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ.
32 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟»
33 أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا»
32 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟»
33 أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا»
34 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟
35 إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ،
36 فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟ ........ يوحنا 10- 30/36
والجملة المظللة باللون الاحمر تثبت ان المسيح فى صورته الاصلية ما هو إلا بشر , وأن اليهود حينما اتهموه بالتجديف قالوا عنه انه انسان يريد ان يجعل من نفسه الها وليس العكس ...هكذا فهم اليهود حقيقة المسيح أنه انسانا تأله وليس إلها تانس
وبهذا يثبت الكتاب المقدس ما ورد عن حقيقة طبيعة المسيح مثلما ورد فى القرءان ولا يناقض ما زعمه المحاور النصرانى .
ثالثا : الحكمة من ايراد الاية ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسي بن مريم ) بطريقة تناقض ايمان النصارى وتعكس معتقدهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا شك ان القرءان الكريم هو كتاب الله الذى لا ياتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه .........ولذلك حينما عرض القرءان الكريم ايمان النصارى لم يعرضه بشكل يقرر مذهبهم ولكن بشكل يصحح حقيقة هذا المعتقد الفاسد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا شك ان القرءان الكريم هو كتاب الله الذى لا ياتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه .........ولذلك حينما عرض القرءان الكريم ايمان النصارى لم يعرضه بشكل يقرر مذهبهم ولكن بشكل يصحح حقيقة هذا المعتقد الفاسد.
فالنصارى يؤمنون بالله ......... ونحن ايضا المسلمون نؤمن بالله , ولكن شتان الفارق بين الاله الذى نؤمن به نحن المسلمون عن ذلك الاله الذى يؤمن به النصارى .......... لذلك يوجد بيننا وبين النصارى الان قضية اتفاق ( الايمان بوجود اله ) وقضية اختلاف ( طبيعة هذا الاله وصفاته ) .
فالنصارى يؤمنون بالها متجسدا ( المسيح ) , اما نحن فلا يوجد عندنا تجسد ............ لذلك جاءت الاية القرءانية واضحة تنفى عن ان الله يكون الها متجسدا ( لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم )...... فالاية الكريمة لاتريد ان تعرض لطبيعة ايمان النصارى بقدر ما تريد ان تنفى عن الله نفسه كونه الها متجسدا .......... وهذه هى الحكمة من الاية القرءانية انها جاءت على ذلك النسق وليس على النسق الذى يريده النصارى .
فالنصارى يؤمنون بالله , وكذلك نحن ........ ولكن هل هذا الاله هو اله متجسد ؟ بالطبع لا لذلك قررت الايه ان الله ليس مسيحا بشريا كما يعتقد النصارى .....فالاية جاءت لتصحيح معتقد النصارى الفاسد ولم تاتى مناقضة لما يؤمن به النصارى
فالنصارى يؤمنون بالها متجسدا ( المسيح ) , اما نحن فلا يوجد عندنا تجسد ............ لذلك جاءت الاية القرءانية واضحة تنفى عن ان الله يكون الها متجسدا ( لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم )...... فالاية الكريمة لاتريد ان تعرض لطبيعة ايمان النصارى بقدر ما تريد ان تنفى عن الله نفسه كونه الها متجسدا .......... وهذه هى الحكمة من الاية القرءانية انها جاءت على ذلك النسق وليس على النسق الذى يريده النصارى .
فالنصارى يؤمنون بالله , وكذلك نحن ........ ولكن هل هذا الاله هو اله متجسد ؟ بالطبع لا لذلك قررت الايه ان الله ليس مسيحا بشريا كما يعتقد النصارى .....فالاية جاءت لتصحيح معتقد النصارى الفاسد ولم تاتى مناقضة لما يؤمن به النصارى
والله سبحانه وتعالى كان قادرا ان يقول فى الاية ( لقد كفر الذين قالوا إن المسيح هو الله ) ...... وهو النسق الذى يوافق ايمان النصارى ولكن لو جاءت الاية الكريمة فى هذا الشكل لحصل اتهام من قبل النصارى على الذات الالهية بأن الله يكفرهم لا لشيء إلا لانهم يعبدوا المسيح ,ولكن الله لا يهمه ان كان يعبد النصارى المسيح ام لا بقدر ما يهمه ان ينفى عن ذاته انه بشر تجسد فى صورة انسان ....... وهذا هو مقصود الاية ومرادها
كتبه مجد الاسلام عبداوى
تعليق