السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو البنات - لماذا أنت تعيس مغموم ؟
أبو البنات - لماذا أنت تعيس مغموم ؟
في غرفة 33
ابتهال محمد علي البار
ابتهال محمد علي البار
غرفة 33، قسم الولادة.
خرج الزوج مع الضيوف، وهو في غاية الغم والتكدير، وما أن عاد إلى الغرفة حتى صبَّ جام غضبه على زوجته المسكينة، التي ما زالت تُعاني من آلام الوضْع؛ وجريرتها الوحيدة أنها أنجبت البنت الرابعة!
هذا المشْهد المتكرر في أغلب الأُسر، إنْ دلَّ على شيء، فإنما يدلُّ على الجاهلية التي لا تزال متغلغلة في أعماق العقول، ولو كانتْ عقول أكبر المثقفين وأساتذة الجامعات.
فالزوج في مجتمعاتنا يحلم بأن يصبحَ أبا فلان بأيِّ ثمن، ولو كان صحة وعافية زوجته المسكينة التي تعاني متاعب الحمل والولادة المتكرِّرة، ولا تجد إلا السخط والغضب إن كانت المولودة بنتًا في كل مرة، وفي بيوت كثيرة يكون الثمن قصورًا في التربية، وعجزًا عن متابَعة الأبناء وتنشئتهم وفقًا لما يرضي الله، وفي حالات أخرى قد يلجأ الزَّوْجُ إلى التَّعدد، ليس لشيءٍ سوى أن يتحقق الحلم، ويصبح أبا فلان!
وكأن صورة العربي في الجاهلية، وهو يتلقَّى خبر إنجاب زوجته الأنثى لَم تتغير في عصرنا اليوم؛ {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58، 59].
فقد صوَّر القرآنُ وجهه بأنه أسود من شدة الغَمِّ والحزن، والكظيم الغضبان الممتلئ حنقًا على امرأته، تقول أعرابية تصف زوجها وقد هجرها لأنها تلد البنات:
مبروك مبروك! ماذا رزقتم؟
بنت، والحمد لله.
آه، بارك الله لكم، ورزقكم بالولد قريبًا.
ويتساءل ابنُ عاشور: لماذا لا يحنق الزوج على نفسه؛ لأنه يُلقِّح زوجته بأنثى؟!
وصورت الآية هروب الزوج واختفاءه عن أعين الناس حتى تُنسى قضيته؛ خشية أن يتلقى عبارات التعزية بالمولودة، كما هو الحال في مجتمعاتنا، وفي نهاية المطاف هو أمام خيارين: أن يُبقي المولودة مُهانة غير مرغوب فيها، يُفضَّل عليها الذكور، أو يدفنها حية، سواء أكان الدفن حقيقيًّا أم معنويًّا، على اختلاف العصور والأزمان.
فيا أيها الآباء، هل تبغون عوضًا فوق مرافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة؟!
وهذا تعقيب من " مها " من السعودية تروي قصة حقيقية :
سأذكر لك قصة حقيقية وقعت بمدينة الرياض قبل سنين حكت الحكاية معلمة لقريبتي قبل أشهر ..تقول القصة
أنجبت له زوجته بنت وتلتها الأخرى ثم الثالثة ثم الأخرى حملت زوجته وقال لها بأنه نذر لو أنجبت له بنت هذه المرة سيرميها قدر الله وأنجبت له بنت قرر الزوج أن ينفذ نذره وأخذها بعد أن أرضعتها أمها وقرأت عليها الأذكار بأن يحفظها الله المهم أنه يأتي قبل المصلين ويضعها بمسجد وينتظر أن يأخذها أحد لكن سبحان الله لم يقدر الله أن يأخذها أحد وبعد أن تفرق المصلين حملها وأعادها للبيت واستمر فترة على هذه الحال لم يأخذها أحد وبعدها رضي بالواقع وترك الطفلة .
حملت زوجته مجددا وانجبت له صبي فرحته لاتقاس ولكن سبحان الله توفيت ابنته الكبرى .
وحملت مره أخرى وسبحان الله كانت تنجب صبيان ومع كل مولود صبي تتوفى إحدى البنات إلى أن لم يتبق غير تلك الطفلة التي همّ برميها وكبر الأطفال ومرّت السنوات كل واحد منهم استقل بعائلته وتركوا والدهم ولم يهتموا به أبدا ولم يتبق له غير هذه الفتاة والتي أصبحت له عون في كبره وراعية له
قالت هذه المعلمة لقريبتي أتريدين أن تعرفي من هذه الفتاة ؟ إنها أنا
نعم الحكاية واقعية وليست مجرد قصص من الخيال
سبحـــــــــان الله
تعليق