بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الجهاد فى الاسلام
الجهاد لغة : مصدر جاهد يجاهد جهاداً ومجاهدة، إذا بالغ في قتل عدوه، وهو مأخوذ من الجَهد ـ بفتح الجيم ـ أي المشقة، ويقال: أجهد الرجل دابته إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها، وجهد الأمر والمرض، إذا بلغ منه المشقة، وقيل: هو مشتق من الجُهد ـ بضم الجيم، وهو الطاقة، والمبالغة واستفراغ ما في الوسع(المعجم الوسيط، ص 122).
وفي اصطلاح الفقهاء: هو بذل الجهد والطاقة دفاعاً عن النفس والمال أو هو بذل المسلم جهده وطاقته لتكون كلمة الله هي العليا ويكون ذلك بنشر الإسلام ورد الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله.
ويتسم تعريف الجهاد السابق بأمريْن:
الأول: أنَّه شرع دفاعاً عن النفس، والمال، والعرض، فإذا قاتلنا الأعداء فيجب قتالهم. وهذا هو معنى قول الله تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ }(البقرة:193).
الثاني: أنَّ مفهوم الجهاد أوسع من مفهوم قتال الكفار، فهو يشمل جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الفسَّاق(د. عبد الله مبروك النجار : من كتاب حقيقة الإسلام في عالم متغير ، مصدر سابق ص 169).
ويقول سيد قطب في معنى الجهاد: "إنَّ الإسلام يستخدم جميع الوسائل لإحداث انقلاب علمي شامل يستفيد منه البشر، ويسمى الجهد المبذول للوصول إلى هذه الغاية العظمى بـ "الجهاد"، الذي هو كلمة جامعة تشمل جميع أنواع السعي وبذل الجهد، كما أنَّ القضاء على نظم الحياة البالية، وتأسيس نظام جديد مبني على قواعد العدل والإنصاف هو أيضاً من الجهاد، ويدخل في ذلك بذل الأموال وتحمُّل المشاق"(سيد قطب : في ظلال القرآن 1447/ 9).
إنَّ الجهاد غير الحرب، لأنَّ الحرب يمكن أنْ تنشب لأغراض شخصية ومطامع توسعية. كما أنَّ القتال المشروع في الإسلام ليس حرباً. مما يجدر ذكره أنَّ قوى التحرُّر التي حررت بلادها فيما مضى تقف الآن موقفاً صلباً ضد الاستعمار الأمريكي، وضد إسرائيل، وعندما عاد الصراع مرة أخرى في ثياب أمريكية، وقفت هذه القوى من جديد ضد السياسة الأمريكية(محي الدين حسين القضماني : مصطلحات إسلامية ، المكتب الإسلامي ، ط/1 ،1990 ، ص 83 - 85).
لماذا فُرض الجهاد؟
إنَّ الله تعالى شاء القتال ليحق الحق ويبطل الباطل، ولما كانت ملة الكفر هي البادية دائماً بالقتال، فلا سبيل إلى رد اعتدائها إلاَّ بالقتال، ولا تزول الفتنة إلاَّ به، لذلك كان لا بُدَّ من رجال يذودون عن الحق، ويضحون من أجله لدرء الفساد وجلب الصلاح، ويؤدي هذا المعنى قول الله تعالى {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }(البقرة:251)، وقوله تعالى {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }(الحج:40).
ولم يشرع الجهاد إلاَّ بسبب حاجة الإسلام إلى القوة لتحمي رسالته من عدوان المعتدين، وتمهد لها لتمتد، وتصل إلى كل مكان في الأرض. فسبب الجهاد هو نشر الدعوة، وآيات القتال في القرآن مرتبطة بالمحافظة على قوة الإسلام والمسلمين، وعلى حرية الدعوة إلى الله(محمد حسين فضل الله: الإسلام ومنطق القوة، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط/3، 1985م، ص 207.).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الجهاد فى الاسلام
الجهاد لغة : مصدر جاهد يجاهد جهاداً ومجاهدة، إذا بالغ في قتل عدوه، وهو مأخوذ من الجَهد ـ بفتح الجيم ـ أي المشقة، ويقال: أجهد الرجل دابته إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها، وجهد الأمر والمرض، إذا بلغ منه المشقة، وقيل: هو مشتق من الجُهد ـ بضم الجيم، وهو الطاقة، والمبالغة واستفراغ ما في الوسع(المعجم الوسيط، ص 122).
وفي اصطلاح الفقهاء: هو بذل الجهد والطاقة دفاعاً عن النفس والمال أو هو بذل المسلم جهده وطاقته لتكون كلمة الله هي العليا ويكون ذلك بنشر الإسلام ورد الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله.
ويتسم تعريف الجهاد السابق بأمريْن:
الأول: أنَّه شرع دفاعاً عن النفس، والمال، والعرض، فإذا قاتلنا الأعداء فيجب قتالهم. وهذا هو معنى قول الله تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ }(البقرة:193).
الثاني: أنَّ مفهوم الجهاد أوسع من مفهوم قتال الكفار، فهو يشمل جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الفسَّاق(د. عبد الله مبروك النجار : من كتاب حقيقة الإسلام في عالم متغير ، مصدر سابق ص 169).
ويقول سيد قطب في معنى الجهاد: "إنَّ الإسلام يستخدم جميع الوسائل لإحداث انقلاب علمي شامل يستفيد منه البشر، ويسمى الجهد المبذول للوصول إلى هذه الغاية العظمى بـ "الجهاد"، الذي هو كلمة جامعة تشمل جميع أنواع السعي وبذل الجهد، كما أنَّ القضاء على نظم الحياة البالية، وتأسيس نظام جديد مبني على قواعد العدل والإنصاف هو أيضاً من الجهاد، ويدخل في ذلك بذل الأموال وتحمُّل المشاق"(سيد قطب : في ظلال القرآن 1447/ 9).
إنَّ الجهاد غير الحرب، لأنَّ الحرب يمكن أنْ تنشب لأغراض شخصية ومطامع توسعية. كما أنَّ القتال المشروع في الإسلام ليس حرباً. مما يجدر ذكره أنَّ قوى التحرُّر التي حررت بلادها فيما مضى تقف الآن موقفاً صلباً ضد الاستعمار الأمريكي، وضد إسرائيل، وعندما عاد الصراع مرة أخرى في ثياب أمريكية، وقفت هذه القوى من جديد ضد السياسة الأمريكية(محي الدين حسين القضماني : مصطلحات إسلامية ، المكتب الإسلامي ، ط/1 ،1990 ، ص 83 - 85).
لماذا فُرض الجهاد؟
إنَّ الله تعالى شاء القتال ليحق الحق ويبطل الباطل، ولما كانت ملة الكفر هي البادية دائماً بالقتال، فلا سبيل إلى رد اعتدائها إلاَّ بالقتال، ولا تزول الفتنة إلاَّ به، لذلك كان لا بُدَّ من رجال يذودون عن الحق، ويضحون من أجله لدرء الفساد وجلب الصلاح، ويؤدي هذا المعنى قول الله تعالى {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }(البقرة:251)، وقوله تعالى {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }(الحج:40).
ولم يشرع الجهاد إلاَّ بسبب حاجة الإسلام إلى القوة لتحمي رسالته من عدوان المعتدين، وتمهد لها لتمتد، وتصل إلى كل مكان في الأرض. فسبب الجهاد هو نشر الدعوة، وآيات القتال في القرآن مرتبطة بالمحافظة على قوة الإسلام والمسلمين، وعلى حرية الدعوة إلى الله(محمد حسين فضل الله: الإسلام ومنطق القوة، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط/3، 1985م، ص 207.).
تعليق