بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هذه موضوع كتبته للتعليق على خواطرى السابقة فى نقد احد معتقدات النصارى
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=219873
اطراء الصليب والشىء الغريب
.كيف طاقت قطعة من الخشب أن تحمل الإله
ولم يطق الجبل تجليه واختفى من الوجود لرؤياه
واذا كان الصليب مس جسد المسيح
فلما يقدس كل صليب لم يمس جسد الاله
اليس اولى بالتقديس القبر الذى حواه
فلما لا يجعل كلا له قبر ثم يدفن فيه نفسه بالحياه
ولما لا تقدس ايدى اليهود
وهى التى قامت بالامر اوله ومنتهاه
ولما تحتقر المسامير وهى التى اخترقت جسد المسيح
فهل يحتقر شئ اخترق جسد الاله
واذا كان هناك عدل فلما لا تساوون بين تيجان الشوك والصليب
واذا كان هناك عدلا فلما لا ياخذ مجراه
واذاكان الصليب على يدك يقربك من الاله
فلما لا ترسم لك عشرا حتى تصل بالقرب الى منتهاه
وقد قيل ملعون كل من تعلق بخشبة
فهل يلعن ابن الاله نفسه فى اخر وصاياه
وفى تقديس الصليب اليس هناك افضل
من ان يجعل كلا له صليب ثم يتعلق فى اعلاه
وعندما اخترقت المسامير جسد المسيح الم يسيل من الدماء قطرات
فما حال هذه القطرات قبل موت المسيح وبعد ان قام من الاموات
اليس التراب الممتزج بالقطرات اولى بالتقديس
من كل ما فات ومن كل ما هو ات
فاذا صلبوا المسيح على شجرة فهل لكل انسان ان يزرع شجرة فى يداه
واذا شنقوا المسيح فهل لكل انسان ان يشنق نفسه ليحيى ذكراه
واذا مات المسيح فهل لكل بشر ان يقتل نفسه ويترك الحياه
ليشارك الاله فى موته وهل هناك حياة لبشر بعد موت الاله
فهل هناك من قتل نفسه او تتوج بتاج الشوك او قدس يهودى او تعلق بصليب او حفر له قبر او عظم التراب الذى امتزج بدم الاله واذا لم يحدث ذلك فلما يقدس الصليب عمن سواه
وبعد كل ذلك اعلم ان لا حياه لمن تنادى
واذا كان هناك امل ان يحيى الموت فهناك امل ان يكون للسامع حياة
المقصود
المقصود مما قيل سابقا هو نقد تقديس الصليب من المسيحيين عمن سواه كالقبر الذي حوي الجسمان حسب معتقداتهم ،أو تيجان الشوك التي كانت على رأسه ،أو المسامير التي اخترقت جسده،وأيضا ايدى اليهود التي قامت بكل ذلك لان الايدى كانت هي وسيلة اليهود للفعل ،كما أن الصليب كان وسيلة الايدى لنفس الفعل والأولى بالتقديس من كل ذلك الدماء التي سقطت نتيجة اختراق المسامير واختلطت بالتراب فيكون التراب الممتزج بالدماء هو الأولى بالتقديس من كل ذلك ثم بعد ذلك ياتى معنى تعددت الأسباب والموت واحدا فإذا قدست سببا للموت أو وسيلة من وسائله أو وسيلة لشئ ما معين يجب أن تقدس كل أسباب الموت أو وسائله وكل وسائل الشئ المعين وإذا لم يسرى التقديس على احد الأسباب أو الوسائل فانه لن يسرى على الكل فإما أن تقدس الكل وإما أن لا تقدس الكل وما دام هناك الكثير من الأسباب والوسائل لا تدع مجال للتقديس اى أنها لا يمكن أن تقدس فان عدم التقديس يسرى على الكل و لتوضيح ذلك و الادلال عليه :-
1- مثلا لو انهال اليهود على المسيح ضربا بالايدى حتى فارق الحياة فاى شئ أقدس في هذه الحالة ليس لدى إلا ايدى اليهود اواليهود وإذا كان الذي انهال عليه هو الشيطان فماذا أقدس ليس لدى الا ان أقدس يد أو ذات الشيطان وهو ألد أعداء الرحمن أو انه فارق الحياة نتيجة ارتطامه بالأرض فماذا أقدس هل أقدس الأرض بعدم السير عليها أم أقدس الهواء أو نهشه الحوت هل أقدس الحوت أم اسنانه وإذا لم يسرى التقديس على شئ فانه يجب أن لا يسرى على كل الأشياء ويدل كل ما قيل سابقا أن تقديس الصليب كان شطحة من شطحات البشر ضعاف البصر والبصيرة ومن فعل شطحة واحدة يفعل الكثير من الشطحات فكيف أثق في هؤلاء البشر واخذ عنهم اعتقادي وهم ضالين مضلين وخصوصا اذا كانت "الأناجيل تروى لنا أن السيد المسيح كان دائم التوبيخ لهؤلاء التلاميذ لسوء فهمهم وقلة إدراكهم وضعف إيمانهم وتشككهم الدائم فيه ، رغم أنهم أقرب الناس إليه. ]تأملات في الأناجيل والعقيدة – الدكتور بهاء النحال من ص4 الى ص 9 [.
"يقول إنجيل مرقس: "فقال لهم المسيح أفأنتم أيضا هكذا غير فاهمين"
صح7: 18 فى إصحاح آخر (فقال لهم كيف لا تفهمون)
صح 8 : 21 وفى إصحاح ثالث "لأنهم لم يفهموا إذ كانت قلوبهم غليظة" صح 6 : 52
كذلك يخبرنا إنجيل متي أن المسيح قال لتلاميذه "أحتى الآن لا تفهمون" صح 16 : 8 وفى إصحاح آخر "فقال يسوع هل أنتم ايضا حتى الآن غير فاهمين" صح 15 : 16 كما يخبرنا انجيل لوقا ما يؤكد ما سبق "وأما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا" لوقا 18 : 34.
وعندما تكلم عن ايليا النبي[12] فهم التلاميذ خطأ أن يوحنا المعمدان[13] هو ايليا وقد عاد ثانية إلى الأرض "حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان" متي 17 : 11 على الرغم أن يوحنا المعمدان أعلنها صريحة فى بداية رسالته (لست المسيح ولا إيليا ولا النبي) انجيل يوحنا : 2.
انجيل يوحنا : 2.
كذلك كان سوء فهمهم لملكوت السموات الذي كان يبشر بقدومه السيد المسيح ، فرغم بلوغ دعوة المسيح ختامها فقد أدرك التلاميذ خطأ أن المسيح سيأتي بملكوت أرضي وبدولة بني اسرائيل وقد أملوا فى أن يبوأوا عروشا فى هذا الملكوت القادم[اهداف المسيح وتلاميذه – هرمان رايماروس] ونتج عن هذا التوبيخ المستمر لتلاميذه خوف هؤلاء التلاميذ من سؤال السيد المسيح واستيضاح ما لم يدركوه بعقولهم "وأما هم فلم يفهموا القول وخافوا أن يسألوه" مرقس 9 : 32 وقد بلغ هذا التوبيخ الذروة فى قول المسيح "ألا تشعرون بعد ولا تفهمون ، أحتي الآن قلوبكم غليظة ، ألكم أعين ولا تبصرون ولكم آذان ولا تسمعون ولا تذكرون" مرقس 8 : 17.
أما عن إيمان هؤلاء التلاميذ فدعنا نستعرض أقوال المسيح عن ذلك ، يقول إنجيل متي (ثم تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه – شيطان فى جسد غلام – فال لهم يسوع لعدم إيمانكم) 17 : 19.
وفى مناسبة أخرى "فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان" متي 16 : 8 ووبخ المسيح تلاميذه قائلا "أيها الجيل غير المؤمن الملتوى ، إلى متى أكون معكم ، إلى متى احتملكم" متى 17 : 14 وكذلك (كيف لا إيمان لكم) مرقس صح 4 : 40 كما أن المسيح انتهر بطرس أحد هؤلاء التلاميذ قائلا له (اذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس) مرقس 8: 33.
ووبخه قائلا (يا قليل الإيمان لماذا شككت) متى 14: 31 وتذكر الأناجيل أن هذا البطرس قد تنكر لمعلمه السيد المسيح وأنكر معرفته ثلاث مرات. (فتفرست فيه وقالت وهذا كان معه فأنكره قائلا لست أعرفه يا امرأة) لوقا 22 : 56-57 وفى الليلة التي أراد فيها اليهود القاء القبض على المسيح وكان الحزن والاكتئاب والخوف يسيطرون عليه ، لم يشاركه التلاميذ أحزانه ولم يخففوا من حالته النفسية ، بل تركوه وحيدا يصلي داعيا الله أن يعبر به تلك الأزمة وينقذه من أيدي أعدائه ، وراحوا هم فى سبات عميق (ثم جاء إلي التلاميذ فوجدهم نياما فقال لبطرس أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة) متى 26 : 40 ورغم هذا التنبيه والتوبيخ لم يعروه التفاتا واستمروا فى نومهم (ثم جاء فوجدهم أيضا نياما) متى 26 : 43.
وعندما أقبل اليهود والجنود الرومانيون للإمساك بالمسيح (حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا) متى 46 : 56 حتى أن أحد التلاميذ عندما أمسكه الجنود من ردائه تركه لهم وهرب عاريا (فتركه الجميع وهربوا وتبعه شاب لابسا ازارا على عريه فأمسكه الشبان فترك الإزار وهرب منهم عريانا) مرقس 14 : 50.
هكذا تخلى التلاميذ عن معلمهم وفروا مذعورين كل يحاول النجاة بنفسه فصدق فيهم قوله:
(لماذا تفكرون فى أنفسكم يا قليلى الإيمان) متى 16 : 8.
– 15.
إذا كان تلاميذ المسيح الاثني عشر هم حاملي التراث أو الإنجيل الشفهي ، فهكذا كان فهمهم وهكذا كان إيمانهم". (المرجع السابق) فما هو حال من يأتى بعدهم
وإذا كان الصليب مس جسد المسيح كما يعتقد المسيحيين أو يرمز إلى أشياء كثيرة فمهما زاد عمق المعنى الذي يرمز له شيء ما فانه لم يصل إلى حد التقديس أو كل هذا التقديس إلا إذا كان بأمر الهي ومن المعلوم أن المسيح لم يقدس صليب في حياته .
سؤال يكشف الضلال
اقول لكل مسيحى هل قدست الصليب كما يجب أم لم تفعل ؟ فإذا قلت انك تقدسه كما يجب وليس هناك مجال للتقديس أكثر من ذلك أقول لك إذا كنت فعلت ذلك في الصليب الذي لم يمس جسد المسيح فماذا تفعل في الصليب الذي مس الجسد في الحقيقة كما تعتقد وليس هناك مجال للتقديس أكثر من ذلك مع انه يجب أن يكون تقديس الصليب الحقيقي الذي مس فعلا الجسد كما تعتقد أكثر وأكثر فهناك فرق بين ذلك الصليب وما تقدس من صلبان فرق شاسع إلى أقصى درجة ومع ذلك أنت ساويت بينهما فظلمت الصليب الأول وأعطيت الصلبان الأخرى أكثر مما تستحق نتيجة الإطراء غير المتعقل وإذا وصل الإطراء بقطعة من الخشب إلى هذه القدسية فانه يمكن أن يصل بإنسان من البشر إلى مرتبة الإلوهية وليس هناك دليل على حدوثه في الماضي أكثر من هذا الدليل وهو حدوثه في الحاضر ففي الحاضر أو الماضي القريب وصل بعض البشر بعض البشر بالإطراء إلى مرتبة ولى أو قديس وهو لا يستحق ذلك وهناك فرق من الشيعة الباطنية أوصلت سيدنا على ابن أبى طالب إلى مرتبة قريبة من الإلوهية وهذا دليل على أن ذلك حدث وما زال يحدث بلا شك وكما قيل في اثنين اصطنعا مقام شيخ وذاع صيته وعندما اختلفا في الحصيلة اقسم احدهما للأخر بمقام الشيخ فرد عليه الثاني وقال:-
( تقسم لي بمقام الشيخ وبما له من كرامات )
( وأنت تعلم أن ليس هناك شيخ ولا حتى في المقام رفات )
سؤال لتوضيح الضلال
واسالك سؤال أخر إذا قدست شئ ما هل تقدس الجوهر اى الذات
المحسوسة أم تقدس العرض أو الصفات غير المحسوسة المتعلقة بالذات المحسوسة والتي لا وجود لها إلا بوجود الذات فإذا صلب المسيح على قطعة من الخشب (الجوهر أو الذات)هذه القطعة تتصف بالطول(الصفة أو العرض)فهل تقدس الجوهر أو الذات المحسوسة اى قطعة الخشب أم تقدس طول قطعة الخشب اى العرض أو الصفة وتترك الذات وإذا كان المسيح يتصف بالطول فهل تقدس المسيح أم تقدس طول المسيح وتترك ذات المسيح فإذا أرت المدح هل تمدح الصفة أم الموصوف لاتصافه بهذه الصفة وبإيضاح أكثر أن المعنى بالتقديس هو الذات والشاهد والدليل على تقديس الذات هو صفات الذات اى أن الصفات تكون شاهد ودليل على استحقاق الذات للتقديس فلو سالت احد ما لماذا تقدس هذا الشئ يقول لك لان له صفات جعلته يستحق ذلك اى أن الصفات كانت شاهد ودليل وحجة .
وإذا قدست أليس أولى أن تقدس الذات التي لمست جسد الإله في اعتقادك وهى الخشب من تقديس صفة الخشب وهى التشكل على شكل صليب لان الذات قد تكون واحدة و لكن الصفات متعددة فقد تكون قطعة الخشب التي حدث عليها الصلب على شكل دائرة أو على شكل علامة اكس أو كان الصلب على جذع شجرة ليس لها اى شكل .
توضيح للتوضيح
إذا كان هناك إنسان كريم وأنت تحبه فإما أن تحبه لأنه متصف بهذه الصفة وإما أن تحب الصفة وهى الكرم لأنها من صفات هذا الرجل اى أن الذات هي أصل المحبة وهى المعنية أولا وأخيرا في التعظيم والتقديس ولا يمكنك تقديس الصفة إلا بعد تقديس الذات لان الذات هي التي اتصفت بهذه الصفة والصفة هي الشاهدة على قيمة الذات وإذا لم توجد الذات فلن توجد الصفات وإذا قدست الخشب لأنه على شكل صليب إذن لن يكون هناك فرق بين الصليب الحقيقي الذي مس الجسد في اعتقادك والصلبان الأخرى وإذا قدست الصليب لأنه مصنوع من الخشب الذي مس جسد المسيح في اعتقادك فيجب أولا أن تقدس كل الخشب بغض النظر عن ما هو عليه من شكل سواء كان صليب أو غير ذلك واخيرا يظهر لنا ان اطراء الصليب ما هو الا شطحة من شطحات البشر معدومى البصر والبصيرة
ملحوظة هامة:
لابد لكل انسان يقزا هذا الكلام ان يفرق بين الحق وهوى الذات هل هذا الانسان يقول ذلك لان ذلك هو الحق ام يقوله لهوى فى ذاته وليس له علاقة بذات الحق هل هذا الشئ قبحه العقل ام قبحته النفس فهناك فرق بين العقل والنفس ،النفس لا تبحث الا عن الشهوات وما ترضى به هواها تحت ركام التقليد والتشوه الفطرى والتكيف مع الفساد اما العقل فلا يقول الا الحقيقة بعيدا عن الشهوات والنطحات لانه لا يعلم الا واحد +واحد= اثنين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هذه موضوع كتبته للتعليق على خواطرى السابقة فى نقد احد معتقدات النصارى
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=219873
اطراء الصليب والشىء الغريب
.كيف طاقت قطعة من الخشب أن تحمل الإله
ولم يطق الجبل تجليه واختفى من الوجود لرؤياه
واذا كان الصليب مس جسد المسيح
فلما يقدس كل صليب لم يمس جسد الاله
اليس اولى بالتقديس القبر الذى حواه
فلما لا يجعل كلا له قبر ثم يدفن فيه نفسه بالحياه
ولما لا تقدس ايدى اليهود
وهى التى قامت بالامر اوله ومنتهاه
ولما تحتقر المسامير وهى التى اخترقت جسد المسيح
فهل يحتقر شئ اخترق جسد الاله
واذا كان هناك عدل فلما لا تساوون بين تيجان الشوك والصليب
واذا كان هناك عدلا فلما لا ياخذ مجراه
واذاكان الصليب على يدك يقربك من الاله
فلما لا ترسم لك عشرا حتى تصل بالقرب الى منتهاه
وقد قيل ملعون كل من تعلق بخشبة
فهل يلعن ابن الاله نفسه فى اخر وصاياه
وفى تقديس الصليب اليس هناك افضل
من ان يجعل كلا له صليب ثم يتعلق فى اعلاه
وعندما اخترقت المسامير جسد المسيح الم يسيل من الدماء قطرات
فما حال هذه القطرات قبل موت المسيح وبعد ان قام من الاموات
اليس التراب الممتزج بالقطرات اولى بالتقديس
من كل ما فات ومن كل ما هو ات
فاذا صلبوا المسيح على شجرة فهل لكل انسان ان يزرع شجرة فى يداه
واذا شنقوا المسيح فهل لكل انسان ان يشنق نفسه ليحيى ذكراه
واذا مات المسيح فهل لكل بشر ان يقتل نفسه ويترك الحياه
ليشارك الاله فى موته وهل هناك حياة لبشر بعد موت الاله
فهل هناك من قتل نفسه او تتوج بتاج الشوك او قدس يهودى او تعلق بصليب او حفر له قبر او عظم التراب الذى امتزج بدم الاله واذا لم يحدث ذلك فلما يقدس الصليب عمن سواه
وبعد كل ذلك اعلم ان لا حياه لمن تنادى
واذا كان هناك امل ان يحيى الموت فهناك امل ان يكون للسامع حياة
المقصود
المقصود مما قيل سابقا هو نقد تقديس الصليب من المسيحيين عمن سواه كالقبر الذي حوي الجسمان حسب معتقداتهم ،أو تيجان الشوك التي كانت على رأسه ،أو المسامير التي اخترقت جسده،وأيضا ايدى اليهود التي قامت بكل ذلك لان الايدى كانت هي وسيلة اليهود للفعل ،كما أن الصليب كان وسيلة الايدى لنفس الفعل والأولى بالتقديس من كل ذلك الدماء التي سقطت نتيجة اختراق المسامير واختلطت بالتراب فيكون التراب الممتزج بالدماء هو الأولى بالتقديس من كل ذلك ثم بعد ذلك ياتى معنى تعددت الأسباب والموت واحدا فإذا قدست سببا للموت أو وسيلة من وسائله أو وسيلة لشئ ما معين يجب أن تقدس كل أسباب الموت أو وسائله وكل وسائل الشئ المعين وإذا لم يسرى التقديس على احد الأسباب أو الوسائل فانه لن يسرى على الكل فإما أن تقدس الكل وإما أن لا تقدس الكل وما دام هناك الكثير من الأسباب والوسائل لا تدع مجال للتقديس اى أنها لا يمكن أن تقدس فان عدم التقديس يسرى على الكل و لتوضيح ذلك و الادلال عليه :-
1- مثلا لو انهال اليهود على المسيح ضربا بالايدى حتى فارق الحياة فاى شئ أقدس في هذه الحالة ليس لدى إلا ايدى اليهود اواليهود وإذا كان الذي انهال عليه هو الشيطان فماذا أقدس ليس لدى الا ان أقدس يد أو ذات الشيطان وهو ألد أعداء الرحمن أو انه فارق الحياة نتيجة ارتطامه بالأرض فماذا أقدس هل أقدس الأرض بعدم السير عليها أم أقدس الهواء أو نهشه الحوت هل أقدس الحوت أم اسنانه وإذا لم يسرى التقديس على شئ فانه يجب أن لا يسرى على كل الأشياء ويدل كل ما قيل سابقا أن تقديس الصليب كان شطحة من شطحات البشر ضعاف البصر والبصيرة ومن فعل شطحة واحدة يفعل الكثير من الشطحات فكيف أثق في هؤلاء البشر واخذ عنهم اعتقادي وهم ضالين مضلين وخصوصا اذا كانت "الأناجيل تروى لنا أن السيد المسيح كان دائم التوبيخ لهؤلاء التلاميذ لسوء فهمهم وقلة إدراكهم وضعف إيمانهم وتشككهم الدائم فيه ، رغم أنهم أقرب الناس إليه. ]تأملات في الأناجيل والعقيدة – الدكتور بهاء النحال من ص4 الى ص 9 [.
"يقول إنجيل مرقس: "فقال لهم المسيح أفأنتم أيضا هكذا غير فاهمين"
صح7: 18 فى إصحاح آخر (فقال لهم كيف لا تفهمون)
صح 8 : 21 وفى إصحاح ثالث "لأنهم لم يفهموا إذ كانت قلوبهم غليظة" صح 6 : 52
كذلك يخبرنا إنجيل متي أن المسيح قال لتلاميذه "أحتى الآن لا تفهمون" صح 16 : 8 وفى إصحاح آخر "فقال يسوع هل أنتم ايضا حتى الآن غير فاهمين" صح 15 : 16 كما يخبرنا انجيل لوقا ما يؤكد ما سبق "وأما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا" لوقا 18 : 34.
وعندما تكلم عن ايليا النبي[12] فهم التلاميذ خطأ أن يوحنا المعمدان[13] هو ايليا وقد عاد ثانية إلى الأرض "حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان" متي 17 : 11 على الرغم أن يوحنا المعمدان أعلنها صريحة فى بداية رسالته (لست المسيح ولا إيليا ولا النبي) انجيل يوحنا : 2.
انجيل يوحنا : 2.
كذلك كان سوء فهمهم لملكوت السموات الذي كان يبشر بقدومه السيد المسيح ، فرغم بلوغ دعوة المسيح ختامها فقد أدرك التلاميذ خطأ أن المسيح سيأتي بملكوت أرضي وبدولة بني اسرائيل وقد أملوا فى أن يبوأوا عروشا فى هذا الملكوت القادم[اهداف المسيح وتلاميذه – هرمان رايماروس] ونتج عن هذا التوبيخ المستمر لتلاميذه خوف هؤلاء التلاميذ من سؤال السيد المسيح واستيضاح ما لم يدركوه بعقولهم "وأما هم فلم يفهموا القول وخافوا أن يسألوه" مرقس 9 : 32 وقد بلغ هذا التوبيخ الذروة فى قول المسيح "ألا تشعرون بعد ولا تفهمون ، أحتي الآن قلوبكم غليظة ، ألكم أعين ولا تبصرون ولكم آذان ولا تسمعون ولا تذكرون" مرقس 8 : 17.
أما عن إيمان هؤلاء التلاميذ فدعنا نستعرض أقوال المسيح عن ذلك ، يقول إنجيل متي (ثم تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه – شيطان فى جسد غلام – فال لهم يسوع لعدم إيمانكم) 17 : 19.
وفى مناسبة أخرى "فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان" متي 16 : 8 ووبخ المسيح تلاميذه قائلا "أيها الجيل غير المؤمن الملتوى ، إلى متى أكون معكم ، إلى متى احتملكم" متى 17 : 14 وكذلك (كيف لا إيمان لكم) مرقس صح 4 : 40 كما أن المسيح انتهر بطرس أحد هؤلاء التلاميذ قائلا له (اذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس) مرقس 8: 33.
ووبخه قائلا (يا قليل الإيمان لماذا شككت) متى 14: 31 وتذكر الأناجيل أن هذا البطرس قد تنكر لمعلمه السيد المسيح وأنكر معرفته ثلاث مرات. (فتفرست فيه وقالت وهذا كان معه فأنكره قائلا لست أعرفه يا امرأة) لوقا 22 : 56-57 وفى الليلة التي أراد فيها اليهود القاء القبض على المسيح وكان الحزن والاكتئاب والخوف يسيطرون عليه ، لم يشاركه التلاميذ أحزانه ولم يخففوا من حالته النفسية ، بل تركوه وحيدا يصلي داعيا الله أن يعبر به تلك الأزمة وينقذه من أيدي أعدائه ، وراحوا هم فى سبات عميق (ثم جاء إلي التلاميذ فوجدهم نياما فقال لبطرس أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة) متى 26 : 40 ورغم هذا التنبيه والتوبيخ لم يعروه التفاتا واستمروا فى نومهم (ثم جاء فوجدهم أيضا نياما) متى 26 : 43.
وعندما أقبل اليهود والجنود الرومانيون للإمساك بالمسيح (حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا) متى 46 : 56 حتى أن أحد التلاميذ عندما أمسكه الجنود من ردائه تركه لهم وهرب عاريا (فتركه الجميع وهربوا وتبعه شاب لابسا ازارا على عريه فأمسكه الشبان فترك الإزار وهرب منهم عريانا) مرقس 14 : 50.
هكذا تخلى التلاميذ عن معلمهم وفروا مذعورين كل يحاول النجاة بنفسه فصدق فيهم قوله:
(لماذا تفكرون فى أنفسكم يا قليلى الإيمان) متى 16 : 8.
– 15.
إذا كان تلاميذ المسيح الاثني عشر هم حاملي التراث أو الإنجيل الشفهي ، فهكذا كان فهمهم وهكذا كان إيمانهم". (المرجع السابق) فما هو حال من يأتى بعدهم
وإذا كان الصليب مس جسد المسيح كما يعتقد المسيحيين أو يرمز إلى أشياء كثيرة فمهما زاد عمق المعنى الذي يرمز له شيء ما فانه لم يصل إلى حد التقديس أو كل هذا التقديس إلا إذا كان بأمر الهي ومن المعلوم أن المسيح لم يقدس صليب في حياته .
سؤال يكشف الضلال
اقول لكل مسيحى هل قدست الصليب كما يجب أم لم تفعل ؟ فإذا قلت انك تقدسه كما يجب وليس هناك مجال للتقديس أكثر من ذلك أقول لك إذا كنت فعلت ذلك في الصليب الذي لم يمس جسد المسيح فماذا تفعل في الصليب الذي مس الجسد في الحقيقة كما تعتقد وليس هناك مجال للتقديس أكثر من ذلك مع انه يجب أن يكون تقديس الصليب الحقيقي الذي مس فعلا الجسد كما تعتقد أكثر وأكثر فهناك فرق بين ذلك الصليب وما تقدس من صلبان فرق شاسع إلى أقصى درجة ومع ذلك أنت ساويت بينهما فظلمت الصليب الأول وأعطيت الصلبان الأخرى أكثر مما تستحق نتيجة الإطراء غير المتعقل وإذا وصل الإطراء بقطعة من الخشب إلى هذه القدسية فانه يمكن أن يصل بإنسان من البشر إلى مرتبة الإلوهية وليس هناك دليل على حدوثه في الماضي أكثر من هذا الدليل وهو حدوثه في الحاضر ففي الحاضر أو الماضي القريب وصل بعض البشر بعض البشر بالإطراء إلى مرتبة ولى أو قديس وهو لا يستحق ذلك وهناك فرق من الشيعة الباطنية أوصلت سيدنا على ابن أبى طالب إلى مرتبة قريبة من الإلوهية وهذا دليل على أن ذلك حدث وما زال يحدث بلا شك وكما قيل في اثنين اصطنعا مقام شيخ وذاع صيته وعندما اختلفا في الحصيلة اقسم احدهما للأخر بمقام الشيخ فرد عليه الثاني وقال:-
( تقسم لي بمقام الشيخ وبما له من كرامات )
( وأنت تعلم أن ليس هناك شيخ ولا حتى في المقام رفات )
سؤال لتوضيح الضلال
واسالك سؤال أخر إذا قدست شئ ما هل تقدس الجوهر اى الذات
المحسوسة أم تقدس العرض أو الصفات غير المحسوسة المتعلقة بالذات المحسوسة والتي لا وجود لها إلا بوجود الذات فإذا صلب المسيح على قطعة من الخشب (الجوهر أو الذات)هذه القطعة تتصف بالطول(الصفة أو العرض)فهل تقدس الجوهر أو الذات المحسوسة اى قطعة الخشب أم تقدس طول قطعة الخشب اى العرض أو الصفة وتترك الذات وإذا كان المسيح يتصف بالطول فهل تقدس المسيح أم تقدس طول المسيح وتترك ذات المسيح فإذا أرت المدح هل تمدح الصفة أم الموصوف لاتصافه بهذه الصفة وبإيضاح أكثر أن المعنى بالتقديس هو الذات والشاهد والدليل على تقديس الذات هو صفات الذات اى أن الصفات تكون شاهد ودليل على استحقاق الذات للتقديس فلو سالت احد ما لماذا تقدس هذا الشئ يقول لك لان له صفات جعلته يستحق ذلك اى أن الصفات كانت شاهد ودليل وحجة .
وإذا قدست أليس أولى أن تقدس الذات التي لمست جسد الإله في اعتقادك وهى الخشب من تقديس صفة الخشب وهى التشكل على شكل صليب لان الذات قد تكون واحدة و لكن الصفات متعددة فقد تكون قطعة الخشب التي حدث عليها الصلب على شكل دائرة أو على شكل علامة اكس أو كان الصلب على جذع شجرة ليس لها اى شكل .
توضيح للتوضيح
إذا كان هناك إنسان كريم وأنت تحبه فإما أن تحبه لأنه متصف بهذه الصفة وإما أن تحب الصفة وهى الكرم لأنها من صفات هذا الرجل اى أن الذات هي أصل المحبة وهى المعنية أولا وأخيرا في التعظيم والتقديس ولا يمكنك تقديس الصفة إلا بعد تقديس الذات لان الذات هي التي اتصفت بهذه الصفة والصفة هي الشاهدة على قيمة الذات وإذا لم توجد الذات فلن توجد الصفات وإذا قدست الخشب لأنه على شكل صليب إذن لن يكون هناك فرق بين الصليب الحقيقي الذي مس الجسد في اعتقادك والصلبان الأخرى وإذا قدست الصليب لأنه مصنوع من الخشب الذي مس جسد المسيح في اعتقادك فيجب أولا أن تقدس كل الخشب بغض النظر عن ما هو عليه من شكل سواء كان صليب أو غير ذلك واخيرا يظهر لنا ان اطراء الصليب ما هو الا شطحة من شطحات البشر معدومى البصر والبصيرة
ملحوظة هامة:
لابد لكل انسان يقزا هذا الكلام ان يفرق بين الحق وهوى الذات هل هذا الانسان يقول ذلك لان ذلك هو الحق ام يقوله لهوى فى ذاته وليس له علاقة بذات الحق هل هذا الشئ قبحه العقل ام قبحته النفس فهناك فرق بين العقل والنفس ،النفس لا تبحث الا عن الشهوات وما ترضى به هواها تحت ركام التقليد والتشوه الفطرى والتكيف مع الفساد اما العقل فلا يقول الا الحقيقة بعيدا عن الشهوات والنطحات لانه لا يعلم الا واحد +واحد= اثنين.