(وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً) .. هل هذا يعني أن نبي الله داود كتب المزامير وحده ؟
ــ السلام عليكم ورحمة الله .. حياكم الله إخواني الكرام ..
ــ أطرح بين يديكم اليوم شبهة قديمة طرحها المدعو (أنيس شوروش) في مناظرته مع الشيخ العلامة أحمد ديدات رحمه الله .. حيث لم يجب عليها الشيخ لتهافتها من ناحية ،ولضيق الوقت من ناحية أخرى الأمر الذي جعله يقوم بالرد على أهم ما طرحه الشوروش ؛ ولأن الحق لا يسقط بالتقادم ، فتعالوا لنرى سوياً ماذا لدى هذا الشوروش ونرد عليه ، حتى لا يظن المتوهمون أن شورشهم طرح شبهة لا رد عليها عند المسلمين .. لنبدأ على بركة الله ،،..
ــ يقول شوروش : ــ
((إن القرآن يصرح بأن الله ألهم أو أوحى إلى داود بالزبور .. ودعوني أطرح عليكم سؤالاً : ــ هل تعرفون أن هناك 150 مزموراً ألهمها الله .. منها خمسون (مجهولة المؤلف) .. أي أننا لا نعرف من كتبها أو ألفها ، أقصد من الناحية البشرية .. فقد ألّف إساف مزمورين وكتب أبناء كورا مزمورين وكتب سليمان مزمورين وكتب موسى مزمور واحد أما بقية المزامير فمن تأليف داود .
ــ ولذلك فالقرآن غير صائب في زعمه بأن داود كتب الزبور . ))
ــ ولذلك فالقرآن غير صائب في زعمه بأن داود كتب الزبور . ))
المصدر : ــ أنيس شوروش ــ من مناظرة (أيهما كلام الله ؟؟ القرآن الكريم أم الكتاب المقدس)
الــرد : ــ
أولاً : ــ من المفترض أن المدعو شوروش يعرض قضية علمية .. فأي منطق يتحدث به الرجل ؟؟!!
ــ يقول أن المزامير وحي الله المطلق والمعصوم من الخطأ .. ولكننا لا نعرف مَن مِن البشر كتبها أو دونها أو نسخها ..!!
ــ فأي سخف هذا .. وأين منهجية البحث وحياديته ؟؟!!
ــ ثانياً : ــ من أين للمدعو شوروش أو لغيره أن يعلم إذا كان الزبور الموحى به لداود عليه السلام كما ورد في القرآن الكريم ، هو نفسه ما يعرف في الأدب المسيحي بالمزامير ؟؟ لا سيما وقد اعترف بأن ثلث المزامير مجهولة الكاتب !!
فزعم المدعو شوروش أن القرآن الكريم اعتبر أن المزامير (كلها) والزبور شيء واحد هو زعم فاسد لم يقم عليه دليل ..
ــ بل على العكس فإن أئمة المسيحيين وعلمائهم الأوائل أمثال هيلاريوس وأثناسيوس وجيروم وأوسابيوس القيصري كانوا يعتقدون بعدم إلهامية المزامير بالكلية بل منها ماهو كلام الله ومنها ماهو تسابيح وترانيم من كلام البشر كإيساف وأبناء كورا المرنمين ..
ــ ثالثاً وأخيراً : ــ هل كان يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن المزامير لا تخص داود النبي وحده .. بل تخصه هو وقومه ؟؟
ــ يجدر بنا أن نقول أولاً : ــ أن المزامير تعني لدى القوم التسابيح والترانيم والتطويبات التي أنشدها المرنمين ذوي الأصوات الجميلة .. وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعلم أن هذه المزامير أنشدها آل داود لا داود النبي وحده ..
ــ نقرأ سوياً : ــ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ : " يَا أَبَا مُوسَى ، لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ "
صحيح مسلم : ــ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ . ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَهُوَ ابْنُ مِغْوَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ أَوِ الأَشْعَرِيَّ ، أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ " .
ــ وقد قال العلماء : المراد بالمزمار هنا الصوت الحسن ، وأصل الزمر الغناء ، وآل داود هو داود نفسه وأل فلان ، قد يطلق على نفسه ، وكان داود صلى الله عليه وسلم حسن الصوت جدا . قاله النووي .
وقال القرطبي : قال العلماء : المزمار والمزمور : الصوت الحسن ، وبه سُمِّيت آلة الزمر مزمارا ، وقد استحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بالتزيين والترجيع .
وقال القرطبي : قال العلماء : المزمار والمزمور : الصوت الحسن ، وبه سُمِّيت آلة الزمر مزمارا ، وقد استحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بالتزيين والترجيع .
ــ والحمد لله على نعمة الإسلام ..
تعليق