@ حوار بين مسلم و مسيحى حول قصة السيدة سودة بنت زمعة @

تقليص

عن الكاتب

تقليص

fares_273 مسلم اكتشف المزيد حول fares_273
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • fares_273
    مشرف منتدى النصرانيات

    • 10 أبر, 2008
    • 4178
    • مسلم

    @ حوار بين مسلم و مسيحى حول قصة السيدة سودة بنت زمعة @

    أحمد : كيفك جورج


    جورج : نشكر الرب , كيفك أنت يا أحمد ؟


    أحمد : الحمد لله رب العالمين , بخير من الله و فضل .



    جورج : أريد أن أسألك اليوم سؤالا جديدا , بخصوص زوجة نبيكم سودة بنت زمعة .



    أحمد : على الرحب و السعة , تفضل .



    جورج : لماذا أراد نبيكم أن يطلقها بعدما كبر سنها ؟ , أليست هذه التى ربت عياله بعد موت زوجته الأولى خديجة ؟ , كيف لا يشكر صنيعها هذا و يرغب فى طلاقها بعدما كبر سنها ؟



    أحمد : ما تقوله غير صحيح , فالرسول عليه السلام لم يرغب فى طلاقها , و لا يوجد أى أثر صحيح يقول بأن الرسول أراد ذلك , بل الروايات الصحيحة تقول أنها هى التى خشيت من ذلك لكبر سنها , فجعلت ليلتها للسيدة عائشة .



    جورج : اذن رسول الإسلام لم يرغب فى طلاقها ؟؟؟


    أحمد : نعم , قد أخبرتك أنه لا توجد رواية واحدة صحيحة تقول بهذا .



    جورج : و لكن ماذا عن قولك أنها خشيت أن يطلقها نبى الإسلام فجعلت ليلتها لعائشة ؟



    أحمد : نعم , هى قالت للنبى الكريم أنها لم تعد لها رغبة بالرجال , و جعلت ليلتها للسيدة عائشة رضى الله عنها , أى أسقطت حقها فى المبيت .



    جورج : حسنا , و لكن ألم يكن أكثر شهامة أن يطيب نبيكم خاطرها , و أن يطمئنها بأنه لن يطلقها , و أن يحفظ لها ليلتها التى يبيت فيها عندها ؟



    أحمد : لا , بل ما فعله الرسول أكثر شهامة


    جورج : كيف هذا ؟



    أحمد : لاحظ أن الزوجة لها حق المبيت , و لكن عليها أيضا واجبات المبيت .



    جورج : ماذا تقصد بواجبات المبيت ؟



    أحمد : أقصد رعاية شأن الزوج من تنظيف ثيابه و إعداد الطعام له و غير ذلك من الأمور التى قد يحتاجها الزوج , و يضاف على ذلك العلاقة الزوجية .



    جورج : ماذا تريد أن تقول ؟


    أحمد : أريد أن أقول , أن السيدة سودة لما كبر سنها , خشيت ألا تقوم بواجبات الزوجية , و خشيت ألا ترعى رسول الله عليه الصلاة و السلام حق الرعاية , فأسقطت حقها فى المبيت لعدم قدرتها على رعاية زوجها .



    جورج : وضح لى أكثر لو سمحت



    أحمد : كما قلت لك , ربما أن السيدة سودة لكبر سنها ما عادت تستطيع أن تعد الطعام أو أن تنظف الثياب أو غير ذلك من الأمور المنزلية , و قد صرحت بأحد هذه الأمور , و هو أنها لم يعد لها رغبة بالرجال , أى أنها لكبر سنها لم تعد قادرة على الوفاء بحقوق الزوج فى العلاقة الزوجية , و قد قبل منها الرسول برحمته و عطفه هذا الأمر , فلم يغضب و لم يزجرها , و لم يتجاهل رغبتها , و لم يفرض عليها أن تخدمه على كبر سنها , و لم يفرض عليها العلاقة الزوجية و إن لم ترغب هى فى ذلك لكبر سنها , بل احترم رغبتها .



    جورج : و لكن نبى الإسلام كان يمكنه أن يبيت عندها , و أن يمتنع عن العلاقة الزوجية معها ما دام سنها قد كبر و ما عادت تريد ذلك .



    أحمد : و ماذا إن رغب النبى فى العلاقة الزوجية ؟ هل يقوم من فراشها ليذهب الى فراش زوجة أخرى ؟ إن هذا سيؤذى مشاعرها بلا شك .



    جورج : ما الإشكال أن يضبط نفسه الى أن تأتى ليلة زوجة أخرى ؟ هل من الضرورى أن يرغب نبى الإسلام فى العلاقة الزوجية فى كل ليلة ؟



    أحمد : لا , ليس من الضرورى , و لكن ماذا إن صادفت الرغبة يوما كان فيه الرسول عند السيدة سودة , و هى قد قالت أنها ما عادت لها رغبة بذلك , هل يحترم رغبتها أم يجبرها أن تكون معه قسرا و ارغاما ؟ .. ألا ترى أن احترام الرسول الكريم لرغبتها أمر رائع و رقى أخلاقى بديع ؟ .. أما عن قولك أن يضبط النبى نفسه الى أن يأتى يوم زوجة أخرى , فما لهذا جعل الزواج . لقد جعل الزواج لكى يستمتع الإنسان برغباته الفطرية التى خلقها الله فيه و ليس لكى يكبتها , و الرغبة فى الزوجة أمر فطرى لا يملك الإنسان أن يحدد وقته .







    جورج : و هل لن يؤذى مشاعرها أن يبيت نبى الإسلام مع كل زوجة ليلتها باستثنائها ؟



    أحمد : لا , لن يؤذى مشاعرها , فالكل يعلم أنها هى التى طلبت ذلك , و الكل يعلم أنها طلبت ذلك لكبر سنها , فلا لوم عليها .



    جورج : اذن الحل من وجهة نظرك أن يهجرها نبى الإسلام ؟



    أحمد : من قال لك أنه قد هجرها , أنا أقول لك أنها تنازلت عن حقها فى المبيت , و لكن هذا لا يعنى أن لا يمر عليها الرسول الكريم فى أى وقت من اليوم و يرعى شئونها و مصالحها , و أن يطمئن عليها و يجلس معها , و يلاطفها كما يلاطف أى رجل زوجته .




    جورج : حسنا , و لكن هناك أمر آخر , و هو أن الروايات تقول أنها جعلت يومها لعائشة زوجة نبيكم , اذن فالأمر كان تحقيقا و تلبية لرغبة نبيكم .



    أحمد : كما قلت لك الرسول لم يطلب منها أن تتنازل عن ليلتها , و لم يقل لها أنه سيطلقها إن لم تفعل ذلك , و كذلك فالرسول لم يطلب منها أن تجعل يومها لعائشة رضى الله عنها خصيصا , و لكن السيدة سودة كانت تعلم أن السيدة عائشة هى أحب نساء النبى اليه , و لهذا لما تنازلت عن يومها , جعلته للسيدة عائشة .




    جورج : حسنا , سأفكر فيما سمعته منك


    أحمد : حسنا , دعنى ألخصه لك مرة ثانية , لتفكر فيه جيدا . لقد قلت لك أن الرسول عليه السلام لم يرغب فى طلاق السيدة سودة , بل هى التى خشيت أن لا ترعى شئون زوجها حق الرعاية فتنازلت عن ليلتها للسيدة عائشة , و قد كان قبول الرسول الكريم ذلك منها مثالا رفيعا لسمو الأخلاق , فقد احترم رغبتها , و لم يزجرها و لم يعنفها , و لم يفرض عليها أن تخدمه و ترعاه رغما عنها , و لم يفرض عليها الوفاء بمتطلبات الزوجية رغما عنها , بل قبل ذلك منها , و هذا يظهر مدى رحمته و عطفه .



    جورج : حسنا , سأفكر فى هذا الكلام , أستأذنك الآن , الى اللقاء .



    أحمد : الى اللقاء .

    __________________________________




    يقول الشيخ الألبانى رحمه الله :

    فإن قيل لماذا خشيت سودة
    طلاق النبي صلى الله عليه وسلم إياها؟ فأقول: لابد أن تكون قد شعرت بأنها قد قصرت مع النبي صلى الله عليه وسلم في القيام ببعض حقوقه، فخشيت ذلك


    انظر السلسلة الصحيحة

    المجلد الثالث

    صفحة 469



    ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).
  • نصرة الإسلام
    المشرفة العامة
    على الأقسام الإسلامية

    • 17 مار, 2008
    • 14565
    • عبادة الله
    • مسلمة ولله الحمد

    #2
    جزاك الله خيراً أخي فارس

    أحمد : ما تقوله غير صحيح , فالرسول عليه السلام لم يرغب فى طلاقها , و لا يوجد أى أثر صحيح يقول بأن الرسول أراد ذلك , بل الروايات الصحيحة تقول أنها هى التى خشيت من ذلك لكبر سنها , فجعلت ليلتها للسيدة عائشة
    نعم هي خشيت من ذلك لأنها تعلم أن امرأة في سنها لن تستطيع القيام بواجباتها الزوجية على اختلافها
    كما أن من كانت في سنها (66 سنة) قد يصعب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيها كامل حقها
    فخشيتها كانت لعلمها أن النبي صلى الله عليه وسلم لن يظلمها ولن يتركها كالمعلقة
    وهذا يظهر من قولها (إني قد كبرت ولا حاجة بي للرجال ولكني أريد أن أبعث بين نسائك يوم القيامة)
    وكأنها تقول أنها كامرأة كبيرة السن لم تعد لها رغبة في الرجال , لكن تبقى حقوق النبي صلى الله عليه وسلم عليها كزوج
    فتنازلت عن يومها لعائشة في مقابل أن تظل زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم حتى تنال شرف البعث يوم القيامة زوجة له وأماً للمؤمنين


    وفي اختيار السيدة سودة للسيدة عائشة (وهي أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إليه) لإعطائها ليلتها إشارة إلى أنها قد فعلت ذلك عن حب للنبي صلى الله عليه وسلم وعن طيب خاطر منها لا عن قسر وقهر


    بارك الله فيك وجزاك خيراً
    فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
    شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
    مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
    لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
    إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
    أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
    خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
    الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

    أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
    <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
    ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

    تعليق

    • في حب الله
      المشرفة على أقسام
      المذاهب الفكرية الهدامة

      • 28 مار, 2007
      • 8324
      • باحث
      • مسلم

      #3
      بارك الله فيكم أخي الكريم فارس
      وفقكم الله ورعاكم

      الأسباب الواردة في هبة سودة ليلتها لعائشة وبيان الراجح منها
      ذُكر أن النبي صلى الله عليه عرض على " سودة بنت زمعة " الطلاق عندما كبرت في العمر ، ولكنها رفضت ، ومن ثَمَّ أعطت يومها لعائشة رضي الله عنها . يبدو لي أن هذا الفعل على إطلاقه هكذا لا يمكن أن يكون صدر من النبي صلى الله عليه وسلم ؛ إذ أنه لا بد من أن يكون هناك خلفية لهذه القصة ، وهو الأمر الذي أريد أن تشرحوه لي .


      الجواب:
      الحمد لله
      ثبت في الصحيحين أن أم المؤمنين " سودة بنت زمعة " رضي الله عنها وهبت ليلتها لعائشة رضي الله ، وهذا المقدار لا شك فيه من حيث الثبوت ، ولكن ما هو سبب هذا الفعل من أم المؤمنين سودة رضي الله ؟ جاء ذلك على وجوه متعددة :
      1. قيل : إن ذلك كان بعد تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لها .
      2. وقيل : إنه صلى الله عليه وسلم همَّ بتطليقها .
      3. وقيل : إنها ظنَّت أنه سيطلقها ، ولذا تنازلت عن ليلتها لعائشة ؛ لتبقى في عصمته صلى الله عليه وسلم في الدنيا ، وتكون زوجة له في الآخرة ، فقبل منها ذلك صلى الله عليه وسلم .
      4. وقيل : إنها أرادات بتلك الهبة رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حيث كانت تعلم محبته لعائشة رضي الله عنها ، وهذان السببان هما أصح ما ورد من الأسباب لذلك الفعل منها رضي الله عنها .
      أ. أما ما ورد أنها رضي الله عنها وهبت ليلتها لعائشة بعد أن طلقها النبي صلى الله عليه وسلم : فهي رواية ضعيفة .
      قال ابن الملقِّن – رحمه الله - :
      وَهَذِه رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث هِشَام عَن أَبِيه : " أَنه عَلَيْهِ السَّلَام طلَّق سودةَ ، فلمَّا خرج إِلَى الصَّلَاة أمسكتْهُ بِثَوْبِهِ ، فقالتْ : مَا لي فِي الرِّجال حَاجَة ، وَلَكِنِّي أُرِيد أَن أُحْشَرَ فِي أَزوَاجك ، قَالَ : فراجَعَهَا ، وَجعل يَوْمهَا لعَائِشَة ، فَكَانَ يِقَسْم لَهَا بيومها ، وَيَوْم سَوْدَة " .
      وَهَذَا مَعَ إرْسَاله : فِيهِ أَحْمد العطاردي ، وَهُوَ مِمَّن اخْتلف فِيهِ ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ : لَا بَأْس بِهِ ، وَقَالَ ابْن عدي : رَأَيْتهمْ مُجْمِعِينَ عَلَى ضعفه ، وَقَالَ مُطيَّن : كَانَ يكذب .
      " البدر المنير " ( 8 / 48 ) .
      وكذبه رحمه الله ليس في الحديث ، وإلا كان حديثه موضوعاً ، وقد بيَّنه الإمام الذهبي رحمه الله فقال إنه كذب في لهجته ، لا في روايته .
      قال رحمه الله :
      قُلْت : يَعنِي فِي لَهْجَتِهِ ، لاَ أَنَّه يَكْذِبُ في الحَديثِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يُوجَد مِنهُ ، وَلاَ تَفَرَّدَ بِشَيْءٍ ، وَمِمَّا يُقَوِّي أَنَّهُ صَدوقٌ فِي بَابِ الرِّوَايَةِ : أَنَّه رَوَى أَوْرَاقاً مِنَ " المَغَازِي " بِنُزُولٍ ، عَن أَبِيهِ ، عَن يُونُسَ بنِ بُكَيْرٍ ، وَقَد أَثنَى عَلَيهِ الخَطِيبُ ، وَقَوَّاهُ ، وَاحتَجَّ بِهِ البَيْهَقِيُّ فِي تَصَانِيْفِهِ .
      " سير أعلام النبلاء " ( 25 / 55 ) .
      وثمة رواية أخرى نحوها قال عنها الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 2 / 427 ) : غريب ، مرسل .
      ب. وأما القول بأن سودة وهبت ليلتها لعائشة لما همّ النبي صلى الله عليه وسلم بطلاق سودة : فلم نره في حديث ، بل كان فهماً من بعض المفسرين، والعلماء ، ومن ذلك:
      قال الماوردي – رحمه الله – في بيان سبب نزول قوله تعالى : ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً ) - :
      أحدهما : أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم حين همَّ بطلاق سودة بنت زمعة ، فجعلت يومها لعائشة على ألا يطلقها ، فنزلت هذه الآية فيها ، وهذا قول السدِّي .
      " تفسير الماوردى " ( 1 / 533 ) .
      ج. وأما ما ورد أنها رضي الله عنها خشيت من تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لها فقد ثبت في أحاديث صحيحة :
      عَنْ عروة بن الزبير قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : وَلَقَدْ قَالَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ حِينَ أَسَنَّتْ ، وَفَرِقَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمِي لِعَائِشَةَ ، فَقَبِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا ، قَالَتْ : نَقُولُ : فِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِي أَشْبَاهِهَا - أُرَاهُ قَالَ - : ( وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً ) .
      رواه أبو داود ( 2135 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
      وعَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : خَشِيَتْ سَوْدَةُ أَنْ يُطَلِّقَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : " لَا تُطَلِّقْنِي ، وَأَمْسِكْنِي ، وَاجْعَلْ يَوْمِي لِعَائِشَةَ ، فَفَعَلَ ، فَنَزَلَتْ : ( فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ) .
      رواه الترمذي ( 3040 ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
      د. وأما ما ورد أن سودة وهبت ليلتها لعائشة رضي الله عنها ساعية لرضا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ثبت ـ أيضا ـ عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : " غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا ، لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم تَبْتَغِى بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " رواه البخاري ( 2453 ) .
      هذه الآثار واضحة من كلام عائشة رضي الله عنها أن " سودة " إنما خافت أن يطلقها النبي صلى الله عليه وسلم بسبب كبر سنِّها ، وليس أنه باشر طلاقها فعلاً ، وما ورد أنه فعل ذلك : مرسل ضعيف لا يصح ، ولم يرد أنه همَّ بطلاقها لأجل كبر سنِّها .

      وأمر آخر : أن النبي صلى الله عليه لم يتزوجها أصلاً من أجل صغر سنِّها ، ولا من أجل الشهوة ، فقد كانت كبيرةً في السنِّ حين تزوجها ، وكل نسائه لمَّا تزوجهن كنَّ ثيبات ، وذوات أولاد ، إلا عائشة رضي الله عنها ، فلم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم صاحب شهوة يبحث عن أبكار وصغيرات ليتزوجهن ، ثم إن كبرن طلَّقهن ، وكل من علم شيئا من سيرته وحاله : قطع بذلك ، ونزهه عن إفك الأفاكين .
      عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ : ( إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْنَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ ) .
      رواه ابن ماجة في مقدمة سننه (20) ، وقال البوصيري : "هذا إسناد صحيح ، ورجاله محتج بهم في الصحيحين". انتهى . "مصباح الزجاجة" (1/47) .
      وروي ذلك ـ أيضا ـ عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه .
      قال السندي رحمه الله : " أَيْ الَّذِي هُوَ أَوْفَق بِهِ مِنْ غَيْره ، وَأَهْدَى وَأَلْيَق بِكَمَالِ هُدَاهُ ، وَأَتْقَاهُ : أَيْ وَأَنْسَب بِكَمَالِ تَقْوَاهُ " انتهى .


      وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
      وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
      @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
      --------------------------------------
      اللهم ارزقني الشهادة
      اللهم اجعل همي الآخرة

      تعليق

      • fares_273
        مشرف منتدى النصرانيات

        • 10 أبر, 2008
        • 4178
        • مسلم

        #4
        الأخت نصرة الإسلام

        الأخت فى حب الله

        جزاكما الله خيرا على الإضافات المهمة

        حياكما الله



        ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

        تعليق

        • أبو عمر الباحث
          3- عضو نشيط

          عضو اللجنة العلمية
          حارس من حراس العقيدة
          عضو شرف المنتدى
          • 1 ينا, 2007
          • 433
          • مقاول
          • مسلم

          #5

          جزاك الله خيرا أخي الحبيب فارس ونفع الله بك
          نقطة جديدة لم أتنبه لها من قبل ولا قرأتها

          http://www.youtube.com/watch?v=q191OveDc_A


          تعليق

          • ابومصعب المصرى
            2- عضو مشارك

            • 28 سبت, 2010
            • 115
            • عبادة الله
            • مسلم

            #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            موضوع جميل استفدت منه شكرا لكم جميعا

            تعليق

            • متى
              1- عضو جديد
              • 29 نوف, 2010
              • 33
              • مترجم
              • مسيحى

              #7
              بلاش ياجورج

              ياجورج انا كنت مسيحى زيكوبلاش الكلام دة مش لوط فى الكتاب الغير مقدس شرب خمرا وسكروزنى باينتية وانجب منهم ولدين ورغم ذلك فهونبى وذى الفل ومش عايز اقول بقية البلاوى

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 2 أسابيع
              ردود 0
              128 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة أحمد الشامي1
              بواسطة أحمد الشامي1
              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
              ردود 0
              24 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة أحمد الشامي1
              بواسطة أحمد الشامي1
              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 14 أكت, 2024, 04:41 ص
              ردود 0
              246 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة أحمد الشامي1
              بواسطة أحمد الشامي1
              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 27 سبت, 2024, 09:29 م
              ردود 0
              119 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة أحمد الشامي1
              بواسطة أحمد الشامي1
              ابتدأ بواسطة الشهاب_الثاقب, 13 أغس, 2024, 06:03 ص
              ردود 3
              121 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة الشهاب_الثاقب
              يعمل...