تويت
كنتُ أقصد أخي الكريم أني لما بدأتُ أفكر في الأمر ووجدتُ أن علاقة البنوة بيني وأبي وأمي تمثل جزءاً كبيراً من سعادتي ثم علمتُ كما ورد في الحديث الصحيح أن أعمار أهل الجنة رجالها ونسائها ستكون واحدة على سن 33 عاماً ، فساعتها خِلتُ أن تنمحي هذه المشاعر الجميلة التي بيني وبين أبواي ، فمن العوامل التكوينية لهذه المشاعر هو فارق السن بيني وبينهما وشعوري بما لهما من خبرة في الحياة مما يجعلني أرتكن إليهما فيما لا أعلمه وأستشعر الأمن في الاعتماد عليهما بعد الله تعالى ..... إلخ .... وإذا انمحت هذه المشاعر بيننا فقد ذهب جزء من سعادتي التي أشعر بها في الدنيا ولن أجدها في الجنة ... هكذا كنتُ أتصور .. ثم بعد أن قرأتُ هذا الكتاب بل وسمعتُ العلماء يتكلمون ويستفيضون عن نعيم أهل الجنة ومراتبهم وأحوالهم علمتُ أني في واد آخر مختلف تماماً ...
** ففي البداية فكرة تصور أن الجنة بها ما يعكر صفو المؤمن ولو بمثقال ذرة فكرة خاطئة شكلاً وموضوعاً ، فمن غير الصحيح أو المنطقي أن نحمل هماً لدار أساسها السعادة الكاملة والنعيم المقيم بلا كدر ولا غم ولا هم
** وثانياً الحكم على الجنة بمقاييس الدنيا هو خطأ ثانٍ
** وثالثاً نعيم الجنة فوق تصور أي مخلوق وماورد لنا من وصف للجنة هو مجرد تقريب لأذهاننا التي لا تدرك قدر هذا النعيم الذي وصفه الله تعالى بمالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
** ورابعاً ستكون العلاقات في الجنة بين البشر بشكل لا نتصوره لكن المهم أنها ستكون على أعلى درجة من كمال السعادة والفرح والنعيم ، وبالتالي فليس هناك مجال لحمل هم العلاقات الأسرية والزوجية وكيفيتها أو الخوف من فقد شئ جميل فيها
** وخامساً : النعيم في الجنة لا حصر له لا كماً ولا كيفاً وبالتالي فلا مجال لحصر التفكير في زاوية واحدة وكأنما هي كل الجنة ولا وجود لغيرها ..
فالكتاب لم يذكر هيئة معينة لمشاعر الولد تجاه والديه في الجنة أو العلاقة بينهما على وجه الخصوص لكن استشففتُ منه هذه الأمور التي وضحت لي الرؤية بل وصححتها بشكل مغاير لما خِلته وجعلتني أضع الأمور في نصابها الصحيح ، بل قلتُ في بالي لو لم يكن في سعادتي في الجنة - فيما يخص والديَّ - إلا العلم بأني لن أفقدهما أبداً بسفر أو موت لكفاني ، فكيف إن تعدَّى الأمر ذلك بمراحل عديدة لا يحيط بها علم بشر ؟؟!
المهم هو أن نعمل لأجل الجنة وننشغل بذلك ثم الأهم أن يتفضل الله تعالى علينا بواسع رحمته ويسبغ علينا كرمه فيدخلنا دار مقامته ويمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم ويفيض علينا رضاه فلا يسخط علينا بعده أبداً ... اللهم آمين فآمين ثم آمين ..
المهم هو أن نعمل لأجل الجنة وننشغل بذلك ثم الأهم أن يتفضل الله تعالى علينا بواسع رحمته ويسبغ علينا كرمه فيدخلنا دار مقامته ويمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم ويفيض علينا رضاه فلا يسخط علينا بعده أبداً ... اللهم آمين فآمين ثم آمين ..
بارك الله فيك أخي الكريم eng.power
تعليق