أساليب تغريب المرأة وآثارها

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ظل ظليل مسلم اكتشف المزيد حول ظل ظليل
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ظل ظليل
    مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

    • 26 أغس, 2008
    • 3506
    • باحث
    • مسلم

    أساليب تغريب المرأة وآثارها

    أساليب تغريب المرأة وآثارها
    محمود كرم سليمان

    الحمد لله ـ تعالى ـ والصلاة والسلام على رسوله. وبعد:
    فـإن فـســـاد الـمـــرأة فساد للأسرة كلها وللمجتمع بأسره لما له من أثر عميق على الناشئة والشباب، ولعل أبرز مــــا نراه اليوم هـو هذا التخطيط المرسوم بدقة والذي أخذ طريقه إلى المدارس والجامعات فأدى إلى تغريب المرأة وعلمنتها وابتعادها عن دينها.
    كما أصبح الإعلام الحديث بجميع ألوانـه سلاحاً يفتك بالمرأة ويغريها على الفساد خاصة أنه قد بلغ من الإبداع والتأثير قدراً كبيراً جــعـل من المستحيل مقاومة إغرائه، وقد اعتمد هذا الإعلام في معظم برامجه ومصنفاته الفنية والإعـــلانيـة اعتمـاداً محـورياً علـى مظهــر المـرأة ومفاتنها سواء أكان في التلفاز أو الإذاعة أو الصحف والمجلات أو الإنترنت مؤخراً.
    ولا شك أن الانحراف الخطير الذي تردت فيه المرأة قــد أصبح ظاهرة واضحة في المجتمع تشهد عليه تلك الآثار المستشرية في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، فضلاً عن خروجه عن مبادئ الدين الصحيح وتعاليمه الأخلاقية والإيمانية.
    ولا يخفى على الناظر البصير أن هذه الظاهرة في معظمهـا هي ثمرة لمخططات الاستعماريين والعلمانيين التي وضعت بهدف إفساد المجتمع وتفريــغـــه من المقومات المستمدة من دينه القويم وتراثه الخالد، وبذلك فَقَدَ قدرته على التماسك أمــام ضــربـــات الاستعمار الغربي وأصبح لقمة سائغة له.
    وقــــد توسلت هذه المخططات بعديد من الشعارات الزائفة البراقة التي تتخفى تحت مبدأ مساواة المرأة بالرجل وتحرير المرأة من قيود الدين والعرف.
    وإمعانــاً في إتمام هذه الخطة الخبيثة تم وضع عملاء من أمثال (مرقص فهمي) الذي أصدر كتاب "الـمـــرأة في الشرق" ونادى فيه المرأة إلى رفع الحجاب والاختلاط بمحافل الرجال، وهاجم فيه أحكــام الشريعة الإسلامية التي تحرِّم زواج المسلمة بغير المسلم ودعا إلى التمرد على هذه الأحكام.
    \ وفي عام 1911م تأسـس فـي مــصـــــــر "حزب بنت النيل" الذي طالب بتحرير المرأة من الحجاب وتقييد الطلاق وكان من قياداتــه القديمة درية شفيق، وأمينة السعيد وغيرهما.
    \ وفي عام 1913م دعيت هدى شعراوي لحضور مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي بروما، وكان من توصياته: العمل على تعديل قوانين الطلاق لوقفه، ومنع تعدد الزوجات، وتقرير حرية المرأة في السفور والاختلاط.
    وأصدر قاسم أمين كتابه: "الـمــرأة الجديدة" الــــذي نادى فيه بالاتجاه الأعمى إلى تقليد الغرب فكرياً واجتماعياً، وعلى دربه سار سعيد عقــل ولويس عوض ولطفي السيد ونجيب محفوظ، وعديد من أعضاء المحفل الماسوني، ومن الـشـعــراء صادق الزهاوي، ونزار قباني وغيرهم.
    ومما زاد الطين بلة قيام زعيم وطني بتمزيق النقاب من فوق وجه فتاة مسلمة في أكبر ميدان في مصر، كما أمر زوجته بحرق الحجاب أمام الجمهور.
    ومن فضل الله ـ تعالى ـ أن قيَّض للأمة الإسلامية في هذا الوقت علماء مجاهدين وقفوا بكل قواهم لصد هذه المخططات ولتفنيد هذه الدعوات المشبوهة مما كان له أثره في التخفيف من مساوئها.

    الآثار التي ترتبت على إفساد المرأة: أولاً: مؤشرات عامة تظهر عمق ما أصيبت به المرأة والمجتمع:
    1- البعد عن الدين: وذلك بعدم معرفتها لعقيدته السمحة وفروضه وسنته وشريعته العادلة وأخـلاقه الرشيدة، وكذلك عدم الالتزام بأداء العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وذكر وتــلاوة وحفظ للقرآن الكريم واستغفار وحمد لله ـ تعالى ـ ودعاء وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
    وقد تمرد بعضهن على تعاليم الدين وتنكرن لعقائده وعباداته وأحكامه مخالفات لقول الله ـ تعالى ـ:((ومَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ وذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ)) [البينة: 5].
    2- اتـبـــاع الشيطان وهوى النفس: وبذلك تمرغت في أوحال الفسوق والانحلال، وسارت خلف نوازع النفس الأمارة بالسوء، وانطبق عليها قول الله ـ تعالى ـ: (( ومَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ)) [القصص: 50]، وأنكرت قوله ـ تـعـالى ـ: ((فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وقُلْنَ قَوْلاً مَّعْروفاً (32) وقَرْنَ فِي بُيُوتِـكُـنَّ ولا تَـبَـرَّجْـــنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)) [الأحزاب: 32، 33] وقد ورد عديد من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الصنف من النساء نذكر منها:
    عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "إياكم وخضراءَ الدمن! قالوا: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء"(1).
    روى الـنـسـائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية"(2).
    وروى كذلك:"لـعـن رســـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلــم الـمتشبهين مـن الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال"(3).
    3- الـتـنـكـر لـلآداب الـديـنـيـة: مثل الحجاب وغض البصر وعدم الاختلاط بالرجال إلا بضوابطها الشرعية؛ فهي لا تـقـيـم وزنـــاً لتعاليم الدين التي تنهــى المــرأة عن الخــروج كاشفة لملابسها الفاضحة، أو متزينة بالجـواهـــر والحـلي البراقة، أو متعطرة، أو متحلية بالأصباغ في وجههــا خـــارج بيتها حتى لا تفـتن الرجال، وقد روى أبو هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار: أحدهما نـســـــــاء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها"(4).
    4 - تضييع الوقت فيما يضر: فالوقت هو الحياة؛ وهذا الصنف من النساء يقتلن وقتهن في السهر في الملاهي التي تغضب الله ـ تعالى ـ كمشاهـدة الأفـلام الخليعـة، وفي قــراءة الكتب والصحف والروايات التي لا تراعي الآداب والأخلاق القويمة فـيـمــــا تنشر، وفي مجالس الغيبة والنميمة والتآمر على الفضيلة وإفساد ذات البين، وغير ذلك من الآثام.
    5 - مصاحبة أقران السوء: فالصحبة الفاسدة لها أثر كبير في نشر الفـســـاد؛ فهي كعدوى الأمراض ينتشر خطرها بالاختلاط خاصة بين النساء والرجال كما سبق ذكره.
    6 - انشغال المرأة بالعمل والاشتراك في النشاط الاجتماعي والاقتصادي والـسـيـاســي على حساب بيتها وأبنائها؛ والإسلام أباح للمرأة أن تعمل إذا الجأتها الضرورات الاجتـمـاعية إلـى الـعـمــــل لا أن يكون هذا نظاماً عاماً، وعليها حينئذ أن تراعي الشروط التي وضعها الإسلام لإبعاد فتنة المرأة عن الرجل وفتنة الرجل عن المرأة.

    وقد أثبتت التجربة الغربية الآثار السلبية لعمل المرأة، ونذكر منها:
    فـي الـولايــات المـتحدة دخل المستشفى أكثر من 5600 طفل في عام واحد متأثرين بضرب أمهاتهم العاملات لهم، ومنهم نسبة كبيرة أصيبوا بعاهات.
    فـي مـؤتمـر لـلأطــبــاء عـقــد في ألمانيا قال الدكتور كلين رئيس أطباء مستشفى النساء: إن الإحصاءات تبين أن مـن كـل ثمـانية نساء عاملات تعاني واحدة منهن مرضاً في القلب وفي الجـهــــاز الدموي، ويرجع ذلك ـ في اعتقاده ـ إلى الإرهاق غير الطبيعي الذي تعاني منه المرأة العاملة ـ كما تبين أن الأمراض النسائية التي تتسبب في موت الجنين أو الولادة قبل الأوان قد تـعـــــود إلى الوقوف لمدة طويلة أو الجلوس المنحني أمام منضدة العمل أو حمل الأشياء الثقيلة، بالإضافة إلى تضخم البطن والرجلين وأمراض التشوه".
    \ توصلت نتائج دراسات أذاعتها وكالات أنباء غربية في 17/7/1991م إلى أنــه خــــــلال الـعـامـيــن الـسـابـقـين هجرت مئات من النساء العاملات في ولاية واشنطن أعمالهن وعدن للبيت.
    نـشـــرت مؤسسة الأم التي تأسست عام 8391م في الولايات المتحدة الأمريكية أن أكثر من 15 ألف امرأة انضممن إلى المؤسسة لرعايتهن بعد أن تركن العمل باختيارهن.
    في استفتاء نشرته مؤسسة أبحاث السوق عام 1990م، في فرنسا أجري على 2.5 مليون فتاة في مجلة ماري كير كانت هناك نسبة 90% مـنهــن ترغبن العودة إلى البيت لتتجنب التوتر الدائم في العمل ولعدم استطاعتهن رؤية أزواجـهـــن وأطفالهن إلا عند تناول طعام العشاء.
    \ وفي الولايات المتحدة 40% من النساء العاملات، وفي السويد 60% منهن، وفي ألمانيا 30%، وفي الاتحاد السوفييتي (سابقاً) 28% يعانين من التوتر والقلق وأن نسبة 76% من المهدئات تصرف للنساء العاملات.
    أما في الاتحاد السوفييتي فقد ذكر الرئيس السابق "جورباتشوف" في كتابه عن البروستريكا أن الـمـرأة بعد أن اشـتـغـلـت فـي مـجالات الإنتاج والخدمات والبناء وشاركت في النشاط الإبداعي لم يعد لديها وقت للقيام بواجباتها اليومية من أعمال المنزل وتربية الأطفال.
    وأضاف قوله: "لقد اكتشفنا أن كثيراً من مشاكلنا في سلوك الأطفال والشباب وفي معنوياتنا وثقافتنا وإنتاجنا تعود جميعاً إلى تدهـــور العلاقات الأسرية، وهذه نتيجة طبيعية لرغبتنا الملحة والمسوَّغة سياسياً بضرورة مساواة المرأة بالرجل".
    \ وفي دول الخليج ظهرت مشكلة من لون آخر فقد زاد عدد المربيات الأجنبيات بسبب عدم تفرغ الأم لرعاية أطفالها، ولو وضعنا فـي الاعـتـبـار أن نسبة كبيرة من هؤلاء المربيات غير مسلمات، وأن معظمهن يمارسن عباداتهن الخاصة أمــــام أطفال المسلمين، وأسوأ من ذلك أنهن يزاولن علاقات جنسية مع أصدقاء في منازل مخدومـيـهــــن بالإضافة إلى احتسائهن للخمر وتدخين السجائر بمصاحبة الأطفال، ومن ذلك ندرك حـجــم الخـطــر الذي يهدد الأسرة المسلمة بسبب تحرر المرأة من تعاليم دينها وإهمالها لواجباتها نحو أولادها وبيتها.

    ثانياً: مشكلات أصابت الأبناء من الجنسين:
    وهــــذه مشكلات تشاهد في الجيل الجديد منذ الطفولة حتى من الشباب وتشمل مشكلات تربوية ومشكلات تعليمية وثقافية.
    فالمرأة الـصـالـحــــة ذات الدين إذا كانت زوجة ولها أبناء تؤدي واجبها في تربية الأبناء ورعايتهم بما توفــره للأسرة من سعادة، فينشأ الأبناء في رعايتها نشأة سليمة بدنياً ونفسياً وثقافياً بحيث يلتزمـون بالعقيدة الصحيحة ويمارسون العبادة لله الخالق العظيم على أكمل وجه، ويتمسكون بالأخـلاق الحميدة والسلوك السوي والصراط المستقيم والبر والتقوى.
    أما النساء المنحرفات فـهـن محضن لكل فساد، وقدوة سيئة لأبنائهن في كل نواحي الحياة وفي كل أعمارهم منذ طفولتـهـم؛ فـهم لا يكتسبون منهن إلا القيم الفاسدة والعادات السيئة والصفات الذميمة، وهن يتركنهم بدون الرقابة الواجبة ولا التوجيه الرشيد؛ حيث تربيهم الخادمات الجاهلات أو المربيات الأجـنـبـيــات فيغرسن فيهم أسوأ الخصال وأرذل القيم؛ ولذلك آثار لا تمحى في أعماق نفوس الأبناء تلازمهم في مستقبل حياتهم مما يكون له نتائج لا شعورية في كل سلوكهم، وقد يؤدي إلى إخـفـاقـهـم في الدراسة والعمل بل في تكيفهم مع المجتمع.
    أما دور الأم فـي تـعـلـيم أولادها وبناتها خاصة قبل سن التعليم فهو في غاية الأهمية؛ فإن الطفل يخرج إلى الحياة مجرداً عن العلم بأي شيء؛ تـأمــل قــــول الله ـ تعالى ـ: (( واللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ والأَبـْصَــارَ والأَفْـئِـــدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) [النحل: 78]، والأم هي التي تـقـــوم بتعليم أطفالها استخدام هذه الأجـهــزة الربانية في الحركة والكلام والأكل والإمساك بالأشياء واللعب، كما يتعلمون من الأم والأب وغيرهم من المصاحبين لهم اللغة، ويعرفون بالسماع أسماءهم التي ينادون بها، ثم يلي ذلك تعلم القراءة والكتابة البسيطة والنطق الصحيح للألفاظ ويحفظون اسم الله ـ تعالى ـ ومبادئ الدين.
    وهـــذا الــدور الهام لا يمكن أن تؤديه الأم المنشغلة عـن أولادهـا التي تقضي وقتها خارج بيتها، كما لا تصلح له الأم الجاهلة بأمور دينها ودنياها وبواجباتها نحو أطفالها.
    وعندما يجـتاز الأطفال هذه المرحلة يكون دور الأم في تحصيل أبنائها العلمي مساعداً لدور المدرسة؛ فـهـي تـعـاونـهــم على أداء واجباتهم الدراسية في المنزل كما تهيئ لهم الأجواء المناسبة في البيت للشعور بالـراحـــة والأمان والحنان والحب مما يكسبهم الثقة في النفس والتفاؤل والثقة في المستقبل، كما تتولى الأم الإجابة على تساؤلات أبنائها في هذه المرحلة التي يكونون فيها دائمي السؤال عن كل ما يخطر على بالهم؛ ويتوقف على مدى صواب إجابات الأم امتلاء عقولهم وقلوبهم بحقائق الحياة وتعرفهم على الفرق بين الحق والباطل والخير والشر والخطأ والصواب.
    وأهمية دور الأم في هذه المرحلة في تـعـلـيـم أبـنـائـهــا دينهم ومراقبـة ممارستهم للعبادات والتزامهم بالسلوك والأخلاق التي يحض عليها الإسلام وتـعـريفـهـــم تعاليم الدين المتعلقة بالمجتمع وآدابه في كل شيء؛ وذلك استكمالاً لمقررات الدين في المدرســة ومراقبة تطبيقهم لهذه المعارف والآداب. وهناك أمور تحتاجها الفتاة من الأم تختص بـهـا دون الولد تعتمد على علم الأم بها واهتمامها بها بتبليغ بناتها بها في الوقت المناسب وتدريـبـهـن علـيـها، نذكر منها ما تحتاجه البنت من معلومات عند البلوغ وواجباتها الخاصة في تدبير الـمنزل وخدمة الأسرة لتعرف حقوق الزوج والأبناء والبيت عندما تتزوج.
    وهــــذه الواجبات السابق ذكرها لا يمكن أن تؤديها الأم الفاسدة، أضف إلى ذلك أن فساد عقيدة الأم يؤدي إلى دفع أولادها نحو الالتحاق بالمدارس الأجنبية ومن ثَمَّ بالثقافة الغربية مما يكون له أثر بالغ في نشأة شخصيتهم غريبة عن مجتمعهم ودينهم.

    ثالثاً: مشكلات أصابت الرجال من أزواج وأقارب كما أصابت المجتمع كله:
    1- تأثيرها على الزوج:
    حـيـث قــــد يدفـعــــه فسادها إلى ارتكاب المعاصي وإلى طريق الشيطان والبعد عن الصراط المستقيم، كما أن عدم الـتزامها بالحجاب وتبرجها أمام الرجال يثير سخط زوجها وغيرته عليها مما يكون له أثره في ارتكاب الزوج لردود أفعال لجنون الغيرة غير محمودة العواقب.
    والمرأة التي لا تحترم الحياة الزوجية تضـر بالأســـرة وتهـدد بتحطيمها بالطلاق أو بإهمال الرجــل لبيته أو بالاتجاه إلى زوجة أخرى، أو الهروب إلى المقاهي ودور اللهو؛ وكثيراً ما تكون سبباً في إدمانه للتدخين والمخدرات والمسكرات.
    ومشكلة الطلاق في الغرب تعبر عن هذه الظاهرة في بلاد تعيب على الإسلام إباحته للطلاق؛ فقد بلغت نسبة الطلاق إلى عدد الزيجات في السويد 60%، وفي الولايات المتحدة الأمريكية 40%، وفـي ألـمـانيا 30%، وفي الاتحاد السوفييتي 28%، وفي فنلندا 14%. ونذكـر هـــذه الدراسة التي نشرتها مجلة شتيرن من ألمانيا أن ثلثي الراغبات في الطلاق في فرنسا يمارسن عملاً خارج البيت وأن 22% من حالات الطلاق في ألمانيا نتيجة الخيانة الزوجية، و10% منها لأسباب جنسية، و10% منها بسبب الإدمان.
    أمـا في العالم العربي فقد وصلت مشكلة الطلاق إلى حجم غير مألوف مما يحتاج إلى دراسة مستقلة.
    ومــــن المشكلات الاجتماعية عزوف المرأة عن الإنجاب؛ حيث لا ترغب في تحمل متاعب الحمــــــل والـوضــع؛ وقــد يدفعها ذلك إلى الإجهاض، وقد تقصر المرأة العاصية في تلبية حاجات زوجها الجنسية مما يؤدي به إلى الزنا أو الشذوذ.
    وقد يؤثر ذلك على صحة الزوج بدنياً ونفسياً، ويجعله عرضة للأمراض الجنسية والنفسية وغيرها.
    قـد تدفــع المرأة إلى انحراف زوجها مالياً لكي يحقق الثراء والكسب الحرام تلبية لمطالبها من الملابـس الفاخرة والمجوهرات والسهرات الماجنة والحفلات الصاخبة.
    2 - تأثيرها على الرجال من الأقارب والآخرين:
    المرأة التي لا تلتزم بتعاليم دينها في الحجاب وعدم الاختلاط بالرجال لها خطر عظيم على مجتمع الرجال، لذلك فقد حرص الإسلام على أن يباعد بين الجنسين إلا بالزواج لما يتبع هذا الاختلاط والتبرج من ضياع للأعراض وخبث للطوايا وفـســـــاد للنفوس وتهدم للبيوت وشقاء للأسر.
    وقد لوحظ في المجتمعات المختلطة بين الجنسين طراوة في أخلاق الشباب ولين في الرجولة إلى حد الخنوثة والرخاوة.
    والـمـرأة الـتي تـخـالـط الـرجــال تتفنن في إبداء زينتها ولا يرضيها إلا أن تثير في نفوسهم الإعجاب بها؛ ولذلك أثره في الإســــراف فـي تكـاليف التبرج والزينة المؤدي إلى الخراب والفقر.
    ويـتـرتــب على ذلك انتشار الفحشاء والزنا والأمراض المصاحبة لها في الدنيا، وفي الآخرة عذاب عظـيم لمخالفة تعليم رب العالمين نذكرمنها قول الله ـ تعالى ـ: (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِـمْ ويَـحْـفَـظُــــــوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـــارِهِــــنَّ ويَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إخْوَانِـهِــنَّ أَوْ بَنِي إخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإرْبَــةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ولا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [النور: 30، 31].
    وقــــوله ـ تعالى ـ: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِـــكَ وبَنَاتِكَ ونِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ)) [الأحزاب: 95].
    وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قـال رســول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه ـ عز وجل ـ: "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تـركـهــا مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه"(5).
    وروي عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ عــن رســـول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياك والخلوة بالنساء! والذي نفسي بيده! ما خلا رجـل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما، ولأن يزحم رجل خنزيراً ملطَّخاً بالطين خير له من أن يزحــم مـنكـبـيـه مـنكـب امـرأة لا تحل له"(6).
    أخـــرج النسائي: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية"(7).
    وإثم مخـالـفــة تعاليم الله ـ تعالى ـ لا تقف على النساء فقط بل على المخالفين من الرجال؛ ولا يعذرون عـنــد الحـســـــاب لا في الدنيا ولا في الآخرة بأنهم كانوا فريسة لفساد النساء ولغواية الشيطان بعــد أن حذرهـم الله ـ تعالى ـ.
    3 - تأثيرها على المجتمع كله:
    هــــذه المشكلات التي تهز اليوم أركان الأسرة والمجتمع بشدة كمشكلة الاغتصاب وخطف الفتيات والأطفال غير الشرعيين وأولاد الشوارع كلها من آثار فساد المرأة. وقد ظهر حديثاً ظاهرة انتشار ما يسمى بالزواج العرفي الذي وضع الأسرة أمام مشكلات جديدة تضع غطاءاً يخفي الفساد الاجتماعي الناتج عن انحراف الفتيات ويؤثر على مستقبل الأجيال القادمة.
    كـمـا زادت نسبة جرائم الأحداث والتشرد والتسول والأطفال المعاقين وهي نتيجة لتحطم الأسرة الفاسدة وانحراف الزوجين وإهمال الأبناء.

    وأخيراً:
    هـنـاك مشكلات اقتصادية تؤثر على المجتمع ترتبت على انحراف المرأة العاملة فضلاً عن انخـفــاض إنتاجيتها؛ فإنها تؤثر على إنتاجية زوجها وأولادها العاملين وتعوق تفوقهم في العمل وتفرغهم للإنتاج؛ ولذلك أثره المدمر على الاقتصاد الوطني.
    وختامــاً فإن الحمد والفضل لله ـ تعالى ـ الذي أنزل للإنسانية كتابه الكريم الذي فيه شفاء لكل أمراضهـا وعلاج لكل مشكلاتها وهداية لها من الضلال. وقال ـ عز وجل ـ: ((يَا أَهْلَ الـكِـتَـابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ ويَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُـم مِّــنَ اللَّهِ نُــورٌ وكِـتَــــابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ ويُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإذْنِهِ ويَهْدِيهِمْ إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)) [المائدة: 15، 16]، كـما تكفل ـ عز وجل ـ بحفظه إلى يوم الدين؛ حيث قال: ((إنا نحن نزّلنا الذَكر وإنا له لحافظون)) [الحجر: 9].
    وذلك يبعث الأمل في الإصلاح بالرجوع إلى كتاب الله ـ تعالى ـ وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بهما والعودة إلى المجتمع الإسلامي الفاضل.
    ونسأل الله ـ تعالى ـ أن يرزقنا الإيمان ويوفقنا إلى طاعته ذكوراً وإناثاً وبذلك يتحقق صلاح الأمة بأسرها في الدنيا وتنال رضوان الله ـ تعالى ـ في الآخرة.

    ========
    الهوامش:
    (1) المسند لشهاب، 2/69، وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير، 2/971 (رواه الواقدي من رواية أبي سعيد الخدري وهو معدود من أفراده، وقد علم ضعفه).
    (2) رواه النسائي، ح/6305.
    (3) رواه ابن ماجة، ح/ 4981.
    (4) رواه مسلم، ح/ 1793.
    (5) المعجم الكبير للطبراني، 51/371، والمستدرك للحاكم، 4/943، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره العراقي وضعفه المنذري كما في كشف الخفاء للعجلوني، 2/734.
    (6) مسند أحمد، 1/62، والتومذي، 4/564 وصححه الحاكم في المستدرك، 1/411 وابن حبان في صحيحه، 01/634.
    (7) رواه الترمذي، ح/ 0172.

    المصدر : مجلة البيان - 149



  • ظل ظليل
    مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

    • 26 أغس, 2008
    • 3506
    • باحث
    • مسلم

    #2
    مظاهر تغريب المرأة المسلمة
    وهي كثيرة يصعب استقصاؤها، ولكن نذكر من أهمها:
    1- الاختلاط في الدراسة وفي العمل: ففي معظم البلدان الدراسة فيها دراسة مختلطة، والأعمال أعمال مختلطة، ولا يكاد يسلم من ذلك إلا من رحم الله، وهذا هو الذي يريده التغريبيون، فإنه كلما تلاقى الرجل والمرأة كلما ثارت الغرائز، وكلما انبعثت الشهوات الكامنة في خفايا النفوس، وكلما وقعت الفواحش، لاسيما مع التبرج، وكثرة المثيرات، وصعوبة الزواج، وضعف الدين، وحين يحصل ما يريده الغرب من تحلل المرأة، تفسد الأسرة وتتحلل، ومن ثم يقضى على المجتمع ويخرب من الداخل، فيكون لقمة سائغة .
    وإذا بدأ الاختلاط فلن ينتهي إلا بارتياد المرأة لأماكن الفسق والفجور مع تبرج وعدم حياء، وهذا حصل ولا يزال فأين هذا من قوله صلى الله عليه وسلم حين خرج مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ: [
    اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ] فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ[. رواه أبو داود، وحسنه الألباني في الصحيحة 854 .
    2- التبرج والسفور:
    والتبرج: أن تظهر المرأة زينتها لمن لا يحل لها أن تظهرها له. والسفور: أن تكشف عن أجزاء من جسمها مما يحرم عليها كشفه لغير محارمها . وهذا التبرج والسفور لا يكاد يخلو منهما بلد من البلدان الإسلامية إلا ما قل وندر، وهذا مظهر خطير جداً على الأمة المسلمة، فبالأمس القريب كانت النساء محتشمات يصدق عليهن لقب: ذوات الخدود. ولم يكن هذا تقليداً اجتماعياً، بل نبع من عبودية الله وطاعته، ولا يخفى أن الحجاب الشرعي هو شعار أصيل للإسلام، ولهذا تقول عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:'يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ {
    ...وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...[31]}[سورة النور]. شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا'رواه البخاري. ولهذا كان انتشار الحجاب أو انحساره مقياساً للصحوة الإسلامية في المجتمع ودينونة الناس لله، وكان انتشاره مغيظاً لأولئك المنافقين المبطلين .
    3- متابعة صرعات الغرب المسماة بالموضة والأزياء: فتجد أن النساء المسلمات قد أصبحن يقلدن النساء الغربيات وبكل تقبل وتفاخر، ولم يسلم لباس البنات الصغيرات، إذ تجد أن البنت قد تصل إلى سن الخامسة عشر وهي لا تزال تلبس لباساً قصيراً، وهذه مرحلة أولى من مراحل تغريب ملبسها، فإذا نزع الحياء من البنت سهل استجابتها لما يجدّ، واللباس مظهر مهم من مظاهر تميز المرأة المسلمة، ولهذا حرم التشبه بالكفار لما فيه من قبول لحالهم، وإزالة للحواجز، وتنمية للمودة، وليس مجهولا أن تشابه اللباس يقلل تمييز الخبيث من الطيب، والكفر من الإسلام، فيسهل انتشار الباطل وخفاء أهله .
    والموضة مرفوضة من عدة نواحي منها:
    أ- التشبه بالكافرات: والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: [مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ]رواه أبو داود وأحمد وهو صحيح. قال ابن تيمية رحمه الله:' والصراط المستقيم: هو أمور باطنة في القلب من اعتقادات وإرادات وغير ذلك، وأمور ظاهرة من أقوال وأفعال، قد تكون عبادات، وقد تكون عادات في الطعام واللباس والنكاح... وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ولابد ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أموراً ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعوراً وأحوالاً' اهـ فعلم من هذا خطورة هذا التشبه وتحريمه .
    ب - الضرر الاقتصادي للتعلق بالموضة: ومعلوم كم تكلف هذه الموضة من أموال تنقل إلى بلاد الغرب الكافرة .
    ج - كثرة التحاسد بين النساء: لأنهن يجذبهن الشكل الجميل، فيتفاخرن ويتحاسدن، ويكذبن، ومن ثم قد تكلف زوجة الرجل قليل المال زوجها ما لا يطيق حتى تساوي مجنونات الموضة.
    د- خلوة المرأة بالرجل الأجنبي الذي ليس لها بمحرم: وقد تساهل الناس فيها حتى عدها بعضهم أمراً طبيعياً، فالخلوة المحرمة مظهر من مظاهر التغريب التي وقعت فيها الأمة المسلمة حيث هي من أفعال الكافرين الذين ليس لهم دين يحرم عليهم ذلك، وأما احترام حدود الله فهو من مميزات الأمة المسلمة . والجرأة على الخلوة تجاوز لحد من حدود الله، وخطر عظيم، وقد حرمه الشارع بقوله صلى الله عليه وسلم: [لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ] رواه البخاري ومسلم .
    قاعدة مهمة: كل مبطل لابد أن يُلبس باطله بثوب الإصلاح وزخرف القول؛ حتى يروج بين الناس:
    لأن الباطل قبيح ومكروه، فحينما يظهر الباطل على حقيقته، ويعرى على صورته، لا تقبله النفوس، ولا ترضى به الفطر السليمة؛ ولذلك يلجأ العلمانيون التغريبيون إلى إلباس طرقهم وأهدافهم وأفكارهم لبوس الإصلاح والحرص على المصلحة وغير ذلك، فالتوظيف المختلط، والتعليم المختلط، كل ذلك بدعوى مصلحة الأمة، وبدعوى تشغيل نصف المجتمع، ولأن فيها مردوداً اقتصادياً، وهذه هي زخارف القول التي يوحيها شياطين الإنس والجن، ويقول الله تعالى:{
    وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ[112]وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ[113]}[سورة الأنعام]. فيخدع به ضعفاء الإيمان، وناقصوا العقول .
    ثم إن العلمانيين قد وجدوا عادات في مجتمعات المسلمين ليست من الإسلام، فاستغلوها ووظفوها لينفثوا من خلالها سمومهم، وينفذوا مخططاتهم، ثم أسقطوها على الإسلام، بمعنى أنهم قالوا: إنها من الإسلام فهاجموا الإسلام من خلالها، مثال ذلك: قد تجد بعض المجتمعات المسلمة تظلم المرأة في الميراث، قد تعطي المرأة ميراثها من المنقول من الأموال والمواشي لكنها لا تعطيها حقها من العقار كفعل الجاهلية، قد تجد زوجاً لا يعدل بين زوجاته مخالفاً بذلك أمر الله، فهذه الثغرات يتعلق بها العلمانيون مع أنها ليست من الإسلام في شيء، ولم ينزل الله بها سلطانًا، بل هي في نظر الإسلام: ظلم محرم.
    أساليب العلمانيين في تغريب المرأة المسلمة:
    أساليبهم كثيرة، والمقصود التذكير بأخطرها، ليحذرها المسلمون، وينكروها، ويعلموا على إفشالها، ولتكون منبهة على غيرها، فمن هذه الأساليب:
    1- وسائل الإعلام بمختلف أنواعها: من صحافة، وإذاعة، وتلفاز، وفيلم، ومجلات متخصصة في الأزياء والموضة، ومن مجلات نسائية، وملحقات نسائية، وغير ذلك، فالإعلام يصنع الآراء، ويكيف العقول، ويوجه الرأي العام، خاصة إذا كانت هذه العقول فارغة لم تحصن بما أنزل الله . أما الصحافة والمجلات، فتجد فيها أمورًا فظيعة منكرة منها فتاة الغلاف، فتاة جميلة عليها أنواع الزينة والأصباغ ثم تسأل في المقابلة معها أسئلة تافهة: هل حدث وأن أحببتي يوماً من الأيام؟ ما هواياتك المفضلة؟ وهل صادقتي شاباً؟ وغير هذا من الكلام الساقط الذي يراد منه إفساد المحصنات العفيفات اللاتي قررن في البيوت، ويملكهن الحياء الذي ربين عليه، فتزيل هذه المجلات الحواجز، والضوابط شيئاً فشيئاً . كما تجد في هذه المجلات الصور الماجنة الخليعة إما بحجة الجمال والرشاقة، أو بحجة تخفيف الوزن والرجيم، أو بحجة ملكات الجمال، أو بحجة أخري مما يمليه الشياطين . ثم تجد فيها من مواضيع الحب والغرام الشيء المهول، وهذا يهدف إلى تهوين أمر الفواحش، وقلب المفاهيم الراسخة، وإحلال مفاهيم جديدة مستغربة بعيدة عما تعرفه هذه الأمة المحمدية، فمن هذه العبارات:
    في مجلة سيدتي في عدد 510: قالت من عيوب الزوج العربي [ الغيرة ] !!! .
    في مجلة كل الناس عدد 58: قالت إحدى الكاتبات: ماذا لو قالت امرأة: [ هذا الرجل صديقي ] !!!.
    في مجلة الحسناء عدد 81: الفضيلة والكرامة تعترضان مسيرة النجاح . أ هـ . فعلى هذا مسيرة النجاح لابد فيها من الفحش والدعارة حسب مفهومهم المريض .
    مجلة سلوى عدد 1532 [ لقاء مع راقصة شابة ]، تقول هذه الراقصة: في حياتنا اهتمامات لا داعي لها، ويمكن أن يستغنى عنها، ثم تقول- هذه العبقرية التي جاءت بما عجز عنه الأوائل والأواخر-: كمعامل الأبحاث الذرية لأننا لم نستفد منها شيئاً، يعنى حتى يبقى الأعداء يهددون المسلمين بالأسلحة الذرية . اليهود والهندوس والنصارى والبوذيون - كما تقول - ! سوف نستفيد كثيراً لو أنشأنا مدرسة للرقص الشرقي تتخرج منها راقصة مثقفة لجلب السياح .أهـ . وهكذا تستمر المسيرة لنحارب أعداءنا بالرقص، كما حاربهم جمال عبد الناصر بأغاني أم كلثوم .
    في مجلة فرح عدد 43، تقول: الزواج المبكر إرهاق للمرأة، وصداع للرجل .
    ولا ننسى مجلة روز اليوسف وهي من أخبث المجلات، ومن أوائل مصادر التغريب النسائي في العالم العربي، في هذه المجلة تجد الخبث والخبائث، وبمجرد أن تأخذ أحد الأعداد سوف تجد العجب . وكذلك مجلات: [ اليقظة، والنهضة، صباح الخير، هي، الرجل، فرح ..... الخ تلك القائمة الطويلة، كما تجد أيضاً داخل هذه المجلات مقالات طبية ونفسية واجتماعية: كأنها تحل مشاكل الفتيات، فتراسلها الفتيات من أنحاء العالم العربي، ثم بعد ذلك يدلها ذلك المتخصص - لكنه ليس متخصصاً في حل المشاكل حقيقة إنما متخصص في التغريب - يدلها على الطرق التي تجعلها تسلك مسالك المستغربات السابقات، كما تجد مقابلات مع الفنانات والممثلات، ومع الغربيات، ومع الداعيات لتحلل المرأة واللاتي يسمين بالداعيات لتحرير المرأة، وتجد فيها الغثاء الذي لا ينتهي، ترهق به المسلمة، ويصدع به المسلم . ثم تجد في هذه المجلات بريد المجلة، أو ركن التعارف من أجل التقريب بين الجنسين، وتلك خطوة لإفساد المجتمعات الإسلامية، وهكذا دواليك .
    يقول العلامة محمد بن عثيمين في خطبة قيمة له عن هذه المجلات:' فاقتناء مثل هذه المجلات حرام، وشراؤها حرام، وبيعها حرام، ومكسبها حرام، واهداؤها حرام، وقبولها هدية حرام، وكل ما يعين على نشرها بين المسلمين حرام؛ لأنه من التعاون على الإثم والعدوان'أهـ .
    2- ومن وسائل العلمانيين الخطيرة التي يسعون من خلالها إلى تغريب المرأة المسلمة التغلغل في الجانب التعليمي ومحاولة إفساد التعليم: إما بفتح تخصصات لا تناسب المرأة وبالتالي إيجاد سيل هائل من الخريجات لا يكون لهن مجال للعمل، فيحتاج إلى فتح مجالات تتناسب مع هذه التخصصات الجديدة التي هي مملوءة بالرجال، أو بإقرار مناهج بعيدة كل البعد عمّا ينبغي أن يكون عليه تدريس المرأة المسلمة . وفي البلاد العربية من المناهج ما تقشعر له الأبدان، وقد نجد في التعليم المناداة بالمساواة بينها، وبين الرجل في كل شيء، ودفع المرأة إلى المناداة بقضايا تحرير المرأة- كما يسمونها-، وفيها:الاختلاط فمعظم البلاد العربية التعليم فيها مختلط إلا ما قل فالشاب بجانبه فتاة، هذا التعليم المختلط سبب كبير من أسباب تحلل المرأة، ومن ثم من أسباب تغريب المرأة . ولذا فإن أحسن الحلول أن تقوم البلاد الإسلامية بإنشاء جامعات متخصصة للنساء، وقد نادي بذلك بعض الباحثين الباكستانيين في دراسة جميلة جيدة بين فيها أن ذلك أفضل سواء في نسب النجاح، أو في التفوق في التخصص، أو في إتقان العمل سواء للشباب، أو للشابات في جميع أنواع الدراسة، وقد لا نوافقه في بعض التخصصات التي نرى أن المرأة لا تحتاجها .
    3- ومن أساليبهم: التأليف في موضوع المرأة، وإجراء الأبحاث والدراسات التي تُمْلاُ بالتوصيات والمقترحات والحلول في زعمهم لقضايا المرأة ومشاكلها: إحداهن في رسالتها للدكتوراه والتي عنوانها:'التنمية الاقتصادية وأثرها في وضع المرأة في السعودية' تقول- وهي تعد المبادئ الإسلامية التي هي ضد مصلحة المرأة كما تزعم-: إن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، وقوامة الرجل على المرأة، ثم تعد الحجاب من المشاكل التي هي ضد مصلحة المرأة، ثم تشن هجوماً على هيئات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ثم بعد ذلك تنتهي في دراستها أو في رسالتها للدكتوراه إلى التوصيات، ومن توصياتها:
    الإقلاع من عمليات الفصل بين الجنسين - يعنى التعليم المختلط الذي ذكرناه سابقاً - .
    إنشاء أقسام للنساء في كل مؤسسة حكومية، وإنشاء مصانع للصناعات الخفيفة، وهذه نادي بها آخرون، ونادوا بفتح مجالات دراسة مهنية للمرأة .
    ونشرت اليونسكو سبع دراسات مما قدم بعنوان:'الدراسات الاجتماعية عن المرأة في العالم العربي' والذي يقرأ هذا الكتاب يدرك خطورة الأمر، وضخامة كيد الأعداء للمرأة المسلمة .
    4- ومن أساليبهم: عقد المؤتمرات النسائية، أو المؤتمرات التي تعالج موضوع المرأة، أو إقامة لقاءات تعالج موضوعاً من المواضيع التي تهم المرأة سواء كان موضوعاً تعليمياً، أو تربوياً، أو غير ذلك: وفي هذه المؤتمرات واللقاءات تطرح دراسات وأفكاراً ومقترحات تغريبية.
    وقد عقد المؤتمر الإقليمي الرابع للمرأة في الخليج، والجزيرة العربية في 15/2/1976 م، في إحدى دول الخليج وكان التركيز على ما يسمى بقضية تحرير المرأة وأصدر قرارات منها:
    التأكيد على أهمية وضرورة النظر في الكتب والمناهج التربوية عند تناولها لقضية المرأة بما يضمن تغيير النظرة المتخلفة لدورها في الأسرة والعمل، ثم تتابع هذه الدراسة، فتقول: إن القوانين والأنظمة التي كانت تخضع لها الأسرة قبل ألف عام ما تزال تطبق على العلاقات الأسرية في عصرنا الحاضر دون النظر إلى مدى ملائمتها لنا.
    ما هي القوانين التي من ألف عام؟ إنها شريعة الإسلام .. فهؤلاء النسوة من نساء الخليج يردن تغيير الشريعة الإسلامية التي تطبق على المرأة من ألف عام .
    5- ومن وسائلهم في تغريب المرأة المسلمة: إبتعاثها للخارج: وهذا حصل كثيراً في كثير من بلدان المسلمين، وحينما تذهب امرأة مسلمة إما لم تدرس شيئاً عن الدين كما في بعض البلدان العربية والإسلامية، أو ليس معها محرم، ثم ترمى في ذلك المجتمع المتحلل، فإذا رجعت هذه الفتاة المبتعثة كانت رسول شر للعالم الغربي من أجل تغريب المسلمات، ونقلهن من التمسك بالشرع والخلق الإسلامي إلى التمسك بالمناهج والأفكار والآراء الغربية، كما فعل أسلافها في مصر والكويت.
    6-ومن أساليب العلمانيين: التعسف في استخدام المنصب: فقد تجد أحدهم في منصب ما، ثم بعد ذلك يبدأ يصدر قرارات يمنع فيها الحجاب كما حصل في مصر، وفي الكويت، أو يفرض فيها الاختلاط، أو يمنع عقد ندوات ونشاطات إسلامية، أو يفرض فيها اختلاطًا في مجالات معينة، وبالتالي يحصل احتكاك الفتاة بالشاب، ومن ثم يسهل هذا الأمر، وكلما كثر الإمساس قلّ الإحساس، ثم بعد ذلك تتجاوز الحواجز الشرعية، وتبتعد عن حياتها تذوب كما ذاب غيرها .
    7- ومن أساليبهم أيضاً: العمل والتوظيف غير المنضبط: إما باختلاط بتوظيف الرجال والنساء سواسية، أو بتوظيف المرأة في غير مجالها، ويكون هذا على طريقة التدرج: بطيء ولكنه أكيد المفعول . وعلى طريقة فرض الأمر الواقع.
    8- المشاركة والاختلاط في الأندية التي تكون في المستشفيات أندية ترفيه، أو أندية اجتماعية، أو غير ذلك: بل لقد وصل الفساد ببعضهن إلى المجاهرة بالتدخين أمام الآخرين من الزملاء، وليس ذلك في غرف القهوة والمطاعم فحسب، بل على المكاتب الرسمية .
    9- الدعوة إلى إتباع الموضة والأزياء، وإغراق بلاد المسلمين بالألبسة الفاضحة: ومن خططهم إغراق بلاد المسلمين بالألبسة الفاضحة والقصيرة، فأحدنا لا يستطيع أن يجد لابنته الصغيرة لباسًا ساترًا فضفاضًا إلا بشق الأنفس، فعلى التجار المسلمين أن يفرضوا ويشترطوا اللباس المقبول عند المسلمين الذي لا يحمل صوراً، ولا كتابات، وليس بلباس فاضح، ولا بضيق، ولا بكاشف، والشركات الصانعة إنما تريد المال، ولأجله تصنع لك أي شيء تريد، فإذا ترك لها الحبل على الغارب صنعت ما يضر بأخلاق المسلمين .
    10- ومن أساليبهم القديمة والتي وجدت في مصر وفي غيرها:إنشاء التنظيمات والجمعيات والاتحادات النسائية: فقد أنشأ الاتحاد النسائي في مصر قديماً جداً على يد هدى شعراوي وذلك بدعم غربي سافر، ثم تبعتها البلاد العربية الأخرى، هذه الاتحادات النسائية والتنظيمات والجمعيات ظاهرها نشر الوعي الثقافي والإصلاح، وتعليم المرأة المهن كالتطريز والخياطة، وغير ذلك، ولكن قد يكون باطنها سمًا زعافًا فتعلم المرأة الأفكار والقيم الغربية الخبيثة التي تنقلها من الفكر الإسلامي النير إلى الفكر المظلم من الغرب الكافر.
    11- ومن أخبث أساليبهم وهي التي يثيرونها دائماً على صفحات الجرائد والمجلات وغيرها: التظاهر بالدفاع عن حقوق المرأة، وإثارة قضايا تحرر المرأة خاصة في الأوقات الحساسة التي تواجهها الأمة، وإلقاء الشبهات: فمرة يلقون قضية تحرير المرأة ومساواتها بالرجل، ومرة يبحثون في موضوع التعليم المختلط وتوسيع مجال المشاركة في العمل المختلط وغير ذلك، قد يتم ذلك باسم الدين، وقد يتم ذلك باسم المصلحة، وقد يتم ذلك بعبارات غامضة، وطريقة المنافقين التخفي خلف العبارات الغامضة الموهمة في كثير من الأحيان .
    12- ومن أخبث طرقهم ووسائلهم: شن هجوم عنيف على الحجاب والمتحجبات وتمجيد الرذيلة في وسائل الإعلام بأنواعها وفي غيرها أيضاً، سواء كان في المنتديات والأندية الثقافية والأدبية، أو كان في الجلسات الخاصة وفي غيرها.
    13- ومن أساليبهم: أيضاً تمجيد الفاجرات من الممثلات، والراقصات، والمغنيات، وغيرهن: فتذكر بأنها النجمة الفلانية، وأنها الشهيرة فلانة، وأنها الرائدة في مجال كذا، وأنها التي ينبغي أن تحتذي، وأنها القدوة في مجال كذا، وأنها حطمت الرقم القياسي في الألعاب الفلانية، أو الطريقة الفلانية، وهذه الصحف، وهذه الكتابات العلمانية توهم المرأة المسلمة بأن هذا هو الطريق الذي ينبغي أن تسلكه، فتتمنى أن تكون مثلها، وتحاول أن تتشبه بها، ولهذا ضاق صدر أولئك بتلك الفنانات التائبات؛ لأنهن سيمثلن قدوة مضادة لما يريدون .
    14-ومن أساليبهم: الترويج للفن والمسرح والسينما.
    15- ومن أخبث أساليبهم المنتشرة: استدراج الفتيات المسلمات - خاصة النابغات - للكتابة، أو للتمثيل، أو الإذاعة- لاسيما إذا كن متطلعات للشهرة، أو للمجد: فتدعى هذه الفتاة للكتابة في الصحيفة وتمجد كتاباتها، فتندفع بعض الفتيات المغرورات للكتابة والاتصال بهؤلاء من أجل أن ينشروا لهن ما يكتبن.
    16- ومن أساليبهم أيضاً: تربية البنات الصغيرات على الرقص والموسيقى والغناء من خلال المدارس، والمراكز وغيرها، ثم إخراجهن في وسائل الإعلام: فتجد فتيات في عمر الزهور يخرجن للرقص والغناء، وهن يتمايلن وقد لبسن أجمل حلل الزينة، فكيف يا ترى سيكون حال هذه الفتاة إذا كبرت ! إلى أين ستتجه إن لم تتداركها عناية الله ورحمته ؟والتالي يكون ذلك سبباً من أسباب اجتذاب عدد آخر من الفتيات اللاتي يتمنين أن يفعلن مثل هذه التي ظهرت على أنها نجمة، ثم قد تكون في المستقبل مغنية، أو ممثلة شهيرة.
    17- ومن وسائلهم إشاعة روح جديدة لدى المرأة المسلمة تمسخ شخصيتها من خلال إنشاء مراكز يسمونها مراكز العلاج الطبيعي للسيدات: وقد قامت مجلة الدعوة بكتابة تقرير عن هذه المراكز في عدد 1328 الصادر في 3/8/1412 هـ، إذ زارت إحدى الكاتبات بعضًا من هذه المراكز، وكتبت تقول: في ظل التغيرات والمستجدات التي تظهر بين وقت وآخر ظهر تغير سلبي وهو افتتاح مراكز تسمى مراكز العلاج الطبيعي للسيدات، والحقيقة أن هذا المركز يخفي ورائه كثيرًا من السلبيات، ثم تمضي الأخت، فتقول: ولمعرفة واقع تلك المراكز وما يدور فيها وما تقدمه لمرتادها قمت بزيارة بعضها، والاتصال بالبعض الآخر منها كأي امرأة أخرى تسأل عنها قبل الالتحاق بها وذلك في محاولة للوصول للحقائق الكاملة، ومعرفة ما يدور فيها، وخلاصة التقرير:
    - انتشار اللباس غير الساتر في هذه المراكز، بل واشتراطه .
    - قيام بعض المراكز بتعيين أطباء من الرجال لابد من مرور المتدربات عليهم .
    - انتشار الموسيقى في هذه المراكز، ومن شروط بعض المراكز عدم اعتراض المتدربة على ذلك .
    - وضع حمامات جماعية للسونا تلبس فيها النساء ملابس داخلية فقط، ويكن مجتمعات داخله .
    - انتشار هذه المراكز حتى في الفنادق، والكوافيرات، والمشاغل، وتقديمها كخدمة مشتركة .
    وكل هذا نمط جديد لم نعرفه من قبل ولو قامت النساء بعملهن في بيوتهن لما احتجن لهذا.
    18- أختم هذه الأساليب بهذا الأسلوب الخطير، وهو إشاعة الحدائق والمطاعم المختلطة للعائلات، والتي انتشرت مؤخراً:
    فقد زار بعض الأخوة بعضًا من المطاعم، والحدائق العائلية، والتي فيها محاذير كثيرة، ومن هؤلاء فضيلة الشيخ محمد الفراج، ثم كتبوا تقريراً بينوا فيه ما تخفيه هذه المطاعم المختلطة، وذكروا أن هذه المطاعم يكون فيها اختلاط الشاب بالفتاة، وأنه قد تدخلها المرأة بدون محرم، وجواز المرور بالنسبة للرجل أن يكون معه امرأة سواء كانت خادمة، أو كانت طفلة، أو غير ذلك، وبذلك أصبحت مكاناً صالحاً للمواعيد الخبيثة، ولغير ذلك، ثم بعد ذلك كتب الشيخ عبد الله بن جبرين تأييداً لكلام هؤلاء الأخوة، يقول فيه:' الحمد لله وحده وبعد، رأيت أمثلة مما ذكر في هذا التقرير مما يسترعى الانتباه والمبادرة بالمنع والتحذير' ا.هـ . وقد تكون هذه الحدائق والمطاعم أوجدت بحسن نية، لكنها سبب مهم من أسباب تغريب المرأة؛ إذ أنها تشيع مظاهر التغريب: من اختلاط، أو خلوة بالرجل الأجنبي عن المرأة، ومن فتحها لباب الفواحش والدخول على النساء الشريفات، فيفتن في دينهن وعفتهن مع غلبة الداعي للفحش بسبب كثرة المثيرات والله المستعان .

    من رسالة:' أساليب العلمانيين في تغريب المرأة المسلمة' للشيخ /بشر بن فهد البشر

    تعليق

    • ظل ظليل
      مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

      • 26 أغس, 2008
      • 3506
      • باحث
      • مسلم

      #3
      تغريب المرأة ...المشكلة والحل

      ويبقى السؤال الآن وهو الذي يهمنا ما أبرز وسائل التغريب والإفساد للمرأة في بلاد الحرمين حتى نتنبه لها ونحذر منها ولا نقع في حبائلهم ولا مصايدهم عصمنا الله ونسائنا وبناتنا وأبنائنا من كل سؤ:

      الوسيلة الأولى : إضعاف التدين بإغراق الناس في الشهوات واستخدام المرأة وسيلة في ذلك عبر وسائل الإعلام وعبر الهجوم على الثوابت وخاصة ما يخص المرأة كالهجوم على الحجاب وترويج الفتاوى والأقوال الشاذة والساقطة والدعوة للاختلاط وما استار أكاديمي وسوبر استار ونواعم عنا ببعيد ،وغيرها من البرامج التي تشيع الرذيلة وتتطبع في أذهان الفتيات الفساد والانحلال وأنه رمز للتقدم والحضارة فسقط في هذه المصيدة فئام من الفتيات بل أمهات وزوجات فكثر الانحراف واسألوا المعلمات والهيئات ومراكز الشرطة

      الوسيلة الثانية : الكذب المتواصل حتى يصبح حقيقة يصدقها الناس مثل الترويج اليومي عبر وسائل الإعلام لأكذوبة أن المرأة مظلومة ولا تأخذ حقوقها وأن الرجل متسلط عليها ، وقد يكون هناك ظلم نعم ولكن لما يأتي التمثيل للظلم والتسلط يمثلون بما هو من ديننا وبما هو حفظ لكرامة المرأة وصيانتها فتدعوا تلكم الوسائل المرأة إلى التمرد والعصيان والخروج بغير اذن الزوج والولي وأن هذا الفعل هو الحل الناجح لأخذ حقوقها،ومن الكذب افتعال قصص غير واقعية ومكذوبة والبناء عليها وتسويقها وترويجها ومن ثم الدعوة إلى التحلل والتفلت انطلاقا من هذه القصص المكذوبة فاذا غاب الرقيب والحسيب فماذا يمكن ان تتصوروا أن تفعل هذه الوسائل .

      الوسيلة الثالثة : تشويه الحق وأهله وتصويره بصور منفرة والإعلاميون يعرفون أن هذه الوسيلة من أكثر الوسائل تأثير في النفوس فيربط بين التخلف والحجاب وبين التشدد والتزمت والدين ، وبين النفاق والكذب وبين الحجاب والعفة وهكذا مما ينطبع في أذهان المراهقات والأطفال بأن الحجاب هو نفاق وتزمت فتجد الصغيرة تكره الحجاب وتغطية الوجه بناء على ماترسب عندها في وعيها من الصورة الذهنية التي رسمها هذا الإعلام الفاجر والله المستعان .

      الوسيلة الرابعة : إبراز قدوات وشخصيات يقتدي بها النساء وخاصة الصغيرات والمراهقات ويركز على الشخصيات الأكثر انحرافا وتحررا بزعمهم فتسوق ويعلى من شأنها في الإعلام العميل ، وفي المجلات والجرائد وتدعم ، وإذا شئت أن تعلم صدق هذا الكلام من كذبه اسأل الصغيرات عن أبرز أسماء المغنيات والممثلاث وقصات شعورهن وإذا اتجهت للمراهقات اسألهن عن تفاصيل حياة فلانة وفلانة من المغنيات والممثلات وتجرباتهن الغرامية واللقطات المخلة بالآداب ، واسألوا الهيئات والمعلمات عن اللقطات الفاضحة التي تتداول بين أيدي الشباب والبنات في البلوتوثات للمغنيات والممثلات ، وفي المقابل تغيب النساء الجادات العاملات المثقفات في بلادنا ولا يبرزن بل يغيبن وهذه والله عين الخيانة التي يمارسها الإعلام في بلاد الحرمين .

      الوسيلة الخامسة : استصدار القرارات الجائرة التي تؤصل وتتطبع الاختلاط والفجور وإشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم الطاهر النقي ، فقد سبق وأن أقر الاختلاط في المستشفيات والمستوصفات وفي الاستقبال ، فماذا كانت النتيجة لقد أزكمت أنوفنا رائحة الفساد في المستشفيات والمستوصفات وخاصة الممرضات والله المستعان ، هذا وهو مكان لعلاج المرضى وأبعد ما يكون عن التفكير في الفساد فكيف بالأسواق وما صدر مؤخراً من قرار إلزام أصحاب المحلات لبيع الملابس الداخلية النسائية بتوظيف النساء في المحلات من غير أن يكن مستقلات في المحل بعيدات عن الرجال ، وهكذا لما توصد الأبواب أمام من يريدون التغريب في البلد يستخدمون سلطتهم ولكن هيهات لقد نسوا أن الله فوقهم وسوف يجعل كيدهم وتدبيرهم تدميراً عليهم بإذن الله .
      ـأقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

      تحدثنا عن الداء فماهو الدواء ، ماهو الحل لمواجهة هذه الهجمة الشرسة الظالمة الحاقدة لتغريب المرأة المسلمة في بلاد الحرمين فنقول وبالله التوفيق ومنه الإعانة والتسديد :

      أولاً: أن يؤدي كل منا مسؤوليته أمام الله ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، أيها الأب المبارك ،والأخ الناصح ،.والإبن البار :أت مسؤول في بيتك ووالله مهما عملوا لن يجبروك على تغيير برنامجك علينا أن نهتم بتربية أبنائنا وبناتنا وغرس المبادئ والقيم والتفنن في ذلك والتفرغ لهم وعدم الانشغال عنهم فهذا من اعظم الحقوق التي تجب علينا تجاههم ، لا يكفي ان نعتني بالمأكل والملبس والمشرب والمركب ونوعية المدرسة التي يسجلون فيها والمباهاة أمام الناس بأن أبنائنا وبناتنا أحسن من غيرهم في أمور الدنيا ماذا يفيد كل هذا إذا مسخت عقولهم وفسدت أخلاقهم وجلبت بنتك لك العار والشنار في أخر عمرك ، لنستيقظ غفلتنا ولنبذل جهدنا مع بناتنا ونسائنا ، فنجلب لهم الإعلام الآمن من قنوات محافظة تدل على الخير تامر به ، ومن مجلات نسائية فاضلة عفيفة ، وأشرطة مرئية ومسموعة نقية طاهرة ، مع الاهتمام بالخلطة والصحبة ، والتذكير بالله وغرس الإيمان بالله في نفوسهم ومحبة رسوله ودينه وكثرة الجلوس معهم قبل أن يتخطفهم شياطين الإنس والجن، ومن المسؤولين أيضا المعلمين والمعلمات ، أنكم أهم فئة في المجتمع فأنتم تصيغون عقول الجيل وتجلسون مع أبنائنا وبناتنا ما يزيد على ست ساعات يوميا فماذا أنتم فاعلون فاتقوا الله أيها المعلمات وأدوا ما أوجب الله عليكن من التربية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أوساطكن .

      ثانياً: واجب المسؤولين ومن بيده القرار أن يحمي البلاد من هذه الهجمة العاتية لماذا هؤلاء يسرحون ويمرحون بلاحسيب ولا رقيب أين المحاسبة أين المعاقبة لهؤلاء وهم يغتالون العفة ويصدرون القرارات تلو القرارات ويخالفون نظام الحكم الذي قام عليه البلد من تحكيم للشريعة فاللوم بالدرجة الأولى على كل مسؤول في هذا البلد وسوف يسألكم الله عن ذلك وسوف نقف أمام الحكم العدل الديان في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم فأعدوا للسؤال جوابا وللجواب صواباً.

      ثالثاً: يجب على العلماء وطلاب العلم والدعاة الصدع بالحق وأن يقوموا بالواجب الذي عليهم ولا يجاملوا ولا يكتموا الحق ويعلنوا به ولا يكون سرا في المجالس بل يقال للناس هذا حق وهذا باطل {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً }الأحزاب39،والناس سوف يصدرون عن رأيكم إذا أحسنتم مخاطبتهم وحل مشكلاتهم وهمومهم ، وعليكم أن تكونوا حاضرين عبر وسائل الإعلام كي يصل صوتكم إلى أكبر شريحة في المجتمع فأنتم أصحاب الحق وأنتم تخاطبون الفطرة وما يوافقهم وأعداؤكم دخلاء غرباء في أفكارهم عن هذا البلد ولا يخيفنكم العدو ولو وصموكم بالإرهاب والتطرف وصدق الله إذ يقول : {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }[لإسراء81].

      رابعاً: إعلاء شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وجعله أمراً مألوفاً في مجتمعنا ودعم كل من يناصح ويأمر وعدم الوقوف بجانب أهل الباطل ضدهم فهم صمام الأمان وحماة الأعراض ، وأن نذب عنهم في المجالس وفي وسائل الإعلام بكل ما أوتينامن قوة .

      خامساً: الاهتمام بمحاضن الفضيلة والعفة وتكثيرها والعناية بها وتطويرها ودلالة الناس عليها وترويجها إعلامياً ودعمها مالياً ومعنوياً والمشاركة فيها بكل ما نستطيع وعلى رأسها مدارس تحفيظ القرآن النسائية والمراكز الاجتماعية والمنابر الإعلامية النسائية كالمجلات والمواقع النسائية المحافظة لأنه هذه المحاضن هي التي تبني وتقف أمام هجمة التغريب هذه فهي أولى بالعناية .

      سادساً: المطالبة بعزل أي مسؤول يكون بوابة وداعماً لتغريب نسائنا ،فهذا حق مشروع لنا فنحن متضررون من هؤلاء أشد الضرر فديننا وأعراض نسائنا أغلى ما لدينا ، ولا بد من رفع الخطابات للمسؤولين والاستنكار لكل ما يعمل لتغريب نسائنا وبناتنا ولا تقل أن بيتي محافظ فالخطر سوف يدهمك والمجتمع لحمة واحدة وما يحدث لجارك سوف يأتيك وما تشاهده في الإعلام سوف يدخل بيتك والله المستعان ولا بد أن نكون إيجابيين وننزع جلباب الخوف فأبواب المسوؤلين مفتوحة وصدورهم تتسع لشكواكم ومعاناتكم والله المستعان .


      المصدر

      تعليق

      • ظل ظليل
        مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

        • 26 أغس, 2008
        • 3506
        • باحث
        • مسلم

        #4
        أثر القنوات الفضائية في تغريب المرأة (1- 2 )

        فهد بن عبد العزيز الشويرخ

        لا يخفى أثر وسائل الإعلام على الأفراد والمجتمعات سلباً كان ذلك الأثر أم إيجاباً؛ لأن الإعلام نوعان: إعلام يقوم ببيان الحق وتزيينه للناس بكل الطرق والأساليب والوسائل العلمية المشروعة، مع كشف وجوه الباطل وتقبيحه بالطرق المشروعة؛ فهذا إعلام إيجابي.
        وإعلام يقوم على تزويد الناس بأكبر قدر من الأكاذيب والضلالات، وأساليب تهيج الغرائز، ويعتمد على الخداع والتزييف والإيهام، فهذا إعلام سلبي.
        وهذا النوع الأخير من الإعلام هو ما يجري مع الأسف في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية في العالم الإسلامي باستثناء بعض القنوات والمجلات الإسلامية(1) ولقد كان لهذا النوع من الإعلام دور كبير في تغريب المرأة، وازداد خطره بظهور القنوات الفضائية في عام 1409ه حيث بدأ البث التلفزيوني المباشر(2) عبر الأقمار الصناعية، وكانت البداية للقنوات الفضائية الأجنبية، ثم تبعتها القنوات الفضائية العربية التي كان الغرب يتخوف من ظهورها فقد كتبت كبريات الصحف الغربية: "لا تطلقوا القمر الصناعي العربي...إنه مشروع خطير يدعم ثقافتهم العربية والإسلامية... وانطلقت سلسلة من أقمار ال عرب سات ثم نايل سات وظهرت عشرات القنوات العربية... ولكن لم يتحقق شيء مما كان الغربيون متخوفين منه والسبب: أن القنوات الفضائية العربية صارت مرآة عاكسة للوجه الغربي القبيح.. تُغرِّب ولا تقرب، تهدم ولا تبني"(3).

        لقد أصبحت جُلُّ القنوات الفضائية العربية من أشد الوسائل فتكاً وتدميراً لثوابت الأمة العقدية، والأخلاقية، والاجتماعية، والفكرية، والسلوكية، من خلال ما تعرضه من عقائد باطلة، وأخلاق سيئة، وأفكار هدامة، وسلوكيات مدمرة، وهذا التدمير المتعمد تقوم به القنوات الفضائية العربية؛ اعتماداً على مقولة زائفة بأن ما تقوم به هو: "انفتاح حضاري، وثقافي، وإعلامي، ومواكبة للتطورات العالمية في مجال البرامج الإعلامية الإخباري منها، والثقافي، والترفيهي، والاجتماعي... بينما الحقيقة هي أن ما تقدمه يعد غزواً... لا يقل عن الغزو الأجنبي خطورة نظراً لإفساده للدين والفكر والأخلاق والسلوك"، (4) فالقنوات الفضائية تسير في نفس الطريق الذي تسير فيه القنوات الفضائية الغربية الهابطة إن لم يكن بعضها أشد سوءاً، وأكثر انحطاطاً، فهي تبث أكثر من 200 ألف ساعة سنوياً أغلبها فن، ورياضة، وأفلام، وأغان، فماذا كان تأثير ذلك على المرآة؟
        الأثر مؤلم وخطير، لقد غربت تلك القنوات كثيراً من نسائنا، فصار من المناظر المألوفة: مشاهدة الفتاة وقد أصبحت غربية من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، والمنهج الغربي يطغى على جميع تصرفاتها، وأسلوب حياتها، وتعاملها مع الآخرين.

        لقد مارست هذه القنوات العربية اللسان، الغربية الهوى - ولا زالت تمارس - هوايتها في تمرير المشروع التغريبي على الأمة، فهي تزين للمرأة المسلمة النمط الغربي فكراً وسلوكاً؛ فالسفور حرية شخصية، والتبرج والعري جمال وأناقة، واللقاءات المحرمة علاقات شريفة، والخلوات الشيطانية حب بريء، وطريق للزواج الناجح، ورفض قوامة الزوج، وولاية الولي مطالبة بالحقوق المسلوبة، والخلاعة تطور وتحضر، وقرار المرأة في البيت تخلف ورجعية.
        ولبيان الدور الخطير والمدمر الذي تقوم به القنوات الفضائية العربية لتغريب المرأة المسلمة جمعت ما تيسر لي من مظاهر تغريبها، وما خفي على أكثر مما عرضته.

        ما هو التغريب؟
        التغريب هو: "مجموعة الأفكار والمفاهيم والممارسات المتلقاة من الكفار والتي يقصد بها صرف الأمة عن دينها. واشتقاقها من الغرب لغالبية دورهم في هذا المجال، وإلا فالكفر ملة واحدة"، (5) فالمقصود من التغريب: تحويل سلوك المسلمين، وعاداتهم، وتقاليدهم، وقيمهم، وأعرافهم، وثقافتهم لتكون تابعة للغرب.

        لماذا التركيز على تغريب المرأة المسلمة؟
        لأن المرأة هي محضن الرجال، ومربية الأجيال، وهي حصن المجتمع الحصين الذي إذا تهاوى تهاوت معه الأسرة، ثم تهاوى معه المجتمع، فإذا استجابت المرأة المسلمة لدعوتهم فسيؤدي ذلك إلى إفسادها، وإفساد المجتمع بأقصر الطرق وأسرعها، وهذا ما يريده الأعداء ولا يفقهه المستغربون.
        في استبانة وزعت على عدد من النساء سئلن فيها عن نسبة انتشار مظاهر التغريب بين نسائنا فكانت إجاباتهن كالتالي: 36% كثير جداً، 44% كثير، وفي سؤال آخر: في رأيك تبدو مظاهر التغريب أكثر وضوحاً بين نسائنا في المظهر أو الفكر أو في المظهر والفكر معاً؟ كانت إجاباتهن كالتالي: 65% في المظهر والفكر معاً، 35% في المظهر.

        هل غرّبت القنوات الفضائية المرأة المسلمة؟
        تقول د. نورة آل الشيخ عميدة كلية إعداد المعلمات: "ألمس تغيراً في فكر بعض الفتيات عن السابق، ولعل الانفتاح الذي نعيشه من خلال الفضائيات هو السبب"(6) وتقول د. هدى طافش الاستاذة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية: "إن للفضائيات تأثيراً لا يستهان به على محاولة تغريب المرأة المسلمة، وجعلها تابعة مبهورة بكل ما ينتجه الغرب، سواء من ناحية الفكر، أو الثقافة، أو الملبس، أو المشرب، أو حتى التصرفات"(7).

        مظاهر تغريب القنوات للمرأة:
        تم رصد بعض المظاهر لتغريب القنوات الفضائية، واستلابها لعقول كثير من النساء سواء عن طريق برامج متخصصة موجهة أو عن طريق الأفلام والمسلسلات، ومن تلك المظاهر:
        أولاً: استرجال المرأة:
        وجد في عصرنا صنف من النساء خالفن فطرة الله التي فطر الناس عليها، وتخلقن بصفات لا تليق بالأنثى التي خلقها الله - تعالى -لتتميز بها عن طبيعة الرجال، يحسبن بزعمهن أنهن أصبحن كالرجال، فواجهن من العنت والضيق الشيء الكثير، وحصلت لهن المشكلات الجسدية والنفسية، ومضايقة الرجال، والتعدي عليهن، وأصبحن منبوذات حتى من بنات جنسهن... ولقد جاء الوعيد الشديد لمن خالفت فطرتها، وتخلت عن أنوثتها، وتشبهت بالرجال"(8) قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء"(9). وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لعن الله المخنثين من الرجال و المترجلات من النساء"(10). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لعن الله الرجلة من النساء"(11)، ومن تلك الأحاديث يتبين حكم المترجلة التي تتشبه بالرجال بأنه حرام وكبيرة من كبائر الذنوب.
        وترجل المرأة ظاهرة غريبة على مجتمعنا المحافظ فما الذي غير بعض النساء حتى أصبحت لا تكاد تفرق بينها وبين الرجل؟ إنها القنوات الفضائية التي تنقل لنا مظاهر حياة المرأة الكافرة المسترجلة المساوية للرجل في كل شيء، فتقوم بعض النساء بتقليدها ومحاكاتها، وقد سُئلت مجموعة من الطالبات الجامعيات عن أسباب هذه الظاهرة فأجاب 24% منهن أن السبب يرجع إلى القنوات الفضائية(12).
        ومن مظاهر تشبه المسترجلة بالرجال ما يلي:
        1- التشبه في اللباس:
        بعد وجود القنوات الفضائية لبست بعض النساء ملابس تشبه ملابس الرجال تماماً والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل"(13)، ومن تلك الملابس: (البنطلون)، وفي إجابة للجنة الدائمة للإفتاء عن حكم لبس المرأة للبنطلون: "الغالب في البنطلون أنه ضيق يحدد أجزاء البدن التي يحيط بها ويسترها، كما أنه قد يكون في لبس المرأة للبنطلون تشبه من النساء بالرجال، وقد لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - المتشبهات من النساء بالرجال "
        2- رفع الصوت بالكلام، ومجادلة الرجال.
        3- تقليد الرجال في المشية والحركات.
        4- التشبه بالرجال في الهيئة والشكل: كقص الشعر مثل شعر الرجل.

        ثانياً: كثرة ارتكاب المرأة للجرائم:
        عندما توجد المرأة المسترجلة توجد المرأة التي تفعل ما يفعله الرجل تماماً، ومن ذلك: ارتكاب الجرائم، وهذا لا يعني أن المرأة كانت لا ترتكب الجرائم قبل وجود القنوات الفضائية، ولكن هذه القنوات زادت من نسبة ارتكابها للجريمة، يقول الدكتور سعود الضحيان أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود: "إن جرائم النساء في المملكة في تزايد، وقد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الخمس سنوات الماضية؛ وذلك نتيجة التطورات الاجتماعية، واختلاف أساليب التنشئة وانتشار الفضائيات"(14).
        نعم لقد ساعدت الفضائيات على جراءة بعض النساء في ارتكاب الجريمة تقليداً للمرأة الغربية التي تشاهدها في فيلم أو مسلسل أو غيره، ومن أخطر تلك الجرائم التي تؤثر على المرأة وعائلتها ما يتعلق بشرفها وسمعتها. وقد لا يتصور البعض أن بعض النساء في بلادنا وقعن في جرائم تعاطي المخدرات، وشرب المسكرات، بسبب ما يشاهدنه في القنوات الفضائية من أفلام تزين لهن ذلك، وفي تحقيق أجرته صحيفة الرياض مع عدد من النساء المسجونات من المدمنات على شرب الخمور وتعاطي المخدرات كان من إجاباتهن الآتي:
        "أعتقد أن الشرب شيء جميل والدليل أن كل الأفلام... فيها شرب".
        "أشاهد الأفلام الأجنبية... وعندما أرى الأفلام وهم فيها يشربون أحس بأنهم الأشخاص الذين يعيشون حياة حقيقية".
        "رأيت فتيات كثيرات يشربن في الأفلام الأجنبية فحاولت أن أجربه".
        يقول الدكتور خليل القويفلي المشرف العام على مجمع الأمل الطبي بالرياض: "إن ظاهرة المخدرات في ازدياد على مستوى الشباب والشابات ما يؤرقنا هو تزايد أعداد المدمنات والمدمنين، فحالات الإدمان تكثر في المراهقات من سن 25 إلى 35 عاماً، وهناك حالات عديدة لطالبات ثانوية مدمنات... وترجع أسباب الإدمان إلى عدة عوامل أكثرها أهمية: الفضائيات التي تعرض أفلاماً وبرامج يكون تناول المخدرات وشرب المسكرات شيئاً ملازماً لها"(15).
        وارتكاب المرأة للجريمة له أضرار اجتماعية منها: تدنيس سمعتها العائلية، وتدمير حياتها الزوجية إن كانت متزوجة، وربما طلاقها من زوجها، وما يترتب على ذلك من أضرار وخاصة أن كان هناك أطفال من هذا الزواج.

        ثالثاً: تدخين المرأة:
        التدخين يسبب العديد من الأمراض الخطيرة من أهمها: مرض السرطان، فالدراسات أثبتت علاقة التدخين بعدد من أنواع السرطانات، منها: سرطان الرئة، والمخ، والدم، والغدد اللمفاوية، وهذه الأمراض تسبب الوفيات في الغالب؛ ولذا يعد التدخين من أهم أسباب الوفيات المتزايدة عالمياً، وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن التدخين يؤدي إلى وفاة خمسة ملايين من الناس سنوياً ويقدر أطباء المنظمة أن يزداد عدد ضحايا التدخين إلى عشرة ملايين شخص سنوياً بعد عشرين عاماً؛ ولهذا أفتى أهل العلم بحرمة التدخين، لأن فيه ضرراً على النفس وإهلاكاً لها، وقد قال الله - تعالى -: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (195) {البقرة: 195}.
        وإذا كان للتدخين أضرار عديدة فإن هذه الأضرار تزيد إذا كانت المرأة هي التي تدخن. تقول د- هناء الزامل: "التدخين أثناء الحمل والرضاعة يسبب كثيراً من المشاكل الصحية للجنين... وعلى الرغم من تعرض المرأة المدخنة إلى الإجهاض، وانفصال المشيمة، ونقص وزن الوليد؛ فإنها أيضاً تعرض طفلها إلى الإعاقة التي يسببها نقص الأكسجين الذي يحدث أثناء التدخين"(16)، وظاهرة تدخين النساء ظاهرة غريبة جداً على مجتمعنا المحافظ، وقد اختلفت الإحصائيات في أعداد النساء المدخنات في بلادنا ما بين مقل ومكثر في ذلك، ففي محاضرة للدكتور- محمد حسين آل محيا استشاري طب الأسرة بعنوان: التدخين وأضراره أقيمت ضمن الأسبوع الصحي الذي نظمته جامعة الملك خالد ذكر: أن في المملكة أكثر من (600) ألف مدخنة أغلبهن من المراهقات، (17) ويقول رئيس مجلس إدارة جمعية مكافحة التدخين الأستاذ- سليمان بن عبد الرحمن الصبي: "تبلغ نسبة المدخنات للسجائر والمعسل (10%) من نساء المجتمع السعودي... وللأسف هذه إحصائية مخيفة في بلد محافظ على تقاليده كالسعودية، والمجتمع إذا استمر على انفتاحه غير المتوازن... فإن هذه الإحصائيات مهيأة للزيادة"، ورأس هذا الانفتاح القنوات الفضائية. كما أفادت دراسة نشرت في مجلة طبية أمريكية أجريت على مراهقين كان من نتائجها: أن نسبة ممارسة المراهقين لعادة التدخين بسبب مشاهدتهم للممثلين في الأفلام والمسلسلات وهم يمارسون تلك العادة ترتفع بنسبة ثلاثة أضعافها عنها بين أولئك الذين لا يقضون أوقاتاً طويلة في مشاهدة الأفلام(18)، وتشير الدكتورة نورة بنت عبد الله الرويس أستاذ مساعد قسم طب الأسرة والمجتمع بكلية الطب بجامعة الملك سعود إلى أن من مثالب القنوات الفضائية "ترسيخ المفاهيم الخاطئة وإظهارها بشكل إيجابي مثل: عادة التدخين"(19).

        رابعاً: المرأة المتحررة:
        يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن"(20)، ولهذا أوجب الشارع الحكيم على الرجال المؤمنين أن يكونوا رعاة لمن تحت أيديهم من الأهل من بنين وبنات وزوجات يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته... "(21)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله - تعالى -سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته"(22)، فالولي مسئول عن من تحت ولايته من بنات وأخوات وزوجات، وعليهن السمع والطاعة له بالمعروف، ما لم يأمرهن بمعصية لله؛ لكن القنوات الفضائية تقوم بإرسال رسائل مباشرة وغير مباشرة محتوى هذه الرسائل: أن تتمرد المرأة على ولاية وليها عليها أباً كان أم أخاً أم غير ذلك، وأن تحطم أي قيود، أو قيم، أو أعراف، أو عادات، أو تقاليد للمجتمع، وأشر من ذلك وأمَرُّ أن ترفض الأحكام الشرعية، وإن قبلت المرأة منها شيئاً قبلت ما ترى أنه يمنحها حقوقاً، ولكنها ترفض ما ترى أنه واجبات ومسئوليات عليها، كل ذلك بدعوى حريتها الشخصية. فحريتها تجعلها تفعل ما تريد، وتقول ما تشاء، وتذهب إلى أي مكان، وتلبس ما تهوى من لباس، وتقيم علاقات مع أي جنس، وتسافر بدون محرم، وتتزوج بمن تحب براً كان أم فاجراً، وليس لأحد ولياً كان أم زوجاً أن يسألها عن ذلك، فضلاً عن أن يوجهها أو يمنعها. وقد كان لذلك آثار ضارة عليها، فعلاقتها مع وليها اهتزت إن لم تكن انقطعت في كثير من الأسر.

        خامساً: رفض قوامة الزوج:
        قال الله - عز وجل -: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على" بعض 34 {النساء: 34} هذه القوامة تتطلب أن يكون الرجل حامياً للمرأة، حافظاً لها من أي اعتداء أو خوف، موفراً لها حاجاتها؛ ولذا فإن المرأة تطلب هذه القوامة بفطرتها، و لا يخل بهذه القاعدة إلا من شذ من النساء، وقد قامت القنوات الفضائية عبر برامجها وأفلامها بدور كبير في إقناع المرأة برفض قوامة الزوج عليها فهي تصور "الزوج بأنه سجّان قاهر، والقوامة سيف مُصلت... حتى أوجد ذلك في نفوس النساء أنفة واشمئزازاً وبحثاً عن الانطلاق بلا قيود"(23).
        بدأت بعض الزوجات برفض قوامة الزوج، وقد ترتب على هذا خدش كبير في علاقة الزوج بزوجته أدى إلى حدوث المشاكل بينهما والنزاع والشقاق، وربما الفراق والطلاق؛ "لأن المرأة بفطرتها تُحب أن تأوي إلى ركن تلجأ إليه... ولذلك فإن تنازل الرجل عن قوامته أمر يشقي المرأة ولا يسعدها، ويُسبب وهناً في بناء الأسرة، وتقويضاً في أركانه"(24).

        سادساً: إقامة العلاقات المحرمة مع الجنس الآخر:
        من قواعد الشرع المطهر أن الله - سبحانه - إذا حرم شيئاً حرم الأسباب والطرق والوسائل المفضية إليه؛ تحقيقاً لتحريمه، ومنعاً من الوصول إليه، أو القرب من حماه، ولو حرم الله أمراً وأبيحت الوسائل الموصلة إليه، لكان ذلك نقضاً للتحريم وحاش شريعة رب العالمين من ذلك.
        وفاحشة الزنى من أعظم الفواحش وأقبحها، وأشدها خطراً وضرراً على ضروريات الدين؛ ولهذا صار تحريم الزنى من الدين بالضرورة(25) يقول الله - جل وعلا -: ولا تقربوا الزنى" إنه كان فاحشة وساء سبيلا 32 {الإسراء: 32} يقول العلامة السعدي - رحمه الله تعالى -: "والنهي عن قربان الزنى أبلغ من النهي عن مجرد فعله؛ لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه"(26).
        وإقامة العلاقات بين الجنسين من أهم الأسباب للوقوع في فاحشة الزنى؛ ولذا حرمها الشارع الحكيم، ولكن القنوات الفضائية زينت للفتاة ضرورة إقامة تلك العلاقات مع الشاب قبل الزواج بدعوى أنه لا حياة زوجية سعيدة إلا بحب قبلها، وتبين د- خديجة علوي أستاذة علم الاجتماع "أن الصداقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج... من ضمن الأفكار الفاسدة التي وردت إلى مجتمعنا بسبب الانفتاح اللا محدود على المجتمعات الغربية"(27)، ومن أعظم وسائل ذلك الانفتاح: القنوات الفضائية.

        ما هي نهاية هذا الحب؟
        1- وقوع الشباب من الجنسين فيما حرم الله - تعالى -و ارتكابهم للفواحش لإشباع الغريزة الفطرية الموجودة لديهم؛ لأن خلوتهم مع بعض ستجعل الشيطان ثالثهما كما قال النبي: "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان"(28) ومن كان الشيطان معهما فسوف يزين لهما المعصية، ويهون عليهما ارتكاب الفاحشة.
        2- رد الفتاة للكثير من الأزواج الأكفاء ممن يُرضى دينهم وخلقهم أثناء فترة الحب قبل الزواج؛ انتظاراً لتقدم المحب لخطبتها، والذي في الغالب لن يتقدم لها بل يضحك عليها، فتضيع على نفسها فرصاً كثيرة للزواج من أكفاء، وفي الوقت نفسه لم تمتثل لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"(29).
        3- احتمال بقاء الفتاة عانساً، فبعض الفتيات تظل معلقة به تنتظره، ولا تصحو من غفلتها وتعرف أن هذا المحب لها لن يتقدم لها إلا بعد سنوات فاتها أثناءها قطار الزواج.
        4- الأثر النفسي الذي يحدثه هذا الأمر عليها في مستقبل حياتها الزوجية.
        5- أن ينتهي الحب قبل الزواج بزواج فاشل غير ناجح، ينتهي غالباً بالطلاق، فالدراسات والأبحاث التي أجريت في بلاد الكفار والمسلمين أثبتت أن معظم الذين تزوجوا بعد قصة حب لم ينجحوا في زواجهم، وأن أكثر حالات الطلاق إنما تقع في الزيجات التي تمت بعد علاقة حب(30).

        ــــــــــــــــــــــ
        الهوامش:
        1- الإعلام في العالم الإسلامي، لسهيله زين الدين حماد ص: 12- 13بتصرف.
        2- البث المباشر حقائق وأرقام للشيخ- ناصر بن سليمان العمر، ص: 17
        3- مجلة الجندي المسلم العدد: 102.
        4- مجلة كلية الملك خالد العسكرية عدد محرم 1425ه.
        5- فتياتنا بين التغريب والعفاف للشيخ د- ناصر العمر، ص 15.
        6- مجلة أسرتنا العدد: 37.
        7- مجلة أسرتنا العدد: 33.
        8- مجلة الفرقان العدد: 301.
        9- أخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني برقم: 5100 في صحيح الجامع.
        10- أخرجه الترمذي وصححه الألباني برقم: 5103 في صحيح الجامع.
        11- أخرجه أبو داود وصححه الألباني برقم: 5096 في صحيح الجامع.
        12- مجلة فتيات العدد: 40.
        13- أخرجه أبو داود وصححه الألباني برقم: 5095 في صحيح الجامع.
        14- صحيفة الرياض العدد: 12613 في 2-11-1423ه
        15- صحيفة الرياض العدد 12556- 12557 في 4و5 -9-1423 ه.
        16- مجلة أسرتنا العدد: 14.
        17- مجلة أسرتنا العدد: 37.
        18- أنظر في ذلك مجلة أسرتنا العدد: 41 والعدد: 44.
        19- مجلة أسرتنا العدد: 43.
        20- أخرجه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم: 5624.
        21- أخرجه البخاري ومسلم.
        22- أخرجه النسائي وابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم: 1774.
        23- المرأة وكيد الأعداء للشيخ د- عبد الله وكيل الشيخ، ص: 24.
        24- مقومات السعادة الزوجية للشيخ د- ناصر العمر، ص: 24.
        25- حراسة الفضيلة للشيخ بكر أبو زيد ص: (112) من الطبعة الرابعة.
        26- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة السعدي ص (457).
        27- وهم الحب لمحمد بن عبد العزيز المسند، ص: 45.
        28- أخرجه أحمد والترمذي.
        29- أخرجه الترمذي.
        30- المصدر السابق ص:44.


        تعليق

        • ظل ظليل
          مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

          • 26 أغس, 2008
          • 3506
          • باحث
          • مسلم

          #5
          أثر القنوات الفضائية في تغريب المرأة (2-2)

          فهد بن عبدالعزيز الشويرخ
          تناول الكاتب - وفقه الله تعالى - في حلقته الماضية من المقال لأثر وسائل الإعلام عموماً على الناس، ثم عرّج على تعريف التغريب، ولماذا استهدفت المرأة المسلمة به، وذكر بعض المظاهر لممارسة القنوات الفضائية أشكالاً من التغريب للمرأة المسلمة، ويكمل في هذه الحلقة المظاهر الأخرى من تغريب المرأة في القنوات الفضائية.
          الجندي المسلم.

          سابعاً: عدم قرار المرأة في بيتها:
          يقول الله عز وجل:
          وقرن في بيوتكن( 33 ) الأحزاب: 33} فقرار المرأة في البيت هو الأصل؛ لأن قرارها فيه خير لها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن"(1) خير لهن من ماذا ؟ من الذهاب إلى أفضل البقاع عند الله تعالى وهي المساجد، فصلاتها في بيتها أفضل لها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها"(2) ويقول صلى الله عليه وسلم: "خير صلاة النساء في قعر بيوتهن"(3)؛ لأن صلاة المرأة في بيتها أستر لها وأصون؛ ولأن النساء إذا خرجن حتى للمساجد فإن القليل منهن من يلتزم بالضوابط والأحكام والآداب التي قررها الشارع عند خروج المرأة من بيتها؛ ولهذا قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى من النساء ما رأينا لمنعهن المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها"(4).
          إذن فقرار المرأة في البيت هو الأصل، والخروج منه هو الاستثناء؛ لضرورة أو حاجة؛ امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين سودة رضي الله عنها: "إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن"(5) قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى:
          وقرن في بيوتكن 33 الأحزاب: 33} أي: "الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة"(6).
          والشارع الحكيم أمر المرأة بالقرار في بيتها لأن ذلك أفضل لها فهي إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان"(7) ومعنى استشرفها أي: زينها في أعين الرجال، وإذا زينها لهم افتتنوا بها، فهي فتنة كما قال صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"(8).
          القنوات الفضائية صورت للمرأة بأن البيت سجن لها، وكبت لحريتها، يجب تحطيم قيوده، والخروج منه بصورة دائمة لحاجة ولغير حاجة؛ ولذا كثر خروج النساء من بيوتهن بعد ظهور القنوات الفضائية. وهجرت المرأة بيتها، وأصبحت خرّاجة، ولاّجة، تحضر المهرجانات، وتغشى المنتديات، وتشارك في الاحتفالات، وترتاد الأسواق بكثرة، وتذهب للمنتزهات، وتجلس على الشواطئ في أوضاع يندى لها الجبين، وتؤلم كل رشيد، وتوجع كل لبيب، وتحزن كل غيور، وتفرح كل عدو ظاهر وباطن، ويشخص لنا فضيلة الشيخ منصور بن ناصر الراجحي رئيس مركز هيئة الروضة ذلك الخروج فيقول: "لقد تعدى خروجها للمدرسة أو للسوق ولزيارة الأقارب إلى زيارات التسوق بلا حاجة...كما استجدت الدعوات المتبادلة بين الفتيات في المطاعم، واللقاءات في محلات القهوة "كوفي شوب" وفي الأندية النسائية سواء كانت أندية ما يسمى صحية أو غيرها من تجمعات نسائية تؤدي في غالبها رسالة فكرية محددة، وقد نتج عن خروجها غيابها عن رقابة الأسرة، وأدى إلى اختلاطها مع فتيات ذات مذاهب و أفكار شتى؛ لتكون لقمة سائغة لموجات التغريب في أخلاقها أو فكرها"(9)، وعن خطورة الذهاب إلى هذه الأماكن يقول فضيلة مدير عام الهيئة بمدينة الرياض الشيخ صلاح السعيد: "أما السلبيات فتكمن في نوعية بعض النساء اللاتي يأتين لهذه الأماكن، فقد يكون هناك من النساء السيئات من تستغل هذه المجتمعات للشر والفساد...ونقف في بعض الأحيان على قضايا تتمثل في تعرف الفتاة على أخريات سيئات كن السبب في انحرافها"(10).

          ثامناً:الاختلاط والخلوة بالرجال:
          فقد زينت القنوات الفضائية للمرأة وسهلت لها أمر الاختلاط بالرجال، فأصبحت المرأة تختلط بالرجال في أماكن العمل، ووسائل المواصلات، والحدائق، والمنتزهات، والشواطئ، والمطاعم، والأسواق، والمستشفيات مع أن الاختلاط شره مستطير، والمفاسد والأضرار التي تعاني منها المجتمعات التي طبقته وجربته خير دليل، وأصدق برهان على ذلك؛ تقول الصحفية الأمريكية هيليان ستانبري: "أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم...امنعوا الاختلاط فقد عانينا منه في أمريكا الكثير...إن ضحايا الاختلاط يملأون السجون..إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوربي قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق"، وتقول الكاتبة الإنجليزية الليدي كوك: "على قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنى" وبهذا نعلم الحكمة من تحريم الشارع الحكيم للاختلاط، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت"(11)، كما أن هذه القنوات الفضائية تعرض خلوة المرأة بالرجل الأجنبي على أنه شيء عادي، ومن هنا تساهلت المرأة بشكل كبير وواضح في الخلوة بالرجل الأجنبي عنها خطيباً كان أم طبيباً أم سائقاً أم بائعاً...مع أن خلوة المرأة بالرجل الأجنبي عنها خطر كبير عليها ولذا حرم الشارع هذه الخلوة، يقول صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثها الشيطان"(12) ومن كان الشيطان ثالثهما فهو قائد لهما نحو المعصية، وارتكاب الفاحشة.

          تاسعاً: قلة الحياء:
          للحياء فضائل عديدة، وفوائد كثيرة، منها: أنه مانع للعبد بإذن الله من ارتكاب القبائح، وفعل المعايب يقول الشاعر:
          ورب قبيحة ما حال بيني
          وبين ركوبها إلا الحياء
          فكان هو الدواء لها ولكن
          إذا ذهب الحياء فلا دواء
          والحياء من شعب الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان"(13)، والحياء لا يأتي إلا بخير كما قال صلى الله عليه وسلم: "الحياء خير كله"(14)، ويقول صلى الله عليه وسلم: "الحياء لا يأتي إلا بخير"(15).
          إذا كان الحياء في الرجال جميلاً فهو في النساء أجمل؛ لأنه لها أستر وأكمل، يقول الله عز وجل:
          فجاءته إحداهما تمشي على استحياء 25 القصص: 25} يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى: "وهذا يدل على كريم عنصرها، وخلقها الحسن؛ فإن الحياء من الأخلاق الحسنة، وخصوصاً في النساء"(16)، ومن مظاهر تغريب القنوات الفضائية لنسائنا: أنها نزعت الحياء منهن، وهونت من شأنه في نفوسهن، فالفضائيات تغتال حياء الطالبات، فوجد لدينا نتيجة لذلك مظاهر مخالفة لشرع الله تعالى من أهمها: ما اعترى علاقة المرأة بالرجال الأجانب عنها من تساهل وتهاون. فحديثها وكلامها مع الرجال الأجانب في لحن وإيماء وخضوع في القول، ولين في الكلام مع دعابة، ومزاح وهزل بشكل لم يكن معهوداً قبل وجود القنوات الفضائية، والله سبحانه وتعالى يقول: يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا 32 صلى الله عليه وسلم الأحزاب: 32} يأمر المولى عز وجل نساء النبي بعدم الخضوع بالقول وهن أطهر النساء، وإذا كان الأمر كذلك فإن من عداهن من النساء أحوج لهذا التوجيه والتحذير؛ لأن المرأة إذا كان في نبرتها ذلك الخضوع اللين أثارت شهوة الرجال، وحركت غرائزهم، وطمع مرضى القلوب فيها.

          عاشراً: العاري في اللباس:
          الفطرة السليمة تنفر الإنسان وخاصة المرأة من انكشاف سوأتها، وتحرص على سترها، واللائي يتساهلن في اللباس فيلبسن ما يثير الفتنة بهن، ويبرز مفاتنهن ولا يسترهن فهن يسلبن من أنفسهن في تعرية أجسادهن خصائص فطرتهن وفي نفس الوقت يسلمن أنفسهن للشيطان الذي يريد نزع لباسهن وإظهار عوراتهن" يقول الله عز وجل:
          يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما... 27 الأعراف: 27}.
          لقد تلاعب الشيطان ببعض المسلمين فأوقعهم فيما يخالف شرع الله تعالى، فزين لهم التعري باسم المدنية والحضارة، وكان للنساء النصيب الأكبر في ذلك، وواقع النساء في كثير من ديار المسلمين شاهد على ذلك، وخلال سنوات مضت ظلت النساء في بلاد الحرمين بعيدات عن ارتداء الألبسة العارية إلى وقت قريب حيث بدأت بعض النساء بلبس ألبسة عارية، بموديلات متنوعة، وأنواع مختلفة من ثياب شفافة وقصيرة وضيقة وذات فتحات علوية وسفلية. وخاصة في حفلات الأعراس ونحوها، وكان لانتشار هذه النوعية من الملابس أسباب عدة من أبرزها: القنوات الفضائية، ففي تحقيق لمجلة الدعوة عن العري في ملابس النساء ومن المسئول ؟ ذكر أن "القنوات الفضائية أهم عامل تقريباً، فالبرامج التي تبث فيها كلها سموم ذات مفعول قوي"(17).
          إن النساء اللاتي يلبسن تلك الملابس العارية لا يشعرن براحة نفسية ولا جسمية، فهن يتعبن أثناء لبسها، ولا يهنأ لهن بال لا في قيام ولا في قعود، كما أن لها أضراراً صحية يقول الدكتور وجيه زين الدين: "إن الملابس الضيقة لا تخلو من أضرار منها ما قد تسببه من حساسية الجلد والضغط على الأحشاء الداخلية"(18)، وهذا اللباس ليس بساتر للمرأة؛ بل هو مبرز لمفاتنها....ومغر بها من رأها، وشاهدها حتى ولو كانت تلبس هذه الملابس بين النساء، يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: "الذي أراه أنه لا يجوز للمرأة أن تلبس مثل هذا اللباس ولو أمام المرأة"(19) والتي تلبس هذه الملابس متوعدة بالعذاب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر منهما: ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا كذا"(20)، فالكاسيات العاريات هن اللاتي يسترن بعض أجسادهن، ويكشفن بعضه الآخر.

          الحادي عشر: اللهث وراء الموضة:
          قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى جميل يحب الجمال"(21) والجمال والزينة من نعم الله تعالى على عبده، والمرأة بطبيعتها مفطورة على حب الزينة قال الله عز وجل:
          أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين 18 الزخرف: 18}، والمرأة المتزوجة مشروع لها أن تتزين لزوجها بما أباح الله لها من وسائل زينة، يقول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: "خير النساء التي تسره إذا نظر..."(22)، هذا هو الأصل فما هو واقع النساء اليوم من الزينة ؟ واقع كثير من النساء زيادة الاهتمام والمبالغة في هذا الأمر حتى خرج عن الإطار الشرعي، وأصبح لديهن تقليد أعمى لكل ما هو وارد من الغرب، بل إن بعضهن فقن النساء الغربيات في ذلك، فضاعت هوية المرأة المسلمة، فأضحت لا هم لها إلا متابعة كل جديد في عالم عمليات التجميل؛ اعتقاداً منها أن الجمال الجسدي هو الجمال المطلوب والمنشود، مع أنه في الحقيقة جمال زائف مرهون بفترة عمرية، محدودة. ومن أسباب هذا اللهث خلف الموضات والتعليقات والمديلات سواء في الملابس أو الأصباغ أو قصات الشعر القنوات الفضائية بما يعرض فيها من برامج مخصصة لذلك، وبملاحقتها لكثير من الساقطات من مغنيات وممثلات وجعلن قدوات للفتيات المسلمات فيقلدنهن في قصات الشعر وموضات اللباس وغيره، وقد أفادت إحدى أخصائيات التغذية: "أن عمليات التجميل انتشرت وعمت بشكل ملحوظ وأشارت بأصابع الاتهام إلى القنوات الفضائية في هذا الانتشار المريع"(23).
          لقد كثرت وانتشرت المراكز الطبية التي تهتم بعمليات التجميل للمرأة من: تصغير الأنف، وشد الصدر، وشفط الدهون من البطن، ونفخ الشفاه، ورفع الحواجب، وشد الوجه والرقبة، وعلاج القوام، تاتو (وضع مكياج دائم) وغير ذلك من تغيير خلق الله عز وجل، والعبث بأجساد المسلمات، واستنزاف الأموال الطائلة عليه.
          إن لهذه العمليات أضراراً كثيرة من أهمها:

          1- أن من تلجأ لعمليات التجميل بدون ضرورة لذلك كإزالة عيوب خلقية أو تلك الناتجة عن حادث معين، فهي تعبر عن نفس غير راضية بالقضاء والقدر فإن هذا الشكل الذي خلقت عليه المرأة هو قضاؤها وقدرها، وبالتالي فالواجب عليها الرضا بالقضاء والقدر؛ لأن ذلك ركن من أركان الإيمان.
          2- صرف الأموال الكثيرة فيها حيث تكلف بعض العمليات عشرات الآلاف من الريالات، وهذا من الإسراف المنهي عنه، قال الله تعالى:
          وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين 31 الأعراف: 31}.
          3- المخاطر الصحية لبعضها يقول د.صبري السعداوي مبارك عن أخطارها: "يترتب عليها أخطار عظيمة كحدوث السرطانات والأورام الخبيثة، والتشوهات عند البعض عاجلاً كان ذلك أم آجلاً".
          4- في بعضها شيء من تغيير الخلقة الأصلية، وهذا من إغراء الشيطان، قال الله عز وجل:
          ولآمرنهم فليغيرن خلق الله 119النساء: 119}.
          5- اطلاع الطبيب الرجل على أجزاء من جسد المرأة حسب موضع العملية بدون ضرورة، فقسم التجميل يضم قسمي الجلدية والجراحة، ومن الملاحظ أنه في قسم الجراحة قلما توجد طبيبة فمعظمهم أطباء.
          6- الإطلاع على العورة المغلظة للمرأة في عمليات إزالة الشعر من جميع أجزاء الجسد(24)، وهذا محرم لا يجوز .

          الثاني عشر: إقامة الحفلات الغريبة:

          إلى وقت قريب جداً كان الاحتفال مقتصراً على عيدي الفطر والأضحى وحفلة الزواج، ولكن ظهر في مجتمعنا الاحتفال بالعديد من الحفلات التي لا تمت لديننا وعاداتنا وقيمنا بصلة، من أبرزها:
          حفلات الديجة: التي تقام في البيوت، وأحياناً في الاستراحات، وروادها من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15-30 عاماً، تقيمها الفتاة بمفردها أو تشترك مجموعة من الفتيات في إقامتها، على أن تدفع كل واحدة قسطاً محدداً من المال، تبدأ في ساعة متأخرة من الليل لا تقل بحال من الأحوال عن الساعة العاشرة مساءً، وتستغرق ما لا يقل عن خمس ساعات، اللباس السائد فيها الجينز، الحفلة راقصة بالدرجة الأولى؛ حيث يستأجر عامل أو عاملة لتشغيل اسطوانات غنائية معينة: ديسكو: و لا تغلق الموسيقى أبداً والفتيات يرقصن عليها. ومما ذكر عن هذه الحفلات يتبين اشتمالها على جملة من المنكرات منها:
          1- التبذير وصرف الأموال بلا وجه حق، بل تصرف في أمور محرمة.
          2- ما تحويه من غناء وموسيقى محرمة.
          3- التبرج والتفسخ واللباس العاري الذي تلبسه المدعوات.
          4- التصوير للنساء المدعوات.
          5-السهر حيث تمتد الحفلة إلى ساعات الصباح الأولى(25).
          6- التشبه بالكفار، فمثل هذه الرقصات مأخوذة من الغرب.
          من أين جاءت فكرة هذه الحفلات المنكرة التي لم يكن لمجتمعنا عهد بها حتى وقت قريب ؟ لقد جاءت من القنوات الفضائية.
          الثالث عشر:عدم الالتزام بالحجاب الشرعي:
          الحجاب الشرعي هو غطاء الوجه الساتر، والعباءة الفضفاضة التي توضع على الرأس من أعلى، لكن هذا الحجاب تغير، وأصبح حجاباً سافراً متبرجاً، فغطاء الوجه خفيف شفاف، أو به فتحات كبيرة تسمى نقاباً تفتن أكثر مما تستر، والعباءة أصبحت مزركشة مطرزة تلبس على الأكتاف، وبعض النساء تغطي وجهها ولكنها تمشي في الأسواق والطرقات وكأنها في صالة عرض لجسمها. مع أن الواجب عليها شرعاً ستر جميع محاسنها، ومن أهم ذلك الوجه يقول الله عز وجل:
          وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن 53 الأحزاب: 53}، ويقول سبحانه وتعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى" أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما 59 الأحزاب: 59}.
          يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: "أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك"(26)، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها فإذا جاوزونا كشفناه"(27) يقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين: "ففي قولها فإذا حاذونا تعني الركبان سدلت إحدانا جلبابها على وجهها دليل على وجوب ستر الوجه"(28)، لقد تساهلت النساء بالحجاب الشرعي بعد وجود القنوات الفضائية التي تشجعهن على السفور والتبرج؛ ولهذا كثرت مناظر السفور عند نسائنا بعد وجود هذه القنوات.
          إن غالب ما يعرض في القنوات الفضائية من أفلام وبرامج ومسلسلات الهدف منها "إفساد الأخلاق، وقتل العفة، ومحاربة الفضيلة...وتطبيع الرذيلة بمكر ودهاء شيطاني...إنها برامج بلا روح ولا معنى تشبه وتقليد وتبعية...لتطبيع الاختلاط، وصداقة الجنس الآخر، والرقص والضم، والتقبيل والسفور، والتبرج، وتشبه كل جنس بالآخر".
          برامج وأفلام " تتسلل سمومها بهدوء بمكر وخبث ليصل الفساد أولاً للمظاهر، لتتأثر ثانياً الأخلاق والسلوكيات، ثم تفسد ثالثاً الأفكار والمعتقدات...لقد كان شعار المنافقين: أفسدوا الأفكار تفسد الأخلاق: فلما فشلوا باختراق الأفكار أولاً نكسوا شعارهم فقالوا: أفسدوا الأخلاق أولاً تفسد الأفكار، فتهيأت لهم الفرصة السانحة عبر البث الفضائي، فهل بعد هذا نعطي مثل هذه القنوات المفسدة فرصة انتهاك حرمة بيوتنا"(29) وتشويش عقول نسائنا ؟ نحن اليوم بعد أكثر من عقد من الزمن من ظهور القنوات الفضائية في بلادنا ماذا كانت النتيجة وما هو الحصاد ؟ إن الواقع يشهد بوضوح لا غبار فيه أن طائفة من نساء المسلمين غُربن في أفكارهن وسلوكهن.
          لقد أدرك بعض عقلاء الغربيين خطورة ما يعرض على الشاشات على القيم والأخلاق، فدعوا إلى ضبط مسار ما يعرض فيها، ولكن هذه الأصوات الضعيفة القليلة ضاعت وسط السعار المحموم، وعبودية الشهوات، واستعباد المرأة.
          اللهم إني أسالك أن توفق نساءنا وأولياء أمورهن لإدراك مخاطر وأضرار القنوات الفضائية عليهم وعليهن وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
          ----------------------------------
          الهوامش:
          1- أخرجه أبو داود.
          2- أخرجه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم: 3833 .
          3- أخرجه أحمد وابن خزيمة وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم: 3311 .
          4- متفق عليه.
          5- متفق عليه.
          6- تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص 483 .
          7- أخرجه الترمذي وصححه الألباني برقم 936 في صحيح الترمذي.
          8- متفق عليه.
          9- مجلة أسرتنا العدد: 37 .
          10- مجلة أسرتنا العدد: 37 .
          11- متفق عليه.
          12- أخرجه أحمد والترمذي.
          13 - متفق عليه.
          14- أخرجه مسلم.
          15- أخرجه البخاري.
          16- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ السعدي ج4 ص 14
          17- مجلة الدعوة العدد: 1519 .
          18- زينة المرأة للشيخ- عبد الله الفوزان ص 35 .
          19- الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة 3: 855 .
          20- أخرجه مسلم.
          21- أخرجه مسلم.
          22- أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم: 3298 .
          23- مجلة أسرتنا العدد: 49 .
          24- المصدر السابق .
          25- مجلة أسرتنا العدد: 35 .
          26- حكم السفور والحجاب لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ص 7 .
          27- أخرجه أحمد وأبو داود.
          28- رسالة الحجاب لفضيلة الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله ص 18 .
          29- مجلة أسرتنا العدد: 47

          تعليق

          • باحث صغير
            1- عضو جديد
            • 18 نوف, 2010
            • 94
            • طالب جامعي
            • مسلم

            #6
            الخروج منه هو الاستثناء؛ لضرورة أو حاجة
            هل تحرم خروج المرأة مع محرمها مع التزامها بحجابها للترويح المباح ؟؟َ!!!!!!!

            تعليق

            • ظل ظليل
              مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

              • 26 أغس, 2008
              • 3506
              • باحث
              • مسلم

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مدمر الشبهات
              هل تحرم خروج المرأة مع محرمها مع التزامها بحجابها للترويح المباح ؟؟َ!!!!!!!
              شكراً يا أخي علي مرورك الكريم ..

              بالنسبة لإقتباسك السابق وهو
              إذن فقرار المرأة في البيت هو الأصل، والخروج منه هو الاستثناء؛ لضرورة أو حاجة؛
              فمن الحاجات (( المباحات )) مثل الترويح المباح بضوابطه الشرعية وهذا حلال لا شك فيه ولم يقل أحد بتحريمه .

              تعليق

              • باحث صغير
                1- عضو جديد
                • 18 نوف, 2010
                • 94
                • طالب جامعي
                • مسلم

                #8
                جزاك الله خيرا على التوضيح

                تعليق

                • سيف الكلمة
                  إدارة المنتدى

                  • 13 يون, 2006
                  • 6036
                  • مسلم

                  #9
                  موضوع جامع وشامل
                  جزاك الله خيرا
                  أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                  والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                  وينصر الله من ينصره

                  تعليق

                  • ظل ظليل
                    مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

                    • 26 أغس, 2008
                    • 3506
                    • باحث
                    • مسلم

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سيف الكلمة
                    موضوع جامع وشامل
                    جزاك الله خيرا
                    وجزاكم الله بكل خير أستاذي الفاضل
                    شرفني مروركم الكريم

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 5 يوم
                    ردود 0
                    6 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                    رد 1
                    13 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                    رد 1
                    12 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                    رد 1
                    13 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                    ردود 2
                    20 مشاهدات
                    0 ردود الفعل
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    يعمل...