طريق الحق - لماذا لغات الناس مختلفة - حسب الكتاب المقدس والقرآن
ما يقوله الكتاب المقدس عن اللغاتِ:
وكانَ لأهلِ الأرضِ كُلِّها لُغَةٌ واحدةٌ وكلامٌ واحدٌ. فلمَّا رحَلوا مِنَ المَشرقِ وَجدوا بُقعَةً في سَهلِ شِنْعارَ، فأقاموا هُناكَ. وقالَ بعضُهُم لِبعضٍ: ((تعالَوا نصنَع لِبْنًا ونَشْوِيهِ شيُا))، فكانَ لهُمُ اللِّبْنُ بَدَلَ الحِجارَةِ والتُرابُ الأحمرُ بَدَلَ الطِّينِ. وقالوا: ((تعالَوا نَبْنِ لنا مدينَةً وبُرجا رأسُهُ في السَّماءِ. وَنُقِمْ لنا اَسمًا فلا نتَشتَّتُ على وجهِ الأرضِ كُلِّها)).
ونَزَلَ الرّبُّ لِيَنظُرَ المدينَةَ والبُرج اللذَينِ كانَ بَنو آدمَ يَبنونَهما، فقالَ الرّبُّ: ((هاهُم شعبٌ واحدٌ، ولهُم جميعًا لُغَةٌ واحدةٌ! ما هذا الذي عَمِلوه إلاَ بِدايةً، ولن يصعُبَ علَيهم شيءٌ مِما يَنوونَ أنْ يعمَلوه! فلنَنزِلْ ونُبَلبِلْ هُناكَ لُغَتَهُم، حتى لا يفهَمَ بعضُهُم لُغَةَ بعضٍ)).
فشَتَّتَهُمُ الرّبُّ مِنْ هُناكَ على وجهِ الأرضِ كُلِّها، فكَفُّوا عَن بِناءِ المدينةِ. ولِهذا سُمِّيَت بابِلَ، لأنَّ الرّبَ هُناكَ بَلبَلَ لُغَةَ النَّاسِ جميعًا، ومِنْ هُناكَ شَتَّتَهُمُ الرّبُّ على وجهِ الأرضِ كُلِّها. (التكوين 11: 1-9)
ما يقوله القرآن
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ. (الروم: 22)
تعليق أخير
يقول الكتاب المقدس أن اختلاف اللغاتِ كَانَ مؤامرة مِن الله الذي شَعرَ بالغيرة والخوف عندما رَأى الناس يَتكلّمونَ نفس اللغةِ! فجعل لغاتهم مختلفة حتى لا يستطيعوا أن يعملوا ما يريدون !
وفي المقابل يَقُولُ اللهُ عز و جل في القرآنِ الكريم أن اختلاف اللغاتِ والألوانِ هي إحدى معجزاتِه لأنه خَلقَ البشر وأعطاَهم القدرةَ على الكَلام و الاستماع والفهم. لذا فالاختلاف في اللغاتِ معجزة، ولَيسَ لعنة. فالله عَزَّ و جَلّ لا يتآمر على البشرِ بدافع الغيرة. و لا يَستطيعُ البشر أن يَفعَلوا أيّ شيء ضدَّ إرادة اللهِ سواء اجتمعوا أو تفرقوا، ولايُمْكِنُ لأحدٍ أَنْ ينفع الله سبحانه و تعالى أو يضره، سواء كان الناس يَتكلّمونَ لغةَ واحدة أَو لغات مختلفة.
تعليق