بسم الله الرحمن الرحيم
ضيفتنا الكريمة ، في المسيحية والإسلام ، لم يفرق الله تعالى بين الرجل والمرآة من حيث الثواب والعقاب حيث يقول الكتاب المقدس:
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11
12 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ.
ويقول القرآن الكريم:
{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}
[النساء : 124]
فنحن لا نتحدث عن مكانة الرجل والمرآة امام الله تعالى ، وإنما نتكلم بالتشريع المسيحي وما قاله الكتاب المقدس ، وفي الحقيقة فالكتاب المقدس يفرق في تلك النقطة بين الرجل والمرآة حيث يقول:
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11.
6 إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ.
7 فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ.
8 لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ.
9 وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.
10 لِهذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا، مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ.
ولنرى ما يقوله القمص "تادرس يعقوب مالطي" أشهر مفسري الكنيسة ، فيقول في تفسيره لتلك النصوص:
"وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها،
لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه" [5].
ماذا يعني التعبير "كل امرأة"، إلا كل امرأة من كل الأعمار ومن كل الرتب وفي كل الظروف؟[748]
القديس يوحنا الذهبي الفم
كان لكنيسة كورنثوس وضعها الخاص، يبدو أن بعض النساء ادعين الوحي وتشبهن بالكاهنات الوثنيات اللواتي كن ينزعن الحجاب ولا يضعن غطاء على رؤوسهن وتظهر شعورهن بطريقة غير منظمة (منكوشة) علامة حلول الوحي عليهن. وقد عرفت هؤلاء الكاهنات بالفساد الأخلاقي والإباحية.
وكانت بعض النساء ذلك الحين لا يضعن غطاء للرأس بقصد لفت نظر الرجال. أراد الرسول أن يكون طابع النساء المسيحيات الوقار والاحتشام والتواضع، خاصة أثناء العبادة الجماعية. فمنعهن من كشف رؤوسهن أثناء النبوة أو الصلاة.
نزع الغطاء أيضًا بالنسبة للمرأة كان علامة عدم الخضوع وعدم تكريم الآخرين، خاصة الزوج أو الأب أو الرجال بوجه عام في الاجتماعات العامة.
وبحسب الشريعة الموسوية إن أٌتهمت زوجة بالزنا تقف أمام الكاهن ويكشف رأسها (عد 5: 18).
كما إذا ارتدت سيدة ثيابًا خليعة يحسب ذلك إهانة لزوجها حيث يشك في سلوكها، هكذا كان الحال فيمن تظهر برأسها مكشوفة[751].
كانت بعض النساء الكورنثوسيات مملوءات تشامخًا، فكن يتقدمن الصفوف في الكنيسة وتقوم بعضهن بالوعظ العام وترأسن الاجتماعات وهن مكشوفات الرأس، متمثلات بالكاهنات الوثنيات.
بالنسبة لها أيضا فإنه لكرامة عظمى أن تحفظ رتبتها، وأنه لعيب لها أن تسلك في تمرد[752].
"إذ المرأة إن كانت لا تتغطى، فلُيقص شعرها،
وإن كان قبيحًا بالمرأة أن تقص أو تحلق فلتتغط" [6].
ليس أمام المرأة إلا أن تغطي شعرها أو تحلقه، فإن كشف الرأس في ذلك الحين يحمل ذات القبح لحلق الشعر. لهذا نجد عند موتClytemnestra قامت أختها بقص اطرف شعر رأسها ولم تقص شعرها كله، لأن هذا أمر معيب.
يقدم الرسول للمرأة الخيار بين أن تغطي رأسها أو تحلق شعرها. فإن كان بحسب الطبيعة والعادة يُحسب حلق الشعر عارًا فيكون كشف الرأس على نفس المستوى.
[ شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي، كورنثوس الاولى 11 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى، معالجة مشاكل تعبدية]
صورة التفسير من الموقع:
http://d2.e-loader.net/04y78FD8XJ.jpg
وفقنا الله تعالى وإياكم.
ضيفتنا الكريمة ، في المسيحية والإسلام ، لم يفرق الله تعالى بين الرجل والمرآة من حيث الثواب والعقاب حيث يقول الكتاب المقدس:
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11
12 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ.
ويقول القرآن الكريم:
{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}
[النساء : 124]
فنحن لا نتحدث عن مكانة الرجل والمرآة امام الله تعالى ، وإنما نتكلم بالتشريع المسيحي وما قاله الكتاب المقدس ، وفي الحقيقة فالكتاب المقدس يفرق في تلك النقطة بين الرجل والمرآة حيث يقول:
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11.
6 إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ.
7 فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ.
8 لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ.
9 وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.
10 لِهذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا، مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ.
ولنرى ما يقوله القمص "تادرس يعقوب مالطي" أشهر مفسري الكنيسة ، فيقول في تفسيره لتلك النصوص:
"وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها،
لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه" [5].
ماذا يعني التعبير "كل امرأة"، إلا كل امرأة من كل الأعمار ومن كل الرتب وفي كل الظروف؟[748]
القديس يوحنا الذهبي الفم
كان لكنيسة كورنثوس وضعها الخاص، يبدو أن بعض النساء ادعين الوحي وتشبهن بالكاهنات الوثنيات اللواتي كن ينزعن الحجاب ولا يضعن غطاء على رؤوسهن وتظهر شعورهن بطريقة غير منظمة (منكوشة) علامة حلول الوحي عليهن. وقد عرفت هؤلاء الكاهنات بالفساد الأخلاقي والإباحية.
وكانت بعض النساء ذلك الحين لا يضعن غطاء للرأس بقصد لفت نظر الرجال. أراد الرسول أن يكون طابع النساء المسيحيات الوقار والاحتشام والتواضع، خاصة أثناء العبادة الجماعية. فمنعهن من كشف رؤوسهن أثناء النبوة أو الصلاة.
نزع الغطاء أيضًا بالنسبة للمرأة كان علامة عدم الخضوع وعدم تكريم الآخرين، خاصة الزوج أو الأب أو الرجال بوجه عام في الاجتماعات العامة.
وبحسب الشريعة الموسوية إن أٌتهمت زوجة بالزنا تقف أمام الكاهن ويكشف رأسها (عد 5: 18).
كما إذا ارتدت سيدة ثيابًا خليعة يحسب ذلك إهانة لزوجها حيث يشك في سلوكها، هكذا كان الحال فيمن تظهر برأسها مكشوفة[751].
كانت بعض النساء الكورنثوسيات مملوءات تشامخًا، فكن يتقدمن الصفوف في الكنيسة وتقوم بعضهن بالوعظ العام وترأسن الاجتماعات وهن مكشوفات الرأس، متمثلات بالكاهنات الوثنيات.
بالنسبة لها أيضا فإنه لكرامة عظمى أن تحفظ رتبتها، وأنه لعيب لها أن تسلك في تمرد[752].
"إذ المرأة إن كانت لا تتغطى، فلُيقص شعرها،
وإن كان قبيحًا بالمرأة أن تقص أو تحلق فلتتغط" [6].
ليس أمام المرأة إلا أن تغطي شعرها أو تحلقه، فإن كشف الرأس في ذلك الحين يحمل ذات القبح لحلق الشعر. لهذا نجد عند موتClytemnestra قامت أختها بقص اطرف شعر رأسها ولم تقص شعرها كله، لأن هذا أمر معيب.
يقدم الرسول للمرأة الخيار بين أن تغطي رأسها أو تحلق شعرها. فإن كان بحسب الطبيعة والعادة يُحسب حلق الشعر عارًا فيكون كشف الرأس على نفس المستوى.
[ شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي، كورنثوس الاولى 11 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى، معالجة مشاكل تعبدية]
صورة التفسير من الموقع:
http://d2.e-loader.net/04y78FD8XJ.jpg
وفقنا الله تعالى وإياكم.
تعليق