بسم الله الرحمن الرحيم .. والحمدُللهِ ربِّ العالمينَ , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..
الإخوة الأحباب الكرام .. مسلمين ومسيحيين باحثي حق .. سأشْرع بحول الله تعالى في هذا الشريط , في تناوُلِ تاريخيّة مكة بالتفصيلِ مبْتدِئاً بالتعرُّضِ لما أثيرَ حوْل تاريخِيّتها من شكوكٍ وأغاليط انتَشَرت بيْن الإرساليات المسيحية , وتناقلها عنهم بعْض عوامِ النصارى .. وتشرّبوا هذه المغالطات دونَ تمْحيصٍ تاريخي .. أو تتبُّعٍ وتدقيقٍ لما يُملى على أسْماعِهم وغالباً لا يشُك النصراني الناقِل للأكاذيبِ , للحظة أن ما قد يُمْلى عليْهِ ماهو إلا الخداع والكذب فيشْرَعُ بسلامة نية على النقل لما يقرأ وما يسْمَع ..
ولعلّ أفضَلُ هذه المغالطات من حيْثُ العِلْمِيّةٍ في تناوُلِهِ .. هو تلِك الذي كتبتْهُ المسْتشرِقةُ " باتريشيا كرون" .. فبرغم أنه مزيجٌ من المغالطاتِ إلا أنه يحوي كثيرًا من العلمِيّة في الطرْحِ والتناوُل .. ومصبوغٌ بالصبغة الأكاديمية ..
ولعلّ أكْثَر هذه المغالطاتِ حماقةً , وهشاشةَ وسذاجةً .. هو ما لفّقَهُ وكذب بهِ أحدُ الهُواةِ المُسمّى : العماري ونسب إلى نفْسِهِ بعد كمِّ الأكاذيبِ التي سنُوضِّحها القوْل "مؤرِّخ ومُحايِد" .. ولا يُمكِن أن يكون هذا حال مؤرِّخٍ كما سيتضِح بعد قليل .. ولأن الطيورَ على أشكالِها تقعُ , فقد سقطَ الحمْقى على بعْضِهِم بعْضاً , فتلقّفَ العماريَّ , برنامجُ "سؤال جريء " والذي تبثه قناة الحياة التبشيرية .. وتحديداً على الحلقة السابعة عشر .. والذي قام فيها معد البرنامج المدعو "رشيد" بلقاء مع أحد الباحثين التاريخيين المحايدين - كما يزعم - ويُسمى "رأفت العماري" ...!!!! , فسأله المحاور رشيد عن تاريخية مكة ... فبدأ هذا الباحث " عماري" بصب الأكاذيب صباً ... وقد بدأ العماري هذا أكاذيبه في مقال نُشِر عام 2004 ميلادية باللغة الإنجليزية.. ولا يحوي إلا نفس ما قدمه في هذه الحلقة بحذافيرها .. ويبدو أنه من تفاهة هذا المقال وقتها فإنه لم يجِد من يلتفتُ إليه ويعتني به بالنقد والتمحيص.
والأحبة النصارى يتلقفون هذه الأكاذيب المفضوحة , ويتناقلونها ظانِّينَ أنها حقيقة لاتقبل الجدل .. وكيف تكون أكاذيب وهي منقولة على برنامج تلفزيوني ؟؟.. هذا تفكير الطيبين منهم .. لا يشُك الطيِّبُ منهم أن يكون هناكَ لقاء مع مؤرخ ويصب فيهِ الأكاذيب صباً ...
لِذا فقبْلَ الشروعِ في إثْباتِ تاريِخِيّةِ مكّةَ من كتابات المؤرِّخينَ وترْجيحاتِهِم .. فإنّني سأشرع في تفنيد المغالطات والأكاذيب التي ساقها المستشرقون وأذيالهم من المسْتغرِبين , وسيكون هذا الرد على ثلاثةِ محاور كالآتي :
1- التأصيل العلمي لكيْفِيّة تناول البحْث التاريخي.
2- الرد على المغالطات والمطاعِن :
2- الرد على المغالطات والمطاعِن :
أ ) تسْليط الضوْء على أكاذيب وأغاليطِ العماري وتِبيان جهله التاريخي.
ب) تسْليط الضوْءِ على أغاليطِ " باتريشيا كرون".. وتِبْيان مغالطاتها وحال كتابها.
ب) تسْليط الضوْءِ على أغاليطِ " باتريشيا كرون".. وتِبْيان مغالطاتها وحال كتابها.
3- الشروعُ في إثْباتِ تاريخية مكّة :
أ) بترجيحات الأساتِذة والاكاديميين من المؤرِّخين والمُسْتشرقين.
ب) من الكِتاب المُقدّس وشهادات اليهود التلموديين والسامريين.
يتْبع
ب) من الكِتاب المُقدّس وشهادات اليهود التلموديين والسامريين.
يتْبع
تعليق