أحمد : كيفك جورج
جورج : نشكر الرب , كيفك أنت يا أحمد ؟
أحمد : الحمد لله رب العالمين , بخير من الله و فضل .
جورج : أريد أن أسألك اليوم سؤالا جديدا , بخصوص زوجة نبيكم سودة بنت زمعة .
أحمد : على الرحب و السعة , تفضل .
جورج : لماذا أراد نبيكم أن يطلقها بعدما كبر سنها ؟ , أليست هذه التى ربت عياله بعد موت زوجته الأولى خديجة ؟ , كيف لا يشكر صنيعها هذا و يرغب فى طلاقها بعدما كبر سنها ؟
أحمد : ما تقوله غير صحيح , فالرسول عليه السلام لم يرغب فى طلاقها , و لا يوجد أى أثر صحيح يقول بأن الرسول أراد ذلك , بل الروايات الصحيحة تقول أنها هى التى خشيت من ذلك لكبر سنها , فجعلت ليلتها للسيدة عائشة .
جورج : اذن رسول الإسلام لم يرغب فى طلاقها ؟؟؟
أحمد : نعم , قد أخبرتك أنه لا توجد رواية واحدة صحيحة تقول بهذا .
جورج : و لكن ماذا عن قولك أنها خشيت أن يطلقها نبى الإسلام فجعلت ليلتها لعائشة ؟
أحمد : نعم , هى قالت للنبى الكريم أنها لم تعد لها رغبة بالرجال , و جعلت ليلتها للسيدة عائشة رضى الله عنها , أى أسقطت حقها فى المبيت .
جورج : حسنا , و لكن ألم يكن أكثر شهامة أن يطيب نبيكم خاطرها , و أن يطمئنها بأنه لن يطلقها , و أن يحفظ لها ليلتها التى يبيت فيها عندها ؟
أحمد : لا , بل ما فعله الرسول أكثر شهامة
جورج : كيف هذا ؟
أحمد : لاحظ أن الزوجة لها حق المبيت , و لكن عليها أيضا واجبات المبيت .
جورج : ماذا تقصد بواجبات المبيت ؟
أحمد : أقصد رعاية شأن الزوج من تنظيف ثيابه و إعداد الطعام له و غير ذلك من الأمور التى قد يحتاجها الزوج , و يضاف على ذلك العلاقة الزوجية .
جورج : ماذا تريد أن تقول ؟
أحمد : أريد أن أقول , أن السيدة سودة لما كبر سنها , خشيت ألا تقوم بواجبات الزوجية , و خشيت ألا ترعى رسول الله عليه الصلاة و السلام حق الرعاية , فأسقطت حقها فى المبيت لعدم قدرتها على رعاية زوجها .
جورج : وضح لى أكثر لو سمحت
أحمد : كما قلت لك , ربما أن السيدة سودة لكبر سنها ما عادت تستطيع أن تعد الطعام أو أن تنظف الثياب أو غير ذلك من الأمور المنزلية , و قد صرحت بأحد هذه الأمور , و هو أنها لم يعد لها رغبة بالرجال , أى أنها لكبر سنها لم تعد قادرة على الوفاء بحقوق الزوج فى العلاقة الزوجية , و قد قبل منها الرسول برحمته و عطفه هذا الأمر , فلم يغضب و لم يزجرها , و لم يتجاهل رغبتها , و لم يفرض عليها أن تخدمه على كبر سنها , و لم يفرض عليها العلاقة الزوجية و إن لم ترغب هى فى ذلك لكبر سنها , بل احترم رغبتها .
جورج : و لكن نبى الإسلام كان يمكنه أن يبيت عندها , و أن يمتنع عن العلاقة الزوجية معها ما دام سنها قد كبر و ما عادت تريد ذلك .
أحمد : و ماذا إن رغب النبى فى العلاقة الزوجية ؟ هل يقوم من فراشها ليذهب الى فراش زوجة أخرى ؟ إن هذا سيؤذى مشاعرها بلا شك .
جورج : ما الإشكال أن يضبط نفسه الى أن تأتى ليلة زوجة أخرى ؟ هل من الضرورى أن يرغب نبى الإسلام فى العلاقة الزوجية فى كل ليلة ؟
أحمد : لا , ليس من الضرورى , و لكن ماذا إن صادفت الرغبة يوما كان فيه الرسول عند السيدة سودة , و هى قد قالت أنها ما عادت لها رغبة بذلك , هل يحترم رغبتها أم يجبرها أن تكون معه قسرا و ارغاما ؟ .. ألا ترى أن احترام الرسول الكريم لرغبتها أمر رائع و رقى أخلاقى بديع ؟ .. أما عن قولك أن يضبط النبى نفسه الى أن يأتى يوم زوجة أخرى , فما لهذا جعل الزواج . لقد جعل الزواج لكى يستمتع الإنسان برغباته الفطرية التى خلقها الله فيه و ليس لكى يكبتها , و الرغبة فى الزوجة أمر فطرى لا يملك الإنسان أن يحدد وقته .
جورج : و هل لن يؤذى مشاعرها أن يبيت نبى الإسلام مع كل زوجة ليلتها باستثنائها ؟
أحمد : لا , لن يؤذى مشاعرها , فالكل يعلم أنها هى التى طلبت ذلك , و الكل يعلم أنها طلبت ذلك لكبر سنها , فلا لوم عليها .
جورج : اذن الحل من وجهة نظرك أن يهجرها نبى الإسلام ؟
أحمد : من قال لك أنه قد هجرها , أنا أقول لك أنها تنازلت عن حقها فى المبيت , و لكن هذا لا يعنى أن لا يمر عليها الرسول الكريم فى أى وقت من اليوم و يرعى شئونها و مصالحها , و أن يطمئن عليها و يجلس معها , و يلاطفها كما يلاطف أى رجل زوجته .
جورج : حسنا , و لكن هناك أمر آخر , و هو أن الروايات تقول أنها جعلت يومها لعائشة زوجة نبيكم , اذن فالأمر كان تحقيقا و تلبية لرغبة نبيكم .
أحمد : كما قلت لك الرسول لم يطلب منها أن تتنازل عن ليلتها , و لم يقل لها أنه سيطلقها إن لم تفعل ذلك , و كذلك فالرسول لم يطلب منها أن تجعل يومها لعائشة رضى الله عنها خصيصا , و لكن السيدة سودة كانت تعلم أن السيدة عائشة هى أحب نساء النبى اليه , و لهذا لما تنازلت عن يومها , جعلته للسيدة عائشة .
جورج : حسنا , سأفكر فيما سمعته منك
أحمد : حسنا , دعنى ألخصه لك مرة ثانية , لتفكر فيه جيدا . لقد قلت لك أن الرسول عليه السلام لم يرغب فى طلاق السيدة سودة , بل هى التى خشيت أن لا ترعى شئون زوجها حق الرعاية فتنازلت عن ليلتها للسيدة عائشة , و قد كان قبول الرسول الكريم ذلك منها مثالا رفيعا لسمو الأخلاق , فقد احترم رغبتها , و لم يزجرها و لم يعنفها , و لم يفرض عليها أن تخدمه و ترعاه رغما عنها , و لم يفرض عليها الوفاء بمتطلبات الزوجية رغما عنها , بل قبل ذلك منها , و هذا يظهر مدى رحمته و عطفه .
جورج : حسنا , سأفكر فى هذا الكلام , أستأذنك الآن , الى اللقاء .
أحمد : الى اللقاء .
__________________________________
يقول الشيخ الألبانى رحمه الله :
جورج : نشكر الرب , كيفك أنت يا أحمد ؟
أحمد : الحمد لله رب العالمين , بخير من الله و فضل .
جورج : أريد أن أسألك اليوم سؤالا جديدا , بخصوص زوجة نبيكم سودة بنت زمعة .
أحمد : على الرحب و السعة , تفضل .
جورج : لماذا أراد نبيكم أن يطلقها بعدما كبر سنها ؟ , أليست هذه التى ربت عياله بعد موت زوجته الأولى خديجة ؟ , كيف لا يشكر صنيعها هذا و يرغب فى طلاقها بعدما كبر سنها ؟
أحمد : ما تقوله غير صحيح , فالرسول عليه السلام لم يرغب فى طلاقها , و لا يوجد أى أثر صحيح يقول بأن الرسول أراد ذلك , بل الروايات الصحيحة تقول أنها هى التى خشيت من ذلك لكبر سنها , فجعلت ليلتها للسيدة عائشة .
جورج : اذن رسول الإسلام لم يرغب فى طلاقها ؟؟؟
أحمد : نعم , قد أخبرتك أنه لا توجد رواية واحدة صحيحة تقول بهذا .
جورج : و لكن ماذا عن قولك أنها خشيت أن يطلقها نبى الإسلام فجعلت ليلتها لعائشة ؟
أحمد : نعم , هى قالت للنبى الكريم أنها لم تعد لها رغبة بالرجال , و جعلت ليلتها للسيدة عائشة رضى الله عنها , أى أسقطت حقها فى المبيت .
جورج : حسنا , و لكن ألم يكن أكثر شهامة أن يطيب نبيكم خاطرها , و أن يطمئنها بأنه لن يطلقها , و أن يحفظ لها ليلتها التى يبيت فيها عندها ؟
أحمد : لا , بل ما فعله الرسول أكثر شهامة
جورج : كيف هذا ؟
أحمد : لاحظ أن الزوجة لها حق المبيت , و لكن عليها أيضا واجبات المبيت .
جورج : ماذا تقصد بواجبات المبيت ؟
أحمد : أقصد رعاية شأن الزوج من تنظيف ثيابه و إعداد الطعام له و غير ذلك من الأمور التى قد يحتاجها الزوج , و يضاف على ذلك العلاقة الزوجية .
جورج : ماذا تريد أن تقول ؟
أحمد : أريد أن أقول , أن السيدة سودة لما كبر سنها , خشيت ألا تقوم بواجبات الزوجية , و خشيت ألا ترعى رسول الله عليه الصلاة و السلام حق الرعاية , فأسقطت حقها فى المبيت لعدم قدرتها على رعاية زوجها .
جورج : وضح لى أكثر لو سمحت
أحمد : كما قلت لك , ربما أن السيدة سودة لكبر سنها ما عادت تستطيع أن تعد الطعام أو أن تنظف الثياب أو غير ذلك من الأمور المنزلية , و قد صرحت بأحد هذه الأمور , و هو أنها لم يعد لها رغبة بالرجال , أى أنها لكبر سنها لم تعد قادرة على الوفاء بحقوق الزوج فى العلاقة الزوجية , و قد قبل منها الرسول برحمته و عطفه هذا الأمر , فلم يغضب و لم يزجرها , و لم يتجاهل رغبتها , و لم يفرض عليها أن تخدمه على كبر سنها , و لم يفرض عليها العلاقة الزوجية و إن لم ترغب هى فى ذلك لكبر سنها , بل احترم رغبتها .
جورج : و لكن نبى الإسلام كان يمكنه أن يبيت عندها , و أن يمتنع عن العلاقة الزوجية معها ما دام سنها قد كبر و ما عادت تريد ذلك .
أحمد : و ماذا إن رغب النبى فى العلاقة الزوجية ؟ هل يقوم من فراشها ليذهب الى فراش زوجة أخرى ؟ إن هذا سيؤذى مشاعرها بلا شك .
جورج : ما الإشكال أن يضبط نفسه الى أن تأتى ليلة زوجة أخرى ؟ هل من الضرورى أن يرغب نبى الإسلام فى العلاقة الزوجية فى كل ليلة ؟
أحمد : لا , ليس من الضرورى , و لكن ماذا إن صادفت الرغبة يوما كان فيه الرسول عند السيدة سودة , و هى قد قالت أنها ما عادت لها رغبة بذلك , هل يحترم رغبتها أم يجبرها أن تكون معه قسرا و ارغاما ؟ .. ألا ترى أن احترام الرسول الكريم لرغبتها أمر رائع و رقى أخلاقى بديع ؟ .. أما عن قولك أن يضبط النبى نفسه الى أن يأتى يوم زوجة أخرى , فما لهذا جعل الزواج . لقد جعل الزواج لكى يستمتع الإنسان برغباته الفطرية التى خلقها الله فيه و ليس لكى يكبتها , و الرغبة فى الزوجة أمر فطرى لا يملك الإنسان أن يحدد وقته .
جورج : و هل لن يؤذى مشاعرها أن يبيت نبى الإسلام مع كل زوجة ليلتها باستثنائها ؟
أحمد : لا , لن يؤذى مشاعرها , فالكل يعلم أنها هى التى طلبت ذلك , و الكل يعلم أنها طلبت ذلك لكبر سنها , فلا لوم عليها .
جورج : اذن الحل من وجهة نظرك أن يهجرها نبى الإسلام ؟
أحمد : من قال لك أنه قد هجرها , أنا أقول لك أنها تنازلت عن حقها فى المبيت , و لكن هذا لا يعنى أن لا يمر عليها الرسول الكريم فى أى وقت من اليوم و يرعى شئونها و مصالحها , و أن يطمئن عليها و يجلس معها , و يلاطفها كما يلاطف أى رجل زوجته .
جورج : حسنا , و لكن هناك أمر آخر , و هو أن الروايات تقول أنها جعلت يومها لعائشة زوجة نبيكم , اذن فالأمر كان تحقيقا و تلبية لرغبة نبيكم .
أحمد : كما قلت لك الرسول لم يطلب منها أن تتنازل عن ليلتها , و لم يقل لها أنه سيطلقها إن لم تفعل ذلك , و كذلك فالرسول لم يطلب منها أن تجعل يومها لعائشة رضى الله عنها خصيصا , و لكن السيدة سودة كانت تعلم أن السيدة عائشة هى أحب نساء النبى اليه , و لهذا لما تنازلت عن يومها , جعلته للسيدة عائشة .
جورج : حسنا , سأفكر فيما سمعته منك
أحمد : حسنا , دعنى ألخصه لك مرة ثانية , لتفكر فيه جيدا . لقد قلت لك أن الرسول عليه السلام لم يرغب فى طلاق السيدة سودة , بل هى التى خشيت أن لا ترعى شئون زوجها حق الرعاية فتنازلت عن ليلتها للسيدة عائشة , و قد كان قبول الرسول الكريم ذلك منها مثالا رفيعا لسمو الأخلاق , فقد احترم رغبتها , و لم يزجرها و لم يعنفها , و لم يفرض عليها أن تخدمه و ترعاه رغما عنها , و لم يفرض عليها الوفاء بمتطلبات الزوجية رغما عنها , بل قبل ذلك منها , و هذا يظهر مدى رحمته و عطفه .
جورج : حسنا , سأفكر فى هذا الكلام , أستأذنك الآن , الى اللقاء .
أحمد : الى اللقاء .
__________________________________
يقول الشيخ الألبانى رحمه الله :
فإن قيل لماذا خشيت سودة
طلاق النبي صلى الله عليه وسلم إياها؟ فأقول: لابد أن تكون قد شعرت بأنها قد قصرت مع النبي صلى الله عليه وسلم في القيام ببعض حقوقه، فخشيت ذلك
انظر السلسلة الصحيحة
المجلد الثالث
صفحة 469
طلاق النبي صلى الله عليه وسلم إياها؟ فأقول: لابد أن تكون قد شعرت بأنها قد قصرت مع النبي صلى الله عليه وسلم في القيام ببعض حقوقه، فخشيت ذلك
انظر السلسلة الصحيحة
المجلد الثالث
صفحة 469
تعليق