بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الشيخ الشعراوي مقصدا للفنانين، وخاصة الفنانات المعتزلات، والذين يفكرون في الاعتزال والحجاب لقد انبهروا بالإمام الراحل كنموذج إنساني متميز، وداعية إسلامي متفتح، ومحدث ممتع يأخذ بناصية القلوب عندما استمعوا إلي دروسه في التليفزيون بأسلوبه السهل الممتنع، فقد كان لا يأخذ خواطره من كتب تفسير.. أو مقالات ومقولات، ولكنه كان يعيش في كنف الله بكل حواسه، مستغرقا بكل جوارحه في ملكوت الله عز وجل.
وفي الحلقة الأخيرة من كتاب و'عرفت الشعراوي' للدكتور محمود جامع والذي يحكي أسرارا جديدة من حياة الإمام الراحل، ليسجل فصلا جديدا لقصص الشيخ الجليل مع هؤلاء الفنانين ومنهم. عماد حمدي، وتحية كاريوكا، وليلي مراد، وشادية، وياسمين الخيام، ومديحة كامل، وهناء ثروت، والمذيعة كاميليا العربي.
وعندما علم الشيخ الشعراوي أن الممثل القدير عماد حمدي أصيب باكتئاب شديد وأغلق علي نفسه شقته ورفض استقبال أي شخص، ذهب إليه الشيخ بنفسه وطرق بابه وعرفه بنفسه حتي فتح الباب، وجلس معه جلسة ليخلصه مما هو فيه من اكتئاب وهموم، ولم يتركه إلا بعد أن اطمأن عليه وطيب خاطره وفرج كربه!
مع تحية كاريوكا
وأثناء تواجدنا في فندق الحرم بالمدينة المنورة في الحج ووسط شدة الزحام إذ بالفنانة تحية كاريوكا وقد أراد الله لها التوبة في آخر سنوات حياتها تنادي علي الشيخ عن بعد في لهفة ولم يسمع الشيخ، فما كان منها إلا أن شقت الصفوف فجأة بكل قوتها واتجهت إلي الشيخ حتي اقتربت منه ونادت عليه فلم ينظر إلي وجهها فقالت له بصوت مرتفع:
انصب طولك ياسيدنا الشيخ وأنظر إلي وجهي تعرفني!
فقال لها أنا لا أعرفك
فقالت له: أنا الفنانة السابقة تحية كاريوكا.. أريد أن أسلم عليك وتدعو لي فقال لها:
لو عرفت أنك أنت التي تنادي عليٌ كل هذه النداءات لاتجهت إليك 'رأسا'.. لا 'رقصا'!
وضحكنا جميعا، وأخذ يطيب خاطرها ويدعو لها من قلبه، وهي تبكي من قلبها من خشية الله إيمانا واحتسابا.
وكانت الفنانة ليلي مراد إحدي المترددات علي الشيخ وكانت تردد دائما أنها تتمني من الله أن تنتج فيلما عن 'ليلي المسلمة'، وكانت قد أسلمت علي يد الشيخ محمود أبو العيون في شهر رمضان وعندما نقلوها إلي المستشفي عند وفاتها تركت علي سريرها المصحف الذي كانت تتلو منه القرآن الكريم وقد وضعت ورقة بيضاء عند 'سورة نوح' وكانت دائمة الاستماع إلي دروس الشيخ في التليفزيون، كما رددت أن أسعد لحظات حياتها عندما كانت تسمع المؤذن يؤذن لصلاة الفجر كل يوم من مسجد بجوار منزلها في عمارة 'الإيموبيليا' فتقوم لتصلي الفجر حاضرا.
لقاء مع شادية
أما الفنانة 'شادية' فكان لقاؤها الأول مع الشيخ الشعراوي هو لقاء مصادفة في مكة المكرمة عندما نزلت من 'الأسانسير' ليدخل الشيخ الشعراوي ولم يكن يعرفها، فتعرفت عليه وقالت: عمي الشيخ الشعراوي أنا شادية فرحب بها، فقالت له: ربنا يغفر لنا، فقال لها: إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك.. وإن الله تواب رحيم.
وكانت شادية تؤدي العمرة مع الشاعرة علية الجعار 'بنت طنطا' التي كانت قد ألفت أغنية في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم وغنتها شادية علي المسرح ليلة المولد النبوي الشريف وقد انهمرت دموعها:
يانبينا ياختام المرسلين.. آدي حالي وحال جميع المسلمين.. خد بإيدي يانبينا.. خد بإيدي ياختام المرسلين.
وكانت هذه الأغنية في هذه الليلة المباركة نقطة التحول في حياة شادية وآخر مرة تغني فيها بعد أربعين سنة من نشاطها الفني والذي طوي في هذه الليلة إلي الأبد!
وبعدها سألت عن منزل الشعراوي في الحسين وذهبت إليه وقابلته، وكانت جلسة طويلة مباركة خرجت منها شادية وقد أمسكت بطوق النجاة واتجهت إلي القرآن والصلاة والعبادة وعمل الخيرات وقيام الليل الذي تقول إنها تنتظره بفارغ الصبر لأنها تجد فيه المتعة كل المتعة في رحاب الله في السحر وقالت للشيخ إن أول آية في القرآن جذبتها هي 'ادعوني أستجب لكم'
فنانة في خدمة الإسلام
وقامت شادية بإنشاء مركز إسلامي يضم مسجدا صغيرا ووحدة صحية ودارا لتحفيظ القرآن الكريم، وتكررت زياراتها للشيخ وبصحبتها بعض زميلاتها من الفنانات المعتزلات التائبات المحجبات.
وأشاع المغرضون أن الشيخ الشعراوي تزوج شادية، وسأله أحدهم عن حقيقة هذه الشائعة فرد عليه الشيخ أن زواجي من شادية شرف لا أدعيه!
وفي مهرجان السينما كانت شادية ضمن المكرمين بعد اعتزالها وحجابها، وتكهن البعض أنها ستحضر لاستلام جائزتها.. وزاد البعض في أنها ستخلع الحجاب.
واتصلت شادية بالشيخ الشعراوي لتأخذ رأيه في حضورها حفل تكريمها، فقال لها الشيخ.. لا تعكري اللبن الصافي، فرفضت الحضور بعد أن اقتنعت بكلام الإمام!
وقال الشيخ الشعراوي: إن أول فنانة من الفنانات المعتزلات قابلته هي ياسمين بنت الشيخ الحصري كما كان يسميها وقد كان غريبا أن تكون كريمة الحصري شيخ المقاريء مغنية تشدو بأغانيها العاطفية أمام الجماهير.. وانتقدها الناس، وخاصة أن الحصري كان من أحباب الشعراوي المقربين. وأنه لم يوافق إطلاقا أن تقوم كريمته 'إفراج' بالغناء وكانت تحتمي بزوجها وولايته عليها.
بداية ياسمين الخيام
وبدأت حياتها في الظهور بصوتها الرخيم بقراءة القرآن الكريم عندما كانت موظفة بمجلس الشعب بعد حصولها علي ليسانس الآداب، وحدث أن جاءت الشهبانو فرح ديبا ودعتها السيدة جيهان السادات إلي حفلة شاي في مجلس الشعب، وضغطت الحاضرات من المدعوات علي السيدة إفراج الحصري لقراءة القرآن بآيات لافتتاح الحفل، وسمعت جيهان السادات صوتها الجميل فانبهرت به.
وشاءت الظروف أيضا أن تذهب إفراج الحصري 'ياسمين الخيام' مع أم عدنان 'حرم بهجت التلهوني' رئيس البرلمان الأردني بعد زيارة لمصر ضيفة علي مجلس الشعب، ورافقتها ياسمين إلي القناطر الخيرية لزيارة جيهان كمرافقة رسمية من المجلس، وبعد ذلك في زيارة لنهلة القدسي حرم الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي سمع القصة من 'أم عدنان' عن مواهبها، فوافق علي أن يلحن لها أغنية وشجعها علي ذلك
وعلم السادات بذلك وشجعها أيضا، بل طلبها لمقابلته مع والدها الشيخ الحصري الذي كان معترضا كل الاعتراض علي قيامها بالغناء
وتشجيع من السادات
وبناء علي نصيحة السادات غيرت اسمها إلي ياسمين الخيام، وبدأت بالأغاني العاطفية، فقام علماء المساجد بمهاجمة الشيخ الحصري كسلوك غير إسلامي 'من وجهة نظرهم' وخاصة أنها كانت غير محجبة.!
وأخذ الشيخ الشعراوي ينصحها كثيرا .. ولا فائدة... وفي إحدي مقابلاتها للشيخ بعد وفاة والدها بسنوات قالت له: ادع لي يامولانا.. فقال لها: غدا أسافر لأداء العمرة وأمام الكعبة الشريفة وعند حضرة الرسول الكريم يا إفراج سأدعو الله أن يصرفك عن الغناء ويجعلك تزهدين فيه.. وتتحجبين.
وتقبل الله دعوة الشيخ.. وذهبت ياسمين بنفسها إليه وبشرته بأن الله شرح صدرها وتقبل الله دعوته، ففرح الشيخ بها وبما آلت إليه.
ويؤكد المؤلف الدكتور محمود جامع هنا في كتابه: أن نصيحة الشيخ الشعراوي لجميع الفنانات اللاتي يطلبن منه النصيحة كانت محددة: الإعتزال والانسحاب والتفرغ للعبادة.
قالها لشادية، وشمس البارودي، وهناء ثروت، ومديحة كامل، وسحر حمدي، وسهير البابلي، والمذيعة كاميليا العربي، وكل الفنانات.
وكان رأيه أن الحجاب فرض علي كل مسلمة، أما النقاب فهو غير مفروض وغير مرفوض، والمرأة حرة فيه، أما الحجاب فأمر لازم،
الاعتزال بالأموال!
وأذاع بعض المغرضين والمرجفين أنهم علموا أن الشيخ الشعراوي يدفع للفنانات مبالغ باهظة، بالدولارات حتي يعتزلن، ويتحجبن، وهذه فرية كاذبة وظالمة، نفاها الشيخ ولم تثبت إطلاقا، حتي إنهم نسبوا أقوالا للممثلة 'إلهام شاهين' أنهم عرضوا عليها مليون دولار نظير اعتزالها وحجابها، ولكنها نفت حدوث هذا العرض عليها من أصله، وادعي هؤلاء المرجفون أن حجاب الفنانات هو مؤامرة ضد الفن.
والمذيعة كاميليا العربي اختارت النقاب عن قناعة من نفسها، وهي تقضي وقتها في إلقاء الدروس بالمسجد القريب من مزلها بالمعادي، وبدأ الحاضرون لدروسها في ازدياد حتي وصلوا لأعداد كبيرة.. وتدير ملجأ للأيتام يسمي 'دار إيواء الفتح للأيتام' وتشرف عليه بنفسها.
وكانت المذيعة الوحيدة في التليفزيون المصري التي ارتدت الحجاب، ثم تركت وظيفتها بعد أن قضت فيها عشر سنوات.
وكذلك فعلت الممثلة 'هناء ثروت' عندما زارت الشيخ الشعراوي بمنزله بصحبة زوجها محمد العربي، وأخذت تسأله بعض الأسئلة ويجيب عليها الشيخ وتناقشه، وبعد ذلك قررت الاعتزال وارتداء الحجاب ثم النقاب، وتفرغت بكل اقتناع وسعادة لقراءة الكتب الدينية وحفظ القران الكريم والدعوة لدين الله.
أما الفنانة الراحلة 'مديحة كامل' فقد زارت الشيخ الشعراوي مع أخوات لها، وقررت الاعتزال والحجاب.. وبعد خمس سنوات من ارتدائها الحجاب رحلت في شهر رمضان المبارك وهي صائمة وكانت 'رحمها الله' تقضي وقتها في المرور علي المستشفيات والملاجيء، وجمع التبرعات للمحتاجين، وحضور الندوات في مسجد مصطفي محمود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الشيخ الشعراوي مقصدا للفنانين، وخاصة الفنانات المعتزلات، والذين يفكرون في الاعتزال والحجاب لقد انبهروا بالإمام الراحل كنموذج إنساني متميز، وداعية إسلامي متفتح، ومحدث ممتع يأخذ بناصية القلوب عندما استمعوا إلي دروسه في التليفزيون بأسلوبه السهل الممتنع، فقد كان لا يأخذ خواطره من كتب تفسير.. أو مقالات ومقولات، ولكنه كان يعيش في كنف الله بكل حواسه، مستغرقا بكل جوارحه في ملكوت الله عز وجل.
وفي الحلقة الأخيرة من كتاب و'عرفت الشعراوي' للدكتور محمود جامع والذي يحكي أسرارا جديدة من حياة الإمام الراحل، ليسجل فصلا جديدا لقصص الشيخ الجليل مع هؤلاء الفنانين ومنهم. عماد حمدي، وتحية كاريوكا، وليلي مراد، وشادية، وياسمين الخيام، ومديحة كامل، وهناء ثروت، والمذيعة كاميليا العربي.
وعندما علم الشيخ الشعراوي أن الممثل القدير عماد حمدي أصيب باكتئاب شديد وأغلق علي نفسه شقته ورفض استقبال أي شخص، ذهب إليه الشيخ بنفسه وطرق بابه وعرفه بنفسه حتي فتح الباب، وجلس معه جلسة ليخلصه مما هو فيه من اكتئاب وهموم، ولم يتركه إلا بعد أن اطمأن عليه وطيب خاطره وفرج كربه!
مع تحية كاريوكا
وأثناء تواجدنا في فندق الحرم بالمدينة المنورة في الحج ووسط شدة الزحام إذ بالفنانة تحية كاريوكا وقد أراد الله لها التوبة في آخر سنوات حياتها تنادي علي الشيخ عن بعد في لهفة ولم يسمع الشيخ، فما كان منها إلا أن شقت الصفوف فجأة بكل قوتها واتجهت إلي الشيخ حتي اقتربت منه ونادت عليه فلم ينظر إلي وجهها فقالت له بصوت مرتفع:
انصب طولك ياسيدنا الشيخ وأنظر إلي وجهي تعرفني!
فقال لها أنا لا أعرفك
فقالت له: أنا الفنانة السابقة تحية كاريوكا.. أريد أن أسلم عليك وتدعو لي فقال لها:
لو عرفت أنك أنت التي تنادي عليٌ كل هذه النداءات لاتجهت إليك 'رأسا'.. لا 'رقصا'!
وضحكنا جميعا، وأخذ يطيب خاطرها ويدعو لها من قلبه، وهي تبكي من قلبها من خشية الله إيمانا واحتسابا.
وكانت الفنانة ليلي مراد إحدي المترددات علي الشيخ وكانت تردد دائما أنها تتمني من الله أن تنتج فيلما عن 'ليلي المسلمة'، وكانت قد أسلمت علي يد الشيخ محمود أبو العيون في شهر رمضان وعندما نقلوها إلي المستشفي عند وفاتها تركت علي سريرها المصحف الذي كانت تتلو منه القرآن الكريم وقد وضعت ورقة بيضاء عند 'سورة نوح' وكانت دائمة الاستماع إلي دروس الشيخ في التليفزيون، كما رددت أن أسعد لحظات حياتها عندما كانت تسمع المؤذن يؤذن لصلاة الفجر كل يوم من مسجد بجوار منزلها في عمارة 'الإيموبيليا' فتقوم لتصلي الفجر حاضرا.
لقاء مع شادية
أما الفنانة 'شادية' فكان لقاؤها الأول مع الشيخ الشعراوي هو لقاء مصادفة في مكة المكرمة عندما نزلت من 'الأسانسير' ليدخل الشيخ الشعراوي ولم يكن يعرفها، فتعرفت عليه وقالت: عمي الشيخ الشعراوي أنا شادية فرحب بها، فقالت له: ربنا يغفر لنا، فقال لها: إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك.. وإن الله تواب رحيم.
وكانت شادية تؤدي العمرة مع الشاعرة علية الجعار 'بنت طنطا' التي كانت قد ألفت أغنية في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم وغنتها شادية علي المسرح ليلة المولد النبوي الشريف وقد انهمرت دموعها:
يانبينا ياختام المرسلين.. آدي حالي وحال جميع المسلمين.. خد بإيدي يانبينا.. خد بإيدي ياختام المرسلين.
وكانت هذه الأغنية في هذه الليلة المباركة نقطة التحول في حياة شادية وآخر مرة تغني فيها بعد أربعين سنة من نشاطها الفني والذي طوي في هذه الليلة إلي الأبد!
وبعدها سألت عن منزل الشعراوي في الحسين وذهبت إليه وقابلته، وكانت جلسة طويلة مباركة خرجت منها شادية وقد أمسكت بطوق النجاة واتجهت إلي القرآن والصلاة والعبادة وعمل الخيرات وقيام الليل الذي تقول إنها تنتظره بفارغ الصبر لأنها تجد فيه المتعة كل المتعة في رحاب الله في السحر وقالت للشيخ إن أول آية في القرآن جذبتها هي 'ادعوني أستجب لكم'
فنانة في خدمة الإسلام
وقامت شادية بإنشاء مركز إسلامي يضم مسجدا صغيرا ووحدة صحية ودارا لتحفيظ القرآن الكريم، وتكررت زياراتها للشيخ وبصحبتها بعض زميلاتها من الفنانات المعتزلات التائبات المحجبات.
وأشاع المغرضون أن الشيخ الشعراوي تزوج شادية، وسأله أحدهم عن حقيقة هذه الشائعة فرد عليه الشيخ أن زواجي من شادية شرف لا أدعيه!
وفي مهرجان السينما كانت شادية ضمن المكرمين بعد اعتزالها وحجابها، وتكهن البعض أنها ستحضر لاستلام جائزتها.. وزاد البعض في أنها ستخلع الحجاب.
واتصلت شادية بالشيخ الشعراوي لتأخذ رأيه في حضورها حفل تكريمها، فقال لها الشيخ.. لا تعكري اللبن الصافي، فرفضت الحضور بعد أن اقتنعت بكلام الإمام!
وقال الشيخ الشعراوي: إن أول فنانة من الفنانات المعتزلات قابلته هي ياسمين بنت الشيخ الحصري كما كان يسميها وقد كان غريبا أن تكون كريمة الحصري شيخ المقاريء مغنية تشدو بأغانيها العاطفية أمام الجماهير.. وانتقدها الناس، وخاصة أن الحصري كان من أحباب الشعراوي المقربين. وأنه لم يوافق إطلاقا أن تقوم كريمته 'إفراج' بالغناء وكانت تحتمي بزوجها وولايته عليها.
بداية ياسمين الخيام
وبدأت حياتها في الظهور بصوتها الرخيم بقراءة القرآن الكريم عندما كانت موظفة بمجلس الشعب بعد حصولها علي ليسانس الآداب، وحدث أن جاءت الشهبانو فرح ديبا ودعتها السيدة جيهان السادات إلي حفلة شاي في مجلس الشعب، وضغطت الحاضرات من المدعوات علي السيدة إفراج الحصري لقراءة القرآن بآيات لافتتاح الحفل، وسمعت جيهان السادات صوتها الجميل فانبهرت به.
وشاءت الظروف أيضا أن تذهب إفراج الحصري 'ياسمين الخيام' مع أم عدنان 'حرم بهجت التلهوني' رئيس البرلمان الأردني بعد زيارة لمصر ضيفة علي مجلس الشعب، ورافقتها ياسمين إلي القناطر الخيرية لزيارة جيهان كمرافقة رسمية من المجلس، وبعد ذلك في زيارة لنهلة القدسي حرم الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي سمع القصة من 'أم عدنان' عن مواهبها، فوافق علي أن يلحن لها أغنية وشجعها علي ذلك
وعلم السادات بذلك وشجعها أيضا، بل طلبها لمقابلته مع والدها الشيخ الحصري الذي كان معترضا كل الاعتراض علي قيامها بالغناء
وتشجيع من السادات
وبناء علي نصيحة السادات غيرت اسمها إلي ياسمين الخيام، وبدأت بالأغاني العاطفية، فقام علماء المساجد بمهاجمة الشيخ الحصري كسلوك غير إسلامي 'من وجهة نظرهم' وخاصة أنها كانت غير محجبة.!
وأخذ الشيخ الشعراوي ينصحها كثيرا .. ولا فائدة... وفي إحدي مقابلاتها للشيخ بعد وفاة والدها بسنوات قالت له: ادع لي يامولانا.. فقال لها: غدا أسافر لأداء العمرة وأمام الكعبة الشريفة وعند حضرة الرسول الكريم يا إفراج سأدعو الله أن يصرفك عن الغناء ويجعلك تزهدين فيه.. وتتحجبين.
وتقبل الله دعوة الشيخ.. وذهبت ياسمين بنفسها إليه وبشرته بأن الله شرح صدرها وتقبل الله دعوته، ففرح الشيخ بها وبما آلت إليه.
ويؤكد المؤلف الدكتور محمود جامع هنا في كتابه: أن نصيحة الشيخ الشعراوي لجميع الفنانات اللاتي يطلبن منه النصيحة كانت محددة: الإعتزال والانسحاب والتفرغ للعبادة.
قالها لشادية، وشمس البارودي، وهناء ثروت، ومديحة كامل، وسحر حمدي، وسهير البابلي، والمذيعة كاميليا العربي، وكل الفنانات.
وكان رأيه أن الحجاب فرض علي كل مسلمة، أما النقاب فهو غير مفروض وغير مرفوض، والمرأة حرة فيه، أما الحجاب فأمر لازم،
الاعتزال بالأموال!
وأذاع بعض المغرضين والمرجفين أنهم علموا أن الشيخ الشعراوي يدفع للفنانات مبالغ باهظة، بالدولارات حتي يعتزلن، ويتحجبن، وهذه فرية كاذبة وظالمة، نفاها الشيخ ولم تثبت إطلاقا، حتي إنهم نسبوا أقوالا للممثلة 'إلهام شاهين' أنهم عرضوا عليها مليون دولار نظير اعتزالها وحجابها، ولكنها نفت حدوث هذا العرض عليها من أصله، وادعي هؤلاء المرجفون أن حجاب الفنانات هو مؤامرة ضد الفن.
والمذيعة كاميليا العربي اختارت النقاب عن قناعة من نفسها، وهي تقضي وقتها في إلقاء الدروس بالمسجد القريب من مزلها بالمعادي، وبدأ الحاضرون لدروسها في ازدياد حتي وصلوا لأعداد كبيرة.. وتدير ملجأ للأيتام يسمي 'دار إيواء الفتح للأيتام' وتشرف عليه بنفسها.
وكانت المذيعة الوحيدة في التليفزيون المصري التي ارتدت الحجاب، ثم تركت وظيفتها بعد أن قضت فيها عشر سنوات.
وكذلك فعلت الممثلة 'هناء ثروت' عندما زارت الشيخ الشعراوي بمنزله بصحبة زوجها محمد العربي، وأخذت تسأله بعض الأسئلة ويجيب عليها الشيخ وتناقشه، وبعد ذلك قررت الاعتزال وارتداء الحجاب ثم النقاب، وتفرغت بكل اقتناع وسعادة لقراءة الكتب الدينية وحفظ القران الكريم والدعوة لدين الله.
أما الفنانة الراحلة 'مديحة كامل' فقد زارت الشيخ الشعراوي مع أخوات لها، وقررت الاعتزال والحجاب.. وبعد خمس سنوات من ارتدائها الحجاب رحلت في شهر رمضان المبارك وهي صائمة وكانت 'رحمها الله' تقضي وقتها في المرور علي المستشفيات والملاجيء، وجمع التبرعات للمحتاجين، وحضور الندوات في مسجد مصطفي محمود
تعليق