جحا . . . . شخصية بين الحقيقة والخيال
وجدت أصل لقصة جحا
فى كتاب
أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي
أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي
جحا الأحمق
- ويكنى أبا الغصن ،وقد روي عنه ما يدل على فطنة وذكاء إلا أن الغالب عليه التغفيل وقد قيل: إن بعض من كان يعاديه وضع له حكايات والله أعلم.
- عن مكي بن إبراهيم أنه يقول: رأيت جحا رجلاً كيساً ظريفاً ،وهذا الذي يقال عنه مكذوب عليه ،وكان له جيران مخنثون يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه.
- من حماقات جحا: وعن أبي بكر الكلبي أنه قال: خرجت من البصرة فلما قدمت الكوفة إذا أنا بشيخ جالس في الشمس فقلت: يا شيخ أين منزل الحكم ؟ فقال لي: وراءك ...فرجعت إلى خلفي فقال: يا سبحان الله! أقول لك وراءك وترجل إلى خلفك .
- أخبرني عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: ( وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ) (الكهف : 79 ) قال: بين أيديهم فقلت: أبو من قال: أبو الغصن فقلت: الإسم قال: جحا....وقد رويت لنا هذه الحكاية على غير هذه الصفة.
- وعن عباد بن صهيب قال: قدمت الكوفة لأسمع من إسماعيل بن خالد فمررت بشيخ جالس فقلت: يا شيخ كيف أمر إلى منزل إسماعيل بن خالد ؟ فقال: إلى ورائك ...فقلت: أرجع ؟ فقال: أقول لك وراءك وترجع! فقلت: أليس ورائي خلفي قال: لا...قلت: بالله من أنت يا شيخ ؟قال: أنا جحا ...
- قال المصنف: وجمهور ما يروى عن جحا تغفيل نذكره كما سمعناه.
- عن أبي الحسن قال رجل لجحا: سمعت من داركم صراخاً ... قال: سقط قميصي من فوق... قال: وإذا سقط من فوق ؟ قال: يا أحمق ، لو كنت فيه أليس كنت قد وقعت معه...
- وحكى أبو منصور الثعالبي في كتاب غرر النوادر قال: تأذى أبو الغصن جحا بالريح مرة فقال يخاطبها: ليس يعرفك إلا سليمان بن داود الذي حبسك حتى أكلت خراك.
- ومات جار له فأرسل إلى الحفار ليحفر له فجرى بينهما لجاج في أجرة الحفر فمضى جحا إلى السوق واشترى خشبة بدرهمين وجاء بها فسئل عنها فقال: إن الحفار لا يحفر بأقل من خمسة دراهم وقد اشترينا هذه الخشبة بدرهمين لنصلبه عليها ونربح ثلاثة دراهم ويستريح من ضغطة القبر ومسألة منكر ونكير.
- وحكي: أن جحا تبخر يوماً فاحترقت ثيابه فغضب وقال: والله لا تبخرت إلا عرياناً.
-وهبت يوماً ريحٌ شديدةٌ فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون فصاح جحا: يا قوم لا تعجلوا بالتوبة وإنما هي زوبعة وتسكن.
- وذكر أنه اجتمع على باب دار أبي جحا تراب كثير من هدم وغيره فقال أبوه: الآن يلزمني الجيران برمي هذا التراب وأحتاج إلى مؤنة وما هو بالذي يصلح لضرب اللبن فما أدري ما أعمل به ؟ فقال له جحا: إذا ذهب عنك هذا المقدار فليت شعري أي شيء تحسن ...فقال أبوه: فعلمنا أنت ما تصنع به....فقال: يحفر له آبار ونكبسه فيها.
- واشترى يوماً دقيقاً وحمله على حمال فهرب بالدقيق فلما كان بعد أيام رآه جحا فاستتر منه ، فقيل له: ما لك فعلت كذا... فقال: أخاف أن يطلب مني كراه.
- ووجهه أبوه ليشتري رأساً مشوياً فاشتراه وجلس في الطريق فأكل عينيه وأذنيه ولسانه ودماغه وحمل باقيه إلى أبيه فقال: ويحك ، ما هذا ؟فقال: هو الرأس الذي طلبته...قال: فأين عيناه ؟قال: كان أعمى...قال: فأين أذناه ؟ قال: كان أصم... قال: فأين لسانه ؟ قال: كان أخرس... قال: فأين دماغه ؟ قال: كان أقرع... قال: ويحك رده وخذ بدله...قال: باعه صاحبه بالبراءة من كل عيب.
- وحكي: أن جحا دفن دراهم في صحراء وجعل علامتها سحابة تظلها.
- ومات أبوه فقيل له: إذهب واشتر الكفن ... فقال: أخاف أن أشتري الكفن فتفوتني الصلاة عليه...
- وحكي: أن المهدي أحضره ليمزح معه ، فدعا بالنطع والسيف، فلما أقعد في النطع قال للسياف: أنظر لا تصب محاجمي فإني قد احتجمت.
- ورأوه يوماً في السوق يعدوا فقالوا: ما شأنك ؟ قال: هلا مرت بكم جارية رجل مخضوب اللحية واجتاز يوماً بباب الجامع ؟ فقال: ما هذا ؟ فقيل :مسجد الجامع... فقال: رحم الله جامعاً ما أحسن ما بنى مسجده.
-ومر بقوم وفي كمه خوخ فقال: من أخبرني بما في كمي فله أكبر خوخةٍ ؟ فقالوا: خوخ ...فقال: ما قال لكم هذا إلا من أمه زانية .
-وسمع قائلاً يقول :ما أحسن القمر... فقال: أي والله خاصة في الليل.
- وقال له رجل: أتحسن الحساب بإصبعك ؟ قال: نعم ...قال: خذ جريبين حنطة فعقد الخنصر والبنصر ، فقال له: خذ جريبين شعيراً فعقد السبابة والإبهام وأقام الوسطى، فقال الرجل ، لم أقمت الوسطى قال: لئلا يختلط الحنطة بالشعير.
- ومر يوماً بصبيان يلعبون ببازي ميت فاشتراه منهم بدرهم وحمله إلى البيت فقالت أمه: ويحك، ما تصنع به وهو ميت ؟ فقال لها: أسكتي فلو كان حياً ما طمعت في شرائه بمائة درهم.
-وخرج أبوه مرة إلى مكة، فقال له عند وداعه: بالله لا تطل غيبتك واجتهد أن تكون عندنا في العيد لأجل الأضحية
تعليق