جورج : كيفك أحمد
أحمد : الحمد لله رب العالمين , كيف حالك أنت ؟
جورج : نشكر الرب . اليوم أريد أن أسألك سؤالا جديدا
أحمد : على الرحب و السعة , تفضل .
جورج : قرأت فى قصة صلح الحديبية أن صحابة نبيكم كانوا يقتتلون على وضوئه و نخامته .
أحمد : نعم , ما الإشكال فى هذا ؟
جورج : لا أريدك أن تغضب منى , و لكن ألا يعتبر هذا عدم نظافة ؟ أنا لا أتكلم عن الوضوء الذى اقتتل عليه صحابة نبيكم , و لكن الإشكال عندى فى مسألة النخامة , فكيف يأخذ الرجل منهم النخامة و يدلك بها وجهه و جلده ؟
أحمد : اذا راجعت سياق القصة ستفهم الأمر و سيزول الإشكال .
جورج : كيف هذا ؟
أحمد : دعنى أولا أشرح لك بمثال .. لو افترضنا أنك كلما تسير فى شارع معين فى طريقك الى العمل , تصادف رجلا يمسك بحذاء و يضعه على فمه و يقبله , ماذا سيكون رأيك فى هذا الرجل ؟
جورج : لا بد أنه مجنون و مختل العقل , أو على أقل تقدير إنسان غير نظيف , فكيف يمكن لإنسان أن يضع الحذاء الذى نطأ به الأرض و تكون عليه الأتربة على فمه و يقبله ؟ .. لا بد أنه مجنون أو إنسان غير نظيف .
أحمد : كلامك صحيح جدا .. الآن , ماذا اذا واصلت سيرك فوجدت نزاعا بين رجلين , أحدهما يقول للآخر ( سوف آتى غدا و أضرب أمك أمام عينك , و لن تستطيع أن تمنعنى ) , فهوى الرجل الآخر على الأرض تجاه حذاء أمه , و وضع فمه عليه و أخذ يقبله . برأيك , لماذا فعل هذا الأمر ؟
جورج : الأمر واضح , لقد قبل حذاء أمه ليبلغ الرجل الآخر رسالة مفادها , أننى لن أتخلى عن أمى , و لن تستطيع أن تؤذيها فى وجودى , و بالغ فى تصوير هذا عن طريق تقبيله حذاء أمه , مع أن وضع الفم على الحذاء و تقبيله شىء يستقذر أن يفعله الإنسان .
أحمد : كلام جميل , و لكن أليس هذا هو نفس الأمر الذى استنكرته فى قصة الرجل الذى تقابله و أنت ذاهب لعملك , و تراه يضع حذاءا على فمه و يقبله ؟
جورج : لا , الوضع مختلف , هذا الرجل الذى أقابله فى طريقى للعمل لا بد أنه مجنون أو غير نظيف , فما الداعى أن يضع حذاءا على فمه و يقبله ؟ , هذا سلوك شخصى غير نظيف . هذا يختلف عن الرجل الذى يحاول الدفاع عن أمه , فهو أراد فقط أن يوصل رسالة لخصمه بأن لن يفر و يدع أمه , بل سيدافع عنها , و بالغ فى تصوير هذا بأن أمسك الشىء الذى يستقذره الناس و هو الحذاء , أعنى الحذاء الخاص بأمه , و قام بتقبيله , فهذه مجرد رسالة و ليس سلوكا أو خلقا شخصيا , و الدليل على أن هذا ليس سلوكا شخصيا ملازما له هو أن هذا الرجل فى غير هذا الموقف لن تراه يفعل هذا أبدا , فلن تراه يمسك بحذاء و يقبله على الإطلاق .
أحمد ( ضاحكا ) : أنت أجبت على سؤالك بنفسك
جورج ( مندهشا ) : لا أفهم , كيف أننى أجبت على نفسى ؟
أحمد : إن المثال الذى قلته لك , و أنت فسرته بنفسك , هو بعينه ما حدث فى قصة صلح الحديبية .
جورج : كيف هذا ؟
أحمد : إن الصحابة لم يكن من سلوكهم الشخصى أن يقتتلوا على نخامة رسول الله , و لو كان هذا سلوكا شخصيا ملازما لهم لكان اعتراضك منطقيا , فحينها كانوا سيشبهون الرجل الأول الذى تقابله فى طريقك للعمل و تراه يضع حذاءا على فمه و يقبله , و هو الرجل الذى وصفته بالجنون و عدم النظافة , و لكنك اذا قرأت القصة ستجد أن أحد الكفار و هو " عروة بن مسعود " قد اتهم الصحابة بأنهم سيفرون و يتركون رسول الله و لن يدافعوا عنه , فأراد الصحابة أن يبالغوا فى تصوير دفاعهم عن رسول الله , فكان الواحد منهم يأخذ حتى الشىء المستقذر الذى يخرج من النبى صلى الله عليه و سلم و لا يتركه يسقط على الأرض , و هذا يشبه ماذا ؟؟؟
جورج : أعتقد أنك ستقول أنه يشبه الرجل الذى أمسك بحذاء أمه و قبله مع أن الحذاء يستقذره الناس لأنهم يدوسون به على الأرض و تكون عليه الأتربة .
أحمد ( مبتسما ) : صحيح , و أنت بنفسك فرقت بين موقف هذا الرجل الذى أراد أن يبلغ خصمه رسالة مفادها أنه لن يترك أمه و يهرب , و موقف الرجل الآخر الذى تقابله فى طريقك للعمل و وصفته بالجنون و عدم النظافة .
جورج : صحيح , هناك فرق بين الموقفين .
أحمد : هذا هو الفرق أيضا بين أن تقول أن الصحابة كان من عادتهم دائما أن يأخذوا نخامة الرسول و يدلكوا بها جلودهم , و بين أن تقول أنهم فى موقف معين بالغوا فى إظهار دفاعهم عن رسول الله , حتى أنهم جعلوا الرجل الكافر " عروة بن مسعود " يرى كيف أنهم لا يتركون حتى الشىء المستقذر الخارج من رسول الله يقع على الأرض , فهل يعقل أن يترك هؤلاء رسولهم و يفروا ؟
جورج ( و قد فهم الإجابة و النقطة التى كانت غائبة عن ذهنه ) : أهااااااااااا.....فهمت قولك , شكرا على التوضيح .
أحمد : و أنا أشكرك على حرصك الدائم أن تسأل و تفهم , و أدعو الله لك بالهداية .
جورج : شكرا يا أحمد , نلتقى قريبا مع سؤال جديد
أحمد : على الرحب و السعة بكل أسئلتك .
جورج : الى اللقاء
أحمد : اللى اللقاء .
أحمد : الحمد لله رب العالمين , كيف حالك أنت ؟
جورج : نشكر الرب . اليوم أريد أن أسألك سؤالا جديدا
أحمد : على الرحب و السعة , تفضل .
جورج : قرأت فى قصة صلح الحديبية أن صحابة نبيكم كانوا يقتتلون على وضوئه و نخامته .
أحمد : نعم , ما الإشكال فى هذا ؟
جورج : لا أريدك أن تغضب منى , و لكن ألا يعتبر هذا عدم نظافة ؟ أنا لا أتكلم عن الوضوء الذى اقتتل عليه صحابة نبيكم , و لكن الإشكال عندى فى مسألة النخامة , فكيف يأخذ الرجل منهم النخامة و يدلك بها وجهه و جلده ؟
أحمد : اذا راجعت سياق القصة ستفهم الأمر و سيزول الإشكال .
جورج : كيف هذا ؟
أحمد : دعنى أولا أشرح لك بمثال .. لو افترضنا أنك كلما تسير فى شارع معين فى طريقك الى العمل , تصادف رجلا يمسك بحذاء و يضعه على فمه و يقبله , ماذا سيكون رأيك فى هذا الرجل ؟
جورج : لا بد أنه مجنون و مختل العقل , أو على أقل تقدير إنسان غير نظيف , فكيف يمكن لإنسان أن يضع الحذاء الذى نطأ به الأرض و تكون عليه الأتربة على فمه و يقبله ؟ .. لا بد أنه مجنون أو إنسان غير نظيف .
أحمد : كلامك صحيح جدا .. الآن , ماذا اذا واصلت سيرك فوجدت نزاعا بين رجلين , أحدهما يقول للآخر ( سوف آتى غدا و أضرب أمك أمام عينك , و لن تستطيع أن تمنعنى ) , فهوى الرجل الآخر على الأرض تجاه حذاء أمه , و وضع فمه عليه و أخذ يقبله . برأيك , لماذا فعل هذا الأمر ؟
جورج : الأمر واضح , لقد قبل حذاء أمه ليبلغ الرجل الآخر رسالة مفادها , أننى لن أتخلى عن أمى , و لن تستطيع أن تؤذيها فى وجودى , و بالغ فى تصوير هذا عن طريق تقبيله حذاء أمه , مع أن وضع الفم على الحذاء و تقبيله شىء يستقذر أن يفعله الإنسان .
أحمد : كلام جميل , و لكن أليس هذا هو نفس الأمر الذى استنكرته فى قصة الرجل الذى تقابله و أنت ذاهب لعملك , و تراه يضع حذاءا على فمه و يقبله ؟
جورج : لا , الوضع مختلف , هذا الرجل الذى أقابله فى طريقى للعمل لا بد أنه مجنون أو غير نظيف , فما الداعى أن يضع حذاءا على فمه و يقبله ؟ , هذا سلوك شخصى غير نظيف . هذا يختلف عن الرجل الذى يحاول الدفاع عن أمه , فهو أراد فقط أن يوصل رسالة لخصمه بأن لن يفر و يدع أمه , بل سيدافع عنها , و بالغ فى تصوير هذا بأن أمسك الشىء الذى يستقذره الناس و هو الحذاء , أعنى الحذاء الخاص بأمه , و قام بتقبيله , فهذه مجرد رسالة و ليس سلوكا أو خلقا شخصيا , و الدليل على أن هذا ليس سلوكا شخصيا ملازما له هو أن هذا الرجل فى غير هذا الموقف لن تراه يفعل هذا أبدا , فلن تراه يمسك بحذاء و يقبله على الإطلاق .
أحمد ( ضاحكا ) : أنت أجبت على سؤالك بنفسك
جورج ( مندهشا ) : لا أفهم , كيف أننى أجبت على نفسى ؟
أحمد : إن المثال الذى قلته لك , و أنت فسرته بنفسك , هو بعينه ما حدث فى قصة صلح الحديبية .
جورج : كيف هذا ؟
أحمد : إن الصحابة لم يكن من سلوكهم الشخصى أن يقتتلوا على نخامة رسول الله , و لو كان هذا سلوكا شخصيا ملازما لهم لكان اعتراضك منطقيا , فحينها كانوا سيشبهون الرجل الأول الذى تقابله فى طريقك للعمل و تراه يضع حذاءا على فمه و يقبله , و هو الرجل الذى وصفته بالجنون و عدم النظافة , و لكنك اذا قرأت القصة ستجد أن أحد الكفار و هو " عروة بن مسعود " قد اتهم الصحابة بأنهم سيفرون و يتركون رسول الله و لن يدافعوا عنه , فأراد الصحابة أن يبالغوا فى تصوير دفاعهم عن رسول الله , فكان الواحد منهم يأخذ حتى الشىء المستقذر الذى يخرج من النبى صلى الله عليه و سلم و لا يتركه يسقط على الأرض , و هذا يشبه ماذا ؟؟؟
جورج : أعتقد أنك ستقول أنه يشبه الرجل الذى أمسك بحذاء أمه و قبله مع أن الحذاء يستقذره الناس لأنهم يدوسون به على الأرض و تكون عليه الأتربة .
أحمد ( مبتسما ) : صحيح , و أنت بنفسك فرقت بين موقف هذا الرجل الذى أراد أن يبلغ خصمه رسالة مفادها أنه لن يترك أمه و يهرب , و موقف الرجل الآخر الذى تقابله فى طريقك للعمل و وصفته بالجنون و عدم النظافة .
جورج : صحيح , هناك فرق بين الموقفين .
أحمد : هذا هو الفرق أيضا بين أن تقول أن الصحابة كان من عادتهم دائما أن يأخذوا نخامة الرسول و يدلكوا بها جلودهم , و بين أن تقول أنهم فى موقف معين بالغوا فى إظهار دفاعهم عن رسول الله , حتى أنهم جعلوا الرجل الكافر " عروة بن مسعود " يرى كيف أنهم لا يتركون حتى الشىء المستقذر الخارج من رسول الله يقع على الأرض , فهل يعقل أن يترك هؤلاء رسولهم و يفروا ؟
جورج ( و قد فهم الإجابة و النقطة التى كانت غائبة عن ذهنه ) : أهااااااااااا.....فهمت قولك , شكرا على التوضيح .
أحمد : و أنا أشكرك على حرصك الدائم أن تسأل و تفهم , و أدعو الله لك بالهداية .
جورج : شكرا يا أحمد , نلتقى قريبا مع سؤال جديد
أحمد : على الرحب و السعة بكل أسئلتك .
جورج : الى اللقاء
أحمد : اللى اللقاء .
تعليق