تويت
جزاك الله خيرا اخانا الكريم
أسال الله أن يجعله عملا خالصا لوجهه الكريم وألا يحرمك الأجر
لك متابعة بإذن الله
أسال الله أن يجعله عملا خالصا لوجهه الكريم وألا يحرمك الأجر
لك متابعة بإذن الله
مسلم
اكتشف المزيد حول عمر المختار
-
-
34- ومن وصف الله بمعنى من معانى البشر ، فقد كفر ، (1) ومن أبصر هذا اعتبر ، وعن مثل قول الكفار اتزجر ، (2) علم أنه بصفاته ليس كالبشر .
35- والرؤية حق لأهل الجنة ، بغير إحاطة ولا كيفية ، كما نطق به كتاب ربنا : ( وجوه يومئد ناضرة إلى ربها ناظرة ) ( القيامة : 22-23 ) . وتفسيره على ما أراده الله تعالى وعلمه ، وكل ما جاء فى ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كما قال ، (3) ومعناه على ما أراد . لاندخل فى ذلك متأولين بآرائنا ، ولا متوهمين بأهوائنا ، فانه ما سلم فى دينه إلا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ورد ما اشتبه عليه إلى عالمه .
يقول الشيخ الألبانى :
1و2- زيادتان ثابتتان فى كل النسخ التى بين أيدينا .
3- اعلم أن الأحاديث الواردة فى إثبات رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة كثيرة جداً حتى بلغت حد التواتر كما جزم به جمع من الأئمة ، منهم الشارح ، وقد خرج بعضها ثم قال :
( وقد روى أحاديث الرؤية نحو ثلاثين صحابياً ، ومن أحاط بها يقطع بأن الرسول قالها ، ولولا أنى التزمت الاختصار لسقت ما فى الباب من الأحاديث ثم قال :
( ليس تشبيه رؤية الله تعالى برؤية الشمس والقمر تشبيهاً لله ، بل هو تشبيه للرؤية بالرؤية ، لا تشبيه المرئى بالمرئى ، ولكن فيه دليل على علو الله على خلقه ، وإلا فهل تعقل رؤية بلا مقابلة ؟ ومن قال : يُرى لا فى وجهه . فليراجع عقله ! فإما أن يكون مكابراً لعقله أو فى عقله شىء ، وإلا فاذا قال يـُرى لا أمام الرائى ولا خلفه ولا عن يمينه ولا عن يساره ولا فوقه ولا تحته ، رد عليه كل من سمعه بفطرته السليمة )
قلت : وأما رؤيته تعالى فى الدنيا ، فقد أخبر رسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح أن أحداً منا لا يراه حتى يموت . رواه مسلم : وأما هو نفسه عليه الصلاة والسلام ، فلم يرد فى إثباتها له ما تقوم به الحجة ، بل قد صح عنه الاشارة إلى نفيها حين سئل عنها بقوله ( نور أنـَّى أراه ) ومع ذلك جزم السيدة عائشة بنفيها كما فى الصحيحين ، وهذا هو الأصل فينبغى التمسك به .
ا.هـ
يتبع{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }تعليق
-
36- ولا تثبت قدم الاسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام (1) فمن رام علم ما حظر عنه علمه ، ولم يقنع بالتسليم فهمه ، حجبه مرامه عن خالص التوحيد ، وصافى المعرفة ، وصحيح الايمان ، فيتذبذب بين الكفر والايمان ، والتصديق والتكذيب ، والاقرار والانكار ، موسوساً تائهاً ، شاكاً ، لامؤمناً مصداقاً ، ولا جاحداً مكذباً .
37- ولايصح الايمان بالرؤية لأهل دار السلام لمن اعتبرها منهم بوهم (2) ، أو تأولها بفهم (3) إذ كان تأويل الرؤية - وتأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية - بترك التأويل ولزوم التسليم ، وعليه دين المسلمين (*1) . ومن لم يتوق النفى والتشبيه ، زل ولم يصب التنزيه (*2) . فان ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية ، منعوت بنعوت الفردانية ، ليس فى معناه أحد من البرية .
38- وتعالى (*3) عن الحدود والغايات ، والأركان والأعضاء والأدوات ، لاتحويه الجهات الست كسائر المبتدعات (*4) .
يقول الشيخ الألبانى :
1- هذه الفقرة مقدمة على الفقرة السابقة فى المخطوطات الثلاثةوكذا فى نسخة شيخنا الطباخ رحمه الله ، ولعلها أولى .
2- أى توهم أن الله تعالى يُرى على صفة كذا ، فيتوهم تشبيهاً . شرح الطحاوية
3- أى ادهى تأويلاً يخالف ظاهرها ، ومايفهمه كل عربى من معناها .
*1- فى المخطوطات الثلاث والمطبوعات ( المرسلين ) .
*2- قلت ، وذلك لأن نفاة الصفات والرؤية من المعتزلة وغيرها إنما ينفونها تنزيهاً لله تعالى بزعمهم عن التشبيه ، وهذا زلل وزيغ وضلال ، إذ كيف يكون ذلك تنزيهاً ، وهو ينفى عن الله صفات الكمال ومنها الرؤية ، إذ المعدوم هو الذى لايرى ، فالكمال فى إثبات الرؤية الثابتة فى الكتاب والسنة والمشبهة إنما زلوا لغلوهم فى إثبات الصفات وتشبيه الخالق بالمخلوق سبحانه وتعالى . والحق بين هؤلاء وهؤلاء إثبات بدون تشبيه ، وتنزيه بدون تعطيل . وما أحسن ما قيل : المعطل يعبد عدماً ، والمجسم يعبد صمناً .
*3- فى المخطوطات الثلاث وسائر المطبوعات : ( تعالى ) بدون الواو . ولعله أصح .
*4- قلت : مراد المؤلف رحمه الله بهذه الفقر الرد على طائفتين : الأولى المجسمة والمشبهة الذين يصفون الله بأن له جثماً وجثة أعضاء وغير ذلك تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .
يتبع{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }تعليق
-
تابع شرح الفقرة (38) :
والأخرى المعطلة الذين ينفون علوه تعالى على خلقه ، وأنه بائن على خلقه . بل يصرح بعضهم أنه موجود بذاته فى كل الوجود ! وهذا معناه حلول الله فى مخلوقاته ، وأنه محاط بالجهات الست المخلوقة ، وليس فوقها ، فنفى المؤلف ذلك بهذا الكلام ولكن قد يستغل ذلك بعض المبتدعة ، ويتأولونها بما يؤدى إلى التعطيل كما بينه الشارح رحمه الله تعالى وقد لخص كلامه الشيخ محمد بن مانع عليه الرحمة فقال (ص 10) :
( ومراده بذلك اللفظ الرد على المشبهة ولكن هذه الكلمات مجملة مبهمة وليست من الألفاظ المتعارفة عند أهل السنة والجماعة ، والرد عليهم بنصوص الكتاب والسنة أحق وأولى من ذكر ألفاظ توهم خلاف الصواب . ففى قوله تعالى ( ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ) رد على المشبهة والمعطلة ، فلا ينبغى لطالب العلم الالتفات الى مثل تلك الألفاظ ولا التعويل عليها ، فإن الله ، سبحانه موصوف بصفات الكمال منعوت بنعوت العظمة والجلال ، فهو سبحانه فوق مخلوقاته مستو على عرشه المجيد بذاته بائن على خلقه ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا ويأتى يوم القيامة وكل ذلك على حقيقته ولا نؤوله كما لانؤول اليد بالقدرة والنزول بنزول أمره وغير ذلك من الصفات ، بل نثبت ذلك اثبات وجود لا اثبات تكييف . وما كان أغنى الامام المصنف عن مثل هذه الكلمات المجملة الموهمة المخترعة ولو قيل انها مدسوسة عليه وليست من كلامه لم يكن ذلك عندى ببعيد احساناً للظن بهذا الامام وعلى كل حال فالباطل مردود على قائله كائناً من كان ومن قرأ ترجمة المصنف الطحاوى لاسيما فى لسان الميزان عُرف أنه من أكابر العلماء وأعاظم الرجال وهذا هو الذى حملنا على احسان الظن فيه فى كثير من المواضيع التى فيها مجال للنقد .) انتهى كلام ابن مانع رحمه الله .
ا.هـ
يتبعالتعديل الأخير تم بواسطة عمر المختار; 8 ديس, 2010, 10:26 ص.{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }تعليق
-
تابع متن العقيدة الطحاوية بشرح وتعليق الشيخ الألبانى :
39- والمعراج حق ، وقد أسرى بالنبى صلى الله عليه وسلم ، وعرج بشخصه فى اليقظة ، إلى السماء ، ثم إلى حيث شاء الله من العلا ، وأكرمه الله بما شاء ، وأوحى إليه ما أوحى . ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) (1) . فصلى الله عليه وسلم فى الآخرة والأولى .
40- والحوض الذى أكرمه الله تعالى به - غياثاً لأمته - حق (*1)
41- والشفاعة التى ادخرها لهم حق ، كما روى فى الأخبار (*2)
42- والميثاق الذى أخذه الله تعالى من آدم وذريته حق (*3) .
يقول الشيخ الألبانى :
1- قلت يعنى من آيات ربه الكبرى ، وأما القول بأنه عليه الصلاة والسلام رأى ربه ليلتئذ بعينه ، فلم يثبت كما نقدم التنبيه عليه قريباً . كما قال الشارح وغيره : ( والصحيح أنه رآه بقلبه ولم يره بعين رأسه ) .
*1- قلت والأحاديث التى ذكر الحوض فيها كثيرة جداً حتى بلغت مبلغ التواتر كما صرح به جميع الأئمة ، ورواها من الصحابة بضع وثلاثون صحابياًَ ، ولقد استقصى طرقها الحافظ ابن كثير فى ( النهاية ) فى آخر تاريخه ، وعقد لها الحافظ ابن أبى عاصم فى كتاب ( السنة ) سبعة أبواب . ورقم ( 155-161 ) ورقم الأحاديث ( 734-776- بتحقيقى ) أشار فى آخرها إلى تواترها بقوله : ( والأخبار التى ذكرناها فى حوض النبى صلى الله عليه وسلم توجب العلم ... ) .
*2- قلت : وهى متواترة أيضاً ، وقد عقد لها ابن أبى عاصم فى ( السنة ) ستة أبواب ( 163-168 ) رقم الأحاديث ( 784-832 ) وساق طائفة منها الشارح رحمه الله فى شرحه ، تضمنت أن شفاعته صلى الله عليه وسلم ثمانية أنواع ، فليراجعه من شاء البحث والتحقيق فإنه هام .
*3- قلت : يشير إلى بعض الأحاديث المصرحة بأن الله تعالى استخرج الذرية من صلب آدم عليه الصلاة والسلام ، وقد ذكر فى الشرح أربعة منها ، وهى مخرجة فى تعليقى عليه وفى ( تخريج السنة ) ( رقم 195-205 ) ، وقد كنت استثنيت فى التعليق المشار إليه ( ص 266- الطبعة الرابعة ) من الصحة مسح الظهر الوارد فى حديث عمر وكان ذلك سهواً منى أسأله تعالى أن يغفر لى ، فقد تنبهت إلى أن له شاهداً حسناً من حديث أبى هريرة وهو مذكور فى ( الشرح ) وآخر من حديث ابن عباس بسند ضعيف خرجته فى ( السنة ) فاقتضى التنبيه .
ا.هـ
يتبع{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }تعليق
-
جزاكم الله خيراً أخي عمر، متابع ...(قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) الزمر46
(اللهم رب جبرائيل ومكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) من حديث استفتاح النبي - صلى الله عليه و سلم - صلاته بالليل.
الراوي: عائشة - المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 770 خلاصة الدرجة: صحيح
(وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) الفرقان 31
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) آل عمران 8
تعليق
-
43- وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة ، وعدد من يدخل النار ، جملة واحدة ، فلا يزداد فى ذلك العدد ، ولا ينقص منه (1) .
44- وكذلك أفعالهم فيما علم منهم أن يفعلوه ، وكل ميسر لما خلق له (2) ، والأعمال بالخواتيم (3) ، والسعيد من سعد بقضاء الله ، والشقى من شقى بقضاء الله (*1)
يتبع بالشرح ..{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }تعليق
-
يقول الشيخ الألبانى :
1- يشير المؤلف رحمه الله إلى حديث عبد الله بن عمرو قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى يده كتابان ، فقال : أتدرون ماهذان الكتابان ؟ فقلنا : لا يارسول الله إلا أن تخبرنا ، فقال للذى فى يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة ، وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم فلا يزداد فيهم ، ولاينقص منهم أبداً ، ثم قال للذى فى شماله : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم فلا يزداد فيهم ولا ينقص منهم أبداً ، فقال أصحابه : ففيم العمل إن كان أمر قد فرغ منه ؟ فقال : سددوا وقاربوا ، فان صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة ، وإن عمل أى عمل ، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار ، وإن عمل أى عمل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما ثم قال : فرغ ربكم من العباد ( فريق فى الجنة وفريق فى السعير ) . أخرجه الترمذى وصححه هو وغيره ، وهو مخرج فى ( الصحيحة ) ( 848 ) .
2- وهو قطعة من حديث على المروى فى ( الصحيحين ) ، وقد أخرجته فى ( تخريج السنة ) برقم ( 171 ) . وقد صح أن بعض الصحابة عندما سمعوا الحديث منه صلى الله عليه وسلم فقالوا : إذاً نجتهد ، وفى رواية : فالآن نجد ، الآن نجد ، الآن نجد .
أنظر ( السنة ) . ( 161 و 167 ففيه رد صريح على الجبرية المتواكلة الذين يفهمون من الحديث خلاف فهم الصحابة فتأمل .
3- هذا طرف من حديث السهل بن سعد الساعدى ، أخرجه أحمد والبخارى ، وهو مخرج فى المصدر السابق ( 216 ) .
*1- هذا معنى حديث أخرجه البزار وغيره من حديث أبى هريرة مرفوعاً بلفظ : ( الشقى من شقى فى بطن أمه ، والسعيد من سعد فى بطن أمه ) وسنده صحيح كما بينته فى ( الروض النضير ) ( 1098 ) و ( تخريج السنة ) ( 188 ) .
ا.هـ
يتبع
{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }تعليق
-
تابع متن العقيدة الطحاوية بشرح وتعليق الشيخ الألبانى :
45- وأصل القدر سر الله تعالى فى خلقه ، لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبى مرسل ، والتعمق والنظر فى ذلك ذريعة الخذلان ، وسلم الحرمان ، ودرجة الطغيان ، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة (1) ، فان الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه ، ونهاهم عن مرامه ، كما قال تعالى فى كتابه : ( لايسأل عما يفعل وهم يسألون ) ( الأنبياء : 23 ) (2) . فمن سأل : لم فعل ؟ فقد رد حكم الكتاب ، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين .
يقول الشيخ الألبانى :
1- قلت : وهذا التعمق هو المراد - والله أعلم - بقوله صلى الله عليه وسلم : ( .... وإذا ذكر القدر فأمسكوا ) . وهو حديث صحيح ، روى عن جمع من الصحابة ، وقد خرجته فى ( الصحيحة ) ( 34 ) .
2- أى لكمال حكمته ورحمته وعدله ، لا لمجرد قهره وقدرته كما يقول جهم وأتباعه ، كذا فى ( الشرح ) وراجع فيه تحقيق أن مبنى العبودية والايمان على التسليم وعدم الأسئلة عن تفاصيل الحكمة فى الأوامر والنواهى والشرائع : فانه مهم جداً ولولا ضيق المجال لنقلته برمته لنفاسته وعزته ، وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فى ( مجموع الفتاوى ) ( 1 - 148 - 150 ) باختصار بعض الفقرات :
( والإيمان بالقدر على درجتين ، كل درجة تتضمن شيئين :
فالدرجة الأولى : الإيمان بأن الله تعالى علم ما الخلق عاملون يعلمه القديم الذى هو موصوف به أزلا ، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصى ، والأرزاق والآجال ، ثم كتب الله فى اللوح المحفوظ مقادير الخلق ، ( فأول ما خلق الله القلم ، قال له : اكتب ، قال ما أكتب ؟ قال : اكتب ماهو كائن إلى يوم القيامة فما أصاب إنسان لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، جفت الأقلام وطويت الصحف ، كما قال الله تعالى : ( ألم تعلم أن الله يعلم ما فى السماء والأرض إن ذلك فى كتاب إن ذلك على الله يسير ) .
وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون فى مواضع جملة وتفصيلا ، فقد كتب فى اللوح المفحوظ ما شاء ، وإذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه يبعث إليه ملكاً ، فيؤمر بأربع كلمات . اكتب رزقه ، وأجله ، وعمله وشقى أو سعيد ونحو ذلك . فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديماً ، ومنكره اليوم قليل .
وأما الدرجة الثانية : فهو مشيئة الله النافذة ، وقدرته الشاملة ، وهو الايمان بأن ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وأنه ما فى السماوات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشية الله سبحانه ، ولا يكون فى ملكه إلا ما يريد ، وأنه سبحانه وتعالى على كل شىء قدير من الموجودات والمعدومات .
ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ، ونهاهم عن معصيته . وهو سبحانه يحب المتقين ، والمحسنين والمقسطين ، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لايحب الكافرين ، ولا يرضى عن القوم الفاسقين ، ولا يأمر بالفحشاء ، ولا يرضى لعباده الكفر ، ولا يحب الفساد .
والعباد فاعلون حقيقة ، والله خالق أفعالهم ، والعبد هو المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ، والمصلى والقائم ، وللعباد قدرة على أفعالهم ، ولهم إرادة ، الله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم ، كما قال تعالى : ( لمن شاء منكم أن يستقيم وماتشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) .
وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية ، الذين سماهم النبى صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الأمة ، ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ، ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها .
قلت : ويشير بكلامه الأخير إلى الأشاعرة ، فانهم هم الذين غلوا وأنكروا الحكمة ، على ما فصله ابن القيم فى ( شفاء العليل فى القضاء والقدر والحكمة والتعليل ) . فراجعه فانه هام جداً .
ا.هـ
يتبع{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }تعليق
-
للرفع ..{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }تعليق
-
فيما يلى ان شاء الله سأدون أهم النقاط وأهم مافهمت من الكتاب حتى الآن
بأسلوبى وبحسب مافهمت ..{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }تعليق
| المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
|---|---|---|---|---|
|
ردود 0
46 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
بواسطة عطيه الدماطى
|
||
|
ردود 0
50 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
بواسطة *اسلامي عزي*
|
||
|
|
ردود 0
73 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
بواسطة *اسلامي عزي*
|
||
|
ردود 0
82 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
بواسطة صلاح عامر
|
||
|
|
ردود 0
74 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
بواسطة صلاح عامر
|
تعليق