بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد المعبود ، عم بحكمته الوجود ،وشملت رحمته كل موجود ، أحمده سبحانه وأشكره وهو بكل لسان محمود ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الغفور الودود ، وعد من أطاعه بالعزة والخلود ، وتوعد منعصاه بالنار ذات الوقود ، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله ، صاحب المقامالمحمود ، واللواء المعقود ، والحوض المورود ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ،الركع السجود ، والتابعين ومن تبعهم من المؤمنين الشهود ، وسلم تسليماً كثيراً إلىاليوم الموعود
أما بعد ....
جميع النصارى يتناولون بعض الآيات في كتابهم المقدس بعهديه القديم والجديد أن يسوع الناصري إله ..يقولون أنه إله ويأولون جميع الآيات تجاه ذلك الإله المزعوم ...
أثناء تصفحي الإنترنت صادفت نصرانيا أقام موضوعا جمع فيه أدلة ألوهية المسيح
وجميعها معجزات وأدلة تدل على عظمة يسوع ومرتبته العالية
لكن هل تدل فعلا على ألوهية يسوع
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاهد الأول:
– الخَلْق:
إن لفظ «الخالق» لا يطلق علي أي مخلوق على الإطلاق مهما كانت عظمته، لأن الخلق هو عمل الله فقط، سواء الخليقة الظاهرة المرئية أو الخليقة غير الظاهرة وغير المرئية، سواء ما في السموات أو ما على الأرض. ويؤكد لنا الإنجيل المقدس كلمة الله أن السيد المسيح هو الخالق. نقرأ في إنجيل يوحنا عن السيد المسيح : "3بِهِ تَكَوَّنَ كُلُّ شَيْءٍ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَتَكَوَّنْ أَيُّ شَيْءٍ مِمَّا تَكَوَّنَ ...كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَبِهِ تَكَوَّنَ الْعَالَمُ، ....» (إنجيل يوحنا1: 3و10). وفي رسالته إلى أهل كولوسي 16:1، كتب بولس الرسول عن الرب يسوع بوحي إلهي: إِذْ بِهِ خُلِقَتْ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى...».
إذاً بواسطة السيد المسيح "كُوّن" أي خُلق الكون برمته
الرد على الشبهة:
مقدمة إنجيل يوحنا تقول بألوهية يسوع وتقول بأنه الكلمة وأنه منشئ العالم لكن لدي ملاحظة بسيطة تجاه مقدمة إنجيل يوحنا
كان للمحققين معه وقفات عديدة ومهمةأي إنجيل يوحنا ، منها :
- تنبيه العلماء إلى أن هذا النص قد انتحله كاتب الإنجيل من فيلون الإسكندراني (ت40م)، يقول فيلسيان شالي: "فكرة الكلمة التي جاءت من فلاسفة رواقيين ومن فلسفة يهودي (فيلون) ، ومستعارة من هذه العقائد أو النظريات على يد القديس جوستين ويد مؤلف الأسطر الأولى من الإنجيل الذي يعزى إلى القديس يوحنا
"([1]).
.
إذايقول فيلسيان شالي "موجز تاريخ الأديان ، وقاموس الكتاب المقدس(ص903) بأن هذه المقدمة مسروقة أي أن يوحنا لم يكتبها ولم يعلم بأمرها
وينبه العلامة ديدات في كتابه الماتع " المسيح في الإسلام " إلى أن هذا النص قد انتحله كاتب إنجيل يوحنا من فيلون الإسكندراني ( ت40م ) ، وأنه بتركيباته الفلسفية غريب عن بيئة المسيح وبساطة أقواله وعامية تلاميذه ، وخاصة يوحنا الذي يصفه سفر أعمال الرسل بأنه عامي عديم العلم ، فيقول:
Act 4:13 فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ.
وهذا ما يقوله أحمد ديدات في كتابه "المسيح في الإسلام "
أن فيلون الإسكندراني انتحل شخصية يوحنا وكلامه معقد صعب عن بيئة المسيح بسيطة الفهم وسهلة الفهم
وأعطى دليلاً من أعمال 4:13 بجهل يوحناا
عندما رأوا جرأة 1 بطرس ويوحنا ، واكتشفت 2 أنهم غير متعلمين 3 والعادية 4 رجال ، كانوا دهشتها ومعترف بها هؤلاء الرجال كانوا مع يسوع
[info]((كانوا غير متعلمين ))[/info]
كما ينبه ديدات في كتابه " المسيح في الإسلام " إلى أن ثمة تلاعباً في الترجمة اليونانية، وهي الأصل الذي عنه ترجم الكتاب المقدس إلى لغات العالم.
ولفهم النص على حقيقته نرجع إلى الأصل اليوناني .
(Greek New Testament)
(John)(Jn-1-1)
(en arch hn o logov kai o logov hn prov ton yeon kai yeov hn o logov)
(en arch hn o logos kai o logos hn pros ton qeon kai qeos hn o logos)
(King James Version)
(John)(Jn-1-1)
(In the beginning was the Word, and the Word was with God, and the Word was God.)
فالنص في الترجمة اليونانية تعريبه هكذا :
" في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله" .
وهنا يستخدم النص اليوناني بدلاً من كلمة (الله) كلمة ( hotheos qeos )، وفي الترجمة الإنجليزية تترجم ( God ) للدلالة على أن الألوهية حقيقة.
ثم يمضي النص فيقول :
"وكان الكلمة الله"
وهنا يستخدم النص اليوناني كلمة ( tontheos ton qeon ) وكان ينبغي أن يستخدم في الترجمة الإنجليزية كلمة (god ) بحرف صغير للدلالة على أن الألوهية مجازية،
(New World Translation of the Holy Scriptures)
(John)(Jn-1-1)
(In [the] beginning the Word was, and the Word was with God, and the Word was a god.)
كما وقع في نص سفر الخروج :
Exo 7:1 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! انَا جَعَلْتُكَ الَها لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ اخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.
(الترجمة السبعينية)
(Exodus)(Ex-7-1)
( kai eipen kurioV proV mwushn legwn idou dedwka se qeon faraw kai aarwn o adelfoV sou estai sou profhthV)
فاستخدم النص اليوناني كلمة ( tontheos se qeon ) وترجمت في النص الإنجليزي ( god ) مع وضع أداة التنكير( a ).
لكن الترجمة الإنجليزية حرفت النص اليوناني لمقدمة يوحنا فاستخدمت لفظة ( God ) التي تفيد ألوهية حقيقة بدلاً من ( god ) التي تفيد ألوهية معنوية أو مجازية، فوقع اللبس في النص، وهذا ولا ريب نوع من التحريف.
ولو غض المحققون الطرف عن ذلك كله فإن في النص أموراً ملبسة تمنع استدلال النصارى به على ألوهية المسيح.
الأمر مجازي ووضح التحريف والتبديل هنا ووقعت الواقعة عليهم فنحن نطالبهم بشيء من التثبت حتى لا نموت جاهلين بالله ..
ولاحظ..
[caution]للتنكير استخدام حرف a لكنه وضع باللغة الإنجليزية دون حرف تنكير a [/caution]
دون أداة تنكير GOD
**مكتبة الدعوة الإسلامية**
وبهذه المناسبة أجد من المناسب أن أنقل لكم ما ذكره كتاب "المباحثة من الأسفار المقدسة"، إصدار جمعية برج المراقبة ( شهود يهوه ) ، تحت موضوع " الثالوث " :
"هل تنسجم الترجمة "إلهاً" مع قواعد اللغة اليونانية؟ تحتج بعض الكتب المرجعية بقوة بأن الآية اليونانية يجب أن تُترجَم، " كان الكلمة الله." ولكنها لا تتفق جميعاً. يذكر مترجم الكتاب المقدس وليم باركلي: "الآن عادة، باستثناء أسباب خصوصية، فإن الأسماء اليونانية دائماً لها أداة التعريف أمامها. ويمكننا أن نرى هنا حالاً أن ثيوس الإسم الذي يقابل الله ليس له أداة التعريف أمامه. وعندما لا تكون للإسم اليوناني الأداة أمامه يصير وصفاً لا إثباتاً للهوية، وتكون له خاصية صفة لا إسم.... فلو قال يوحنا أُو ثيوس اينه أُو لوغوس، مستعملاً أداة التعريف أمام الإسمين كليهما، لأثبت حينئذٍ بالتحديد أن لوغوس هو الله، ولكن لأنه لا يضع أداة التعريف أمام ثيوس فإنه يصير وصفاً، صفة أكثر منه إسماً. وحينئذٍ تصير الترجمة، إذا عبّرنا عن ذلك بطريقة غير متقنة، (والكلمة كان في المرتبة نفسها كالله، ينتمي إلى المنزلة نفسها لكونه كالله). . . . ويوحنا لا يثبت هنا أن الكلمة هو الله. وللتعبير عن ذلك ببساطة تامة، لا يقول أن يسوع كان الله." – شهود كثيرون، رب واحد (غراند رابيدز، ميشيغن؛ 1973 طبعة جديدة)، ص 23 و 24.
يقول جون مكنري، الجمعية اليسوعية، في مؤلفه قاموس الكتاب المقدس : "يوحنا 1 : 1 يجب أن تُترجَم بالتدقيق (الكلمة كان عند الله [= الآب]، وكان الكلمة إلهياً.)"- (المعقوفان هما له. صدر بإجازة ورخصة رقابية من الكنيسة الكاثوليكية.) (نيويورك، 1965)، ص 317. The Dictionary of the Bible by John McKenzie, Collier Books, p. 317
وفي ترجمته الألمانية يعبّر لودويغ ثيم عن ذلك بهذه الطريقة : "كان الكلمة إلهاً من الدرجة الثانية." والإشارة إلى الكلمة (الذي صار يسوع المسيح) بصفته "إلهاً" تنسجم مع استعمال هذا التعبير في باقي الأسفار المقدسة. مثلاً في مزمور 82 : 1 – 6 جرت الإشارة إلى القضاة البشر في إسرائيل بأنهم "آلهة" (بالعبرانية، ألوهيم؛ باليونانية ثيي، في يوحنا 10 : 34) لأنهم كانوا ممثلين ليهوه وكان عليهم أن يتكلموا بشريعته.
ولو افترضنا بصحته فكلة البدء ليست المقصوده ببدء العالم ففي
وتعني
- وقت بداية الخلق والتكوين كما جاء في بداية سفر التكوين :
Gen 1:1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ.
- وترد بمعنى وقت نزول الوحي ، كما في قول كاتب إنجيل متَّى :
Mat 19:8 قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا.
- وقد تطلق على فترة معهودة من الزمن كما في قول لوقا :
Luk 1:2 كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ
أي في أول رسالة المسيح.
ومثله
1Jn 2:7 أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ.
ومثله أيضاً
Joh 6:64 وَلَكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ». لأَنَّ يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ.
ومثله
Joh 8:44 أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.
ومثله
Joh 8:25 فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ.
وعليه فلا يجوز قول النصارى بأن المراد بالبدء هنا الأزل إلا بدليل مرجح
**مكتبة الدعوة الإسلامية**
.
أما بولس فبولس أصلا لا نعترف بنبوته نظرا لصعوبة تصديق دخوله في دين المسيح لكن هناك آية تنفي
ما كتبه النصراني بالأعلى
بولس الرسول يقول عن مناجاة داود تلك متحدثا عن يسوع الانسان "لكن شهد واحد في موضع قائلا ما هو الانسان حتى تذكره او ابن الانسان حتى تفتقده. وضعته قليلا عن الملائكة. بمجد وكرامة كللته واقمته على اعمال يديك. اخضعت كل شيء تحت قدميه ..... ولكن الذي وضع قليلا عن الملائكة يسوع نراه مكللا بالمجد والكرامة" رسالة بولس للعبرانيين الاصحاح 2 العدد 6- 8
إذا صمم النصارى على معتقدهم إذا بولس يناقض نفسه بشدة
والأدلة حول بشرية المسيح كثيرة منها :
متى الإصحاح الرابع ((الشيطان يغوي يسوع))
(مرقس 13/32)
(يوحنا 11/33-34). (يستحيل أن يسال الله على مكان شخص وهو إله )
(مرقس 9/11) (كيف يسأل يسوع عن وقت إصابة المرض أليس إلها إذن لماذا يسأل؟؟)
(يوحنا 5/19).
(متى 20/20-22). (لا يستطيع فعل شيء بنفسه أبوه وهو الله هو من سيقرر وينظر في الأمر بنفسه)
(أعمال3/13) (نص صريح لا مرية ولا تأويل فيه يفهمه المجنون ويقرأه الأعمى)
(أعمال 3/26)
(أعمال 4/30).
((يتبع بإذن الله))
تعليق