فتكون العصمة تعم جميع الصحابة، وهم أكثر من الإثنى عشر الذين لدى الشعية الإثنى عشرية
أما تفريقك بين إجماع الصحابة على النقل وإجماعهم على الفهم .. فهذا التفريق يحتاج لدليل، وقد سألتك قبل ذلك هل عندك دليل؟؟ هل أجبتني؟!
وأتيتك بمثال عملي لنخرج من حيز الشرط إلى حيز الواقع:
- (والأرض بعد ذلك دحاها) أجمع أهل العلم في القرون الخيرية على أنّ الدحية لا تعني البيضة، وأجمع أهل اللغة على ذلك، فهل يجوز الخروج عن هذا الإجماع لنزعم أن الدحية تعني البيضة؟
هل أجبتني؟!
فالغربيين عندما ينسبون اكتشافًا للإغريق فلا يوجد قداسة هنا، ويمكن أنْ يتكلموا عن التراكم المعرفي، أمَّا نحن فإزاء عقائد ندين بها، فقد نثبت الخطأ على الفهم، ولكن لا نثبته على الدين إنْ كان الفهم خطأ، فإنْ كان صوابًا أثبتناه للإثنين، وأنا أعلم أنَّك لا تثبتُ خطأ عليهم بل تدافع عن عدم وجود خطأ في إجماعهم، ولذلك فلا حاجة للحوار فيما يقع بشأنه الاتفاق.
يا سيدي أنت تعالج القضية بالعكس!
الغرب يتمحل الأعذار للقول بالتراكم المعرفي، وتراوده أحلام العصر الذهبي اليوناني، وتجد في كثيرٍ من القضايا أن الصواب هو القطيعة المعرفية لا التراكم، رغم أنّ تراثهم ليس معصومًا ولا يشكل جزءًا من ذكرٍ محفوظ ... بينما نحن الذين نعلم من تراثنا أنّه مبني على الوحي، وأنّ إجماع أجدادنا معصوم، وأنه لم يقع منهم الخطأ في إجماعهم، وأنّ اختلافهم -أي الصحابة- كان رحمة توافق طبائع البشر، بينما إجماعهم كان سياجًا يشكل الهوية المسلمة، نحن الذين نعلم هذا، ترانا مترددين في القول بالتراكم المعرفي!! القضية ليست أننا ننشيء علمًا ثم ندعي له التراكم، القضية يا سيدي أن علمنا لابد أن يكون مبنيًّا على التراكم، وطبعًا الكلام هنا على العلم المتعلق بالوحي.. فرجاءً افهم كلامي كما ينبغي تعرف مرادي.
بشأن التجريبيات التي لا يوجد لها ذكر في القرءان فلا يمكننا أنْ نقول هذا سبق هذا، أو هذا سبق هذا، فلا بد أنْ يكون للتجريبيات مقابل في النقل لنقول:"النقل مقدَّم عليه"، وإلَّا فهذا عبث. ..... راجع كلامي على الاقتباس السابق من هذه المشاركة، فأنا لم أقل بتقديم العلم التجريبي على النقل، ولا أعتقد أنَّه يوجد من المتكلمين من قال بهذا
مرةً أخرى تحمّل كلامي ما لا يحتمل ...
هل أنا قلتُ إن المتكلمين قالوا بتقديم التجريب على النقل؟!
قلتُ نصًّا (تعرف أخي أن من أصول المتكلمين تقديم العقل على النقل إن تعارضا، وزعموا أن القدح في العقل قدح في النقل، هكذا بهذا الإجمال .. فهذا الذي يوشك أن يحدث الآن أخي الكريم .. إذا تعارض العلم التجريبي والنقل قدم التجريب!! وإلا كنا رجعيين منفرين من الإسلام!) فهذا البناء لهذه الجملة على هذه الصفة يعني عند كل عربي أني أتكلم على شيءٍ يوشك أن يكون ظاهرة، وهو لا يقع من المتكلمين، وهو يحتاج إلى ردّ بخلاف الرد الذي وقع على المتكلمين...
هذا التقديم سببه درء الوقوع في التناقضات، وإلَّا فيمكن قبول كل العقائد المختلفة رغم أنَّه يوجد بينها تناقضات، بل يمكن قبول عقيدة واحدة مليئة بالتناقضات بناء على تأخير العقل، فالعقل هنا مهمته الحفاظ على الدين، وليس الطعن في الدين كما ربما يظن البعض.. بعدم التقديم فلا يوجد وجه حق أنْ نعترض على الملحدين، ولا أنْ يعترضوا علينا، ولا أنْ نعترض على النصارى، ولا أنْ يعترضون علينا، والتقديم وحده هو سبب الاعتراض الصحيح.
ولا بد من التمييز بين التقديم بشأن البديهيات والتقديم بشأن غير البديهيات، فالحتمالية في العلوم؛ لا تجعلنا نقدِّمه على النقل، لاحتمال وجود الخطأ، فبشأن التجريبيات؛ فإنَّ النقل إذا سبقه في شيء؛ فإنَّ النقل مقدَّم عليه بشأن الأشياء التي للنقل فيها السبق لا غير، وتقديم النقل في هذا السياق، لا ينسحب على العقل، وإلَّا فشهادة العقل مطعونة، وهذا الطعن ينسحب على النقل؛ ولذلك فلا بد من بقاء العقل مقدَّما لئلا يُطْعَن في النقل، ولا يبقى لنا شيء إذا طُعِن في النقل، فهو الأساس الذي بُنِيَت عليه أمتنا.
ولا بد من التمييز بين التقديم بشأن البديهيات والتقديم بشأن غير البديهيات، فالحتمالية في العلوم؛ لا تجعلنا نقدِّمه على النقل، لاحتمال وجود الخطأ، فبشأن التجريبيات؛ فإنَّ النقل إذا سبقه في شيء؛ فإنَّ النقل مقدَّم عليه بشأن الأشياء التي للنقل فيها السبق لا غير، وتقديم النقل في هذا السياق، لا ينسحب على العقل، وإلَّا فشهادة العقل مطعونة، وهذا الطعن ينسحب على النقل؛ ولذلك فلا بد من بقاء العقل مقدَّما لئلا يُطْعَن في النقل، ولا يبقى لنا شيء إذا طُعِن في النقل، فهو الأساس الذي بُنِيَت عليه أمتنا.
التناقض لا يمكن أن يقع في الدين .. وبالتأكيد فمثلك يعلم الفرق بين محالات العقول ومحارات العقول، فمحالات العقول تقع عند أهل الباطل، كالمحالات التي تمتلئ بها ملة النصارى المحرفة، والمحارات هي ما يحار العقل فيه، وهذه توجد في ديننا، وتوجد في واقعنا، عندما تقرأ عما يتكلم فيه الفيزيائيون من العوالم المتعددة، وأن كل احتمال قد وقع في عالمٍ موازٍ، يحار عقلك وعقل الجميع، رغم أنّها نظرية علمية، ورغم ذلك لم يقل أحد إنها محالة في العقل، هي تحير العقل لكنها ليست محالة، ونحن نقول هي غاية حالها أن تكون ممكنة لا متحققة، فالتحقق يحتاج إلى دليل وهم لم يأتوا بدليل .. الغرض أن المحارات تقع في الواقع وفي العلم التجريبي .. ورغم ذلك لا يبادر أحد بإنكارها .. وكذلك تقع المحارات في الدين، كمثل الإيمان بصفات الله تعالى دون تكييف ولا تمثيل، كمثل الإيمان بأن الله يعلم كل شيءٍ ولا تدركه سنةٌ ولا نوم، كمثل الإيمان بأنّ الله لا يكون في ملكه إلا ما يشاء مع الإيمان بإثبات الإرادة للإنسان، كل هذا ليس فيه محال، لكنه يحير العقل حين يتفكر فيه .. ولذلك فهو من مواطن الابتلاء بالتكليف بالإيمان .. فما العمل عندك عندها يا أستاذ سمير؟!هل ستترك عقيدة الصحابة الذين هم السلف الذين هم الأولى بالافتخار بهم؟ أم ستفعل كما فعل المعتزلة وتقول بأصولهم الخمسة؟!! هل تفعل كما فعل المعتزلة وتنكر محارات العقول وأنت لا تجرؤ أن تفعل ذلك في العلم التجريبي الحديث؟!
التناقض يا أستاذ من المحال وقوعه في الدين، إذ لو كان من عند غير الله لوجدنا فيه اختلافًا كثيرًا، الكلام فيما هو من الدين، مما يكون ظاهره التعارض - لا التناقض- مع "عقلي" أو "عقلك"، هل يُقدّم العقل دومًا؟؟
الذين يظنون كمثل ظنك ويقولون "وإلَّا فشهادة العقل مطعونة، وهذا الطعن ينسحب على النقل" كما قلتُ لأخي الساجد (وزعموا أن القدح في العقل قدح في النقل، هكذا بهذا الإجمال)، قد بنوا قولهم هذا على أنّ الأدلة النقلية لا تخلو من دلالة عقلية، بينما الصواب أن الأدلة النقلية تحمل دلالة عقلية تواجه ما ينقدح في عقلي وعقلك، ولذلك تكون المفاضلة بين رتبة الدليل، لا نوعي الدليل، يعني "الدليل القطعي" يقدّم على "الظني" سواء أكان القطعي نقليا أم عقليا.
خذ مثالًا ..
صفة العين واليدين لله تعالى .. ما هو سبيلك في إثباتها أو نفيها؟
الأستاذ سمير :
إن كنت تنوي إكمال الحوار، فلي طلبان:
الأول: أن تحاول فهم كلامي قبل أن ترد عليه، وأن تحاول فهم كلامك وترى إن كان يحمل المعنى الذي تريد إيصاله أم لا، حتى لا يتكرر ما سبق.
الثاني: أن تجيب هذه الأسئلة باختصار تكرما:
- صفة العين واليدين لله تعالى .. ما هو سبيلك في إثباتها أو نفيها؟
- عدم إجماع الصحابة على خطأ في النقل مما توافق أنت عليه .. فهل دليلك عليه عقلي أم نقلي؟
- أما تفريقك بين إجماع الصحابة على النقل وإجماعهم على الفهم .. فهذا التفريق يحتاج لدليل، وقد سألتك قبل ذلك هل عندك دليل؟؟
- (والأرض بعد ذلك دحاها) أجمع أهل العلم في القرون الخيرية على أنّ الدحية لا تعني البيضة، وأجمع أهل اللغة على ذلك، فهل يجوز الخروج عن هذا الإجماع لنزعم أن الدحية تعني البيضة؟
تعليق