سعاديا جاؤون (سعديا جاؤون) (الفقيه سعيد)
سعيد بن يوسف الفيومي
سعيد بن يوسف الفيومي
الرابِّي سعيد الفيومي : المفسر , المناظر والفيلسوف اليهودي , والذي يُعد أكثر علماء اليهود أهمية في زمانه نتيجة تأثيره الواضِح على الأدب اليهودي وتواصله النشط . يُشار إليه في الكتابات العبرية باسم " سعديا جاؤون" أي الفقيه سعيد وُلد في مصر (في قرية أبو صوير بالفيوم)، وبدأ حياته العلمية مبكراً, فبعد أن تلقى في قريته العديد من العلوم العربية الإسلامية , درس الكتاب المقدَّس والتلمود، ثم ترك أهله ودرس التوراة تحت يد علماء طيبيرية في فلسطين حيث أكمل دراسته هناك , وقد بدأ في وضع مؤلفاته في سن مبكرة (العشرين من عمره تقريبا)، وهو المعجم العبري "Agron " فذاعت شهرته .[1]...
وحينما ذهب إلى العراق، عُيِّن في حلقة صورا التلمودية , ثم عُيِّن رئيساً (جاءون) لهذه الحلقة , ثم نشبت معركة بينه وبين رأس الجالوت. وأنتج أعظم أعماله الفلسفية في هذه الفترة, "كتاب الأمانات والإعتقادات" في صورا عام 935 م.[2] , وقد تُرجم إلى العبرية فيما بعد بعنوان أمونوت وديعوت، وهو كتاب يهدف إلى الرد على القرّائين، وإلى جعل اليهودية عقيدة مقبولة لليهود المتعلمين من خلال تقديم تفسير عقلاني لها. ويبدو أنه كان يهدف أيضاً إلى تقديم عقائد اليهودية للعالم الإسلامي، فاتبع في مؤلفه هذا أسلوب المتكلمين الإسلاميين ومنهجهم، كما مزج التوراة بالحكمة اليونانية حسب قواعد علم الكلام، وقد كان سعيد بن يوسف يرى أنه لا يوجد أي صراع بين العقل والوحي. كان سعيد بن يوسف جزءاً من الخطاب الحضاري العربي الإسلامي ولذا فلم يكن يجد أي حرج في الإشارة للتوراة باعتبارها «الشريعة» وللعهد القديم باعتباره «قرآناً»، والاتجاه نحو القدس أثناء الصلاة بأنه «قبلة»، أما المرتل «حزان» فكان يشير له بأنه «الإمام».[3]
وحينما ذهب إلى العراق، عُيِّن في حلقة صورا التلمودية , ثم عُيِّن رئيساً (جاءون) لهذه الحلقة , ثم نشبت معركة بينه وبين رأس الجالوت. وأنتج أعظم أعماله الفلسفية في هذه الفترة, "كتاب الأمانات والإعتقادات" في صورا عام 935 م.[2] , وقد تُرجم إلى العبرية فيما بعد بعنوان أمونوت وديعوت، وهو كتاب يهدف إلى الرد على القرّائين، وإلى جعل اليهودية عقيدة مقبولة لليهود المتعلمين من خلال تقديم تفسير عقلاني لها. ويبدو أنه كان يهدف أيضاً إلى تقديم عقائد اليهودية للعالم الإسلامي، فاتبع في مؤلفه هذا أسلوب المتكلمين الإسلاميين ومنهجهم، كما مزج التوراة بالحكمة اليونانية حسب قواعد علم الكلام، وقد كان سعيد بن يوسف يرى أنه لا يوجد أي صراع بين العقل والوحي. كان سعيد بن يوسف جزءاً من الخطاب الحضاري العربي الإسلامي ولذا فلم يكن يجد أي حرج في الإشارة للتوراة باعتبارها «الشريعة» وللعهد القديم باعتباره «قرآناً»، والاتجاه نحو القدس أثناء الصلاة بأنه «قبلة»، أما المرتل «حزان» فكان يشير له بأنه «الإمام».[3]
تعود أهمية سعيد بن يوسف إلى أنه ظهر في وقت كانت اليهودية الحاخامية تعاني فيه أزمة حقيقية، نتيجة انتشار الإسلام وازدهار الحضارة الإسلامية بكل معارفها بوتيرة سريعة، الأمر الذي أدَّى بالكثير من اليهود إلى اعتناق الدين الجديد، أو الشك في دينهم، أو محاولة إصلاحه، كما يتبدَّى في اليهودية القرّائية التي رفضت التلمود ومفهوم الشريعة الشفوية. ومن مظاهر هذه الأزمة أيضاً إعلان الحاخام هارون بن مائير عام 921 أن التقويم اليهودي الذي تصدره حلقات العراق خاطئ، محاولاً بذلك تأكيده أهمية المركز الفلسطيني مقابل المركز العراقي. ومن هنا، فقد أصدر الحاخام هارون تقويماً فلسطينياً، الأمر الذي أدَّى إلى انقسام الجماعات اليهودية، فكان الاحتفال بالأعياد يتم في أيام مختلفة. وقد تمكَّن سعيد من الرد على قيادة المركز الفلسطيني استناداً إلى معرفته بعلم الفلك..[4]
وسعيد بن يوسف هو أول من ترجم العهد القديم إلى العربية، كما كتب تفسيراً لمعظم أجزائه، وهو ما جعله متاحاً للجماهير اليهودية التي كانت لا تعرف العبرية. وتُعدُّ ترجمته للتوراةِ هي أول وأهم التراجم العربية للتوراة على الإطلاق, وقد ترجمها سعاديا الفيومي (892- 942) , والذي ترجمها مباشرةً من العبرية وكتبها بالخط العبري, وأصبحت هي النسْخة القياسية لجميع اليهود في البلاد الإسْلامية. ولقد مارست هذه النسْخة تأثيرها على نصارى مِصْر , وتبنى هذه الترجمة أبو الحسَن السامري, ونقلها إلى التوراة السامرية في القرن الحادي عشر والثاني عشر الميلادي. للتوراة"[5]
ويُعَدُّ سعيد من أوائل الذين درسوا اللغة العبرية دراسة منهجية. كما أنه نظم بعض الأشعار للصلوات اليهودية وألَّف كتاب صلوات يهودية (سدور).. وقد أطلق المسعودي على المفكر اليهودي سعيد بن يوسف الفيومي اسم «السمعاتي»، أي الذي يؤمن بالعقيدة الشفهية، مقابل «القرّائي» أي الذي لا يؤمن إلا بالعقيدة المكتوبة. ويُعَدُّ سعيد أول من وضع فلسفة دينية يهودية متكاملة حول أسس العقيدة اليهودية، فقد كانت هذه العقيدة من قبل مجموعة من الممارسات والفتاوى التي تَصدُر حسب الحاجة. وقد لخص سعيد العقيدة اليهودية في تسعة مبادئ (الإله خلق العالم من العدم ـ الإيمان بوحدة الإله وعدالته ـ حرية الإرادة ـ الثواب والعقاب ـ خلود الروح ـ البعث ـ خلاص يسرائيل ـ الخلود في الآخرة ـ صفات الإله مطابقة لذاته ولا يمكن فصلها). وفي هذا، وفي غيره من الأفكار، يتضح تأثير الفكر الديني الإسلامي بشكل عام والمعتزلة بوجه خاص، وبخاصة في قبولهم خمسة مبادئ عُرفت باسم «الأصول»: التوحيد ـ العدل ـ الوعد والوعيد (أي الثواب والعقاب) ـ المنزلة بين المنزلين ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والإله ـ حسب تصوُّر سعيد الفيومي ـ هو وحده مصدر الحق، ولكن الحق الذي يرسل به يتفق مع ما قد يتوصل إليه العقل. وقد أكد سعيد بن يوسف أن الإيمان بعقيدة موسى لا يستند إلى الإيمان بالمعجزات التي أتى بها، وإنما يستند إلى الإيمان بالقيمة الأخلاقية الذاتية لهذه العقيدة. وقسَّم سعيد وصايا اليهود إلى وصايا أخلاقية وأخرى احتفالية امتزجت معاً، الأمر الذي يعطي ـ في تصوُّره ـ مزية تنفرد بها تجربة اليهود الدينية. ابتعد سعيد بن يوسف الفيومي عن التفسير الوعظي الملتصق بالنص، واشتهر باستخدام المعارف الدنيوية السائدة في عصره، وتطبيق طرق البحث الفلسفية واللغوية لتفسير العهد القديم.[6]
___________________________________________
[1]عبدالوهاب المسيري, موسوعة اليهود واليهودية.
[2] "Sa'adia ben Joseph." Encyclopædia Britannica Online Library Edition. Encyclopædia Britannica, 2010.
[3] عبدالوهاب المسيري, موسوعة اليهود واليهودية.
[4] عبدالوهاب المسيري, موسوعة اليهود واليهودية.
[5] "biblical literature."P.46, Encyclopædia Britannica Online Library Edition. Encyclopædia Britannica, 2010.
النص الإنجليزي من الموسوعة البريطانية :
The first and most important was that of Sa'adia ben Joseph (892–942), made directly from Hebrew and written in Hebrew script, which became the standard version for all Jews in Muslim countries. The version also exercised its influence upon Egyptian Christians and its rendering of the Pentateuch was adapted by Abu al-Hasan to the Samaritan Torah in the 11th–12th centuries.
[6] عبدالوهاب المسيري, موسوعة اليهود واليهودية.
تعليق