بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الاسلام دين التسامح وليس دين ارهاب
(احب ان الفت انتباهكم الى ان هذا المقال هو تلخيص للمبحث الثالث من كتاب افتراءات واباطيل عرض ونقد للمستشار على عبد اللاه طنطاوى رئيس محكمة القيم السابق رحمه الله تعالى)
منذ احداث 11 سبتمبر 2001 ذاع بين اهل الغرب ان الارهاب ينبع من الدين الاسلامى وان المسلمون يحربون الغرب لا لما يفعله ولكن لما يمثله من فكر واسلوب حياة .
وقد عبر عن ذلك (جان مارى كلوبانى) رئيس تحرير جريدة لوموند الفرنسية بقوله : (ان كراهية المسلمين للغرب تنبع من غيرتهم من الثراء والنجاح الذى يعيش فيه الغرب ويمثله ) .
وقدد برر البعض ومنهم (برنارد لويس ) الاستاذ فى جامعة برنستون الامريكية ذلك العنف الى تخلف المسلمين , وكل هذه الاراء تجعل الارهابين مسلمين اولا واخيرا وانهم لم يتحلوا الى الارهاب الا لكونهم مسلمين بل ان منهم من يتعدى كل (الصحفى بمجلة ليون كلود امبار) ذلك الى وصف المسلمين بالمتوحشين الذين يهدفون الى تطهير البشرية من الكفار .
والحقيقة ان اعداء الاسلام لم يكتفوا بحروب القتال وسفك الدماء فشنوا منذ امد بعيد حرب اخرى هى حرب الافتراءات والاكاذيب والتشويه .
فاتهمو الاسلام بما ليس فيه وصوروه فى صورة كريهه . باعتباره دين قائم على القهر والغلبة ليس له علاقة بالتسامح او احترام الحريات , لا يرعى عهد ولا يحفظ ذمة , ولا ينظر الا الى مصلحته الخاصة فى ابرام العهود او نقضها (اذا وجد المصلحة فى ابرام العهد ابرمه واذا غدت هذه المصلحة نقضه) .
ولكن اليقين الذى لا شك فيه ان الجهاد شرع فى الاسلام ليحمى العقيدة من كيد المتربصين بها لتاخذ مجراها النبيل فى هداية البشر بجانب :
- الدفاع عن النفس والوطن والمال والعرض .
- حفظ الكرامة والحياة ونصرة المستضعفين قال الله تعالي : "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا "- النساء(75).
- منع الفتنة أو تأمين حرية الدعوة: وهذا ما صرَّح به القرآن الكريم في آيتين من كتاب الله، إحداهما في سورة البقرة في قوله تعالى: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ" [البقرة:193].
والثانية في سورة الأنفال في قوله تعالى: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" [الأنفال:39].
- استرداد الحريات والمغتصبات
فهو ليس اداة قوة او سبيل قهر بل ضرورة "كتب عليكم القتال وهو كره لكم "
تفرضها الاسباب السابقة وتحكمها قوانين الاسلام" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" " وان جنحو للسلم فاجنح لها" ولكن ليس سلام ذل او امتهان " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون " .
.
فاين هو الارهاب فى دين الاسلام ومتى كان المسلمون مهاجمين او معتدين منذا ظهور الاسلام وحتى العصر الحديث ؟ !
افى غزوة بدر ؟ وقد سلبت ديارهم واموالهم واوطانهم وعوملوا بوحشية فاجرة من المشركين . ام فى غزوة احد ؟وقد زحف جيش الشرك الى المدينة يريد ان يستاصل شأفة المسلمين . ام فى غزوة الاخندق ؟ وقد تواطأ الكفر مع النفاق اليهودى فكونو جيشا يريد غزوا المدينة والقضاء على ما فيها . ام فى مواجهة التتار والصلبيين ؟ الذين ارادو القضاء على العقيدة والارض والمال والعرض . ام فى مواجهة الصهيونية التى سلبت ارضا وشردت اهله بمساندة الغرب ؟ ايلام المسلمون اذا هبوا للدفاع عن عقيدتهم واوطانهم ثم يقال عنهم ارهابيين .
حتى حرب المسلمين للروم التى زعم البعض انها لم تكن للدفاع عن العقيدة .
فالمسلمون فى عهد الرسول والصحابة من بعده كانوا مهددين بالهجوم المباغت عليهم ممن ينظرون الى الاسلام نظرة عدائية فكان لابد من حرب وقائية , وفى ذلك يقول الشيخ محمد ابو زهرة : "كان قتال الاسلام الذى شرعه الله ونفذه النبى صلى الله عليه وسلم دفاعا وليس اعتداء , ولكن من الدفاع ما يلبس لباس الهجوم , فانه بمجرد ان انتشر الاسلام فى البلاد العربية وجاء بمبادىء الاخوة الانسانية العامة , والمساواة بين الخلق , والتكافل الاجتماعى , ومنع القوى فى ان يتحكم بالضعيف , توجس الملوك الظالمين خيفة من ذيوعه وانتشاره فى ديارهم , وبين رعايهم فوقفوا له بالمرصاد , فكسرى هم ان يقتل النبى , وهرقل قتل الذين دخلوا فى الاسلام من اهل الشام , وبذلك صار الاسلام يراد به السوء وينال بالاذى , وتنتهز الفرص لللانقضاض عليه , وما كان من شأن القائد ان ينتظر عدوه حتى يغزوه , ومن هنا لبس الدفاع ثوب الهجوم . (من مقال منشور بمجلة لواء الاسلام بعنوان الجهاد فى الاسلام , عدد ذى القعدة والحجة , 1379ه – 1960م(. وتسمى هذه الحرب بلغة العصر حرب وقائية
والحروب التى يخوضها المسلمون او العهود التى يبرمونها محكومة بقوانين الاسلام التى تلزم :
- باثار السلم عند اول بوادره "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم "فالسلام فى الاسلام شعار دائم , وسمة مميزة لاهله خلافا للحرب التى هى ضرورة لا يلجا اليها الا اذا سدت جميع المنافذ امام محولات السلام "كتب عليكم القتال وهو كره لكم " مؤقتة بزوال الفتنة وزوال ضرورتها "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".
- حماية حق الحياة لغير المقاتلين من النساء والشيوخ والاطفال .
- رعاية الجرحى والمصابين .
- عدم نقض العهد اذا احترمت بنوده من الطرف الاخر (إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) , وعدم المباغتة بالهجوم ان حدث العكس قبل المكاشفة والاعلام {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} والاسلام كان له السبق فى هذا الشأن منذ اربعة عشر قرنا على القوانين المعاصرة التى تضمنتها قرارات مؤتمر لاهاى سنة 1907 والتى نصت على "يجب ان لا تبدأ الاعمال الحربية الا بعد اخطار سابق" .
والتاريخ خير شاهد على ان المسلمون لم يحاربوا الا مدافعين عن انفسهم و حقوقهم سواء هاجمهم العدوا او تين لهم انه يعد العدة للهجوم .
واذ كان الاسلام قد امر المسلمين بالاستعداد لملاقاة العدة بالقوة المادية والمعنوية (واعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بة عدو الله وعدوكم
) فليس قصده من ذلك الا حفظ السلام بتخويف العدو وترهيبه حتى يقضى على اماله و اوهامه التى تصور له النصر والغلبة فلا يقدم على الهجوم او الاعتداء .
واذا كان الاسلام ضد الحرب العدوانية فهو ايضا ضد الفساد والتخريب والارهاب " من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً " المائدة 32 مع مرعاة ان مواجهة المحتل الغاصب امرا واجبا نظرا لما يرتكبه من قتل ونهب وسلب وتخريب .
يتبع باذن الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الاسلام دين التسامح وليس دين ارهاب
(احب ان الفت انتباهكم الى ان هذا المقال هو تلخيص للمبحث الثالث من كتاب افتراءات واباطيل عرض ونقد للمستشار على عبد اللاه طنطاوى رئيس محكمة القيم السابق رحمه الله تعالى)
منذ احداث 11 سبتمبر 2001 ذاع بين اهل الغرب ان الارهاب ينبع من الدين الاسلامى وان المسلمون يحربون الغرب لا لما يفعله ولكن لما يمثله من فكر واسلوب حياة .
وقد عبر عن ذلك (جان مارى كلوبانى) رئيس تحرير جريدة لوموند الفرنسية بقوله : (ان كراهية المسلمين للغرب تنبع من غيرتهم من الثراء والنجاح الذى يعيش فيه الغرب ويمثله ) .
وقدد برر البعض ومنهم (برنارد لويس ) الاستاذ فى جامعة برنستون الامريكية ذلك العنف الى تخلف المسلمين , وكل هذه الاراء تجعل الارهابين مسلمين اولا واخيرا وانهم لم يتحلوا الى الارهاب الا لكونهم مسلمين بل ان منهم من يتعدى كل (الصحفى بمجلة ليون كلود امبار) ذلك الى وصف المسلمين بالمتوحشين الذين يهدفون الى تطهير البشرية من الكفار .
والحقيقة ان اعداء الاسلام لم يكتفوا بحروب القتال وسفك الدماء فشنوا منذ امد بعيد حرب اخرى هى حرب الافتراءات والاكاذيب والتشويه .
فاتهمو الاسلام بما ليس فيه وصوروه فى صورة كريهه . باعتباره دين قائم على القهر والغلبة ليس له علاقة بالتسامح او احترام الحريات , لا يرعى عهد ولا يحفظ ذمة , ولا ينظر الا الى مصلحته الخاصة فى ابرام العهود او نقضها (اذا وجد المصلحة فى ابرام العهد ابرمه واذا غدت هذه المصلحة نقضه) .
ولكن اليقين الذى لا شك فيه ان الجهاد شرع فى الاسلام ليحمى العقيدة من كيد المتربصين بها لتاخذ مجراها النبيل فى هداية البشر بجانب :
- الدفاع عن النفس والوطن والمال والعرض .
- حفظ الكرامة والحياة ونصرة المستضعفين قال الله تعالي : "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا "- النساء(75).
- منع الفتنة أو تأمين حرية الدعوة: وهذا ما صرَّح به القرآن الكريم في آيتين من كتاب الله، إحداهما في سورة البقرة في قوله تعالى: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ" [البقرة:193].
والثانية في سورة الأنفال في قوله تعالى: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" [الأنفال:39].
- استرداد الحريات والمغتصبات
فهو ليس اداة قوة او سبيل قهر بل ضرورة "كتب عليكم القتال وهو كره لكم "
تفرضها الاسباب السابقة وتحكمها قوانين الاسلام" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" " وان جنحو للسلم فاجنح لها" ولكن ليس سلام ذل او امتهان " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون " .
.
فاين هو الارهاب فى دين الاسلام ومتى كان المسلمون مهاجمين او معتدين منذا ظهور الاسلام وحتى العصر الحديث ؟ !
افى غزوة بدر ؟ وقد سلبت ديارهم واموالهم واوطانهم وعوملوا بوحشية فاجرة من المشركين . ام فى غزوة احد ؟وقد زحف جيش الشرك الى المدينة يريد ان يستاصل شأفة المسلمين . ام فى غزوة الاخندق ؟ وقد تواطأ الكفر مع النفاق اليهودى فكونو جيشا يريد غزوا المدينة والقضاء على ما فيها . ام فى مواجهة التتار والصلبيين ؟ الذين ارادو القضاء على العقيدة والارض والمال والعرض . ام فى مواجهة الصهيونية التى سلبت ارضا وشردت اهله بمساندة الغرب ؟ ايلام المسلمون اذا هبوا للدفاع عن عقيدتهم واوطانهم ثم يقال عنهم ارهابيين .
حتى حرب المسلمين للروم التى زعم البعض انها لم تكن للدفاع عن العقيدة .
فالمسلمون فى عهد الرسول والصحابة من بعده كانوا مهددين بالهجوم المباغت عليهم ممن ينظرون الى الاسلام نظرة عدائية فكان لابد من حرب وقائية , وفى ذلك يقول الشيخ محمد ابو زهرة : "كان قتال الاسلام الذى شرعه الله ونفذه النبى صلى الله عليه وسلم دفاعا وليس اعتداء , ولكن من الدفاع ما يلبس لباس الهجوم , فانه بمجرد ان انتشر الاسلام فى البلاد العربية وجاء بمبادىء الاخوة الانسانية العامة , والمساواة بين الخلق , والتكافل الاجتماعى , ومنع القوى فى ان يتحكم بالضعيف , توجس الملوك الظالمين خيفة من ذيوعه وانتشاره فى ديارهم , وبين رعايهم فوقفوا له بالمرصاد , فكسرى هم ان يقتل النبى , وهرقل قتل الذين دخلوا فى الاسلام من اهل الشام , وبذلك صار الاسلام يراد به السوء وينال بالاذى , وتنتهز الفرص لللانقضاض عليه , وما كان من شأن القائد ان ينتظر عدوه حتى يغزوه , ومن هنا لبس الدفاع ثوب الهجوم . (من مقال منشور بمجلة لواء الاسلام بعنوان الجهاد فى الاسلام , عدد ذى القعدة والحجة , 1379ه – 1960م(. وتسمى هذه الحرب بلغة العصر حرب وقائية
والحروب التى يخوضها المسلمون او العهود التى يبرمونها محكومة بقوانين الاسلام التى تلزم :
- باثار السلم عند اول بوادره "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم "فالسلام فى الاسلام شعار دائم , وسمة مميزة لاهله خلافا للحرب التى هى ضرورة لا يلجا اليها الا اذا سدت جميع المنافذ امام محولات السلام "كتب عليكم القتال وهو كره لكم " مؤقتة بزوال الفتنة وزوال ضرورتها "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".
- حماية حق الحياة لغير المقاتلين من النساء والشيوخ والاطفال .
- رعاية الجرحى والمصابين .
- عدم نقض العهد اذا احترمت بنوده من الطرف الاخر (إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) , وعدم المباغتة بالهجوم ان حدث العكس قبل المكاشفة والاعلام {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} والاسلام كان له السبق فى هذا الشأن منذ اربعة عشر قرنا على القوانين المعاصرة التى تضمنتها قرارات مؤتمر لاهاى سنة 1907 والتى نصت على "يجب ان لا تبدأ الاعمال الحربية الا بعد اخطار سابق" .
والتاريخ خير شاهد على ان المسلمون لم يحاربوا الا مدافعين عن انفسهم و حقوقهم سواء هاجمهم العدوا او تين لهم انه يعد العدة للهجوم .
واذ كان الاسلام قد امر المسلمين بالاستعداد لملاقاة العدة بالقوة المادية والمعنوية (واعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بة عدو الله وعدوكم
) فليس قصده من ذلك الا حفظ السلام بتخويف العدو وترهيبه حتى يقضى على اماله و اوهامه التى تصور له النصر والغلبة فلا يقدم على الهجوم او الاعتداء .
واذا كان الاسلام ضد الحرب العدوانية فهو ايضا ضد الفساد والتخريب والارهاب " من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً " المائدة 32 مع مرعاة ان مواجهة المحتل الغاصب امرا واجبا نظرا لما يرتكبه من قتل ونهب وسلب وتخريب .
يتبع باذن الله تعالى
تعليق