هذه المسألة - إن صحت - تنقض النصرانية قطعــًا .. وذلك من وجوه :

منها : أن علماء النصارى قبلوا هذا الكفن وقصته ، فلو كانت المسألة باطلة ، لكان هذا إجماعًا من علمائهم على باطل ، ولجاز اجتماعهم على باطل في مسائل أخرى من دينهم .. وبعبارة أخرى تسقط حجية إجماعهم تمامـًا.

ومنها : إثبات إمكان رواج التحريف والتزوير عليهم ، وشيوعه بينهم ، فلا مجال لهم بعد هذا بادعاء استحالة تحريف كتبهم ، بل يمكن هذا التحريف من باب أولى ، لأن شأن هذه الصورة والكفن قريب العهد ، فدخول التحريف والتزوير على قديم العهد من باب أولى.

ومنها : أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لم يحصل فيها مثل هذا ، فليس عندهم خرافة راجت على علمائهم أو أغلبهم .. وما يدخل على دينهم من التحريف يتصدى له طائفة في كل عصر وأوان ، فلا تزال طائفة من المسلمين يتصدون للباطل في كل زمان ، وهم ظاهرون على مخالفيهم في كل موطن بالحجة والبيان ، وفي مواطن كثيرة بالسيف والسنان .. فهذه أفضلية - في هذا الجانب على الأقل - لأمة محمد صلى الله عليه وسلم على المنتسبين للمسيح عليه السلام.

والمسيح ثابت النبوة عند النصارى ، وفي كتبهم (( من ثمارهم تعرفونهم )) ، وهذا معناه أن ثمار النبي الكاذب لا يمكن أن تتساوى مع ثمار النبي الصادق ، فضلاً عن أن تتفوق عليه ، بل لا يمكن لثمار النبي الكاذب أن تقارب ثمار النبي الصادق وإن كانت أقل منها .. فبين ثمار النبي الكاذب وثمار النبي الصادق من البعد كما بين المشرق والمغرب وأكثر.

فإذا كان المسيح نبيـًا صادقـًا ..
وكانت ثمار النبي الكاذب لا يمكن أن تقارب ثمار النبي الصادق ..
وكانت ثمار محمد أفضل من ثمار المسيح إذ لا يروج مثل هذا التزوير عليهم ..
لزم أن محمدًا نبيـًا صادقـًا ولا بد . وهو المطلوب.

وصلاة الله وسلامه على أنبيائه أجمعين.