لنقدّم له:
"النكد... بل كلّ النكد" !!!
"النكد... بل كلّ النكد" !!!
كم ظلمنك النساء أيها الرجل، وكم اعتقدنَ أنهنّ هنّ المظلومات في مجتمعنا...
ونسينَ وتناسينَ أنهنّ وأنني من دونك... لم ولن أحمل يوماً أقدس اسم وأنبل عطاء...
نسين وتناسينَ أنني من دونك... لستُ أماً!!!
من دونك لستُ ابنة...
من دونك لستُ بزوجة...
من دونك لستُ بربة منزل أو سيدته...
من دونك أنا ضائعة وتائهة لا أسرة لي ولا طفل ولا سند يحميني ولا شعور بأمان واطمئنان من غدر الزمان...
ألست أنتَ من أمّن لي بداية المأوى والسكن ممثلاً بوالدي؟
ثمّ تابعتَ هذا المأوى والسكن لي ممثلاً بزوجي؟
من غيركَ أيها الرجل أشعرني بأنوثتي وجعلني أحبها وأعتني بها؟؟!!
من غيرك أطلق عليّ لقب نصف المجتمع؟؟!!
أكبر كذبة حينما تتهمك النساء بأنك قتلتَ فيهنّ الإبداع...
وأنك تريدها لك وحدك، ولا تريد من يشاركك بها، من يشاركك عطاءها وحبها وتضحياتها...
لا أهلها
ولا طفلها
ولا صديقاتها
ولا عملها
أعظم اتهام تتهمك المرأة به أنك تريد تقييدها من لحظة زواجك بها
ونسينَ وتناسينَ تلك المساحة من الحرية التي وصلنَ إليها في هذا الزمن على يديكَ... أنت وليس أيديهن كما يدعين..
نظرة واحدة إلى الشارع العربي، داخل الجامعات العربية، في المطاعم، في السهرات إلى لباس المرأة، تجعلنا لا نصدق كذبة أنك تريد تقييد حريتها!!!
فهي (وخاصة المتزوجة) تلبس أرقى ما تقدمه أنت لها، وتتعطر بما تقدمه لها، وتتحلى بالجواهر التي أهديتها أنت إياها!!!
أكبر وهم تحاول المرأة إثباته هو أن الرجل معقّد والدليل أنها حينما تقع في حبك تخلص لك... ليس فقط لأنّ طبيعتها الإخلاص، بل لأنها تدرك في قرارة نفسها أنك لو هجرتها فلن تجد البديل الذي يعوضها عن حنانك وحبك وكرمك... وحمايتك!!!
والطامة الكبرى حينما يختار الرجل المقبل على الزواج أو يشترط فتاة موظفة...
الاتهام جاهز هنا، فهو اختارها موظفة لأنه طامع في مرتبها ومالها!!!
لماذا عوضاً عن التشكيك في اختياره لا نرى الوجه الإيجابي لهذا الاختيار؟؟!!
قد يكون شرطه هذا جاء من كثرة أعماله وأشغاله، أو ربما كي تحقق الأنثى ذاتها خارج المنزل ولا تشعر أنها حبيسته، ولا تشكو غياب الزوج...
فهي بوظيفتها تنشغل قليلاً أو كثيراً، المهم أنها تنسى غياب الرجل، ثمّ تعود للمنزل لواجباتها، وهنا، فهي لا تشعر بالأسى أو الملل أو التضحية وهي تنتظر عودة زوجها من العمل...
مسكين أنتَ أيها الرجل!!!
إن تزوجتَ امرأة غير موظفة، وذهبت لعملك، الاتهام جاهز، فقد قمت بسجن زوجتك بين أربعة جدران،
تخيل معي، منزل بكامله لا يحوي (بصيغة الأنثى) إلاّ أربعة جدران!!!
وإن اشترطتَّ أو اخترت امرأة موظفة، الاتهام أيضاً جاهز، تتهمك بأنك طامع في مالها، وربما في وظيفتها!!!
ولنفترض أن الرجل يريد موظفة كي تعينه في الحياة، ما الضرر في ذلك؟
أم فقط نحن النساء نريد زوجاً يتحمل مصاريف كل شيء بحجة أننا نعمل في المنزل ونربي الأطفال؟؟!!
عجباً، أليس هو أيضاً يعمل ويربي أطفاله ويصرف عليهم من تعبه، وأحياناً من دمه؟
وللأسف نسينا أن الكثير من الفتيات يرفضن عريساً اشترط عليهن ترك الوظيفة والتفرغ له وللأطفال!!!
"كده كده مش خالص"
مسكين هو الرجل...
فحينما يفكر بالزواج يوضع مباشرة تحت المجهر ...
إذا أتى منزل العروس ويداه فارغتان، فهو بخيل، بل بخيل جداً ويفتقد للذوق...
وإن خرج وهو يسأل أهل العروس إن كانوا بحاجة لشيء، فهو منافق، والدليل أنه أتى المنزل دون شيء...
ولا تتوقف النفقات التي سينفقها من لحظة زواجه على زوجته فقط وأولاده...
بل هناك أهل الزوجة، فحماته بمقام والدته، وكما لوالدته متطلبات فلحماته متطلبات أيضا، ومن غير الصهر يلبيها لها!!، عملاً بالمثل القائل ((يا صهري يا سند ظهري!!!))
والعم أيضاً هو بمثابة الأب للزوج، وله كأبيه متطلبات، ولا ننس أيضاً المناسبات، فيا للفضيحة إن دخل منزل حماته بعيد الأم دون هدية أو نسيها أو انشغل عنها هذا اليوم...
طبعاً الهدايا ضرورية في حياتنا اليومية، وبين الأقارب والمحبين لأنها تعزز المشاعر اللطيفة، لكن لا أن نبتز هاديها في كل شيء...
مشكلتنا نحن النساء، نجلس بداية عمر الصبا نتضرع لله تعالى أن يمنّ علينا بعريس لطيف المعشر وغني ويعمل عملاً مرموقاً ووسيماً، و، و،... .
لا نريد من الله إلاّ العريس كي (يستتنا) و(يهنينا) ويرفع عنا لقب "عانس"!!!
ويأتي الرجل، العريس محملاً بكل أحلامنا، وحالما تدخل قدمه اليمنى عتبة منزلنا، نطلب منه ونريد كل شيء!!!
وكأنه بنك متحرك!!!
نريد منه أن يقدم لنا المنزل لنقدم له مقابل التذمر من موقع المنزل
أو اتجاهه...
أو مساحته...
أو أثاثه!!!
فهذا المنزل ليس بواسع كمنزل صديقتنا...
واتجاهه بوجه الشمس، حارق...
مساحته بالكاد تتسع لي ولك وللأطفال وأهلي!!!
أثاثه يجب تغييره على الأقل مرة في كل عام !!!
نريد منه أن يقدّم لنا مهراً غالياً، لنقوم المعايرة بفلان الذي قدّم لعروسته أكثر من ذلك...
لأنه يحبها طبعاً...
لأنه يحترمها طبعاً...
لأنه ولأنه...
نريد منه أن يقدّم لنا عرساً طناناً رناناً، كي نكيد زميلاتنا وصديقاتنا، وبالأخص الصديقة التي كان عرسها العام الماضي أشبه بالأساطير (وغالباً ما تسمع بأنّ مثل هذه العروس طُلقت بعد سنة أو سنتين)
والآن، وبعد أن تُقدم لنا عرساً طناناً... هل تعتقد أنك انتهيتَ بعد من التكاليف؟!!!
لا أبداً، فبعد الزواج أصبح لديك تكاليف خادمة لزوجتك، فهي كانت معززة مكرمة في منزل ذويها، ويداها الناعمتان غير مستعدتان للتعب، وهي تزوجتك لترتاح، لا لتطبخ لك لقمة هنية ولا لتجلب لك فنجان قهوتك الصباحي وتدخل معك في حديث حميمي حنون، فهذه المهام من مهام الخادمة فقط !!!
نريد منه كل ذلك وأكثر، لنقدّم له بعد كل تعبه؟؟؟
وجهده؟؟؟
وصرفه المال؟؟؟
لنقدّم له تلك الوصفة السحرية التي تجعله ينفر منا بعد مدة محدودة...
لنقدّم له: "النكد... بل كلّ النكد"!!!
والمرأة النكدية تنقل العدوى لزوجها، ولأولادها، ولمنزلها كما الزكام...
لكن دعوني أعرّف معنى النكد كي لا تختلط الأمور كلها ببعضها...
لم أقصد هنا تلك التي يخيب أملها فيمن تحب فتغضب كردة فعل طبيعية وتنفيسا عن خيبة أملها وإحباطاتها المتتالية منه...
ولا تلك التي يجعلها زوجها مدانة تحت الطلب، أو مطلوب منها دوماً تبرير أخطاء لم ترتكبها.
بل تلك المرأة التي يحترمها زوجها وبقدرها ويحبها وتقابله سيل من الأسئلة والغضب والمحاصرة والضغط النفسي وعدم الرضا وعدم القبول أو التقبّل.
كثيراً ما كنتُ أشاهد بأم عينيّ في الشارع وأنا ذاهبة إلى وظيفتي أو إلى لقاء صديقة أو إلى الجامعة، كثيراً ما كنتُ أشاهد رجلاً وامرأة يتشاجران...
المرأة مرتفع صوتها للغاية دون احترام منها لرجولة زوجها ومشهده أمام العالم كيف أن زوجته تظهر المسيطر المتحكم في العلاقة الزوجية...
أما هو، فإما صامتٌّ منتظر في حيرة ونفاد صبر غير معلن انتهاء ثورة غضبها هذا الذي كانت تستطيع تأجيله للمنزل (والمشكلة الأكبر حينما تثور في وجهه بالمنزل أمام الأطفال)، وإما هارب منها باتجاهٍ آخر لحفظ ماء وجهه ووجهها أمام الناس في الشارع، وكنتُ أرى بعض الرجال يميل إلى زوجته برفق في محاولة لتهدئتها في هذا المكان المزدحم والذي من غير اللائق على المرأة (أو على الرجل أحياناً) رفع الصوت في الشريك..
وكثيراً ما كنتُ أسمع من بعض الزملاء أن زوجاتهم كنّ يوبخونهم أمام الأطفال، مما يضعف من شخصية الأب أمامهم ومظهره الرجولي والقوي في الأسرة.
إن الرجل يعمل جلّ وقته ليكسب قوت يومه ومنزله وعياله، وربما يعمل لفترتين متتاليتين وهو يحلم بعد ذلك بالراحة النفسية والجسدية في منزله والوجه البشوش وكلمات الشكر وتقدير التعب...
وحين عودته يلقى زوجته دائمة التذمر من الأولاد ومشاكل الأولاد ومن الحياة ومشاكل الحياة.
إذا أراد أن يقضي لحظات دافئة معها، الحجج جاهزة والبراهين على تلك الحجج، فأعمال المنزل هدّت حيلها، والطبخ، وغسيل الملابس وكيها، إضافة إلى تدريس الأولاد ومشاكلهم، فمثله هو تريد الراحة.
نعم معها حق، ومعها كل الحق، لكنها في الوقت ذاته ليس مطلوبا منها الطبخ يومياً، ولا الغسيل يومياً ولا كي الملابس يومياً. فهي كما هو تستطيع توزيع أعمال المنزل وتنظيمها، فمثلاً إن أسقطت ساعتين من الحديث على الهاتف مع صديقاتها، و4 ساعات من مشاهدة مسلسلات وأفلام التلفاز، وساعتين إضافيتين في زيارة الجيران أو الأقارب أو التسوق، استطاعت التوفيق بين أعمال المنزل وواجباتها تجاه زوجها.
كل ذلك تستطيع المرأة تنظيمه، وأشدد، أنا هنا لا أقصد المرأة التي تفانت حقاً في أعمال منزلها وأولادها دون إضاعة وقت، إضافة لعملها خارج المنزل، ولا أقصد تلك المراة التي كانت دافئة مع زوجها لكنه لم يقدر لها ذلك، بل أقصد اللواتي يضيعين أوقاتهنّ سُدى، ليضيع الزوج منهنّ ويرتمي في أحضان أول دافئة يراها أمامه...
فإلى متى نستغل الزوج وماله ومشاعره أيتها السيدات؟
وما الحل برأيكم أيها السادة؟؟!!
وما الحل برأيكم أيها السادة؟؟!!
أماني محمد ناصر / ماجستير تربية
تعليق