بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى في كتابه الكريم ، كتاب الحق والنور ، ولسان رسوله الكريم "محمد" الذي هو {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} [النجم : 3 - 4] في محكم التنزيل الذي هو {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الواقعة : 80] عن رسالة المسيح "عيسى" :
[frame="15 98"]
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)} [الصف : 6 - 7][/frame]
وقبل البدء في توضيح مضمون تلك الرسالة مما بقى في الأناجيل الحالي من معاني ، يجب وأن نعود للفهم الحقيقي لمعنى كلمة "الإسلام":
* الإسْلامُ : مصـ.-: الطاعة والانقياد والتسليم.-: الدِّين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؛ التاريخ الإسلامىّ، هو تاريخ الأقْوام التي دانت بالإسلام. [القاموس المحيط]
* والسِّلْم أيضًا السلام والإسلام. قيل وبهِ قُرِئَ في سورة البقرة ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً . وفُسِّر بالإسلام. والإِسلام[س ل م]. (مص. أَسْلَمَ):الطاعة والانقياد والتسليم لأمر الآمِر ونهيهِ بلا اعتراضٍ. وشرعًا هو الأعمال الظاهرة من التلفُّظ بكلمتي الشهادة (أي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدهُ ورسولهُ) والإيقان بالواجبات والانتهاءُ عن المنهيَّات. وقد يُطلَق على الأعمال المشروعة. ومنهُ في سورة آل عمران (19) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ. واستعمالهُ بمعنى المسلمين مجازٌ على معنى أهل الإسلام . وفتح همزتهِ كأنهُ جمعٌ لحن. [لسان العرب - إبن منظور]
* الإسلام لغة: الاستسلام المحض، والإذعان والخضوع التام لله جل وعلا، قال الله مادحاً إبراهيم عليه السلام: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [البقرة:130] وذلك لأنه استسلم وانقاد لأوامر ربه سبحانه، ثم قال: إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [البقرة:131] أي: استسلمت الاستسلام المحض لله جل وعلا، ولذلك لما أوحى إليه ربه أن يذبح ابنه قال: سمعت وأطعت، فقال تعالى مخبراً عنه: قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى [الصافات:102]، فكان الخضوع التام من إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما أفضل الصلاة وأزكى السلام. وقد جمع الله تعالى بين الاستسلام والإحسان فقال تعالى: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ [البقرة:112] فالاستسلام والخضوع التام أصل من أصول الإحسان في عبادة الله جل وعلا. ويبين تعالى أن كل ما في السماوات والأرض قد خضع واستسلم استسلاماً تاماً له جل وعلا، فقال: وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا [آل عمران:83] وهذا هو الخضوع التام لربوبية الله جل وعلا. [( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - سياق ما روي عن النبي في دعائم الإيمان وقواعده) للشيخ : (محمد حسن عبد الغفار)]
وبعد تلك النظرة السريعة عن المعنى اللفظي لكلمة "الإسلام" نستعرض سريعا ما نحن بصدده من هذا الموضوع ، فهذا الموضوع ما هو إلا توضيحا لنص قد ورد في "الكتاب المقدس" في (سفر أعمال الرسل 10: 36) [1] وقد أحتار الكثيرين في تفسيره بل وتضاربت الترجمات العربية والعالمية في ترجمته ألا وهو :
(الفاندايك - سفر أعمال الرسل 10: 36)
الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ.
وتكمن المشكلة الرئيسية في ترجمة أو توضيح معنى هذه الرسالة وهذا الجزء بالتحديد: (يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ)
وبالطبع حتى لا نطيل نأخذ فقط مثالا سريعا على تضارب الترجمات بشان هذا النص:
فأحيانا تَرِد (proclaiming the Gospel of peace) كما في:
Analytical-Literal Translation of the New Testament: "The word which He sent to the sons [and daughters] of Israel, proclaiming the Gospel of peace through Jesus Christ-this One is Lord of all-
وأحيانا تُحذف كلمة "بشارة (the good news (Gospel))" نهائيا كما في:
King James Version - (The Authorized Version): The word which God sent unto the children of Israel, preaching peace by Jesus Christ: (he is Lord of all:
Contemporary English Version (CEV Bible): This is the same message that God gave to the people of Israel, when he sent Jesus Christ, the Lord of all, to offer peace to them.
بينما يقول النص اليوناني:
Greek New Testament - (GNT): τὸν λόγον ὃν ἀπέστειλε τοῖς υἱοῖς ᾿Ισραὴλ εὐαγγελιζόμενος εἰρήνην διὰ ᾿Ιησοῦ Χριστοῦ· οὗτός ἐστι πάντων Κύριος·
τον 36 الـ λογον كلمة ον التي απεστειλεν أرسلها τοις إلى υιοις أبناء ισραηλ إسرائيل, ευαγγελιζομενος يُبَشّر - - ειρηνην (السلام - إريني) δια بـ ιησου يسوع χριστου المسيح , ουτος هو εστιν يكون παντων جميع κυριος رب),
ولكن يا ترى كيف تكلم المسيح "عيسى" (يسوع) وتلفظ بهذه الكلمة [ειρηνην] (السلام - إريني) ؟!
* قد تكلم السيد المسيح اللغة الآرامية. ووردت بعض أقواله في العهد الجديد في هذه اللغة مثلاً مرقس 5: 41 "طليشا قومي" ، مرقس 7: 34 "إفثا" ، مرقس 15: 34 "الوي الوي لما شبقتني". [قاموس الكتاب المقدس - أَرامية الكتاب المقدس]
إذا فلكي نعرف معنى تلك الكلمة وكيف قد نطق بها المسيح لنعود إلى الآراميه ، فقد تحسم هي ما قد وقع من تضارب وخلاف بين الترجمات المختلفة!
* من أفضل النصوص الإنجيلية على الإطلاق هو النص السيرياني (الآرامي) للكتاب المقدس الذي يعرف بـ (peshitta - البيشيتا "البسيطة - فشٍيطةُا") ولناخذ عنها نبذة سريعة:
New Testament Peshitta - بيشيتا العهد الجديد
يعتقد ان (بيشيتا العهد الجديد) هي إستمرار لـ (الإنجيل الرباعي) أو دياتسارون [2]، والنسخ السريانية القديمة ، فقد جَمعت بعض النصوص البيزنطية [3] المعقدة من القرن الخامس [New Testament Peshitta]
تقريبا يتفق العلماء أن نص (بيشيتا العهد الجديد) هي ترجمة من أصول يونانية ، بينما هناك بعض وجهات نظر أخرى تقول بأن (البيشيتا) هي النص الأصلي للاناجيل بينما (النص اليوناني) هو ترجمة منه وتعرف بنظرية (أولوية الآرامية) [Aramaic primacy].
وفي إشارة على أصلية (البيشيتا) يقول (Mar Eshai Shimun XXIII) (البطريرك مار إيشاي شمعون الثالث والعشرون) ملخصا تلك النظريات والآراء:
"بالإشارة إلى أصلية "البيشيتا" كما البطريرك ورئيس الكرسي الرسولي والكنيسة الكاثوليكية الشرقية ، نود أن نذكر ، ان الكنيسة الشرقية تلقت الكتاب المقدس من أيدي الرسل المباركة أنفسهم في الاصل الآرامي ، وهي اللغة التي تحدث بها ربنا يسوع المسيح نفسه ، وأن البيشيتا هي نص كنيسة المشرق التي جاءت من عصور الكتاب المقدس دون أي تغيير أو تعديل. "[4]
والحقيقة أن الكلام في هذه القضية يطول جدا ، ولكن ما يهمنا الآن هو تحليل النص الوارد في (سفر أعمال الرسل 10: 36) من نص (البيشيتا) التي هي لغة (السيد المسيح وتلاميذة)!
يقول النص :
Acts 10:36 - ܡܠܬܐ ܓܝܪ ܕܫܕܪ ܠܒܢܝ ܐܝܣܪܝܠ ܘܣܒܪ ܐܢܘܢ ܫܠܡܐ ܘܫܝܢܐ ܒܝܕ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ ܗܢܘ ܡܪܝܐ ܕܟܠ ܀
تنطق: ملتا جير دشدر لبني ايسريل وسبر انون شلما وشينا بيد يشوع مشيخا هنو مريا دكل
والجملة هي: (ܘܣܒܪ ܐܢܘܢ ܫܠܡܐ) [وسبر انون شلما] "يبشر بشلما"
الكلمة محل الجدال هي (ܫܠܡܐ) وتنطق [شلما] والأصل [ܫܠܡ] (شلم - سلم) حيث يقلب حرف "الشين" من السريانية الآرامية والعبرية إلى "السين" في العربية.
(الآرامية) ـ (العربية) ـ (العبرية)
(ܫ) ـ (ش - س) ـ (ש)
(ܠ) ـ (ل) ـ (ל)
(ܡ) ـ (م) ـ (מ - ם)[5]
* جميع اللغات اللغات السامية [6] تشترك في كلمة "سلم" كتابة ومعنى:
فهي في العربية [س ل م]. (مص. أَسْلَمَ):الطاعة والانقياد والتسليم. [لسان العرب - إبن منظور]
وهي في الآرامية السريانية "ܫܠܡ" (شلم) وتعني (الإستسلام والإنقياد والخضوع وإسلام):
A Compendious Syriac Dictionary: Founded upon the Thesaurus Syriacus of R. Payne Smith
صفحة 582 كلمة "ܫܠܡ"
*) to become a Moslem
a) to be given up, handed over, surrendered, delivered.
b) to be surrounded to, to take possession of a surrendered place or force;
وهي في العبرية "שלם" (شلم) وتعني (الإستسلام والإنقياد والخضوع وإسلام):
Hebrew and Chaldee lexicon to the Old Testament Scriptures; translated, with additions, and corrections from the author's Thesaurus and other works ([1857])]
صفحة 830 كلمة "שלם"
وهذا ما تؤكده القواميس اليونانية آيضا أن الكلمة ، حيث الكلمة الواردة كما اوضحنا سابقا في النص اليوناني هي (εἰρήνην) وبالعودة للقواميس والمعاجم اليونانية حيث تخبرنا أن معنى الكلمة (εἰρήνην) هو تماما (שלום) وهي أيضا الكلمة المشتقة من (שלם) والتي تم تفصيلهاالآن ، ولا يمكن ترجمة كلمة إسلام للعبرية القديمة إلا هكذا.[Thayer's Greek-English Lexicon of the New Testament: Coded with Strong's Concordance Numbers - Joseph Thayer]
* ولكن في الحقيقة إلى الآن لم نحقق سوى 50% فقط من المطلوب! فما لدينا الآن هو فقط إحتمالان للنص أو الجزء (يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ) بعد أن كان إحتمالا واحدا! وذلك لأانه صار لدينا معنيان للكلمة (ܫܠܡܐ - شلما) بعد أن كان معنى واحد! فهل المعنى الحاسم الآن هنا هو (السلام أم الإسلام)؟!
* لحل تلك القضية نعود إلى فهم النص ثانيا حيث يقول:
(الفاندايك - سفر أعمال الرسل 10: 36)
الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ.
فهل حقيقة بَشّر المسيح يسوع بالسلام؟!
من العجيب حقا أن يدعي أحد ذالك حيث وصف المسيح يسوع رسالته حين قال:
إنجيل متى 10
34 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا.
35 فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.
36 وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.
"يُعلق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على هذه الحرب القاسية، بقوله: [ليس فقط الأصدقاء والزملاء يقفون ضدّ الإنسان بل حتى الأقرباء، فتنقسم الطبيعة على ذاتها... ولا تقف الحرب على من هم في بيت واحد أيّا كانوا، وإنما تقوم حتى بين الذين هم أكثر حبًا لبعضهم البعض، بين الأقرباء جدًا." [شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي - متى 10 - تفسير انجيل متى سفراء الملك - 8. الحرب الداخليّة]
* "حين يقول السيد لا تظنوا إنى جئت لألقى سلاماً على الأرض.. بل سيفاً= لا يقصد السلام الذي يعطيه داخل القلب والذي هو ثمرة من ثمار الروح القدس (غل 22:5) بل يقصد أن العالم لن يقبل المؤمنين به وسيثير حرباً ضدهم كما فعل العالم به هو نفسه (يو 18:15-20) وهذا ما حدث فعلاً من اليهود ثم الإمبراطورية الرومانية التي سفكت دماً كثيراً = بل سيفاً."[شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القس أنطونيوس فكري - متى 10 - تفسير انجيل متى]
ونص (أعمال الرسل) هنا يتكلم عن السلام الذي سيعم الأرض ، والمسيح قد أخبرهم صراحة أنه لن يكون هناك سلام على الأرض ، وحتى السلام الروحي لن يبشر به هو بل هو "ثمرة من ثمار الروح القدس"!
وبالتالي لا يمكن بشكل من الأشكال وصف رسالة المسيح انها كانت التبشير بالسلام بل بالحروب والمعاناة التي سيتعرض لها التلاميذ!
ولقد بشرهم أن كل هذا سينتهي عندما ياتي "المعزي" روح الحق أو نبي اخر الزمان :
إنجيل يوحنا 15
18 «إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ.
20 اُذْكُرُوا الْكَلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلاَمَكُمْ.
21 لكِنَّهُمْ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ بِكُمْ هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي.
26 «وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.
27 وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ.
إنجيل يوحنا 16
2 سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ.
7 لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ.
النقطة الثاية حيث ونكرر النص مرة أخرى:
(الفاندايك - سفر أعمال الرسل 10: 36)
الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ.
إذا فلدينا راسل (الله) ومرسل (المسيح) ورساله (السلام او الإسلام)
ولكن إن كان المعنى كما يدعون هو (السلام) فهنا تواجهنا مشكلة اخرى بخلاف النقطة الاولى حيث يقول القديس "بولس":
رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2
13 وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ.
14 لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ
فهو يقول بوضوح (لأَنَّهُ هُوَ (يسوع) سَلاَمُنَا) ، فيسوع هو السلام!
وبالتالي يمكننا ان نقول: الله أرسل المسيح يسوع ، ويسوع المسيح أعلن لبني إسرائيل بشارة السلام بيسوع المسيح ، ويسوع المسيح هو رب الكل وهو السلام. أي أن: (الله ارسل الله ، ليبشر بالله الذي هو الله)!!!!
وهكذا أصبح الراسل هو المُرسَل هو الرسالة!!!!!
ولكن مما سبق يحق لنا أن نوضح المعنى الحقيقي للنص بكل ثقة ويقين:
[frame="13 98"]
ونتمنى أن نجد من يعترض على الطرح السابق وهو في منتهى البساطة فما على أي معترض إلا أن يوضح لنا هذا النقاط:
وهنا وبعد ما سبق نعود إلى قول الحق تبارك وتعالى:
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)} [الصف : 6 - 7]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[1]: (سفر أعمال الرسل): هو السفر الخامس من أسفار العهد الجديد، ويُسمى "إنجيل الروح القدس"؛ إذ يركز بقوة على شخص المسيح ، يعتقد ان كاتبه هو لوقا الإنجيلي البشير، تكملة لإنجيله. إذ أن السفران موجهان لثاؤفيلس الإسكندري (لو3:1؛ أع1:1). كتبه في روما حيث كان رفيقا للرسول بولس حتى شجعه الأخير (2 تي 4: 11). [دراسة كتاب مقدس: عهد جديد - القس أنطونيوس فهمي - مقدمة في سفر أعمال الرسل]
[2]: الإنجيل الرباعي أو دياتسارون Diatessaron (حوالي 150 – 160 م) أهم جمع توفيقي للأناجيل، حيث دمج فيه تاتيان أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا في رواية واحدة. كان الإنجيل الرباعي النص المعياري المقبول في الكنائس التي استخدمة اللغة السريانية حتى القرن الخامس عندما انتشرت عوضه الأناجيل الأربعة بنسخة البسيطة.
[3]: (Byzantine text-type) النص البيزنطي ويسمى أيضا نص الأغلبية أو النص الكنيسي التقليدي أو النص السوري أو القسطنطيني هو أحد أنواع نصوص العهد الجديد اليونانية في النقد النصي.
[4]: قداسة (Mar Eshai Shimun) مار إيشاي شمعون ، كاثوليكوس بطريرك الكنيسة المقدسة الرسولية الكاثوليكية في الشرق. 5 أبريل 1957
[5]: الجدول المقارن للغات السريانية (العربية - العبرية - الآرامية)http://en.wikipedia.org/wiki/Syriac_...#Summary_table
[6]: اللغات السامية (العربية - العبرية - الآرامية) هي لغات تتبع العائلة الشمالية الشرقية للغات الأفريقية الآسيوية. وهي فرع استقل تدريجياً ليشكل ما يفترضه اللغويون من لغة سموها اللغة السامية الأم. وتنسب هذه اللغة "للساميين" الذين "ينسبون" إلى "سام بن نوح"
تم بحمد الله تعالى.
الجزء الثاني من الموضوع
اللفظ الصحيح لبشارة المسيح (الإسلام أم السلام) - (2)
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=30516
يقول الله تعالى في كتابه الكريم ، كتاب الحق والنور ، ولسان رسوله الكريم "محمد" الذي هو {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} [النجم : 3 - 4] في محكم التنزيل الذي هو {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الواقعة : 80] عن رسالة المسيح "عيسى" :
[frame="15 98"]
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)} [الصف : 6 - 7]
وقبل البدء في توضيح مضمون تلك الرسالة مما بقى في الأناجيل الحالي من معاني ، يجب وأن نعود للفهم الحقيقي لمعنى كلمة "الإسلام":
* الإسْلامُ : مصـ.-: الطاعة والانقياد والتسليم.-: الدِّين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؛ التاريخ الإسلامىّ، هو تاريخ الأقْوام التي دانت بالإسلام. [القاموس المحيط]
* والسِّلْم أيضًا السلام والإسلام. قيل وبهِ قُرِئَ في سورة البقرة ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً . وفُسِّر بالإسلام. والإِسلام[س ل م]. (مص. أَسْلَمَ):الطاعة والانقياد والتسليم لأمر الآمِر ونهيهِ بلا اعتراضٍ. وشرعًا هو الأعمال الظاهرة من التلفُّظ بكلمتي الشهادة (أي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدهُ ورسولهُ) والإيقان بالواجبات والانتهاءُ عن المنهيَّات. وقد يُطلَق على الأعمال المشروعة. ومنهُ في سورة آل عمران (19) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ. واستعمالهُ بمعنى المسلمين مجازٌ على معنى أهل الإسلام . وفتح همزتهِ كأنهُ جمعٌ لحن. [لسان العرب - إبن منظور]
* الإسلام لغة: الاستسلام المحض، والإذعان والخضوع التام لله جل وعلا، قال الله مادحاً إبراهيم عليه السلام: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [البقرة:130] وذلك لأنه استسلم وانقاد لأوامر ربه سبحانه، ثم قال: إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [البقرة:131] أي: استسلمت الاستسلام المحض لله جل وعلا، ولذلك لما أوحى إليه ربه أن يذبح ابنه قال: سمعت وأطعت، فقال تعالى مخبراً عنه: قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى [الصافات:102]، فكان الخضوع التام من إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما أفضل الصلاة وأزكى السلام. وقد جمع الله تعالى بين الاستسلام والإحسان فقال تعالى: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ [البقرة:112] فالاستسلام والخضوع التام أصل من أصول الإحسان في عبادة الله جل وعلا. ويبين تعالى أن كل ما في السماوات والأرض قد خضع واستسلم استسلاماً تاماً له جل وعلا، فقال: وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا [آل عمران:83] وهذا هو الخضوع التام لربوبية الله جل وعلا. [( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - سياق ما روي عن النبي في دعائم الإيمان وقواعده) للشيخ : (محمد حسن عبد الغفار)]
وبعد تلك النظرة السريعة عن المعنى اللفظي لكلمة "الإسلام" نستعرض سريعا ما نحن بصدده من هذا الموضوع ، فهذا الموضوع ما هو إلا توضيحا لنص قد ورد في "الكتاب المقدس" في (سفر أعمال الرسل 10: 36) [1] وقد أحتار الكثيرين في تفسيره بل وتضاربت الترجمات العربية والعالمية في ترجمته ألا وهو :
(الفاندايك - سفر أعمال الرسل 10: 36)
الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ.
وتكمن المشكلة الرئيسية في ترجمة أو توضيح معنى هذه الرسالة وهذا الجزء بالتحديد: (يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ)
وبالطبع حتى لا نطيل نأخذ فقط مثالا سريعا على تضارب الترجمات بشان هذا النص:
فأحيانا تَرِد (proclaiming the Gospel of peace) كما في:
Analytical-Literal Translation of the New Testament: "The word which He sent to the sons [and daughters] of Israel, proclaiming the Gospel of peace through Jesus Christ-this One is Lord of all-
وأحيانا تُحذف كلمة "بشارة (the good news (Gospel))" نهائيا كما في:
King James Version - (The Authorized Version): The word which God sent unto the children of Israel, preaching peace by Jesus Christ: (he is Lord of all:
Contemporary English Version (CEV Bible): This is the same message that God gave to the people of Israel, when he sent Jesus Christ, the Lord of all, to offer peace to them.
بينما يقول النص اليوناني:
Greek New Testament - (GNT): τὸν λόγον ὃν ἀπέστειλε τοῖς υἱοῖς ᾿Ισραὴλ εὐαγγελιζόμενος εἰρήνην διὰ ᾿Ιησοῦ Χριστοῦ· οὗτός ἐστι πάντων Κύριος·
τον 36 الـ λογον كلمة ον التي απεστειλεν أرسلها τοις إلى υιοις أبناء ισραηλ إسرائيل, ευαγγελιζομενος يُبَشّر - - ειρηνην (السلام - إريني) δια بـ ιησου يسوع χριστου المسيح , ουτος هو εστιν يكون παντων جميع κυριος رب),
ولكن يا ترى كيف تكلم المسيح "عيسى" (يسوع) وتلفظ بهذه الكلمة [ειρηνην] (السلام - إريني) ؟!
* قد تكلم السيد المسيح اللغة الآرامية. ووردت بعض أقواله في العهد الجديد في هذه اللغة مثلاً مرقس 5: 41 "طليشا قومي" ، مرقس 7: 34 "إفثا" ، مرقس 15: 34 "الوي الوي لما شبقتني". [قاموس الكتاب المقدس - أَرامية الكتاب المقدس]
إذا فلكي نعرف معنى تلك الكلمة وكيف قد نطق بها المسيح لنعود إلى الآراميه ، فقد تحسم هي ما قد وقع من تضارب وخلاف بين الترجمات المختلفة!
* من أفضل النصوص الإنجيلية على الإطلاق هو النص السيرياني (الآرامي) للكتاب المقدس الذي يعرف بـ (peshitta - البيشيتا "البسيطة - فشٍيطةُا") ولناخذ عنها نبذة سريعة:
New Testament Peshitta - بيشيتا العهد الجديد
يعتقد ان (بيشيتا العهد الجديد) هي إستمرار لـ (الإنجيل الرباعي) أو دياتسارون [2]، والنسخ السريانية القديمة ، فقد جَمعت بعض النصوص البيزنطية [3] المعقدة من القرن الخامس [New Testament Peshitta]
تقريبا يتفق العلماء أن نص (بيشيتا العهد الجديد) هي ترجمة من أصول يونانية ، بينما هناك بعض وجهات نظر أخرى تقول بأن (البيشيتا) هي النص الأصلي للاناجيل بينما (النص اليوناني) هو ترجمة منه وتعرف بنظرية (أولوية الآرامية) [Aramaic primacy].
وفي إشارة على أصلية (البيشيتا) يقول (Mar Eshai Shimun XXIII) (البطريرك مار إيشاي شمعون الثالث والعشرون) ملخصا تلك النظريات والآراء:
"بالإشارة إلى أصلية "البيشيتا" كما البطريرك ورئيس الكرسي الرسولي والكنيسة الكاثوليكية الشرقية ، نود أن نذكر ، ان الكنيسة الشرقية تلقت الكتاب المقدس من أيدي الرسل المباركة أنفسهم في الاصل الآرامي ، وهي اللغة التي تحدث بها ربنا يسوع المسيح نفسه ، وأن البيشيتا هي نص كنيسة المشرق التي جاءت من عصور الكتاب المقدس دون أي تغيير أو تعديل. "[4]
والحقيقة أن الكلام في هذه القضية يطول جدا ، ولكن ما يهمنا الآن هو تحليل النص الوارد في (سفر أعمال الرسل 10: 36) من نص (البيشيتا) التي هي لغة (السيد المسيح وتلاميذة)!
يقول النص :
Acts 10:36 - ܡܠܬܐ ܓܝܪ ܕܫܕܪ ܠܒܢܝ ܐܝܣܪܝܠ ܘܣܒܪ ܐܢܘܢ ܫܠܡܐ ܘܫܝܢܐ ܒܝܕ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ ܗܢܘ ܡܪܝܐ ܕܟܠ ܀
تنطق: ملتا جير دشدر لبني ايسريل وسبر انون شلما وشينا بيد يشوع مشيخا هنو مريا دكل
والجملة هي: (ܘܣܒܪ ܐܢܘܢ ܫܠܡܐ) [وسبر انون شلما] "يبشر بشلما"
الكلمة محل الجدال هي (ܫܠܡܐ) وتنطق [شلما] والأصل [ܫܠܡ] (شلم - سلم) حيث يقلب حرف "الشين" من السريانية الآرامية والعبرية إلى "السين" في العربية.
(الآرامية) ـ (العربية) ـ (العبرية)
(ܫ) ـ (ش - س) ـ (ש)
(ܠ) ـ (ل) ـ (ל)
(ܡ) ـ (م) ـ (מ - ם)[5]
* جميع اللغات اللغات السامية [6] تشترك في كلمة "سلم" كتابة ومعنى:
فهي في العربية [س ل م]. (مص. أَسْلَمَ):الطاعة والانقياد والتسليم. [لسان العرب - إبن منظور]
وهي في الآرامية السريانية "ܫܠܡ" (شلم) وتعني (الإستسلام والإنقياد والخضوع وإسلام):
A Compendious Syriac Dictionary: Founded upon the Thesaurus Syriacus of R. Payne Smith
صفحة 582 كلمة "ܫܠܡ"
*) to become a Moslem
a) to be given up, handed over, surrendered, delivered.
b) to be surrounded to, to take possession of a surrendered place or force;
*) يصبح مسلما
أ) يتخلى، سلم ، أستسلم
ب) يكون مستسلم لـ، أَخْذ ملكية مكان أَو قوة مُسْتَسْلمة؛
أ) يتخلى، سلم ، أستسلم
ب) يكون مستسلم لـ، أَخْذ ملكية مكان أَو قوة مُسْتَسْلمة؛
وهي في العبرية "שלם" (شلم) وتعني (الإستسلام والإنقياد والخضوع وإسلام):
Hebrew and Chaldee lexicon to the Old Testament Scriptures; translated, with additions, and corrections from the author's Thesaurus and other works ([1857])]
صفحة 830 كلمة "שלם"
ترجمة مختصرة : تعني هذه الكلمة "שלם (شلم شليم (سلم - أسلم)" أن يستسلم الشخص بالسلام "بالإسلام" "مسلم" وهي تستخدم عند العرب "المحمديين" بمعنى الإستسلام لله ومحمد.
وهذا ما تؤكده القواميس اليونانية آيضا أن الكلمة ، حيث الكلمة الواردة كما اوضحنا سابقا في النص اليوناني هي (εἰρήνην) وبالعودة للقواميس والمعاجم اليونانية حيث تخبرنا أن معنى الكلمة (εἰρήνην) هو تماما (שלום) وهي أيضا الكلمة المشتقة من (שלם) والتي تم تفصيلهاالآن ، ولا يمكن ترجمة كلمة إسلام للعبرية القديمة إلا هكذا.[Thayer's Greek-English Lexicon of the New Testament: Coded with Strong's Concordance Numbers - Joseph Thayer]
* ولكن في الحقيقة إلى الآن لم نحقق سوى 50% فقط من المطلوب! فما لدينا الآن هو فقط إحتمالان للنص أو الجزء (يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ) بعد أن كان إحتمالا واحدا! وذلك لأانه صار لدينا معنيان للكلمة (ܫܠܡܐ - شلما) بعد أن كان معنى واحد! فهل المعنى الحاسم الآن هنا هو (السلام أم الإسلام)؟!
* لحل تلك القضية نعود إلى فهم النص ثانيا حيث يقول:
(الفاندايك - سفر أعمال الرسل 10: 36)
الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ.
فهل حقيقة بَشّر المسيح يسوع بالسلام؟!
من العجيب حقا أن يدعي أحد ذالك حيث وصف المسيح يسوع رسالته حين قال:
إنجيل متى 10
34 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا.
35 فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.
36 وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.
"يُعلق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على هذه الحرب القاسية، بقوله: [ليس فقط الأصدقاء والزملاء يقفون ضدّ الإنسان بل حتى الأقرباء، فتنقسم الطبيعة على ذاتها... ولا تقف الحرب على من هم في بيت واحد أيّا كانوا، وإنما تقوم حتى بين الذين هم أكثر حبًا لبعضهم البعض، بين الأقرباء جدًا." [شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي - متى 10 - تفسير انجيل متى سفراء الملك - 8. الحرب الداخليّة]
* "حين يقول السيد لا تظنوا إنى جئت لألقى سلاماً على الأرض.. بل سيفاً= لا يقصد السلام الذي يعطيه داخل القلب والذي هو ثمرة من ثمار الروح القدس (غل 22:5) بل يقصد أن العالم لن يقبل المؤمنين به وسيثير حرباً ضدهم كما فعل العالم به هو نفسه (يو 18:15-20) وهذا ما حدث فعلاً من اليهود ثم الإمبراطورية الرومانية التي سفكت دماً كثيراً = بل سيفاً."[شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القس أنطونيوس فكري - متى 10 - تفسير انجيل متى]
ونص (أعمال الرسل) هنا يتكلم عن السلام الذي سيعم الأرض ، والمسيح قد أخبرهم صراحة أنه لن يكون هناك سلام على الأرض ، وحتى السلام الروحي لن يبشر به هو بل هو "ثمرة من ثمار الروح القدس"!
وبالتالي لا يمكن بشكل من الأشكال وصف رسالة المسيح انها كانت التبشير بالسلام بل بالحروب والمعاناة التي سيتعرض لها التلاميذ!
ولقد بشرهم أن كل هذا سينتهي عندما ياتي "المعزي" روح الحق أو نبي اخر الزمان :
إنجيل يوحنا 15
18 «إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ.
20 اُذْكُرُوا الْكَلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلاَمَكُمْ.
21 لكِنَّهُمْ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ بِكُمْ هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي.
26 «وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.
27 وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ.
إنجيل يوحنا 16
2 سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ.
7 لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ.
النقطة الثاية حيث ونكرر النص مرة أخرى:
(الفاندايك - سفر أعمال الرسل 10: 36)
الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ.
إذا فلدينا راسل (الله) ومرسل (المسيح) ورساله (السلام او الإسلام)
ولكن إن كان المعنى كما يدعون هو (السلام) فهنا تواجهنا مشكلة اخرى بخلاف النقطة الاولى حيث يقول القديس "بولس":
رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2
13 وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ.
14 لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ
فهو يقول بوضوح (لأَنَّهُ هُوَ (يسوع) سَلاَمُنَا) ، فيسوع هو السلام!
وبالتالي يمكننا ان نقول: الله أرسل المسيح يسوع ، ويسوع المسيح أعلن لبني إسرائيل بشارة السلام بيسوع المسيح ، ويسوع المسيح هو رب الكل وهو السلام. أي أن: (الله ارسل الله ، ليبشر بالله الذي هو الله)!!!!
وهكذا أصبح الراسل هو المُرسَل هو الرسالة!!!!!
ولكن مما سبق يحق لنا أن نوضح المعنى الحقيقي للنص بكل ثقة ويقين:
[frame="13 98"]
(سفر أعمال الرسل 10: 36)
الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا (الله) إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بالإسلام بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.
[/frame]الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا (الله) إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بالإسلام بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.
ونتمنى أن نجد من يعترض على الطرح السابق وهو في منتهى البساطة فما على أي معترض إلا أن يوضح لنا هذا النقاط:
هل حقا بشر المسيح بالسلام ام بالضيق والحرب؟!
كيف أصبح الراسل هو المرسل هو الرسالة؟!
كيف أصبح الراسل هو المرسل هو الرسالة؟!
وهنا وبعد ما سبق نعود إلى قول الحق تبارك وتعالى:
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)} [الصف : 6 - 7]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[1]: (سفر أعمال الرسل): هو السفر الخامس من أسفار العهد الجديد، ويُسمى "إنجيل الروح القدس"؛ إذ يركز بقوة على شخص المسيح ، يعتقد ان كاتبه هو لوقا الإنجيلي البشير، تكملة لإنجيله. إذ أن السفران موجهان لثاؤفيلس الإسكندري (لو3:1؛ أع1:1). كتبه في روما حيث كان رفيقا للرسول بولس حتى شجعه الأخير (2 تي 4: 11). [دراسة كتاب مقدس: عهد جديد - القس أنطونيوس فهمي - مقدمة في سفر أعمال الرسل]
[2]: الإنجيل الرباعي أو دياتسارون Diatessaron (حوالي 150 – 160 م) أهم جمع توفيقي للأناجيل، حيث دمج فيه تاتيان أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا في رواية واحدة. كان الإنجيل الرباعي النص المعياري المقبول في الكنائس التي استخدمة اللغة السريانية حتى القرن الخامس عندما انتشرت عوضه الأناجيل الأربعة بنسخة البسيطة.
[3]: (Byzantine text-type) النص البيزنطي ويسمى أيضا نص الأغلبية أو النص الكنيسي التقليدي أو النص السوري أو القسطنطيني هو أحد أنواع نصوص العهد الجديد اليونانية في النقد النصي.
[4]: قداسة (Mar Eshai Shimun) مار إيشاي شمعون ، كاثوليكوس بطريرك الكنيسة المقدسة الرسولية الكاثوليكية في الشرق. 5 أبريل 1957
[5]: الجدول المقارن للغات السريانية (العربية - العبرية - الآرامية)http://en.wikipedia.org/wiki/Syriac_...#Summary_table
[6]: اللغات السامية (العربية - العبرية - الآرامية) هي لغات تتبع العائلة الشمالية الشرقية للغات الأفريقية الآسيوية. وهي فرع استقل تدريجياً ليشكل ما يفترضه اللغويون من لغة سموها اللغة السامية الأم. وتنسب هذه اللغة "للساميين" الذين "ينسبون" إلى "سام بن نوح"
تم بحمد الله تعالى.
الجزء الثاني من الموضوع
اللفظ الصحيح لبشارة المسيح (الإسلام أم السلام) - (2)
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=30516
تعليق