بسم الله الرحمن الرحيم
ما الحكمة من هذا ولماذا أمر الله بذلك!!؟.
سؤال يتردد كثيرا" كما لو كنا سنحكم على أفعال الله تعالى وأوامره !!.
الرد على هذا السؤال هو :
ما يجب أن نعلمه من الدين هو :
أولا" : صدق الرسالة . ( الإيمان ).
هل هي رسالة إلهيه أم مفتراة على الله تعالى ؟؟
ثانيا" : تعاليم الرسالة .
أوامر ونهي وتشريع وعبادات. ( العلم والعمل الصالح ).
ولكن لأن البعض أحيانا" يتساءل ويناقش الحكمة من هذه التعاليم مثل :
لماذا الأنثى ترث نصف الذكر !!؟؟
لماذا نصوم في رمضان ولا نصوم في الأشهر الميلادية ؟؟
لماذا يجب علينا 5 صلوات , أعتقد أنه من الأفضل 4 فقط وإلغاء صلاة الظهر حتى لا تعيق العمل والأفضل صلاة الفجر لأنها متعبة .
لماذا قال الله نقطع يد السارق , أليست العقوبة كبيرة .
---------------------------
والرد على ذلك :
الإسلام يعني الاستسلام والخضوع والإذعان والانقياد لأوامر الله وشرعه.
إن كانت التعاليم صادرة من الله تعالى وواثقين من صدورها من الله تعالى وأمرنا الله تعالى بها فيجب إتباعها بدون أن نختار بينها وبين تعاليم أخرى على أساس أن التعاليم الأخرى ربما يتهيأ لنا أنها أفضل.
الله تعالى أمرنا بالصلاة 5 مرات, من يرفض الصلاة فهو يخرج عن عبادة الله والاستسلام لأوامره.
والله تعالى أمرنا بالصيام في رمضان, من يجحد الصيام فهو خارج عن الإسلام فهو غير مستسلم لأوامر الله تعالى.
أمر مثل الصلاة أو الصيام لا نستطيع أن نتناقش في الحكمة منها إلا بدليل عن الله تعالى أو عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
----------------------------
الله تعالى حكم علينا أن الأنثى تأخذ نصف ميراث الذكر.
هذا حكم ونافذ ... ويجب علينا الخضوع له, وإن كانت مناقشة حكمته وتبريره لن تغير رضوخنا واستسلامنا للحكم فالله تعالى أدرى بما يصلح لنا (( إن كان هناك من هو أدرى من الله وأعلم من الله تعالى فليخبرنا لنعبده هو بدلا" من الله )).
ولكننا نقول الحكمة ربما أن الأنثى لا تشارك في التجهيز للأسرة بل الذكر هو الذي يؤسس المنزل. ونقول أن المبلغ الذي ستحصل عليه الأنثى لن تستخدمه بل ستبقيه ولكن الذكر ملزم بالإنفاق على باقي الأسرة و.............. ونقول الله تعالى أعلم.
لأن عدم وصولنا وفهمنا للحكمة من التشريع (( الذي وصلنا عن الله تعالى )) لا يعني أنه تشريع خاطئ.
كذلك الله حكم أن السارق تقطع يده .
هذا حكم نهائي لا نقاش فيه.
نقول الحكمة من هذا ربما هي ردع أي شخص فلا يسرق لأنه لو علم أنه سيحدث به كذا لما سرق و....... والله تعالى أعلم.
ونكرر إن كان هناك من هو أعلم بما ينفعنا من الله تعالى فليخبرنا.
-------------------------
عدم فهمي للغرض من التشريع لا يعني أن التشريع لم يكن من الله, أو أن الله تعالى لا يختار المناسب لنا و بل عدم فهمي للتشريع يعني :
1- أن الإسلام صحيح كما قررنا من البداية ووصلنا إلى هذه النتيجة.
2- جاءت هذه الأوامر من الإسلام عن الله تعالى.
3- يجب إتباعها.
4- الحكمة من هذا الأمر ربما لا نفهمها بوضوح ولكن إن كان الله تعالى أدرى بما ينفعنا وأعلم بنا وأمرنا بهذا فسمعا" وطاعة.
------------------------
لذلك مناقشة كل أمر من الإسلام ما الحكمة منه ليس له جدوى إلا اختبار هل الله تعالى حسب تفكيري أنا يتصرف صح أم خطأ و يأمر بأشياء معقولة أم أشياء غريبة .
نحن لا نحكم على الله تعالى.
نحن طالما علمنا أن هذه التعاليم من الله وتأكدنا من ذلك , علمنا أن هذه التعاليم لحكمة لا نعلمها إن كانت غير واضحة لنا .
-------------
نحن لا نقول آمنوا أن الإسلام من عند لله بدون دليل .
أو آمنوا أن محمدا" عليه الصلاة والسلام نبي بدون دليل.
أو آمنوا أن القرآن من عند الله بدون دليل .
بل نقول إن آمنتم أن القرآن من عند لله وأن الرسول عليه الصلاة والسلام رسول الله حقا" وأن الإسلام هو الصحيح, فلا تختبروا كل جزئية من الإسلام وتقولون لماذا فعل لله هذا ولماذا لم يفعل الله كذا ولماذا أمرنا بكذا ولماذا لم يأمرنا بكذا.
قال الشيخ المنجد حفظه الله ما يتشابه على المسلم, ينظر إليه المسلم على أنه من رحمة الله وعلمه بخلقه، وينظر إليه الكافر المكابر على أنه ظلم، ويركب رأسه ويظل راكباً رأسه حتى يتحطم على صخرة الواقع، ويظلّ المسلم مطمئناً بالإيمان مستسلماً لأمر الله ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) الملك/14. ( مقال- بتصرف)
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ [التين : 8]
إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً [طه : 98]
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة : 285]
..........ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الممتحنة : 10]
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [النور : 51]
والحمد لله رب العالمين.
تعليق