الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم : المواريث وصلتها بالاقتصاد

تقليص

عن الكاتب

تقليص

solema مسلم اكتشف المزيد حول solema
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • solema
    مشرفة قسم
    الإعجاز العلمي والنبؤات

    • 7 يون, 2009
    • 4518
    • طبيبة
    • مسلم

    #16
    نظام المواريث و الاستـثمار

    الاستثمار " استغلال المال بقصد الحصول على ثمرة منه ، أي على عائد يفيد منه صاحب المال ، وهو يتضمن استغلال المال في نشاط إنتاجي ، بقصد زيادة هذا النشاط " . أي توظيف المال في مشاريع إنتاجية صناعية ، أوفلاحية ، أو تجارية ، أو خدماتية ، بقصد تأمين الضروريات ،وبناء اقتصاد قوي ،ومن ثم فإنه من هذه الناحية يعتبر من فروض الكفاية ، وذلك بناء على قاعـدة ( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) فالمشكلة الاقتصادية في التصور الإسلامي ليست نتيجة شح الطبيعة، ونذرة الموارد الطبيعية بقدر ما هي نتاج " ظلم الإنسان في توزيع الثروة ، وكفرانه للنعمة بعدم أستغلال جميع المصادر التي تفضل الله بها عليه استغلال تاما ، هما السببان المزدوجان للمشكلة التي يعيشها الإنسان البائس منذ أبعد عصور التاريخ ، وبمجرد تفسير المشكلة على أساس إنساني يصبح بالإمكان التغلب عليها ، والقضاء على الظلم وكفران النعمة ، بإيجاد علاقات توزيع عادلة ، وتعبئة كل القوى المادية لايتثمار الطبيعة ، واستكشاف كل كنوزها" .

    ومن ثم فإن رؤية الإسلام لتنمية الثروة وتنميتها رؤية إنسانية ، فالإنسان يتعين عليه السعي الدؤوب لإنتاج الثروة وتنميتها ، لارتباط ذلك بمفهوم الاستخلاف ، فما الخلافة إلا عمارة الأرض ، واستخراج ثمراتها ، والسعي فيها إصلاحا لا إفسادا ، فما الثروة وتنميتها إلا "وسيلة يؤدي بها الإنسان المسلم دور الخلافة ، ويستخدمها في سبيل تنمية جميع الطاقات البشرية ، والتسامي بإنسانية الإنسان في مجالاتها المعنوية ، والمادية ، فتنمية الثروة ، والإنتاج لتحقيق الهدف الأساسي من خلافة الإنسان في الأرض هي نعم العون على الآخرة،ولا خير فيمن لا يسعى إليها ،وليس من المسلمين - بوصفهم حملة رسالة في الحياة - من تركها وأهملها " .
    وليحفز الإسلام الإنسان على إنتاج الثروة عن طريق الاستثمارفإنه شرع تشريعات متعددة منها الميراث ، الذي يحث الإنسان على إدامة التفكير في سبل الاستثمار ، وتنمية ثروته تأمينا لحياة ذريته وأقاربه بعد وفاته ، مما يدفعه إلى فتح آفاق جديدة لإنتاج الثروة وتنميتها ، مع ما يرتبط بذلك من توفير سوق العمل التي تستوعب اليد العاملة ، وتحد من البطالة ، وتؤمن ضروريات المجتمع ، مما يحقق للأمة أمنها الاقتصادي، ولا يخفى ما لذلك من انعكاسات إيجابية على سوق الاستهلاك ، مما يشجع على المزيد من الاستثمار .
    وقد حرص المشرع في الميراث على تقديم الأبناء ، لأنهم آثر عند المورث من غيرهم ، مما يحفزه أكثر على استثمار أمواله بغية تنميتها ، تأمينا لحياة خلفه .

    كما عملت الشريعة الإسلامية على حث ولي اليتيم على استثمار أمواله ، وتوظيـفها في مختلف الأنشطة الاقتصادية ، يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
    ( من ولي يتيما له مال فليتجرله فيه ولا يتركه حتى تأكله الصدقة )

    " سنن الترمذي : أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة ( ت 297 هـ ) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، كتاب الزكاة ، باب ماجاء في في زكاة مال اليتيم ، ج 3 ، ص 23 ، الطبعة 3 ، مكتبة الحلبي ، القاهرة ، 1396 هـ / 1976 م " .

    والإسلام بتشريعه الميراث عمل على عدم تجمع الأموال في أيدي فئة قليلة من الناس، وذلك منعا للتضخم النقدي ، وآثاره السلبية على المجتمع ، المتمثلة في الغلاء، والاكتناز عن طريق تكديس الأموال في البنوك ، سعيا وراء الربح السهل والامتناع عن الاستثمار الذي قد يرى فيه بعض الملاك مغامرة محفوفة بالمخاطر ، ومن ثم فإن الميراث يعمل على إعادة توزيع الثروة داخل المجتمع موفرا بذلك ظروفا جديدة ، وإمكانيات متعددة للاستثمار ، وذلك عن طريق تمكين قطاع كبير من الأمة من فـرص الاستثمار ، بما يتملكه من أموال عن طريق الميراث .

    كما أن الميراث بتوزيعه المال بين فئات عريضة من الناس فإنه يتيح فرصا جديدة للاستثمار، بما يملكه هؤلاء الملاك الجدد من مواهب ، وقدرات ، وتصورات متعددة وجديدة ليست بالضرورة هي ما كان يملكه مورثوهم ، مما يعمل على خلق دينامية جديدة داخل المجتمع عامة ، وفي بنائه الاقتصادي بصفة خاصة وذلك بما تضخه فيه من دماء جديدة .

    وفضلا عما سبق فإن الميراث يساهم بشكل فعال في حل المشكلة الاقتصادية التي تتمثل كما قلنا في تصرفات الإنسان ، المتمثلة في موقفين سلبيين ، يتمثل الموقـف الأول في ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، وذلك بالاعتداء على حقه في الموارد الطبيعية، والخيرات التي أعدها الله لعباده ، والميراث يحمل الإنسان على التفكر في مستقبل أبنائه، فهو لا يريد أن يورث عقبه أموالا فقط ، لأن ذلك لا يحقق سعادتهم ، فلا سعادة في غياب الأمن في النفس وفي المجتمع، وهذا الأخير لا يمكن أن يتحقق إلا بتحقيق العدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع .

    فالميراث يجعل الإنسان يتمتع برؤية مستقبلية ، حيث يصبح الإنسان على قناعة تامة بأنه لايورث عقبه أمواله فقط ،بل يورثهم كذلك أمورا معنوية لها قيمتها وتأثيرها في حياتهم، فهو يورثهم السمعة والشرف ، كما يورثهم أوضاعا اجتماعية ، واقتصادية، وسياسية،وثقافية ساهم مع أبناء جيله في صنعها وصياغتها ،وقد عملت آيـات متعددة على استقرارهذا الاعتقاد في نفوس المسلمين ، يقول تعالى :
    ( وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين ) سورة النمل :16

    كما أن الإنسان المسلم على اعتقاد تام بأن الله تعالى هو المالك الحقيقي للكون كله وأنه تعالى هو الوارث الحقيقي ، فمآل الكون وما
    فيه إليه عز وجل ( ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير ) سورة آل عمران :180

    وأن الإنسان مستخلف في هذه الأرض التي هي جزء من ملك الله سبحانه ، بناء على عقد استخلاف بنده الأساس السعي في الأرض إصلاحا لا إفسادا ، فإذا تنكب الطـريق نزع منه عقد الاستخلاف ، ووكل لمن يفي بحقوقه كما أراد تعالى :

    ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) سورة الأعراف : 128 .
    ( كذلك وأورثناها قوما آخرين ) سورة الدخان : 28 .

    والإنسان المسلم على يقين تام بأن العاقبة للمؤمنين ، الصالحين ، الصادقين ، الخــــيرين:
    ( وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم ، وأرضا لم تطؤوها وكان الله على كل شيء قديرا) سورة الأحزاب : 27
    (وأو رثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ) سورة الأعراف : 137
    (وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ) الزمر :74.

    وأما الطغاة ، والعتاة ، والظلمة ، والمعتدون ، فإن مآلهم الخسران المبين في الدنيا والآخرة :
    ( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ، ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ) سورة الدخان : 28-29 .

    وهذا الإحساس بالمسؤولية عن مستقبل الذرية ، بهذه الرؤية الشمولية ، يدفع الإنسان إلى البذل ، والعطاء ، والعمل بكل جد وإخلاص وتفان ، لبناء مجتمع آمن ،يتمتع فيه كل الناس بالأمن في النفس والأهل والمجتمع ، ويخرج للوجود مجتمع الكفاية لا الكفاف، مجتمع عدل يتحقق فيه التوازن بين الحق والواجب ، ويؤمن للناس حياة كريمة .

    يعمل الميراث - باعتباره محفزا على إنتاج الثروة وتنميتها ، تأمينا لحياة العقب- على مواجهة الموقف السلبي الآخر والمتمثل في تقاعس الإنسان عن العمل الجاد والإيجابي ، من أجل عمارة الأرض ، مع يتطلبه ذلك من تفكر وتدبر في الطبيعة ، بغية اكتشاف السنن الكونية ، لامتلاك القوة المذخورة في الطبيعة ، وتوظيفها لإشباع حاجات الإنسان .

    تعليق

    • solema
      مشرفة قسم
      الإعجاز العلمي والنبؤات

      • 7 يون, 2009
      • 4518
      • طبيبة
      • مسلم

      #17
      الميراث والعمل
      المقصود بالعمل هنا النشاط الاقتصادي الذي يقوم به الإنسان ، ومن ثم فإنه يكون كل عمل يتجه إلى إنتاج سلعة ، أو خدمة ذات ثمن في المجتمع للوفاء بحاجاته ومطالبـه المادية والمعنوية .ومعنى ذلك أن العمل يتمثل في " كل إجهاد ذهـني أو عضلي، يهدف به الإنسان إلى إيجاد شئ يسد به حاجاته،والـعمل بهذه الصـفة واجب إسلامي يقول الله تعالى :
      ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) سورة التوبة ، الآية 105
      ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) سورة الملك : 15 .

      والعمل سلوك ظاهري يجد جذوته المتقدة في حرص الإنسان على الحياة،ومن ثم كان دافع العمل هو أقوى الدوافع النفسية وأولاها بالرعاية لأنه من الفطرة .

      يعمل الميراث على نقل المال من المالك إلى عقبه وقرابته ، ومن ثم فهو ينقل ما يحبه الإنسان (المال) إلى من يحبهم ( الذرية والأقارب ) ، وهذا المال المنقول يكون صاحبه قد حصله بطرق شرعية ، أهمها العمل ، الذي يدمج المال في الدورة الاقتصادية ، فبتظافر المال والعمل يكون هناك الإنتاج .ومن ثم " فإن العمل في عرف الاقتصاد الإسلامي متقوم برأس المال ،وقد يكونان متساويين … فلا يحق لرأس المال أن ينفرد بالتمتع بأي امتياز أصلا تجاه ( العمل ) ، لأن العمل في نظره رأسمال معادل".

      وقد شرع الإسلام تشريعات تحرر رأس المال من الكنز والإتلاف ، ويمكن إجمال هذه الإجراءات الحمائية في :

      1 ـ صيانة الملكية الخاصة من كل اعتداء ، أي ضمان حق الإنسان في تملك ما اكتسبه عن طريق العمل ، وغيره من الطرق الشرعية .
      2 ـ نقل ملكية المال بعد موت المالك لأحب الناس إليه ، وهم ذريته وقرابته ، وذلك بقدر الحاجة والمسؤولية ، وفق النظرية الإسلامية في توزيع الثروة .

      وإذا لم يكن الإنسان يكد ، ويتعب ، ويبذل كل الجهد والمعاناة في تحصيل المال للانتفاع به في حياته ، وتأمين حياة ذريته وقرابته بعد وفاته ، فإن الإنسان سيسلك سلوكا مدمرا للاقتصاد ، إذ إنه سينزع إلى تبذير أمواله في سفاسف الأمور ،كما أنه سيتقاعس عن العمل، إذ لا جدوى من العمل ، والتعب ، والمعاناة ،ويصبح الإنسان متواكلا ،و عدميا ، و عبثيا .
      ومن ثم الشرع الحكيم حمى الملكية الخاصة ، وصانها من كل عدوان في حياة المالك، ونقلها لمن يحب بعد موته ، كل ذلك تحفيزا له على العمل ، والأخذ بالأسباب ، وتحمل مسؤولية الاستخلاف في الأرض بكل إيجابية ، مصداقا لقوله تعالى :
      ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) سورة البلد : 4 .

      فنتاج الجهد البشري هو القيمة ، فأساس الثروة في الأرض هو العمل ، والإنسان مطالب ببذل أقصى الجهد لتحصيل الثروة ، وذلك بعمارة الأرض ، واستخراج ثمراتها، والسعي فيها إصلاحا لا إفسادا .

      والإنسان وهو يسعى في الأرضا تشييدا وبناء متأكد أن عمله هذا عبادة،فما العبادة إلا أمر يصدر من الله تعالى فإذا أقامه المكلف فقد أقام العبادة لله سبحانه ،ألم يؤمر بالسعي في مناكب الأرض مكتشفا السنن الكونية ، مستفيدا من القوى المذخورة في الطبيعة ، وتسخيرها لإشباع الضروريات ،وتلبية الحاجات ، محققا مجتمع الكفاية لا الكفاف ، نزولا عند أمر الله تعالى :

      ( ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش ) سورة الأعراف : 10 .
      ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضله ) سورة الجمعة : 10 .
      ( هــو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبـها وكـــــــــــلوا من رزقه ) سورة الملك .

      وتبين الآية الكريمة أن السعي مقدم على الأكل :
      ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه )
      مما يفيد أن العمل هو أساس الحصول على ما تقوم به الحياة البشرية الطبيعية،فالسعي أساس الكسب .

      والإسلام عندما جعل العمل أساس النظام الاقتصادي - أي إن القيمة هي نتاج الجـهد البشري ، أو ثمرة العمل حسب الاقتصاد الحديث - لا نجده يتطرف في مبادئه ، فلا يحرم العامل من ثمرة جهده بعدم الاعتراف بالملكية الخاصة ، إو بإلغاء الميراث كما فعـلت الشيوعية، لأنك إذا حرمت العامل من نتاج عمله فإنك تكون عمليا قد حرمت العمـل من ثمرثه ،ومن ثم قرر الإسلام حق العامل في التمتع بثمرة عمله ، مصداقا لقوله تعالى :
      ( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) سورة النساء: 32 .

      والإسلام عندما نقل المال بعد موت المالك إلى ذريته وقرابته عن طريق الميراث فإنه يحفز الإنسان على العمل ، وممارسته ألوان النشاط الاقتصادي خاصة في الأطوار الأخيرة من حياة الإنسان " التي تتضاءل فيها فكرة المستقبل عنده وتحتل موضعهـا فكرة الأبناء والقربى ، فيجد في أحكام الإرث التي توزع أمواله بعده بين أقرائه الأدنـيـن ما يغريه بالعمل ،ويدفعه إلى تنمية الثروة حرصا على مصالح أهليه بوصفهـم امتدادا لوجوده " .

      تعليق

      • solema
        مشرفة قسم
        الإعجاز العلمي والنبؤات

        • 7 يون, 2009
        • 4518
        • طبيبة
        • مسلم

        #18
        الميراث والإنتاج

        الإنتاج هو " عملية تطوير الطبيعة إلى شكل أفضل بالنسبة إلى حاجات الإنسان " وذلك عن طريق توظيف فضول الأموال أو ما يمكن الاصطلاح عليه اليوم بالمدخـرات في مشاريع استثمارية صناعية ، أو تجارية ، أو زراعية ، أو خدماتية .

        والإسلام له وسائله الخاصة في تنمية الإنتاج ، منها ما هو ذو طبيعة فكرية ونفسية، كالحث على العمل والإنتاج عبر آيات الذكر الحكيم ، والأحاديث النبوية الشريفة، " التي تستنهض همة الإنسان ، وتوجهه للقيام بواجب الخلافة عن الله في البحث ، والتنقيب ، والكد ، والكدح ، والتعمير ، والكشف ، والاختراع " . وهناك وسائل تشريعية متعددة يهمنا منها هنا نظام المواريث .
        ويمكننا أن نتبين الانعكاسات الإيجابية لنظام المواريث على الإنتاج ، من جوانب ثلاث:

        1 - يعمل الإنسان ، وينتج ، ويدخر ، ويستثمر ، ليورث نتاج جهده ومعاناته لأبنائه ، وأقاربه، حرصا منه على مصلحتهم ، باعتبارهم امتدادا له في الحياة .

        2 - منع الإسلام المالك من التصرف في ماله بعد وفاته ، وعمل على توزيع تركته على ذريته وأقاربه، حسب الحاجة والمسؤولية ، و بذلك فتح المجال أمام فئات اجتماعية عريضة من امتلاك المال الذي هو عصب الحياة ، مما يمكنهم من القدرة على المنافسة العادلة، التي تتجلى فيها قدرات، ومهارات ، وإبداعات ، وجهد ، وتضحية المتنافسين من أجل توفير الإنتاج ، وتنميته ، وزيادة الثروة ، وتحقيق الرفاه الاقتصادي، والســلم الاجتــماعــي .

        إن الإسلام عن طريق تشريعات متعددة ، منها نظام المواريث ، يحول دون تركيز الثروة في أيد قليلة ، حتى لا يعم البؤس ، وتنتشر الحاجة والفاقة ، ويعجز الناس عن استهلاك ما يشبع حاجاتهم من السلع ، بسبب انخفاض قوتهم الشرائية، مما يؤدي إلى تكدس المنتجات ، وعدم القدرة على تصريفها ، فيسيطر الكساد على الصناعة، والتجارة ، فيتوقف الإنتاج . ونظام المواريث بإعادة توزيعه الثروة داخل المجتمع ،فإنه يوفر المال لدى فئات الجيل اللاحق ، هي بالضرورة أعرض من فئات الملاك في الجيل السابق ، إذ ما يملكه فرد واحد في جيل ما ، يقسم بعد وفاته على ورثتـــه من أبناء ، وأزواج ، وقرابة ، حسب الحاجة والمسؤولية ، وبذلك تتمكن فـئـات جديدة ، وعريضة من القدرة الشرائية بما تملكته من أموال عن طريق الميراث، مما يجعلها تقبل على الاستهلاك،ويترتب على ذلك الزيادة في الإنتاج .

        وهكذا يتبين لنا أنه كلما اتسعت قاعدة الملاك ، كلما ازدادت القدرة على الاستهلاك، مما يؤدي إلى الزيادة في الإنتاج ، مما يجعل نظام المواريث عاملا مهما من عوامل جودة الإنتاج، الزيادة فيه ، ويرتبط بكل ذلك تشجيع الاستثمار، وخلق فـرص جديدة للعمل ، وتضييق دائرة الفقراء ، وتوسيع دائرة الأغنياء .

        3 - سبق أن بينا أن الميراث يدفع الإنسان إلى الاقتصاد في المعاش ، وادخار ما يزيد عن احتياجاته ، لتأمين حياة عقبه بعد وفاته . ومعلوم أن الإنتاج لا يحصل بما ينتجه الإنسان ، وما يستهلكه من مأكل ، وملبس ، ومسكن ، وإنما يتحقق بما يقضل عن الحاجة ، ويتجمع كمدخرات ، فالدولة القادرة على الدخول في مــــعركة الإنتـاج ، حكوميا، واجتماعيا ، هي التي تملك إلى جانب التقانة ، ما يفيض عن حاجاتـهـا الضرورية .

        إن الإسلام عندما أقر حق الملكية ، وحق الميراث ، أفسح المجال " لشخصية الفرد، حتى يستطيع أن يحقق ذاته ، ويبرز مواهبه ، ويظهر كفايته ن فينتج وينظم ، ويتقن ويتفوق ، فيستفيد ويفيد ، وبذلك يكون المال عنده أداة صالحة ، في يد إنسان صـالح ، وكل ذلك نماء لثروة المجتمع ن ونفع لأبنائه كافة ، ورصيد لمن يعضه الفقر بنابه منهم " .

        تعليق

        • solema
          مشرفة قسم
          الإعجاز العلمي والنبؤات

          • 7 يون, 2009
          • 4518
          • طبيبة
          • مسلم

          #19
          الميراث والتكافل الاجـتـمـاعـي

          لقد شرع الحق سبحانه نظام الميراث وجعله نظاما عادلا ، وحكيما يستجيب للرغبات والنوازع الفطرية ، ويعمل على تنظيمها حتى لا تحيد عن أهدافها ومقاصدها. ومن ثم فإنه يعمل على خلق مجتمع متكافل ،تتسا وى فيه الحقوق مـع الواجبات . بل يقدم فيه الواجب على الحق ،لأن الإنسان يكون مقصده من الحياة أن ينال مرضاة الله تعالى ، ومن ثم فإنه يقدم على الحياة بكل إيجابية استجابة لرؤيته البعيدة، ألا وهي بلوغ الكمال الذي هو ابتغاء ما عند الله ، وفي طريق تحصيله فإنه يحصد كل المتع ، ويجني كل الفوائد التي ربطها الله تعالى بما خلق ، استجابة لقوله تعالى :
          ( قــــــل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الــــرزق ) سورة الأعراف : 32.

          والتكافل الاجتماعي في الإسلام مؤسس على جملة دعائم ، منها ما هو عقدي ،ومنها ماهو أخلاقي ، ومنها ما هو تشريعي ، والميراث يدخل في الجانب التشريعي حيث يؤكد على الروابط الأسرية ، وضرورة قيامها على قاعدة الحق والواجب ، فكل فرد من أفراد الأسرة يكفل له المشرع من الحقوق بقدر ما عليه من واجبات . فالوالدان مكلفان برعاية أبنائهما ، وحسن تأديبهما ، وتأهيلهما للاندماج في المجتمع ، كأفراد فاعلين ، مساهمين في عمارة الأرض ، محققين مبدأ الاستخلاف .والأبناء عليهما احترام والديهما ، وتقدير تضحياتهما ، ومعاملتهما بالبر والإحسان ، وتبادل الحب والمودة ، والسعي إلى إعزازهما ، وإكرامهما طيلة حياتهما ، وفي حالة عجزهما تزداد مسؤولية الأبناء ، بالتكفل بالإنفاق عليهما ، ورعايتهما، بما يحفظ كرامتهما ، وبعد الوفاة تنتقل التركة إلى أحب الناس إلى الهالك ، وآثرهم عنده أبناؤه ، وأقاربه ، بناء على القواعد التالية :

          1 – " الغنم بالغرم " : أي بقدر ما تستفيد بقدر ما يلحقك من ضرر ،مما يحقق التوازن بين الحقوق والواجبات .ومن ثم فإن هذه القاعدة تقرر العدل في المعاملات .

          2 – " الحاجة " : من كانت حاجته أكثر ، كان نصيبه أوفر ، فالأبناء حظهم من التركة أكبرمن حظ الوالدين ، لأنهم مقبلون على الحياة بكل تكاليفها ،في حين الآباء مدبرون عن الحياة ،مع ما لهم من فضل أموال حصولها طوال حياتهم ،وبالتالي تكون التزاماتهم وحاجياتهم أقل .

          3 – " المسؤولية " : توزع التركة بحسب المسؤولية داخل الأسرة ، فمن كانت مسؤوليته أكبر، كان نصيبه أكبر ، ومن كانت مسؤولية أقل ، كان نصيبه أقل ، فالرجل يأخذ ضعف ما تحصله المرأة من تركة الوالدين ، لأن الرجل مسؤول بالإنـفاق في جميع الأحوال ، في حين لا تكلف المرأة بالإنفاق على نفسها ،أو ذويهـا ولو كانت غنية .

          إن التعاون ، وتبادل المنافع يبدأ داخل الأسرة الصغيرة ، ليتوسع ويشمل المجتمع كله بحيث يستقر في وجدان الإنسان المسلم المبادرة إلى فعل الخير ، والمسارعة إلى تقديم المساعدة لذوي الحاجات والمعوزين ، باعتبار ذلك واجبا دينيا ، مما يعمل على خلق مجتمع متعادل، تتقارب فيه الفجوة بين فئاته ، ليعم السلم والأمن النفس ، والأهل ، والمجتمع .

          تعليق

          • solema
            مشرفة قسم
            الإعجاز العلمي والنبؤات

            • 7 يون, 2009
            • 4518
            • طبيبة
            • مسلم

            #20
            خــاتــمــة

            إن أهم نتيجة يخلص إليها الباحث من دراسة نظام المواريث وصلته بالاقتصاد الإسلامي، هي شمولية الشريعة الإسلامية وواقعيتها، وأن الرؤية التجزيئية للإسلام لايمكن أن توصلنا إلى إدراك الحق ، والحقيقة ، وفهم الحكمة . فالإرث مثلا ليس حالة خاصة بالأحوال الشخصية، وتداول المال داخل الأسرة ، بل يتعداه إلى الحياة العامة، إذ يعمل على إعادة توزيع الثروة ، وما يترتب على ذلك من توسيع قاعدة الملاك ، والزيادة في القوة الشرائية ، مما يشجع على الاستــــثمار ، والزيادة في الإنتـاج، وتوسيـع سوق العمل ، وتضييق دائرة العطالة ، ومحاصرة آفة الفقر، وتحقيق الرفاه العام .
            المصادر
            1 - أحكام القرآن : أبو بكر محمد بن عبد الله بن العـربي (ت543هـ)، تحقيق محمد عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1408 هـ /1988م .
            2 - أحكام القرآن : أحمد بن علي الرازي الــجـصــاص
            ( ت 370 هـ ) ، تحقيق محمدالصادق قمحاوي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1405 هـ .
            3 – الأحوال الشخصية : محمد أبو زهرة ، دار الـفكر العربي ، القاهرة ، الطبعة الثالثة، 1975 .
            4 - اختلاف الحديث : محمد بن إدريس الشافعي ( ت 204 هـ ) ، تحقيق عامر أحمد حيدر ، مؤسسة الكتب الثقافية ، بيروت ، الطبعة الأولى 1405هـ / 1985م.
            5- الإسلام عقيدة وشريعة : محمود شلتوت ، دار الشروق ، بيروت .
            6- الأشباه والنظائر على مدهب أبي حنيفة النعمان : زين العابدين بن إبراهيم بن نجيم ، تحقيق عبد العزيز محمد الوكيل ، مؤسسة الحلبي ، القاهرة .
            7- الأشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية : جلال الدين عبد الرحمن الــــــسيوطي
            ( 911هـ ) ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة .
            8- أصول التشريع الإسلامي : علي حسب الله ، دار المثقف العربي ، القاهرة ، الطبعة السادسة ، 1402هـ /1982م .
            9- أضواء على الفكر الاقتصادي الإسلامي المعاصر : يوسف كمال ، دار الأنصار ، القاهرة.
            10- إعانة الطالبين : السيد البكري محمد شطا الدمياطي ، دار الفكر ، بيروت .
            11-الاقتصاد الإسلامي "المنهج والتطبيق " : زيدان أبو المكارم حسن ، مكتبة الخانجي ، مصر ، الطبعة الأولى ، 1397هـ /1977 م .
            12- الاقتصاد الإسلامي بين الرأسمالية والشيوعية : محمد علي قطب ، دار الوفاء ، المنصورة، الطبعة الأولى ، 1985 .

            13- الاقتصاد المالي الإسلامي : عبد الكريم صادق بركات ، و عوف محمود الكفراوي، مؤسسة شباب الجامعة ، الإسكندرية .
            14- الاقتصاد الإسلامي " مدخل ومنهاج " : عيسى عبده ، دار الاعتصام ، القاهرة ، 1973 .
            15- الاقتصاد الرأسمالي في مرآة الإسلام : محمد الخالدي ، دار الجيل بيروت ، الطبعة الأولى، 1984 .
            16- الاقتصاد في القرآن والسنة : عيسى عبده ، دار المعارف ، القاهرة ، 1981م .
            17- إقتصادنا : محمد باقر الصدر، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1401 هـ/1981م.
            18- إقتصاديات النقود في إطار الفكر الإسلامي ، أبو بكر الصديق عمر متولي ، وشوقي
            إ سماعيل شحاته ، مكتبة وهبة ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1983 .
            19- الأم : مجمد بن إدريس الشافعي أبو ( 204 هـ ) ، دار المعرفة ، بيروت ، الطبعة الثانية ، 1393 هـ .
            20- البحر الرائق ، شرح كنز الدقائق : زين بن محمد بن بكر (ت 970 هـ ) ، دار المعرفة ، بيروت .
            21- بداية المجتهد ، ونهاية المقتصد : محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطــبي ( ت 595 هـ ) ، مكتبة المعارف ، الرباط ، 1419 هـ .
            22- البنوك الإسلامية ( مجلة ) : العدد الحادي عشر، رجب 1400 هـ/ مايو1980م.
            23- التاج والإكليل : محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري ( ت 897 هـ ) ، دار الفكر ، بيروت ، الطبعة الثانية ، 1398 هـ .
            24- التشريع الجنائي الإسلامي : عبد القادر عودة ، دار التراث ، القاهرة ، 1977 م.
            25- التعامل المالي في الإطار الإسلامي : محفوظ إبراهيم فرج ، دار الاعتصام ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1404 هـ /1984 م .
            26- تفسير المنار : الشيخ محمد عبده ، ومحمد رشيد رضا ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، 1973.
            27- التمهيد : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري ( ت 463 هـ ) ، تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي . وزارة الأوقاف ، المغرب ، 1387 هـ .
            28- الجامع لأحكام القرآن : أبو عبد الله محمد القرطبي ( ت 671 هـ ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الأولى 1408 هـ / 1988م.
            29- دراسات إسلامية في العمل و العمال : لبيب السعيد ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة، 1985 م .
            30- دليل الطالب : مرعي بن يوسف الحنبلي ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، الطبعة الثانية، 1389 هـ .
            31- ذاتية الاقـتصادية الإسـلامية : محمد شوقي الفنجري ، مكتبة السلام العالمية ، 1401 هـ / 1981 م .
            32- رسالة أبي زيد القيرواني : عبد الله بن أبي زيد القيرواني (ت 387 هـ ) ، دار الفكر، بيروت .
            33- روضة الطالبين ، وعمدة المفتين : الإمام النووي ( ت هـ ) ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، الطبعة الثانية ، 1405هـ .
            34- سبل السلام : محمد بن إسماعيل الصنعاني الأمير ( ت 852 هـ ) ، تحقيق محمد عبد العزيز الخولي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، الطبعة الرابعة ، 1379 هـ .
            35- سنن أبي داود : سليمان أبو داود السجستاني الأزدي ( ت 275 هـ ) ،تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد ، دار الفكر ، بيروت .
            36- السياسة الاقتصادية ، والنظم المالية في الفقه الإسلامي : أحمد الحصري ، مكتبة الكليات الأزهرية ، القاهرة ، 1402هـ / 1982 .
            37-شـرح الـزرقـاني على موطـأ الإمام مـالك : محمد بن يوسف الـزرقـــاني
            (ت 1122هـ ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1411 هـ .
            38- الـعمل الاقتصادي من وجهة نظر الإسلام : رؤوف شلبي ، دار الاعتصام ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1399 هـ/ 1979م .
            39-العدالة الاجتماعية في الإسلام : سيد قطب ، دار الشروق ، القاهرة ، ط7 ، 1400 هـ / 1980م .
            40 فـتـح الـوهاب : زكريا محمد الأنصاري ( ت 926 هـ ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1418 هـ .
            41- الفرائض للثوري : أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري (ت 161 هـ ) ، تحقيق عبد العزيز الهليل ، دار العاصمة ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1410 م .
            42- الفرائض : عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي أبو القاسم ( ت 581 هـ ) ، تحقيق محمد إبراهيم مهنا ، المكتبة الفيصلية ، مكة المكرمة ، الطبعة الثانية ، 1405 هـ .
            43- الفقه الإسلامي وأدلته : وهبة الزحيلي ، دار الفكر ، دمشق ، الطبعة الثالثة ، 1409 هـ / 1989 م .
            44- فـقـه السنة : السيد سابق ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، الطبعة الرابعة ، 1405 هـ / 1985 م .
            45-فقه الزكاه : يوسف القرضاوي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، الطبعة السادسة، 1401 هـ/1981 م .
            46- في الاقتصاد الأسلامي : منشورات كلية الآداب والعلوم الانسانية ، سلسلة نـدوات
            ومناظرات ، رقم 15 ، الرباط 1410هـ/1989 م.
            47-في الاقتصاد الاسلامي : رفعت السيد العوضي ، كتاب الأمة ، العدد 24 ، مؤسسة الخليج ، قطر ، شعبان ، 1410 هـ .
            48-فـي الـتشريع الاسـلامي : محمد نبيل غنايم ، دار الهداية ، القاهرة ، الطبعة الأولى، 1407هـ/1986 .
            49-القوانين الفقهية على مذهب أهل المدينة : محمد بن جزي الكلبي الغرناطي ( ت هـ ) ، بدون طبعة ولا تاريخ .
            50-المبسوط : محمد بن أبي سهل السرخسي ( ت هـ ) ، دار المعرفة ، بيروت، 1406هـ.
            51-المجتمع الاسلامي وفلسفته المالية والاقتصادية .محمد الصادق عفيفي ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، 1980 م .
            52-المحلى : علي بن حزم الظاهري ( ت 383 هـ ) ، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت .
            53- مختصر إحياء علوم الدين : أبو حامد محمد الغزالي ( 505 هـ ) ، تحقيق شعبان محمد إسماعيل ، مكتبة نصير ، القاهرة .
            54- المدونة الكبرى : مالك بن أنس ( ت هـ ) ، دار صادر ، بيروت .
            55- المسلم المعاصر ( مجلة ) ، العدد الثامن والعشرون 1401 هـ / 1981 م .
            56- المشكلة الاقتصادية في ضوء تعاليم الإسلام الحنيف : رؤوف شلبي ، دار الاعتصام ، القاهرة ، 1981 م .
            57- مشكلة الفقر " وكيف عالجها الإسلام " : يوسف القرضاوي ، مكتبة وهبة ، القاهرة، الطبعة الرابعة ، 1400 هـ / 1980 م .
            58- المعيار المعرب ، والجامع المغرب ، عن فتاوي أهل إفريقيا والأندلس ، والمغرب : أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي ( ت 914 هـ ) ، خرجه حماعة من الفقهاء بإشراف محمد حجي ، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، المملكة المغربي ، 1401 هـ /1981م.
            59- المـغـنـي : عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي ( ت 620 هـ ) ، دار الفكر ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1405 هـ .
            60- مـفاتيح الغيب : فخر الدين الرازي ( ت 604 هـ ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت، الطبعة الأولى ، 1411 هـ / 1990 م .
            61- مفهوم الاقتصاد في الإسلام : محمود الجالدي ،دار الجيل ، بيروت ، الطبعة الأولى، 1404 هـ / 1984 م .
            62- مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها : علال الفاسي ، مكتبة الوحدة العربية ، الدار البيضاء ، 1382 هـ /1963 م .
            63- مقومات الاقتصاد الإسلامي : مكتبة وهبة ، القاهرة ، الطبعة الثالثة ، 1403 هـ / 1983 م .
            64- الـمـلكية ونظرية العقد في الشريعة الإسلامية : أحمد فراج حسين ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الإسكندرية ، الطبعة الأولى .
            65- منهج الإسلام في التعاملات المالية : أحمد عثمان ، دار الطباعة المحمدية ، القاهرة، الطبعة الأولى ، 1398 هـ / 1978 م .
            66- منهج الاقتصاد الإسلامي في إنتاج الثروة واستهلاكها : أحمد لسان الحق ، دار الفرقان، الدار البيضاء ، المغرب ، الطبعة الأولى ، 1408 هـ / 1987 م .
            67- الموافقات : إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي ( ت 790 هـ ) ،تحقيق عبد الله دراز ، دار المعرفة ، بيروت .
            68- الموطأ : الإمام مالك بن أنس ( ت 179 هـ ) ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، الطبعة الثانية 1401 هـ / 1981 م .
            69- الـنـظرية الاجـتماعية في الـفكر الإسـلامي : زينب رضوان ، دار المعارف ، القاهرة،الطبعة الأولى ، 1982 م .
            70- نظرية التقعيد الفقهي وأثرها في اختلاف الفقهاء : محمد الروكي ، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، الرباط ، الطبعة الأولى ، 1414 هـ / 1994 م .
            71- نيل الأوطار : محمد بن علي الشوكاني ( ت 1255 هـ ) ، دار الجيل ، بيروت ، 1973 م .
            72- الوجيز في الاقتصاد الإسلامي : محمد شوقي الفنجري ، دار الصحوة ، القاهرة، الطبعة الأولى ، 1405 هـ / 1985 م .

            أحمد بزوي الضاوي أستاذ التعليم العالي ـ جامعة شعيب الدكالي الجديدة ـ المغرب .
            http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6690

            تعليق

            • solema
              مشرفة قسم
              الإعجاز العلمي والنبؤات

              • 7 يون, 2009
              • 4518
              • طبيبة
              • مسلم

              #21
              بسم الله الرحمن الرحيم

              موضوع مفيد أيضا للإطلاع عليه ..

              الفاتيكان: الاقتصاد الإسلامي بمقدوره تخليص البنوك الغربية من أزمتها!

              تعليق

              • عبد مسلم
                6- عضو متقدم

                حارس من حراس العقيدة
                • 28 أبر, 2008
                • 991
                • ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من ا
                • عبد مسلم أعمل ان أكون عبدا مؤمنا طاعة لله وديانة له جل وعلا

                #22

                شكر الله لكم .
                مع كون البحث قيم و قيم جداً علمياً،
                إلا أنه يُنتظر نظيراً من الشرائع الأخرى فلعلهم يوماً ما يأتونا بمثله .
                ولن يستطيعوا، فهو كما عنونتموه كإعجاز تشريعىّ .
                وفعلا الموايث بالإسلام إعجازها عميق لا يصدر إلا من إله أحاط بكلِ شيئٍ علماً.
                فالحمدُ لله على نعمةِ الإسلامِ .
                لكن لا أعلم لما أحسست بينما كنت أتصفح بدايات البحث كأنه بحث لطالبٍ أزهرىّ قديم !
                نفس أسلوب الأزهرية بدولةِ مصر لكن على الطريقةِ القديمة .
                عموماً : جزاكمُ اللهُ خيراً . والحمدُ للهِ .
                أستغفرُ اللهَ لِى وللمسلمينَ حتى يرضَى اللهُ وبعدَ رضاه، رضاً برضاه .
                " ... وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّـى لِتَرْضَى"
                اللَّهُمَّ اجعَل مِصرَ وأَهلَهَا وسَائِرَ بِلادِ المسلِميْنَه فِى ضَمانِكَ وأمانِكَ .

                تعليق

                • solema
                  مشرفة قسم
                  الإعجاز العلمي والنبؤات

                  • 7 يون, 2009
                  • 4518
                  • طبيبة
                  • مسلم

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبد مسلم

                  شكر الله لكم .
                  مع كون البحث قيم و قيم جداً علمياً،
                  إلا أنه يُنتظر نظيراً من الشرائع الأخرى فلعلهم يوماً ما يأتونا بمثله .
                  ولن يستطيعوا، فهو كما عنونتموه كإعجاز تشريعىّ .
                  وفعلا الموايث بالإسلام إعجازها عميق لا يصدر إلا من إله أحاط بكلِ شيئٍ علماً.
                  فالحمدُ لله على نعمةِ الإسلامِ .
                  لكن لا أعلم لما أحسست بينما كنت أتصفح بدايات البحث كأنه بحث لطالبٍ أزهرىّ قديم !
                  نفس أسلوب الأزهرية بدولةِ مصر لكن على الطريقةِ القديمة .
                  عموماً : جزاكمُ اللهُ خيراً . والحمدُ للهِ .
                  جزاكم الله خيرا أخى الفاضل (( عبد مسلم )) ..

                  هو فعلا عند قراءتى للبحث أعطانى شىء من هذا الإنطباع .. ولكن ليس كما زكرت تماما لإنى للأسف لست أزهرية ..


                  وهو فعلا واضع ضمن قائمة مراجعه ومصادره طبعات قديمة نوعا ما من الكتب نشرت بالسبعينات والثمانينيات
                  ولكن أعطى بحث قيم ولهذا نقلته بالمنتدى للفائدة .. ولكن مواضيع هذا الباحث (( أحمد الضاوى )) قيمة
                  وثرية عامة وهو عضو بمنتديات ملتقى أهل الحديث وملتقى أهل التفسير ..

                  تعليق

                  مواضيع ذات صلة

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ 4 يوم
                  ردود 0
                  14 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة أبو تيميه الحنبلي
                  ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ 5 يوم
                  ردود 0
                  11 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة أبو تيميه الحنبلي
                  ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ 5 يوم
                  ردود 0
                  10 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة أبو تيميه الحنبلي
                  ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ 5 يوم
                  ردود 0
                  11 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة أبو تيميه الحنبلي
                  ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 30 أغس, 2024, 04:54 ص
                  ردود 38
                  670 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة فارس الميـدان
                  يعمل...